تنمية بشرية

صفات الشخصية الضعيفة و طرق التخلص منها

أسلوب الحوار

الحوار هو أسلوبٌ يحدث في التعامل بين الأفراد والجماعات من أجل التعرّف إلى الآخر وفهم هذا «الآخر» دون التوصّل معه بالضرورة إلى مرحلة التفاهم والتوافق. الحوار هو تعبير عن الاعتراف بوجود «رأي آخر» وعن حقّ صاحبه بالمشاركة في الرأي.

أهمية الحوار في الإسلام

أن للحوار في الإسلام أهدافاً عدة بحسب المضمون والموضوع، منها:

  1.  تعزيز روح التواصل ومد جسور التفاهم بين الناس.
  2. اكتساب العلم وتلقي المعرفة.
  3. تنويع الآراء والتصورات للوصول إلى أحسن النتائج وأفضلها.
  4. معرفة وجهات النظر لتفهم المواقف والنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.

أهمية الحوار في المدرسة

أهمية الحوار بين الطالب ومعلمه في تعزيز الثقة التي من خلالها يستطيع أن يعبر عن أفكاره ومشاعره وثقافته وذاته، التعود على احترام الرأي الآخر وعدم تسفيهه مهم جداً. … نصاب المعلم من الحصص يعوق ممارسته للحوار ويستهلك طاقته. كما أن عدد الطلاب الكبير في الصف وطريقة جلوسهم التقليدية يمثلان إعاقة لممارسة الحوار في المدرسة.

أهمية الحوار في حل المشكلات

الخلاف واقع بين النّاس في مختلف الأعصار والأمصار، وهو سُنَّة الله في خلقه، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومُدركاتهم ومعارفهم وعقولهم، وكلّ ذلك آية من آيات الله، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ}، وهذا الاختلاف الظاهريّ دالّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض.
وكتاب الله العزيز يقرّر هذا في كثير من آياته؛ مثل قوله سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}.

إنّ الأسلوب الحضاري لحلّ الخلافات والنّزاعات بين الأفراد والجماعات هو الحوار والجدال بالّتي هي أحسن، فالحوار لغة أصله من الحور وهو الرّجوع عن الشّيء وإلى الشّيء، وهم يتحاورون أي يتراجعون الكلام، والمحاورة مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة. أمّا اصطلاحًا، فهو مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين، وعرّفه بعضهم بأنّه “نوع في الحديث بين شخصين، أو فريقين يتمّ فيه تداول الكلام بينهما بطريقة سلمية متكافئة، فلا يستأثر أحدهما دون الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبُعد عن الخصومة والتعصّب، وهو ضرب من الأدب الرّفيع وأسلوب من أساليبه، وقيل هو التّناقش بطريقِ الكَلام المُباشر بين مجموعةٍ من الأشخاص الّذين يُمثّلون اتّجاهين متخالفين بطريقةٍ هادئة يحترم فيها كلّ طرفٍ الطرف المقابل له، دون التعصّب لرأيه أو جماعته، وتكون الغاية من الحوار الوصول إلى الحقيقة من خلال عرض الأفكار ووجهات النّظر المتعدّدة.
لقد أوْلَى الإسلامُ مَوضوعَ الحوار أهميّة فريدة، ولقد ثبتت مشروعيته بنصوص كثيرة في الكتاب والسُّنّة، وردّ فيها محاورة بين الحقّ سبحانه وبين ملائكته، إذ قال الله تعالى لهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، وكانت المحاورة بينه سبحانه وبين أنبيائه ورسله وخلقه، من ذلك: محاورته موسى عليه السّلام، ومحاورته عيسى، بقوله: {وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
أَأَنت قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ، قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ، تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ، إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}.. ومحاورة بين الأنبياء والرّسل وبين مَن بعثوا أو أرسلوا إليهم، وهذا كثير وارد في سورة هود وغيرها.
ونظرًا لما للحوار من أهمية في التوصّل إلى حلّ المشاكل، فقد شرع في هذه الأمّة بحسبانه السّبيل الأمثل للوصول إلى الحقّ في الأمور الّتي تمثّل منعطفًا من منعطفات الأمم، والوسيلة السّلمية لإنهاء النّزاع والخلاف، وإيجاد مناخ صالح للتّعاون والتّآزر.. وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يَستخدم الحوار كوسيلة للتّواصل والتّراحم مع الآخرين. فتحاور صلّى الله عليه وسلّم مع المسلمين في قضايا عدّة كانت موضع خلاف بينه وبينهم، من ذلك تحاوره مع عمر في إخفاء الدّعوة إلى الإسلام بمكة، وكان لهذا الحوار أثره في إظهارها، إذ قال عمر: يا رسول الله، ألسنا على الحقّ إن مِتْنَا وإن حيينا؟ قال: بلى. قال عمر: ففيم الاختفاء؟
وتظهر أهميّة الحوار في عدّة أمور منها: أنّه الطّريق الوحيد الّذي من خلاله يتمّ الوصول إلى إقناع المُخالف بالفكرة الصّحيحة، ومن خلاله يصل المتحاوران إلى قَلبي بعضهما حتّى الوصول إلى الحقّ. وهو الأسلوب الأمثل للتّواصل والتّفاهم والتّخاطب بين النّاس، فلا ينبغي أن يتعامل النّاس بغير الحوار البنّاء كفرض ما يرونه من أفكار ومُعتقدات ومبادئ، وهو الوسيلة الأمثل الّتي من خلالها يتعارف النّاس ويتآلفون.
وأهم ما فيه أنّه المنهج الأصوب لتفادي الانزلاق نحو الحروب والتّقاتل والإفساد والتّخريب؛ فلولا التّحاور العقلاني لكثرت الحروب، واقتتل النّاس فيما بينهم، وخرّبَت البلاد، ولهاجت أفعالُ الجاهلية، وحرب البسوس خير شاهدٍ على ذلك، فبعد أن اقتتلت قبيلتا داحس والغبراء مدّة أربعين سنة كاملة لم ينتجْ عنها إلاّ الدّماء والقتل والتّنكيل، فلّما جلَسوا للتّحاور الهادئ أصلح الله بينهم، ولو جلسوا للحوار قبل بدء الحرب لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من القتال. وإنّ من أهمِّ ثمرات الحوار في الإسلام تضييق هوّة الخلاف بين المتحاورَين، وتقريب وجهات النّظر بينهما حتّى لا يبقى في صدورهما شيءٌ ضدّ بعضهما؛ حيث يُمكن من خلال الحوار الهادئ الوصول إلى حلِّ وسطٍ يرضي جميع المتحاورين ويُقنعهم إن كان الخلاف بين جماعتين أو شخصين في فكرة ما، وبالتّحاور يُستبدل التّباغض والتّناحر إلى تحاببٍ وتواد.
ويدعو الإسلام إلى الالتزام بالآداب المرعية على من يريد المشاركة في أيّ حوار؛ لينجح بحول الله تعالى في تحقيق الأهداف المطلوبة والقضاء من خلاله على بؤر الخلاف، ومن ذلك المحاورة بالحسنى، في القول والمجادلة، ففي محكم التّنزيل يقول تعالى: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، ويقول سبحانه: {وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَن}. ويجب عليه أن يكون حسن الاستماع مُنصِفًا، وأن يكون حليمًا صبورًا، فلا يغضب لأتفه سبب، قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
وإنّ ما يعيشه قطاع التربية وقطاع الصحة في بلادنا، هذه الأيّام، من تأزّم وشدّ وجذب لهو أزمة آخذة في التّصعيد والتّعقيد، ولا نرى لها حلاً سوى بالحوار؛ الحوار الهادئ الإيجابي الموضوعي الصحي، حتّى لا يتعفّن الوضع ويصير إلى ما لا يُحمَد عُقباه.

طرق تنمية الحوار لدى الشباب

  1.  وجود قضية معينة أو جانب معين يحاول الشباب التحدث عنه فمثلاً قضية سياسية أو دينية أو بحث مسألة ما .
  2. زيادة الثقافة ،و الوعي عند الشباب بالشكل الذي يعينهم على الحوار .
  3.  التمسك بآداب الحوار بمعنى ألا يسعى أحد للسيطرة على الحوار أو مقاطعة غيره أومحاولة نشر معلومات خاطئة بتحدثه عن موضوع لا يعرف عنه شيء ،و لكن لابد من الإستماع باهتمام لحديث الآخرين ،و عدم مقاطعة الغير أثناء الحوار .

ثقافة الحوار وعلاقته بالذكاء

الحوار المولّد للأفكار وتنمية الخيال:

  1. حوار يشجع الطفل على طرح الأسئلة، ويشجعه على البحث عن الإجابة. أحيانا نقدم الإجابة بأنفسنا، وأحيانا نتشارك معه في البحث على الإنترنت أو غيرها من مسارات البحث، وأحيانا يحوّل الطفل ما وصل إليه إلى لوحة صغيرة أو تطبيق عملي في حياته أو عرض أمام الأهل والإخوة ثم تكريم بسيط.
  2.  ليس الطفل فقط هو من يطرح الأسئلة علينا، بل نحن أيضا نطرح الأسئلة على الطفل، أسئلة تغذي الخيال والتحليل والتفكير، مثل: “ماذا لو؟” (ماذا لو تكلم الكتاب؟ ماذا لو استطاع الإنسان أن يطير – ماذا لو أصبحت الحياة نهارا فقط بدون ليل… إلخ) ومثل: “ماذا يمكن أن نفعل بكذا؟” (بالصندوق – بالكرة – بالتفاحة….) لنطلق لخياله العنان، وكلما وصل إلى فكرة مجنونة شجعناه.
  3.  الإكثار من طرح الأسئلة المفتوحة عليه، مثل: كيف – ماذا – ما، لأن هذه الأسئلة تنمي الذكاء ومهارات التفكير ربما أكثر من الأسئلة التي إجاباتها “نعم” أو “لا”.

ثقافة الحوار في الإسلام

أرسى الإسلام دعائم الحوار البناء، ووضع معالمه ومبانيه في أرقى صورة، وجعل منه وسيلة هادفة ذات قواعد وآداب ورسالة شريفة، تخدم الحق، وتدور في فلكه، وتأكيداً على هذه الغاية السامية أمر الإسلام بالمحاورة بالتي هي أحسن مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى، فضلاً عن مراعاة هذا المعيار الراقي مع من هم إخوة في الدين، فقال سبحانه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وقال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، وقال سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى.

فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}، فالإسلام كان سباقاً إلى ترسيخ أصول الحوار البناء وتقرير قواعده المثلى، والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون إلى إظهار ثقافتهم الناصعة للعالم، ليطلعوا على محاسن دينهم الحنيف وأسبقيته في بناء الحياة العصرية المدنية الحقيقية الراقية الصالحة والمصلحة لكل زمان ومكان.

فمن ذلك أن للحوار في الإسلام أهدافاً عدة بحسب المضمون والموضوع، منها:

  1. تعزيز روح التواصل ومد جسور التفاهم بين الناس.
  2. اكتساب العلم وتلقي المعرفة.
  3. تنويع الآراء والتصورات للوصول إلى أحسن النتائج وأفضلها.
  4.  معرفة وجهات النظر لتفهم المواقف والنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.
  5. إيصال الحق للآخر عن اقتناع وقبول.
  6. إقامة الحجة ودفع الشبهة والتصدي للأفكار المنحرفة كالأفكار، التي تدعو إلى التحريض والتطرف وتبث أسباب الكراهية والفرقة وتهدد وحدة الأمة وتماسكها.

كما أن للحوار في الإسلام آداباً عدة لتؤتي ثمارها المرجوة، منها:

  1. إخلاص النية لله وطلب الوصول للحق.
  2. التحلي بالأخلاق الفاضلة من التواضع والرحمة والرفق وحسن الكلام والإنصاف وغير ذلك.
  3. الالتزام بأدب الاستماع والإصغاء.
  4.  الالتزام بالمنهج العلمي وتحري طرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق.
  5. التراجع عن الخطأ والبعد عن التعصب للرأي والرضا بالنتائج الصحيحة في أي طرف كانت، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «ما كلمت أحداً قط إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه»، ولذلك لم يكن من الغريب أن يسطر علماء المسلمين صفحات مشرقة في أدب الخلاف وفنون التحاور، لأنهم إنما كانوا يهدفون إلى نصرة الحق وإظهاره على أي لسان كان، فكان أدبهم في ذلك أدباً رفيعاً قل له نظير.

مخاطر فقدان الحوار

فقدان التواصل: من أبرز مخاطر غياب الحوار بين الشريكين هو فقدان التواصل، وعدم المشاركة بالآراء والأفكار المختلفة في الأمور اليومية وحتى في مواجهة المشاكل والصعوبات. … لن يتعلموا منهم مدى أهمية الحوار والمشاركة البناءة. ولن يكون الأهل في هذه الحالة مثال للحب والتفهم الذي يحتاجها الأولاد في نموهم.

 

السابق
ما هي مهام مدير إدارة الموارد البشرية ؟
التالي
مفهوم و أهداف تنمية الموارد البشرية

اترك تعليقاً