تنمية بشرية

كيف تتعلم فن الحوار ؟

يعتبر الحوار هو الطريقة الأساسية للتواصل بين الأشخاص ،و لكن الكثير منهم لا يملكون القدرة على الحوار مع الآخرين بشكل جيد ،و هذا ما يقودهم إلى الوقوع في الكثير من المواقف المحرجة ،و بالطبع يكون سبباً جوهرياً في خلافاتهم مع غيرهم.

ما هو فن الحوار

الحوار هو فن الاتصال والتواصل مع الآخرين بطريقة حضاريّة وراقية بعيداً عن العصبيّة والتشدد والمغالاة في التمسك بالرأي، ويعتبر فن الحوار أحد أهم الفنون التي يُتقنها الناجحون والمفكرون والأنبياء ورجال الأعمال وقادة السياسة حول العالم، وهذا الفن ضروريّ لتحقيق التواصل بين الزوج والزوجة، والأب والابن والتلميذ والأستاذ.

كيف تتعلم فن الحوار ؟

  1. يجب أن يراعي الفرد الطرف الآخر الذي يتحدث معه ،و يمنحعه الفرصة أن يبدأ الحوار خاصة ،و إن كان هذا الشخص أكبر منه في السن أو المكانة أو غير ذلك ،و ،و هذا يدل على الإحترام ،و التقدير للطرف الآخر .
  2. من الضروري أن يبدي الفرد اهتمامه لحديث الآخرين دون أن يسخر من أحد ،و أن يحترام آراء الآخرين حتى ،و إن كانت لا تتفق مع آرائه و أن يتذكر دائماً أن اختلاف الرآي لا يفسد للود قضية .
  3.  يفضل إذا عرض أحدهم عليك نصيحة أو رآي ما أن تتقبل ما يقوله ،و تشكره على ما يقوله لك .
  4. من الضروري أن تراعي ملائمة الحديث وفقاً للأشخاص ،و الفئات التي تتحدث معها من حيث أعمارهم و مستوى ثقافتهم ،و احرص كذلك على اختيار الكلمات التي يسهل عليهم استيعابها فمثلاً اذا كنت تتحدث مع أحد البسطاء الذين لم يكملوا تعليمهم ابتعد عن الكلمات الصعبة ،و حاول على اختيار الكلمات البسيطة التي يسهل عليها فهما لكي يستوعب كلامك ،و يتفاعل مع حديثك .
  5. يفضل إذا طرح الطرف الآخر عليك سؤال أن تجيب عليه دون أن تحرجه  .
  6.  احرص على المحافظة على هدوئك ،و بشاشة وجهك عندما تتحدث مع الآخرين و كذلك استخدم الكلمات الطيبة و التزام بالتواضع ،و الصدق حينما تتحدث فكلما تمسك الإنسان بحسن الخلق كأن أكثر قدرة على كسب احترام الآخرين ،و تأيدهم لحديثه .
  7.  ابتعد عن العند ،و محاولة فرض الرآي على الآخرين لكي لا تخسرهم  و حينما تتحدث لا تحاول الخروج عن المسار الأصلي للموضوع حتى لا يمل منك من يستمعون إليك .
  8.  ابتعد عن التحدث بصوت مرتفع فدائماً الصوت المرتفع لا يعطي لك الفرصة بأقناع الآخرين بما تريده ،و بالطبع سيكون سبباً في نشأة الخلافات بينك و بينهم .
  9. من الضروري الإبتعاد عن الحديث عن أمورك الشخصية طوال مدة الحوار ،و كذلك عليك ألا تتدخل في شئون الآخرين ،و تبادر بالسؤال عن خصوصياتهم  حتى لا تضع نفسك في موقف محرج .
  10.  ابتعد عن الحديث بالسوء عن الآخرين فهذا سيعطي لمن تتحدث إليهم انطباعاً سيئاً ،و ربما سيكون سبباً في وقوع الكثير من الخلافات بينك ،و بينهم .

كيف أتعلم فن الرد

  1. الإنصات الاستماع إلى محدثك جيداً والتركيز فيما يقول أهم النقاط التي تساعدك على الرد الصحيح والمباشر، فيجب عدم مقاطعة المتحدث لعدم استفزازه وحتى يشعر أنك مهتم بما يقول، فيكون منصتاً جيداً لك عند دورك في الرد، كما يجب أن تطلب منه إعادة الأجزاء التي لم تفهمها جيداً وهو ما سيضاعف شعوره بالاهتمام، وهذا أول طريق الرد الحاسم.
  2. التمهُّل الاندفاع في الحديث قد يجعلك تقول أشياء تندم عليها، لذا حاول أن تتمهل قليلاً وتفكر في كيفية عرض حديثك، وهو ما يضفي تأثيراً على من تحدثه، فلا يشعر بأنك تهاجمه ويصبح ميالاً أكثر للاقتناع برأيك.
  3. تجنُّب العناد العناد يضعف من موقفك في الحديث، فإن لم تمتلك المعلومات الكافية لإثبات وجهة نظرك يمكنك التوقف عن الحديث والبحث، ثم إعادة الحوار في وقت آخر، ورغم ذلك فيمكنك أن تضعف من وجهة نظر محدثك عبر التركيز على الفجوات في حديثه، والتوقف عن الحديث في حالة عدم انتصار رأي على الآخر مع الاتفاق على استكماله في وقت لاحق. التثقيف فن الرد لا يأتي إلا بوجود قدر كافٍ من الثقافة اللغوية والعامة، فعبر اللغة يمكن انتقاء الكلمات المناسبة للمواقف والمواضيع المختلفة وقولها في مكانها الصحيح، بينما الثقافة العامة تمكنك من الحديث في كل المواضيع الهامة بتفاصيلها الدقيقة، لذا عليك بالقراءة اليومية في مختلف المجالات، بدءاً من قراءة الصحف ومتابعة أبواب الرأي والتقارير الإخبارية في السياسة والاقتصاد والثقافة. كما ينصح بتعلم لغة جديدة أو التمكن من لغتك الثانية؛ لأن الدراسات تؤكد أن تعلم لغة جديدة يزيد من نسبة الذكاء عند الإنسان وسرعة بديهته.
  4. رباطة الجأش غالباً ما يحضر الفرد منّا الرد على انتقاد ما قد تعرّض له بعد انتهاء الموقف، أمّا تفسير ذلك فيعود إلى زوال التوتر والضغط العصبي اللذين يشعر بهما الشخص أثناء الموقف، مما يعني أنّ الهدوء العصبي ورباطة الجأش سيساعدن على استحضار أكثر الكلمات ملائمة للموقف، لذا فإنّ التدرّب على عدم الانفعال سيجدي نفعاً مرة بعد مرّة في استحضار الرد المناسب وعدم الشعور بالذنب بعد فوات الأوان.
  5. عدم الوقوف موقف المدافع إنّ الوقوف في موقف المدافع أمام الشخص المسيء سيعطيه مساحة إضافية لاستفزاز الشخص المقابل مرة بعد مرة، مما يعني عدم حاجة الفرد لتبرير موقفه باعتباره متّهماً، وعدم أخذ الموقف بصورة شخصيةواعتباره انتقاداً عاماً لا يمسه على وجه التحديد، حيث يكون ذلك نابعاً من ثبات الشخص الانفعالي وثقته بنفسه، فعندما قيل لبرنارد شو مرّة من قِبل كاتب يحاول استفزازه قال له: إنّك كاتب -برنارد شو- يبحث عن المال، بينما أنا أبحث عن الشرف، فرد عليه برنارد شو بأنّ كل واحد منّا يبحث عما ينقصه، بمعنى أن ما ينقصه هو المال، بينما ما ينقص الكاتب هو الشرف، ولم يتقمص برنارد شو حينها موقف المدافع الخجِل بقوله أنا لا أبحث عن المال، أو أنا ميسور ولا ينقصني شيء، أو ما الذي أوحى لك بهذا؟ وما إلى ذلك من مبررات بل ترفع بنفسه عن هذا كله ورد على مستفزه بطريقة ساخرة منعته من مجارته بعدها.

فن الحوار والإقناع

إنّ التواصل البشري هو في المقام الأول دراسة معمقة لعملية الحوار والإقناع والاتصال الشفهي وغير الشفهي والتأثيرات الداخلية والخارجية، إن معرفة هذا الأمر يساعد الفرد على المحافظة على علاقاته الاجتماعية والعملية والعاطفية من جهة أخرى، وعلم فن الحوار والإقناع هو بمثابة بناء جسر بين المعرفة والفهم، فهذا الفن يمكّن الفرد من إحداث تغيير في نمط تفكير الآخرين، ويعرّف الإقناع بأنه هو تدبير وحسن تصرف يستخدمه الفرد للتأثير على الآخرين وتغيير قناعاتهم، ويعني الحوار هو التواصل بين اثنين أو أكثر من خلال تفاعلات لفظية وغير لفظية بهدف تبادل الأفكار وإبداء الرأي، ويحتاج الفرد لتعلم فن الحوار والإقناع إلى الممارسة والانتباه لتصرفاته بدقة وفهمها.

ومن الأشخاص الذين هم بحاجة فعلية لإتقان هذا الفن هم الآباء فهم يحاولون دائما إقناع أبنائهم بالكثير من الأفكار، والأشخاص الذين يعملون في التخصصات الإنسانية فهم بحاجة للحوار والإقناع لمساعدة الناس، وأيضًا البائعون والتجار ليتمكنوا من بيع منتجاتهم وتقديم خدماتهم، ولكن كل من الناس بحاجة أن يتعلم أساليب الحوار والإقناع، فمن يتقن فن الحوار والإقناع يتمكن من إقناع الأشخاص باحترام ويتمكن من فعل ما يجب فعله في الوقت المناسب من خلال منح الدوافع للأشخاص الآخرين لاتباع القوانين.

فن الحوار الناجح

يعدّ فن الحوار الناجح أساسيًا في بناء جسر للتواصل والتخاطب مع الآخرين، وقد تعمل كلمات قليلة على بناء ثقة تمتد لعشرات السنين وقد تسهم كلمة واحدة في هدم ثقة بُنيت منذ عشرات السنين، وهنا تكمن أهمية فن الحوار الناجح في أن يكون الإنسان منتبهًا إلى خطابه مع الآخرين، ويعدّ الحوار ضروريًا لأن ّه يميز البشر عن سائر المخلوقات، ومن خلال الحوار يتمّ الوصول صل إلى المراد ونبتعد عن أي وسيلة تعمل على تقليل احترام الذات أو تنتقص من شأن الآخرين أو تؤدي إلى عدم احترامهم حتى يكون فن الحوار ناجحًا ينبغي مراعاة الآتي:

  1. أن يكون الحوار موضوعيًا: بمعنى أن يهتم بموضوع النقاش لا بالشخص نفسه ويجب أن يكون الحوار حول شيء محدد، فبعض النقاشات تتحول إلى جدال عميق، لأنّها لا تدور حول نقطة محددة تنتهي عندها.
  2. أن يكون الحوار محددًا: من أكثر الأخطاء التي يتعرض لها الناس في فن الحوار الناجح أن هم يفتتحون الحوار حول موضوع ما، ولا يكونوا قد اتفقوا على مفاهيم حول هذا الموضوع، وقد يكونوا متفقين فيها ولكن لم يبحثوا موضوع الاتفاق أو توضيح تلك النقاط المشتركة، وهو ما يجعل الأطراف غير متّفقة أبدًا، في حين أن الحوار يتطلب الاتفاق على نقطة محددة.
  3. أن يكون الحوار واقعيًا: بمعنى البحث بالوقائع قبل الذهاب إلى تفسيرها، فيجب العمل على نقاش الوقائع قبل البحث في التخيلات والتأويلات التّي من الممكن أن لا تحدث ومن الممكن أن يرفضها الطرف المقابل.
  4. أن يكون الشخص المحاور متفائلًا: فلا يمكن أن نسيء الظن بالطرف الآخر منذ البداية، ويجب أن يُبنى الحوار على افتراض أن الحوار إيجابي، إذ لا يمكن أن ينجح الحوار مع الظن السيء بالطرف الآخر لأن ّه سيؤدي حتمًا إلى فهم كل الرسائل التّي تصل من الطرف المقابل بطريقة سلبية حتى لو كانت ايجابية.

تعلم فن الكلام

  1. فنّ الاستماع أو الصّمت: هو أوّل فنّ من فنون الكلام، وهناك نوعان من الصّمت وهما الصّمت الإيجابيّ والصّمت السلبيّ، ويُعرَّف الصّمت الإيجابيّ بأنّه الذي يمنح صاحبه الفرصة للإنصات إلى المتكلم وهو النوع الذي يدعو المرء إلى التفكّر والحصول على الخبرات والتأمل، أمّا الصّمت السلبيّ فهو النوع الذي يدل على ضعف الثقة بالنّفس، فيكون المرء صامتاً حتّى يتجنّب سخرية الآخرين أو خوفاً من تعرضه لهجومٍ عند قوله رأياً يُخالف الرأي الآخر، ويجب على المرء إتقان فنّ الاستماع والتدرّب عليه حتّى يكون مستمعاً جيداً، لكي يفهم ما يقوله الآخرون.
  2. عدم مقاطعة المتكلم: المقاطعة من العادات غير المناسبة والبعيدة عن قواعد الكلام السليم؛ فإن مقاطعة المتكلمين تُعدّ مخالفة للأدب، ويجب على المرء أن يستأذنَ المُتكلّم في حال أراد أن يبدأ الحديث، لأنها تدل على عدم اهتمام المستمع بحديث المتكلم مع رغبته بتغييره، أو مقاطعته لإخباره أنه مرّ بالتجربة نفسها، وقد تكون المقاطعة لمُعارضة المتكلم في وجهة نظره، أو موافقته عليها، أو أن تكون المقاطعة للفكاهة، ويجب على المتحدث عندما يرى أن المستمع يقاطعه وغير مهتم بحديثه أن يدرك أن الحديثَ لا يُعجبه أو أنه غير مهتم به ويجب أن يُغيّرَ الحديث تدريجياً، أو يُبدلَ أسلوب حديثه عندما يلاحظ أن المستمع قد بدأ يشعرُ بالملل، فمثلاً من الممكن أن يستخدم أسلوب السؤال بدلاً من السرد بهدف إشراك المستمع في الحديث.
  3. التفريق بين الجدال والنّقاش: يجب على الشخص أن يُفرقَ بينهما، فالنقاش هو عبارة عن حوار بين طرفين أو أكثر حول موضوع معين، وبصرف النظر عن التوافق أو الاختلاف في وجهات النظر يكون الهدف هو الوصول إلى الحقيقة، أمّا الجدال فهو صفة يغلب عليها الهجوم من طرف على الآخر كما أنه يتسم بالحدّة، وغالباً يكون الهدف منه أن يظهرَ وينتصرَ شخص على الآخر وبصرف النظر عن الوصول إلى الحقيقة أمّ لا.
  4. الذوق في الكلام مع الجميع ومن هم في دائرة العَشم: دائرة العشم هي الدائرة التي يضع المرء فيها الأشخاص المقربين والذين يتعامل معهم باستمرار فيرفع عنهم المجاملة، والتكلّف، والذوق، والتشجيع، وقد يصل الأمر إلى قلّة احترامهم في الكلام وغيره من باب العشرة والعشم، والجدير بالذكر أنه مع مرور الوقت يصبح الأمر مرتبطاً بقلّة الذوق أكثر منه بالعشم والعشرة، كما يجب على الشخص تذكّر أن ما يقوله أو يفعله في دائرة العَشم هو الذي يدل على شخصيته الحقيقيّة.

أسلوب الحوار مع الآخرين

إن كان الفرد يريد أن يخرج بنتائج لحواره فلا بُدّ أن يتّبع أسلوب الحوار وآدابه، ومن المهم أن يستوعب المحاور آداب الحوار ليتبعها في الحديث، فالخروج بنتائج هو أصل من أصول الحوار، وإن لم يتحقق فلا فائدة من الحوار، ومن أهم آداب الحوار الآتي:

  1. الالتزام بالقول الحسن: يجب على المحاور أن يلتزم بالقول الحسن، ويتجنّب منهج التحدي والإفحام، فالمحاور العاقل لا يتّبع أسلوب الطعن والتجريح والهُزء والسخرية في كلامه، ولا يحق للمحاور إحراج الطرف الآخر حتى لو كانت حجته ظاهرة؛ فإن كسب القلوب مقدّم على كسب المواقف، ومن غاية الأدب واللباقة التحدث بعبارات تناسب مستوى استيعاب الطرف الآخر.
  2. الالتزام بوقت محدد للكلام: ينبغي أن يستقر في ذهن المحاور ألا يستأثر بالكلام ويستطيل الحديث ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع، ومن أسباب إطالة الحديث إعجاب الفرد بنفسه وحب الشهرة والثناء وقلة المبالاة بالناس وبوقتهم، فإذا تجاوز المحاور حدود وقته هذا يؤدي إما للنزاع أو الملل، فمن الخير للمتحدث أن ينهي حديثه والناس متشوقة للمتابعة.
  3. حسن الاستماع: يتطلب الحوار حسن الاستماع واللباقة في الإصغاء والإنصات، وعدم قطع حديث الطرف الآخر، وإنه لمن الخطأ أن يحصر المحاور همه وتفكيره بما سيقول ولا يلقي بالًا للطرف الآخر.
  4. تقدير الطرف الآخر واحترامه: ينبغي في مجلس الحوار التأكيد على الاحترام المتبادل من الأطراف، وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بمنزلته ومقامه، فيخاطب بالعبارات اللائقة، والألقاب المستحقة، والأساليب المهذبة.

مهارات الحوار مع الآخرين

عندما يتأمل المتأمل في مهارة الحوار و يتأمل في أساليب التمكن منه و حُسن إجادته سيكتشف أن الحوار كان و لا يزال الوسيلة الأقدم و الأسهل و الأسرع للتواصل بين الناس منذ فجر البشرية الأول .
فنحن عندما نتدبّر آيات القرآن الكريم نجد الحوار حاضراً فيها في مثل قوله تعالى : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا } الكهف ، و نجد ذكر الحوار حاضرا أيضا في قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ  } المجادلة .
وهذا دليل قاطع على أهمية الحوار و أهمية إتقان آدابه و مهاراته لأنه كان و لا يزال الخطوة الأولى للبحث إما عن حل لمشكلة أو إجابة على تساؤلات قد تدور في ذهن أحد أطراف الحوار أو لتسوية خلاف أو لغير ذلك .
و يمكننا تعريف الحوار بأنه : التناقش عن طريق الكلام المباشر بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص بطريقة هادئة و منظمة حول موضوع أو فكرة معينة .
إن صفة التمكن من مهارة الحوار و من حُسن إدارته و من حُسن الردود فيه هي بمثابة الخطوة الأولى من خطوات سُلَّم الحوار الناجح فهي تعكس مدى ثقة المحاور بنفسه و بقدارته و إمكاناته .
و للحوار كما لغيره من المهارات آداب ينبغي علينا أن نتأدب بها و نتقنها حتى نحصل على حوار هادف متميز و من هذه الآداب : الحديث باللغة العربية الفصحى ، تحري الصدق في الحديث أثناء الحوار ، إعطاء المحاور الوقت الكافي للحديث ، حُسن الاستماع للطرف الآخر في أثناء حديثه ، طرح الأفكار و وجهات النظر بأسلوب مهذب لبق ، الحديث بنبرة صوت واضحة تنم عن ثقة المحاور في نفسه و يجب مراعاة عدم رفع الصوت ، وجوب الإحاطة الكاملة بجميع نواحي موضوع النقاش الذي سينعقد الحوار حوله ، إحترام الطرف الآخر و إظهار الاهتمام له و متابعته بتركيز و اهتمام أثناء حديثه .
و في نهاية مطاف حديثنا الموجز عن مهارة الحوار يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ألّا يكون إختلاف وجهات النظر -في حالة عدم وصول أطراف الحوار إلى إتفاق- سبباً للتباعد و التنافر بل يجب محاولة تكرار الحوار بأسلوب راقي و محاولة تقريب وجهات النظر و البحث عن القواسم المشتركة بين أطراف الحوار حتى نصل إلى حل مناسب و تقارب في الآراء و به يكون الحوار حوار مثالي مثمر .

كتاب فن الحوار

لتحميل الكتاب اضغط هنا

 

السابق
علاج الاكزيما عند الاطفال
التالي
مميزات وعيوب البيتموس

اترك تعليقاً