تنمية بشرية

مفهوم فن الطفل

مفهوم فن الطفل

إن مصطلح (فن الطفل): مصطلح جديد، واكتشاف فنون الأطفال إنما هو نتيجة لاكتشافنا للطفل ذاته.

وهو الفن الذي يبدو حرًا ولا تقيده قيود كما أنه يكون عفوياً و تلقائياً ويعد محاولة جادة وهامة من الأطفال لترتيب وتنظيم البيئة المحيطة بهم وإبرازها بطريقة ذات معنى، والأطفال يفكرون في شتى الطرق والأساليب مثل الكبار تمام.

يولد الطفل علي الفطرة، ليس له فكر أو لغة أو معتقد، لا يستطيع التمييز بين الأشياء، معارفه ما تزال فى مهدها، حواسه تبدأ في تلقي الخبرات، عضلاته لم تتمرن، مشاعره لم تتضح، انفعالاته لم تحدد بعد.

وهنا يلعب الفن دوراً مؤثراً في حياة الطفل، وخاصة التعبير الفني بالرسم، فالرسم بمثابة اللغة التي يتواصل بها الطفل مع الآخرين حينما لا يستطيع التحدث باللغة اللفظية، لينقل لنا أفكاره، وأحاسيسه وانفعالاته، فالرسم معنى عقلياً أكثر منه معني جمالياً، فهو لغة لمن يعانون من نقص اللغة، أو من وجود صعوبات لغوية، تعوق عملية تواصلهم مع الآخرين.

وتستخدم رسوم الأطفال في تقدير الخصائص الشخصية والعقلية والانفعالية للأطفال العاديين والمختلفين، وتكشف أيضاً عن حالات الأطفال الأسوياء وغير الأسوياء، وعن مراحل ارتقاء الطفل العامة والخاصة، كما يعكس لنا القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد لأي جماعة بشرية.

عندما يبدأ الطفل في تخطيطاته الحرة علي سطح الورق منذ شهوره الأولي، تبدأ معها رحلة الكشف والبحث والملاحظة لعناصر وجوانب العالم من حوله، فالرسوم التي يقوم بها الأطفال وبخاصة قبل تعلمهم الكلام أو تعلمهم أى أسلوب من أساليب التعبير، تعتبر وسيلة مهمة من وسائل التشخيص، وتقدم للمحلل النفسي سجلاً وافياً لتاريخ حياة الطفل، ومن خلالها يشخص المرض النفسي الذي يعاني منه، وبالتالي يمكن للمحلل معرفة أسبابه، ويقترح طرق العلاج المناسبة له.

وهذا الجانب يفيد أيضا الآباء والأمهات لأنه يساعدهم علي تفهم طبيعة أطفالهم في مراحل ارتقائهم المختلفة مما يمكنهم من معاونتهم علي تنمية هذه التعبيرات للكشف عن شخصية الطفل وتحديد مشكلاته، وتقديم الوسائل والأدوات المناسبة لاستمرار في ممارسة التعبير الفني.

فالفن يتيح للطفل ممارسة النشاط وتلبية حاجاته النفسية والعقلية، فالطريقة التي يستخدم بها الطفل عقله ويديه، ودرجة استجابته لما يراه وما يسمعه وما يشعر به وما يلمسه، ومدي رغبته في زيادة اتصاله بالآخرين، كل هذا له علاقة بسعادته.

والفن بالنسبة للطفل وسيلة للتعبير اللالفظي، وتعبير تختلف أبجديته عن أبجدية اللغة اللفظية، فالتعبير الفني يعتمد علي أبجدية الخطوط، والأشكال والألوان ذو المساحات، ولا يحتاج الطفل أحداً ليعلمه إياها، بل يقوم بعمله دون مساعدة من احد، كما انه يستخدم أية أداة تقع تحت يده سواء كانت قلم رصاص أو شمعاً أو فلوماستر أو فحماً.

فالطفل كإنسان له شخصيته المتميزة وقوانينه الخاصة، ولقد كان ينظر في الماضي إلي الطفل أنه كائن ناقص، علينا أن ننتظر حتى يكبر، ثم نقوم بدراسته، ومن ثم فقد أهملت إبداعات الأطفال ونواتج نشاطاتهم، بالرغم مما أكده “جان جاك روسو” بقوله: ” إن الطفل ليس صغيراً يكبر، ولكنه كائن له احتياجاته الخاصة، وعقليته المتناسبة مع هذه الاحتياجات “.

وبالتالي فإن رسوم وتخطيطات الطفل تعبير عما يجيش بخاطره وذهنه لذلك هي لغة تواصل بينه وبين المشاهد، وتعطي صورة صادقة عن مكوناته، فيما إذا كانت هذه المكونات إيجابية أو سلبية.

أهمية فن الطفل

تعد ممارسة الفنون المختلفة غذاء للروح والجسد، وينمي الفن (الرسم والتلوين والموسيقى والمسرح) روح الإبداع لدى الأطفال أيضاََ، ومن هنا تنبع أهمية الفن للأطفال بمساعدتهم في تقوية الثقة بالنفس وتنمية الاعتماد على النفس لديهم، وتتمثل أهمية الفنون لدى الأطفال أيضاََ أنها تساعدهم في تقوية صحتهم الذهنية والعقلية والنفسية والأداء الحركي والقيادي،  وتساعد أيضاََ في تطوير الذات وتقوية الشخصية لديهم وقدرتهم على حل المشكلات.

يتكون الدماغ فيزيائياََ من جزئين؛ الجزء الأيسر وهو المسؤول عن التفكير المنطقي و العمليات التحليلية والتي تتضمن: الرياضيات والعلوم والقراءة، والجزء الأيمن وهو المسؤول عن الإدراك الحسي والعاطفي والإبداع، وهذا هو الجزء من الدماغ الذي يستخدم عند ممارسة الأنشطة الإبداعية مثل الفن والذي غالباََ ما يتم إهماله من قبل المدرسة وحتى الأهل

مراحل فن الطفل

  1. مرحلة ماقبل التخطيط : وتبدأ منذ الولادة حتى سن الثانية.
  2. مرحلة التخطيط : وتبدأمن سن الثانية حتى سن الرابعه.
  3. مرحلة تحضير المدرك الشكلي : من سن السابعة حتى التاسعة.
  4. مرحلة محاولة التعبير الواقعي : من سن التاسعة حتى الحادي عشرة .
  5. مرحلة التعبير الواقعي : من سن الحادية عشر حتى الثالثة عشر

أنماط رسوم الأطفال

  1. النمط الوصفي :يتجه هذا النمط إلى تسجيل مافيالطبيعة من مظاهر مع مراعاة العلاقات والنسب بين الأشياء والتمييز بين العناصر واللون . . وغيره، ويركز الاهتمام بوصف الأشياء وتسجيلها .
  2. النمط الرمزي :يتجه الطفلفيهذا النمط إلى حذف الأشياء التي ليس لها أهمية في نظره والمبالغةفيأشياء أخرى يريد إبرازها بشكل واضح 
  3. النمط نصف التجريدي:يميل أصحاب هذا النمط إلى الواقعية ولكنهم لا يفضلون التنظيم العام لمقومات عناصر العمل الفني وتختفي التفاصيل بين العناصر ويتجه فيما بعد للتجريد .
  4. النمط الساذج :يتسم هذا النمط بالبساطة الفطرية ويبرز فيه الرسم الوصفي وفي هذا النمط تبرز العناصر باتجاه لا تحدده أبعاد معينة وتتسم بالترابط وتسلسل الأحداث ويسجل أصحاب الاتجاه انفعالاتهم وأحاسيسهم بشكل يعجز عنه أصحاب النمط ألوصفي والواقعي.
  5. النمط ألتأثيري:يغلب على أصحاب هذا النمط ميلهم إلى الزخرفة والإهتمام بالتفاصيل والألوان لإبراز العناصرفي انسجام وتنسيق بوحدات لونية متراصة وتباين
  6. النمط الزخرفي : يغلب على أصحاب هذا النمط ميلهم إلى الزخرفة والاهتمام بالتفاصيل والألوان لإبراز العناصرفي انسجام وتنسيق بوحدات لونية متراصة ومتباينة
  7. النمط المعماري :يطغى على التعبيرفيهذا النمط عامل السكون وتكاد الحركة تنعدم وتتحول الأشكال والعناصر إلى وحدات هندسية كما يختفيفي شخوصه دراسة التفاصيل.
  8. النمط التعبيري والانفعالي:في هذا النمط تعبير سيكولوجي عن المعاني الإنسانية والإنفعالاية ( كالحزن والغضب والفرح والمعاناة ) التي يعيشها الإنسان وموضوعات أصحاب هذا النمط غير مألوفة.
  9. النمط التجريدي واللاموضوعي:من الصعب تعرف مضمون العناصرفي هذا النمط حيث تميل إلى التجريد وأصحاب هذا النمط يعبثون بالأشكال والمساحات والخطوط والألوان وفيه إختلاف عنالأنماط السابقة .
  10. النمط التعددي:في هذا الأسلوب نرى الاتجاه إلى التكرار ومعالجة جانب معينفيالعمل دون غيره وبدون اكتراث بربط الوحدات وتغيير وضعها الطبيعي.يرتبط هذا النمط بحاجات الطفل ورغباته واهتمامه بجوانب ارتبط بها وتأكدتفينفسه .

التلقائية في رسوم الأطفال

احتلت فنون الاطفال ونتاجاتهم العفوية موقعاً بارزاً في تشيّد الخطاب الثقافي والانساني للمجتمعات،  حيث يعد هذا اللون من الفنون وتجذراته احد الركائز الاساسية التي يستدل من خلالها على تبلور الوعي الثقافي في المجتمعات بما يخدم التطور الانساني، فهو يتيح لنا ولكل الدارسين في هذا المجال الوقوف على حاجات الاطفال ورغباتهم النفسية والاجتماعية، ومن ثم التمهيد لتهيئة الاسس والاساليب المثلى في الاتصال والتواصل معهم لتحقيق الاهداف التربوية والاجتماعية المبتغاة بقدر عالٍ من النجاح .

تعد فنون الأطفال بأنماطها المختلفة احد الاجزاء الاساسية في صرح الفنون الانسانية ومعطياتها.. فهي من الأنشطة الذاتية التلقائية الحرة التي تشكل رافداً مهماً في توجيه استعداداتهم وترصين ميولهم الفكرية والفنية ضمن الخطاب التربوي في المجتمعات.. فقد وجد الاطفال في الفنون مرتعاً خصباً ووسيلة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وعواطفهم وانفعالاتهم حول الأشياء الخفية والظاهرة في بيئتهم.. ولعل المرونة التي تتمتع بها الفنون التشكيلية جعلتها تكاد ان تكون المنفذ الاهم لتفريغ صور مخيلة الاطفال التي لطالما كانت حية، فهي مجس تتكشف من خلاله قدراتهم الابتكارية والابداعية ومن شأنها تحويل ما يجول في خواطرهم و نطاق تفكيرهم الى صور جمالية عبر الاساليب الفنية المتعددة،  لذا أوجدوا في الفن متنفساً للتعبير عن ذاتهم وعما هو مكبوت بدواخلهم على شكل عناصر تعبيرية وذاتية .

 يسعى الاطفال من خلال ممارستهم أي نوع من انواع الفنون إلى خلق انماط جديدة من الانشطة غير المألوفة سلفاً بالنسبة لديهم،  فهي تمنحهم الفرصة للتعبير عن خصوصيتهم التي لا يحرزها أي شخص غير الشخص المبتكر الفريد في تعبيراته..  وفي هذه الحالة تكون الخصوصية المتبادلة بين الطفل والفن ذات قيمة ايجابية لذاته ومن ثم للمجتمع وللإنسانية جمعاء.. لذلك يدخل الفن في مضمار الوسيلة التربوية شأنه شأن الوسائل التعبيرية الأخرى مثل اللغة والكتابة وغيرها… من حيث تعدد عناصره التعبيرية، وعليه اصبح الفن جزءاً من مشروع العملية التربوية المتعلقة بالتطور الإنساني لما يمتلك من خصائص تميزه عن باقي الانشطة الانسانية الاخرى، فضلاً عن امتلاكه لوظائف نفسية وفسيولوجية اخرى، فالفن هو التوازن الضروري لعقلية الطفل وعواطفه وقد يصبح الصديق الذي يلجأ اليه بطريقة لاشعورية.. مسعفاً اياه ان اقتضت الضرورة بإدوات مثالية لتذليل الصعاب وحل المعضلات التي يواجهها  في حياته اليومية، وبالخصوص ان له شخصيته المتميزة وقوانينه الخاصة به .

لو حاولنا رصد انفعالات الاطفال منذ الولادة لوجدنا انهم يبدؤون التعبير عن انفسهم منذ لحظات ولادته الاولى،  حيث يبدأ ببث رغباته الغريزية والفطرية نحو العالم الجديد الذي حل به فيبدأ بعالمه الذي يكاد يكون تاماً والمتمثل بآلام.. فيبدأ اولى صيحاته وبداية حركاته التي تكون بحد ذاتها اللغة البدائية (لغة الاشارة) في محاولة منه للاتصال بالآخرين، ويزداد هذا التعبير وتتنوع اشكاله كلما تنمو قدراته بنموه الجسمي والفكري ونلاحظ ذلك بعد شهور عدة او سنين قليلة من عمره وهو يستعد لاستخدام بعض الجمل والكلمات والإجابة عن الأسئلة.. لذلك نجده يقوم بمحاولات لترتيب الكلمات والاشياء وتشكيلها بصورة واضحة معللاً تركيبتها على النحو الذي تظهر عليه .

ومن هذا المنطلق يندرج كل ما يتناول ظاهرة سلوكية الاطفال في مجال الفن تحت مفهوم التعبير الفني التشكيلي،  فكل تخطيطاتهم الحرة التي يعبرون بها فوق أي سطح منذ بداية اعمارهم حتى نهاية فترة الطفولة المتأخرة تدخل ضمن هذا التعبير فكل ما يصدر من الطفل من انفعالات باستخدام أي مادة ما هي الا فرصة سانحة لتعبيره الفني .

  لقد تعددت وتنوعت الدراسات التي بحثت في فنون الأطفال لأهميتها البالغة في بناء المجتمعات، فمنها ما بحث فيا كمظهر من مظاهر حياتهم ومنها ما بحث العلاقة بين ذكاء الأطفال وقدرتهم على التعبير الفني وأخرى بحثت أثر قدرة الطفل العضلية في التعبير الفني، فضلاً عن بعض الدراسات التي ركزت على الطفل من خلال اتجاهاته التعبيرية تبعاً  لكل مرحلة من مراحل نموه،  ومن هذا المنطلق تعاظمت جدوى الفن في حياة الطفل فعن طريق ممارسته تتبلور وتتطور قدراته الإبداعية وتتكامل شخصيته ويتغير نمط سلوكه.. وبهذا يقود التعبير الفني الى رصد شخصية الطفل،  فان كانت شخصيته حرة سعيدة غير مكبوتة فان تعبيره سيكون حراً مرناً.. فترقية التعبير الفني الحر لدى الطفل ما هو إلا تمتع الطفل بطفولة سعيدة حرة، وهناك بعض المواطن استخدم فيها الفن كعلاجٍ للحالات النفسية والشاذة لدى الأطفال من منطلق ان كل طفل هو فنان بطبيعته إذا تمتع بالبراءة والتلقائية والتحرر والخيال والحساسية الانفعالية والتفكير غير التقليدي.

وعلى سبيل المثال لو ترصدنا المنجز الفني للفنان القديم وحاولنا مقارنته بنتاجات الطفولة، سنجد إن كليهما لا يتقيد بنظرته إلى المرئيات حرفياً كما هي في في الوجود، بل إن نظرتيهما للطبيعة نظرة ذاتية بحتة يعبران من خلالها عن أفكارهما وأحاسيسهما ولكل واحد منهما وجهة نظر خاصة في التعبير دون معرفتهم بأبجديات الفن التشكيلي.. ويبدو ذلك في بعض المظاهر الفنية المتمثلة في رسومهما التي تعطي قيماً فنية لمن يدركها ويتحسسها بعيداً عن واقعيتها.. وبهذه الطريقة علينا ان نرى رسوم الاطفال ونفسرها  بأنها عملية تفكير إبداعية مصحوبة بنمو عقلي مدعوم بالتعبير عن مشاعره وانفعالاته الذاتية كشكل من أشكال النشاط العقلي الخلاق.. وقد اثبتت نتائج العديد من الدراسات والأبحاث في هذا الميدان إن الرسم بالنسبة للطفل يعد عملية ذهنية خيالية تتضمن أنماطاً فنية لا يستطيع البصريون معرفتها، وهذه الأنماط تنمو وتتبلور منذ الطفولة.. فالطفل عندما يرسم ينظر إلى الأشياء بعقله وليس ببصره وكلما توغلنا في رسوم الطفل اكتشفنا إسرار تخبر عن شخصيته ولكن عندما يكبر ينظر إلى الأشياء بفكره .

ومن الجدير بالذكر ان الرسم ينمو مع الطفل بنمو معرفته وملاحظته للأشياء، وهذا النمو يزيد من قدرة الطفل على التفاعل مع صور العالم الخارجي والتقاطها ومن ثم التعبير عنها بصورة تكاد تكون فريدة، ويختلف الأطفال ايضاً في تعبيراتهم الفنية باختلاف ما ينطبع في أذهانهم من خلال رؤيتهم للعالم الخارجي.. فهناك عدد كبير من الصور الذهنية التي يتلقاها الطفل مثلاً من خلال نظرته للعالم المحيط به يختزنها في عقله أي إنها كامنة في اللاشعور، ولربما تعبر هذه الصور عن عالمه الخارجي وما يدور في عالمه الباطني من خلال اشكال واقعية أو رمزية أو تجريدية أو تعبيرية.

فنون الأطفال وتعبيراتهم

تعني رسوم الأطفال في المجال التربوي كل الإنتاج التشكيلي الذي ينجزه الأطفال على أي سطح كان كالورق أو الجدران مستخدمين الأقلام والألوان أي ان مصطلح رسوم الأطفال يشمل كل تعبيرات الأطفال التي تعكس سمات الطفولة بكل أبعادها الجسمية والأنفعاليه ولعقلية والأخلاقية والنفسية في كل مرحلة من مراحل النمو
المختلفة والرسم عند الطفل هو عباره عن تعبير حر صادق لما يراه ويشاهده أكثر من كونه عمل جميل يرسمه
كذالك يقوم الطفل بالمبالغة والحذف حسب رؤيته ومفهومه وإحساسه اتجاه ما يرسم وكل ما يتقدم به العمر وينتقل من مرحلة إلى أخرى يبتدي الطفل يحدد النسب ويهتم بالتفاصيل أكثر كذلك دلت التجار على ان هناك اختلاف بين رسم الولد والبنت كلآ حسب ميوله وغرائزه.

رسوم الأطفال

هي مجموعة من الرسومات التي قد تكون عبارةً عن خطوطٍ غير واضحة، أو وصفٍ لشيء ما بالاعتماد على فكرة معينة يريد الطفل أن يعبّر عنها بالاعتماد على الرسم، وتعرف أيضاً بأنّها وسيلةٌ من وسائل التعبير التي يستخدم فيها الطفل القلم من أجل قول شيء ما، أو توضيح شعور معين يشعر به للأشخاص الآخرين، وخصوصاً لوالديه.

تعد رسوم الأطفال أحد فروع الدراسات النفسية في علم النفس؛ إذ يهتم أطباء النفس بدراسة سلوك الأطفال بالاعتماد على قدرتهم على التعبير عن أنفسهم باستخدام الرسم، وترى الدراسات النفسية أنّ تطور مهارات الأطفال في الرسم تتزامن مع تطور مهاراته الشخصية الأخرى، كمهارة الكتابة، والتي ترتبط بقدرته على التحكم بالقلم، واستخدام الألوان في جعل رسوماتهِ أكثر وضوحاً، لذلك يعتمد معظم أطباء النفس على العلاج التأهيلي للأطفال المرتبط بالرسم من أجل مساعدتهم على تخطّي الحالة النفسية التي يعانون منها.

فن الرسم عند الأطفال

الرسم وسيلة للتعبير يعرفها الطفل في مراحل نموه الأولى، فإذا أعطي للطفل ورقة وقلم، فإنه يقوم في الحال بعمل خطوط بطريقة ما، هذه الخطوط تعبر عن شيء معين من وجهة نظره. فقد عرف الإنسان القديم الرسم قبل التاريخ، وقبل اكتشاف الكتابة، إذ كان يحاول التعبير عن نفسه وعن آماله وعن حياته خلال الرسم، كما نشاهد ذلك في الرسوم التي تركت على جدران الكهوف. وفي الواقع فالرسم، كوسيلة للتعبير عند الطفل، يسير في خطوط متوازية مع باقي وسائل التعبير وهي اللغة واللعب، وهو يحاول باستعمال هذه الوسائل التعبيرية الثلاث: اللغة واللعب والرسم، أن يصل إلى مستوى الكبار وأن يسترعي انتباههم، فهو بذلك يعبر عن الصورة كما يتصورها، وكما ترمز إليه من خلال ذاته، فقد يرسم خطا وإذا سألناه ما هو يقول أنه بحر، ومرة أخرى يقول أنه شجرة، ومرة ثالثة يقول أنه باب وهكذا.

لقد وجد الباحثون – كما ذكرنا – أن هناك توازيا بين نمو وتطوير استخدام اللغة والرسم عند الأطفال، ووجدوا أن ذلك يمر بسبع مراحل نوجزها فيما يلي:
* مرحلة الخطوط:
وهي تقابل مرحلة الصراخ، إنها مرحلة تكاد تكون منعكسة أي فيها يقوم الطفل بحركات غير مقصودة.

مرحلة “الشخبطة”:
وهي تقابل مرحلة المناغاة، حيث أنها تشمل مجموعة غير منظمة من الخطوط، لا تمثل أي شيء بل وتمثل أي شيء من وجهة نظر الطفل.

مرحلة “الشخبطة” بالألوان:
وهي تقابل مرحلة المنافاة التي تنطوي على شيء من القصد، وفيها يحاول الطفل أن يمثل المكان في الرسم، ويرى بعض الباحثين أن الطفل يعبر عن حبه للترتيب والنظام في هذه المرحلة خلال الرسم، فالإيقاع في الألعاب يماثل حركات التعلم في الرسم وبوجه عام إذا لم يتجاوز الطفل هذه المرحلة بعد ست سنوات يكون متأخرا عقليا. إذ المفروض أن الطفل في هذه المرحلة يستطيع أن يرسم الرجل وبعض تفاصيله.

مرحلة الرسم الرمزي:
وهي تقابل مرحلة الكلمة الواحدة، التي تقوم مقام الجملة، فالطفل في سن ٣ أو ٤ سنوات، لا يزال خاضعا لمركزية الذات، فهو لا يرسم ما يرى، بل ما يعرفه عن الشيء وهو عاجز عن إدراك الحجم أو المنظور، والصورة التي يرسمها تتكون من إضافة صفات منفصلة، بعضها إلى بعض بدون رابط منظم يستدعي رسم الجزء الذي أثار انتباهه ثم يصل بعد ذلك إلى مرحلة التأليف وتوحيد العناصر والأجزاء في كل واحد.

مرحلة الرسم الاجتماعي:
وفيها يكون الرسم من الممكن تشخيصه وتسميته وهذه المرحلة توازي مرحلة الجملة المكونة من عدة كلمات ثم الجملة المركبة حسب قواعد النحو.

مرحلة البيت الشفاف:
حتى سن ٤ سنوات لا يهتم الطفل بالنموذج الخارجي، قد يرسم رأسا جانبيا على جسم مواجه.. هذا الاتجاه العقلي يسمى بالواقعية المنطقية ويستمر حتى سن ٦ سنوات.

في المرحلة السابعة:
يهتم الطفل بالحياة الواقعية كالأشخاص والحيوانات والأشياء المألوفة وفي إمكانه أن يرسم من مخيلته القصص التي يسمعها.

الرسم والذكاء

هل هناك علاقة بين الرسم والذكاء؟ لقد أجريت بحوث كثيرة في هذا الموضوع، من أهمها البحث الذي قامت به الباحثة “جودانف” وانتهى بها إلى إعداد اختبار ذكاء يعرف باختبار رسم الرجل. وفيه يطلب من الطفل أن يرسم رجلا، وتعطى درجات على الأجزاء المختلفة الموجودة في الرسم، كما تعطى درجات على التناسب والمنظر الجانبي.. إلى غير ذلك. ويلاحظ أن هذا الاختبار لا يهتم بالنواحي الفنية أو الجمالية وإنما يهتم بوجود التفاصيل وتناسبها.

أهمية رسوم الأطفال pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

السابق
نظريات التنشئة الاجتماعية
التالي
فوائد المشي التأملي

اترك تعليقاً