تنمية بشرية

اهمية التفاؤل فى صنع المستقبل

تعريف التفاؤل والتشاؤم

التشاؤم لغة؛ بمعنى الشؤم، الشر و النحس. شأم أي حمل إليه الشؤم (جبران مسعود، الرائد). و هو خلاف اليمن، بمعنى الطّيرة و هو ما يتشائم منه و” تطير من رؤية البوم” (نفس المرجع). و تشأم تشاؤماَ و تشؤماَ ضد تيمن أي فأل فألاَ سيّئاَ. و رجل مشؤوم على قومه و الجمع المشائيم.

كان مذهب العرب في التطير بالسوانح و البوارح من الطير و الظباء و نحوها (ابن المنظور، لسان العرب ، ج 7، ص7). و البوارح من البرح و هو الشر و من الطير أو الوحش ما مرّ من يمين الرائي أو الصائد إلى يساره و هو ضد سانح “من لي بالسانح بعد البارح” و هو مثل يضرب حول شخص لا يرجو من شيء و قطع الرجاء من كل الأشياء (سيد حميد طبيبيان، لاروس). جاء في لسان العرب أن شؤم الدار ضيقها و سوء جارها و شؤم المرأة أن لا تلد و شؤم الفرس أن لا ينزى عليها و يقال: شأم فلان على قومه يشأمهم فهو شائم إذا جر عليهم الشؤم و قد شئم عليهم فهو مشؤوم إذا صار شؤماَ عليهم و طائر أشأم و الجمع الأشائم و هو نقيض الأيامن.

التفاؤل مرادف للتيمن و هو مأخوذ من اليمن أي البركة و البشارة و أصله من اليمين ضدّ اليسار و لهذا المعنى صلة شعبية بما كانوا يسمونه السوانح جمع السانح و هو من الطيور أو الغزلان؛ الذي يمرّ من يسار الرائي إلى يمينه و كانوا يتفاءلون به و جمعه سنّح أيضاُ (جبران مسعود، الرائد).وكانت لهذه الكلمة و نقيضها التشاؤم صلة وثيقة بعقائد الجاهليين مثلاَ، عندما ثارت الريح من ناحية الشآم، ريح الشمال، الريح الشآمية تنذر البدوي بالبرد و القحط و الجوع، فاشتقّ منها التشاؤم. و الريح اليمانية تهب رخاء، و تبشر بالمطر و الربيع و الشبع، فاشتق منها التيمن، و صار يتطير بكل ما يأتيه من ناحية ‌الشمال، و يتفاءل بكل ما يأتيه من ناحية اليمين (بطرس البستاني، أدباء العرب، ج 1، دار الجيل بيروت، ص 8). وقد تركت آثارها في أدبهم و لهم أشعار كثيرة متأثرين فيها بمعنى هاتين الكلمتين. وقد ذكر المورد ذيل الكلمة”optimism” بمعنى التفاؤلية و الإيمان بأن هذا العالم خير العوالم الممكنة و أن الخير سوف ينتصر آخر الأمر على الشر و التفاؤل أي النزوع إلى رؤية الجانب المشرق من الأشياء و أن “optimist” أي المتفائل و الميّال للتفاؤل.

التفاؤل والأمل

يُعرف التّفاؤل على أنّه: “عبارة عن ميلٍ أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال وتوقع أفضل النتائج”، أو يمكن أن يُعرف على أنه: “وجهة نظر في الحياة والتي تبقي الشخص ينظر إلى العالم كم كان إيجابي، أو تبقي حالته الشخصية إيجابية”، وبالتّالي فإنَّ التفاؤل نظير التشاؤم، أمّا الأمل فهو: “شعور عاطفي يتفاءل به الإنسان ويرجو فيه نتائج إيجابية لحوادث الدهر أو تقلباته حتى وإن كانت تلك النتائج الإيجابية صعبة أو مستحيلة الحدوث”، والنّاظر في كِلا المُصطلحين يجد التّقارب بينهما واضحًا، أمّا عن هذا المقال فقد خُصص من أجل معرفة أثر التفاؤل والأمل على الفرد والمجتمع، وتأثيرهما على صحة الإنسان.

معنى التفاؤل في الإسلام

التفاؤل سنة نبوية، وصفة إيجابية للنفس السوية، يترك أثره على تصرفات الإنسان ومواقفه، ويمنحه سلامة نفس وهمة عالية، ويزرع فيه الأمل، ويحفزه على الهمة والعمل، والتفاؤل ما هو إلا تعبير صادق عن الرؤية الطيبة والإيجابية للحياة .

وفي المقابل هناك علاقة وطيدة بين التشاؤم وكثير من مظاهر الاعتلال النفسي وضعف الهمة، حيث يجعل صاحبه ينتظر حدوث الأسوأ، ويتوقع الشر والفشل، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره التشاؤم، ويحب الفأل الحسن الذي له علاقة بالعمل والأمل، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة) رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة” رواه البخاري، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الطِّيَرَة شِرْك، الطِّيَرَة شِرْك، الطِّيَرَة شِرْك) رواه أبو داود، قال النووي: “الطيرة شرك أي اعتقاد أنها تنفع أو تضر، إذا عملوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها فهو شرك لأنهم جعلوا لها أثرا في الفعل والإيجاد”.

والتفاؤل نور في الظلمات، ومخرج من الأزمات والكربات، وهو سلوك نفسي حث عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله وفعله، وهو مقرون بالإيمان بالله ـ عز وجل ـ، ومعرفته بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، لأن المؤمن يستشعر معية الله {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة: 40)، كما يعرف ربه بأسمائه الحسنى وأنه أرحم الراحمين {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (يوسف:64)، لطيف بالعباد {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى: 19)، وسعت رحمته كل شيء {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (الأعراف: 156)، يدافع عن المؤمنين {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج: 38)، واسع المغفرة قابل التوب وغافر الذنب {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} (غافر:3)، ناصر لعباده المؤمنين {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (غافر:51)، وغيرها من صفات الله الحسنى التي تجعل المؤمن في تطلع للأمل، وتوقع للخير، وانتظار دائم للفرج، وهذه كلها تصب في معنى التفاؤل الذي أمر به وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، وربَّى عليه أصحابه رضوان الله عليهم.

فَضْلِ التفاؤل

عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الفَأْلُ الصَّالِحُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ». متفق عليه.

اهمية التفاؤل فى صنع المستقبل

النجاح في الحياة لا يكون إلا من خلال التفاؤل والأمل فهي من الأشياء التي تحقق النجاح والسعادة الأبدية للناس، وعلى المرء دائما أن ينظر إلى الحياة النظرة المتفائلة والإيجابية والتي تبعد كل البعد عن التشاؤم في الحياة، وكما يوجد فشل في بعض التجارب في الحياة يوجد أيضا الكثير من النجاحات الأخرى، وعلى كل شخص أن يزرع الأمل في نفسه وفي نفوس من حوله حتى يتمكن من تحقيق المزيد من النجاحات في الحياة.

خطوات تحقيق التفائل في الحياة

إذا أردت أن تصبح شخص متفائل من أجل تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل كل ما عليك هو الإقدام على الخطوات التالية

  1.  من الممكن تحقيق قدر كبير من التفاؤل من خلال النظر إلى التجارب الناجحة في الحياة من الشخصيات المشهورة فهذا الأمر سوف يهون على الشخص الكثير من المصاعب التي من الممكن مواجهتها في المستقبل.
  2. على الشخص أن يعمل دائما بجهد وأن يتخلى عن الكسل والضعف فالله عز وجل يفضل المرء القوي ولا يفضل الشخص الضعيف في مواجهة المصاعب والحياة.
  3.  على الشخص أن يتأكد أن كل مرحلة فشل يأتي بعدها نجاح جديد لذا من الأفضل عدم النظر إلى محطة الفشل إلا للتعلم منها ومن ثم مداومة الاستمرار في العمل والتقدم.
  4.  كما أن الشخص الذي والمتفائل هو من لا ينظر إلى من حوله من الفاشلين لذا من الأفضل دائما النظر إلى الأمام وعدم الالتفات إلى كافة الجميل المحبطة من حولك حتى وإن كانت من المقربين.

أثر التفاؤل على الفرد والمجتمع لصناعة المستقبل

مما لا شك به أن التفاؤل من الأشياء الجيدة التي يشعر بها المرء والتي توفر له الكثير من المقومات الهامة لصناعة المستقبل الجيد ومن بين الآثار الهامة للتفاؤل على الفرد والمجتمع ما يلي.

  1.  التفاؤل من الأشياء التي تساعد الشخص في التخلص من كافة العقبات التي تقف أمامه في تحقيق الأحلام التي يسعى لها ومن ث صناعة مستقبل جيد.
  2.  كما أن الشخص المتفائل يمكنه تجاوز كافة المشاعر المحبطة التي من الممكن أن تؤثر على حياته بشكل عام، كما أنها تزيد من مشاعر الإصرار على تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.
  3. كما أنها تزيد من ثقة الشخص بالنفس وتجعله أكثر قوة.
  4.  كما أن الشخص المتفائل لا يسمح لأي من المشاعر السلبية أن تؤثر على نمط حياته أو الطريق الذي رسمه لنفسه من أجل تحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.
  5. كما أن التفاؤل من الأشياء التي لديها القدرة الكبيرة على إخراج جيل جديد لديه القدرة الكافية على بناء مجتمع متقدم ومتطور.
  6.  كما أن الأمل والتفاؤل من الأشياء التي تدفع بالإنسان إلى العمل والاجتهاد في العمل كما أن يضيف نوع من الراحة والطمأنينة في التعامل.
  7.  كما أن التفاؤل من الأشياء التي تقلل من التعرض إلى الإحباط النفسي وتدعم الشخص من أجل مواصلة النجاحات التي يسعى للوصول إليها.

أشياء تساعد الشخص على التفاؤل

يوجد العديد من الأشياء التي من الممكن من خلال القيام بها أن تساعد الشخص على التفاؤل وتساهم في صنع مستقبل جيد للأفراد والمجتمع كله ومن بين تلك الأشياء ما يلي:

  1.  أن يقوم الشخص دائما بالاستماع إلى الاشخاص الإيجابيين من حوله فالشخص المتفائل لا يسمح إلى المحبطين بالسيطرة عليه بشكل عام.
  2.  كما أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة من العوامل التي تزيد من قدرة الشخص على التفاؤل والتخلص من الطاقة السلبية التي من الممكن أن تؤثر عليه بشكل عام.
  3.  وللابد على الشخص من النظر إلى كل ما يدور حوله في الحياة بالنظرة الإيجابية والتخلص من سلبيات الحياة التي تسيطر عليه.
  4. ممارسة العديد من التمارين الرياضية التي من شأنها التخلص من المشاعر السلبية التي قد تسيطر على البعض، كما أنها تزيد من نشاط الشخص وتبعده كل البعد عن الكسل وتجعل الشخص نشيط وأكثر تفاؤل.
  5.  وإذا كنت تسعى من أجل تحقيق هدف ما في الحياة كل ما عليك أن تضع ذلك الهدف أمام عينك حتى تسعى من أجل الوصول إليه بكافة الطرق والوسائل المتاحة أمامك وعلى الشخص أن يتحلى بروح الصبر وعدم التراجع في تحديد الأهداف الخاصة به على الإطلاق حتى في أصعب الظروف فالحياة عبارة عن مغامرة كبيرة لابد من أن تتخطيها.

أسباب التفاؤل

 السبب الأول: التفاؤل مطلب ديني .. التفاؤل فيه نوع من الرضا بقضاء الله وقدره .. يعني نفسك ربنا يوفقك في الحاجة اللي انت متفائل بخصوصها .. بس جزء كبير من تفاؤلك انك متقبل أي نصيب ربنا هيكتبهولك وده اللي مخليك مش خايف من المصير اللي قدامك .. طيب واحد هيسألني .. يعني معنى كده إن التشاؤم حرام ؟؟ التشاؤم حرام إذا بتتشاءم بغرض معين .. يعني اللي يشوف حادثة تحت البيت مثلا ليلة الامتحان يتشاءم ويقول يبقى انا مش هحل حلو وده فال وحش .. ده الجزء المحرم من التشاؤم وفي تشاؤم تاني اللي هو التشاؤم عموما خوفا من أي مصير بغض النظر عن حدوث غرض معين والتشاؤم ده مش حرام ولا حاجة بس التفاؤل في حد ذاته محمود

السبب التاني:إنك مش شايف الصورة الكاملة .. يعني انت من الآخر مش عارف إيه اللي مستنيك ..  يعني حتى لو حصلت الحاجة الوحشة اللي انت خايف منها .. انت مش عارف اذا كانت الحاجة دي فعلا وحشة ولا لأ .. وبيتهيألي كتير قوي حصلت في حياتهم مصايب وبلاوي وبعد فترة ما .. يمكن شهر أو سنة أو حتى 10 سنين .. الشخص ده كان بيسجد لربنا وبيشكره علشان الحاجة دي حصلت وغيرت حاجات كتير في حياته .. أو اترتب عليها في المستقبل حاجات كتير قوي كانت في صالحه وخير ليه

السبب الثالث:إن التفاؤل هيشجعك على العمل .. يعني انت دلوقتي قدامك مشكلة عويصة ومحتاجة حل .. طيب هتحلها ازاي .. هتقعد في مكانك تندب حظك .. وتتشاءم من المستقبل العاثر اللي قدامك بسبب المشكلة دي .. ولا الحل انك تبدأ في العمل لحل المشكلة دي .. التفاؤل أقدر أقول انه عكس الاكتئاب ودي نتيجة ، يعني التشاؤم هيخليك تفضل في مكانك ما بتتحركش وما بتعملش وده هيؤدي في النهاية للاكتئاب .. محدش بيقدر يتحرك ولا يعمل حاجة وهو مكتئب .. انما لما تتفاءل هتقدر تشتغل وتجتهد وتعمل اللي عليك وربنا يوفقك في حل المشكلة دي

السبب الرابع:اللي يخليك تتفاءل .. ان في أي لحظة دلوقتي وفي أي مكان في العالم في ناس كل يوم بتمر بمشاكل كتير ليل ونهار ومشاكل أكبر من اللي انت بتمر بيها بكتير .. فإزاي انت علشان مريت بمشكلة صغيرة تتشائم ؟ أمال لو حصلت لك – لا قدر الله – مشكلة كبيرة جدا في حياتك هتواجهها ازاي .. ؟

السبب الخامس:إنك لما تتشاءم وتبقى قلقان وخايف من المستقبل .. فإنت بتشمت فيك كل أعداءك والناس اللي ممكن يفرحوا فيك .. مع إن أكتر حاجة ممكن تعملها علشان تستفز الناس دول لما تقع في مشكلة .. إنك تبتسم وتقول الحمد لله

أسئلة عن التفاؤل

لمتابعة الأسئلة اضغط هنا

موضوع تعبير عن التفاؤل والتشاؤم

لتحميل الملف اضغط هنا

التفاؤل والأمل ppt

لتحميل الملف اضغط هنا

السابق
كيف تكون المواطنة الصالحة
التالي
تعريف الغلاف الجوي

اترك تعليقاً