تنمية بشرية

نظريات التنشئة الاجتماعية

نظريات التنشئة الاجتماعية

نظرًا لأن التنشئة الاجتماعية مهمة جدًا ، فقد حاول العلماء في مختلف المجالات فهم كيفية وسبب حدوثها ، مع بحث مختلف العلماء في جوانب مختلفة من العملية ، وتركز جهودهم في الغالب على الطفولة والمراهقة ، وهي السنوات الحرجة للتنشئة الاجتماعية ، لكن البعض نظروا أيضًا في كيفية استمرار التنشئة الاجتماعية طوال دورة الحياة.

صفات التنشئة الاجتماعية

  1. يولد الطفل بخصائص فطرية أولية، ويكون لديه من الحساسية الكافية ما يمكنه من الاستجابة بفاعلية.
  2. إن التنشئة الاجتماعية هي عملية تحول متنامية للفرد من كائن فطري إلى راشد اجتماعي قادر على التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه.
  3.  يكتسب الطفل عن طريق التنشئة الاجتماعية القيم الأساسية والدعامات الأولى اللازمة لبناء شخصيته.
  4. التنشئة الاجتماعية هي عملية مستمرة مدى الحياة، ولكن سنوات الطفولة الأولى من حياة الفرد أكثرها دقة وحرجاً وحساسية، وكذلك أكثرها تأثيراً في شخصية الفرد.
  5.  تتولى عملية التنشئة الاجتماعية مؤسسات عدة “الأسرة – المدرسة – جماعة الأقران” ولكن الأسرة تعتبر أهم مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية.

المناخ النفسي للعائلة :

ينشأ الأطفال مستبشرين ودودين في العائلات التي يوجد فيها بين الأب والأم تفاهم متبادل تام وشعور بالمسؤولية إزاء تربية الطفل. أما في العائلات التي ليس فيها تفاهم متبادل بين الكبار، وتسودها الشجارات والمشاحنات فليس من الممكن تربية الأطفال بصورة صحيحة، وأوضاع النزاع تؤذي نفسية الطفل وتؤثر سلباً في صحته وتؤثر على دراسته، وإن خلق جو عاطفي جيد في العائلة شرط لا بد منه لتكوين الشخصية المتزنة والفاعلة .

أسلوب معاملة الوالدين هو عبارة عن الإجراءات والأساليب التي يتبعها الوالدان في تنشئة أو تطبيع أبنائهما اجتماعياً.

وظائف التنشئة الاجتماعية

يمكن توضيح وظائف التنشئة الاجتماعية في الاسلام في النقاط التالية :

  1. إكساب الطفل مبادئ واتجاهات المجتمع التي جاءت في القرآن الكريم وفي الاحاديث الشريفة ومن خلال القدوة الحسنة .
  2.  تهذيب الغرائز الطبيعية لدى الطفل وتوجيهها توجيها اسلاميا .
  3. تعويد الطفل العادات الصالحة وتخلقه بالآداب الاسلامية في المأكل والملبس والمشرب والنوم وطرق التعامل مع الاخرين.
  4.  تعديل وسقل الذكاء الفطري لدى النشء باتباع الاسلوب العلمي  .
  5. تشرب الطفل للقيم الاجتماعية الايجابية التي دعى اليها الاسلام مثل التعاون والحرية والتكافل والاستقلال والاعتزاز بالنفس والانتماء واحترام الكبير والرفق بالصغير .
  6. تثقيف الطفل بالثقافة العلمية الاسلامية المستمدة من القرآن والسنة وكتابات المفكرين المسلمين مع احترام وتقدير لما توصل اليه العلماء الاخرون من نتائج علمية واخذ ما يتفق مع الدين الاسلامي منه .
  7. تنشئة الطفل على العمل بما يناسب سنه مع التدرج في تعلمه وعلمه والاهتمام بالقدرات والاستعدادات والميول الخاصة بالطفل وتوجيهها توجيها سليما .

نظرية التحليل النفسي في التنشئة الاجتماعية

نظرية التحليل النفسي psycho-analysis Theory

تعتبر نظرية التحليل النفسي من أشهر النظريات التي تناولت الشخصية بكل أبعادها، كما أنها الأكثر جدلاً بين أوساط العلماء والباحثين والمفكرين منذ أن جاء به (سيجمون فرويد) فما تزال بين مؤيد ومعارض حتى يومنا هذا ولعل من بين الأسرار التي أعطتها هذه الشهرة والاستمرارية في الحضور بالرغم من تغير الآخرين وظهور العديد من النظريات ، هو أنها بدأت قوية و جريئة في طرحها في زمن كانت الجرأة فيه تعتبر من قبيل الوقاحة والخروج على الثوابت والمألوف ، فقد تناولت الشخصية بأدق تفاصيلها ومراحلها وكشفت عن دور الغرائز وبالذات الغريزة الجنسية في التأثير على النمو النفسي والاجتماعي للطفل وبالتالي تشكيل سلوكه.

كما جاءت أهمية النظرية من كونها ركزت على الخبرات الماضية وبخاصة خبرات الطفولة المبكرة في تكوين الشخصية حيث يرى أنها تنظيم نفسي أشبه بالبناء من طبقات ترتكز فيه طبقاته العليا على طبقاته السفلى … لذا فقد أعطى فرويد اهتماماً بالشعور كون الأطفال عنده تنطوي على قصد دفين لا شعوري … وتؤدي غرضاً في الحياة ، فالسلوك عنده هو محصلة قوى دافعة متعارضة لعمليات ودوافع تكون غالباً لا شعورية وليست نتيجة الظروف الخارجية… فقد صور الطفل بأنه ذو طبيعة مضادة لمتطلبات المجتمع وقوانينه وأنظمته… فهو أناني وذو طبيعة تخريبية متناقضة مع هذه القوانين والأنظمة … لذا أطلقت على هذا الوضع الذي يمتلكه الطفل اصطلاح “اللهو” الذي يمثل الدوافع الغريزية الشعورية التي تمدد السلوك وتوجهه إلى مبدأ اللذة في المقابل فقد أطلق على قوانين وأنظمة المجتمع بالأنا الأعلى واعتبرها المسؤولة عن عميلة التنشئة الاجتماعية ، أما كيف تتم عملية التنشئة؟ فقد أشار فرويد إلى أنها من أصعب وأعقد العمليات ، لأنها تعمل على ضبط وتهذيب الغرائز ، وبما أنها تقف سداً منيعاً في وجه الإشباع الفج غير المنضبط فإن من الطبيعي أن نجد مقاومة من قبل الأطفال الذين يرون في الكبار وبالذات الوالدين مصادر حرمان وتعذيب لهم ، إلا أن شعور التطور من الوالدين عادة ما يكبت في منطقة اللاشعور خوفاً من العقاب ، إلا أنه ومع تكرار محاولات الوالدين التأثير على كيفية إشباع الغرائز لدى أطفالهم ، يبدأ الأطفال تدريجياً بالاقتناع بما يتخذه الآباء من خطوات في سبيل تهذيب دوافعهم وغرائزهم وبالتالي فإن أجزاء من (الهو) يتحول إلى (الأنا) التي تمثل الجزء الصراعي في شخصية الطفل وبالتالي إخضاع ((الواقع)).
أننا لا نستطيع حقيقة أن ننفصل عميلة التنشئة الاجتماعية عن مراحل نمو الشخصية المختلفة، لأن لكل مرحلة من هذه المراحل طبيعتها واحتياجاتها ودوافعها وبالتالي فإنه يمكن أن توجه من الأساليب ما يتناسب مع كل مرحله من هذه المراحل ، إذا ما اردنا ان ننجح في التأثير على كل منها ، علماً أن فرويد قد حدد مراحل النمو النفسي تبدأ بالمرحلة الفمية نسبة الى الفم وتبدأ منذ الولادة حتى السنة الثانية من عمر الطفل ، المرحلة الشرجية وتغطي العامين الثاني والثالث من عمر الطفل ، المرحلة القضيبين وتغطي العامين الرابع والخامس من عمر الطفل ، مرحلة الكموت وتغطي ما بين سن السادسة وحتى البلوغ والاخيرة هي المرحلة الجنسية التناسلية وتغطي فترة المراهقة وما بعدها.

وبالرغم من أهمية كل مرحله من هذه المراحل ، إلا أننا نجد بعض العلماء والباحثين قد ركزوا على مراحل بعينها باعتبارها مسؤولة عن العديد من الاتجاهات والسلوكان والاحكام وبالتالي عن التنشئة برمتها ، فها هو فرويد ومن تشيعوا له فيما بعد ركزوا على المرحلة القضيبين باعتبارها الأساس الذكري في التفريق بين الذكور والإناث في عميلة التنشئة واعتبروا أن وجود العضو التناسلي الذكري هو الذي أعطى الذكور قيمة ومرتبة أسمى من الإناث هيمنوا بموجبها على كل شيء.

أما البنات فإنهن من جهة أخرى يعانين الغيرة ، نظراً لافتقارها إلى ذلك العضو الذي يميز الأولاد عنهن ، وتتدنى قيمة الأم في أعين البنات لأنها مثلهن في هذه الحالة ، ولأنها عجزا عن أن تزودهن بهذا الامتياز وعندما تتماهى البنت مع أمها ، فإنها تتخذ الموقف الأستلامي الخضوعي لكونها تمثل البديل الثاني للذكر.

أما “شودورو” فترى أن شعور الطفل بأنه ذكر أو أنثى يتبع من علاقته بالأب والأم منذ مرحلة مبكرة جداً وهي تعلق أهمية على دور الأم أكثر من الأب ، لأن الأم تمارس الدور المهيمن على الرضيع أو الطفل في مراحل مبكرة من حياته وبالتالي فإن دورها في عميلة التنشئة هام جداً.

كتاب التنشئة الاجتماعية

لتحميل الملف اضغط هنا

التنشئة الاجتماعية pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

مؤسسات التنشئة الاجتماعية PDF

لتحميل الملف اضغط هنا

التنشئة الاجتماعية PPT

لتحميل الملف اضغط هنا

النظريات المفسرة للتنشئة الاجتماعية pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

 

السابق
مبادئ القيادة الأخلاقية
التالي
مفهوم فن الطفل

اترك تعليقاً