تنمية بشرية

اللامبالاة وطرق التخلص منها

تعتبر اللامبالاة من أبرز الظواهر السلبية التي أصابت فئة كبيرة من الشباب خلال الآونة القليلة الماضية ، و اللامبالاة تجعل الفرد غير مهتم  بمستقلبه ، وبكافة شئون حياته و هذا لأنه لا يملك الإرادة ،و العزيمة التي تعينه على التفكير في ذلك .

اللامبالاة وطرق التخلص منها

  1. الإيمان بقدراتك
  2. ركز على مميزاتك
  3. ابتعد عن التكاسل
  4. لا تقف طويلا أمام المشاعر السلبية
  5. انشر حماسك على الآخرين
  6. اهتم بالمهمات الصغيرة والكبيرة
  7. ابتعد عن الأشخاص المتشائمين

اللامبالاة في الإسلام

خَلَقَ اللهُ تَعالى الإنْسانَ لِيَعيشَ ضِمْنَ جَماعاتٍ، فَهُوَ لَمْ يَخْلُقْهُ لِيَكونَ وَحيداً مُنْعَزِلاً ومُنْطَوِياً عَلى نَفْسِه، فَنَجِدُهُ بِحاجَةٍ إلى أَنْ يَهْتَمَّ بِهِ الآخَرون؛ لِأَنَّهُ عِبارَةٌ عَنْ حاجَةٍ نَفْسِيَّةٍ إنْسانِيَّةٍ تَمْنَحُ الإنْسانَ الشُّعورَ بِالأَمانِ والثِّقَةِ وتُعَمِّقُ رَوابِطَه مَعَ المُحيطِ، فِي حِينِ أَنَّ غِيابَ الاهْتِمامِ يَقودُ إلى بُرودَةِ المَشاعِرِ والجُمودِ واللامُبالاةِ، بَلْ إلى أَشْكالٍ مُتَنَوِّعَةٍ مِنَ الأَمْراضِ النَّفْسِيَّةِ والجُنوحِ.

فَعِنْدَما نَجِدُ شَخْصاً ما يَقولُ: “إِنَّ هذا الأَمْرَ لَاْ يَعْنيني أو لَاْ يَهُمُّني أو دَعوني وَشَأْني.. إلخ”، أو نَجِدُ أَفْعالَهُ تَدُلُّ عَلى ذلكَ، فَإِنَّ هذه إشارةٌ تَدُلُّ عَلى اللامُبالاةِ.
وتَعْني عَدَمَ الاهْتِمامِ وتَرْكَ الأُمورِ كَما هِيَ، ويَأْتي هذا مِنْ أَمْرٍ قَدْ استَـقرَّ فِي ذِهْنِهِ وَيَحْتاجُ إلى تَصْحيحٍ مِنَ الآخَرِينَ، وَعَدَمُ التَّدَخُّلِ هُنا مِنْ خِلالِ استِبْدالِ الأَفْكارِ والكَلِماتِ التي يَعْتَـقِدُها الشَّخْصُ يَجْعَلُ الأُمورَ تَسيرُ بِالطَّريقِ الخَطَأِ.

وَهُنا أُخاطِبُ كُلَّ إنْسانٍ أَنَّه لَاْ بُدَّ أَنْ تَرى الآخَرِينَ مِنْ زاوِيةٍ مُخْتَلِفةٍ، وَهِيَ عِبارةٌ عَنِ الأَفْكارِ وَالكَلِماتِ التي قَدْ تَـكونُ غالِباً سَلْبِيَّةً وَتَحْتاجُ إلى بَدائِلَ إِيْجابِيَّةٍ، وَلَاْ أَتَحَدَّثُ هُنا عَنْ رُؤْيَتِكِ لِلْشَّكْلِ الخارِجِيِّ للآخَرِينَ، وَإِنَّما عَنْ تَعْبيراتِك الداخِلِيَّةِ والخارِجِيَّةِ لَهُمْ، فَإِنْ كانَ الآخَرُ فِي نَظَرِكَ سَيِّئاً فَسيَكونُ سَيِّئاً مَهْما فَعَلَ مِنْ جَميلٍ وَإِنْ كان فِي نَظَرِكَ مُسْتَفِزَّاً، فَكُلُّ ما يَفْعَلُ الآخَرُ سَتَظُنُّهُ مَقْصوداً لاسْتِفْزازِكَ رَغْمَ بَراءَةِ تَصَرُّفاتِهِ، حتَّى اهتمامُه قَدْ يَتَحَوَّلُ لِتَلَصُّصٍ عَلى أَفْعالِكَ إِنْ كُنْتَ تُريدُ هذا!

فَالمَطْلوبُ مِنْكَ أَلَّاْ تَخْلِطَ بَيْنَ ما تُريدُ أنتَ أَنْ تَراه وما يَفْعَلُه الآخَرونَ، وَلَاْ تَنْسَ أَنَّ استِمْرارَ العَلاقاتِ مَبْنيٌّ على حُسْنِ الظَّنِّ، وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات:12].

لِذلكَ إِنْ أَخْطَأَ الآخَرونَ فِي حَقِّكَ يَوْماً فَلْتَلْتَمِسْ لَهُم سَبْعينَ عُذْرًا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَلَعَلَّ لِلآخَرينَ عُذْراً لَاْ تَعْرِفُهُ؛ انتَظِرْ حَتَّى تَسْأَلَهُم أَوْ يَظْهَرَ لَكَ سَبَبٌ يُوَضِّحُ ذَلكَ، وَهُنا لَاْ بُدَّ مِنْ وُجودِ عِباراتٍ لِتَنْمِيةِ التَّفْكيرِ الإيجابِيِّ وَتَحْفيزِ الذَّاتِ بِداخِلِكَ، مِثْل: “سَأُحادِثُكَ لِأَنِّي اشْتَقْتُ إليْكَ، وَسَأَغِيبُ لِأَنِّي مَشْغولٌ، وَسَأَنامُ لِأَنِّي مُتْعَبٌ”، لِذلكَ ما عَلَيْكَ إِلَّاْ أَنْ تَـكونَ عَفَوِيَّاً، وَكُلَّما تَوَصَّلْتَ إلى مَرْحَلةٍ تَحْمِلُ فيها تِلْكَ المَشاعِرَ الإيجابِيَّةَ، حِيْنَها سَتَعْمَلُ عَلى تَحْويلِ تَرْكيزِكِ مِمَّا “لَاْ تُريدُهُ” إلى ما “تُريدُهُ”، وَهَذا إِذا أَيْقَنْتَ بِأَنَّ ما تُرَكِّزُ عَلَيْهِ دَوْمًا هُوَ الذي يَنْمو بِداخِلِكَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرٍ فِي حَياتِكَ، فَكُلُّ إنْسانٍ مِنَّا يَحْمِلُ بِداخِلِهِ الكَثيرَ، وَكُلُّ شَخْصٍ لَهُ ظُروفٌ وَإِنْ غابَتْ عَنْكَ!
فَلَيْسَ بِالمَعْنى أَنَّهُ لَاْ يُريدُكَ أَوْ لَاْ يَهْتَمُّ بِكَ بَلْ رُبَّما ما زالَ يُذَكِّرُكَ دائماً وَمُهْتَمٌّ بِكَ وَيَجِدُكَ بَيْنَ حُروفِهِ دائماً، لِذا كُنْ عَفَوِيَّاً.

خِتاماً، لَاْ بُدَّ مِنَ النَّظَرِ مِنْ زاوِيةٍ أُخْرى؛ لِأَهَمِّيَّةِ مَعْرِفَتِها، وَهِيَ أَنَّ لِلْتَّواصُلِ مَعَ النَّاسِ فائدةً كَبيرةً وَأَهَمِّيَّةً عَظيمةً، فَيَجِبُ أَنْ يَكونَ التواصُلُ مَعَ النَّاسِ أَوْلَوِيَّةً مِنْ أَوْلَوِيَّاتِ كُلِّ شَخْصٍ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ رُبَّما لَاْ تُمَثِّلُ لِأَحَدِهم سوى -شَخْصٍ عابِرٍ- وَلَسْتَ مِنْ أَوْلَوِيَّاتِهِ، فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ نُحِبُّ سَيُحِبُّنا بِقَدْرِ ما أَحْبَبْناه، فَعَلَيْكَ أَنْ تَتْرُكَ بِتَفْكيرِكَ أَثَرًا طَيِّبًا، لِتَرْتاحَ ذاتُكَ فِي التَّعامُلِ مَعَ الآخَرينَ وَحَتَّى لَاْ تُصابَ بِالخَيْبَةِ وَاليَأْسِ عِنْدَما تُخالِطُ النَّاسَ بِنِيَّةٍ طَيِّبَةٍ، وَتَبْحَثُ دائماً عَنْ مُبَرِّراتٍ لِدَوافِعِ أَعْمالِ البَعْضِ مِنْهُم حَتَّى لَوْ كانتْ فِيها إساءةٌ إليْنا وَنَحْنُ أَحْسَنَّا إليْه، فَلَاْ تُعامِلْ بِالنِّدِّ وَأَعْطِ حَتَّى لَوْ لَمْ تَأْخُذْ شَيْئاً.

اللامبالاة في الحب

اللامبالاة في الحب هي شعور منتشر على نطاق واسع، مع بداية العلاقة مع الشخص الذي يعجبنا، بل تدوم حتى فيما بعد، حينما تضرب العلاقة في الزمن وتضعف. إذا كانت اللامبالاة في أول لقاء قد يكون لكل واحد سبيل أخر يسلكه دون أن يتأدى، لكن عندما تلوث حياة زوجين عاشا مع بعض لزمن طويل يصبح الألم تقريبا لا يطاق، والغضب ليس يشبه حتى ذلك الذي تثيره مشاجرة. في هذا الموضوع نحاول حصر 6 أسباب التي على إثرها نشعر بالضيق.

  1.  بالنسبة للأخر أنا غير موجود: طالما تكون هناك مشاجرة إلا هناك على الأقل مصلحة في تغيير الأمور، وفائدة في الكفاح من أجل جعلها تسير بشكل مغاير. لكن حينما تكون اللامبالات فالعالم بكل مافيه يقع عاتقنا. لا نبدل أي مجهود لتبادل وجهات النظر.
  2.  يجعلني أحس بأنني لاشيء: أن يتم تجاهلك، في مجال من مجالات وجودك،قد يثير ذلك الحيرة و فقدان الثقة في نفسك. ثم إذا كان من يحرمنا الاعتبار هو بالضبط الشخص الذي يدعي أنه يحبنا، فهذا التقدير من جانبه يذهب هباء، ويصبح الألم لا يمكن السيطرة عليه.
  3.  هو إشارة على أن التاريخ لا يعمل : اللحية ما تحمل اللحية حتى القبر. لأنه عندما يصبح الزوج غير مبال، فإنه من المستحيل أن يتجاهل تلك العبارة الغائبة المختومة على وجهه. عليك أن تعرفين متى تنتهي العلاقة.
  4.  أن يكون محبِطا: أن تكوني على دراية تامة بمعاملة شخص كتوم، لأن الشخص الكتوم قد يكون محبطا للغاية. خاصة إذا كان ذلك الشخص هو خطيبك أو زوجك، ذلك الذي معه حتى وقت ما، تكونان قضيتما ليالي عديدة تتبادلان فيها الآراء وتتخيلان المستقبل معا.
  5.  أن يكون مُذِل : فيما يتعلق بالعدمية، ليس هناك شيء أكثر إذلالا من وجودك أمام شخص غائب تماما. جدار لا يُختَرق من اللامبالاة الذي يجعلنا نحس بأنفسنا صغار، عراة من دون دفاع، ومحتاجين إلى التطمينات.
  6.  اللامبالات تجعلنا عصبيات :لا تجعلنا عصبيات فحسب، فاللامبالاة التي امتدت مع الوقت هي مصدر التوتر والعصبية لا مثيل لها. الذي قد لا يصاب بالجنون أمام شخص لا يرد على الأسئلة، يكون غير مستعد تماما لأدنى مواجهة.

اللامبالاة في الدراسة

انتهت أيام الدراسة·· لكنني أحببت أن أتناول هذا الموضوع لأهميته·· فقد دأبت وزارة التربية والتعليم على تطوير المباني المدرسية على أحدث طراز وصولاً للنموذجية في كل شيء بدءاً بالفصول الدراسية والمختبرات وما تحويه من تقنيات عالية وتكنولوجيا على أعلى مستوى، هذا عدا توافر كافتيريا ومطعم حديث التصميم لتوفير الوجبات الصحية للطلبة، هذا غير السعة الملحوظة في حجم المدارس لتوفير فصول دراسية متطورة وملاعب خارجية والصالات الرياضية المغطاة لتطبيق حصص النشاط التي تخدم الرياضة المدرسية التي اقتصرت حالياً على أبناء الدولة، ناهيك عن أجهزة الحاسب الآلي العديدة المتوفرة لدى الإدارة بأقسامها وغرف المعلمين وكل مكان بالمدرسة لتسهيل إنجاز عمل كل منهم· وأصبح واضحاً وجلياً في سلوكيات أبناء الذين يتلقون العلم في جميع المراحل وعلى مستوى الجنسين وأقصد بذلك إطار التعامل بين الطالب والمعلم والذي طال الهيئة الإدارية أيضاً كل من سلف ذكره ينتمي لوزارة التربية والتعليم وسميت بذلك ليس لتقوم هي بالتربية ولكن لتكمل دور الأسرة في تربية أبنائها ومن أهم الخطوات التي أخذت في هذا المضمار هي رفع يد المعلم عن الطالب للحفاظ على آدمية الطالب وسلامته وهذا الإجراء جاء بعد ذكر الصحف المحلية لأكثر من موقف تعدى الخط الأحمر في عقاب المعلم للطالب ونتيجة الإعلان عن معاقبة هؤلاء المعلمين بالخط العريض بالصحف قويت شوكة الطلبة فرفعت يد المعلم وحلت مكانها يد الطالب بدلاً من القول (قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً) أصبح (قم للمعلم وفه التنكيلاً كاد المعلم أن يكون قتيلا) لذا بادرت الجهات المسؤولة بوضع الضوابط ولائحة العقوبات المرتبطة بدرجة السلوك للقضاء على هذه الاعتداءات وبالرغم من الجهد المتواصل الدؤوب من ذوي الاختصاص للارتقاء بوسائل التعليم الموجه لصالح الطالب نجد بالمقابل حالة اللامبالاة المتفشية في الطلبة والطالبات فأصبح الأخير يتحاور مع معلمه في ندية صارخة وأيضاً نجد الطالبات يستغللن الخمس دقائق بين الحصص خارج الصف· لقد تهدم جدار الاحترام والتقدير بين الطالب والمعلم ولم يعد هناك مكان في العملية التربوية للقيم والمبادئ· فهل يا ترى سيتبدل اسم وزارة التربية والتعليم مستقبلاً الى وزارة التطوير والتحصيل العلمي لتكون العملية دراسية علمية بحتة لا مكان فيها ولا أهمية لتلك الأمور التي بات يسخر منها أبناؤنا عند ذكرها والتمسك بها؟ ان الأمر سيكون كالبناء في غير الملك والزرع في غير الأرض، إذاً فعلى الدنيا السلام لأن كل الجيل المتواجد حالياً من المعلمين لن تتناسب قيمهم ولا مبادئهم مع المفهوم الجديد والتحدي المنتظر من أبنائنا الطلاب، ولا يسعنا إلا أن ندعو لأبنائنا بأن يقدرهم الله على زمنهم الصعب الخالي من كل ما هو جميل، فاليوم تجمدت مشاعرهم تجاه معلميهم وغداً تتجمد تجاه أهاليهم فما يزرعونه اليوم في نفوس أبنائهم من سلبيات سيحصدونه غداً·

اللامبالاة في العمل

بعض من الموظفين والموظفات سواء كانوا في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص إذا ما كان الكثير لا يعيروا أهمية لتطوير أنفسهم، أو البحث عن بيئات عمل محفزة على الإبداع، حيث يفضلون البقاء على ما هم عليه، لتخوفهم من التغيير وتبعاته المادية والنفسية، إلى جانب أن البعض يتعاملون مع مسألة التطوير بشكل سلبي، كما أن هناك من قد يرفضون هذا التغيير.

ومن الملاحظ أن الكسل والاستهتار والميل إلى الحصول على الراحة وعدم وجود أو ضعف الدافع والطموح يعد من أهم الأمور التي تجعل الموظفين لا يهتمون بالتغيير، ولا يحاولون تطوير ذواتهم ومؤسساتهم، وذلك يعود إلى عدم علمهم وتيقنهم بفوائد ومنافع التدريب المهني والإداري، فكل إنسان له جوانب إيجابية، يجب صقلها، والمسؤولون في القطاعين الحكومي والخاص لهم دورهم الكبير في نشر الحماس بين الموظفين، والتنافس بينهم، والاهتمام بمهاراتهم الصغيرة والكبيرة.

يحاول البعض التقليل من أهمية العمل كقيمة مثلى في الحياة، وأن الرهان على ساعات العمل والإنتاجية يخضع للرغبة والمزاج والهواية في اللامبالاة والاستهتار، بفعل وجوهر العمل كواجب مقدس وطموح يسعى لنيله الغالبية العظمى من أبناء البشر.
وتعد اللامبالاة أسوأ مرض اجتماعي ينخر جسد المجتمع، فهروب صاحبها المتعمد من الالتزامات والواجبات تجاه عمله، والآخرين، يعرقل عملية التنمية، ويعرقل عملية التجديد والتغيير للأفضل.
وللأسف البعض أدمغة نائمة بإرادتها، لا تفكر إلا في ذاتها، ومصالحها، غارقة في بحور الأنانية والسلبية وحب الذات، وهذا سلوك اللامسؤولية، أكثر سوءاً من السلوكيات المرفوضة كلها، حالة غريبة ومزعجة من الفردانية والتقوقع حول الذات، وانعدام التفاعل، وتوافرت صفات الإهمال في ذات أدائها الشخصي، غير متعاونة، ولا تهتم بمصلحة المؤسسة التي تعمل بها، فأهملت التفاعل وأساءت العمل.
وبلا شك يتضرر الوطن من المتكاسل اللامبالي، الذي يهمل الأعمال أو يؤخرها، فالتقليل من القدرات يؤدي إلى الفشل ونشر الطاقة السلبية، والنجاح والرغبة في الإنجاز تنبع من داخل الشخص نفسه، وإيمانه بقدراته، كما على كل شخص يشعر بالإحباط التركيز على مميزاته، ومن أكبر الأخطاء أن ينظر الشخص لنفسه بوصفه شخصاً عادياً وغير مؤهل ذهنياً وجسدياً للعمل، فكل إنسان له جوانبه الإيجابية.
وبالتالي فإن نشر الحماس بين الآخرين، والاهتمام بالمهارات الصغيرة والكبيرة، والابتعاد عن الشخصيات المتشائمة، من أهم خطوات علاج اللامبالاة، وذلك من خلال استمداد طاقة الحماس من الشخصيات الإيجابية والابتعاد عن الشخصيات التي تميل إلى التشاؤم والتركيز على المشاكل والسلبيات، والاقتراب دوماً من الشخصيات التي تحث على الاجتهاد والعمل والتفاؤل، وأخيراً التمسك بالحماس فهي السمة الثابتة التي تميز الشخصية القوية، وهي السبيل الأكيد للنجاح.
وأخيراً، نتمنى من البعض الذين يمارسون الكسل في أداء العمل والاستهتار واللامبالاة الابتعاد عن هذه الممارسات الخاطئة، التي تودي بصحابها إلى الهلاك، وعدم التغيير ويظل بلا تطوير، قابعاً في مكانة، إذ إن الكسل عدو النجاح، ويضعف روح المبادرة، ويمكن علاجه بالاستماع إلى الآراء الإيجابية التي تحفز الشعور بالحماس، وبالتالي فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن المشاعر السلبية التي تتسلل من الظلام ومن فقدان الحماس، ما يؤثر على الأداء في العمل.

اللامبالاة والاكتئاب

https://lym.news/a/1151095

https://lym.news/a/1151095

فلسفة اللامبالاة

اللامبالاة حالة ذهنية وحسّية، يكون فيها الفرد غير مهتم بحياته الخاصة أو الأحداث العامة فى مجتمعه مع غياب الإرادة والحماس للعمل وكبت المشاعر وقلة الاهتمام حتى لو تسبب ذلك فى وقوع الضرر على الفرد والمجتمع . يمكن تصنيف اللامبالاة كحيلة من حيل الدفاع النفسى التى يلجأ لها الشخص والمجتمع نتيجة عدم القدرة على حل المُشكلات التى تواجهه وفقد الأمل وعدم القدرة على تحقيق الأهداف . هناك أسباب عضوية واضطرابات نفسية تُسبب حالة اللامبالاة مثل الخلل فى الغدّة الدرقية أو الإصابة بالفُصام ومرض الزهايمر ، وكذلك الاكتئاب والاضطراب ثُنائى القطب.

أول من صاغ مصطلح اللامبالاة أو السلبية هم الفلاسفة الرواقيون وعرفوها بأنها (انطفاء المشاعر وسيادة العقل) ، تسربت الفكرة بعد ذلك وظهرت فى الفكر الدينى على يد (كلمنس ألكسندر) الذى استعمل الكلمة للتعبير عن (الازدراء من جميع المشاغل الدنيوية) ، كذلك تم وصفها فى الكتاب المقدس بأنها (حالة من إماتة الجسد) . ذاع صيت مصطلح اللامبالاة بعد الحرب العالمية الأولى وتم تصنيفها كرد فعل وشكل من أشكال (صدمة القذيفة) التى ظهرت فى مشاعر وسلوكيات الجنود أثناء المعارك وبعدها.

اللامبالاة والأمل

تَنتج اللامبالاة غالباً من قسوة الحياة والمُعاناة والإحساس بالظلم والشعور بالعَجز وقلة الحيلة تجاه ما يحدث ، لكن من زاوية مختلفة تُقدم (الفلسفة الرواقية) اللامبالاة كحل سحرى لجميع المشاكل والهموم فى الحياة كما يقول (ماركوس أوريليوس) : ” أن نحيا حياة طيبة أمر ممكن ، فيما لو تعلمنا كيف نكون لا مُبالين تجاه الأشياء التى تصنع فرقاً ” ، ويُشير بعض الرواقيين إلى أن اللامبالاة تكون فى أشياء مثل الثروة والفقر والشهرة والألم والحزن والفرح ، مع محاولة الوصول لنوع من التوازن فلا يجب أن ينفعل الإنسان بعنف وفقاً لسير الحياة وتقلباتها السريعة ،بل يجب أن يعيش وفقاً للطبيعة والظروف الحالية كما هى ، وأنه لا جدوى من التفكير والتأمل فى أفكار مُجردة تتجاوز الوقت الحاضر لأن ذلك يسلب من الإنسان يقين ما يملكه فى يديه مُقابل بعض الأفكار والأوهام المشكوك فيها . حتى الألم والحزن يُمكن أن نواجهه من خلال اللامبالاة وقلة التركيز معه كما يقول الشاعر الهندى (طاغور) : ” إن أبلغ درس يتعلمه الإنسان من الحياة أنه ليس هناك ألم لا يستطيع المرء أن يتخلص منه بعد فترة معقولة من الزمن ، وأن يُصادقه ويتعايش معه أو يُحيله إلى أُنس وسعادة بشىء من سعة الأفق وعمق البصيرة ” . اللامبالاة تصلح كحيلة تُساعد الإنسان على تحمل الألم فى الحياة ، فعندما تزداد الأحزان الشخصية وتُهيمن على العقل يمكن أن نفكر فى ما يحدث فى العالم من ألم وحزن وسعادة وأفراح وأن لا شىء يدوم من الأحوال فنجد بذلك العزاء ، وعندما تزيد المشاكل والصراعات العالمية يمكن أن نوقف التفكير بها وأن نُبالى فقط بأحداث حياتنا والأحوال الشخصية التى يمكن أن تجلب لنا بعض الراحة والسكون . ويتحقق بذلك أن تكون اللامبالاة فلسفة أو استراتيجية نافعة فى الحياة تجلب السعادة والأمل مصداقاً لقول (محمود درويش) : ” فى اللامبالاة فلسفة إنها من صفات الأمل ” .

أسباب اللامبالاة عند الإنسان

يوجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى إصابة الفرد باللامبالاة، و من بينها اصابة الفرد ببعض الأمراض مثل الزهايمر، وشعور الفرد بالخمول، والتعب ، و الإصابة بالصدمات النفسية الناتجة عن التعرض لمواقف صعبة ، وادمان المخدرات و الكحوليات .

تدهور الأحوال الإقتصادية و الإجتماعية ، وما يترتب على ذلك من مشكلات تضر بمستقبل الفرد، وتؤثر على حالته النفسية مثل الفقر ، والبطالة و ارتفاع نسبة الجهل .

اتباع اساليب خاطئة في تربية الأبناء مثلاً كالتميز في المعاملة ، وتفضيل أحد الأبناء و الإهتمام به ، واهمال الآخر و القسوة في معاقبة الأبناء وعدم الإهتمام بهم ، وغير ذلك .

انتشار العادات و التقاليد الغير مستحبة ، وعدم وجود قدوة صالحة ترشد الفرد إلى طريق الهداية ، والصواب  في الكثير من الشباب هذه الآونة يفضلون الإقتداء  بأشخاص غير صالحين ، ويحاولون تقليد أفعالهم وتصرفاتهم دون التفكير في نتائج ذلك .

فشل الفرد في تحقيق أهدافه، وطموحاته و تعرضه للكثير من الأزمات و العقبات مما يفقده الرغبة في التخطيط لمستقبله .

اللامبالاة أقوال

  1. اللامبالاة هي بيئة الهزل الطبيعية.
  2. العلم قد وجد علاجاً لمعظم الشرور، ولكن لم يعثر عليه لأسوأ شر: اللامبالاة من البشر.
  3. نتيجة اللامبالاة تجاه القضايا العامة هي أن يحكمنا أسوأ الأشخاص.
  4. إنني أفضل أخطاء المتحمسين المتهورين على مواقف اللامبالاة من جانب الحكماء المفكرين.
  5. أيّ قسوة تنطوي عليها اللامبالاة حين لا ترى ولا تسمع.
  6. اللامبالاة ليست غياب المشاعر، بل رفضها.
  7. لكن بين الرغبة والفعل ترقد هوة سحيقة من اللامبالاة.
  8. سقطت الابتسامة المُعلقة على مِشجب اللامبالاة، عاد الجرح ينزف. اللامبالاة شلل يصيب الروح، موت قبل الأوانِ.
السابق
جامعة الملك خالد البلاك بورد حل الواجبات .. بلاك بورد جامعة الملك خالد تسجيل دخول
التالي
تسجيل طالب جديد في منصة مدرستي بالخطوات

اترك تعليقاً