تنمية بشرية

استراتيجية قصر الذاكرة ” نظرية لوكي”

استراتيجية قصر الذاكرة ” نظرية لوكي”

لاستراتيجيات بوجه عام هي عبارة عن مجموعة من الفروض والتجارب والإثباتات التي يتم تشكيلها في صورة نظرية وتطبيقها والحصول على مجموعة من النتائج وتحقيق الأهداف المنشودة ، ومن ثَم ؛ تُصبح قابلة للاستخدام وهنا تحمل اسم استراتيجية ، ولقد اجتهد العلماء في وضع الاستراتيجيات التي يُمكن من خلالها تطوير المهارات العقلية والإدراكية والإدارية ومنها استراتيجية قصر الذاكرة .

استراتيجية قصر الذاكرة

إن استراتيجية قصر الذاكرة هي عبارة عن طريقة يُمكن من خلالها توطين الذاكرة بشكل فعال على الحفظ بسرعة وسهولة ، وهي تعتمد في المقام الأول على الخيال الخصب والقدرة على التخيل وتصوير الأشياء المختلفة في الذهن من أجل تذكر المعلومات المُخزنة في العقل بشك يسير .

قصة استراتيجية قصر الذاكرة

هناك قصة تاريخية بما تكون أسطورية تُشير إلى أن أول شخص في التاريخ استخدم نظرية قصر الذاكرة كان شاعرًا إغريقيًا  يُدعى سيمونيدس ؛ حيث أنه نظرًا لبراعة سيمونيدس في نظم الشعر والقصائد ، طلب منه الملك حينذاك أن يقوم بنظم قصيدة كاملة له .

وفي الموعد المحدد ذهب الشاعر ومعه القصيدة ، وكان نصفها مدح للملك والنصف الاخر مدح للالهة ، وهذا ما أثار غضب الملك ؛ وأصر على أن يعطيه مبلغ مالي نظير نصف القصيد التي يمدحه بها فقط .

وهنا علت الأصوات بالضحك والاستهانة بالشاعر وخرج مُهانًا حزينًا من القصر بعدما جاءه أحد الجنود يبلغه بوجود جنديان يطلبانه في أمر خطير وخرج ولم يجد شيء ، وبينما هو واقفًا يُفكر فيما حدث وما ألمَّ به ؛ سمع صوتًا قويًا مدويًا وتصاعد اغبار بشكل كثيف ، وعندما التفت وجد أن القصر قد انهار بالكامل على كل من فيه ، ولم يخرج منه أي شخص حيًا .

وتقول الأسطورة أن سيمونيدس ظن أن الالهة التي مدحها هي من أرسلت لك الجنود من أجل أن يخرج من القصر قبل أن ينهار .

وبعد ذلك جاء أهالي الضحايا يتساءلون عن ذويهم ويطلبون من سيمونيدس أن يخبرهم أين كان يجل كل فرد نظرًا إلى صعوبة التعرف على هوية الضحايا بعد الحادث .

وهنا استجمع سيمونيدس ذاكرته وتخيل القصر في مكانه مرة أخرى والجدران والأعمدة وأماكن جلوس الملك وأماكن اللهو والخدم والحضور وأخذ يسرد أين كان يجلس كل شخص ، ومن هنا ظهرت نظرية قصر الذاكرة الشهيرة .

كيفية بناء قصر الذاكرة

كلمة لوكي باللغة الإنجليزية Loci هي جمع كلمة Locus أي التركيز على شيء ما بشكل دقيق ، وقد أخذت النظرية هذا الاسم نظرًا إلى أنها تُركز بشكل دقيق على تذكر أشياء مُعينة في مكان مُحدد ، أما خطوات تطبيق تلك النظرية ، فهي تتم على النحو التالي  :

تحديد المكان: يتم تحديد المكان (الذي يحل محل القصر في القصة الحقيقية) وربما يكون هذا المكان هو غرفة أو منزل أو مدرسة أو متحف أو مدينة أو دولة أي مكان اخر يُفضله من يقوم بالنظرية ؛ ولكن بشرط أن يكون هذا المكان مكانًا واقعيًا سبق وأن ذهب إليه افرد وحفظه عن ظهر قلب وليس مكانًا من وحي الخيال .

تحديد الطريق: وهنا يجب أن يتم تحديد الطريق الذي سوف تصل من خلاله إلى هذا المكان الذي تم اختياره في الخطوة الأولى ، وربما في حالة اختيار أحد المتاحف  التي قد زرتها مُسبقًا أن يكون الطريق الرئيسي في المدينة هو طريقك إليها ، وبالطبع الذهاب عبر هذا الطريق لن يتم بشكل فعلي وإنما سوف يكون في الخيال فقط .

تحديد أماكن الأشياء: يجب أن تكون على علم بأماكن كل شيء في المكان الذي قد وقع اختيارك عليه لتطبق عليه النظرية في الخطوات السابقة ، وعلى سبيل المثال ؛ يجب أن تعرف مكان الباب الرئيسي للمتحف وعدد الأدوار ومحتويات كل دور وطبيعة الاثار الموجودة داخله ، وهكذا ؛ حتى يتم رسم صورة صحيحة وتصور سليم له في الذهن .

بناء قصر الذاكرة: والان ؛ نأتي إلى النقطة الأهم والرئيسية في تطبيق نظرية قصر الذاكرة ؛ وهي التدقيق والبدء في قصر الذاكرة ، ويجب هنا أن يجلس الفرد في مكان هادئ وأن يُفكر كثيرًا في شكل وهيئة هذا القصر ويتخيله كما لو كان بالفعل أمامه ويرى كل محتوياته كما لو كان متواجدًا به ، وربما يحتاج هنا إلى تصور شكل هذا المكان ورسمه في صورة خريطة على الورق أولًا ، م البدء في التركيز بالذاكرة على كل ما يتذكره داخل هذا المكان ، وبعد ذلك يقوم بمقارنة ما تمكن من تذكره بخياله وبين ما تم رسمه على الورقة .

حفظ المعلومات: الأمر في هذه النظرية ليس مقصورًا فقط على التذكر ؛ وإنما هو يهدف إلى جانب ذلك على إتقان حفظ المعلومات بسهولة ، وعلى سبيل المثال ؛ إذا كان على الطالب أن يقوم بحفظ بعض الأبيات الشعرية أو النصوص من أجل الإذاعة المدرسية في اليوم التالي أو أي نشاط اخر ،فهنا عليه أن يقوم بوضع كل بيت شعري (واحد فقط) في أحد أجزاء المكان الذي قد اختاره لقصر ذاكرته به ، وهو المتحف في هذا المثال ، وبالتالي ؛ عليه أن يتخيل وضع ورقة في طريق الوصول إلى المتحف ، وورقة عند الباب الرئيسي له ، وورقة في الدور الأول وهكذا ؛ حيث أن الترتيب هنا هام جدًا وضروري من أجل إتمام النظرية بشكل صحيح .

استخدام الرموز: عند الرغبة في حفظ شيء ما بسهولة وعبر قصر الذاكرة ، فيمكن استخدام أحد الرموز التي تسير إلى الفكرة المُراد حفظها بدلًا من وضع الفكرة أو المعلومة كاملة ، لأن ذلك من شأنه أن يُعزز من الفائدة التي يحصل عليها كل شخص يُطبق هذه النظرية .

استكشاف المكان مرة أخرى: وبعد الانتهاء من جميع الخطوات السابقة ؛ قم باستكشاف القصر (وهو المتحف في هذا المثال) مرة اخرى وتذكر اماكن وضع كل معلومة بها ، وفي الصباح سوف تجد أنك قادرًا على تذكر كل المعلومات المطلوب حفظها بشكل يدعو للاستغراب .

تشييد أماكن وقصور جديدة: وتُجدر الإشارة أيضًا إلى أن الأمر ليس مقصورًا على تخيل مكان واحد فقط وحفظ تفاصيله في الذاكرة ؛ وإنما بعد ان يمتلئ القصر الأول بالمعلومات ؛ يكون في إمكان كل شخص أن يقوم بتشييد العديد والعديد من القصور الأخرى في ذاكرته أو إفراغ القصر من معلومات لم يعد في حاجة إليها ، ومن ثَم ؛ سوف يُصبح حفظ أي معلومة جديدة لديه عبر قصر ذاكرته أمر سهل وسريع جدًا ،وعلى الرغم أن نشأة فكرة ونظرية قصر الذاكرة كانت قائمة على قصة خيالية أسطورية تابعة إلى الحضارة الإغريقية ؛ إلا أن الفكرة التي تركتها تلك القصة ؛ وحرص الكثيرون على فهمها وتطويرها ؛ قد ساعد بالفعل على التوصل إلى طريقة حفظ هادفة وفعالة ؛ ويُذكر أن تلك الاستراتيجية كانت هي النواة الأولى لمفهوم الذاكرة التصويرية التي يتمتع بها كبار العباقرة والمفكرين والعلماء على مر العصور .

طريقة لوكي للتذكر

إذا كنت قد شاهدت شخصًا يتذكر ويسترجع مجموعة كبيرة من الذكريات، وقائمة من الكلمات، وقلت لنفسك:  أتمنى لو كان بإمكاني فعل ذلك ، فلدينا خبر سارّ لك: تستطيع تحقيق هذا. إن التذكر بالرموز يستخدمه المتسابقين في العالم ويمكن أن يُدرَّس  للناس العاديين ، وفقًا لدراسة جديدة.

إليك طريقة لتمرين الدماغ تدعى  طريقة لوكي ، تعتمد على ربطك للأشياء التي تريد تذكرها بصورة ذهنية كعلامة على طريق مألوف لك، كطريقك إلى العمل أو إلى المتجر المحلي. يقول الباحثون: إن صنع هذه الارتباطات الذهنية وشق هذه الطرق في الدماغ لا تساعدك فقط على التذكر إنما تقوي المسارات العصبية المرتبطة بالذاكرة في الدماغ.

ولدراستهم الجديدة، قام علماء بجامعة ستانفورد ومن المركز الطبي لجامعة رادبود (RadboudUniversity) في هولندا بالمسح الوظيفي للدماغ بالرنين المغناطيسي لـ17 شخص يمرنون ذاكراتهم و51 شخصًا بدون مهارات تذكر مميزة.ثم حرضوهم لإجراء اختبار حفظ قائمة من 72 كلمة كأضداد. بعد 20 دقيقة من التحضير، كان المتمرسون قادرون على استدعاء 71 كلمة في المتوسط، في حين أن الآخرين تذكروا حوالي 40. (واحد من مؤلفي الدراسة هو بطل الذاكرة العالمي، حيث يمكنه أن يحفظ حوالي 500 رقم أو 100 كلمة في خمسة دقائق).

ثم قسم الباحثون الغير متمرسين إلى ثلاث مجموعات، فقاموا بتعيين مجموعة لتلقي ستة أسابيع من التدريب على طريقة لوكي عبر الإنترنت. وأخرى لتلقي ستة أسابيع من التدريب لتحسين نوع مختلف من الذاكرة تدعى بالذاكرة العاملة والمجموعة الأخيرة بدون تدريب على الإطلاق.

وعند إعادة اختبارهم بعد ستة أسابيع، تحسنت المجموعة التي تلقت تدريبًا على طريقة لوكي تحسنًا كبيرًا، فقد استطاعوا استرجاع عددًا من الكلمات يقارب العدد الذي استرجعه مجموعة المتمرسين. وحتى بعد أربعة أشهر من إكمال تدريبهم، حققوا نتائج مماثلة لهؤلاء المتمرسين.

وقد ظهر في عمليات المسح الوظيفي للدماغ بالرنين المغناطيسي التي أجريت بعد تلقي التدريب أن هناك تغيرات في أنماط الترابط في الدماغ لمن تلقوا التدريب على طريقة لوكي، وأصبحت الآن تشبه تلك التي لدى المتمرسين. في الواقع إن درجة التحسن التي لوحظت لشبكة الذاكرة في الدماغ تتنبأ مباشرة بكيفية أداء الشخص في اختبار الحفظ. وبالنسبة للمجموعتين الأخرى لم تُلاحظ أي مكاسب كبيرة في الذاكرة، أو تغييرات في صور الرنين المغناطيسي الوظيفي.

تقنيات الذاكرة الخارقة

لقد خلق لنا الله عقلامميزا وخارق القدرات، لكن الكثير من الناس لايعرفون الطرق الصحيحة لإستغلاله أحسن إستغلال،ومن هنا نجد أن الكثير من الأولياء، يشتكون من عدم قدرة أبنائهم على التذكر، أو النسيان بسرعة كبيرة، كما ان الكثير من الناس يشتكون من نسيانهم لأمور مهمة، ترى ما السبب؟تقنيات الذاكرة الخارقة  – Super Memory

التذكر:

تذكر شيء ما هو ان تتذكر أشياء لم تكن تريد الإحتفاظ بها، مثل ان تمر بشارع ثم يسالك شخص ما، كم محل مجوهرات مررت به في طريقك، فتحاول أن تتذكر إن كنت قد مررت بمحلات بيع المجوهرات أم لا، وتحاول عدها.
الإسترجاع:
هو أن يطلب منك إسترجاع معلومات قد طلب منك من قبل حفظها أو تخزينها في وقت سابق، وهنا يكمن السر في التذكر،  أي أنه عندما أريد تخزين معلومات، أحاول حفظها ونخزينها في عقلي لكي اجدها عندما أحتاج إلى إسترجاعها. لكن الكثير من الناس بالرغم من معرفتهم أنه عليهم تخزين المعلومات، وبذلهم لجهود كبير إلا انهم لا يستطيعون تذكرها، خاصة عندما يحتاجونها.تقنيات الذاكرة الخارقة  – Super Memory
لا يوجد ذاكرة ضعيفة وذاكرة قوية، او عمر كبير أو صغير، بل هناك ذاكرة مدربة وذاكرة غير مدربة، وكلما دربت هذه الذاكرة كانت اقوى، ولا يتم هذا إلا بتدريبات مختلفة ، تعتمد على عدة تقنيات، سنتطرق لها في العديد من المقالات التي ستجدونها على موقعنا.
طريقة الربط:
هذه الطريقة تعتمد على ربط الكلمات التي تحتاج لتخزينها بأشياء كانت مخزنة في عقلنا من قبل، فمثلا إذا كنا نريد تذكر إسم شخص يصعب تذكره أو نجد صعوبة في تذكره عند لقائه، نحتاج لأن نربطه بشخص نعرفه ويملك نفس الإسم، لكننا اليوم سنتطرق لطريقة المشجب، وهي تقنية نحفظ بها عشرة كلمات وتصبح كالمشجب بالنسبة لنا، أي أننا سنستعملها كلما اردنا حفظ عدة كلمات فنعلقها فيها.
والكلمات التي سنتعلمها اليوم، لن يكون ضروريا تذكرها هي او إستعمالها، بل من الاحسن أن ننشئ كلماتنا الخاصة بنا وهذا ما يزيد من فاعلية التقنية.

تمارين قصر الذاكرة

يعتبر النسيان سمة من سمات عصرنا الحاضر، ولم يعد مرتبطا فقط بتقدم العمر، وإنما تعدى هذا السبب ليطال الشباب أيضا، وذلك لأسباب كثيرة، بينها ضغوط الحياة ومتطلباتها المتزايدة.

ولتجنب هذه المشكلة الشائعة، يجب تعزيز قدراتنا العقلية وحماية ذاكرتنا من خلال بعض تمارين التركيز والذاكرة لتعزيز صحة المخ، وإليكم فيما يلي 8 تمارين يمكن ممارستها بشكل يومي للحصول على أفضل النتائج، حسب ما جاء في موقع “بولد سكاي” المعني بالصحة:

1- تمرين تقوية الملاحظة

ويتطلب هذا التمرين التركيز يومياً على 4 تفاصيل تتعلق بشخص ما أو مكان أو سيارة أو فيلم أو مسلسل ثم محاولة استدعائها جميعا في وقت لاحق من الذاكرة، الأمر الذي من شأنه بالتكرار تحسين مستوى ذاكرتك.

2- قصر الذاكرة

على طريقة المخبر السري الشهير شيرلوك هولمز، يمكنك تقوية ذاكرتك باستخدام تمرين “قصر الذاكرة” وهو أسلوب تذكر مكاني ينطوي على نظام يربط بين العناصر التي نريد أن نتذكرها مع المواقع المادية المحددة، بمعنى يعتمد على العلاقات المكانية وحفظ الأماكن بالترتيب لتذكر المحتوى المراد حفظه.

3- التكرار المتباعد

تركز هذه الطريقة على التذكر في الوقت المناسب، ويمكن تطبيقها باستخدام البطاقات التعليمية، قم بتنظيم البطاقات التعليمية في ثلاث مجموعات واختبر ذاكرتك عن طريق التحقق من صحة المعلومات التي تذكرتها. ابدأ بفواصل زمنية صغيرة، ثم قم بزيادة الفجوة الزمنية للحصول على ذاكرة أقوى.

4- العمليات الحسابية

يعد تنفيذ العمليات الحسابية البسيطة بمخك دون استخدام الآلة الحاسبة من أكثر الوسائل الفعالة في تقوية الذاكرة، لاسيما إذا قمت بذلك أثناء المشي، فهو يقوي الذاكرة العاملة.

5- كرر لتتذكر

درب نفسك كيف تركز على ما يقوله الناس وهم يتحدثون إليك، كل ما عليك هو الإنصات للشخص مع تكرار كلماته في ذهنك أثناء المحادثة. فأنت بذلك تدرب عقلك على التذكر دون أن تشعر.

6- التخيل أو التصور

يمكنك تدريب عقلك عن طريق إنشاء صور خيالية في مخك تساعدك على تذكر الأحداث بتفاصيلها الدقيقة، أي الانتباه إلى الموقع والشخص والأشياء المماثلة التي ينطوي عليها المشهد، سواء أكان ذلك فيلما أو محادثة مع شخص أو غير ذلك.

7- تعلم لغات جديدة

يتطلب تعلم التحدث وقراءة لغة جديدة أن يتذكر عقلك المعلومات التي يتلقاها بملاحظة ثابتة، الأمر الذي يساعد على زيادة التركيز والذاكرة.

8- رسم الخرائط الذهنية

يساعد هذا النوع من تمارين المخ على تحسين القدرة على التخيل والإبداع، وبالتالي يكون له تأثير مباشر على تحسين الذاكرة، حيث تتطلب الخريطة الذهنية تخيل الأحداث وتذكرها مما يساعد عقلك على العمل بفعالية وتحسين الذاكرة.

دومينيك أوبراين

يعتبر البريطاني دومينيك أوبراين صاحب أقوى ذاكرة لإنسان حي على وجه الأرض، حيث حقق بطولة العالم في مجال التذكر لـ 8 مرات كما دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في 2002 بعد أن تذكر 2808 ورقة لعب (54 باكيت) بعد أن رآها مرة واحدة، وهو يتمتع بقدرات هائلة في هذا الجانب، ويعمل الرجل اليوم في مجال التأليف حيث له العديد من الكتب حول الذاكرة، كذلك يقدم محاضرات ودورات تدريبية حول العالم في هذا المجال.

والمثير في قصته أنه لم يولد بذاكرة قوية، بل كان شخصا عاديا وتلميذا أقل من عادي في المدرسة كما يروي هو بنفسه، وأنه كان يخطئ في الامتحانات ويوبخ دائما، لكن كل ذلك تغير لاحقا كما سوف نرى! عندما بدأت القصة في 1987 ليسير في طريق جديد بذاكرة مختلفة. وقد عمل بالإصرار والابتكار في الأفكار ليبني ذاكرة غير مسبوقة، فائقة القدرة، وهو يعزز هدفه بالالتزام في تطوير قدراته الدماغية.

حادث في الطفولة وعسر قراءة

ولد دومينيك في 10 أغسطس/آب 1957 وفي بداية حياته كان يعاني من عسر القراءة ونقص في الانتباه وتعرض وهو رضيع لحادث طارئ أدى لإصابته بعدة كدمات في الجزء العلوي من الجبهة، لذا اعتقد الأطباء حينها أنه قد يعاني من بعض أضرار في الدماغ؛ لكنه خيّب ظنهم.

ويروي الرجل خلال مناسبات عديدة أن هذه المشاكل الصحية لم تُعِقه من الوصول لهدفه، في أن يصبح بطلا عالميا في تذكر الأشياء، مؤكدا أن كل شخص يمكنه فعل ذلك، فالأمر يتطلب نوعا من التفكير الإبداعي فقط.

لعبة البوكر تقود إلى البدايات

أما قصة دخوله هذا المجال، فقد كانت يوم شاهد في عام 1987 رجلا في التلفزيون له القدرة على حفظ مجموعة من بطاقات لعبة البوكر وأدهشه ذلك الأمر العجيب، فقرر أن يتعلم كيف يفعل ذلك، وقد تحقق، ليكون بمقدوره اليوم أن يرتب آلاف البطاقات في بضع ثوان، وهذا أدى إلى منعه من دخول الكازينوهات لأنه سيكون الفائز بلاشك في أي منافسة بوكر.

وعندما بدأ رحلته مع الذاكرة الجديدة والقوية كان في الثلاثين من عمره، وطوّر نظريته الخاصة في ذلك ليقدر على تذكر الأشياء بطريقة غير اعتيادية، إلى أن كسب غينيس بوصفه قد حفظ تلك الـ 54 باكيت في حين أن الرقم السابق هو 6 باكيت أو مجموعات ورق فقط.

نظرية “الرحلة” في التذكر

الطريقة التي طورها للتذكر يقول إنها ليست جديدة مستمدة من الإغريق واسماها “الرحلة”، تقوم على التذكر من خلال الربط بين الأرقام أو الكلمات وصور ذهنية مسبقة لها في دماغنا، وذلك في تسلسل قصصي.

وقد سجل ذلك في أول كتاب له صدر عام 1994 شرح فيه كيفية بناء ذاكرة مثالية، وفي عام 1991 استطاع في أحد التجارب أن يتذكر كل علبة بطاقات الورق في 2 دقيقة و29 ثانية، وهو لا يزال إلى الآن يحتفظ بالرقم القياسي الذي وصل 20 ثانية فقط.

والفكرة أن الدماغ يتذكر من خلال الصور بشكل أفضل، ولهذا فإذا أردت مثلا تذكر قائمة مشتريات من 10 أغراض وأنت ذاهب للتسوق فعليك أن تخزنها في دماغك في شكل صور وليس أسماء. وهكذا، وإذا تم ربط هذه الصور من خلال قصة، يكون ذلك أفضل للتذكر.

وفي محاضرة كان قدمها في دبي العام الماضي، عندما استضافته الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ضمن سلسلة من محاضرات قادة التميز، كشف دومينيك عن مهارته وشرح العديد من الأفكار حول تطوير الذاكرة، وقال إن تذكر أوراق اللعب مثلا ليس مهما في حد ذاته ولكنه مهارة تقودنا إلى تطوير طريقة التعلم في الحياة من خلال تغيير نمط التذكر عند الإنسان.

الذاكرة القوية بلا توظيف لا معنى لها!

وإذا كان يرى دومينيك أن الدماغ البشري هو كنز الإنسانية، فهو يؤمن بقدرات العقل غير المحدودة، ومن هنا أسس مع آخرين بطولة الذاكرة، لإثبات القوة اللانهائية للدماغ البشري.

لكنه يعود ليقول إن الذاكرة بلا توظيف لا معنى لها، وشبه الأمر بمنفذ في دماغك يمكن أن تضع عليه فلاش موصول بالإنترنت ويكون بالتالي موصلا بكل المعارف في العالم، فهذا لا يعني أنك سوف تصبح عبقريا لأن التحدي في معالجة المعلومات وتحليلها والاستفادة منها.

وهنا يلفت الانتباه إلى نوعين من الذاكرة: الذاكرة المؤقتة والذاكرة العاملة، حيث أغلب الناس يستخدمون المؤقتة ولا يستخدمون الذاكرة العاملة Working memory وهنا التحدي.

وهذا يتطلب مبدئيا أن نفهم أن الذاكرة هي أهم وظائف الدماغ فكل واحد منا هو نتيجة تراكم معارفه، فهي التي تعرف بالشخصية وتجعلنا نمتلك التميز، وكل الناس لديهم قدرة الذاكرة والتذكر لكنهم لا ينتبهون لذلك وبالتالي لا يفكرون في تطويرها.

على سبيل المثال.. كيف نتذكر 300 رقم تتلى علينا متتابعة، بمعدل رقم كل ثانية. للناس العاديين فإنهم يتذكرون ليس أكثر من 7 أرقام بعد الفراغ من تلاوة الأرقام جميعها، لأنهم يستعملون في الواقع الذاكرة المؤقتة وليس العاملة، ولهذا فإذا ما استخدمت الأخيرة فسوف تنعكس النتائج ويرتفع التذكر، حيث ستعمل الذاكرة العاملة على زيادة قدرة التعلم الأسهل والحفظ، بل والعمل تحت الضغط الشديد.

Mind palace

What A Mind Palace Is. A mind palace is not a physical location, but a set of rooms or specific location you build in your mind. The rooms you create work to help you remember sets of things by a method called “loci.” Loci associates the information you need to remember with a location you are familiar with.

قصر الذاكرة pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

السابق
ما هي المهارات الاساسية للوظيفة
التالي
مفهوم الرضا عن الحياة

اترك تعليقاً