تنمية بشرية

كيف تكون المواطنة الصالحة

من هو المواطن

يعتبر تعريف الالتزامات و المسئوليات من المنظور القانوني و السياسي أكثر عمقا أذ يعتبر أن المواطنة لها عنصران أساسيان و هما المواطن ككيان سياسي و المواطن ككيان قانوني و حقيقة أن العديد من الباحثين يرون أن هذا التصنيف يقع محله في تعريف المواطنة و بيان عناصرها .

– المواطن ككيان قانوني .
عندما نصف المواطن بأنه كيان قانوني فأننا نقصد بذلك ذلك الجانب من ممارسات و سلوكيات الأفراد الذي ينظمه القانون على مستوى علاقة الفرد بأفراد آخرين ، او على مستوى علاقته بالدولة و هي العلاقة الذي تلعب فيه الدساتير و التشريعات دورها لتحقيق هذا التوازن ما بين المصلحة العامة للمجتمع ككل و المصلحة الشخصية .
و هنا نقترب إلى فكرة المسئوليات الإلزامية التي تحميها الدولة و تسن تشريعاتها العقابية لمعاقبة أي من المواطنين اخل بتلك الالتزامات .و بناء على تلك الالتزامات نشأت للمواطن حقوقاً موازية يستطيع ان يلجأ إلى القضاء لينالها إذا ما حرم منها .
و خلاصة الأمر أن المواطن ككيان قانوني له حقوق حددها القانون و عليه التزامات قانونية يتمتع بها .

– المواطن ككيان سياسي.
و يقصد بها أن المواطن هو أساس العملية الديمقراطية ، فالدولة المدنية تقوم على أساس الإرادة الشعبية و الشعب ما هو إلا جموع المواطنين الذين يختارون من يحكمهم .
فالفرد منذ ولادته حتى ينمو و يصبح عضوا في جماعة يشارك همومها و يشارك في إدارتها عن طريق حقوقه السياسية فالعهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية اكد على ان لكل فرد يولد له الحق في ان يجمل اسما معينا و جنسية بلدة تلك الجنسية التي تُعد أول أشكال الروابط القانونية للمواطنة .
و المواطن ككيان سياسي هو المواطن الرشيد الذي يتمتع بالشخصية القانونية و يصبح له الحق في المشاركة في المجتمع الذي يعيش فيه المشاركة في إدارة هذا المجتمع و البعض يرى ان تلك المشاركة في مظهرها هي حق و في جوهرها هي التزام طوعي .
و يتضح أن كافة المسئوليات التي تقع على عاتق المواطنين هي مسئوليات تهدف في المقام الأول تحقيق الصالح العام فالصالح العام Public interest هو الهدف الرئيسي من نشأة السلطة و الدولة فالدولة جاءت لتحقيق صالح المجتمع و خير أفراده ككل ، و هو ما لا يتأتى إلا من خلال أيمان الإفراد بالصالح العام و الخير المشترك و يذهب أرسطو إلى أن الخير واحد بالنسبة للفرد و الدولة ، و أن خير المجتمع أكثر كمالا و أسمى و أجدر بالسعي من الخير الفردي ، ويتفق أفلاطون مع ما ذهب إليه أرسطو من أن ما هو خير للدولة يكون بالطبيعة خيرا للفرد .
و يؤكد أرسطو على أن المجتمع لا يستمر ما لم يتصرف أفراده بشكل عقلاني يحقق الخير المشترك لهذا المجتمع .
و يرى العديد من الفلاسفة بأنه من العقلانية أن يضحي الفرد بجزء من خيره المادي لصالح المجتمع ، و أن من ينشدون خير المجتمع يحققن أيضا في الوقت ذاته خيرهم الخاص ؛ و ذلك لان الخير الخاص لا يمكن ان يتحقق دون الخير المشترك للمجتمع .

كيف تكون مواطن فعال

لتكون انسان فعال في المجتمع لا بد من تواجد بعض الصفات التي تساعدك لذلك منها :

  1. أخلِص النيّة لله تعالى في جميع أعمالك وأفعالِك ليبارك لك الله فيها ويُطعمك مذاقها الجميل.
  2. كُن مبادراً وغيّر الظروف لتتناسب مع أهدافك، ولا تكن من الأشخاص الذين تحرّكهم الظروف وتتحكّم في قدراتهم.
  3. حافظ على نظافة المجتمع الذي تعيش فيه، واحمه من الملوّثات الجوية والمائية وغيرها.
  4. فكّر بطريقةٍ إيجابية ولا تستسلم للأفكار السلبية التي قد تأتي بعد تجربةٍ فاشلةٍ أو الرسوب في امتحانٍ ما، وإنما تشجّع وابدأ من جديد واعلم أنّ النجاح لا يأتي إلّا بعد السقوط عدّة مرات؛ ففي كل مرة يمكنك التعلّم من أخطائك لتصل إلى نجاحك في آخر المطاف.
  5. ضع أهدافاً واضحةً أمامك وافهمها جيداً لتستطيع سلوك الطريق الصحيح.
  6. شارِك في المحاضرات والمؤتمرات التي توعّي المجتمع بالأخطار المختلفة وبأهميّة النهوض بالمجتمع والتعاون معاً لتَحقيق مصالح الجميع.
  7. كن واثقاً من نفسك ومِن قدراتك، لتكون قائداً ناجحاً؛ فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرداً فعّالاً في المجتمع الإسلامي ويهابه الجميع، وكانت درّته التي ينبّه بها الناس المُخطئين ذاتُ تأثيرٍ أكبر من سيف الحجّاج.
  8. نظّم وقتك ما بين حياتك الشخصية وحياتك الاجتماعية لتكون قادِراً على تحقيق التوازن المَطلوب والناجح.
  9. ابدأ دائماً بإصلاح بيتك وأسرتك وبيئتك وانشر تأثيرك الإيجابي فيهم ثمّ انتقل إلى المجتمع الأكبر.
  10. شارِك بالأعمال التطوعية التي تقدّم المساعدة للمُحتاجين دون مقابلٍ.

كيف تكون المواطنة الصالحة

كما ذكرنا سابقا ما يجب على المواطنة الصالحة من واجبات نحو الوطن هناك أيضا حقوق ومن أهمها

  1. الحرية: في كل شيء خاص بالإنسان ، إعطاء حريته في التحرك ، والانتقال والسفر من مكان لأخر ، حرية الاعتقاد الديني ، وممارسة الشعائر الدينية ، ومن أهم الحريات حرية التعبير عن الآراء حول ما يوجد من مشاكل في  الوطن والمساعدة  في الحلول الممكنة ،
  2. المشاركة: ومن الحقوق الواجبة المشاركة السياسية ، وإبداء  الرأي في قضية حتى لو كانت مخالفة للرأي الأخر ، المشاركة  في عمل المؤتمرات الاجتماعية والسياسية السلمية بما لا يخل ولا يعارض مصلحة الوطن
  3.  الحقوق الاجتماعية: وهي تعني للمواطن تمتعه بجميع الخدمات الاجتماعية التي يجب أن توفر له ، مثل أن توفر له التعليم بما يتناسب مع قدراته ، توفر له  الرعاية الصحية والخدمات الطبية  على أعلى مستوي بأفضل الأطباء وأحدث الأجهزة الطبية ،   توفير مستلزمات المعيشة من ماء نظيف ، ومن كهرباء  ، من وسائل مواصلات عامة داخلية للتحرك بسهولة ويسر ، توفير الأسواق  ، توفير فرص عمل للشباب ، لتمكينهم من الزواج ، توفير السكن بأسعار مناسبة.

سمات المواطن الصالح في نطاق الأسرة والمدرسـة

جب على المواطن أن يولي بالسمع والطاعة لولاة هذا البلد ويحترم نظامه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحافظ على مكتسبات هذا الوطن ومقدراته ويحافظ على أمنه بالتعاون مع الجهات الأمنية وأن يتكاتف مع أفراد الوطن وأن تكون سماته سمات المسلم المطيع لله ورسوله .

وهنالك بعض الجهات المؤثرة تصنع المواطن الصالح ومن أهمها المنزل وتربية الأب والأم لأبنائهم وتأصيل القيم والصفات الحميدة فيهم وكذلك المدرسة فلها دور مهم جدا في صنع المواطن الصالح فالطفل حينما يأتي إلى المدرسة في سن السادسة يكون طريا وسهل التشكيل فإذا استطاعت المدرسة أن تغرس فيه صفات المواطن الصالح فطريق الصلاح دربه وحبه لوطنه طريقه ورقي بلده هو همه وكل هذا عائد إلى إدارة المدرسة ولمعلميها فالبيئة الصالحة في المدرسة تجعل من الطفل مواطنا صالحا في المستقبل فمن شب على شيء شاب عليه ,,, فعليها توعية الطلاب في المراحل السنية المختلفة ونشر القيم فيهم وغرس حب ولاة الأمر فيهم وتوضيح مدى أهمية تراب الوطن في حياة كل مواطن وكذلك توضيح أن هذه الأرض هي منشأ العباقرة وأرض ظهور الإسلام ومنبع كل البطولات وكذلك أن يغرس فيهم فن التعامل مع المشكلات كي يكونوا أول المتصدين للأفكار المخربة والهدامة والتي لا تستند على شي إنما تستند على فكر أصحابها الضال وكذلك غرس حب الوالدين والبر بهما فحبهما هو أول خطوات حب الوطن فمن حب والده ووالدته فقلبه مهيأ لحب مواطنيه ووطنه وأولياء الأمر وكذلك تنشأت الأولاد على العادات والتقاليد الإسلامية الأصيلة وكذلك الفخر بعاداتهم السعودية و حب الأفراد والمؤسسات الحكومية وحب كل شي ينتمي لهذه البلد وكذلك تأصيل حب الأعمال الخيرية التي تجعل الرابط بين المواطن ووطنه قويا فهو يريد الإصلاح قدر المستطاع .

واجبات المواطن الصالح

يُعرّف علماء القانون الواجب بأنّه التزام قد يكون ذا طبيعةٍ قانونيّة أو أخلاقيّة، وهو اللفظ المُقابل للحقوق التي يَحظى بها مواطنو الدولة، والذي يدلّ على الأخلاق والقوانين التي يجب على المُواطن الالتزام بها داخل المجتمع:

  1. الوفاء والإخلاص للوطن ومَحبّة المواطنين جميعاً سواء اتفقوا معاً أم اختلفوا، بمَوجب ما يتمتّعون به من خَيرات مُشتركة، وما يتعرّضون له من خَطر يُهدّدهم جميعاً، وبما يَجعل الوَطن لكلّ المواطنين.
  2. المُساهمة في خِدمة المجتمع المحلي من خلال المشاركة المبادرات التي تُعنى بنظافته وإعماره ونمائه وتحقيق التكافل الاجتماعي فيه.
  3. الحفاظ على أمن الدولة وكف الأذى عن دِماء المواطنين وأعراضهم وأموالهم، والاستعداد للتضحية بالأموال والأرواح في سبيل الدفاع عن الوطن.
  4. احترام القوانين وعدم مخالفتها، والدعوة إلى تَطبيقها ومجابهة كلّ من يخالفها، ممّا يَنتج عنه حفظ المجتمع من الفوضى والتخريب.
  5. الاهتمام بالاطّلاع على القضايا المؤثّرة في المجتمع.
  6. عدم التهرب من الضرائب والرسوم.
  7. العمل على بناء الوطن ورفعته كل حسب ما يمتلكه من علم وخبرة ومعرفة.
  8. المُشاركة في قضايا المجتمع والدفاع عنها.
  9. واجب حماية الحريّات والدفاع عنها.
  10. حماية ممتلكات الدولة ومرافقها العامة وعدم تدميرها.
  11. أداء الخدمات كالخدمة العسكرية .
  12. النصيحة للمسؤولين وأولي الأمر بما فيه صلاح الدولة واستقامتها.
  13. المُشاركة والتصويت في الانتخابات.

صفات المواطن السيئ

– لا يرى من الكأس سوى نصفها الفارغ، أو لا يرى سوى الممتلئ منها.. متطرف في المحبة فلا يرى الكسر فيها، أو متطرف في الغضب فلا يراها أبداً!
– يستطيع ان يعدد لك ألف خطأ ولا يمنحك صواباً واحداً.
– أحياناً.. يتذكر ان لديه حقوقا، وهذا رائع، ولكنه ينسى ان عليه واجبات.
– علاقته ببلاده تتحكم بها بطاقته البنكية، وترمومتر الولاء لديه يرتفع بـ «راتبين»!

– يقضي نصف وقته في النوم والأكل، والنصف الآخر (متبطحاً في استراحة) منتظراً وظيفة حكومية راتبها أربعة أو خمسة آلاف، وبجانبه سوق مفتوح يحلم بالدخول إليه نصف سكان آسيا وإفريقيا، ولو أتاه هندي أو بنغالي من قرية نائية لأصبح دخله يتجاوز العشرين ألفا… طبعاً (المنبطح في الاستراحة) سيقول لك: «سلومنا وعوايدنا تمنعنا من دخول السوق»… وسلومه وعوايده لا تمنعه أن يتحوّل إلى شحاذ أحياناً!!
– لا يفرق بين الدولة والحكومة.. ولا يعرف، على سبيل المثال، أن وزير الإسكان موظف في الحكومة/ مواطن في الدولة، والدولة ثابتة وهو متغيّر، وعندما لا يعجبك أداؤه يحق لك أن تصفه بـ: وزير المُسكِّنات، ويحق لك أن تطالب بمنعه ?من تقديم أي (تصريح) للإعلام عدا استخراج (تصريح) بناء!

كيف تكون مواطن صالح بالانجليزي

How to be a good citizen

حديث عن المواطن الصالح

وإذا ما صلح الفرد صلح المجتمع بحول الله وقدرته. وهذا يمر عبر مشاركة الفرد في المجتمع المشاركة الفعالة والإيجابية والتي نشاهدها ونلامسها في سلوكياته وتصرفاته اليومية.

فالمواطن الصالح: يقدر نعمة الله عليه وعلى وطنه ويشكرها باللسان والجنان ويشكره على الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان وفي الحديث “من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا”

والمواطن الصالح: يعلم أن حب الوطن ليس قصيدة تكتب أو مقال ينشر فحسب، بل هو شعور في القلب وممارسة بالجوارح تطبق في الواقع… يا لله كم من أناس تسلقوا عبر حب الوطن المزيف لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب مصالح غيرهم…! وفي الحديث “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”

موضوع تعبير عن المواطن الصالح خلقه عظيم

لتحميل الملف اضغط هنا


 

 

السابق
امثلة على الابداع والابتكار
التالي
اهمية التفاؤل فى صنع المستقبل

اترك تعليقاً