تنمية بشرية

صفات المشرف التربوي المبدع

صفات المشرف التربوي المبدع

اختلف اليوم مفهوم الإشراف التربوي وتطور تطورا كبيرا وأصبح النظر إليه والحكم عليها بالنجاح أو الفشل يعود إلى حسن المشرف أو سوئه.بل نستطيع القول إن وراء كل تعليم ناجح مشرف ناجح .
إن المشرف التربوي  المبدع الذي تتطلبه العملية التعليمية ونرغب تواجده في مدارسنا هو ذلك المشرف الذي يكون قائدا تشاركيا يحيط نفسه بمعلمين يعملون معه ولا يعملون لديه، يقرأ شخصية المعلمين والعاملين معه، ويشركهم في رسم الخطة المدرسية وتنفيذها، ويشجع المعلمين المبدعين الذين لديهم الرغبة في التعلم والتطوير والنمو المهني المستمر، ويخطط لإعدادهم كفريق عمل فعال مؤهل بالتدريب والإعداد الجيد والتفويض . وعلى ذلك تراه يشجع العاملين معه على تقديم أفكار جديدة تحمل بين طياتها الإبداع والابتكار الخلاق، بحيث يطلب من كل معلم تقديم أفكار مبتكرة لمشكلة معينة أو وضع تصور معين لتحقيق هدف محدد في أحد مجالات وجوانب العمل التربوي المدرسي في كل عام دراسي، بحيث تكون تلك الحلول تحمل في خفاياها معاني التميز والجدة والابتكار.

صفات ومهارات يتعين توافرها في المشرف التربوي

المشرف التربوي الفعال هو ذلك القائد التربوي الذي يستطيع بحنكته الإدارية والتربوية أن يوظف المعلمين ومديري المدارس والطلاب والآباء بل والمجتمع لتحقيق ما تصبو إليه العملية التعليمية التربوية.
1 – المبادأة (المبادرة) : وتعني أن يكون دائماً أكثر إسهاماً وضخاً للأفكار السليمة التي تساعد في إرساء السياسة العامة وخطة العمل وكذلك المبادأة في الأداء المميز ودعم حركة الفريق نحو تحقيق الأهداف .
2 – العضوية : وتعني المساهمة الإيجابية في تكوين روح التفاعل بين العاملين في الميدان التربوي والعمل من أجل زيادة الصلة بهم وتبادل الخدمات معهم في جو من الألفة غير الرسمية .
3 – التمثيل : انغماس المشرف  في تحسين العملية التعليمية  وفي العمل من أجلها وتمثيلها في الاجتماعات واللقاءات التعليمية .
4 – التكامل : يتمثل في مقدار ما يصدر عن المشرف من أعمال لا تستهدف صالحه الفردي بل الأعمال التي يقصد بها إشاعة أجواء المحبة والسرور بين الأعضاء وتقليل حدة التباعد فيما بينهم من خلافات والوصول بهم سوياً إلى تحقيق أهداف التعليم المشتركة .
5 – السيطرة : تعني تحديد سلوك الأفراد والمجموعات وسيادته عليهم بطريقة متوازنة .
6 – التقدير : تمثل القدرة على التعبير عن امتنانه لجهود العاملين معه واستخدامه الحوافز المادية والمعنوية .
7 – التكييف والتوافق : تكيفه النفسي واتزانه وتوافقه الانفعالي مع الآخرين 0
8 – المرونة والحيوية : القيام بأدواره المختلفة بتوازن وحرفية دون إفراط ولا تفريط وفقاً لمقتضيات الموقف ومتطلباته .
9 – الثقافة الواسعة : سواءً ما يتعلق بالثقافة عموماً أو بالخلفية التربوية والتعليمية والتخصصية .
10 – سرعة البديهة : حسن التصرف في المواقف وخاصة الطارئة .
11- القدوة الحسنة .
12 – الالتزام والانضباط .
13 – العدالة .
14 – الحزم .
15 – حسن الخلق .
16 – اليقظة والحيطة .
17 – قوة الشخصية .

صلاحيات المشرف التربوي

صلاحيات المشرف التربوي التي يجب أن يقوم بها وتتوفر له كافة الامكانيات من أجلها فهي في النقاط التالية:

  1.  يقوم بوضع خطة شاملة لكل جوانب الحياة التربوية لكل مرحلة.
  2.  الاطلاع على التقارير الإشرافية للسلوك التعليمي.
  3.  توجيه المعلمين عن طريق النشرات التربوية.
  4.  توفير المعلمين بشكل كاف داخل المدارس ، وتوزيع المهام عليهم.
  5.  متابعة النواحي التربوية للمعلمين.
  6.  معرفة قدرة الفصول الاستيعابية للتلاميذ.
  7.  مراجعة توزيع الجدول مع المعلمين.
  8. التأكيد على توزيع المناهج على المعلمين.
  9. مساعدة المعلمين عن طريق البحوث والدراسات.
  10.  القيام بالتقارير التي تحتوي على البيانات الخاصة بالمعلم والمدرسة.
  11.  التأكد من نظافة المدرسة وصلاحيتها لاستقبال الطلاب.
  12.  إعداد تقارير عن مستوى المعلمين ومستوي المدارس.
  13.  الاهتمام بحصول الطالب على كامل متطلباته التي تساعده على النمو في التفكير ، والتطور في الدراسة.
  14.  الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين الطلاب.
  15.  مساعدة الطلاب الموهوبين وتشجيعهم على التطور.
  16.  حل مشاكل الطلاب على أسس تربوية.
  17.  تشجيع الطلاب على الانضباط  والاهتمام بتعليمهم.
  18.  تخصيص مكافئات للطلاب المجتهدين.
  19.  زرع القيم التربوية في الطلاب.
  20. زرع حب الوطب بداخل نفوس الطلاب.
  21.  مراقبة طريقة عمل المعلم واعداده للدروس التعليمية.
  22.  قياس استجابة الطلاب للمناهج.
  23.  مراعاة الفروق الفردية بين المعلمين.
  24. حث الطلاب على التفكير بشكل علمي.
  25. تشجيع الطلاب على الاهتمام بالقراءة.
  26. تحسين الوسائل التعليمية التي يستخدمها المعلم.
  27.  متابعة طرق تنفيذ اللوائح والمناهج المدرسية.
  28.  حث المعلمين المتفوقين على عمل دورس لباقي المعلمين.
  29.  تشجيع المعلمين على إعداد خطط مراجعة عند انتهاء الوحدات الدراسية.
  30.  إعداد التقارير اللازمة عن المناهج الدراسية المقدمة للطلاب.

مهام مشرف المدرسة

يطلع المشرف التربوي بالكثير من الأعمال الهامة والمحورية في العملية التربوية، ويمكن حصرها في ثلاثة مجالات رئيسة هي: المجال الفني:

ويهتم هذا المجال بتحسين أداء المعلمين ورفع كفايتهم الإنتاجية من خلال اتباعه لأساليب إشرافيه متعددة . ومن أهم الأعمال الفنية التي يطلع بها المشرف التربوي:

إعداد خطة إشرافيه شاملة على شكل مراحل. الاطلاع على التعليمات واللوائح ذات العلاقة بالعمل التربوي والتعليمي.

  1. دراسة التقارير الإشراقية السابقة دراسة تحليلية.
  2.  دراسة التوصيات السابقة للمشرفين.
  3.  مقابلة المعلمين الجدد والوقوف لجانبهم.
  4.  إجراء البحوث والتجارب التربوية.
  5. إعداد تقرير نهائي واضح عن واقع العمل.
  6. مجال الإشراف الإداري في المدارس.

حيث يقوم المشرف التربوي في هذا المجال بالأعمال التالية:

  1. متابعة تدريس المبحث الذي يشرف عليها حسب التعليمات والإرشادات.
  2. دراسة النتائج الفصلية والسنوية وتقديم التوصيات اللازمة لتحسين أداء الطلاب.
  3. توزيع مفردات المواد على أسابيع الفصل الدراسي.
  4. مراعاة القدرة الاستيعابية للفصول. متابعة ما يطرأ في المدارس من مظاهر غير عادية ومعالجتها.
  5. متابعة جداول توزيع وترتيب الدروس.
  6.  المشاركة في تدقيق جداول العلامات الفصلية والسنوية ونتائج الإكمال حسب التعليمات.
  7. التأكد من انتظام المعلمين والطلبة في المدارس.
  8. متابعة أعمال صيانة ونظافة المدرسة ومرافقها المختلفة.
  9. متابعة توفير الكتب والأدلة المدرسية للطلاب والمعلمين.
  10.  متابعة النشاطات المدرسية والمساهمة في التخطيط لها.

مجال العمل المكتبي: 

  1.  تقديم خطة سنوية وفصلية حول ما ينوي القيام به أثناء العام الدراسي معزز بالتواريخ الدقيقة.
  2. كتابة التقارير حول نتائج زياراته للمدارس وللمعلمين.
  3.  المساهمة في كتابة الردود والمراسلات بين مديريته والوزارة والمدارس.
  4. إعداد إحصائيات تبين مدى توفر التجهيزات في المدارس التابعة له.
  5. المساهمة في إعداد خطة تشكيلات المدرسة.
  6. إعداد النشرات والبحوث.
  7. وضع خطط تدريب للمعلمين.

وعند البعض تتلخص مهام المشرف التربوي بما يلي: المشرف التربوي هو خبير فني، وظيفته الرئيسية مساعدة المعلمين على النمو المهني وحل المشكلات التعليمية التي تواجههم، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الفنية لتحسين أساليب التدريس، وتوجيه العملية التربوية. الوجهة الصحيحة مما يستلزم منه معرفة (أصول التربية الإسلامية ونظريات التعلم وطرق التدريس والقياس والتقويم ومهارات الإدارة والاتصـال والتعامل مع وسائل التعليم حسب اختصاصه).

مهام المشرف التربوي ومهاراته وصفاته

الخبرة الواسعة

حيث يجب أن يكون المشرف التربوي على وعي وفهم وإلمام بكل متطلبات الوظيفة وذو قدرة على إتمام المهام الخاصة بها بإتقان وخبرة ، إلى جانب ضرورة أن يكون مُلمًا بأساسيات المواد الدراسية التي يُشرف عليها أيضًا ، حيث يجب أن يكون على دراية بـ :

  1. -المعرفة التامة بكل جوانب وفروع المادة العلمية .
  2. -القدرة على التخطيط والتوصل إلى الطريقة الصحيحة لشرح الدروس المتعلقة بالمادة .
  3. -تحليل النقاط الصعبة التي تحتاج إلى قدر أكبر من الشرح والتوضيح.
  4. -التعاون مع المعلم من أجل التصدي لأي مشكلة تواجهه أثناء تدريس وشرح المادة .

-ويجب أن يكون المشرف التربوي على إطلاع وإلمام بكل ما يحتاجه المعلم من وسائل إيضاح وتقويمات مع ضرورة توفر القدرة على إعداد الاختبارات والتقييمات لنتائج تلك الاختبارات أيضًا.

التعاون والشورى

من صلاحيات المُشرف التربوي أن يختار الطريقة والأسلوب الصحيح الذي يرى أنه يُساعد على نجاح العملية التعليمية ، ولكن من الخطأ أن يستأثر بالقرار بمفرده ؛ حيث يجب أن يستمع إلى المعلم جيدًا وأن يتعرف على اقتراحاته حتى يتوصلا سويًا إلى أسلوب تعليمي وخطة تدريس ناجح ومناسبة .

الابتكار ومواجهة التحديات

كما أن المشرف التربوي يجب أن يُعطي المدرسة قدر كبير من وقته إذا أراد أن ينجح في عمله وأن لا يجعل تفكيره في حياته الشخصية والاجتماعية أو ما شابه يؤثر سلبيًا على نقاء تفكيره فيما يخص تنفيذ مهام الوظيفة ، حيث يجب أن يُفكر المشرف التربوي ويبتكر ويُبدع ويقترح حلول جديدة وغير تقليدية ويقوم بإدخال أفكار حديثة ومتطورة أيضًا ؛ لكي يكون قادرًا على مواجهة أي تحديات تواجه سير العملية التعليمية بنجاح .

الحلم والمثابرة

من أهم مقومات نجاح المُشرف التربوي هي المثابرة ، حيث أنه دائمًا ما يكون المرجع الذي يعود إليه المعلمين والطلاب من أجل إيجاد حل للمشكلات التي تواجههم داخل الصف وأثناء تنفيذ الأنشطة المختلفة داخل المدرسة أيضًا ، ولذلك ؛ يجب أن يتحلى المُشرف التربوي بالصبر والحلم والمُثابرة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من خطة التدريس التي قد قام بوضعها .

القدرة على التخطيط

التخطيط ليس ورقة وقلم وجدول فحسب ، بل هو فن يجب إتقانه ؛ ولذلك يجب على المُشرف التربوي أن يكون على دراية بأساسيات التخطيط لأي أسلوب تعليمي أو خطة دراسية جديدة ، وأن يكون لديه دائمًا خطة عمل بديلة من أجل التغلب على أي مُشكلة تواجهه أثناء تنفيذ الخطة التدريسية .

مهارات المشرف التربوي الناجح

لابد أن تتوافر العديد من المهارات في مشرف التربية حتى يكون ناجح في عمله منها:

  1. الخبرة الواسعة والتي تعني الإلمام الجيد بكل مهام وظيفته كمشرف تربوي في المادة التي تخصص بها.
  2. المعرفة الوافية في مجال تخصصه العلمي.
  3. القدرة على تخطيط دروس هذه المادة.
  4. أن يكون قادراً على عرض درس المادة بطريقة نموذجية.
  5. القدرة على تحليل المعوقات في الدروس.
  6. القدرة على الإلمام بأساسيات القياس والتقويم والقيام بإعداد التقويم والاختبارات وتحليل النتائج.
  7. التعاون وإنشاء حوار مستمر بينه وبين المعلمين حتى يزيد من مهاراتهم الاجتماعية وقدرتهم على صنع القرار.
  8. الابتكار والتجديد في طرق التعليم.
  9. إتقان مهارات التواصل سواء الكتابية أو الشفهية.

دور المشرف التربوي في الميدان

في عصر تسارعت فيه حركة العلوم والمعارف، وغدت تقنية المعلومات والتقدم الإلكتروني هما المسيطران على كافة المجالات الحياتية، كان هناك إقبال شديد من المهتمين بمجال التعليم وخاصة فيما يتعلق بالجانب التقني. تطور على إثرها التعليم بصفة عامة وتطورت العملية التعليمية، وتطورت المشاريع والبرامج مما أدى إلى إحداث قفزة مذهلة غيرت مجرى الحياة وذلك من خلال أداء رسالة كبيرة تقع على عاتق كافة القائمين على العملية التعليمية.

ومنهم المشرف التربوي الذي قام  بدوره بنشر سياستها وثقافتها في الميدان التربوي ليتم التأثير والتأثر في المجتمع التعليمي من قادة ومعلمين ومتعلمين وأولياء أمور خاصة على المعلم الذي يصنع الأجيال وبه يتم بناء المستقبل من خلال استخدام كل ما يساهم في تطوير التعليم.
وبحكم أن المشرف التربوي من العناصر الفاعلة في العملية التعليمية لاتخاذه موقعا مهما وأساس في تحقيق  العديد من التطلعات والأهداف، فهو يعتبر مرشدا وموجها ومطورا وداعما ومساندا لكافة مقومات العملية التعليمية ومستمراً في تقديم الدعم الكامل حتى في ظل الأزمات الطارئة، خاصة أن دوره لا يقتصر على الميدان التربوي التقليدي بل يتجاوزه إلى العمل على الاتصال الإلكتروني. وتبين ذلك من ناحية الالتزام الذي يقوم به كل فرد من المشرفين للاستمرار بدورهم في  عملية التطوير المستمر ومواكبة التحديات  وتقديم الدعم المناسب لكافة الفئات في أي زمان ومكان خصوصا في ظل الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم أجمع والتي لم يشهد لها القرن الحالي مثيلا وهي انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19)، وضع لم يكن مُزمنا بل فاجأ العالم بغتة أثناء ممارسة المهام التعليمية.

ووفق البيان الصادر عن منظمة اليونيسكو “فإن  الأزمة تؤثر الآن  على ما يقارب 363مليون متعلم في جميع أنحاء العالم، من مرحلة ما قبل الابتدائي إلى التعليم العالي، بمافي ذلك 57,8 مليون طالب في التعليم العالي “.
وفي ظل القرارات التي تم اتخاذها للإسراع في إغلاق المدارس، قام كل فرد بمتابعة المسؤوليات وإدارة المهام الموكلة إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعية والمنصات التعليمية للحفاظ على سلامة الجميع وسير العملية التعليمية وفق خطى ثابتة وتحت شعار “كلنا مسؤول ” وذلك استشعاراً للدور الوطني والوظيفي والاجتماعي.
ومن هنا تجلى دور المشرف التربوي في قيادة تربوية هدفها الرئيس مواصلة الدعم اللازم لعملية التعليم والتعلم من خلال الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لمواجهة التحديات التي فرضت نفسها.

خصائص الإشراف التربوي الفعال

  1. أنه عملية إنسانية تقوم على الثقة بين المعلم والمشرف .
  2. أنه عملية قيادية تتمثل في قدرة المشرف على التأثير على المعلم من أجل تحسين عملية التعليم والتعلم وتحقيق الأهداف .
  3. الإشراف عملية شاملة تعني بجميع العوامل المؤثرة في تحسين البيئة التعليمية وتطويرها .
  4. الإشراف التربوي عملية مرنة متطورة لا تعتمد أسلوباً واحداً وإنما أساليب متنوعة لتحقيق هدف تربوي محدد.

مهام المشرف التربوي pdf

لتحميل الملف اضغط هنا 

السابق
مفهوم تسيير الموارد البشرية
التالي
مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها

اترك تعليقاً