تنمية بشرية

كيفية التخلص من الاندفاع

كيفية التخلص من الاندفاع

الاندفاع من السلوكيات السلبية التي تؤثر على حياة الفرد بكل جوانبها بشكل سيء، فالشخص المندفع قد يؤذي الآخرين بحديثه المتهور أو يتخذ قرارات سيئة تؤثر عليه وعلى المحيطين به وقد يحدث أضرار جسيمة في مجال عمله نتيجة لاندفاعه وتهوره، لذا يعمل الكثير من الأشخاص على التخلص من هذا السلوك رغبةً منهم في الحصول على حياة أكثر هدوءاً وتنظيماً ولتفادي ما ينتج عنه من مشكلات.

طريقة التخلص من الاندفاع

التخلص من العادات السيئة يتطلب اكتساب عادات أخرى جديدة تحل محلها، وحتى يتمكن الشخص من التخلص من عادة الاندفاع عليه البدء بالتحلي بعادات إيجابية جديدة ومنها:

  1. تأمل الطبيعة:وجدت البعض الدراسات العلمية أن الأشخاص اللذين يتأملون المناظر الطبيعية يتخذون قرارات متهورة ومندفعة بشكل أقل من غريهم، لذا من أراد التخلص من عادة الاندفاع عليه البدء في تأمل صور الطبيعة من جبال وبحار ومحيطات وغابات وغيرها من مظاهر الطبيعة الخلابة التي تساعد على تهدئة النفس وزيادة معدل التركيز،لذا من الحلول التي قد تساعد على هذا الأمر هو وضع صورة لإحدى المظاهر الطبيعية الخلابة في مكتب العمل أو في المنزل، أو حتى على هاتفك الجوال أو الكمبيوتر الخاص بك وإمعان النظر بها قبل اتخاذ أية قرارات وبذلك ستخرج القرارات صحيحة بعيدة عن الاندفاع والتهور.
  2. أخذ قيلولة:وجدت دراسة أجريت في جامعة ميتشيغان أن أخذ قيلولة خلال النهار تساعد على جعل الشخص أكثر هدوءاً وتقلل من عادة الاندفاع لديه،لذا ينص ح من يعاني من التسرع والاندفاع بالبدء في أخذ قيلولة لمساعدتهم على استعادة نشاطهم وتركيزهم من جديد، ومن الجدير بالذكر أن الجميع عليهم أخذ قيلولة فالأمر غير مقتصر على من يحصلون على من يحصلون على عدد ساعات غير كافي من النوم خلال الليل، فالجميع يمكنه الاستفادة من القيلولة.
  3. ممارسة اليوجا:إدراج تمارين اليوجا ضمن الروتين اليومي من العادات المفيدة التي يجب على الأشخاص المندفعين العمل على اكتسابها،فاليوجا تساعد على تصفية الذهن وزيادة معدل التركيز كما أنها تجعل الشخص أكثر هدوءاً، وحتى يمكن الاستفادة منها وحصد نتائجها في الحياة اليومية يجب الاستمرار في ممارستها، وللحصول على نتائج أفضل ينصح بممارستها في أماكن مختلفة فعلي سبيل المثال يمكن ممارسة تمرين يوجا بسيط قبل بضع دقائق قبل دخول مقر العمل.
  4. العد العكسي:واحدة من العادات الفعالة التي تساعد كثيراً في التخلص من عادة الاندفاع سواء في اتخاذ القرارات أو عند التحدث وخاصة عن التحدث مع الآخرين في موضوعات حساسة،بمجدر أن شعر الشخص بأنه على وشك التفوه بما لا يصح قوله أو بأنه على وشك اتخاذ قرار لحظي خاطئ بسبب التهور والاندفاع عليه أن يلجأ للعد بطريقة عكسية، ستساعده هذه الطريقة على التوقف عن الحديث والتركيز وستجعله أكثر هدوءاً.
  5. تمارين التنفس:وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة كالفورنيا أن ممارسة تمارين التنفس الخاصة باليوجا والتي تعرف باسم “Sudarshan Kriya” ساعدت المراهقين بشكل ملحوظ على التحكم في سلوك الاندفاع.

الاندفاع في الكلام

يقع بعض الشباب في مشكلات بسبب عدم معرفة إتيكيت الكلام والحديث مع الآخرين، وقد يتسبب هذا في حدوث مشاكل مع الأصدقاء. يُقدم خبير التنمية البشرية محمد زكريا عدداً من النصائح التي يفضل الحفاظ عليها في أثناء الحديث.

  1. التفكير :جب التفكير قبل التحدث حتى لو لبضع ثوانٍ لتجنّب الوقوع في الخطأ مع الآخرين، ولتجنب حدوث مشكلات بسبب التسرع والاندفاع في الكلام.
  2.  الصوت:ضرورة خفض الصوت قدر المستطاع والانتباه الى مستواه بأن يكون مناسباً وليس مرتفعاً أو منخفضاً عن الحد المسموح به.
  3. التواضع:الحرص على إظهار التواضع مع الآخرين، من أهم الأمور التي يجب الانتباه لها في أثناء أي حوار مع الأصدقاء أو مع الآخرين بشكل عام.
  4. مراعاة الطرف الآخر:التحدث بحب، يساعد على جذب انتباه الطرف الآخر، ويعمل على تقليل التوتر الذي قد يشعر به الأفراد.
  5. الفرصة: يُفضل تجنب الاندفاع في الحديث، وعدم النطق من دون تفكير، بالإضافة إلى محاولة إعطاء فرصة للطرف الآخر ليعبّر عن وجهة نظره.

اندفاع الشباب

أشكال سلوك الاندفاع والتهور في مرحلة المراهقة والشباب، أسباب التهور والاندفاع عند المراهقين، وكيفية التعامل مع المراهق صاحب الشخصية الاندفاعية المتهورة.

التهور والطيش صفات ملازمة للمراهقة كمرحلة عمرية في حياة الفرد حيث تتميز هذه المرحلة بالاندفاع الشديد والحماسة المبالغ فيها تجاه الكثير من الأمور التي لا تعتبر آمنة دائماً، وهذا ما يعرض المراهق للكثير من المخاطر والمغامرات التي لا تحمد عقباها، والحقيقة أن هذه المسألة تعد مشكلة كثيراً ما تقلق الأهل والمربين وتوتر العلاقة بينهم وبين أبنائهم، ولذلك فقد لاقت اهتمام كبير في الأوساط العلمية التربوية من حيث تفسير أسبابها وتعريف خصائص مرحلة المراهقة والبحث عن حلول تربوية لها، فما هي الشخصية الاندفاعية التهورية؟ وما خصائصها وعلاماتها عند أبنائنا المراهقين؟

من علامات ومظاهر الشخصية الاندفاعية المتهورة أنها لا تقدر عواقب الأمور ونتائج التصرفات والأفعال ولا تضع حساب لما قد يحصل في النتيجة، ولكن هذه الصفات تختلف من حيث نتائجها باختلاف المرحلة العمرية أو الجنس والثقافة والرغبات والحاجات، ولكن بالحديث عن المراهقين وبشكل عام فيمكننا الإشارة إلى بعض المجالات الأكثر شيوعاً في تهور المراهقين وتصرفاتهم الطائشة المندفعة:

  1. المغامرات والعلاقات الجنسية في مرحلة المراهقة: حيث أن اجتماع قلة الخبرة لدى المراهقين في وسائل إشباع حاجاتهم الجنسية ومرحلة البلوغ الجديدة عليهم التي يمرون بها وما يتخللها من هيجان عاطفي وجنسي، قد تجعل المراهق يوقع نفسه بالكثير من المشاكل وخاصة بالحديث عن المراهقات الإناث هذا بالإضافة لإمكانية بروز بعض الميول الشاذة.
  2. التحديات الخرقاء للمراهق: كل ما هو محيط بالمراهقين يشكل موضوع تحدي بالنسبة لهم، في علاقاتهم مع زملائهم وأصدقائهم أو طريقة فهمهم لأخذ حقوقهم أو الوسائل التي يتبعونها للتعبير عن أنفسهم وإثبات وجودهم، فلكل ذلك قد يدخلون بأشكال من التحديات مثل الشجار والعنف التي يتسببون خلالها بالأذى سواء لأنفسهم أو لغيرهم.
  3. التعلق والإيمان بمعتقدات وفلسفات غريبة: مثل ظاهرة ما يعرف بالإيمو أو ظاهرة عبدة الشياطين التي لا تمت لثقافة أو دين أو مجتمع المراهق بأي صلة وإنما تعارضها وتتناقض مع كل مكوناتها إلى أبعد الحدود وقد يجد المراهق في هذه الأشياء مغامرات وطريقة في التعبير عن بعض رغباته الغريزية المكبوتة وهي خطرة جداً على صحته النفسية وحضوره الاجتماعي.
  4. الانخراط في مغامرات وتجارب جريئة: مثل الرغبة بالسفر وهي من الأشياء شديدة الانتشار بين المراهقين أو تعلم التدخين وإدمان المواد المخدرة والكحولية ولا يدفعهم إلى ذلك سوى الرغبة بالتجريب والمغامرة دون إدراك أو اهتمام بعواقب هذه الأمور.
  5. التهور في استعراض المهارات والقدرات البدينة: وخاصة بالنسبة للذكور مثل تجربة القيام ببعض الحركات الرياضية الخطرة أو الدخول في أنشطة عنيفة مثل ألعاب القوة والعراكات.

أسباب ظهور السلوك الاندفاعي في مرحلة المراهقة

في كثير من الحالات يعزى السبب الأساسي في بروز صفات الطيش والتهور عند المراهقين إلى ضعف الخبرة وقلة الحكمة ولكن من ناحية أخرى يمكن ملاحظة أن المراهقين أكثر تهوراً حتى من الأطفال الذين يعتبرون أقل خبرة وحكمة منهم يفسر هذا عادةً بأن الأطفال أكثر شعوراً بالخوف من المراهقين، وهنا يأتي السؤال ما الذي يسبب تراجع صفة الخوف في مرحلة المراهقة لصالح صفة التهور والاندفاع؟.

  1. الأسباب الجسدية الفيزيولوجية للحالة الاندفاعية عند المراهق
    1. عدم الاستقرار في الإفرازات الهرمونية: ومنها ما يتعلق بالأمور الجنسية أو  أمور عصبية، فنجد طريقة تفكير المراهق ورغباته وميوله تختلف عن ما كانت عليه في صغره وبالتالي تتأثر سلوكياته وتصرفاته بهذه المسألة.
    2. أدمغة المراهقين مرتبطة بالتهور: وهذا ينتج النظر للمراهق على أنه بدأ بالنضوج في الوقت الذي تعتبر خبراته ومعارفه وتجاربه ووعيه وإدراكه للأمور شبيهة أكثر بدماغ الطفل منها لدى البالغ[1]، وهنا عندما يحصل المراهق على حقوق البالغ بينما لديه عقل طفل، من الطبيعي أن يبدو أكثر تهوراً ومجازفة وعدم تقدير للعواقب والمخاطر، كما بينت الدراسات الحديثة[2] أن تركيبة دماغ المراهقين ترتبط بشكل وثيق بسلوك المخاطرة، وهذا يعيدنا إلى وجهة نر علم النفس التطوري، حيث يعتبر سلوك الاستكشاف المحفوف بالمخاطر جزء من النمو.
    3. التغيرات الجسدية الحاصلة في مرحلة المراهقة: فمرحلة المراهقة هي بداية النضوج الجسدي التام وبهذه المرحلة تحصل الكثير من التغيرات في أعضاء جسده المختلفة وهذا يسبب بعض المشاعر غير المستقرة لديه التي تؤثر على شكل سلوكياته.
  2. أسباب نفسية واجتماعية لتهور المراهقين
    1. الرغبة بالتحدي والتمرد: وهي مسألة كثيراً ما تتحكم في سلوكيات المراهق، حيث أنه يرغب لسبب ما في تحدي أحد الأشخاص مثل ذويه أو معلميه أو غيرهم ويريد التمرد على سلطتهم عليه فيقوم بسلوكيات متهورة تعبيراً عن هذا التمرد.
    2. فكرة التجربة والمغامرة: مرحلة الطفولة والمراهقة تعد بمثابة الأرض الخصبة للتجارب وحس المغامرة ويختلف نوع هذه المغامرات بين الأطفال والمراهقين، حيث تأخذ عند المراهقين شكلاً أكثر حماسية واندفاعية وربما خطورة.
    3. قلة الخبرة والمعرفة: فالمراهق لم يكتسب بعد الكثير من المعلومات حول ما قد تؤدي إليه تصرفاته بالمجالات المختلفة ولم يدرك بعد النتائج الحقيقة لتصرفاته المتهورة ولم يختبر خطورتها وهذا يجعله أكثر تهوراً وأقل تقديراً للعواقب.
    4. ضعف المحاكمات العقلية: التي تجعله غير قادر على تقدير عواقب الأمور والأفعال، فهو لا يمكنه على غرار الكبار توقع النتائج التي سوف يفضي إليها سلوكه أو إدراكها ذهنياً بالاعتماد على الخبرة والمحاكمة العقلية دون أن يضطر لتجربتها.
    5. مشاعر المراهقين والشخصية العاطفية: أغلب تصرفات المراهقين وأفعالهم ناتجة عن حالات انفعالية عاطفية تولد شعور مبالغ فيه بالحماس والاندفاع عند المراهق، وليس بناء على المصلحة وتقدير أفضل ما يمكن فعله إزاء رغباته وهذا يجعله أكثر تسرعاً في تصرفاته.

الاندفاع في علم النفس

الأشخاص المندفعون هم أولئك الذين يتصرفون دون التفكير في العواقب السلبية التي يمكن أن تحدثها أفعالهم أو كلماتهم ، سواء على المستوى الشخصي أو تجاه الآخرين. لذلك ، فهم أشخاص يتصرفون بدافع ، بشكل تلقائي ، دون أن يكونوا قادرين على منع سلوكهم. على الرغم من أنه من المهم أيضًا مراعاة أنه في حالات معينة من الحياة اليومية ، قد يكون تقديم درجات معينة من الاندفاع أمرًا طبيعيًا وضروريًا.

من المنظور النفسي ، يتم فهم مفهوم الاندفاع باعتباره أحد الأعراض المميزة لبعض الأمراض العقلية ، مثل الميل إلى أداء الأعمال دون التخطيط لها سابقًا وكصفة شخصية. إنه تغيير في إرادة الأشخاص الذين يتسببون في اتخاذ إجراء دون مراعاة ما قد يحدث بعد أدائهم. وبالتالي ، فإن الاهتمام بدراسة الاندفاع والتحقيق فيه يرجع إلى مخاطر السلوك الاندفاعي التي يمكن أن تؤثر على كل من الفرد والأشخاص الآخرين بشكل عام.

خصائص الاندفاع

يميل الأشخاص المتهورون إلى تقديم سلسلة من الخصائص الشائعة:

  1. تصرف دون تفكير.
  2. صعوبات أو عدم القدرة على منع سلوكهم.
  3. إنهم يحبون أن يعيشوا تجارب محفوفة بالمخاطر ويبحثون دائمًا أو دائمًا تقريبًا عن هذا النوع من التجارب.
  4. يتسامحون مع الملل والإحباط القليل جدا.
  5. إنهم غير منظمين ، ولا يخططون لأنشطتهم.
  6. إنهم ينسون الأشياء التي يجب عليهم القيام بها ، مثل الوصول في وقت محدد في مكان معين ، فإنهم يميلون إلى التأخر.
  7. فهي ليست ثابتة للغاية ، فهي ترغب في تغيير نشاطها بشكل متكرر.
  8. أنها تتصرف بشكل غير لائق ، وعادة ما تسبب مشاكل بسبب أفعالهم.
  9. بفارغ الصبر ، على سبيل المثال ، صعوبة في احترام منعطف الكلام.
  10. إبداعي.
  11. انخفاض الحساسية بسبب العواقب السلبية لسلوك الفرد.
  12. ردود فورية: تتفاعل بسرعة مع المحفزات ، هي ردود فعل غير مخطط لها ، تتم قبل معالجة المعلومات المرسلة بواسطة هذه المحفزات. أي أنهم يستجيبون للمنبهات فورًا دون تفكير.
  13. لا تقلق بشأن عواقب أفعالهم.
  14. أعمال عفوية.

التسرع في الكلام

هو البداية الصحيحة للتصحيح، فشعور الإنسان أن مواقفه سلبية مع الآخرين هو أكبر دافع له لأن يكون إيجابيًا، ويُسعدنا أن نؤكد لك أن الإنسان ما ينبغي أن يكون دائم الجلد لنفسه ولومها وعتابها وانتقاصها، وأرجو أن تتعاملي مع الموضوع بشيء من الهدوء والروية، كذلك ينبغي أن تهدئي قبل أن تتكلمي، فإن عقل العاقل قبل لسانه، لا يتكلم بكلمة إلا إذا وزنها، فإن كانت لله وفي الخير أمضاها، وإن كانت في غير ذلك استبدلها وتوقف منها.

ولذلك اجعلي دائمًا عقلك قبل اللسان وليس العكس، فإن بعض الناس عقله بعد لسانه، يتكلم بالكلمة ثم يندم عليها، ولا يستطيع أن يُرجعها، والإنسان يملك سرَّه ويملك التصورات ويملك الكلمات، فإذا أذاعها ونشرها أصبحت ملكًا لغيره، ولذلك نتمنى أن تعودي نفسك الصبر، وأن تحاولي أن تُجيدي التواصل وتحسني الظن في صديقاتك، لأن سوء الظن مرفوض من الناحية الشرعية، وفيه ظلم للإنسان، ولا يُديم للإنسان علاقات، خاصة إذا حول سوء الظن إلى تصرفات ومناقشات وتحقيقات مع الزميلات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وحاولي أيضًا أن تشجعي نفسك بتسليط الأضواء على إيجابياتها، فإن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث.

التهور والاندفاع

على المسلم كظم الغضب وعدم الاسترسال معه والجري وراء ما يدفع إليه ,فإن الاندفاع وراء الغضب يفقد الإنسان الرؤية في الحكم والأناة في بحث الأمور عقلياً من جميع جوانبها

 عن النبي صلى الله عليه وسلم :

  وحينئذ يأتي الخطأ ويحدث الظلم ويجلب الإنسان على نفسه شروراً كان في غنى عنها لو لم يندفع وراء ثورة الغضب فإن كان الغضب محموداً فالتأني يعطي النفس فرصة التفكير فيما يطلب عمله وما يمكن عمله فإن كان الغضب مذموماً فالتأني وكظم الغيظ يعطي النفس فرصة المراجعة والشعور بالآثار السيئة التي تصيب الناس بسبب الاندفاع والتهور

ولذلك سمي المتأني عند الغضب المفكر في عواقبه المستخدم لعقله (حليماً) وله عند الله جزاء حلمه

وسمي المندفع وراء غضبه الواقع ضحية ثورته( أحمق) وعليه إثم تهوره وحمقه حسب الآثار المترتبة على قوله أو عمله.

علاج الاندفاع والتهور

يعانى الكثير من مشكلة الاندفاع والاستعجال دائما، وتقول الدكتورة صافيناز عبد الغفار أخصائية الأمراض النفسية والعصبية، إن الاندفاع من الانفعالات التى قد تكلفنا كثيرا، فالاندفاع إلى قول أمر ما ثم الندم عليه لاحقا قد يسبب شرخا فى العلاقات بالآخرين.

وتضيف أن البعض قد يندفع تحت وتيرة اللحظة، أو بسبب موقف ما، إلا أن الإنسان يجب أن يتحكم فى انفعالاته واندفاعاته، ولتغلب على الاندفاع يجب اتباع الآتى: لا تنتظر حتى اللحظة الأخيرة، كثيرا ما نصبح مندفعين، بسبب الرغبة فى تحقيق شيئا ما، ولكنهم ينتظرون تحقيق هذا حتى اللحظة الأخيرة، ما يجعلهم دائما متأخرين ومتعجلين، لذلك يجب عليك أن تمتلك الوقت، وأن تنهى ما تفعله باكرا، ليكون لديك الوقت الكافى للتفكير، وبما أن النسيان أصبح من الأمور العادية بين البشر بسبب كثرة الضغوط النفسية والعصبية، لذلك حاول أن تكتب مواعيد أعمالك، وكيف يمكن تنفيذها، كما يجب عليك أن تدون لماذا تشعر دائما بنفاذ الصبر، وهذا سيساعدك كثيرا فى تحقيق ما تصبو إليه.

وتنصح الدكتورة بأن تذكر دائما أهدافك، عدما تشعر بأنك على وشك الاندفاع نحو فعل شيئا ما تذكر الهدف الذى تسعى إليه، سواء النجاح بالعمل، أو الالتحاق بالجامعة التى تريد، لذلك قم بالعد العكسى من 100 إلى 1، حتى تهدأ تماما، واستشر أشخاصا تثق بخبراتهم، إذا شعرت أنك على وشك أن ترتكب حماقة ما فيجب عليك استشارة أشخاص تثق فى خبراتهم وقدراتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة.

علاج التسرع والعصبيه

  1. معرفة علامات العصبية يُساعد إدراك الشخص للعلامات الشخصيّة التي تحدث عند بداية الشعور بالغضب على ضبط أعصابه قبل تفاقم الموضوع، حيث تعمل كعلامات تحذير جسديّة لبدء الغضب، ومنها: الشعور بشدّ في منطقة المعدة، وشدّ اليدين أو الفكّين، والتنفّس السريع، والصداع، وقلّة التركيز، وزيادة سرعة المشي وغيرها.
  2. تحديد الحلول الممكنة يُنصح بالتفكير في الحلول التي يُمكن أن تُعالج المشكلة المُسبّبة للغضب بدلًا من التركيز على المشكلة ذاتها، فمثلًا إذا كان سبب العصبيّة هو الفوضى العارمة في غرفة الطفل، فيُمكن إغلاق بابها للكفّ عن مشاهدتها مؤقتاً، وإذا كان سبب العصبيّة تأخّر الزوج عن تناول العشاء مساءً؛ فيُمكن إعادة ترتيب موعد الوجبة في وقت لاحق مساءً، أو الاتفاق على تناولها بمفرده لعدّة أيام في الأسبوع في حال تأخّره في العمل.
  3. ممارسة مهارات الاسترخاء يُمكن للشخص اتّباع إحدى مهارات الاسترخاء عند شعوره بالانفعال والتوتّر، ومنها: ممارسة تمرين التنفّس العميق، أو تخيّل أحد المشاهد المريحة ذهنياً، أو تكرار كلمات وجمل مُهدّئة، مثل: “خذ الأمر ببساطة”، كما يُمكن الاستماع إلى الموسيقا، أو كتابة مقال في إحدى المجلّات لمن يهتمون بمجال الكتابة، أو ممارسة بعض التمارين الرياضيّة التي تُقلّل من مستويات التوتّر لدى الشخص، مثل: اليوغا، والتأمّل، والجري، والمشي، والسباحة، وينصح الطبيب النفسيّ المُتخصّص في السيطرة على الغضب إيزابيل كلارك بجعل التمرين جزءاً من الحياة اليوميّة للتخلّص من التوتّر والعصبيّة.
  4. تجنب العبارات التي تزيد العصبية يجب التخلّي عن الأفكار أو العبارات السلبيّة التي يُمكن أن تزيد من شدّة العصبيّة عند الشعور بالغضب، مثل: “هذا غير مُنصف”، أو “أشخاص كهؤلاء لا يجب أن يكونوا هنا”، وكذلك يجب تجنّب العبارات التي تتضمّن دائماً، أو أبداً، أو يجب، أو لا يجب، مثل: “أنت تفعل ذلك دائمًا”، أو “أنت لم تستمع إليّ أبداً”، لكونها تزيد الأمور سوءاً بدلاً من تحسينها.

 

 

 

السابق
كيف اعرف اني عقيم
التالي
ما هي الرعاية الذاتية

اترك تعليقاً