تنمية بشرية

تعريف وقت الفراغ

تعريف وقت الفراغ

وقت الفراغ هو الوقت الخاص الذي يستطيع الإنسان فيه عمل ما يرغب به دون الالتزام بعمل ما، وهو الوقت الحر الأنسب للاسترخاء والاستمتاع بكلّ دقيقة بعيداً عن أعباء الحياة ومسؤولياتها، ولكن من الضروري أيضاً استغلاله بطريقة مثلى وعدم تضييعه هدراً، حيث إنّ عدم تنظيم الوقت سيجعله دون جدوى وبلا قيمة ودون هدف.

يُعرّف وقت الفراغ بأنّه الابتعاد عن القيام بالأعمال الإجباريّة، وهو عبارة عن وقت خالٍ من واجبات ومسؤوليات العمل، وقد تحدّث القدماء أمثال أرسطو وأفلاطون عن أهميّة استغلال أوقات الفراغ، ومن الجدير بالذكر أنّه وبالرغم من أنّ هذا المصطلح شائع إلّا أنّ البعض يواجه مشكلة في فهم وإدراك معناه، وذلك لصعوبة إيجاد مصطلح أو مُسمّى دقيق، ومعقول للأمور الترفيهية وغير الترفيهية في أوقات الفراغ، بالإضافة إلى ذلك يصعب وضع تعريف مُحدّد لأوقات الفراغ بحدّ ذاتها.
كما يمكن تعريف وقت الفراغ بأنّه الوقت الخاص الذي يستطيع الإنسان فيه عمل ما يرغب به دون الالتزام بعمل ما، وهو الوقت الحر الأنسب للاسترخاء والاستمتاع بكلّ دقيقة بعيداً عن أعباء الحياة ومسؤولياتها، ولكن من الضروري أيضاً استغلاله بطريقة مثلى وعدم تضييعه هدراً، حيث إنّ عدم تنظيم الوقت سيجعله دون جدوى وبلا قيمة ودون هدف.

أمّا عن تعريف وقت الفراغ حسب اللجنة الاقتصادية لأوروبا فقد نشرت اللجنة الاقتصادية عام 2013م مبادئ توجيهية لتنسيق استقصاءات استخدام الوقت، وتمّ تعريف وقت الفراغ بأنّه الوقت الذي يقضيه الفرد في أنشطة مثل العمل التطوعي، والاجتماعات، ومساعدة الأسر، والتواصل الاجتماعي، والترفيه، والرياضة، والأنشطة في الهواء الطلق، والهوايات، والألعاب، والقراءة، ومشاهدة التلفاز، والراحة أو عدم القيام بشيء.

تعريف وقت الفراغ مهارات حياتية

هو الوقت المتبقي لدى الفرد بعد انتهائه من دراسته أو اعمله او اية اعمال أخرى أو مسؤوليات أخرى تتطلبها حياته اليومية . الترويح : نشاط اختياري ممتع للفرد يمارس في أوقات الفراغ مقبول من الأسرة ويتوافق مع قيم المجتمع ويسهم في بناء الفرد وتنميه .

أهمية وقت الفراغ

  1. تنمية الذات ووضع الأهداف المُتجددة يُتيح وقت الفراغ فرصةً ذهبيّةً للمرء للتعلم والتخطيط والتفكير في المُستقبل والأهداف الأخرى الشخصيّة بعيداً عن واجباته الوظيفية، أو المدرسيّة، أو الاجتماعيّة التي يجب عليه الالتزام بها، فهذا الوقت ملكٌ له، يُمكنه من خلاله تعلّم مهارات جديدة، أو ممارسة هواية يُفضّلها، أو التفكير والإبداع وإطلاق العنان لخياله؛ لابتكار أشياء جديدة وتطبيقها، أو عمل شيءٍ آخر يجني منه المزيد من المال ويُضاعف رصيده، كصنع حرف يدويّة مُفيدة يبيعها ويحصل على ثمنها، كما ويُمكنه استغلاله للترفيه والمتعة أيضاً كاللعب على جهاز الكمبيوتر، واستكشاف مواقع جديدة، والغوص في بحور العلم الواسعة والقراءة، وتعلّم اللغات، والتصفّح على شبكة الإنترنت؛ لتنمية ثقافته، وتطوير شخصيّته وتقوية نقاط ضعفه، لكن يُنصح بالموازنة والتنظيم، واستغلال هذا الوقت بطريقةٍ صحيحة تضمن تطوير مهاراته الشخصيّة جنباً إلى جنب مع المهارات الأخرى التي قد تخدمه في حياته العمليّة والاجتماعيّة أيضاً؛ ليكون وقته مُثمراً وهادفاً من جميع الجوانب، فيرى آثاره ونتائجه الإيجابيّة الملموسة عند العودة لحياته وروتينه، ويسعد ويفخر بما قدمه لنفسه.
  2. ممارسة التمارين الرياضيّة واتباع نمط حياةٍ صحيّ قد لا يجد المرء الوقت الكافي للاعتناء بنفسه وبصحته البدنيّة؛ بسبب تراكم المسؤوليات والواجبات عليه، فيُهملها قليلاً، كأن لا يتناول وجباته الصحيّة المُدعّمة بالغذاء المتوازن، ولا يُمارس الأنشطة الرياضيّة التي تُعزز لياقته البدنيّة وصحته الجسديّة، ولا ينام وقتاً كافيّاً، لكن بوجود وقت فراغٍ مفتوح يُمكنه الاهتمام بنفسه أكثر، فيتناول الوجبات الرئيسية الصحيّة، ويُمارس مُختلف التمارين الرياضيّة المُفيدة والبسيطة، ومنها: المشي، أو الجريّ، او السباحة، وركوب الخيل، وغيرها من الرياضات المسليّة والصحيّة في نفس الوقت، كما يترك وقتاً يأخذ به قسط من الراحة ويسترخي وينام بهدوءٍ واطمئنان.
  3. الجلوس والاستمتاع مع العائلة يحتاج جميع أفراد العائلة بمُختلف فئاتهم العمريّة لقضاء وقتٍ ممتع والجلوس معاً والاطمئنان على بعضهم، وتبادل النقاشات والحوارات المُسليّة سويّاً، حيث إن العائلة من أثمن ممتلكات المرء التي لا يُمكن الاستغناء عنها، كما أن هُنالك العديد من الفوائد التي يجنيها من هذا الوقت،
  4. تحسين الصحة البدنية حيث إن هُنالك ما يُعرف بالعلاج الترفيهي، الذي يُعتبر أحد أجزاء برامج تأهيل المرضى النفسيين أو مرضى الإدمان، أو الأطفال المُعرّضين للضغوطات النفسيّة المُختلفة، وغيرها من الأشخاص الآخرين الذين يحتاجون فرصةً لحب الحياة وأكثر والاستمتاع بها، وذلك من خلال تعزيز صحتهم النفسية وإدراج أنشطة ترفيهية هادفة ومُمتعة في برنامجهم اليومي؛ لإخراجهم من حالتهم الصعبة وإدارة الإجهاد والقلق المؤثر عليهم، وتحويل أجواء الاكتئاب المُسيطرة عليهم لأجواء أكثر مرحاً وبهجةً وحُباً للحياة وتقبلاً لها.
  5. الترفيه والاستجمام والتخلّص من الضغوطات اليوميّة حيث إن دمج الأنشطة الترفيهية الممتعة التي يلجأ لها المرء في وقت الفراغ يُساعده على استثمار وقته وجعل جدوله اليوميّ مُفيداً، إضافةً لتعزيز صحته الجسديّة والنفسيّة خاصةً عندما يُمارس نشاطاته الهادئة في الهواء الطلق كالتنزّه وزيارة بعض الأماكن الترفيهيّة التي تُساعده على التحكم في انفعالاته أكثر، وتخلصه من الاكتئاب والملل، وتحد من التوتر والضغط الشديد الذي يعيشه بشكلٍ مُستمر؛ بسبب جدوله المُزدحم بالمهام والواجبات والمسؤوليات المُختلفة، كما تُحفّز العواطف الداخليّة الدافئة كتلك التي تربطه بأسرته وبعلاقاته الخاصة فيتفرغ له ويُشاركهم الوقت الممتع ويشعر بوجود مساحة شخصيّة تُمكنه من التعبير عمّا يشعر به بهدوء دون تفكير بما يتنظره من مهامٍ لاحقة قد تُشتت انتباهه وتُربكه وتفقده القدرة على المُصارحة والتحدث بأريحيةٍ أكثر.

فوائد وقت الفراغ

من أصعب المهمات التي قد نواجهها هي تخصيص وقت لممارسة نشاطات تشعرنا بالراحة والإسترخاء. قراءة رواية, لعب كرة المضرب, الحمام الساخن أو قضاء نصف ساعة من الوقت في التأمل, كل هذه الفعاليات قد تبدو لنا أنانية. إلا أن ممارسة هذه النشاطات الممتعة قد تعيد الفرح إلى حياتك وتساعدك في التخلص من التوتر.

مستويات وقت الفراغ

مستويات المشاركة في وقت الفراغ:

  1. أنشطة ابتكارية.
  2. أنشطة ايجابية.
  3. أنشطة وجدانية.
  4. أنشطة سلبية.
  5. أنشطة تلحق الأذي بالفرد.
  6. أنشطة تلحق الأذي بالمجتمع .

أنواع وقت الفراغ

  1. فراغ النعمة:هو الذي لا يحتاج صاحبه أن يستغله في طلب المعايش فيشغله بالعمل الصالح لخير الدنيا والآخرة وهو الممدوح شرعاً
  2. فراغ مذموم:وهو الذي لا يستغل في العمل الصالح ولا في رضا الله وهو المعروف عرفاً بأنه مشكلة وهو الذي نقصد علاجه وهذه أنواعه
  3. فراغ القلب:القلوب عندما تفرغ من الخير والصلاح يعمرها الهوى وتفسدها الشهوة والتقليد لأهل الجهل والضلال،وقد يوصل لعمى القلب عن الحق، حتى لا يشاهده كما لا يشاهد الأعمى المرئيات يقول تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}،العقول إذا اكتملت اكتمل اغتنام الزمان، وتمّ إدراك شرفه، وإن من عرف قيمة الزمان لا يكون إلا صاحب قصدٍ واعتدال في أموره كلها، وصاحب العقل الغير كامل لا يدري أن التوسع في المطاعم سبب النوم، وأن الشّبَع يعمي القلبَ ويُهزل البدن ويضعفه، فتراه لا يتناول منها حاجته التي تقيم صلبه بل يفرط ويفرط، ويكونَ ذلك أكبر مسعاه وغاية مناه ومنتهى أمله.{إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ}
  4. فراغ النفس:النفس إن لم تُشغل من صاحبها بالحق والخير شغلته بالباطل والشر, ففراغها من الصلاح وما فيه رضا الله يكون وبال عظيم ينشأ عنه المفاسد والشرور الدينية والدنيوية، ويتسبب في تسلّط الشيطان بالوساوس الفاسدة التي ينشأ عنها كثير من الانحرافات والمعاصي،والفراغ النفسي ليس قاصراً على أصحاب الحياة السهلة التي يَكْتَنِفُها القُعُودُ والهُمُودُ والتواني والجُمُودُ بل هو مشكلة فئات أخرى كثيرة يجمعها هَجَر العلم والمَحَابِر، وطوي الأقلام والدفاتر، والانطلاق في العَبَث والبَطَالة واللهو والعَطَالَة، وجعل الليل سَهَرًا، والنهارَ نومًا، وتُمَزّيق الزمانَ النفيسَ باللهو والعصيان، والجلوس أمام شبكات المعلومات، والقضاء على شريف الدقائق بالتفَنُّن في الملاهي والبوائق لملئً فراغهم القاتل،الفراغ تلك النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وهو خلو الوقت من الشواغل وما يَتَنَغّصُ به العيش، وتتكدّر به الحياة، فإذا امتنّ الله على عبده بذلك فلم يقطع وقته وسُوَيْعات عمره مؤدّيًا شكر هذه النعمة بإنفاقها فيما يَصْلُح به شأنه، ويعلو به قدره، ويكثر به خيره، ويسعد به مجتمعه، وتقوى به أمته، بل كان ممن يصرف وقته، ويقطع زمانه لهوًا ولعبًا وعبثًا ومجونًا وإسفافًا وتعلّقًا بالأدنى ورضًا بالخَسِيس، وركونًا إلى القبيح من القول والعمل، فأضاع الوقت الثمين والزمان الشريف سُدَى، غُبِنَ هنالك غَبْنًا فاحشًا لا مجال لرفعه والخلاصِ من آثاره ودل ذلك على أن صاحبه في فراغ نفسي من الثمين النافع لأن المسلم الكيس الواعي الذي سلاحه استقامته بصلاحه يغتنم وقته الذي يمكنه من تزكية نفسه {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} أما من فرغت نفسه من الأعمال التي ترضي الله عليه فهذا الذي دنسها ولم يتفاعل مع الشريعة في توجيهه إلى طلب صلاح نفسه من الله بقول {اللهم آت نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها}
  5. فراغ الوقت:فراغ الوقت منه ما كان فراغ كامل كفراغ المتقاعدين من العمل الذين لا يشغلون أوقاتهم بأي عمل وكذا حال الشباب ممن يتولى الأنفاق عليهم من أهليهم في أوقات إجازاتهم الصيفية،ومنه ما هو فراغ جزئي كفراغ بعض الشباب في أيام الدراسة ممن يتولى الأنفاق عليهم من أهليهم ولا يشغلون أوقاتهم بمتابعة الدروس ومذاكرتها وكذا الفراغ الذي يجده البعض بعد انتهاء وقت الدوام،هذا المجال من وقت الفراغ عندما لا يستغل في عمل صالح يرضي به الله وينفعه في أخراه فإنه يكون وبال عليه ونقمة،قال علي بين أبي طالب رضي الله عنه: (ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل).قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله)).
  6. فراغ الأهداف الجادة:الفراغ من الأهداف الجادة لذي جعل من الشباب وفي مراحل تعليمهم من لا يحدد له هدف يسعى لتحقيقه ولا يهتم بأن يكون له دور في الحياة أصلاً هذا الفراغ تولّد من الدّعة والتّرف والمُيُوعة والارتماء على قارعةِ الأرصِفة والطّرقات والمقاهي والشّوارع والتسكُّع في الأسواقِ ، وترك الحبل على الغارب في مشاهدةِ سموم وعَفَن الفضائيّات والاطّلاع على فضائح وقبائِح شبكاتِ المعلومات دون حسيبٍ ولا رقيب، سواءٌ الفتيان والفتيات، وغيابُ الرّقابة الأسريّة عن هذا السّلوك المشين والله عزّ وجلّ يقول: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } [التحريم:6]
  7. فراغ القيم والمبادئ:الفراغ من القيم والمبادئ الذي تولد من الجري وراء شعاراتِ التقليد والتبعيّة بدعوى الحريّة والمدنيّة، واللّهث خلفَ سراب انفتاحٍ غير منضبط وعولمةٍ ثقافيّة مفضوحة مع غياب الرّقابة الأسريّة،{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)}

خصائص وقت الفراغ

  1. . التحرر من الواجبات والالتزامات التنظيمية .
  2. خلو وقت الفراغ من أية منفعة مادية أو أيديولوجية .
  3.  تميز أنشطة وقت الفراغ بالمتعة واللذة .
  4.  يغلب على الفراغ الصفة الشخصية .

سلبيات وقت الفراغ

تتعدّد الآثار السّلبية والأضرار الصحيّة المُترتّبة على صحّة الفرد على المدى البعيد نتيجة عدم استغلال وقت الفراغ، وهي:

  1. الإصابة بمُشكلة زيادة الوزن أو ما يُسمّى بالسّمنة.
  2. الإصابة بمشاكل وأمراض القلب.
  3. ارتفاع ضغط الدم.
  4. ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
  5. الجلطات.
  6. ارتفاع الشّعور بالقلق والاكتئاب.

تعريف وقت الفراغ pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

السابق
مفهوم نموذج التركيز على المهام
التالي
مفهوم التدخل المهني

اترك تعليقاً