الطبيعة

ما هي الكثبان الهلالية

ما هي الكثبان الهلالية

الكَثِيبُ الرملي (جمع كثبان ) في الجغرافيا الطبيعية، هي كتل من الرمال تحركها الرياح ثم تلقيها هنا … وتعدّ الكثبان الهلالية الأكثر خطورة وتأثيراً على البيئة والزراعة والمرافق العامة, مع الصعوبة البالغة في تثبيتها بالوسائل الحيوية

الكثبان الرملية

هو عبارة عن تجمُّع ضخمٌ من الرّمال، تقوم الرياح بتحريكه ونقله من مكان لآخر، حيث يكثُر تواجدهُ في المناطق الصحراويّة، كما أنّه يُغطّي مساحات واسعة وكبيرة من سطح الأرض، وقد تكون هذه الكثبان طويلة وضيّقة ومن المُمكن أن تأخذ شكلَ الهلال. يُشير الكثبان إلى أنّه أيُّ تراكمٍ رمليٍّ على شكل تلٍّ أو مجموعة من التّلال، حيث نتج هذا التراكم بواسطة الرياح وتحت تأثير الجاذبيّة الأرضيّة، كما أنّها قد تُشبهُ الكثبان الموجودة تحت سطح الأرض على كلٍّ من مصبات الأنهار والمد والجزر إضافةً إلى الأمواج الرمليّة. أمّا عن أماكن تجمُّع الكثبان الرمليّة فمن المُمكن أن يتمّ العثور عليّها في أي مكان قد تساقطت عليّه الحبيبات الرمليّة في الصحارى وعلى الشواطئ، هذا ومن المُمكن أن تتواجد في بعض الحقول الزراعيّة التي قد تكون متآكلة أو مهجورة خاصةً في المناطق شبه القاحلة، كما أنّها قد تتواجد في المناطق غير الرمليّة كالدائرة القطبيّة. قد تكون الكثبان الرمليّة مُتجانسة أو غير مُتجانسة، يميل لونها إلى الأصفر الفاتح؛ نظراً لاحتوائها على معدن الكوارتز وعدم احتوائها على المعادن العضويّة، وقد تظهر باللون البني المُحمرّ؛ وذلك لوجود أكاسيد الحديد فيها. هذا وقد تتفاوت الكثبان الرمليّة في صفاتها وارتفاعها، حيث إنّها قد تتّصف بالطول أو الضيق، إضافةً إلى احتوائها على ثلاث قمم أو أكثر، وبالنسبة لارتفاعها فمن المُمكن أن يصل إلى نحو ثلاثمئة متر، أمّا تسميّتُها فقد تتغيّر بالاعتماد على المساحات التي تُغطيّها فمثلاً يُمكن تسمية الكثبان مُتراميّة الأطراف بحقول الكثبان، أمّا المناطق الواسعة والتي تكون مُغطاة بالكثبان الرمليّة فقد تُسمّى ببحار الرّمال. تحتوي الكثبان الرمليّة على نسبة مُتوسطة قد تصل لحوالي 60% من حبيبات الرمال، في حين تكون النسب المُتبقيّة عبارة عن خليط من حبيبات السلت، إضافةً إلى جزء من البقايا العضويّة. أنواع الكثبان الرمليّة: الكثبان الهلاليّة: يمكن تسميّتها بالبرخانات، هلاليّة الشكل، تحتوي على ذراعين يُشير كل منهما إلى اتّجاه الرياح السائدة في المنطقة، كما أنّ هذا النوع يُعدّ من أخطر أنواع الكثبان الرمليّة، حيث يؤثّر على البيئة والزراعة والمرافق العامة، هذا وقد تزداد خطورته نظراً لصعوبة تثبيتهِ بمختلف الوسائل الحيويّة سائدة الاستخدام. أمّا بالنسبة للنباتات فلا تستطيع النّموّ والعيش على مثل هذا النوع من الكثبان؛ حيث يتم طمرها أو تكشُّف جذورها واقتلاعها؛ نظراً لحركة الرياح المُستمرّة فيها إضافةً إلى انتقال الكثبان الرملية من مكانها إلى مكان آخر، ونتيجةً لهذه الحركة المُستمرّة تفقد النباتات رطوبتها وبالتالي لا ينمو الغطاء النباتيّ. الكثبان القوسيّة: لها هلال مُتطاول، ومن المُمكن تشبيهها بحافر الفرس، حيث يُشير هذا الحافر إلى اتّجاه الرياح التي تنتشر في منطقة مُحدّدة. الكثبان السيفيّة: وهي كثبان طوليّة أو عروق، لها شكل طولانيّ يمتاز بارتفاع شاهق وعالي يصل إلى مئات الكيلو مترات ومن الأمثلة على هذا النوع كثبان الصحراء الكبرى. الكثبان الهرميّة: تتكوّن تحت تأثير الرياح مُتعدّدة الاتّجاهات، يُعدّ هذا النوع أقل الانواع خطراً على البيئة. تكوين الكثبان الرمليّة: تنمو الكثبان الرمليّة عن طريق دمجها بكثبان أصغر منّها، حيث يعتمد حجمها النهائيّ على سُمك طبقات الغلاف الجويّ الدُنيا، وتبدأ هذه الكثبان عند سطح الأرض ويتم من خلالها إعادة تدوير للحرارة، هذا وقد يتراوح سمك الطبقات الحراريّة هذه إلى مئات الياردات الموجودة بالقرب من المُحيطات وصولاً إلى المناطق الداخليّة الموجودة فوق الصحارى. يتم تكوين الكُثبان الرمليّة بواسطة ظواهر يتم تسميتها بالجسيمات، التي تتحوّل لتُصبح مُكوّنة من نفس المادة، حيث تنتقل جزيئات الرمال مُكعبة الشكل من الفضاء ثلاثيّ الأبعاد حتى تصل إلى السطح ثنائيّ الأبعاد للكثبان الرمليّة، إضافةً إلى أنّ داخل الكثبان الرمليّة يحتوي على مساحات كبيرة تنتقل فيها تلك المُكعبات الرمليّة. يتصرّف الجزء الداخليّ للكثبان الرمليّة كانّه مصنوعاً من مجموعة مجالات مُستقلّة صغيرة، حيث إنّهُ يتصرّف بشكل يُشبهُ السوائل، ممّا يجعل كلّاً من الرياح والرطوبة والتغيُّرات الحراريّة تتداخل لتقرع حبوب الكثبان الرمليّة الحرة غير المُتصلة بحبوب أخرى؛ ونتيجةً لتركيبها الديناميكي والثابت ترتفع هذه الكثبان لأعلى حتى تصل إلى الزاوية التي يتمّ فيها تكوينها بشكل كامل.

الكثبان الساحلية

في الجغرافيا الطبيعية ، الكثبان الرملية هي تلة من الرمل السائب مبنية على العمليات الإيولية (الرياح) أو تدفق المياه. تحدث الكثبان الرملية في أشكال وأحجام مختلفة ، تتشكل عن طريق التفاعل مع تدفق الهواء أو الماء. معظم أنواع الكثبان الرملية أطول على الجانب (التدفقات الصاعدة) المرتفعة ، حيث يتم دفع الرمال إلى أعلى الكثبان الرملية ، ويكون لها “وجه زلق” أقصر في الجانب الفاصل. ويطلق على الوادي أو حوض بين الكثبان والركود. “حقل الكثبان الرملية” أو إرج هو منطقة تغطيها الكثبان الرملية الواسعة.
تحدث الكثبان الرملية في بعض الصحاري وعلى طول بعض السواحل. تحتوي بعض المناطق الساحلية على مجموعة أو أكثر من الكثبان الرملية التي تعمل بالتوازي مع الخط الساحلي مباشرة من الشاطئ. في معظم الحالات ، تعد الكثبان الرملية مهمة في حماية الأرض من الخراب المحتمل بسبب موجات العواصف من البحر. على الرغم من أن الكثبان الأكثر توزيعًا على نطاق واسع هي تلك المرتبطة بالمناطق الساحلية ، إلا أن أكبر مجمعات الكثبان الرملية موجودة في المناطق الجافة وترتبط ببحيرات أو بحيرات قديمة. يمكن أن تتشكل الكثبان الرملية تحت تأثير تدفق المياه (العمليات الفلورية) ، وعلى الرمل أو الحصى في الأنهار ومصبات الأنهار وقاع البحر.
الكلمة الحديثة “الكثيب” جاءت إلى اللغة الإنجليزية من الفرنسية ج. 1790 ، والذي بدوره جاء من دين الأوسط الهولندية.
الكثبان الرملية الناشئة على الساحل. اعتمادًا على قوة الرياح ، قد يحدث ارتفاعًا يصل إلى 20 إلى 50 مترًا فوق مستوى سطح البحر فوق الهضبة. هناك أشكال من الكثبان الرملية (Kujukurihama) بالتوازي مع الخط الساحلي ، وهو صف متعامد على الخط الساحلي (Shichiri Nagahama) ، وهو شكل برغاني حدوة حصان. سهل نيجاتا على جانب بحر اليابان ، وسهول شوناي ، والكثبان الرملية في الجزء الأمامي من سهل توتوري.

فوائد واضرار الكثبان الرملية فى شبه جزيرة سيناء

الكثبان الرملية تؤثر على التنمية والحياة فى سيناء.. دراسة تقدر مساحتها بحوالي 12200 كم2.. ومحافظة شمال سيناء تعد خريطة تحدد مواقعها للتعامل معها

صدى البلد

تمثل الكثبان الرملية إحدى المشاكل الأساسية التى تعوق تنمية وتطوير أجزاء كثيرة من سيناء، بما تسببه من تأثير على الطرق والتربة الزراعية وسد مجرى مصارف المياه.

ومع اقتراب موسم الشتاء، تستعد محافظة شمال سيناء لمواجهة ظاهرة حركة الكثبان الرملية التي باتت تهدد المشروعات الزراعية والمنشآت العامة والخاصة، علاوة على إغلاق الطرق وعزل القرى عن بعضها، بسبب تراكم الرمال على الطرق الرئيسية والإقليمية نتيجة سرعة الرياح.

وقال محمد غانم، من مركز الحسنة بوسط سيناء، إن الرياح تتسبب في انقطاع أجزاء من أسلاك شبكات الكهرباء، الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن قرى المنطقة، إلى جانب إغلاق الطرق، وهذا يؤدي ذلك إلى وقف حركة سير العربات.

وقال حسين إبراهيم، من الشيخ زويد، إن الرياح تؤثر كثيرا على الزراعات أسفل الأنفاق البلاستيكية، خاصة أغطية المزارع، والتي تكبد المزارعين خسائر فادحة . بسبب تلف البلاستيك وكذلك الزراعات بسبب شدة هبوب الرياح.

وقال المهندس عبد الله الحجاوي، رئيس جمعية حماية البيئة بشمال سيناء، إنها تتسبب فى إعاقة الحركة على عدد من الطرق والمحاور الرئيسية، مثل الطريق الدولي العريش – القنطرة شرق، والطريق الأوسط (الإسماعيلية-العريش) والجزء الشمالى من طريق بئر العبد جفجافة، وطرق متعددة بوسط سيناء.

هذا بالإضافة إلى تأثيرها المدمر على التربة الزراعية فى وادي العريش، وكذلك النخيل وآبار المياه فى مناطق أخرى، كما أنها تهدد أجزاءً من الأراضي التى سوف تروى بمياه ترعة السلام، خاصة فى بئر العبد ورابعة، كذلك تؤثر الكثبان على مجرى الترعة نفسها والطرق والمصارف والإنشاءات الأخرى الخاصة بالمشروع.

وفي رسالة دكتوراه في الأراضي للباحث مصطفى محمد قطب محمد خضر، عين شمس، لزراعة الأراضي عام 2000 م، أكد أن الكثبان الرملية فى شبه جزيرة سيناء تشغل مساحة تقدر بحوالي 12200 كم2 وتتركز فى الجزء الشمالى من شبه الجزيرة، حيث تكون بحرا من الرمال يتكون فيه سلاسل من الكثبان الطويلة والهلالية والمستعرضة وأحيانا النجمية .

وأرجع سبب تواجد الكثبان الرملية فى سيناء إلى عدة عوامل أهمها تعدد مصادر الرمال التى تشمل طبقات الحجر الرملى النوبى وترسيبات “الميوسينة والدلتا القديمة والوديان الحديثة”، وكذلك المناطق الشاطئية للبحر المتوسط.

ويقول اللواء محمد شوشة، محافظ شمال سيناء، إن المحافظة أعدت خريطة تحدد مواقع نشاط الكثبان الرملية للتعامل معها أثناء موسم الشتاء، إلى جانب تنفيذ خطة لإزالة الكثبان الرملية التي تزحف لتغلق الطرق التي تربط القرى معا في وسط سيناء وبئر العبد والشيخ زويد، وذلك برفعها باستخدام المعدات الثقيلة، مع الاستفادة من الرمال في خدمة المزارع الجديدة وكذلك تغطية بعض هذه المواقع بالتربة الطينية، بمساهمة رجال الأعمال وكبار المزارعين، لتلافي آثار حركة الرمال مع توفير معدات ثقيلة لدى مديرية الطرق ومجالس المدن.

فوائد الكثبان الرملية

الكثبان الرملية

تحظى محافظة الوادي الجديد بالغرود والكثبان الرملية التي تغطي معظم مساحتها حيث ترسم بطبيعتها لوحات فنية كهيئة الأمواج المتحركة علي سطح الكثبان وسط الصحراء التي تحيط بالمحافظة من كافة الجوانب.

يقول محمد أبو عبيد صاحب إحدى الشركات السياحية ومشرف رحلات سفاري إن الكثبان الرملية تحتل مساحات شاسعة بالمحافظة وناجمة بفعل هبوب الرياح التي تنشط علي مدار فصول السنة وتقوم بنقل الرمال وتجميعها في أماكن تسمى بالغرود الرملية.

وأوضح “ابو عبيد ” أن المحافظة يحيط بها 3 بحار رملية ممتدة بطول الجنوب الغربي من الصحراء الغربية وتمر بمحاذاة الحدود المصرية الليبية، ما بين الجلف الكبير وواحة سيوة، وهي عبارة عن منطقة كثبان رملية ناعمة، يبلغ عرضها 200 كم، ويمتد منها لسان عرضه 150 كم، من جنوب سيوة، حتى واحة جالو في ليبيا، وتعتبر هذه المساحة الشاسعه من الكثبان معظمها يصنف مواقع لسياحة السفاري البيئية حيث تمتاز بوجود أمواج الكثبان الرملية التي تعمل بطبيعتها علي جذب الوفود السياحية العربية والاوروبية من مختلف الجنسيات.

يقول احمد زيدان أحد المعالجين بالدفن بالرمال إنه يتعامل مع الغرود والكثبان الرملية منذ عدة سنوات حسب طبيعة عمله كمعالج بيئي بالدفن في الرمال , إن أمواج الكثبان الرملية تكونت نتيجة عوامل التجوية والتعرية وعوامل مناخية مختلفة من خلال عمليات النحت، والنقل، والترسيب, وبالتالي يتجمع الرمل السائب على سطح الأرض فى شكل كومة ذات قمة حلزونية بسبب هبوب الرياح المتواصلة ما يؤدى إلى تكوين أمواج رملية بأقطار متساوية توحي لمن يشاهدها علي بعد كأنها أمواج حقيقية وسط الصحراء.

وأكد الجيولوجي ولاء السليني أن أمواج الكثبان الرملية تكونت بفعل النوًات الهوائية نتيجة تفكيك الصخور وتفتيتها إلى حبيبات رملية مختلفة الحجم والشكل , لافتًا الي أن الأمواج الرملية تتكون في المناطق ذات المنشأ الصحراوي التي تنشط فيها الرياح بصفة مستمرة.

وأشار الي أن عدم اهتمام المسئولين بمناطق الغرود والكثبان الرملية أدي الي تهميشها سياحيًا وإقتصاديًا ويجب علي الحكومة طرح تلك المناطق للاستثمار السياحي وحينها ستكون مناطق الغرود والكثبان الرملية من أهم وأغني المناطق إقتصاديا , فضلا عن توفير فرص عمل والحد من البطالة.

من جانبه أكد خالد حسن مدير هيئة تنشيط السياحة الإقليمية بالمحافظة , أن تلك الغرود الرملية تعد ثروة طبيعية ومصدرا أساسيا لسياحة السفاري فضلا عن المصادر الطبيعية والموارد المائية الهامة والمناظر السياحية الخلابة التي تحتضنها الغرود الرملية وسط الصحراء وتحتاج للعديد من الأبحاث والدراسات والتي لم يسع أحد من المسئولين المعنيين بذات الشأن ,حتي الآن لتقييمها وكيفية استثمارها علي النحو الأمثل.

أوضح حسن أن معظم الرحلات السياحية التي تقصد الوادي الجديد, تستهوي سياحة السفاري في أمواج الكثبان الرملية بالصحراء ومعظمها من الجنسيات الايطالية والالمانية حيث لا تخلو منطقة الكثبان من سياح تلك البلدين علي مدار العام.

وطالب مدير هيئة تنشيط السياحة المسؤولين بالوزارة والمعنيين بالسياحة بضرورة الاهتمام بمناطق الكثبان الرملية كونها ثروة قومية مهدرة ووضعها علي الخريطة السياحية للاستفادة منها علي المستوى المحلي والإقليمي.

الكثبان الرملية ثروة مهدرة وسط صحراء الوادي الجديد.. مقصد لسياحة السفاري وثروة قومية حال استغلالها ..صور

الكثبان الرملية في الصحراء الغربية

إن الصحراء الغربية هي، في الأصل، هضبة صخرية مستوية، غير أن جانباً كبيراً من اتساعها الهائل غطته الرمال التي تنقلها الرياح، فتكوَّن بحر الرمال المصري، الذي هو جزء من أحد أضخم المساحات المغطاة بالرمال، في العالم. ويمتد هذا البحر الرملي العظيم من الحدود الليبية إلى الغرب من واحة سيوة، متخذاً وجهة عامةً إلى الجنوب، ملامساً واحتي الفرافرة والداخلة، في الشرق؛ منتهياً بجلف كبير، في أقصى نقطة بالجنوب.

إن كثبان الرمال، التي تغطي جزءاً كبيراً من الصحراء الغربية، تتخذ عدة أشكال؛ كما تتنوع تكويناتها، تبعاً لأنظمة الرياح، ومدى توفر الرمال؛ ففي الشمال، تكون الغلبة للكثبان الطولية، التي تُعرف محلياً باسم ( السيف )، أو ( العرق )؛ أما في الجنوب، فالأكثر شيوعاً هي كثبان ( البرشان )، أو الكثبان الهلالية. وقد تتخذ الكثبان أشكالاً أخرى، فتكون على هيئة شبكة من الخطوط المتوازية المتموجة؛ ولكنها أشكال أقل انتشاراً. وتتحرك الكثبان بمعدلات شبه ثابتة، ويحدد اتجاه حركتها الرياح السائدة؛ وذلك ما يجعل أصابع بحر الرمال العظيم، في أقصى الجنوب، تبدو متحفزةً للانقضـاض على الأودية، في جلف كبير.

وفي أعلب الأحيان، يتخلل الكثبان ذات التشكيل الطولي، أو السيوف، وديان بينية، تتهيَّــأ فيها ظروف الحياة لوفرة من النباتات والحيوانات. ولا يحدث ذلك، بنفس الدرجة من الكثرة، في حالة الكثبان المتحركة، فتكون أقل غنىً بالحياة البرية. ومن نباتات وديان الكثبان، ( الغردق ) أو ( عنب الديب )؛ و ( الأرطة )؛ و ( طَـرفـة ) أو ( حطب أحمر )؛ وتترسب حولها الرمال، فتصنع روابي صغيرة تحيط بها، فتسدي بذلك صنيعاً للتنوع الأحيائي في هذا الموئل الطبيعي، إذ تكون بمثابة الموطئ للحيوانات والطيور.

ويعيش في هذا المدى المتسع من الصحراء القاحلة تجمُّــعٌ من الحيوانات التي ألفت وارتضت العيش في غياب الماء، الذي تحصل علي الكفاف منه في طعامها. ثم إن كثيراً من هذه الحيوانات استعان بأدوات وسلوكيات، أضافها لتكوينه الأصلي، لتستقيم حياته في الجو القائظ، وليتحرك كما يشاء فوق الرمال الناعمة.

ومن زواحف هذه المنطقة، ( الحية القرعاء )، وهي من ثعابين الرمال، ولا توجد إلا في هذه البيئة؛ ويخلط البعض بينها وبين الأفراد التي فقدت قرونها من ( الحية المقرنة )؛ وثمة زاحفٌ واطــنٌ آخر، هو ( السقنقر )، ويقال له أيضاً ( سمكة الرمال )، وذلك بإيحـاء من حركته بين الرمال، التي تحاكي السباحة.

ولا تخلو هذه الرمال القاحلة من طيور، إذ يقطن بالمنطقة عدد منها؛ وأهمها ( القُبُّــرة ذات القوس )، واسمها المحلي ( مكاء )، أو ( أبو خميرة )؛ وتتميز عن غيرها من مجموعة القبرات بمنقارها المقوس، ومنه حملت اسم ( ذات القوس )، وأيضاً بأسلوب طيرانها الاستعراضي الخاص بها.

كما يعيش بالمنطقة نوع من الغزلان، هو الغزال الأبيـــض، وهو نادر الوجود، ويأكل النباتات المتوفرة هناك ( عنب الديب، و شوك الديب، أو حار ). ويسكن المنطقة، أيضاً، ذلك الحيوان الذي يجذب الأنظار، وهو ( ثعلب الفنك )، الذي هو واحد من أقدر الحيوانات اللاحمة على التوافق مع ظروف الصحراء، في العالم، إذ يحفر لنفسه جحراً عميقاً، يقيه إلى حد كبير حرارة النهار؛ كما أنه يصبر على العطش، ويقال أنه اللاحم الصحراوي الوحيد الذي يمكنه مواصلة الحياة بلا مـــاء.

وتنفرد الصحراء الغربية بظاهرة طبيعية فريدة، وعلى درجة من الغرابة، وموطنها – تحديداً – الجنوب الغربي من بحر الرمال العظيم، إلى الشمال مباشرةً من ( الجلف الكبير ). والاسم الشائع لهذه الظاهرة، هو ( زجاج صحراء ليبيا الرملي )، حيث يوجد هذا الزجاج بالمنطقة على شكل قطع لونها أخضر شاحب، وقد تكون بلون القشدة؛ وبعضها شفاف والآخر كامد؛ وتتفاوت هذه القطع الزجاجية في الوزن، من جرامات قليلة، إلى سبعة أو ثمانية كيلوجرامات. ويمكن العثور على هذه القطع الزجاجية الجميلة بين الكثبان الرملية؛ وهي من صنع الطبيعة؛ وقد فشلت الدراسات التي تناولتها، على مدار معظم سنوات القرن العشرين، في الكشف عن طبيعتها وطريقة تكونها. وقد شهد العام 1998 الكشف عن حقيقة الجعران الأخضر/ الليموني العملاق، واسطة العقد في صدارية الاحتفاليات المطرَّزة بالجواهر، الخاصة بالملك ( توت عنخ آمون )؛ وكان المعتقد، فيما سبق، أنها من العقيق الأبيض، حتى كان ذلك العام، الذي تبين فيه أنها من ( زجاج صحراء ليبيا الرملي ).

Banner

كيف تتكون الكثبان الرملية

عندما تضعف قوة الـرياح، تتساقط حمولتها من الرمال متجمعة فوق بعضها وتتراكم عادة على الجانب المواجه لاتجاه الرياح ، وقد يتبقى بعضها في أعالي الكثيب ، ويتدحـرج بعضها الآخر على الجانب المظاهر للـرياح ، وتتشكل عملية تدحرج ذرات الرمال وتزحلقها بفعل الجاذبية الأرضية، وبالتالي تعمل الرياح على تسوية الجانب المواجه لهبوبها، في حين يراوح انحدار الجانب المظاهر بين 20 إلى 30 درجة، وعلى ذلك، فإن أول مراحل تكوين الكثيب تجمع الرواسب على الجانب المواجه للرياح أكثر منه فوق الجانب المظاهر لها. وبالتالي يزداد ارتفاع الكثيب تدريجياً.

وفي المرحلة الثانية، تنحدر الرمال من أعالي الكثيب بفعل الجاذبية الأرضية تحت أقدام الجانب المظاهر لاتجاه الرياح، وتكون انحداراً شديداً، إذا ما قورن بدرجة انحدار السطح المواجه لاتجاه الرياح. وفي المرحلة الثالثة، يظهر الاختلاف واضحاً بين كل من الانحدار البسيط المواجه للرياح والانحدار الشديد المظاهر لها، إذ تتجمع الرمال على الجانب الأول وفوق أعاليه، وتنحدر تدريجياً بفعل الجاذبية على الجانب الآخر، الذي يتميز بتأثره بفعل الدوامات الهوائية، (التيارات العكسية، التي تُسهم بدورها في ارتكاز بعض حبيبات الرمال فوق قمة الكثيب، وتحول دون هبوطها تحت أقدام الانحدار المظاهر لاتجاه الرياح). ثم إن الرياح تساعد على تكوين فجوة عميقة في ظهر الانحدار، وبذلك يبدو الأخير على شكل مقعر، ويكتسب لنفسه ذراعين طويلين يمتدان مع اتجاه الرياح، كما يوضح .

وتعمل الرياح على زحزحة جانبي الكثيب بدرجة أسرع منها بالنسبة للقسم الأوسط منه، ومن ثم يتخذ الكثيف شكلاً هلالياً، يُعرف باسم الكثيب الهلالي أو البرخان ، كما توضح ، ويتكون هذا النوع من الكثبان في المناطق، التي تتميز بهبوب الرياح في اتجاهات محددة ثابتة.

وتتميز أسطح هذه الكثبان بتموجات ظاهرية تشبه تعاريج الأمواج على خط الساحل، وهي تدل على أثر حركة الرياح فوق أسطح الكثيب وتُعرف بعلامات حركة الرياح ، أمّا إذا اختلف اتجاه الرياح من فصل إلى آخر فلا يُساعد ذلك على تكوين الكثبان الهلالية، بل كثيراً ما تبدو التراكمات الرملية متقاطعة مع اتجاه الرياح في زوايا مختلفة، كما قد تظهر كذلك على شكل سيوف طولية رملية.

ويبلغ ارتفاع بعض السيوف الرملية في صحراء إيران مثلاً نحو 250 متراً فوق مستوى سطح الأرض المجاورة لها، وتمتد لمسافات تصل إلى ثلاثة كيلومترات، وتمتد السيوف الرملية في الصحراء الغربية لمصر نحو عدة مئات من الكيلومترات، ومن أمثلتها غرد أبوالمحاريق في مصر، الذي يبلغ طوله حوالي 350 كم، وبحر الرمال العظيم، الذي يصل طوله إلى نحو 500 كم، ومتوسط عرضه نحو 150 كم، ويمتد جنوب منخفض سيوه في مصر ويعتبر شكل الكثبان الرملية في تغير دائم تبعاً للعوامل المختلفة، التي تؤثر في تطور نموها.

فمثلاً، تتكون الكثبان الرملية العرضية في اتجاه عمودي على اتجاه الرياح، التي أدت إلى تراكمها، وبالتالي، تظهر هذه الإرسابات الرملية على شكل حواجز رملية عرضية، وتعمل الرياح على نقل كميات كبيرة من الرمال المتجمعة فوق جوانب الكثبان العرضية، وينجم عنها تكوين كثبان شبه هلالية متنقلة . وتعمل الرياح أيضاً على نقل كميات كبيرة من الرمال المتراكمة فوق أعالي هذه الكثبان الهلالية وتدفعها أمامها، ومن ثم، قد تتكون كثبان طويلة أو سيفية من جديد.

تعريف الكثبان الطولية

الكَثِيبُ الرملي (جمع كثبان ) في الجغرافيا الطبيعية، هي كتل من الرمال تحركها الرياح ثم تلقيها هنا وهناك . تكثر الكثبان الرملية عادة في المناطق الصحراوية، حيث الرمال التي تجرفها الرياح فتغطي مساحات كبيرة من الأرض. قد تكون الكُثبان طويلة وضيِّقة، وقد تأخذ شكل الهلال. وتوجد لبعض الكثبان ثلاث قمم أو أكثر، تمتد عادة من القمة المركزية للكثيب. ويصل ارتفاع الكثبان الرملية في بعض المناطق إلى 300م. وتنتشر معظم الكثبان في مجموعات مترامية الأطراف، وتُعَرف باسم حقول الكثبان، ويُطْلَق على المناطق الشاسعة من الكثبان المنتشرة في منطقة الصحارَى وفي الصحارى الواسعة اسم بحار الرِّمال. ويزحف كثير من الكثبان عبر الأراضي ويتم هذا بفعل الرياح التي تنقل حبات الرمال من أحد جوانب الكثيب وتضعها على الجانب الآخر. وتتسبب الكثبان المتحركة في إغلاق الطرق وردم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية.

توجد الكثبان أيضًا في المناطق غير الرملية مثل الدائرة القطبية حيث تقوم الرياح بترسيب مواد أخرى غير الرمال. كما توجد كثبان الطين في إفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية. تتكون الكثبان الرملية من حبيبات الرمل بنسبة 59٪ والنسب القليلة المتبقية تمثل حبيبات السلت وبعض البقايا العضوية الأخرى ويتراوح حجم حبيبات الرمل ما بين 0.02 – 0.2 مم وهى مكونه كيميائيا من نفس المكونات الكيميائية للصخور التي منها نشأت.

والكثبان الرملية إما أن تكون متجانسة أو غير متجانسة ولونها إما أن يكون أصفر فاتح لوجود معدن الكوارتز وعدم وجود المواد العضوية أو بنى محمر لوجود أكاسيد الحديد.

الكثبان الرملية PDF

لتحميل الملف اضغط هنا

 

 

السابق
لماذا لم تبتلع الشمس الأرض
التالي
ما هو حزام فان ألن

اترك تعليقاً