الطبيعة

مخاطر التنوع البيولوجي

مخاطر التنوع البيولوجي

فقدان التنوع البيولوجي هو ظاهرة ناجمة عن تراجع تعدد الأنواع الحيوية بسبب ممارسات الإنسان وتغيرات أخرى. يؤدي هدم بيوت التنمية الطبيعية بسبب استيطان الإنسان هو السبب الأساسي إلى إيذاء التنوع البيولوجي. … تقدر منظمة IUCN (الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة) أن حوالي %12 حتى %30 من الأنواع المعروفة مهددة بخطر الانقراض

أهمية التنوع البيولوجي

ما هو التنوع البيولوجي؟
إن التنوع البيولوجي هو الذي يدعم الحياة على كوكب الأرض، ويعني التنوع الموجود في الكائنات الحية والذي يتراوح بين التركيب الجيني للنباتات والحيوانات وبين التنوع الثقافي.

ماذا يعني التنوع البيولوجي بالنسبة إلى صحة الإنسان؟
إن البشر يعتمدون على التنوع البيولوجي في حياتهم اليومية على نحو لا يكون واضحاً ولا ملحوظاً بصورة دائمة. فصحة الإنسان تعتمد اعتماداً جذرياً على منتجات وخدمات النظام الإيكولوجي (كتوافر المياه العذبة والغذاء ومصادر الوقود) وهي منتجات وخدمات لا غنى عنها لتمتع الإنسان بالصحة الجيدة ولسبل العيش المنتجة. وخسارة التنوع البيولوجي يمكن أن تكون لها آثار هامة ومباشرة على صحة الإنسان إذا أصبحت خدمات النُظم الإيكولوجية غير كافية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية. وللتغيرات الطارئة على خدمات النُظم الإيكولوجية تأثير غير مباشر على سبل العيش والدخل والهجرة المحلية وقد تتسبب أحياناً في الصراع السياسي.

وبالإضافة إلى ذلك فإن التنوع الفيزيائي البيولوجي للكائنات المجهرية والنباتات والحيوانات يتيح معرفة واسعة لها فوائد هامة في العلوم البيولوجية والصحية والصيدلانية. وهناك اكتشافات طبية وصيدلانية هامة تتحقق بفضل تعزيز فهم التنوع البيولوجي على كوكب الأرض. وقد تتسبب خسارة التنوع البيولوجي في الحد من اكتشاف العلاجات المحتملة لكثير من الأمراض والمشاكل الصحية.

الأخطار المحدقة بالتنوع البيولوجي والصحة
هناك قلق متزايد إزاء العواقب الصحية لخسارة التنوع البيولوجي والتغير. وتغيرات التنوع البيولوجي تؤثر على أداء النُظم الإيكولوجية كما أن الاضطرابات الكبيرة في النُظم الإيكولوجية يمكن أن تُسفر عن سلع وخدمات داعمة للبقاء على قيد الحياة. وتعني خسارة التنوع البيولوجي أيضاً أننا نخسر الكثير من المواد الكيميائية والجينات الموجودة في الطبيعة قبل أن نكتشفها، وهي من النوع الذي حقق بالفعل للجنس البشري فوائد صحية ضخمة. وتشمل الضغوط والصلات المحددة بين الصحة والتنوع البيولوجي ما يلي:

تأثير التنوع البيولوجي على التغذية
إن التنوع البيولوجي يلعب دوراً حاسماً في تغذية الإنسان، وذلك من خلال تأثيره على إنتاج الغذاء في العالم، حيث إنه يؤمن الإنتاجية المستدامة للتربة ويوفر الموارد الجينية لكل المحاصيل والماشية والأنواع البحرية التي تدخل في الغذاء. ومن المحددات الأساسية للصحة الحصول على ما يكفي من المواد التغذوية المتنوعة.

وثمة صلة بين التغذية وبين التنوع البيولوجي على أكثر من مستوى: النظام الإيكولوجي الذي يشكل إنتاج الغذاء خدمة من خدماته؛ الأنواع الحية في النظام الإيكولوجي والتنوع الجيني داخلها. ويمكن أن يكون هناك اختلاف هائل في التركيب الغذائي بين الأغذية وفيما بين أنواع/ أصناف/ سلالات الغذاء الواحد، الأمر الذي يؤثر على توافر المغذيات الزهيدة المقدار في النظام الغذائي. كما أن النُظم الغذائية المحلية المحتوية على مستويات متوسطة وكافية من المدخول التغذوي تحتاج إلى الحفاظ على مستويات عالية من التنوع البيولوجي.

ويتأثر التنوع البيولوجي بالإنتاج الغذائي المكثف والمعزز بواسطة الري أو استعمال الأسمدة أو وقاية المحاصيل (مبيدات الآفات) أو إدخال أنواع محاصيل جديدة والدورات الزراعية، ويؤثر ذلك بدوره في الحالة التغذوية وصحة الإنسان على نطاق العالم. وفي كثير من الأحيان يؤدي تبسيط الموئل وخسارة الأنواع الحية وتعاقب الأنواع الحية إلى زيادة سرعة تأثر المجتمعات المحلية باعتباره المؤشر الذي يدل على مدى الاستعداد البيئي لاعتلال الصحة.

أهمية التنوع البيولوجي للبحوث الصحية والطب التقليدي (الشعبي)
إن الطب التقليدي (الشعبي) مازال له دور أساسي في الرعاية الصحية، وخصوصاً الرعاية الصحية الأولية. وتشير التقديرات إلى أن 60٪ من سكان العالم يستخدمون الطب التقليدي (الشعبي)، وفي بعض البلدان يندرج الطب التقليدي (الشعبي) على نطاق واسع ضمن نظام الصحة العمومية. ويُعتبر استعمال النباتات الطبية أشيع أداة دوائية في الطب التقليدي (الشعبي) والطب التكميلي على نطاق العالم. ويعتمد كثير من المجتمعات المحلية على المنتجات الطبيعية التي تُجمع من النُظم الإيكولوجية لأغراض دوائية وثقافية، بالإضافة إلى الأغراض الخاصة بالغذاء.

وعلى الرغم من توافر الأدوية المخلقة لأغراض كثيرة فإن الاحتياج إلى المنتجات الطبيعية والطلب عليها مستمران على نطاق العالم لاستعمالها كمنتجات دوائية وفي بحوث الطب الحيوي التي تعتمد على النباتات والحيوانات والميكروبات في فهم وظائف أعضاء الإنسان وفي فهم وعلاج الأمراض التي تصيبه.

الأمراض المُعدية
إن الأنشطة البشرية تتسبب في اختلال بنية ووظائف النُظم الإيكولوجية، وتغيّر التنوع البيولوجي الأصلي. وهذا الاختلال يقلل من وفرة بعض الكائنات الحية ويؤدي إلى نمو البعض الآخر ويغيّر التفاعلات بين الكائنات الحية ويغير التفاعلات بين الكائنات الحية وبين بيئاتها الفيزيائية والكيميائية. وأنماط الأمراض المُعدية حساسة لهذه الاختلالات. وتشمل أهم العمليات التي تؤثر على مستودعات الأمراض المُعدية وعلى سريانها ما يلي: إزالة الغابات؛ وتغيّر استخدام الأراضي؛ وإدارة المياه؛ وذلك على سبيل المثال من خلال بناء السدود أو الري أو التوسع الحضري غير المضبوط أو الزحف العشوائي للمدن؛ ومقاومة المواد الكيميائية المبيدة للآفات والتي تُستعمل في مكافحة بعض نواقل الأمراض؛ وتقلب المناخ وتغيّره؛ والهجرة والتجارة الدولية والسفر الدولي؛ وإدخال الإنسان لمسببات الأمراض دون قصد أو عن قصد.

تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي والصحة
إن التنوع البيولوجي يقدم العديد من خدمات النُظم الإيكولوجية ذات الأهمية البالغة لعافية الإنسان في الحاضر والمستقبل. والمناخ جزء لا يتجزأ من عمل النظام الإيكولوجي، وصحة الإنسان تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بنتائج الأحوال المناخية في النظامين الإيكولوجيين الأرضي والبحري. ويتأثر التنوع البيولوجي البحري بتحميض المحيطات المتعلق بمستويات الكربون في الغلاف الجوي. ويتأثر التنوع البيولوجي الأرضي بتقلب المناخ، كالظواهر الجوية الشديدة (أي الجفاف والفيضان) التي تؤثر تأثيراً مباشراً على صحة النظام الإيكولوجي وعلى إنتاجية سلع وخدمات النُظم الإيكولوجية وتوافرها للاستخدام من قبل الإنسان. أما التغيرات الأطول أمداً في المناخ فتؤثر على استمرارية النُظم الإيكولوجية وصحتها، الأمر الذي يؤثر بدوره على توزيع النباتات والممرضات والحيوانات وأيضاً المستوطنات البشرية.

أخطار تواجه التنوع الحيوي ويكيبيديا

التنوع الحيوي أو البيولوجي يمثل أنواع الكائنات الحية المختلفة الموجودة على كوكب الأرض بدئا من الكائنات الأقل تطورا وصولا للكائنات الأكثر تكورا، وقد تم التوصل لحوالي 1.7 مليون كائن حي تم إكتشافهم على كوكب الأرض، ولكن هناك بعض الأخطار التي تواجه هذا التنوع الحيوي وتهدد أنواع كثيرة من الكائنات الحية بالإنقراض.

أخطار تواجه التنوع الحيوي
في الفترة الأخيرة تعرض التنوع البيولوجي أو الحيوي لعدد من المخاطر التي تهدد هذا التنوع، ويرجع هذا لعدة أسباب منها:

– تقسيم البيئة الخاصة بهذه الكائنات لأقسام أصغر، وبالتالي تفصل أجزاء هذه البيئة عن بعضها، ويتم هذا عن طريق بناء طرق تعبر من خلال هذه البيئة وفي بعض الحالات يتم القضاء على البيئة الخاصة بهذه الحيوانات أصلا ويتم بناء مجمعات سكنية فيها، مثل إزالة أجزاء من الغابات مثلا لإقامة مجمعات سكنية وشقها بالطرق.

– تعرض بعض الكائنات الحية للإنقراض، وخاصة الكائنات الهامة في السلم البيولوجي وهو الأمر الذي يهدد توازن النظام البيئي ويهدد بتدمير كوكب الأرض بالكامل.

– قيام بعض الصيادين بصيد الحيوانات المعرضة للإنقراض.
– التلوث البيئي المنتشر بكثرة بسبب المصانع وعوادمها، مما تسبب بحدوث الأمطار الحمضية وغيرها من الأثار الضارة، مما أثر بطريقة سلبية على التنوع البيولوجي وعلى عدد من الكائنات الحية التي تفتقد للقدرة على التكيف مع هذا التلوث.

– الكوارث الطبيعية التي تؤثر في الكائنات الحية، مثل حدوث فيضانات أو حرائق الغابات، مما يتسبب في موت عدد كبير من الكائنات الحية.

– تدمير البيئة الخاصة ببعض الكائنات مما يضطرها للهجرة بحثا عن بيئة جديدة، أو قد يتسبب هذا الأمر في وفة بعض الكائنات الحية، وبالتالي يصبح عدد الوفيات في هذا النوع أكثر من عدد المواليد، مما يهدد هذا النوع بالإنقراض.

أهمية التنوع الحيوي
يوجد للتنوع البيولوجي أو الحيوي العديد من الفوائد من أكثر من جانب، منها:
– لهذا التنوع فوائد كثيرة من الناحية الإقتصادية، حيث أنه نتيجة لتنوع النباتات من الممكن دراسة هذه النباتات وتهجينه وبالتالي الحصول على أنواع نباتية أكثر من الممكن أن تنتج محصول غذائي أكثر وأفضل، كما لهذا التنوع دور في الحصول على الأخشاب التي تدخل في العديد من الصناعات.

– للتنوع فوائد إقتصادية أخرى حيث يمكن الإستفادة في التنوع في الحيوانات وإستخدامها في العديد من النواحي الإقتصادية أو حتى كغذاء.

– يلعب التنوع البيولوجي دور كبير في إضفاء نوع من الجمال، حيث أن هذا التنوع المحيط بالإنسان يجعله يتأمل كل هذه الكائنات ويدرسها ويستمتع بها أيضا، كما أن هذا التنوع يفرض نوع من المسؤلية الأخلاقية على الإنسان والتي تجبره على الحفاظ على هذا التنوع وحمايته لحماية التوازن البيئي.

– يتم إستخدام العديد من النباتات والأعشاب لأغراض طبية كما أن عدد كبير من الكائنات الدقيقة تساعد في صناعة العديد من الأدوية، وبالتالي هذا التنوع له دور علاجي ويساعد في العلاج من العديد من الأمراض.

خطوات تساعد في الحفاظ على التنوع الحيوي
تعرض بعض الكائنات الحية للإنقراض يساعد في إختلال النظم البيئية، وبالتالي يهدد بتدمير كوكب الأرض بالكامل، ولهذا لابد من العمل على الحفاظ على كافة الكائنات الحية وحمايتها من الإنقراض عن طريق بعض الوسائل، منها:

– لابد من الحفاظ على الحيوانات والكائنات التي تناقصت أعدادها بصورة كبيرة والمعرضة للإنقراض في محميات طبيعية وحمايتها من الصيد الجائر، وتوفير بيئة بديلة لها لتتكيف معها وتتكاثر من جديد لتعويض الفقد في هذه الكائنات.

– محاولة إعادة البيئات التي دمرها الإنسان كما كانت تماما، وإعادة الحيوانات التي هجرت منها إليها مرة أخرى، وهذا الأمر صعب بالطبع ويحتاج للكثير من العمل ولكنه ليس مستحيل.

– محاولة تطهير البيئات من الكائنات الحية الدخيلة على البيئة والتي تتسبب بإنقراض كائنات أخرى بسببها، فمثلا سمك البلطي والذي إختفى تماما من بحيرة فكتوريا، بالرغم من أن البحيرة هي موطنه الأصلي، ولكنه إختفى من البحيرة بسبب عشب المكحلة المائي الذي غذى مياه البحيرة ويتسبب في موت هذا النوع من السمك، ولهذا لابد من تطهير البحيرة من هذه العشبة قبل عودة سمك البلطي لها.

– عمل إتفاقيات دولية تجرم الصيد الجائر وخاصة صيد الحيوانات المهددة بالإنقراض مع وجود رقابة في أماكن تواجد هذه الحيوانات.
– محاولة أسر الحيوانات المهددة بالإنقراض والعمل على تكاثرها ثم بعد ذلك من الممكن إطلاقها مرة أخرى في البيئة الخاصة بها.

– التوقف عن التعدي على البيئة الخاصة بهذه الحيوانات، فيجب التوقف عن إزالة الغابات وعن شق هذه الغابات بالطرق.
– يجب ألا يتم إقامة أي مصانع أو أن يقترب أي مصدر للتلوث من البيئة الخاصة بهذه الحيوانات والكائنات الحية، لحمايتها من التلوث.

مشكلة التنوع البيولوجي

يقلل فقدان التنوع البيولوجي إنتاجية النظم الإيكولوجية كثيرا، ويقلل بالتالي سلة الطبيعة من السلع والخدمات التي نستخدمها دائما. كما أنه يزعزع استقرار النظم الإيكولوجية، ويضعف قدرتها على التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الفياضانات والجفاف والأعاصير، فضلا عن تلك التي يتسبب فيها الإنسان مثل التلوث وتغير المناخ. ونحن ننفق بالفعل مبالغ طائلة في التصدي للكوارث التي تفاقمها إزالة الغابات مثل الفيضانات والأضرار الناجمة عن العواصف؛ ومن المتوقع تزايد هذه الأضرار بسبب الإحترار العالمي.

ونتعرض للضرر، بصور كثيرة، بسبب فقدان التنوع البيولوجي. فالهوية الثقافية متجذرة في البيئة البيولوجية. والنباتات والحيوانات هي رموز لعالمنا، يُحافظ عليها في الأعلام والتماثيل وغيرها من الصور التي تحدد هويتنا ومجتمعاتنا. كما أننا نستلهم الجمال والقوة بمجرد النظر في الطبيعة.

وفي حين أن فقدان الأنواع كان دائما ظاهرة طبيعية، إلا أن وتيرة الانقراض تسارعت بشكل كبير نتيجة للنشاط البشري. فالنظم الإيكولوجية تُجزّأ أو يقضى عليها، وهناك أنواع لا حصر لها آخذة في الإنقراض أو أنها قد أنقرضت بالفعل. ونحن نتسبب في أكبر أزمة انقراض منذ الكارثة الطبيعية التي قضت على الديناصورات قبل 65 مليون سنة. وهذه الإنقراضات لا يمكن عكس مسارها، وتمثل تهديدا لرفاهنا بسبب اعتمادنا على محاصيل الغذاء والأدوية وغيرها من الموارد البيولوجية. ومن غير الأخلاقي أن ندفع أشكال الحياة الأخرى إلى الإنقراض، وبالتالي حرمان أجيال الحاضر والمستقبل من خيارات البقاء والتنمية.

ويبقى السؤال، هل يمكننا الحفاظ على النظم الإيكولوجية للعالم، ومعها الأنواع التي نهتم لها، والملايين غيرها من الأنواع، التي قد تنتج بعضها غذاء الغد ودوائه؟ والجواب يكمن في قدرتنا على تحقيق مطالبنا بصورة تتماشى مع قدرة الطبيعة على إنتاج ما نحتاج إليه واستيعاب مخلفاتنا استيعابا مأمونا.

الأخطار التي تتهدد التنوع البيولوجي
لا يزال فقدان الموئل، من خلال التغيرات في استخدام الأراضي وبخاصة تحويل الأنظمة الإيكولوجية الطبيعية إلى أراض زراعية، هو أكبر سبب مباشر لفقدان التنوع البيولوجي. فقد حُوّل 20 إلى 50 في المائة من مجموع مساحة الأحياء البرية الأربعة عشر الموجوة على كوكب الأرض إلى أراض زراعية.
لا يزال الاستخدام غير المستدام للنظم الإيكولوجية والإستغلال المفرط للتنوع البيولوجي تمثل تهديدات رئيسية. ويستخدم البشر الكثير من الأنواع لتلبية الاحتياجات الأساسية. وتعاني الكثير من الأنواع من التدهور نظرا لاستخدامها على مستويات غير مستدامة أو لحصادها بصور تهدد النظم الإيكولوجية التي تعتمد عليها. وينتشر هذا التدهور على نطاق واسع.
من المتوقع أن يغدو تغير المناخ بصورة تدريجية تهديدا كبيرا للتنوع البيولوجي في العقود المقبلة. فقد لوحظت التغيرات في توقيت الإزهرار وأنماط الهجرة، فضلا عن توزع الأنوع بالفعل في أنحاء العالم. وفي أوروبا، على مدى الأربعين سنة الماضية، تقدمت بداية موسم النمو بنسبة 10 أيام في المتوسط. ويمكن لهذه النوعية من التغيرات أن تغير في سلاسل الغذاء وخلق تباين في إطار النظم الإيكولوجية التي طورت فيها الأنواع المتعددة فيما بينها اعتمادا متبادلا ومتزامنا، مثل الاعتماد المتبادل القائم بين التعشيش وتوافر الغذاء.
من الممكن أن يتسبب نقل النباتات والحيوانات والكائنات الدقية – بقصد أو بدون قصد – إلى منطقة خارج نطاقاتها الجغرافية الطبيعية في حدوث أضرار كبيرة للأنواع الأصلية التي تتنافس معها على الغذاء، أن تتغذى عليها، وبالتالي نشر الأمراض والتسبب في حدوث تغيرات جينية من خلال التناسل مع الأنواع الأصلية، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى تعطيل جوانب عدة من شبكة الغذاء والبيئة المادية. وقد عُثر على 530 نوعا غريبا تحمل دليلا ثابتا بالأثر الواقع على التنوع البيولوجي في 57 بلدا جُمعت بياناتها، وبمتوسط 50 نوعا لكل بلد (في نطاق من تسعة إلى 200).
ويسبب تراكم تلوث الفوسفور والنيتروجين، الذي يسببه بشكل كبير فائض الأسمدة الزراعية المتسربة من الأراضي الزراعية ومن المجارير والنفايات السائلة الأخرى، في تراكم طحالب قادرة على الاستفادة من العناصر الغذائية المضافة. ويمكن أن تكون الطحالب نفسها سامة وتسبب خطرا على الصحة، إلا أن ضررها الأكبر على التنوع البيولوجي هو الذي يسببه عندما تحليلها للإوكسجين أو استخدامه بكميات كبيرة في المياه، مسببة بذلك ’’مناطق موت‘‘ لا يمكن لإن شكل من أشكال الحياة من البقاء فيها. وقد ارتفع عدد مناطق الموت هذه من 149 منطقة في عام 2003 إلى ما يزيد عن 200 منطقة في عام 2006. وقد يؤدي استمرار إطلاق الملوثات من المصادر الحضرية والزراعية – مجتمعة مع النمو المتوقع في التنمية الساحلية والتكثيف الزراعي، إلى تكاثر عدد مناطق الموت في العقود القادمة، إلا إذا نُفذت تغييرات كبيرة في السياسات.

فقدان التنوع البيولوجي

تدمير الموائل: تدمير الموائل هو سبب رئيسي لفقدان التنوع البيولوجي، ينتج فقدان الموائل عن إزالة الغابات والاكتظاظ السكاني والتلوث والاحترار العالمي، تتأثر الأنواع الكبيرة جسديًا والتي تعيش في الغابات أو المحيطات بشكل أكبر بتخفيض الموائل، يقدر بعض الخبراء أن حوالي 30٪ من جميع الأنواع على الأرض سوف تنقرض بحلول عام 2050، وفقًا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) على مستوى العالم فإن حوالي ثلث جميع الأنواع المعروفة مهددة بالانقراض، حتى أنه من المقدر أن 25٪ من جميع الثدييات سوف تنقرض في غضون 20 عامًا.

الأنواع الغازية: حتى إذا تعطل عنصر صغير في نظام بيئي فإن توازن النظام بأكمله مهدد، تعتبر النظم البيئية للمياه العذبة في الوقت الحاضر أكثر النظم البيئية المعرضة للخطر، تشير الأنواع الغازية إلى تلك التي تظل عادةً مقيدة من نظام بيئي بسبب وجود حواجز طبيعية، نظرًا لأن هذه الحواجز لم تعد موجودة فأنها تغزو الأنواع الغازية النظام البيئي وتدمر الأنواع المحلية، كانت الأنشطة البشرية السبب الرئيسي لتشجيع الأنواع الغازية.

الإفراط في استغلال الأنواع: يمكن أيضًا أن تكون الأنواع مهددة بالتلوث الوراثي مثل التهجين غير المنضبط وغمر الجينات، على سبيل المثال يمكن أن تتزاوج الأنواع الوفيرة مع الأنواع النادرة مما يتسبب في غمر وتجمع الجينات، ويتسبب الاستغلال المفرط من خلال الأنشطة مثل الصيد الجائر الإفراط في الصيد وقطع الأشجار المفرط والتجارة غير المشروعة للحياة البرية، يتعرض أكثر من 25٪ من مصايد الأسماك العالمية للصيد الجائر بمستويات غير مستدامة.

الاحتباس الحراري وتغير المناخ: أصبح الاحتباس الحراري وتغير المناخ أيضًا سببًا رئيسيًا لفقدان التنوع البيولوجي، تؤثر التغيرات في المناخات ودرجات الحرارة العالمية بشكل مباشر على العوامل البيئية المادية الضرورية للموئل المستدام، على سبيل المثال إذا استمر المعدل الحالي للاحترار العالمي فستختفي الشعاب المرجانية وهي نقاط ساخنة للتنوع البيولوجي في غضون 20-40 عامًا.

قد تنفد الحياة البرية في المناطق الجبلية التي تتطلب درجات حرارة باردة على ارتفاعات عالية مثل الأرانب الصخرية والغوريلا الجبلية في المستقبل القريب بسبب الاحتباس الحراري، إذا استمر الاحتباس الحراري وتغير المناخ فقد تنقرض 10٪ من أنواع العالم بأكمله بحلول عام 2050.

التلوث: مختلف أشكال التلوث بما في ذلك تلوث المياه وتلوث التربة وتلوث الهواء وتلوث الأرض والتلوث الزراعي تشكل تهديدا خطيرا للنظم البيولوجية التي تعمل على تدمير الموائل للحيوان وللنبات بسبب تسرب المواد السامة والمواد الكيميائية.

أصبحت بعض المناطق الملوثة بشكل خطير مناطق ميتة لأن الظروف لا يمكنها تحمل أي شكل من أشكال الحياة، بصرف النظر عن تدمير الموائل يشكل التلوث آثارًا تراكمية طويلة الأجل على صحة الأنواع مما يساهم في موتها في نهاية المطاف، على سبيل المثال تتأثر أشكال الحياة البحرية والمياه العذبة أكثر من غيرها بالتلوث.

الزيادة السكانية البشرية: شهد الاكتظاظ التعدي المستمر على الغابات الحدودية وزيادة التلوث وتدمير النظم البيئية الطبيعية التي ساهمت بشكل كبير في الانقراض الجماعي للأنواع، لا يزال عدد الأنواع المهددة في التكاثر في جميع أنحاء العالم بينما انقرض بعضها تمامًا، ساهمت الأنشطة البشرية مثل تحمض أنظمة المياه والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية والتلوث والصيد الجائر والتدمير المتعمد وغير المباشر للنظم الطبيعية في فقدان التنوع البيولوجي.

الكوارث الطبيعية: الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات والزلازل والبراكين والأوبئة تأخذ أحيانا عبئا ثقيلا على الحياة النباتية والحيوانية، في الطبيعة عادة ما تكون مثل هذه النوبات محصورة في مجموعات نباتية أو حيوانية معينة لأن العامل الممرض غالبًا ما يكون محددًا لأنواع معينة أو مجموعة من الأنواع.

تتكرر الفيضانات في المناطق المدارية الرطبة والتي تميل إلى إغراق الكثير من الغطاء النباتي الأرضي وتحبس عددًا كبيرًا من الحيوانات بينما تؤدي إلى إبعاد مغذيات التربة، في المناطق كثيفة الأشجار غالبًا ما تقلل حرائق الغابات عددًا كبيرًا من الأنواع النباتية والحيوانية إلى رماد وكذلك الزلازل.

التلوث الجيني: يشير التلوث الجيني إلى التهجين أو الهندسة الوراثية للأنواع، حيث يتم استخدامه بشكل أساسي في الإنتاج الزراعي لزيادة مقاومة الأمراض والمناخات المحلية للحصول على غلات عالية، هذا يهدد الأنواع خاصةً عندما يكون هناك تهجين غير متحكم به والهندسة الوراثية، في النهاية ينتج عنه أنماطا جينية فريدة تحل محل المواد الجينية المتنوعة الموجودة أصلا.

الجنس البشري هو التهديد الأكبر الذي يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، نظرًا لتزايد عدد سكاننا جنبًا إلى جنب مع حاجتنا إلى الغذاء والمياه والصناعة والنقل ووسائل الراحة المنزلية فإنه يستحوذ على النظم البيئية الطبيعية ويستبدلها بأنظمة غير طبيعية، حتى في هذه الكائنات يمكن للكائنات الأخرى التكيف والتكاثر بنجاح لكن مستويات التنوع البيولوجي مقارنة بالبيئة المستبدلة أقل بكثير.

تهديدات التنوع البيولوجي:

خطر التلوث: كلنا نعلم مدى آثار إزالة الغابات على المناخ والتنوع البيولوجي، يعد الاحتباس الحراري والتلوث من أكبر التهديدات اللاأحيائية للتنوع البيولوجي ولكن سبب هذه التهديدات غير الحيوية هو الإنسان، أدت الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر في أوروبا إلى تحول لون السماء إلى اللون الأسود بالدخان وتسمم الأنهار والحياة النباتية مما أسفر عن مقتل المستهلكين أيضًا، اليوم يحل الغبار الناعم من عوادم السيارات محل الفحم إلى حد كبير، وهذا بدوره يقضي على التنوع البيولوجي.

تهديد تغير المناخ: ارتفاع درجات الحرارة من خلال تغير المناخ يعني زيادة التنوع البيولوجي في بعض المناطق، في مناطق أخرى تسبب درجات الحرارة المرتفعة الدمار ففي أشهر الشتاء على سبيل المثال تتخلص الوعل من خلال الجليد للوصول إلى الحياة النباتية المحفوظة بدرجة حرارة ما يعادل ثلاجة طبيعية، فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية يتحلل مصدر الغذاء الإضافي هذا ولا يوجد مصدر غذاء شتوي للوعل ما لم يتحرك شمالًا، ولهذا يعتبر تغير المناخ من أكبر التهديدات على فقدان التنوع الحيوي.

خطر الاستغلال المفرط: يعتبر الاستغلال المفرط تهديد آخر للتنوع البيولوجي، فمثلاً الصيد الجائر والحصاد الجائر يزيل المنافسة على الأنواع الأخرى مما يؤدي إلى تحول كبير في استقرار ثراء الأنواع وتنوعها، فعلى سبيل المثال من خلال إزالة الكثير من نوع واحد من الأسماك يسمح الصيادون لأنواع أخرى بالسيطرة وربما هذا الشيء يخل بالتوازن الدقيق بين المنتج والمستهلك.

بدلاً من ذلك يقوم الصيادون بإزالة عدد كبير جدًا من الأسماك من مجموعة واسعة من الأنواع، ولا يؤدي ذلك إلى الإخلال على الفور بتوازن أنواع الأسماك ولكنه يتسبب في انخفاض عدد السكان وانخفاض معدلات التكاثر التي تسمح بأنواع معينة من العوالق أو الطحالب.

أسباب فقدان التنوع البيولوجي

أسباب تدهور التنوع البيولوجي توجد مجموعة من الأسباب تؤدّي إلى تدهور التنوع البيولوجي في بيئة ما، وهي: التصحر هو ظاهرة تحدث؛ بسبب انتشار الجفاف في الأراضي الصالحة للزراعة، مما يؤدي إلى القضاء على البيئة الحية فيها، وينتج عنه تدهور في التنوع البيولوجي، فتفقد التربية كافّة الخصائص الحيوية الخاصة بها، فتقتل مُعظم الكائنات الحية الدقيقة، ومن ثم يتوقّف نمو النباتات لتموت تدريجياً، وتتحوّل التربة إلى تربة صحراوية. التلوث يعد من أكثر الأسباب المؤدية إلى تدهور التنوع البيولوجي، ويعود العامل المباشر لظهور التلوث إلى التأثير السلبي للإنسان على البيئة الحيوية للكائنات الحية، مما يؤدي إلى القضاء على التنوع البيولوجي فيها، ومن الأمثلة على هذا التلوث: التخلص من عوادم المصانع في مياه المسطحات المائية ممّا يؤدّي إلى قتل البيئة الحيوية الموجودة فيها. انتشار الآفات الطبيعية هي مجموعة من الأمراض التي تُصيب الكائنات الحيّة في بيئة ما، ممّا يؤدّي إلى تقليل عددها، والقضاء عليها تدريجياً، وتصيب هذه الآفات النباتات بشكل كبير، وخصوصاً التي تتواجد في بيئة غير طبيعية، أو التي تتعرّض للملوّثات بشكل دائم، فتنتشر البكتيريا، والطفيليات على أوراق، وثمار النباتات، والأشجار فتتغذّى عليها حتى تقتلها بشكلٍ كلّي.

تلوث التنوع البيولوجي

يعرف التنوع البيولوجي باسم التنوع الحيوي، أو التنوع الأحيائي، وهو التنوع في مختلف الأشكال الطبيعية الحية على الأرض، كما يُعرف بأنه مقياس لصحة الأنظمة البيولوجية، وعلى الرغم من أن فحص وعدّ الأنواع ربما يكون من الطرق الأكثر شيوعًا والمستخدمة بكثرة في مقارنة التنوع البيولوجي للأماكن المختلفة، إلا أن تقييم التنوع البيولوجي يتم بشكل مختلف لبعض الأنواع، ويمكن تعريف التنوع البيولوجي أيضًا بأنه التفاعل الناشئ بين جميع الكائنات الحية في وسط بيئي ما، كما ويشمل التنوع البيولوجي التنوع الجيني داخل كل نوع أو مجموعة متنوعة من النظم البيئية التي تكوّنها الأنواع الأخرى، ويوجد التنوع البيولوجي في كل مكان، في الأنهار، والغابات، والمحيطات، والصحارى. مظاهر تدهور التنوع البيولوجي يوجد عدد من القضايا التي تهدد التنوع البيولوجي لكوكبنا، مما يستدعي أن نتدخّل ونجد الحلول للحفاظ على الكوكب، ومن أهم هذه المظاهر: تغير المناخ: إنّ التغير المناخي السريع الذي يصنعه الإنسان يسرع من عمليّات الانقراض، على سبيل المثال، يؤثر ارتفاع درجات حرارة المحيط وتناقص الجليد البحري في القطب الشمالي على التنوع البيولوجي البحري ويمكن أن يضرّ مناطق الغطاء النباتي، ويُمكن القول بأنّ المناخ هو عامل رئيسي في توزيع أنواع الكائنات الحيّة في جميع أنحاء العالم؛ وفي حال تغيّر المُناخ ينبغي على الكائنات التّكيف، ولكن عند التّغير السّريع والمُستمر قد تتعرّض هذه الكائنات لمُشكلة عدم القدرة على التّكيف مما يُسهّل انقراضها، إذ إن احتراق الوقود الأحفوري الناتج عن الصناعات البشرية ينتج الغازات الدفئية التي تعزز امتصاص الأشعة تحت الحمراء في الغلاف الجوي، وتحبس الحرارة، كما تؤثر على أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار. التلوث: من أكبر أشكال التّلوث حرق الوقود الأحفوري، إذ يُطلق مواد كيميائية خطرة في الغلاف الجوي، ومن أشكال التّلوّث الأُخرى، رمي مخلّفات البلاستيك في المحيط، مما يؤدي إلى تلوث المياه وبالتّالي تعطيل النظم الإيكولوجية. انتشار أنواع من الغازات المُستجدّة في الجو: التي تعدّل أو تعطّل النظام البيولوجي، وقد يؤدي هذا الأمر إلى انخفاض في أعداد السكان والكائنات الحية الأخرى، إذ يمكن أن تصل هذه الغازات إلى مناطق عدّة ولا يمكن حصرها. أسباب تدهور التنوع البيولوجي حدد العلماء البيولوجيون عدّة أسباب لتدهور التنوع البيولوجي، منها: الاستغلال المُفرط للموارد الطبيعية: إن استغلال الكائنات الحية من حيوانات ونباتات بشكل غير مدروس من قبل الإنسان قد يؤدي إلى إنهاء حياة الكائنات الحية الباقية واستنفادِها، أو من الممكن جعلها مهددة للانقراض. إزالة الغابات: إنّ إزالة الغابات سبب مباشر للانقراض وفقدان التنوع البيولوجي، إذ يُفقد ما يقدر بنحو 18 مليون من الغابات كل عام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قطع الأشجار والممارسات البشرية الأخرى، مما يؤدي إلى تدمير النظم الإيكولوجية التي تعتمد عليها أنواع كثيرة من الكائنات الحيّة. الصّيد الجائر: يسهم الصيد الجائر إسهامًا كبيرًا في فقدان التنوع البيولوجي، مما يؤدى إلى فقدان أو انقراض العديد من الكائنات الحية على مدار مئات السنين.

فقدان التنوع البيولوجي pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

التنوع البيولوجي PPT

لتحميل الملف اضغط هنا

 

السابق
عقوبة القيادة بدون رخصة في السعودية 2020
التالي
250+ اسماء اولاد 2021 جديدة ستقع بحبها عند معرفة معانيها

اترك تعليقاً