تنمية بشرية

طرق ووسائل تقبل الذات

بالتأكيد لا يوجد شخص على وجه الأرض يتمتع بالكمال ، ولكن هناك محاولات دائما من البشر في أن يصلون إلى درجة من الرضاء الذاتي عن انفسهم ، وذلك لا يعني على الإطلاق أنهم وصلوا إلى الكمال أو التصالح مع العيوب وعدم محاولة التطوير   من أنفسهم ، ولكنهم فقط تقبلوا ذاتهم .

وهناك أشخاص أخرون يعانون من ضعف الثقة في أنفسهم ولا يستطيعون تقيم قدراتهم بشكل جيد ، ولكن العكس صحيح فهم دائماً يرون  أنفسهم لا يمتلكون اي قدرات وأنهم دائماً أقل من الجميع ، ويعتبر علماء النفس عدم تقبل الذات شكل من اشكال الأمراض النفسية المنتشرة بقوة في المجتمعات وأن العلاج منها أفضل من التعايش معها .

ماهو تقدير الذات

تقبل الذات يعني فهم الذات والتعامل مع أخطاءها بدرجة كبيرة من العطف ، والعمل الدائم على تطويرها وعدم النظر إليها بدونية أو التحقير من إمكانيتها ، وعدم وضع حياة الغير كمقياس للنجاح والفشل والمقارنة الدائمة بين ذاتك ومن حولك

قبول الذات

نتعلم في مدرسة الحياة كل يوم أشياء جديدة، ومن يتوقف ذات يوم عن التعلم سواء ممن هم أكبر منه أو أصغر منه، فإنه يخسر كثيراً.

تجارب عديدة، ومواقف مختلفة نتعرض لها يومياً، البعض منا يستفيد منها، والبعض الآخر لا يتوقف عندها ولو لبرهة قصيرة. والحياة ما هي إلا سلسلة من التجارب التي ينبغي أن نعيشها ونقر بها حتى نفهمها جيداً، ونتغلب على مصاعبها، لتحقيق ما نصبو إليه. تلك الأهداف السامية التي طالما حلمنا بها.

ومن أهم الخطوات التي ينبغي علينا عدم تجاهلها، قبول الذات، إذ للأسف من العوامل التي تؤدي للاضطرابات النفسية، والفشل في التواصل مع الآخرين، وعدم تحقيق الأهداف والنجاح في الحياة الاجتماعية والعملية، عدم قبول الذات، وشعور الفرد برفضه لذاته، بسبب العيوب الشخصية.

وتجدر الإشارة إلى أن الشخص الذي لا يستطيع التعايش مع ذاته أو قبولها كما هي، لن يستطع قبول الأشخاص الآخرين من حوله، ولن يتمكن من صعود سلم النجاح المليء بالمفاجآت.

ومن المعروف بأنه لا يوجد إنسان مثالي لا عيوب فيه، وفي كل واحد منا نقاط قوة وضعف، وحتى نتميز عن غيرنا، ينبغي أن نعزز نقاط قوتنا، ومعرفة نقاط ضعفنا من أجل تجاوزها، وتعديلها كي ترجح الكفة باتجاه القوة والتميز، وقبول الذات لا يعني بحال حب كل شيء في أنفسنا، وتجاهل النقاط السلبية.

فمثلاً ينبغي علي أن أقبل أن أنفي كبير نسبياً، ولكن لا يعني هذا أنني أحبذ الأنف الكبير.

ومثل هذا الأمر يمكن قياسه على مستوى العلاقات مع الآخرين، والطباع الشخصية، ومن خلال التعامل مع أفراد العائلة، والأصدقاء وزملاء العمل وغيرهم، يمكن لكل واحد منا أن يقيس مدى الشعور بالرضا، وأن يتعرف على الجوانب الإيجابية في شخصيته، والسلبية منها. إذ أن قبول الذات يعتبر بمثابة البوابة التي نعبر من خلالها نحو الآخر، على صعيد علاقاتنا الاجتماعية والعملية.

إن هذا الأمر مطلب حيوي وأساسي، وقبول الذات يتطلب إقرار الشخص بقبوله لذاته الذي يعني قبول الواقع، وقبول ما لا يستطيع المرء تغييره.

وإذا ما تمكن أي واحد منا من احترام ذاته، فإنه سيشعر بالرضا، لأن الاعتراف بالحقائق حتى وإن كانت مرة، فإنها تحررنا من القيود السلبية، وتساعدنا على حلها والانطلاق نحو النجاح، بدلاً من الغرق في مستنقع الفشل الذي لا نرتضيه لأحد.

علينا جميعاً أن ننظر إلى أنفسنا بمنظور جديد والوقوف أمام مرآة أنفسنا وقفة صادقة يومياً، وعدم إنكار الحقيقة والقيام برحلة استكشاف للذات بين الحين والآخر، من أجل امتلاك الوعي بذاتنا.

ولنتذكر أن من لا يستطيع قبول ذاته، لا يمكنه قبول الآخر، ولهذا تكثر الصراعات اليومية، والمشكلات التي تعكر صفو الحياة.انها لمفارقة حقاً أن الكثير من الأشخاص يجهلون أنفسهم، ولهذا يصبحون أعداء لأنفسهم، فيتوقفون في مكان ما، بينما يسير الآخرون نحو الأمام.

تقبل الذات والثقة بالنفس

إنّ تقدير الذات والثقة بالنفس مفهومان مترابطان، ويمكن تعريف تقدير الذات على أنه تقييم المرء الكلي لذاته، إمّا بطريقة إيجابية أو بطريقة سلبية، وإنّه يشير إلى مدى إيمان الفرد بنفسه وبأهليته وبقدرته على تحقيق أهدافه وببساطة تقدير الذات هو بالأساس شعور الفرد بكفاءته، وبطريقة الفرد على الحكم على ذاته تتحقق الثقة بالنفس، فإن شعر الفرد نفسه قادرًا على التكيف المستمر ومؤهل لذلك، ويشعر تجاه نفسه بطريقة إيجابيّة، فهذا كله يشير إلى محبة أو كراهية الفرد لنفسه وبالتالي إما ازدياد الثقة بالنفس أو انعدامها، وتقدير الذات يشمل ثلاث أبعاد الأول التقدير الذات المادي، ويعتمد على نظرة الفرد لمظهره وقدراته البدنية، والثاني تقدير أداء الذات أي الأداء في العمل أو الأداء الأكاديمي وأيّ مَهمة أخرى، والثالث تقدير الذات الاجتماعي، أي العلاقات الشخصية والعلاقات الأسرية والأشخاص المهمين في حياتهم.

بناء تقدير الذات

من نعم الله على العبد أن يهبه المقدرة على معرفة ذاته ، والقدرة على وضعها في الموضع اللائق بها، إذ أن جهل الإنسان نفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقيماً خاطئاً فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها، وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه . فالشعور السيئ عن النفس له تأثير كبير في تدمير الإيجابيات التي يملكها الشخص، فالمشاعر والأحاسيس التي نملكها تجاه أنفسنا هي التي تكسبنا الشخصية القوية المتميزة أو تجعلنا سلبيين خاملين؛ إذ إن عطاءنا وإنتاجنا يتأثر سلباً وإيجاباً بتقديرنا لذواتنا، فبقدر ازدياد المشاعر الإيجابية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تزداد ثقتك بنفسك، وبقدر ازدياد المشاعر السلبية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تقل ثقتك بنفسك.

وقد يتجه بعضنا إلى أن يستمد تقديره الذاتي من الآخرين، فيجعل قيمته الذاتية مرتبطة بنوع العمل، أو بما لديه من مال، أو إكرام وحب الآخرين له وهو من غير شعور يضع نفسه على حافة هاوية خطيرة لإسقاط ذاته بمشاعر الإخفاق، وهذا يوحي إلينا ذات ضعيفة؛ لأن التقدير والاحترام لأنفسنا ينبع من مصدر خارج أنفسنا وخارج تحكمنا.

إن حقيقة الاحترام والتقدير تنبع من النفس؛ إذ أن الحياة لا تأتي كما نريد فالشخص الذي يعتمد على الآخرين في تقدير ذاته قد يفقد يوماً هذه العوامل الخارجية التي يستمد منها قيمته وتقديره وبالتالي يفقد معها ذاته، لذا لابد أن يكون الشعور بالتقدير ينبعث من ذاتك وليس من مصدر خارجي يُمنح لك. والاختبار الحق لتقدير ذواتنا هو أن نفقد كل ما نملك، وتأتي كل الأمور خلاف ما نريد ومع ذلك لا نزال نحب أنفسنا ونقدرها ونعتقد أننا لا زلنا محبوبين من قبل الآخرين. فلو اخترنا لأنفسنا التقدير وأكسبناها الاحترام فإننا اخترنا لها الطريق المحفز لبناء التقدير الذاتي.

إن تقدير الذات نعنى به مقدار الصورة التي ينظر فيها الإنسان إلى نفسه، هل هي عالية أم منخفضة.

وتقدير الذات مهم جدا من حيث أنه هو البوابة لكل أنواع النجاح الأخرى المنشودة. فمهما تعلم الشخص طرق النجاح وتطوير الذات، فإذا كان تقديره لذاته وتقييمه لها ضعيفا فلن ينجح في الأخذ بأي من تلك الطرق للنجاح، لأنه يرى نفسه غير قادر وغير أهل وغير مستحق لذلك النجاح.

و تقدير الذات لا يولد مع الإنسان، بل هو مكتسب من تجاربه في الحياة وطريقة رد فعله تجاه التحديات والمشكلات في حياته. وسن الطفولة هام جدا لأنه يشكل نظرة الطفل لنفسه، فوجب التعامل مع الأطفال بكل الحب والتشجيع، وتكليفهم بمهمات يستطيعون إنجازها فتكسبهم تقديرا وثقة في أنفسهم، وكذلك المراهقين.

وهناك علامات تظهر على الشخص ذو التقدير المنخفض للذات، منها الإنطوائية، الخوف من التحدث على الملاء، إتعاب النفس في إرضاء الآخرين لتجنب سماع النقد منهم، بل إن العنف والعدوانية وعدم تقبل النقد هي صور من ضعف تقدير الذات، لأنها عملية هروب من مواجهة مشكلات النفس كما سيأتي.

و لا يجب الخلط بين تقدير الذات والثقة بالنفس، فإن الثقة بالنفس هي نتيجة تقدير الذات، وبالتالي من لا يملك تقديرا لذاته فإنه يفتقد الثقة بالنفس كذلك.

ونحن في مهارات النجاح للتنمية البشرية ندرك أهمية تقدير الذات في النجاح وأنه محرك أساسي لبناء الشخصية المتزنة القادرة على قيادة ذاتها نحو التفوق والإنجاز ، ولهذا فقد صممنا هذه الحقيبة التدريبية وفق معايير عالمية في مجال التدريب ونهدف منها لتدريب الطلاب والنأشيئن والباحثين على فهم ذواتهم وتحقيق النجاح على المهارات الحياتية المؤدية لبناء تقدير الذات الإيجابي .

إنها ليست مجرد برنامج تدريبي ، بل هي إستراتيجيات وأدوات تمنحك الفاعلية في فهم ذاتك وبناء صورة إيجابية عنها وقيادتها نحو التفوق والنجاح .

طرق ووسائل تقبل الذات

  1.  التركيز على الإيجابيات التي تمتلكها: من أكثر الأشياء التي تحطم معنويات الفرد هي أن ينظر لمن حوله بتعظيم ، وأن يكون كثير المقارنة بين نفسه ومن حوله على والتركيز على الأشياء التي تنقصه ، والمتخصصون في علم النفس أن الأشخاص الذين يقومون بهذه الأفعال هم من يتسببون في إصابة أنفسهم بمشكلات نفسية ، وتنبع هذه الأفعال من شعور الفرد بالدونية وفقر الإيجابية ، لذلك على من يرغب في ازدياد شعوره بذاته وتقبلها أن يبتعد عن هذه المقارنات ، ويضع أمام عينه دائماً المميزات التي يمتلكها والنقاط الجيدة في شخصيته .
  2.  حب ذاتك قبل أن تنظر لحب الأخرين لك: أنظر إلى الطبيعة من حولك وحاول أن تستوعب نمو الاشياء وكيف تستفيد منها وتعكسها على ذاتك ، فلا يوجد شيء ينمو بدون غذاء ، واهتمام فإذا وضعت بذرة في الأرض ولم تهتم بها بالتأكيد لن تطرح لك شجرة كذلك ذاتك إذا لم تمنحها حبك وتهتم بها وتعمل على تطويرها بشكل مستمر ستظهر عليك العديد من المشكلات والأزمات النفسية ، وعليك قبل ان تقوم بتقييم حب الناس لك أن تقيم حبك لنفسك اولاً .
  3.  توقف عن نقد ذاتك: يقوم الأشخاص بتوجيه النقد لأنفسهم وتوبيخها على أشياء بسيطة وتافهة ، ويترجم العقل هذه الإشارات بأنهم أشخاص فاشلون في كل شيء ولا يتمتعون بالمميزات التي يتمتع بها غيرهم ، فإذا كانت لديك الرغبة في تطوير ذاتك وتقبلها عليك التوقف على انتقادها بشكل مستمر .
  4.  أعلم أن القلق مدمر: القلق من أكثر الأشياء التي تدمر نفسية الفرد ، حيث أن القلق يجعل الشخص لا يمتلك القدرة على تقيم الأمور بشكل صحيح ، وقد ينبع القلق من شعور الفرد بالخوف من المجهول والمفاجأة مهما كانت بسيطة وغير مؤثرة ، ولذلك عليك أن تحاول التخلص من الشعور بالقلق .
  5.  الاختلاط بأشخاص أسوياء: المجتمعات التي نعيش بداخلها هي من أهم العناصر التي تؤثر على الحالة النفسية للفرد، لذلك إذا أردت أن تعالج أي مشكلة نفسية تواجهها عليك أولاً الابتعاد عن المجتمعات التي تشعر وأنت بداخلها بهذه الأزمات ، وعليك أن تغير نظرتك لهؤلاء الأشخاص الذين يحاولون أن يظهروا مدى حبهم لك عن طريق تقديم توجيه الانتقادات المستمرة لجميع أفعالك بهدف التحسين منك ، ولكن علماء النفس والمتخصصون في علم الطاقة ينصحون دئما بالابتعاد عن هؤلاء الأشخاص رغم حبهم لنا .

عدم تقبل الذات

الأسباب التي تؤدي لعدم تقدير الذات:

1. الإيذاء:

هناك علاقة متبادلة مباشرة بين اساءة معاملة الطفل وعدم تقدير الذات. فإن شدة الإساءة تؤدي لعدم تقدير الذات

كما جاء في مجلة  todayفي الولايات المتحدة (إن كثيرين من المتخصصين في الصحة العقلية يقولون إن أساليب مثل إطلاق الألقاب التي تنتقص من الطفل، والاستهزاء به، والسخرية منه يمكن أن تؤدي به إلى عدم تقدير ذاته)

إن الإساءات التي يتعرض لها الطفل سواء كانت جسدية، جنسية، نفسية أو روحية جميعها تؤثر سلبياً على تقديره لذاته.

يرى أحد علماء النفس والتربية أن حوالي 50 إلى 60 % من الأطفال اليوم يظهرون نوعاً من الضغط العصبي، وذلك نتيجةً لما يتعرضون له من إساءات مختلفة داخل الأسرة أو المدرسة (سخرية، عقاب بدني، تجريح)

2. الرفض الأبوي:

بناءً على دراسة أجراها روبرتسون وسيمونز (من علماء النفس والتربية)، أن الإحساس بالرفض الأبوي مرتبط ارتباطا أساسياً بكل من الإكتئاب وعدم تقدير الذات.

3. الإفراط في الحماية:

إن الأباء المفرطون في حماية أبنائهم حوفاً من الفشل، أو خوفاً أن يصابوا بالكبرياء والتمرد، فهم يُوصلون رسالة تحزيرية لأبنائهم بأنهم عاجزون بدون مساعدة أبائهم، فيؤدي هذا إلى إحساس الطفل بأنه غير كُفء في قدراته.

إن الإفراط في الحماية يوصل رسالة وهي: (أنا مَعرفش، أنا مَقدرش، أنا ماليش قيمة)

4. المعتقدات المحورية:

هي القناعات العميقة والمبادىء الراسخة والمكتسبة والتي شكلتها التجارب الأولى في حياتنا.

تفترض أغلب نظريات علم النفس المعرفي، بأن كل انسان لديه معتقدات محورية تُشكّل بالنسبه له تصوراً داخلياً للطريقة التي يعمل بها العالم والناس من حوله، وهذا التصور هو البرنامج الذي يفهم به ويحكم به على العالم، الناس، وعلى نفسه. ويقوم من خلاله بتفسير الأحداث وتَوقع الأفعال.

احترام الذات

يعدّ احترام الذات عاملاً مهماً للحصول على حياة إيجابية، ويرتبط ذلك بالرضا، والإنجازات، والعلاقات الجيدة، ومن الملاحظ أنّ الأشخاص الذين يملكون القليل من احترام الذات عادةً ما يعانون من الإحباط، ويقلّلون من إمكانياتهم، ويواجهون صعوبة في التسامح مع المواقف والعلاقات السيئة، ومن ناحية أخرى، ففي علم النفس يُستخدم مصطلح تقدير واحترام الذات للتعبير عن الشعور العام للشخص بقيمة نفسه، ويُنظر إليه على أنّه سمة شخصية تصف استقرار وثبات ذلك الشخص، وقد ينطوي تقدير واحترام الذات على مجموعة من المعتقدات، مثل: تقييم المظهر الخاص، والمعتقدات، والعواطف، والسلوكيات أيضاً.

تمارين تقبل الذات

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

تقبل الذات pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

السابق
كيفية تحقيق الطموح والأهداف
التالي
من هو تركي ال حصوصه

اترك تعليقاً