تنمية بشرية

انواع النفس البشرية

تعريف النفس

النفس لغويا لها أكثر من تعريف فهي تعني الروح أو الدم أو الجسد أو الحسد، ونفس الشيء بمعنى عينه. يوجد اختلاف في الثقافات وحتى في نفس علم النفس، وقال بعض العلماء بأنها ذلك النشاط الذي يميز الكائن الحي ويسيطر على حركاته. فسرها البعض بأنها القوة الخفية التي يحيا بها الإنسان.

انواع النفس البشرية

تبدو النفس البشرية معقدة ومركبة ؛ حيث أنها تتصف بكثرة غموضها ، ومع ذلك فإن العلماء والباحثين قد توصلوا للكثير من المعلومات عن النفس البشرية ، ولكنهم كلما تعرفوا عليها اكتشفوا أن هذه المعرفة مجرد نقطة في بحر خبايا تلك النفس ، ولذلك فإن الإحاطة بكل مكنونات النفس أمر من الصعب تحقيقه ، ومن الجدير بالذكر أن هذه النفس متعددة الأنواع ، بمعنى أن البشر يختلفون في نفوسهم من حيث الصفات التي يحملونها أو التي تطرأ عليهم.

لقد ورد بالقرآن الكريم مجموعة من مسميات النفس ، وهذا لا يعني أن النفس ليست واحدة ؛ بل إنها واحدة ولكنها تمتلك العديد من الصفات التي تمنحها نوعًا معين تبعًا لتصرفات كل إنسان ، ومن أنواع هذه الأنفس :

  1. النفس السوية: لقد ورد في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” ، وتظهر صفتان للنفس في هذه الآية الكريمة وهما النفس السوية والملهمة ، ويشير الله تعالى إلى تسوية النفس وخلقها ومنحها الكثير من القوى ، وقد فسر الإمام ابن كثير معنى “سواها” بأن الله خلق النفس سوية مستقيمة على الفطرة القويمة ، وقد ورد في معنى “ألهمها” أي أفهمها الحالتين التي تترددان عليها من الحسن والقبح.
  2. النفس الأمارة بالسوء: تطرأ على النفس البشرية وساوس الشيطان ، وهو ما يجعلها تتحول من صفة النفس السوية إلى صفة النفس التي تأمر بالسوء ، وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم ؛ حيث يقول المولى عزّ وجل ” وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ” ، وبذلك فإنه يشير إلى ميل النفس إلى اتباع شهواتها وهواها إلا ما رحم الله فعصمها من هذه الصفة.
  3. النفس اللوامة: ولقد أقسم الله سبحانه وتعالى بهذه النفس في القرآن الكريم في قوله تعالى “وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ” ، ولقد ظهر اختلاف بين أهل التفسير في تعريف هذه النفس ، ومما ورد في معناها بكتاب التعريفات أنها النفس المتنورة بنور القلب وأنها تلوم نفسها كلما صدرت عنها سيئة بحكم أنها جُبلت على الظلمانية.
  4. النفس المطمئنة: وهي النفس التي تتصف بالإيمان ؛ فلا يستبد بها القلق سواءًا في حالة السراء أو الضراء ، وذلك لأنها نفس راضية بما قد قسمه لها الله تعالى ، وقد قال عنها الله سبحانه وتعالى “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً” ، وقد انخلعت هذه النفس عن الصفات الذميمة وتخلقت بالأخلاق الحميدة تبعًا لتفسير أهل اللغة.
  5. النفس الزكية: ولقد ورد ذكر هذه النفس على لسان سيدنا موسى عليه السلام في قوله تعالى “فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا” وقد ورد لكلمة “زَكِيَّةً” قراءتان متواترتان عن الرسول عليه الصلاة والسلام عن المولى عزّ وجل والقراءة الأولى هي “زاكية” بإثبات ألف بعد الزاي ؛ بينما القراءة الثانية تكون دون ألف مع تشديد الياء كما هي واردة ، وتشير الكلمتان إلى معنى النفس الطاهرة.

أنواع النفس البشرية في علم النفس

جسب تفسير فيدور مخائيلوفيتش ديستوفيسكي نحن أناس على حالة الطبيعة، يختلط فينا الخير والشر اختلاطًا غريبًا. نحب الثقافة وُعجب بشيللر، ولكننا نعربد في الحانات ونجد لذة في جرّ رفاق السكر من لحاهم. صحيح أننا نعرف كيف نكون أخيارًا طيبين وكرامًا أسخياء في المناسبات، ولكن ذلك لا يحدث لنا إلا حين نكون سعداء راضيين عن أنفسنا. نحن نحب الأفكار النبيلة، ونلتهب حماسةً لها، نعم، نلتهب لها حماسة، ولكن شريطة أن تهبط علينا من السماء بغير جهد نبذله، وأن لا تكلفنا شيئًا، خاصة أن لا تكلفنا شيئًا. نحن لا نريد أن نبذل في سبيلها شيئًاو نحن نكره أن نكون مضطرين إلى العطاء. ولكننا في مقابل ذلك نحب أن نأخذ، نحب الأخذ في جميع الميادين. لسان حالنا يقول : أعطونا، أعطونا جميع خيرات الحياة (أقول جميع الخيارات لأننا لا نرضى بأقل من ذلك)، ولا تعارضوا رغباتنا في شيء، تروا عندئذ كيف نستطيع أن نكون لطافًا محببين ؛ ما نحن بالطماعين النهمين طبعًا، ولكننا نريد أن تعطونا مالًا، أن تعطونا مالًا كثيرًا، أن تعطونا أكبر قدر ممكن من المال : وسوف ترون عندئذ كيف نستطيع، باحتقار نبيل كريم للمعدن الخسيس، أن نبدده وأن نتلفه في ليلة واحدة أثناء قصف محموم ولهو مسعور. فإذا شاء سوء الحظ أن يُمنع عنا هذا المال، أظهرنا ما نحن قادرون على أن نفعله للحصول عليه متى اشتدت حاجتنا إليه. ”
(…)” أعني أننا إزاء أناس قادرين على أن تضم نفوسهم جميع تناقضات الحياة، وعلى أن يرنوا بأبصارهم إلى الهوتين كلتيهما في آن واحد، الهوّة العليا التي تحلق فيها أنبل المثل، والهوة السفلى التي تغوض فيها أحقر المخازي وأدنأ أنواع السقوط. “

أنواع النفس إسلام ويب

فقد قال الشيخ العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله: والنفوس ثلاث:

نفس شريرة: وهي الأمارة بالسوء.

ونفس خيرة: وهي المطمئنة تأمر بالخير.

ونفس لوامة.

وكلها مذكورة في القرآن: فالنفس الشريرة التي تأمر بالسوء مذكورة في سورة يوسف: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ.

{ يوسف: 53 }.

والنفس المطمئنة الخيرة التي تأمر بالخير مذكورة في سورة الفجر: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي.

{ الفجر: 28-30 }. 

والنفس اللوامة مذكورة في سورة القيامة: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ.

{ القيامة: 1-2 }.

فهل النفس اللوامة غير النفسين: الخيرة والسيئة؟ أو هي النفسان؟ من العلماء من يقول: إنها نفس ثالثة ومنهم من يقول: بل هي وصف للنفسين السابقتين، فمثلاً: النفس الخيرة تلومك متى؟ إذا عملت سوءاً، أو فرطت في واجب تلومك.

والنفس الشريرة تلومك متى؟ إذا فعلت خيراً، أو تجنبت محرماً، لامتك: كيف تحجر على نفسك؟ لماذا لم تتحرر؟ لماذا لا تفعل كل ما تريد؟ تقولها النفس الأمارة بالسوء.

أما النفس الخيرة: فتلومك عند فعل الشر وترك الخير.

والنفس الأمارة بالعكس. هـ.

وقد قرر المحققون من أهل العلم أن النفس واحدة، ولكن لها صفات وتسمى باعتبار كل صفة باسم، فهي أمارة بالسوء، لأنها دفعته إلى السيئة وحملته عليها، فإذا عرضها الإيمان صارت لوامة تفعل الذنب ثم تلوم صاحبها وتلومه بين الفعل والترك، فإذا قوي الإيمان صارت مطمئنة.

والله أعلم.

أنواع النفس عند أهل البيت

عن كميل بن زياد قال: سألت مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين أريد أن تعرفني نفسي، فقال: يا كميل وأي الأنفس تريد أن أعرفك؟.. قلت: يا مولاي وهل هي إلا نفس واحدة؟!..
قال: يا كميل إنما هي أربعة: النامية النباتية، والحسية الحيوانية، والناطقة القدسية، والكلية الإلهية، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان:
فالنامية النباتية لها خمس قوى: ماسكة، وجاذبة، وهاضمة، ودافعة ومربية، ولها خاصيتان: الزيادة والنقصان، وانبعاثها من الكبد.
والحسية الحيوانية لها خمس قوى: سمع، وبصر، وشم، وذوق، ولمس ولها خاصيتان: الرضا والغضب، وانبعاثها من القلب.
والناطقة القدسية لها خمس قوى: فكر، وذكر، وعلم، وحلم، ونباهة، وليس لها انبعاث وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية، ولها خاصيتان: النزاهة والحكمة.
والكلية الإلهية لها خمس قوى: بقاء في فناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل وفقر في غنى، وصبر في بلاء، ولها خاصيتان الرضا والتسليم وهذه التي مبدؤها من الله وإليه تعود، قال الله تعالى: {ونفخت فيه من روحي}، وقال الله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}، والعقل وسط الكل.

مكونات النفس البشرية

لو نظرنا إلى جسمنا لوجدناه مكون من عدة أجهزة منها الجهاز العصبي والجهاز الدوري والجهاز التنفسي وغيرها من الأجهزة، ولكن لم يخطر في بال أحد أن للنفس البشرية أجهزة ومكونات أيضا، أكثر دقة من مكونات الجسم، لأنها ليست مادية، فللجسم مكونات وللنفس البشرية مكونات أيضا.

وأضافت أن النفس البشرية تتكون من ثلاثة أولا «الهو»، وتترجم باللغة الإنجليزية «ID» وذكرت في القرآن الكريم بالنفس الأمارة بالسوء، وتعني المكون البيولوجي الفطري الحيواني الذي يمثل الدوافع والرغبات التي ولد الإنسان بها مثل دافع «الجوع والعطش والجنس والأمومة» وغيرها من الدوافع سواء أولية أو ثانوية.

وأكملت: «نخص بالحديث أكثر، الدوافع الأولية الفطرية، و«الهو» يتطلب الإشباع الفوري من الأفراد، ونجدها عند الأطفال بكثرة، لأنهم لا يعرفون تأجيل إشباع دوافعهم، فلو لح عليه دافع الجوع سيأكل في الوقت ذاته، وإن لم يجد يلجأ إلى البكاء حتى يشبع الدافع».

وتابعت، أن ثان مكون للنفس البشرية هو «الأنا» ويترجم إلى اللغة الإنجليزية «ego»، وهو مكون وظيفته منع رغبات «الهو» أن تظهر في أرض الواقع، والأنا تحافظ على القيم والمعايير في المجتمع، ولا تخالف المجتمع نهائيا، وتهتم بالمعايير الدينية التي لا تراعيها «الهو».

أما مكون النفس البشرية الثالث وهو «الأنا الأعلي»، ويترجم باللغة الإنجليزية إلى «super ego» وهي تتمثل في القيم والمعايير والمثل العليا والضمير، و«الأنا الأعلي» غير واقعي مثل «الهو».

وقالت إن تربية النفس من مكون الهو، لابد أن يتبعه قانون ضبط النفس وتأجيل إشباع الرغبات من مكون الأنا، وضربت مثالا: لو أنت جائع ومررت أمام مطعم فالهو تأمر بأن تأكل فورا، ولكن لا يوجد معك مال، فتأمرك أن تسرق حتى ولو أمام الجميع، أما الأنا فتقول لك أكبت رغبتك في الطعام حتى ترجع منزلك، وهذا هو المطلوب ضبط النفس، فالأنا هي الوسيط بين الهو غير الواقعية، وكذلك الأنا الأعلى المثالية، بشكل مبالغ فيه، إذا فالأنا هي الأكثر واقعية في المكونات الثلاثة فلابد من إتباعه.

النفس اللوامة

للوام هو كثير العذل والعتاب، وهي صيغة مبالغة من الفعل لام، واللوامة هي الحاجة، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس اللوامة في سورة القيامة، قال تعالى: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)، وقد اختُلِف في معناها، فذهبت طائفة إلى أنّها النفس التي لا تثبت على حال، وقد أُخذت من التردد والتلوم، وكثرة التقلب، فالنفس متقلبة متغيرة من حال إلى حال، فتارة تفرح، وتارة تغضب، وأخرى تحب وثالثة تجفوا، وهكذا، وقد ذهبت طائفة أخرى إلى أنّها مأخوذة من اللوم، فهي نفس المؤمن، كثير اللوم لها، حيث توقعه نفسه في ذنب ما، ثمّ ما تلبث تلومه عليه، وذهب آخرون إلى أنّها تلوم نفسها يوم القيامة، فيلوم المرء نفسه، على إساءته وعلى تقصيره، فالنفس تجمع في ذاتها بين هذه الصفات كلها، ولوم النفس على المعصية والتقصير أمر صحي حتّى تبالغ في هذا اللوم، وما ينتج عن هذه المبالغة والإسراف في اللوم من خشية وفتور في العمل أو الفعل، فهذه حالة مرضية غير صحية يجب على المسلم أن يعالجها.

النفس المطمئنة

كرّم الله الإنسان بأن جعل له نفساً تميزه عن غيره من المخلوقات، حيث جمعت النفس الإنسانية بين العقل والغريزة معاً، بعكس الحيوانات التي تعيش وفقاً لغرائزها وشهواتها فقط، أو الملائكة التي كرمت بالعقل دون غرائز وشهوات، ولهذا يجب على الإنسان استخدام عقله من أجل حماية نفسه من الانجرار وراء الشهوات والغرائز والبقاء في طريق الاعتدال.

النفس الأمارة بِالسُّوءِ

النفس الأمارة بالسوء هي التي تأمر صاحبها بالسيئات وارتكاب المعاصي والمحرمات، وهي نفس غابت عنها رقابة الله والخوف منه فاستشرى صاحبها في المعاصي والذنوب، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)، «سورة الشمس: الآيات 7 – 10»، والنفوس مائلة إلى الشهوات أمارة بالسوء لأن كل نفس أمارة بالسوء إلا نفساً رحمها الله بالعصمة. تقول الدكتورة إلهام شاهين أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: من الآيات التي تحدثت عن النفس الأمارة بالسوء قوله تعالى: (ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ…)، «سورة يوسف: الآية 52 – 53»، قيل في تفسير هذه الآية: إن هذا الكلام صدر من امرأة العزيز، وهو إقرار واعتراف بالحق، ليعلم يوسف أنها لم تخنه في غيبته وأنها رمته بذنب هو بريء منه، ثم اعتذرت عما وقعت فيه مما يقع فيه البشر من الشهوات حين قذفته وأودعته السجن، ومن الناس من توسوس له نفسه الأمارة بالسوء إلى ارتكاب الذنوب والمعاصي، ولكن الله غفور رحيم وشديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، «سورة المائدة: الآية 98». والإنسان إذا أراد النجاة في الدنيا والآخرة يجب أن يحارب النفس الأمارة بالسوء، ويقف ضد هواها، وإلا بعد عن الصراط المستقيم إلى طريق الضلال، ومجالات مجاهدة النفس كثيرة منها: تقوية الصلة بالله تعالى بالتمسك بالعلم النافع، لأن الجهل من أعوان النفس الأمارة بالسوء، والعلم النافع من أعظم الأسلحة التي تعين على جهاد هذه النفس، ومصدر هذا العلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى الذي خلق هذه النفس هو أعلم بها ويعلم ما يصلحها وما يفسدها قال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، «سورة الملك: الآية 14». ولكي يقاوم الإنسان هذا السلوك السيئ عليه بمصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم، والإكثار من قراءة القرآن، والاستغفار، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر الله، والعمل الصالح الذي تضمنه المنهج الإسلامي، والله خلق الإنسان وفطره على الحركة والعمل في هذه الحياة ليقوم بعمارة الأرض ويحقق استخلاف ربه فيها، كما أنه تعالى زود الإنسان بمنهج لحياته ينير له الطريق ويقوده إلى ما فيه سعادته ودعاه إلى الصراط المستقيم، فهو دائماً في سعي وحركة لا يسكن إلا ليتحرك: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)، «سورة الانشقاق: الآية 6»، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها». وكذلك الحرص على أداء الفرائض والمحافظة عليها، والإخلاص لله في العبادة، وتنقية العمل من الشوائب، والإخلاص في العبادة قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ..)، «سورة البيئة: الآية 5»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، والإخلاص لله في العمل، يربي النفس على الاتجاه إلى بارئها وانصرافها عمن سواه، وهذان الأمران هما العاصمان بإذن الله من الهوى والانزلاق في الشهوات والمعاصي، وهو أساس الخوف من الله تعالى وخشيته التي تبعد المسلم عن الشهوات والمعاصي، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى?)، «سورة النازعات: الآية 40»

السابق
طرق واستراتيجيات اكتساب المهارات الاجتماعية
التالي
ديوان الخدمة المدنية البريد الالكتروني الكويت … رقم ديوان الخدمة المدنية

اترك تعليقاً