أسماء افلام فلسفية عميقة

دليل أجمل افلام فلسفية عميقة بإمكانها أن تغير حياتك تماماً بمجرد مشاهدتها سنتطرق في بحر لبعض هذه الأفلام وقصصها المميزة، فالسينما ليست وسيلة للترفيه فقط بل هي وسيلة للتعبير عن الأفكار والآراء ومناقشة القضايا الصعبة والمسكوت عنها.

أشهر افلام فلسفية عميقة

إن السينما العالمية مليئة بأفلام هامة تناقش قضايا فلسفية عميقة، فعلى  الرغم من انتشار الأفلام الكوميدية و أفلام الحركة والأبطال الخارقين بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة إلا أن الأفلام الفلسفية ما زال لها مكانة وجمهور كبير بين رواد السينما.

إليك أهم الأفلام الفلسفية العميقة التي يجب عليك مشاهدتها:

فيلم Eternal Sunshine of the Spotless Mind

من الصعب تخيل فنان كوميدي مثل جيم كاري يقوم بمثل هذا الدور الجدي في مثل هذا الفيلم المثير والغريب من نوعه، يحكي الفيلم قصة البطل جيم كاري وحبيبته كيت وينسلت بطريقة مغلوطة وغير مرتبه. لكنك في النهاية ستتمكن من فك التشابك وفهم القصة والمغزي وراء هذا الفيلم.

يدور أحداث الفيلم عن حبيبين يمران بتقلبات عاطفية شديدة بسبب طبيعتهم المختلفة تماماً عن بعضهم فالبطل شخص خجول وغير اجتماعي بطبعه بينما البطلة منفتحة وجريئة وتبحث باستمرار عن الجديد في حياتها. بعد الانفصال يقرر كلاً منهما الذهاب إلى عيادة طبيب لإزالة الأخر من ذاكرته بشكل كامل.

تقوم البطلة “كليمنتين” بمسح حبيبها السابق وتدخل في علاقة مع شاب من العاملين بالعيادة دون أن تعي ذلك، أما جيم كاري فيقرر في لحظة غضب أن يفعل المثل ويقوم بإزالتها من ذاكرته هي أيضاً، لكنه يتراجع في منتصف العملية ويرغب في توقيفها بعد أن يعي قيمه هذه الذكريات في عقله.

تتشابك أحداث الفيلم والذي يناقش اكثر بكثير من مجرد قصة الحبيبين فهو جدال بين النسيان والذاكرة وقيمة الذكريات في حياة الإنسان، والصراع بين الماضي والرغبة في المضي قدماً كل هذه الأفكار تدور في رأس أبطال القصة وفي رأسنا أيضاً حين نشاهدها.

فيلم Mr. Nobody

هل تساءلت يوماً في اختياراتك ومدي تأثيرها عليك مستقبلك؟ حسنا لقد قام صناع هذا الفيلم بطرح نفس التساؤل الأبدي هل كانت حياتي ستختلف إذا اتخذت هذا الطريق دون غيره؟ لكن الفرق أن نيمو بطل الفيلم استطاع بالفعل أن يخوض هذه التجربة ويجرب طريق مختلف في كل مرة.

ونتعلم من الفيلم أن اختياراتنا لا تؤثر علينا فقط بل تؤثر في المحيطين بنا أيضاً، ونجد أن البطل في كمل مرة يقوم باتخاذ اختيار مختلف عن الاختيار السابق يواجه مخاطر ومواقف مختلفة كما يمر بلحظات سعادة ونجاح أيضاً.

في النهاية يصل إلى أن حياة الإنسان لا تحتوي على لحظات السعادة أو الشقاء فقط، بل هي مزيج بين الاثنان، وأن كل حياة نقوم باختيارها لابد وان نتقبل كافة نتائجها الجميل منها والقبيح.

فيلم Melancholia

بداية من اسم الفيلم الغامض إلى أجوائه المحبطة وأحداثه المتكررة تجد نفسك وسط حالة من الاكتئاب الذي يتحدث عنه الفيلم ببراعة، فقصة الفيلم تدور حول هذا الفتاة التي تعاني من الاكتئاب وأهم أحداث حياتها وهي الزواج والميلاد والموت كلها في دائرة غير منتهية.

هذا الفيلم لا يعد الأول الذي يناقش الاكتئاب لكنه بالتأكيد استطاع أن يصوره بصورة أدق من غيره من الأفلام السابقة، حيث تتقبل الفتاة كل هذه الأحداث والتغيرات بحالة شديدة من التجهم وانعدام المبالاة التي تجعلك تشعر وكأنك تعاني من نفس هذا المرض.

هذا الفيلم يناقش مشاعر الإنسان حتي حين لا يشعر الإنسان بوجوده شخصياً، البعض يتهم الفيلم بالغموض وربما يكون الفيلم صعب فهمه حيث انه يفتقد لوجود الحبكة الدرامية المعتادة للأفلام لكن هذا لا يعني أنه فيلم لا يستحق المشاهدة بل هو فيلم من نوع مختلف.

فيلم Heaven is for real

قد يبدو هذا الفيلم من الوهلة الأولي مجرد فيلم بسيط يناقش قصة فتي مر بتجربة قريبة من الموت وحكي عنها، لكن الأمر أعمق من هذا بكثير. فالفيلم يناقش قضية الإيمان والإلحاد التي تشغل العالم من خلال قصة هذا الفتي الحقيقية.

أحداث الفيلم تدور في احدي القري الصغيرة والتي تقيم فيها أسرة الفتي ذو الأربعة سنوات، والذي يمر بوعكة صحيه يدخل على أثرها المشفي ليخضع لعملية جراحية معقدة، في نفس الوقت تطلب الأسرة من الأصدقاء والأهل جميعاً الدعاء للطفل بالشفاء.

أثناء العملية يتوقف قلب الطفل ويضطرون لإعادته للحياة مرة آخري، وحين يستيقظ يحكي عن هذه اللحظات التي كان قلبه متوقف بها وأنه شاهد المسيح ورأي أسرته وهي تبكي وتدعي بشفائه كما أنه قام بوصف تفاصيل يعج أي شخص عن تبريرها سوي أنه كان بالفعل يراهم.

القصة خلقت بلبلة كبيرة في هذا المجتمع الصغير وجعلت الأسرة موضع للسخرية، لكن الحقيقة أن هذه القصة هي أختبار للإيمان الحقيقي الذي يحمله الفرد في قلبه، فالفيلم أهميته تتعدي قصة الفتي الصغير ورؤية الإله بل هي قصة تحكي عن المعركة الأزلية بين الإيمان والتصديق.

في النهاية إن الأفلام الفلسفية لم تصنع لتبكينا أو لتضحكنا لدقائق، ولم تصنع كذلك لحل مشكلاتنا المستعصية، بل هي وسيلة لشحذ التفكير وعرض مشكلات فكرية حقيقية تدور في عقولنا جميعاً ولا نقدر على طرحها.