فوزية البحر ؛ شخصية كويتية استطاعت أن تحطم الصورة النمطية للمرأة وتخلق صورة جديدة اكثر تطوراً بدولة الكويت ، فهي أول إمرأة تعين في وزارة الكهرباء الكويتية ، كما تحصل على عضوية المجلس البلدي الكويتي ، نتيجة تفوقها والذي استطاعت من خلاله أن تجمع ما بين الاكاديمية الحاصلة على أفضل الشهادات الجامعية وما بين الكادر المهني الناجح والاستمرار في وظيفتها ثلاثين عاماً متصلة متنقلة من إنجاز إلى آخر ، كما تعد الصوت السياسي الجامح الذي يضع مصلحة البلاد والشعب قبل كل إعتبار.
حول نشأة المهندسة فوزية البحر ورحلتها العملية والسياسية ، كان لنا هذا التقرير
نشأة المهندسة الكويتية فوزية البحر : ولد المهندسة الكويويته بأحد أحياء دولة الكويت ، وتلقت تعليمها بداخل مدارس الكويتية حتى المرحلة الثانوية ، ثم انتقلت بعد ذلك إلى القاهرة للالتحاق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة ، وفي عام 1973 حصلت السيدة فوزية البحر على بكاليوريوس الهندسة من جامعة القاهرة ، ثم استمرت في مسيرتها العلمية ، حيث ألحقت شهادتها الهندسية بدرجة الماجستير مع مرتبة الشرف من جامعة “ ليوفيل” الأمريكية، وهذه الشهادة كانت بداية انطلاقها في الحياة العملية ، حيث تدرجت في المناصب حتى أصبحت أول سيدة في الكويت تُعين كمهندس بوزارة الكهرباء والماء ، ثم استمرت في التدرج الوظيفي والترقي حتى وصلت إلى مدير إدارة المتابعة الفنية ، وذلك في عام 1991م ، وقد دام عمل البحر في الوزارة لأكثر من ثلاثين عاماً، وشاركت خلال مسيرتها العملية في العديد من المشروعات الهامة بدولة الكويت
مسيرة المهندسة فوزية البحر مع المجلس البلدي الكويتي : تعد المهندسة فوزية البحر من أولى السيدات التي تم تعيينها في المجلس البلدي الكويتي آنذاك ، كما يعتبر تعيينها في المجلس البلدي بمرسوم أميري ، وذلك في عام 2005 م ، والجدير بالذكر أن السيدة فوزية البحر من أول سيدتين تحصلان على هذه الثقة من الجهات الرسمية وهذا يعد نقطة التحول الكبرى في مسيرة عملها العام ، وتعليقاً على هذا الفعل ، فقالت في أحد اللقاءات الصحفية :” انها سعدت جدا بهذا الترشيح وشعرت كأنني دخلت التاريخ ، حين عملت بهذا الامر ”
والجدير بالذكر أن تعيين السيدة فوزية البحر” في المجلس البلدي لم يكن مجرد استجابة لمطالبات تمكين المرأة في المناصب الهامة في الدولة أو كواجهة سياسية لدعم فكرة بعينها بقدر ما كان استناداً إلى تاريخ مشرف من العمل المنضبط و الرؤية الثاقبة التي أبدتها المهندسة فوزية البحر طوال مسيرتها المهنية أثناء العمل في وزارة الكهرباء والماء ، بالإضافة إلى الفكر المستنير الذي كان يبدو واضحاً من خلال المناصب التي تقلدتها .
ولعل من أبرز القضايا التي اهتمت بها المهندسة فوزية البحر وأخذتها على عاتقتها أثناء فترة عضويتها في المجلس البلدي الكويتي هي مهمة الوقوف في وجه القرارات العشوائية التي كانت دائماً ما تصفها بأن ” نهايتها هو هدم البلاد ” وكذلك استطاعت بأيدي من حديد أن تقف متصدية للفساد ومافيا الأراضي والتعدي على أملاك الدولة والتي كانت منتشرة خلال هذه الفترة من تاريخ دولة الكويت .
والجدير بالذكر أن القضية الأولى التي أثارتها المهندسة فوزية البحر بداخل المجلس البلدي الكويتي هي قضية تخصيص قطعة من الأرض لكل شاب كويتي ، وأضافت أن هذا لن يتم إلا من خلال وضع حد لكافة الانتهاكات والتعدي الذي كان يحدث على أراضي الدولة من قبل من أسمتهم بـ”أصحاب النفوذ” ، بالفعل قامت بالعمل على هذا المشروع ، واستطاعت ان تحقق به نتائج مذهلة آنذاك .
