تنمية بشرية

مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات

مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات

التفكير الناقد يُعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (Critical thinking)، وهو عبارةٌ عن وسيلةٍ من الوسائل التي تُستخدم في تقديم الحلول، والأفكار للمسائل، والمشكلات المعقدة، أو التي تحتاج إلى استخدام العديد من الأدوات التي تساعد في الوصول إلى النتائج المطلوبة، ويعرف التفكير الناقد أيضاً بأنّه التفكير الذي يعتمد على صياغةِ مجموعةٍ من القواعد المنطقية، والتي تُساعد في تحليل الفرضيات، ودراسة المُعطيات المرتبطة بها من أجل اتّخاذ القرار المناسب، والذي يُساهم في حلّ المشكلة.

مهارات التفكير الناقد حتى يتم تطبيق التفكير الناقد بأسلوبٍ صحيح، يجب أن تتم الاستعانة بمجموعةٍ من المهارات الخاصة بالتفكير الناقد، ومن أهمها:

  1. الاستنتاج: هو القدرة على الوصول إلى نتائج مقترحة، ومن الممكن الاختيار بينها باعتبارها مجموعةً من البدائل التي تساعد على حل المشكلة.
  2. التفسير: هو مهارة توضيح طبيعة المشكلة، وتحليلها بطريقة مبسطة حتى يسهل فهمها سواءً من قبل الشخص المرتبط فيها مباشرةً، أو الأشخاص الآخرين الذين يساهمون في حلها.
  3. الاستدلال: هي مهارة البحث عن كافة الدلائل التي تساعد على ربط مكونات المشكلة مع بعضها البعض، وقد تكون هذه الدلائل حقيقة كالأوراق، والوثائق، أو رقمية كالمستندات المحفوظة في جهاز الحاسوب.
  4. التقويم: هو التأكّد من مدى نجاح التفكير الناقد من الوصول إلى الحل النهائي، والوحيد للمشكلة، أو المسألة المعقدة، ومع الحرص على متابعة طريقة تطبيقه.

يعتبر التفكير الناقد من الوسائل المفيدة في حل المشكلات، واتخاذ القرارات في مختلفِ المجالات سواءً المرتبطة بالتعليم، أو العمل، لذلك للتفكير الناقد أهمية كبيرة في تطبيق التعامل المباشر مع المشكلات، والتي تُلخص بناءً على النقاط التالية:

  1. يجعل الإنسان أكثر وضوحاً في التعامل مع المشكلة.
  2. يساهم في تجنب تكرار الوقوع في الأخطاء.
  3. يحسن قدرات الأفراد في الوصول إلى حلّ المشكلات بسهولة.
  4. يساعد على اتخاذ القرارات السليمة.
  5. يشجع على تطبيق التعاون، والحوار بين الزملاء من أجل الوصول إلى حلولٍ صحيحة.
  6. يشجّع على تطبيق البحث كوسيلةٍ من الوسائل التي تساعد في حل المشكلات.

أنواع التفكير الناقد

تتعدّد أنواع التفكير، ولكلّ نوع من أنواع التفكير خصائص وسمات تختلف عن الآخر، وفي هذا الموضوع سيتم تفصيل وذكر جميع الصفات، والخصائص التي تتعلق بكل نوع من أنواع التفكير، وهي كالآتي:

  1. التفكير الحيادي يعدّ التفكير الحيادي من أكثر أنواع التفكير موضوعية وبساطة ويعتمد بشكل أساسي على الإحصائيات والأرقام، ويتم من خلاله طرح أسئلة واضحة، ويبحث عن إجابات مباشرة موضوعية، لا يميل للنقد أو المشاعر بل موقفه واضح وصريح؛ يبحث عن أجوبة متاحة للجميع تتميز بالموضوعية ولا تعتمد على المواقف الشخصية أو الآراء الخاصة.
  2. التفكير العاطفي يركز هذا النوع على العواطف والمشاعر، ويعد التفكير العاطفي عكس التفكير الحيادي، حيث انه لا يبحث عن معلومات موضوعية بقدر ما يعطي أهمية فائقة للمشاعر والأحاسيس، ومواقف هذا النوع قد تكون مبنية على رأي شخصي خصوصًا إن كان الحدس لم يَخُنه في مواقف سابقة، وقد تصبح العاطفة خلفية المُفكِّر المتينة التي يقبل بها أو يرفض آراء الآخرين بدلًا من الاعتماد على العقل والمنطق.
  3. التفكير السلبي وهذا النوع يتضمن كل أنواع التفكير النقدي المتشائم والسوداوي، فيركّز الشخص الذي يتميّز بهذا النوع على عقبات النجاح ونسب الفشل والجوانب السلبية للفكرة، ومهما اتّضح أنه منطقي، فهو في الحقيقة يعتمد في تحليله على كيميائية الخوف، ومشاعر عدم الرضا والتردد، وإنّ هذا النوع من التفكير في حال تمت السيطرة عليه من الممكن أن يختفي باختفاء موقف معين أثّر على الشخص، ممّا اضطره إلى التفكير بتلك الطريقة.
  4. التفكير الإيجابي التفكير الإيجابي عكس التفكير السلبي، والتفكير الإيجابي يتضمّن التفكير المتفائل المبني على الأمل والرغبة في تحقيق الأمر أو حل المشكلة أو القيام بالتجريب مع التركيز على مجموع الإيجابيات ونقاط القوة التي يحملها، إن اعتماد هذا النمط من التفكير يتوقف على مدى صحة الفكرة ولا يتجاوز إلى التهور ولا يبنى على مجرد التخمين، ويعد هذا النوع مناسبًا للنظر للمستقبل.
  5. التفكير الإبداعي الأفكار المبتكرة والمبدعة أهمّ ما يميّز هذا النوع فهو يركز على كل ما هو جديد ومبتكر وفريد، فصاحب التفكير الإبداعي غالبًا ما يسأل نفسه -ولما لا- …؟ باحثًا عن حلول وعن أفكار إبداعية مميّزة بدلًا من تلك التقليدية والمتداولة، وإن هذه الفكرة الإبداعية تشير إلى الاندفاع وإلى القدرة على تجريب كل ما هو جديد غير مألوف، وكذلك الرغبة في التغيير والتميز لطالما كانت محور وصفة صاحب هذا النمط الذي يستعد لتحمل المخاطر ومواجهة المجهول من أجل تحقيق أهدافه، وأفكاره الغريبة والمجنونة والمختلفة المبتكرة.
  6. التفكير الشامل ويبحث بشكل أساسيّ في طريقة التفكير نفسها لتحديد الطريقة المثلى للتفكير، وهذا التفكير يمثل القائد والموجه ولاعب الشطرنج الذي يجب أن يحرك قطعه بشكل محدّد يتماشى مع اللعبة كاملة، ويمتاز الذين يوصفون بهذا النوع بالنظرة الشاملة وتفضيل العمل من خلال الجماعة في معظم الأحيان، والتفكير متعدّد الأطراف إذ إنّه يؤمن يقينًا أن التفكير الجمعي أكثر نفعًا وأكثر حكمة، من التفكير الفردي.

مكونات التفكير الناقد

إن عملية التفكير الناقد لها مكونات كثيرة ومنها :

  1. القاعدة المعرفية : وهي ما يعرفه الفرد ويعتقد فيه، وهي ضرورية لكي يحدث الشعور بالتناقض.
  2. الأحداث الخارجية : وهي المثيرات التي تستثير الإحساس بالتناقض

خصائص التفكير الناقد

يعد التفكير من أهم مبادئ وطرق التطور العقلي التي تؤثر بشكل إيجابي على الفرد والمجتمع بتفريعاته المختلفة، ففي التفكير الناقد هنالك العديد من الخصائص ذات التفاصيل المختلفة والتي تشير في مضمونها إلى عددٍ من المعاني الاصطلاحية والفكرية، وفيما يأتي تفصيل لأهم خصائص التفكير الناقد:

  1. التفكير الناقد لا يعتمد على القيمة الاسمية للأشياء المختلفة.
  2. الأشخاص المتضمنين لأسس التفكير الناقد من الممكن أن يشككون في بعض الأشياء.
  3. يتضمن التفكير الناقد عددًا من الحجج التي تؤدي إلى المجادلة بشكل جيد من قبل الأفراد.
  4. من الممكن من خلال التفكير الناقد تقسيم المشكلة إلى عدد من المشكلات الجزئية وتحليلها وحلها مشكلة تلو الأخرى.
  5. لا يعتمد المتضمنين لأسس التفكير الناقد على العواطف بل يعتمدون على الفكر والعقلانية في اتخاذ القرارات.

خطوات التفكير الناقد

  1. المعرفة المعرفة تضعك على الطريق الصحيح لحل المشكلة من بدايتها، وهنا يجب أن تتعرف على الجدلية أو المشكلة اللازم حلها، وإثارة الأسئلة العميقة التي تستثير جوهر القضية.
  2. الاستيعاب .
  3. التطبيق .
  4. التحليل .
  5. التركيب .
  6. التنفيذ .

معوقات التفكير الناقد

تتمثّل مُعوّقات التفكير الناقد في ما يأتي:

  1. الجزميّة: (بالإنجليزيّة: Dogmatism)، حيث يعتقد (روكيتش) الذي قدّم هذا المُصطلح بأنّ للإنسان نظاماً كلّياً للمعتقدات يتكوَّن من طرفين، هما:ظام اعتقاديّ مغلق (بالإنجليزيّة: Closed Belief System): حيث يتًّصف هذا النظام بأنّه يعارض كلّ ما هو جديد، كما أنّه ينظر إلى الحياة بنظرة توهُّمية، بالإضافة إلى أنّه يتَّسم بالجمود، والتسلُّط، والعجز، والوحدة، وضيق الأفق.نظام اعتقاديّ منفتح (بالإنجليزيّة: Open Belief System): ويتَّصف هذا النظام بأنّه مستعدٌّ لتقبُّل الآراء الجديدة، وهو مَرن يتّسم بالاتّساق.
  2. الجمود: (بالإنجليزيّة: Rigidity)، حيث إنّ هذا المصطلح مشابه لمصطلح (الجزميّة) إلى حدٍّ ما من حيث التمسُّك بالرأي، ومقاومة كلّ ما هو جديد، وعدم المرونة، إلّا أنّه يخالفه في كونه يرتبط بمعتقد الإنسان بشكل منفرد، وليس بنظام المعتقدات الكلّي كما هو الحال في (الجزميّة)، كما أنّه قد يتمّ التعلُّم هنا عن طريق التزمُّت، والقهر.
  3. المسايرة: (بالإنجليزيّة: Conformity)، وهي تعني مدى مطاوعة الإنسان للاتّجاهات المحيطة به من أسرة، ومجتمع، وغيرهما.
  4. التفكير الخرافيّ: (بالإنجليزيّة: Superstitious Thinking)، وهو الاستناد إلى أسباب غير طبيعيّة، أو غيبيّة ليس للإرادة فيها دور، أو غير صحيحة لحلّ أيّ مشكلة.

أمثلة على مهارات التفكير الناقد

خير مثال على التفكير الناقد هو موقف سيدنا إبراهيم عليه السلام في محاولته لكشف الحقيقة والمقارنة بين الشواهد والأدلة، قال تعالي في سورة الأنعام اية (76-78): (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78).

حيث وضع امام عينيه كل النتائج والدلائل التي تظهر أمام عينية في الكون وبدأ يتفكر فيها، فكان يري الكواكب ولما تأفل يعلم أن هذا ليس بالإله، وكذلك القمر والشمس حتى وصل إلي الحقيقة بعبادة الله سبحانه وتعالي، قال تعالي في صورة الأنعام 79 (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين).

وأيضا مثال أخر :يحكي أن رجلاً كان مسافراً في رحلة طويلة وشاقة، وأثناء عودته إلى موطنه لاحظ جبل مميز يطل على مكان موطنه، فقام الرجل بالإسراع فرحاً بالعودة إلى موطنه حتى أنه قام بإتلاف عتاده وأكله وشربه الباقي معه من الرحلة من كثر الفرح بالعودة إلى موطنه، وعند وصوله إلى الجبل وجد أن أهله قد رحلوا عن هذا المكان مما جعله يندم أشد الندم على ما فعل.

من هذه القصة نجد أن الرجل قد فكر ولكن نوع التفكير كان تفكيراً بدائياً سطحياً، لو أنه فكر تفكير نقدي لوجد أنه من الممكن أن يكون هذا الجبل هو جبل آخر مشابه للجبل الذي يميز موطنه أو أن يفكر في أي موقف أخر يجعله لا يتلف طعامه وشرابه.

وكذلك قصة التي تحكي على نيوتن الذي كان يجلس تحت شجرة وسقطت عليه تفاحة ومنها بدأ في البحث حول السبب الذي جعل هذه التفاحة تسقط إلى الأسفل ولم تطير إلى السماء أو تقف مكانها معلقة في الهواء هذا هو التفكير الناقد الذي ساعد نيوتن على التفكير والتحليل حتى تمكن من الوصول إلي سر الجاذبية الأرضية.

مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات PDF

لتحميل الملف إضغط هنا

مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ppt

لتحميل الملف إضغط هنا

السابق
كيف أثرت نتائج دراسات الهاوثورن على تسيير الموارد البشرية
التالي
شعر عن الامارات

اترك تعليقاً