تنمية بشرية

النقد الذاتي و أهدافه

نقد الذاتي يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للإنسان فهو يساعده على تصحيح المسار ،و الإنحرافات ،و مواجهة أخطائه بشجاعة شديدة ،و تجنب تكرارها مرة آخرى.

النقد الذاتي و أهدافه

 المقصود بالنقد الذاتي: قصد بالتفكير الذاتي أنه قيام الفرد بالتفكير بدقة شديدة في جميع صفاته أفكاره ،و سلوكه ،و ذلك من أجل الوقوف على النقاط السلبية الموجودة في شخصيته و من ثم البدء في فتح باب المناقشة بينه ،و بين من حوله في هذه النقاط السلبية ،و محاولة إيجاد حلول لها أو يبدأ الفرد بنفسه إصلاح سلبياته شيئاً فشيئاً ،و ذلك من أجل تصحيح أخطائه ،و تجنب تكرارها ،و الجدير بالذكر أن مفهوم النقد الذاتي لا يقتصر على الفرد فقط بل يمتد في الوقت الحالي إلى المنشأت ،و الشركات ،و ذلك من أجل تصحيح الإنحرافات و تقليل الأخطاء ،و الخسائر للحد الأدنى ،و في السياسة نجد أن بعض الأحزاب تقوم بتخصيص مجموعة من الجلسات للنقد ،و تقوم خلالها بفتح باب النقاش حول ما توصلوا إليه من إنجازات ،و ما وقعوا به من أخطاء ،و هل ما فعلوه يتماشى مع أهداف الحزب أم ،و بالطبع عندما يتوصلوا إلى وجود أخطاء لن يتهاونوا في عقاب المقصرين ،و الأشخاص الذين تسببوا غيها بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى القيام بفصل الأعضاء الذي قاموا بأرتكاب أخطاء أضرت بمصلحة الحزب ،و كانت الفلسفة قد أوضحت ما يدور حول مفهوم النقد الذاتي حيث أشارت إلى أن النقد الذاتي يعتبر عنصر هام من عناصر سلامة عقل الفرد يسعى تلك العمصر إلى تأسيس شخصية تفكر بأساليب جيدة لكي تحارب أخطائها و تتخلص منها .

أهداف النقد الذاتي

  1.  تهيئة الإنسان لتقبل انتقادات الآخرين و احترامها .
  2.  تعود الفرد على أن الخطأ وراد و لايوجد هناك شخص معصوم منه .
  3.  تنمية قدرة الإنسان على اكتشاف ما به من سلبيات ،و محاولة اصلاحها .
  4.  تدعيم ثقة الإنسان بداته ،و قدراته و أنه قادر على تصحيح أخطائه .
  5. محاربة الغرور الذي يعاني منه بعض الأشخاص و الذي يقودهم بالطبع إلى الفشل .
  6.  امتلاك الإنسان القدرة على أن يقوم بمحاسبه نفسه على ما قامه به من أطاء دون أن ينتظر حساب الآخرين له .
  7.  التخلص من الأفكار السلبية ،و عدم السماح بتنفيذها أو أن يترك الإنسان لها الفرصة لتسيطر عليه .
  8.  اكتساب ثقة الآخرين .

النقد الذاتي والموضوعي

تُعبِّر الموضوعية عن إدراك الأشياء على ما هي عليه دون أن يشوبها أهواء أو مصالح أو تحيزات، أي تستند الأحكام إلى النظر إلى الحقائق على أساس العقل، وبعبارة أخرى تعني الموضوعية الإيمان بأن لموضوعات المعرفة وجودًا ماديًا خارجيًا في الواقع، وأن الذهن يستطيع أن يصل إلى إدراك الحقيقة الواقعية القائمة بذاتها (مستقلة عن النفس المدركة) إدراكًا كاملاً. وعلى الجانب الآخر، كلمة الذاتيّ تعني الفردي، أي ما يخص شخصًا واحدًا، فإن وُصِف شخص بأن تفكيره ذاتي فهذا يعني أنه اعتاد أن يجعل أحكامه مبنية على شعوره وذوقه، ويُطلق لفظ ذاتيّ توسُّعًا على ما كان مصدره الفكر وليس الواقع.

ويعتبر الذاتيّ في الميتافيزيقا رد كل وجود إلى الذات، والاعتداد بالفكر وحده، أما الموضوعيّ فهو رد كل الوجود إلى الموضوع المبدأ الواحد المتجاوز للذات. أما في نظرية المعرفة، فإن الذاتية تعني أن التفرقة بين الحقيقة والوهم لا تقوم على أساس موضوعيّ، فهي مجرد اعتبارات ذاتية، وليس ثمة حقيقة مطلقة، أما الموضوعية فترى إمكانية التفرقة. وفي علم الأخلاق، تذهب الذاتية إلى أن مقياس الخير والشر إنما يقوم على اعتبارات شخصية؛ إذ لا توجد معيارية متجاوزة، أما الموضوعية فترى إمكانية الوصول إلى معيارية. وفي عالم الجمال، تذهب الذاتية إلى أن الأحكام الجمالية مسألة ذوق، أما الموضوعية فتحاول أن تصل إلى قواعد عامة يمكن عن طريقها التمييز بين الجميل والقبيح.

وترتبط إشكالية الموضوعية والذاتية بالمفارقة بين الظاهرة الطبيعة والظاهرة الإنسانية. فقد طغت التصوُّرات المادية التي تُوحّد بين الظاهرتين في الفلسفة الغربية، ويعود إسهام علماء مثل وليام ديلتاي (1833 – 1911) إلى محاولة التنبيه إلى أن ثمة فارقًا جوهريًا بين الظاهرة الطبيعية والظاهرة الإنسانية، فقد أكد أن معرفة الإنسان من خلال الملاحظة البرّانية، وتبادل المعلومات الموضوعية المادية عنه أمر غير ممكن؛ فهو كائن ذو قصد، أي أن سلوكه تحدده دوافع إنسانية جُوَّانية (معنى – ضمير – إحساس بالذنب – رموز – ذكريات الطفولة – تأمل في العقل) وبالتالي فهناك مناهج مختلفة لدراسة كلتا الظاهرتين. وقد قام ديلتاي بنقل مصطلح الهرمنيوطيقا – وهي مشتقة من الكلمة اليونانية “Hermeneuin” بمعني يُفسِّر أو يوضِّح – من علم اللاهوت – حيث كان يقصد بها ذلك الجزء من الدراسات اللاهوتية المعنى بتأويل النصوص الدينية بطريقة خيالية ورمزية تبعد عن المعنى الحرفي المباشر، وتحاول اكتشاف المعاني الحقيقية والخفية وراء النصوص المقدسة- إلى الفلسفة والعلوم الإنسانية، حيث استخدمه للإشارة إلى المناهج الخاصة بالبحث في المؤسسات الإنسانية، والسلوك الإنساني باعتباره سلوكاً تحدده دوافع إنسانية جُوَّانية يصعب شرحها عن طريق مناهج العلوم الطبيعية.

تعريف النقد الموضوعي

النقد الموضوعي هو النقد الذي يصدر عن دراسة وتمحيص ،ويلتزم الناقد فيه منهجاً معين , ويطبق القواعد الذي أتفق عليها عدد من النقاد ويحكم ذوقه وعقله وثقافة الفنية والعامة في آن واحد, يستسلم لميوله الخاصة , ولايتحيز ويدعم أحكامه بالحجج والبراهين.

أهمية النقد

  1.  يعتمد الإنسان على النقد الذاتي في تغير سماته الشخصية ،و مسار حياته إلى الأفضل .
  2. يتعرف الإنسان من خلاله على السمات السلبية الموجودة في شخصيته ،و من ثم يحاول اصلاحها .
  3.  ينقل الإنسان من الكسل ،و العزوف عن العمل إلى النجاح ،و محاولة تحقيق أخلامه .
  4. يقوم الفرد بتذكير نفسه بالقيم ،و المبادئ الطيبة التي ترفع من شأنه .
  5. يعد النقد الذاتي وسيلة جيدة للزعماء ،و الحكام يستفادوا منها في تصحيح أخطائهم .
  6.  النقد الذاتي يقود المجتمعات إلى التغيير و الإنتقال من مرحلة الكساد إلى الرخاء .
  7.  يسهم في تعديل السياسات الخاطئة التي تقوم عليها عدد من الشركات و المصالح الحكومية و غير الحكومية ،و تصحيح مسار العمل بها .

أنواع النقد

  1.  النقد السياقي
  2.  النقد بالقواعد
  3.  النقد الانطباعي
  4. النقد ألقصدي
  5.  النقد الباطني.

النقد والنقد الذاتي في حزب البعث

ان هذا  المبدأ هو روح وجوهر الديمقراطية المركزية. ومن خلال تطبيقه في حياة الحزب والحزبيين, يتمكن الحزب باستمرار من تكريس كل القيم الايجابية في حياته , والحفاظ على نقائه, وتطوير نفسه, وتحسين اساليب عمله , وتجاوز كافة الاخطاء, والسلبيات ونفيها من حياته .

ان مبدأ النقد والنقد الذاتي يعتبر اساس قوة اي حزب , لا يستطيع ان يعيش بدونه ويمارس دوره وينجز المهام  المطلوبة منه . ان تطبيق هذا المبدأ هو الذي يسمح باكتشاف الاخطاء, ورؤية النواقص, والعمل على تلافيها واستئصالها, ويسمح كذلك بملاحظة الجوانب السلبية والأساليب الضار ة , والاستعاضة عنها بأساليب جديدة صحية ومناسبة.

ان تطبيق هذا المبدأ يتيح  احلال الاساليب والعلاقات الحزبية الصحيحة والموضوعية , بديلا عن الاساليب والعلاقات الشخصية , وكافة الظواهر المرضية, وما لا ينسجم مع مبادئه وبرامجه وسياسته  ومقررات مؤتمراته, ونظامه الداخلي.

ان الحزب الثوري هو القادر على ممارسة النقد والنقد الذاتي , والذي لا يخشى التحدث عن نقاط ضعفه, وتجاوزها, والتعلم منها. ان حزبنا وهو يؤكد على اهمية الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي , فانه في الوقت ذاته يرفض ان تتحولا الى نوع من التسيب والفوضى وفقدان الشعور بالمسؤولية, وعدم المبالاة, وان يتحول بالتالي عن مبدئيته , فتضيع هويته, و يضعف دوره او ينتهي . ان التهرب من النقد والنقد الذاتي يؤدي الى تراكم الاخطاء, وشل فعالية الحزب ونضاليته وأضعاف دوره وبنفس الوقت يضعف ثقة الحزبين بحزبهم وثقة الجماهير به, مما يؤدي الى ضعفه وتفكيكه وسقوطه.

ان مبدأ النقد والنقد الذاتي يمكن الاحزاب ان تنمو وتتطور, لأنه  يتيح المراقبة والمراجعة الدائمة لمسيرة الحزب, التي تعتبراهم شروط دفعه الى الامام , ولانها تؤكد حيوية الحزب وقدرته على معرفة نقاط ضعفه وتحسين اساليب عمله ونشاطه وزيادة فعاليته وتدعيم دوره, بتوثيق صلته بالجماهير ومصارحتها باستمرار بالحقيقة . ان نقد الحزب لأخطائه امام القواعد وأمام الجماهير هو علامة قوة وصحة وحيوية , ويجعل الجماهير تنظر اليه نظرة ثقة واحترام عندما  ينقد نفسه, يصارحها بصدق بنجاحاته وأخطائه مبينا اسبابها وعواملها المختلفة , من أجل ان يعلمها ويتعلم منها, وليكون قادر ا على توعيتها وتعبئتها وتنظيمها وقيادتها قيادة قائمة على الثقة والاقتناع الواعي الحر.

ان كل فرد معرض للخطأ , وبالتالي فان  الهيئات والمؤسسات المشكلة من الافراد  معرضة للخطأ ايضا, لان قراراتها هي محصلة اراء اعضائها من الافراد وهذا ايضا ينطبق على الاحزاب, وهذا أمر لا يعيبها ما دام الحزب قادرا على التصحيح الذي يتم برؤية الاخطاء ودراسة اسبابها  وتجاوزها والاستفادة منها.

ان تصفية الأخطاء والظواهر  السلبية لا تتم بمجرد ابداء الاستياء, والاحتجاج , والنقد غير المسؤول وإطلاق الشعارات جزافا , لكن ذلك يتم بالنقد المسؤول والهادف , وبالعمل  الايجابي والواعي وبسيادة جو الحوار والديمقراطية .

ان كل فرد معرض للخطأ , وكذلك الهيئات والمؤسسات لان قراراتها  محضلة لأراء الافراد الاعضاء فيها, وهذا ينطبق على الاحزاب. ان الخطأ بحد ذاته لا يشكل خطرا على حياة الحزب, ولكن الخطر يكمن في اغفاله وتركه يستفحل وبالتالي يفتك ويخرب. ان المهم حين نواجه خطا وظاهر سلبية هو الموقف الذي نتخذه ازاءها وان العبرة هي في مواجهة الخطأ ومعالجته والقدرة على تجاوزه.

ان الحزب يؤكد على ان الاساس الصحيح لمعالجة الاخطاء والظواهر السلبية هو بالمزيد من ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي واعتباره قضية حيوية يتعلق به وبصحة تطبيقه مستقبل الحزب , واتجاه تطوره ومصيره . ان هذه القضية هي قضية الحزب كله. من قمته الى قاعدته ’ كل هيئاته ومنظماته وأعضائه مطالبون بوعي هذا المبدأ وتطبقيه في حياتهم الحزبية.

أمثال وحكم عن النقد الذاتيِّ

  1. النقد تفسير خاطئ ومعكوس: ينبغي أن تتم القراءة من أجل فهم الذات، لا من أجل فهم الآخر
  2. عندما يكون الإنسان كثير النقد ، يكون في الحقيقة يعبر عن مخاوفه وشعوره بالنقص
  3. إن جزءًا أصيلًا في كل طرح، وفي كل نظام عظيم، يكمن في قبوله للمراجعة، والنقد والإنماء والتغيير.
  4. أي حكومة لديها الرغبة الصادقة في الإصلاح والتقدم يجب أن تفهم فائدة النقد الموضوعي والبناء.
  5. يجب على أي حكومة لديها رغبة صادقة في الإصلاح والتقدم أن تفهم فائدة النقد الموضوعي والبنّاء.

النقد الذاتي pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

النقد والنقد الذاتي PDF

لتحميل الملف اضغط هنا

السابق
ما هي معوقات الاتصال ؟
التالي
التنمية الاجتماعية و أهدافها

اترك تعليقاً