تنمية بشرية

تعريف قانون الجذب

تعريف قانون الجذب

قانون الجذب (The law of attraction) هو الاعتقاد بأن الكون يقوم بإنشاء وتوفير ما يركز عليه الشخص بأفكاره، ويعتقد الكثير من الأشخاص أنه قانون عالمي، وبحيث تكون نتائج الأفكار الإيجابية إيجابية دائماً، وينطبق الأمر نفسه على الأفكار السلبية التي تؤدي دائماً إلى نتائج سيئة، لكن قانون لبجذب يتعدى هذه التعميمات بكثير، فمثلاً عند التفكير بلامبورغيني حمراء، فإنه سيجذب للشخص لامبورغيني حمراء، وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يؤمنون بهذا القانون، فإن التشكيك في صحته يشبه الإلحاد

قانون الجذب في الإسلام

كثيرا ما نسمع عن قانون الجذب ونحن بين مؤيد ومعارض، وبين مصدق ومكذب، وكل إنسان له فلسفته الخاصة ووجهة نظره الشخصية حول ذلك. وأغلب الرافضين لفكرة قانون الجذب يحومون حول فكرة أن هذا الموضوع أتى إلينا من ثقافات وديانات غير مسلمة وذات عقائد كفرية وشركية. وهذا لا شك أنه صحيح، فمن المسلمات أن يحافظ المرء على دينه والتعاليم الإلهية كي لا يحيد عن الطريق المستقيم الذي رسمه الله للبشرية.
لكن بقليل من الرؤية العامة نجد أن قانون الجذب في الديانات الأخرى يشبه تماما، مفهوم عبادة قلبية عظيمة في حياتنا كمسلمين نغفل عنها كثيرا، ألا وهي حسن الظن بالله وصدق التوكل عليه سبحانه مع الأخذ بالأسباب.  حيث يقول رواد هذا العلم في العالم بأن كل إنسان يوجه تفكيره بإيجابية نحو أي هدف يرغب في الوصول إليه فإنه سيجذبه في حياته، وسيتحول إلى واقع ملموس، بشرط أن يؤمن إيماناً كاملا لا يقبل الشك أنه سيحصل عليه ويحققه لا محاله.
هذا ما يقوله غير المسلمين، ونحن بين أيدينا كتاب ربنا ينطق علينا بالحق ، ولكننا بعيدين عنه كل البعد – إلا من رحم الله – .
ألم تسمع قول الله تعالى:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة 186]
تأمل معي هذا النص القرآني الرائع الذي اشتمل على عناصر الجذب الدقيقة  وأسقطها على واقع حياتك وهي:
” وإذا سألك عبادي عني” السؤال بمعنى الطلب، فانظر إلى دعائك هل أنت تطلب من ربك أم تشتكي إليه، ربك يفتح لك آفاق للدعاء وأنت تكثر الشكوى والألم فلا تجذب في حياتك إلا التعب والألم، ولو أنك طلبت العفو والعافية ، والمال والذرية ، لحقق لك ربك أمانيك. ” فإني قريب ” ونحن للأسف نلجأ لغيره في صلاح أحوالنا وتيسير أمورنا.
“أجيب دعوة الداع ” هل جربت أن تدعوه بصدق ليجيب دعوتك؟ هل أقسمت على ربك أن يجيب دعوتك؟
جرب أن تخلو مع نفسك في الثلث الأخير من الليل مع ربك، بدون واسطة ولا رياء وسمعه، انطرح بين يديه وأخبره ماذا تريد، فلن يردك خائبا، فأنت بين يدي رب العزة والجلال، من بيده كنوز الدنيا والآخرة، وسبحانه لا يعجزه أن يجيب دعوتك.
” فليستجيبوا لي “هل قمت بما أمرك، وانتهيت عما نهاك عنه وزجرك. ” وليؤمنوا بي ” هل دعوت ربك بيقين أم أنك تجرب أحد الطرق المطروحة، وفِي داخلك شك في تحقيق ما تريد، فسبحان من يقول للشيء كن فيكون. ” لعلهم يرشدون ” لعلهم يهتدون إلى ما يريدون، ويصبح الحلم حقيقة ، والغاية واقعا ملموسا.
وبعد هذا نتذمر من أحوالنا ونقول  لماذا لا تستجاب دعواتنا، ولا نجذب إلا النحس في معيشتنا وأيامنا. لا تكن كمن قال الله تعالى فيهم : (يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) وقال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء) ، وقال الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي؛ إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله).
اعلم أن البعض سيقول كيف نوفق بين هذا الكلام وبين ما يحصل من جذب للثراء والغنى والرزق لغير المسلمين؟
الجواب سهل جدا:
أولئك حققوا شروط الجذب إلا أنهم نسبوها للكون والشمس والقمر والجبال والطبيعة وكل هذه من عظيم ما خلق الله .. فكان نصيبهم في قول الله تعالى:
– (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [الأعراف 32]
– (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) [الأحقاف 20]
لا يغرك ما نالوا من الشرف والرفعة والمال والخير في الدنيا فهي أقصى أمانيهم، أما المؤمن فله العطاء في الدارين في الدنيا والآخرة، فإذا حققت الشروط الواجبة ستنال ما تريد في الدنيا بإذن الله، وسيكون لك الجنة في الآخرة لأنك طبقت القانون الإلهي كما يجب عليك.. تأمل وطبق.

قانون الجذب في القرآن

الثلاثة الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك لم يُكشف عنهم مابهم من كرب وضيق إلا بعدما أحسنوا الظن بربهم، قال تعالى: }لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{ [التوبة/ 117-118]. وتأمل في قوله: }وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه{، فلما أحسنوا الظن بالله رزقهم الله إياه.

حسن الظن بلقاء الله عز وجل  (( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) ((سورة البقرة 45-46) .

الجذب السلبي لدى المنافقين والمشركين

قال تعالى : { وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} (آل عمران: 154) .

وأيضا الآية الكريمة { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (الفتح: 6) .

قانون الجذب الكوني

يخبرنا قانون الجذب الكوني أنّ كلّ ما يحصل في حياة الإنسان هو ما أوصلته أفكاره له، فما يفكر به الإنسان في الماضي أو الحاضر يصنع به مستقبله، ومن الأقوال التي كثيراً ما نكررها (تَفاءَلُوا بِالخيْرِ تَجدُوه)، وهي بنفس المعنى حيث أنّ الفأل هي الكلمة الطيبة، ويقول قانون الجذب أن أفكار الانسان تمتلك القوة لجذب الأحداث التي تحققها، فلو كانت الأفكار سلبية ستجذب الأمور السلبية لتحدث ولو كانت إيجابية ستجذب الأمور الإيجابيّة، وفي النهاية لا بدّ ستحدث.
طريقة عمل قانون الجذب الكونيّ:

  1. اكتب أفكارك الإييجابة التي تحلم بتحقيقها.
  2. آمن بحدوثها وانتظر أن تتطبق، ولا تجعل قلبك يخالجه الشك في حدوث الأفكار.
  3. تمتّع بحدوث الأفكار التي انتظرتها حتى قبل أن تحصل.

قانون الجذب في الحب

يُستخدم قانون الجذب في إيجاد الحب كالآتي:
قانون الجذب لإيجاد الحب

يختلف مفهوم الحب من شخصٍ لآخر، ويُمكن جذبه للمرء باستخدام قانون الجذب، بأحد المظاهر الآتية:

  1. جذب العلاقة المثاليّة: فمبدأ عمل قانون الجذب هو خلق الحقيقة التي تعكس رغبة المرء وتحقيق أمنيته النابعة من داخله، وبالتالي يُمكن استخدامه لإيجاد العلاقة المثاليّة التي يحتاجها المرء، شريطة وعيه ونضجه وإدراكه طبيعة تلك العلاقة التي يُريدها، والتركيز على المشاعر الإيجابيّة، وإيجاد علاقة صحيّة ناجحة، على سبيل المثال اعتقاد الشخص بأن حظه السيء، وشعوره بالخوف والتردد بشكلٍ مستمر من الدخول بعلاقة غير مستقرّة قد يجعله بالفعل يحظى بعلاقة مضطربة وغير ناجحة.
  2. جذب شريك الحياة: وذلك بالتركيز على الصفات والأشياء المرغوبة التي يتم بناءً عليها جذب الشريك المناسب، والتي قد تكون أحياناَ سبباً للتقرب منه والوقوع في حبه، وهي تختلف من شخص لآخر بناءً على طبيعته، وصفاته الشخصيّة، والأمور التي يرغب بتوافقها مع شريكه، أو امتلاك الشريك بعض الخصائص الأخرى المميّزة، مثل: التمتع بالمظهر الخارجي الأنيق، والجاذييّة الشخصيّة، والأخلاق الحميدة، والمكانة المرموقة، أو امتلاك المال وغيره.
  3. جذب المشاعر: قد يتمحور تركيز المرء حول الحصول على مشاعر الحب الحقيقيّة والصادقة باستخدام قانون الجذب، بدلاً من التركيز على شخص معيّن قد يمتلك بعض صفاته المفضلة لكنه لا يُبادله المشاعر التي يتمناها، ويكون ذلك باستخدامه طاقته القويّة للبحث عن مشاعر الثقة والفرح والمودّة التي ستجذب له أشخاصاً يُبادلونه إياها، شرط استغلال الفرص التي ستسير أمامه، والتقرب للأشخاص من حوله، والنظر للأمر بإيجابيّة وتفائل، ومبادلة مشاعره الصادقة للشريك الذي يستحقها.

قانون الجذب والزواج

كيف تحصل على الحبّ برأي تشارلز هانز؟ تحلم العديد من الفتيات الحصول على فارس أحلام ضمن مواصفات معينة ترسمها في مُخليتها، وفي الوقت نفسه تعتقد أغلبهنَّ أنَّ هذا الأمر قد يكون صعبًا في مُعظم الأحيان، لكن قد تجهل العديد من النساء العلم بقانون الجذب والزواج، وبواسطة هذا القانون من الممكن لأيّ فتاة أن تجذب فارس الأحلام التي ترغب بإكمال حياتها معه، ويجب معرفة أنَّ قانون الجذب عبارة عن مجريات الحياة اليومية، أو ما يتمّ الوصول له هو عبارة عن نتاج أفكار العقل الباطن.

يقول تشارلز هانز: “كي تحصل على الحب، املأ نفسك إلى أن تتحول إلى مغناطيس يمنح الحب”، هذا يعني أنّه قبل البدء بتطبيق قانون الجذب يجب أن يكون الشّخص مُتصالحًا مع ذاته، فالشّخص الذي دائمًا ما يبوم نفسه أو يكرهها، فالشّخص الذي لا يُحب نفسه يحجب الحُب عنه المكنون في مشاعر الآخرين اتجاهه، وعلى العكس من ذلك إن أحب الشخص نفسه يُصبح العالم بأكمله جاهزًا للوقوع في حبه.

قانون الجذب السر

يُعرف قانون الجذب بأنّه قانون فكريّ، يُشير إلى أنّ كلّ ما توصّلنا إليه خلال حياتنا اليوميّة ما هو إلاّ نتيجة لأفكارٍ داهمتنا في أيّامنا الماضية، فكانت تتجسّد وتتحقّق نتيجة لتفكيرنا العميق فيها، كنوعٍ من الجذب لها.

يُقرّ قانون الجذب بأنّ أفكارنا اليوم هي من تصنع لنا مستقبلنا، إذ إنّ قوة الأفكار التي يعتنقها الإنسان ويؤمن بها ويطيل التفكير بها واسترجاعها، من شأنها أن تتحقّق نتيجة للجذب لها، إن كانت مواقف أو أفكار سلبيّة، أو إن كانت إيجابيّة، وخاصّة تلك الأفكار التي تأتي على شكل أمنيات، أو ربّما أحلام، وأيضاً تخيّلات نهفو إليها، سنراها تتحقّق بفعل قانون الجذب، ومن هذه الأشياء ربّما تكون أمنيات ماديّة، كامتلاك عقارٍ أو سيّارة، أو حتى وظيفة أو منصب نصبو إليه، وربّما أفكار شريرة مزعجة تسيطر على تفكيرنا لنجدها يوماً ما أمامنا.

إنّ أفكار الإنسان تعمل كترددات مرسلة للكون من داخل العقل البشري، ويقول المختصّون والدّارسون والمهتمون بقانون الجذب، بأنّه يمكن أن تُقاس كلّ فكرة بحسب تردّدٍ خاص بها، وكلّ ما نفكّر فيه يُرسل بشكل تلقائي للكون، ليعود إلينا مرّة ثانية إمّا محقّقاً أو قيد التحقّق، وهذا الأمر ليس فيه أيّ قوّة خارقة للطبيعة، بل على العكس إنّه أمر طبيعيّ جداً.

يبقى أن نشير إلى أنّ قانون الجذب، هو ليس قانوناً له أسس أو قوانين علميّة دقيقة، بل هو عبارة عن نظريّة إلاَّ أنّها تدعو للتفاؤل والثقة بما سيجذبه الإنسان من خلال تفكير إيجابيّ يحسّن حياته وأداءه.

خطوات قانون الجذب

  1. تقبل الواقع حتى تغيره .
  2. توقع أفضل الأحداث .
  3. الشكر والامتنان .
  4. ما الذي تريد لا ما لا تريد .
  5. تخيل وتخيل والكثير من “تخيل” .
  6. الهدف الواضح الدقيق .
  7. استغل الفرصة .
  8. العمل بفاعلية.

كيفية تطبيق قانون الجذب

  1. استخدام قوة العقل حتى تستطيع تحقيق ما تفكر به.
  2. تخيل ما تريده أن يحدث.
  3. وجود يقين داخلي في القلب أنك تستطيع تحقيق ما تريد.
  4. وجود حالة قوية من التركيز الذهني لتحقيق الأهداف.
  5. السعي العملي وراء تحقيق الأهداف المرجوة.
  6. التدريب بشكل يومي على تطبيق الجذب.
السابق
الفرق بين الاختراع والابتكار والابداع
التالي
الفرق بين خط الحمل وخط التبخر

اترك تعليقاً