تنمية بشرية

عادات سلبية تسبب التعاسة ونصائح للتغلب عليها

أحياناً ما تتسبب بعض الظروف المحيطة بالشخص في تعاسته ولكن جانباً كبيراً من هذه التعاسة يأتي من الطريقة التي يفكر بها الشخص، ونظرته للحياة وعاداته اليومية، وفي هذه السطور نعرض 7 عادات مدمرة تسبب التعاسة والحزن لصاحبها، كما نعرض طرق عملية للتغلب عليها.

عادات سلبية تسبب التعاسة ونصائح للتغلب عليها

1-السعي للكمال: إذا كان الشخص يسعى لأن يرى كل شيء حوله كاملاً وأن تكون الأمور جميعها في حالة من الكمال ففي هذه الحالة يصعب عليه الحصول على السعادة.

وعندما يكلف الشخص نفسه فوق احتماله وقدراته  فإنه يتسبب بذلك في النظرة السلبية التي ينظر بها  لنفسه، وتقليله من قدراته بالرغم من أنه احياناً ما يكون جيد جداً في الأمر الذي يقوم به، فما يقوم به الشخص لن يكون جيد بالقدر الكافي حتى تصبح الأمور كاملة بشكل تام.

وللتغلب على هذه العادة يجب:
1-وضع سقف للطموح: على الشخص أن يحدد مرحلة مناسبة من وجهة نظره تعد هى أقصى طموحه، وعند الوصول لهذه المرحلة يكون قد انتهى من تحقيق هدفه وألا يسعى لتحقيق المزيد بعد الوصول إليها.

2-تحديد موعد نهائي: يجب تحديد موعد نهائي للإنتهاء من أحد الأعمال قبل البدء فيه، لأنه عندما يترك الشخص لنفسه المجال فسيجد الكثير من التفاصيل ليضيفها إلى العمل الذي يقوم به ليجعله يبدو كاملاً.

وفي هذه الحالة فإن تحديد موعد نهائي للإنتهاء من العمل يجعل الشخص يقوم بإنجاز مهامه الأساسية ويساعده في التخلص من هذه العادة.

3-التعرف عى الخسائر التي يتكبدها الشخص الباحث عن الكمال: عادة ما يسبب البحث عن الكمال العديد من المشاكل بل إنه يتسبب في بعض الخسائر بسبب التوقعات الكبيرة التي ينتظرها الشخص والتي تتنافى مع الواقع، ومن الممكن أن يفقد الشخص وظيفته أو أن يخسر إحدى علاقاته الإنسانية بسبب سعيه المتواصل للبحث عن للكمال.

2-أن يعيش الشخص في محيط مليء بالأصوات السلبية: لا يوجد شخص يعيش بمفرده في جزيرة منعزلة، فالعلاقات الإجتماعية وما يقرأه الإنسان وما يستمع إليه يؤثر بشكل كبير على طريقة تفكيره ونظرته للحياة.

لذلك يصبح من الصعب أن يشعر الشخص بالسعادة إذا أحاط نفسه بالأصوات السلبية التي تخبره بإستمرار أن الحياة مليئة بالأشياء المحزنة، هذه الأصوات التي ترى الحياة من منظور سلبي.

وللتغلب على هذه المشكلة:
يجب إستبدال هؤلاء الأشخاص بآخرون بإمكانهم بث الطاقة الإيجابية فيمن حولهم، كما ينصح بأن يقضي الشخص المزيد من الوقت في قراءة الكتب التي تبعث على السعادة ومشاهدة الأفلام المبهجة وستتغير رؤيته للعالم بأكمله.

ويمكن أن يبدأ الشخص يومه بالإستماع إلى أحد برامج التنمية الذاتية أثناء تناوله الإفطار بدلاً من الإستماع لنشرة الأخبار.

3-التعلق بالماضي والمستقبل أكثر مما ينبغي:  إن قضاء الكثير من الوقت في البكاء على الأطلال وإستعادة الذكريات المؤلمة والفرص الضائعة عادة ما يسبب الضيق للإنسان.

وكذلك التطلع للمستقبل وتخيل الأشياء السيئة التي قد تحدث يخلق المزيد من التعاسة والحزن، كما أن ذلك يمنع الشخص من الإستمتاع باللحظة التي يعيشها ويفوت عليه الكثير من التجارب الإيجابية التي يمكن أن تمنحه السعادة.

وللتغلب على هذه العادة:
من الصعب على الإنسان أن يتخلص من هذه العادة، وأن يتوقف عن التفكير والتخطيط لمستقبله، ولكن يمكن أن يتغلب الشخص على هذه العادة بقضاء أغلب وقته في اللحظة الآنية التي يعيشها، والتركيز على الأمور التي يقوم به وأن يؤجل التفكير في الأشياء التي لم يحين موعدها بعد.

وإذا انجرف الشخص في التفكير في الماضي أو المستقبل يمكن أن يتوقف لبضع دقائق ويمارس تمارين التنفس ويحاول إستعادة تركيزه على اللحظة التي يعيشها.

السعادة في الحياة

1-الحفاظ على العلاقات الاجتماعية إنّ العلاقات الاجتماعية الصحية أفضل مؤشر وسبب للسعادة للإنسان، فيمكن للعلاقات الإيجابية، والداعمة القائمة على الاحترام والمودة تجعل الحياة أسهل، وتقي من الإصابة بالإحباط والحزن، وبذلك يجب توطيد العلاقات مع الأصدقاء والأحباء، والتخلص من جميع العلاقات السلبية، وتوفير الوقت للعلاقات الاجتماعية والحفاظ على حس الفكاهة ومهارات التواصل والاتصال ،كما أن الوضوح في العلاقات العاطفية، وعلى المرء وضع الأشخاص المناسبين في المكان المناسب لهم في حياته.

2-القيام ببعض الأنشطة هناك العديد من الأنشطة التي تعمل على تحسين المزاج، ورفع مستوى السعادة، ومنها ما يأتي:

  1. المشي في الهواء الطلق لمدة ساعة يومياً.
  2. الاستماع إلى الموسيقا الكلاسيكية الهادئة.
  3. أخذ حمام استرخاء، واستخدام الزيوت وبتلات الورود.
  4. الجلوس والتأمل مرة واحدة على الأقل يومياً.
  5. التسوق سواء رجل أو امرأة، وليس شرطاً أن تقتصر المشتريات على الملابس.
  6. الرقص.
  7. ممارسة اليوغا.
  8. الطبخ، ويفضل أن يكون مع شريك ما، كالزوج مثلاً.
  9. اللعب مع الأطفال.
  10. قراءة الكتب.
  11. الذهاب في رحلة قصيرة مع الأهل والأصدقاء.
  12. الاحتفاظ بصور فوتوغيرافية للحظات السعيدة في الحياة، والنظر إليها من وقت لآخر.

3-التوقف عن التفكير السلبي في أغلب الأحيان يكون الشخص ذاته هو السبب في حالة البؤس والحزن التي تصيبه، وذلك بالحكم السلبي على الأعمال التي يقوم بها، والتفكير في النتائج السلبية المترتبة، وهنا يجب على المرء التوقف، وإعادة التفكير بطريقة مختلفة وإيجابية، ومع مرور الوقت ستصبح هذه الطريقة في التفكير نهجاً تلقائياً.

4-اتباع أسلوب حياة صحي العادات السيئة تؤثر سلباً على الحياة ككل، وعلى الحالة النفسية بشكل خاص، وليس الأمر مقتصراً على الأمور المعلوم بأنها مضرة كالتدخين، فالكسل أيضاً عادة سيئة، وكذلك قضاء أوقات طويلة على التلفاز، وكلها تدمر الصحة التي هي أصل السعادة.

السعادة هي شخص

منذ نعومة أظفارنا تغمرنا فكرة أن شخصا آخر لديه القدرة على أن يجعلنا سعداء، وهي الرسالة التي حفرت في عقلك الباطن واستقرت في قاع معتقداتك.

تقول الطبيبة النفسية إيمي ليو، في مقالها “كيفية التعامل مع الزواج التعيس” على موقع زواج.كوم “إذا كنت تعتقد أن شخصا آخر يجعلك سعيدا، فعليك أيضا أن تصدق العكس، حيث يمكن لشخص آخر أن يجعلك غير سعيد. وهذا الاعتقاد هو ببساطة غير دقيق من الناحية العلمية وهو الأساس للكثير من المعاناة العاطفية واللوم غير الضروري”.

تضيف ليو أن الشعور بالسعادة يتولد من الداخل، عادة دون وعي، والدليل على ذلك أنك تشعر بالسعادة والبهجة أحيانا، حتى لو لم يكن هناك شخص آخر مسؤول عن ذلك.

من جهته، يقول الكاتب توماس أوبونج في مقال “السعادة هي مسؤولية تجربتك الخاصة” المنشور على موقع ميديم.كوم، إن كثيرا من الناس ينتظرون شخصا ما أو حدوث أمر ما ليصيروا سعداء، في حين أن السعادة هي أمر داخلي. إذا كنت تتوقع أن يجعلك الآخرون سعيدا، فسيخيب أملك كثيرا.

لا تعين أي شخص في مهمة خلق السعادة في حياتك، فأنت المسؤول عن تجاربك في الحياة في حال كنت تبحث عن حياة سعيدة وذات معنى.

السعادة في الأشياء البسيطة

  1. عادات مسائية وصباحية مميزة :قرأت يوماً أننا نستيقظ محملين بنفس المشاعر التي ذهبنا بها للسرير ليلاً. هذا يعني أننا إذا خلدنا للنوم ونحن نشعر بالحزن، سيظل هذا الشعور عالقاً بداخلنا لليوم التالي. إذن، ألم يحن الوقت للتوقف عن ذلك؟! ،اخلدي إلى نومك وأنت محملة بالآمال حتى وإن كنت مررت بيوم صعب. يكفي أن تصنعي لنفسك مشروباً دافئاً مهدئاً للأعصاب وتذهبي لسريرك. وفي الصباح، فكري في أبسط الأشياء التي تمنحك السعادة. مثلاً، تناولي قهوتك في شرفة المنزل ودعي هواء الصباح يلامس خصلات شعرك. أنا أعلم أنك وأنت تقرأين هذه الكلمات، هناك ابتسامة قد رسمت على وجهك. وهذه أيضاً من لحظات السعادة!
  2. حياة المدينة ليست سيئة! : نعم مثلما قرأتي تماماً. يومياً نشكو من زحمة الشوارع والضوضاء ونتمنى العيش في مكان هادئ تسيطر عليه الطبيعة والمناظر الخضراء. أنا شخصياً كنت كذلك ولم أعتقد يوماً أنه بإمكاني الشعور بأي لحظة من السعادة وأنا أسير وسط الشوارع المزدحمة بالسيارات؟ كما أنني لم أعتقد أنه كان من الممكن إيجاد حديقة هادئة وجميلة تمنحني قدر من الراحة طالما أنني متواجدة وسط المدينة، في الحقيقة رغم كل هذا إلا أنني لم أبحث يوماً عن أي حدائق قريبة مني لتمنحني الهدوء الذي أسعى إليه، وبالتالي الأمر توقف عند حد الشكوى اليومية. حتى جاء اليوم الذي أخذتني فيه صديقتي إلى حديقة ما قريبة منا وكان برفقتي كتابي المفضل، لقد كانت لحظة هروباً جميلًا من حياة المدينة. إذن، طوال الوقت كانت السعادة أمامي وفي شيء بسيط للغاية ولكنني لم أسعى إليها.
  3. سهرة مسائية أمام فيلمك المفضل: لماذا نجعل ما مررنا به طوال اليوم يسيطر علينا حتى نخلد للنوم؟ أليس من الجيد أن نمنح أنفسنا يومياً أمسية جيدة؟! فكان الحل بالنسبة لي هو مشاهدة فيلم أو مسلسل بعد عناء يوم طويل وقبل الخلود للنوم، مع إبقاء ذهني صافياً وهاتفي بعيداً. ولا أخفي عليك أن هذه ستكون من أكثر اللحظات سعادة إذا قمت بتجربتها.
  4. اشتقت لمياه البحر؟ خذي حماماً : قد يبدو الأمر مضحكاً بعض الشيء ولكن سأشرح لك ما أعنيه. نحن دائماً نشتاق للذهاب إلى الشاطئ، كوننا نشعر بالاسترخاء فور أن نغمر أجسامنا في مياه البحر ونخرج في منتهى السعادة. وأنا بالتأكيد أعلم أن هذا ليس متاحاً طوال الوقت نظراً لظروف عملنا وحياتنا اليومية. ولكن هل هذا يعني ألا نشعر بالسعادة التي يمنحها لنا البحر؟ بالطبع لا ، احصلي على سعادتك بأي طريقة، فمثلاً لما لا تغمري نفسك في حوض الاستحمام وتجلسين وقتاً كافياً. بل يمكنك أن تضيفي قدر من الاهتمام كإشعال بعض الشموع المعطرة من حولك.

أسعد من حولك تكن سعيداً ولن تندم

كثيرًا ما نسمع عبارة: أسعد نفسك ولا تنتظر السعادة من غيرك، قد تكون هذه العبارة صحيحة جزئيًا ولكن لماذا لا نجعلها: إذا أردت أن تكون سعيدًا فكن مصدر السعادة لمن حولك، أو أَسعِد من حولك تَسعَد في حياتك.

قد تكون مصدر سعادة غيرك بابتسامة حانية أو كلمة رقيقة، فلماذا نبخل على أنفسنا بلحظات نشعر فيها أننا شعاع أمل ومصدر فرحة لغيرنا.

من الممكن أن يكون العمل الروتيني لك – سواء كان في مصلحة حكومية أو عملًا تطوعيًا – هو طوق نجاة لمهموم، وسبيل سعادة لمحزون، وباب فرج لمكروب، وسبب بسمة لبائس وأمل يضيء حياة يائس.

فإذا استعملك الله على مصالح عباده فاغتنم فضلًا ساقه الله إليك ليكون باب رزق للحسنات قبل أن يكون باب رزق للأموال، واحرص أن تتم عملك بسرعة دون تأخير ولا تسويف ولا تعقيد ولا عبوس.

نظرات السعادة في عين أولادك بعد كلمة حانية وبسمة أو قبلة وعناق، تجعلنا نندم على كل يوم شغلتنا دوامة الحياة عن فعلها.

كلمات شكر وامتنان ودعوة من القلب لمن قدم لك معروفًا، هي بلسم يُذهب تعب ومجهود ما قدمه، مهما كانت مشقته.

عبارات مديح من الزوج أو الزوجة لشريكة وشريك العمر على كل فعل جميل مهما كان بسيطًا، لهو طاقة إيجابية ووقود ينطلق بالحياة الزوجية في طريق السعادة والمحبة.

دقائق يومية تتصل فيها بوالديك وتطمئن بها على إخواتك وأخواتك، تبث فيها رسالة حب واطمئنان على الأحوال، أو لمسات حانية وكلمات تبثها لمهموم تذكره فيها بأن له ربًّا رحيمًا كريمًا بهمومه كان عليمًا، وعلى تفريج كربه كان قديرًا، لهي من أوسع أبواب السعادة لك ولهم.

أقوال عن السعادة الحقيقية

  1. إدوارد يونج: السعادة الحقيقية لا ترى بالعين، السعادة الحقيقية دائمًا مخفية.
  2. بيير كورنيل: خلقت السعادة لكي نتشارك بها.
  3. إليزابيث غيلبيرت: السعادة محصلة المجهود الذاتي للشخص.
  4. كاري غرانت: أنه قانون الحياة الذي يجعلك سعيدًا عندما نعامل شخصًا بلطف، وحزينًا عندما تعامله بقسوة، وعندما تجرح شخصًا ما ستجرح لاحقًا.
  5. هنري لونغفيلو: أن تكون قويًا يعني أن تكون سعيدًا.
  6. رالف ايمرسون: في كل دقيقة تكون فيها غاضبًا تخسر ستين ثانية من السعادة.
  7. إرنست همنجواي: السعادة عند الأذكياء هي أندر شيء على الإطلاق.
  8. علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: إذا وضعت أحدا فوق قدره، فتوقع منه أن يضعك دون قدرك.
  9. طه حسين: السعادة هي ذلك الإحساس الغريب الذي يراودنا حينما تشغلنا ظروف الحياة عن أن نكون أشقياء

ابسط نفسك بنفسك

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

 

 

السابق
طرق عملية لزيادة الثقة بالنفس
التالي
مهارات التواصل الفعال وأسباب اضطرابها

اترك تعليقاً