تنمية بشرية

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها

التنمية بشكل عام هي وضع الخطط اللازم للتطوير في الدول في كافة المجالات، فهناك التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والتنمية الصحية، ولكن مع محاولة استغلال الموارد الطبيعية وخوفًا من نقص الموارد بشكل عام تم إطلاق مفهوم التنمية المستدامة، وهي التي تسعى إلى الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة من الأطفال والذين لم يولدوا بعد.

بل أن نوضح مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها ينبغي أن نقول أن التنمية المستدامة بمفهومها المتعارف عليه قد تم تطبيقها بالفعل خلال فترة السبعينات، وذلك عندما رأى الخبراء أن هناك استهلاك كبير في المواد الطبيعية الموجودة في الدول، فحاولوا أن يحافظوا على تلك الموارد حيث أن الأجيال القادمة جميعًا لهم أحقية في هذه الموارد، ولذلك كان ينبغي أن يُطبق هذا المبدأ.

فعبر التنمية المستدامة أيضًا ينشب التوازن المفروض بين البيئة المحيطة بالإنسان وبين مكوناتها بشكل عام، وهذا أيضًا يحقق العدالة في استخدام موارد البيئة المختلفة وذلك في جميع المجالات.

 

مفهوم التنمية المستدامة لغة واصطلاحاً

التنمية لغة: الزيادة، والنماء، والكثرة، والوفرة، والمضاعفة.

التنمية اصطلاحاً: اختلفت مفاهيم التنمية اصطلاحاً من شخص لآخر تبعاً للمضمون الذي يركّز عليه، لكن يمكن إجمال التعاريف للتنمية بأنّها عبارة عن التغيير الإرادي الذي يحدث في المجتمع سواءً اجتماعياً، أم اقتصادياً، أم سياسياً، بحيث ينتقل من خلاله من الوضع الحالي الذي هو عليه إلى الوضع الذي ينبغي أن يكون عليه، بهدف تطوير وتحسين أحوال الناس من خلال استغلال حميع الموارد والطاقات المتاحة حتى تستغّل في مكانها الصحيح، ويعتمد هذا التغيير بشكل أساسي على مشاركة أفراد المجتمع نفسه.

أهمية التنمية المستدامة

التنمية المستدامة هي قضية يصعُب التعامل معها وتطبيقها أو حتى التغلّب على العوائق لتحقيقها؛ لأنها تتكون من حُزمة كبيرة من الحيثيّات، ونظراً لطبيعةِ هذا الموضوع وتعقيداته، فمن الأمثل الإلمام بأهميته للوصول إلى فهم وإدراك شامل، والسُّكان هم المرتكز الأساسي الذي يدفع بِعجلة التنمية المستدامة إلى الأمام، وبهذا تظهر أهمية التنمية المستدامة متمثّلة بما يأتي:

  1. توفير الاحتياجات الإنسانية الرئيسية: مثل المأوى، والطعام، والماء وذلك باستعمال الطاقة المتجددة والمُستدامة كبديل عن الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري.
  2. المتطلبات الزراعية: استخدام طرق الزراعة المُستدامة مثل تقنية زرع البذور (البِذار) الفعّالة، وتقنية تناوب المحاصيل، حيث تساهم هذه التقنيات في تقليل تآكل التربة، والحفاظ على صحتها، وزيادة خصوبتها من الناحية الإنتاجية.
  3. إدارة تقلٌّب المناخ: تسعى منهجية التنمية المستدامة إلى الحد من استخدام مصادر الوقود الأحفوري، مثل: النفط، والغاز الطبيعي، والفحم فهي تؤثر على المناخ وتبعث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
  4. التوازن والإستقرار المالي: يمكن تحقيق الثبات المالي من ممارسات التنمية المستدامة، فتطوير تقنيات الطاقة المتجددة يمكنه خلق فرص عمل مستمرة كبديل عن الوظائف المقيَّدة بتكنولوجيا مصادر الوقود الأحفوري.
  5. حماية التنوّع البيولوجي: ممارسات هذا النوع من التنمية الدائمة تشجع الاستثمارفي موارد الطاقة المتجددة واستخدامها، فممارسات الزراعة العضوية التي لا تنبعث منها أيُّ غازات دفيئة في الغلاف الجوي تُحافظ على التنوّع النباتي، وتحدّ من تلوث الهواء.

شروط التنمية المستدامة

وحتى نستطيع أن نقول بأن التنمية المستدامة بالفعل تخدم البشرية، ينبغي أن تتوفر فيها بعض الشروط المختلفة، وحسب المؤتمرات التي تم عقدها، فإن شروط وخصائص التنمية المستدامة تتلخص فيما يلي:

  1. ينبغي أن تكون التنمية المستدامة طويلة الأمد، حتى تستطيع خدمة الأجيال المقبلة، وبالتالي يتحقق الهدف المنشود منها.
  2. ينبغي أن تكون التنمية المستدامة تكفي كافة حاجات الفرد المهمة، وهي الحاجات التي تتمثل في الغذاء والملبس والمشرب، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية إلى جانب الخدمات التعليمية، وبالتالي سيتوفر للفرد تحسين مستواه المادي والاجتماعي.
  3. ينبغي ألا تغفل التنمية المستدامة عن الموارد الطبيعية الموجودة من حولنا، فينبغي أن تكون موفرة عدد من الخطط التي يمكن استخدامها للمحافظة على المياه الطبيعية وعلى الهواء وعلى كافة الموارد الطبيعية التي يحتاجها الإنسان والمجتمع بشكل عام.
  4. ينبغي أن تقوم التنمية المستدامة بعمل موازنة بين استخدام الموارد المختلفة وبين الحاجة إلى الاستثمار، بحيث يكون هناك ترابط متوازن فيما بينهم.

مجالات التنمية المستدامة

وقد تم وصف التنمية المستدامة ، أو الاستدامة ، من حيث ثلاثة مجالات ، أبعاد ، مجالات أو أعمدة ، أي البيئة والاقتصاد والمجتمع. اقترح الإطار الاقتصادي الثلاثي المجالات في البداية من قبل الاقتصادي رينيه باسيت في عام 1979. كما صُوِغَ على أنه “اقتصادي ، بيئي واجتماعي” أو “علم البيئة والاقتصاد والإنصاف”. وقد تم توسيع هذا من قبل بعض المؤلفين لتشمل دعامة رابعة من الثقافة والمؤسسات أو الحكم ، أو بدلا من إعادة تشكيلها في أربعة مجالات الإيكولوجية – الاجتماعية ، والاقتصاد ، والسياسة والثقافة ، مما يعيد الاقتصاد إلى داخل المجتمع ، ويعامل الإيكولوجيا باسم تقاطع الاجتماعي والطبيعي.

قضايا التنمية المستدامة

قضايا التنمية المستدامة. وشملت على: القضاء على الفقر والجوع وتحسين الصحة والتعليم، وجعل المدن أكثر استدامة، ومكافحة تغير المناخ، وحماية المحيطات والغابات.

الفرق بين التنمية والتنمية المستدامة

على الرغم من أن مصطلح النمو والتنمية المستدامة على صلة وثيقة مع بعضهم البعض ولكن هناك بعض الإختلافات التي تميز كل منهما عن الأخر، فالنمو يعتبر تغيير في مختلف الجوانب المادية للفرد وتغيير أيضًا بالجوانب المادية للمجتمع كله، في حين نلاحظ أن التنمية عبارة عن تغييرات كثيرة وبشكل تدريجي لكل من الفرد والمجتمع.

ومن الجدير ذكره أيضًا أن النمو يعتبر تغيير خلوي يتبع هذا التغيير تغير بالشكل، بينما التنمية تغيير هيكلي، ومن الملاحظ أيضًا أن النمو يتوقف في وقت ومرحلة معينة بينما تظل التنمية مستمرة طوال الوقت كله، ومن الملاحظ أن النمو يعتبر جزء واضح من التنمية، في حين نلاحظ أن العكس ليس صحيح على الإطلاق.

ويوجد أنواع كمية وكذلك نوعية للنمو، بينما نلاحظ أن التنمية لا يوجد منها أي أنواع على الإطلاق، ومن السهل أن نحصل على قياسات دقيقة وبسيطة للنمو في حين لا يمكن أن نحصل على قياس للتنمية بصورة دقيقة على الإطلاق، ومن الملاحظ أنه على الرغم من أن كل من النمو والتنمية المستدامة تعتبر عمليتان مرتبطتان ببعضها البعض حيث يؤثر كل منهما بالأخر، ولكن نلاحظ أن النمو يحدث بالتأكيد حتى في حالة عدم وجود التنمية، ومن السهل أن تحدث التنمية بدون أن يوجد نمو ولكن قد يتطلب النمو التنمية في بعض الأوقات حتى يتمكن من الوصول لجميع أهدافه بكل سهولة ويسر.

مقالات عن التنمية المستدامة

الزراعة الذكية كربونياً: بين زيادة الإنتاج ومواجهة تغيُّر المناخ

مع أول ضربة محراث في الأرض قبل آلاف السنين، أخذ النشاط الزراعي يطلق ثاني أوكسيد الكربون في الجو. وفيما كانت الانبعاثات الناتجة عن الزراعة تقتصر في البدء على التفاعل بين المواد العضوية التي يجري تقليبها مع الهواء المحيط، ارتفعت البصمة الكربونية للزراعة مع استخدام المكننة واتساع سلاسل النقل والتوريد.

كيف تنتقل الامراض من الحيوانات الى البشر: تقرير من برنامج الأمم المتحدة 

تستمر جائحة “كوفيد-19” يوماً بعد يوم في حصد المزيد من الأرواح والتسبب بملايين الإصابات حول العالم. ويشير تحليل نشره صندوق النقد الدولي إلى أن الخسارة التراكمية في إجمالي الناتج المحلي العالمي على مدار العامين 2020 و2021 بسبب أزمة الجائحة ستصل إلى نحو 9 تريليون دولار، أي ما يعادل مجموع اقتصادي اليابان وألمانيا.
 
قبل هذه الجائحة، لم تكن الأمراض المنتقلة من الحيوانات إلى البشر تشغل اهتمام الشعوب، باستثناء حالات قليلة بقيت محدودة الأثر والانتشار نسبياً، مثل إنفلونزا الطيور وجنون البقر وسارس. وفيما تجاوز عدد الوفيات الناتجة عن “كوفيد-19” خمسمئة ألف شخص خلال النصف الأول من 2020، تؤدي الإصابة بأمراض مهملة حيوانية المنشأ مثل الجمرة الخبيثة والسل البقري وداء الكلَب إلى وفاة نحو مليوني شخص سنوياً، معظمهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

هل تعزّز كورونا مكاسب “الهيدروجين الأخضر”؟

خشى كثيرون أن تتسبب جائحة “كورونا” في جعل قضايا البيئة أمراً هامشياً ضمن خطط التعافي وإنعاش الاقتصاد العالمي. وترتفع الأصوات في أكثر من مكان داعيةً لأخذ العبرة مما حصل لجهة قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات المشتركة، مع احترام العلاقة بين صحة الإنسان وسلامة محيطه، خاصةً بعد تراجع الانبعاثات وتحسُّن نوعية الهواء.
 
وكان فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، حثّ قادة الدول على اغتنام الفرصة لوضع حزم انتعاش اقتصادي تسرّع التحول نحو الطاقة المتجددة، بدلاً من توجيه الدعم إلى الوقود الأحفوري. فيما رأى فاتح بيرول، رئيس الوكالة الدولية للطاقة، أن تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر مهيأة للحظة عظيمة تشهد انخفاض التكاليف وتكون فيها حجر الزاوية في أنظمة الطاقة الحديثة، إذا جرى لحظُها في خطط التعافي.

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

 

السابق
صفات المشرف التربوي المبدع
التالي
أنواع مهارات الاتصال

اترك تعليقاً