تنمية بشرية

كيف تصبح سريع البديهة ؟

يحتاج الإنسان إلى الكثير من المهارات و القدرات لكي يستطيع  النجاح في حياته ،و تكوين علاقات اجتماعية ناجحة ،و تعتبر سرعة البديهة واحدة من هذه المهارات ،و تملك أهمية كبيرة بالنسبة للكثير من الأفراد كونها تساعدهم على مواجهة الكثير من المشكلات ،و تفادي الوقوع في مواقف محرجة ،و خلال السطور التالية لهذه المقالة سوف نتعرف على أفضل الطرق التي يمكن للفرد الإعتماد عليها حتى يصبح سريع البديهة.

معنى سريع البديهة

تُعرف البديهة في اللغة على أنّها السّداد في الرّأي عند المفاجأة، والإنسان صاحب البديهة هو الذي يفهم ما يُقال له من المرة الأولى، وسرعة البديهة هي سرعة الشّخص في التّفكير والإدراك، وتتضمن سرعة البديهة نقل الواقع الملموس بسرعةٍ إلى الدّماغ، والقدرة على الرّبط بشكلٍ سريع بين المعلومات السّابقة والواقع الملموس، وكذلك القدرة على اتّخاذ قرار مناسب بشكل سريع.

كيف تصبح سريع البديهة ؟

  1. محاولة تنمية القدرات العقلية و اللغوية .. يمكن للفرد أن يقوم بتنمية قدراته العقلية و اللغوية من خلال القراءة ،و الثقف ،و اكتساب حصيلة كبيرة من المعلومات ،و ذلك لأن القراءة تعد غذاء العقل بالإضافة لذلك يمكنه أن يحرص على تناول المأكولات ،و المشروبات التي تزيد قوة ذاكرته ،و ممارسة التمارين الرياضية بأنتظام ،و الحرص على لعب الألعاب الذهنية كونها تزيد قوة الملاحظة عند الفرد ،و تجعله أكثر تركيزاً في أدق التفاصيل .
  2. المحافظة على هدوء الأعصاب .. بالطبع العصبية الزائدة ،و الإنفعال تجعل الفرد غير قادر على التفكير بشكل سريع ،و لكن محافظة الفرد على هدوئه تزيد قوة تركيزه ،و تزيد أيضاً ثقته بنفسه ،و هذا ما يعينه على التصدي للعديد من المشكلات ،و المواقف التي تعترض طريقه .
  3.  محاولة اكتساب المزيد من الخبرات .. بالطبع لايستطيع الفرد أن يصبح سريع البديهة دون أن يتدرب ،و يواجه الكثير من المواقف ،و يحاول الإستفادة من خبرات الأشخاص المحطين به ،و بالطبع أبرز ما يساعد الفرد على أن يصبح سريع البهدية حرصه على تكوين صداقات ناجحة مع الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء شديد فهذا يزيد حماسه ،و قدرته على أن يصبح مثلهم .
  4.  تنمية قدرة الفرد على الحوار و التواصل .. يجب أن يحاول الفرد تنمية مهاراته اللغوية ،و قدرته على التحدث مع بلباقة شديدة ،و تجنب الوقوع في أخطاء ،و كيفية اختيار الألفاظ المناسبة ،و المعاني الواضحة التي تعيين الآخرين على فهم ما تقوم بشرحه ،و التعرف على آداب الحوار ،و التي من أبرزها عدم مقاطعة أحاديث الآخرين ،و الإستماع بأهتمام إلى من يتحدث ،و غير ذلك  .

علامات سرعة البديهة

  1. نحولة الجسم، إذ أثبتت الدراسات العلمية أن الأشخاص الذين يتمتعون بمقاس خصرٍ أقل يتميّزون بأن لديهم قوةً معرفيةً أكبر، وذكاءً حاداً أكثر من غيرهم، بحيث إنّ هناك ارتباطاً واضحاً بين كتلة الجسم ومعدل الذكاء.
  2. كثرة الأسئلة، والاستفسار الدائم عن كل شيء، والرغبة في معرفة الإجابات عن جميع التساؤلات ونقاط الاستفهام، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات، والوصول إلى عمق المواضيع وعدم الاكتفاء بالنظرة السطحية.
  3. كثرة الكلام المُرفق بالمعلومات الغزيرة، وليس المقصود الثرثرة الفارغة، وإنّما كثرة الكلام الهادف، الغنيّ بالمواضيع المهمة، والمليء بالكلمات القوية، والتمتّع بأسلوب خطاب قوي ومقنع. الفضول الكبير تجاه الأشياء، والرغبة في إشباع هذا الفضول.
  4. تجنّب الخوض في جدالاتٍ عقيمة، أو الوقوف في بؤرة صراع لا توجد منه أيّة فائدة، وتجنّب قضاء الكثير من الوقت في نقاشات تافهة وسطحية وليست لها أي فائدةٍ في الحياة.
  5. سرعة البديهة، والرد القوي والسريع على أي استفسارٍ، أو انتقادٍ أو سؤالٍ، وقول الكلمات المناسبة دائماً.
  6. الثقة العالية بالنفس والقدرات الشخصية.
  7. قلة ساعات النوم، والإصابة بالأرق في معظم الأحيان، وذلك بسبب النشاط الزائد للعقل؛ إذ إنّ أصحاب الذكاء الحاد يتميّزون بنشاطٍ عقلي قوي حتى أثناء نومهم، لذلك لا يستطيعون النوم بعمق.
  8. الحركة الكثيرة، وعدم القدرة على الجلوس المتواصل لساعاتٍ طويلةٍ في مكانٍ واحد، وعدم الرغبة بالتقيّد بأي شيء.
  9. التمرّد على الروتين والعادات والأشياء، وعدم السير في الخط نفسه الذي يسير عليه الآخرون، وإيجاد نهج خاص به وحده ومختلف عن نهج الآخرين، لأنه لا يحب التقليد أبداً.
  10. إحراز درجات أكثر من مئة في اختبارات الذكاء الدولية؛ إذ إنّ متوسّطي الذكاء في العادة يحرزون علامة مئة، أمّا من يحرز علامات أكثر فهو شخص يمتلك ذكاءً حاداً.
  11. القدرة الحادة على الاستيعاب والحفظ والفهم، والتمتع بقدرةٍ كبيرةٍ على التحليل والتركيب والإدراك.
  12. التشكيك في بعض الحقائق، والتفريق بين المنطق واللامنطق، وعدم تصديق أي شيء إلا بعد التأكّد منه.

كيف تكون سريع البديهة وطليق اللسان

  1. اقرأ بشكل مستمر؛ فالقراءة تعلّم العديد من المصطلحات والألفاظ والمواقف، حيث بإمكانك قراءة أقوال ومواقف الحكماء والأنبياء.
  2. كن اجتماعياً، وتحدّث مع الجميع وتعرّف عليهم أكثر، وعلى هواياتهم، وأسلوبهم في الحديث؛ فهذا كلّه سيجعلك شخصاً متحدثاً، وسيُكسبك المزيد من الخبرة.
  3. صاحب الحكماء من الناس؛ فالحكيم يعرف جيداً متى يبدأ في الحديث، وكيف يُديره ومتى يصمت، وفي حديثه عبرة وحكمة، وابتعد عن أصحاب الأحاديث التافهة؛ فهم يتفوّهون بألفاظ بشعة منفّرة تُبعد الناس عنك.
  4. تحدّث بصوت متوسّط؛ بحيث لا يكون عالياً فيزعج المستمعين، ولا منخفضاً فيشعرهم بالملل.
  5. فرّق بين أحاديث العمل، والأصدقاء والمجتمع؛ فأحاديث العمل غالباً ما تكون جادّة، ولا يمكنك إلقاء النكات فيها، وأحاديث الأصدقاء يغلب عليها المرح.
  6. كن مرناً حتى تستطيع فعل أي شيء تريده بسهولة، وتستطيع أيضاً أن تكون سريع بديهة، وقادراً على الردّ على أي حدث مفاجئ تتعرّض له، ويعتبر الهدوء الوسيلة الأفضل للوصول إلى هذه الصفة، فالشخص الهادئ قادر على التركيز، والتفكير، والردّ أكثر من الشخص العصبيّ المتسرّع.
  7. ثق بنفسك ولا تتردد؛ فأنت قادر على فعل أي شيء تريده وجذب الآخرين إليك.
  8. استمع إلى الموسيقى الهادئة؛ فهي تهدّئ النفس، وتساهم في تعزيز التفكير الجيد، وتسريع البديهة.
  9. تحلّى بعادات نوم صحّية وسليمة؛ فكثرة النوم تسبب الغفلة والنسيان، وكثرة السهر تسبب فقدان التركيز، إذ إنّ الإنسان البالغ يحتاج إلى سبع ساعات نوم ليلاً، وساعة واحدة أو أقل قيلولة.
  10. تدرّب على مهارة الحديث أمام المرآة، ولاحظ متى تتلعثم أو متى تُصيبك التأتأة، وصححها مع التدريب يومياً.
  11. قرر التركيز تماماً فيما يقوله الآخرون بعيداً عن الشرود والسرحان.
  12. انضم إلى دورات لتعزيز التركيز والشخصية، ولزيادة الثقة بالنفس؛ فكلّها تؤدي إلى أداء أفضل.

تمارين سرعة البديهة

  1. ارسموا رقم 8 بإبهامكم مدوا ذراعكم إلى الأمام مع رفع الإبهام للأعلى على شكل “لايك” الفيسبوكي، ثم ارسموا رقم 8 عدة مرات، ثم استمروا بالحركة نفسها مع تقريب الذراع وإبعادها، ثم زيادة سرعة الحركة وتبطيئها.
  2. تمرين القلم …
  3. كرة اليد …
  4. كرة المضرب مع الجدار …
  5. مراوغة الكرة …
  6. طاردوا بالون هواء في المنزل .

أمثلة على سرعة البديهة

– ومن دهاة العرب وأذكيائهم، إياس بن معاوية (القاضي)، الذي قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان يضرب به المثل في الذكاء والدهاء والسؤدد والعقل، وقال الزركلي في الأعلام، أحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء، يضرب المثل بذكائه وزكنه، يقال: أزكن من إياس، والزّكَن حُسْنُ الفِراسَة، قيل له ما فيك عيب إلا أنّك معجب بنفسك؟ قال: أيعجبكم ما أقول؟..

قالوا: نعم قال: فأنا أحق أنْ أعجب به، ودخل مدينة واسط، فقال لأهلها، من أول يوم عرفت خياركم من شراركم؟ قالوا: كيف؟ قال: معنا قوم خيار ألفُوا فيكم قوماً، وقوم شرار ألِفُوا قوماً، فعرفت قومكم من هذا العمل: الخيار مع الخيار، والأشرار مع الأشرار.

وكان يتعلّم في صغره عند راهب في صومعته فقال الراهب للأطفال: كيف يقول نبيكم إنّ أهل الجنة، لا يبولون ولا يتغوطون، مع كثرة أكلهم وشربهم، فسكتوا ولم يجيبوا على هذه الشبهة، فاستأذن إياس وهو أصغرهم بالجواب، قائلاً للراهب: كم تأكل في اليوم وكم تشرب؟ فذكر له، فقال: هل كل ذلك يخرج منك؟ قال: لا ولكن بعضه الضار بالجسم، قال: فكذلك أهل الجنة، طعامهم وشرابهم لا ضرر فيه، والزائد يخرج على هيئة عرق وجُشاء، كريح المسك.

فقال الراهب: أخرجوه من مدرستنا، فإنّه شيطان من شياطين العرب.. وكان يمشي يوماً مع نَفرٍ من أصحابه، وفي منعطف الطريق، خرج عليهم فجأة ثلاث نساء فجفلْنَ.. فقال لأصحابه فوراً: واحدة مُرْضع، والأخرى حامل والثالثة بِكْرٌ. فقالوا: كيف عرفت؟ قال: لما رأيننا فجأة فَزِعْنَ، فوضعت كلّ واحدة، يدها على أعز شيء يهمها، فالمرضع يدها على ثديها، والحامل على البطن، والبكر وضعتها على أسفل البطن.

فلما سألوا: جاءهم الخبر كما ذكر لهم إياس.

– والشاعر أبو تمام وهو من أصل رومي، ووالده خباز في ديار الشام، كان مشهوراً بالذكاء، ويعتبر مع جودة شعره ممن جدّد في الشعر العربي، واهتم بدلالات اللغة، فقيل له: مالك تقول ما لا يُفهم؟ فأجاب قائلاً: ما لكم لا تفهمون ما أقول؟ وقد وصفه الكاتبون عنه: بأنه ذكي الطبع، حاضر البديهة، قوي الذاكرة، قيل إنه يحفظ (14) أربعة عشر ألف أرجوزة، غير القصائد والمقطوعات، وكدليل على سُرعة بديهته وذكائه، وسرعة خاطره، أنّه قد مدح الخليفة العباسي المعتصم، في قصيدته السينيّة، ولما وصل إلى هذا البيت:

إقدام عمرو في سماحة حاتم

في حلم أحنف في ذكاء إياس

قال الكندي الفيلسوف وكان حاضراً، بقصد الإنقاص من قدر أبي تمام: الخليفة فوق من وصفت، وما زدت على أن شبهته بأجلاف العرب، فأطرق أبو تمام، ثم قال على البديهة:

لا تنكروا ضربي له من دونه

مثلاً شروداً في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره

مثلاً من المشكاة والنبراس

ولما كانت العادة أنْ تؤْخذ القصيدة من الشاعر، بعد إلقائها، وكانت مطوية في يده اليسرى أثناء الإلقاء، لم يجدوا هذين البيتين فيها.

فعجبوا من ذكائه، وسرعة بديهيته، وهما أجود ما في القصيدة، فقال الفيلسوف الكندي، لأمير المؤمنين المعتصم: مَهْما طلب فأعطه، فإنّ فكره يأكل جسمه، كما يأكل السيف المهند غمده، ولا يعيش كثيراً.

ومما يلاحظ، في سير ذوي الذكاء الحاد، أنّ كثيراً منهم، لا يعمر طويلاً، ويتفرّسون ذلك في الآخرين، كما جاء عن أبي العلاء المعري، وما قال عن ذلك الغلام الذكي، وعن المتنبي وأبي تمام، وما قيل عنهما، وهل صحيح أن الذكاء الحاد، والنباهة القوية، لها دور في ذلك؟ هذا ما نأمل من ذوي الاختصاص: طبياً ونفسياً، الإجابة عليه؛ إذْ الوقائع في السير، تثبت شيئاً من ذلك.

اختبار سرعة البديهة

للقيام بالاختبار اضغط هنا

كتاب سرعة البديهة

لتحميل الكتاب اضغط هنا

سرعة البديهة pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

السابق
كم باقي على حساب المواطن 1442 أكتوبر 2020 وما هي طريقة التسجيل والأوراق المطلوبة
التالي
رقم شركة الكهرباء الاعطال وأهم شركات الكهرباء في مصر

اترك تعليقاً