الطبيعة

تأثير الاحتباس الحراري على البيئة

تأثير الاحتباس الحراري على البيئة

يتمحور اثر الاحتباس الحراري على البيئة والمياه في الكرة الأرضية حول اختلال التوازن البيئي الطبيعي، إذ من المتوقع أن تغمر المياه بعض المناطق، بينما ستعاني بعض المناطق الأخرى من الجفاف المستمر، الأمر الذي من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة الفجوة العالمية في توفر المياه وأن يعمل على تغيير العرض والطلب على المياه.

الاحتباس الحراري وأثره على البيئة

هو عبارة عن الاحترار الذي يحدث عندما تحبس غازات معينة الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، حيث تسمح هذه الغازات بدخول الضوء، ولكنها تمنع الحرارة من الهروب مثل الجدران الزجاجية لبيت زجاجي، ومن هنا جاء اسم الاحتباس الحراري.

يسطع ضوء الشمس على سطح الأرض، حيث يتم امتصاص الطاقة، ثم تشع مرة أخرى في الغلاف الجوي على شكل حرارة، وفي الغلاف الجوي تحبس جزيئات غازات الدفيئة بعض الحرارة، والباقي يهرب إلى الفضاء، وكلما زاد تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي كلما احتُجزت الحرارة في الجزيئات.

بشكل عام ارتفعت مستويات غازات الدفيئة وانخفضت على مدار تاريخ الأرض، وكانت ثابتة إلى حد ما خلال آلاف السنين القليلة الماضية، كما ظل متوسط ​​درجات الحرارة العالمية ثابتًا إلى حد ما خلال تلك الفترة حتى الـ 150 عامًا الماضية، ومن خلال حرق الوقود الأحفوري والأنشطة الأخرى التي تنبعث منها كميات كبيرة من غازات الدفيئة، لا سيما على مدى العقود القليلة الماضية يعمل البشر الآن على تعزيز تأثير الاحتباس الحراري، وتسخين الأرض بشكل كبير، وبطرق تعد بالعديد من التأثيرات.

ذوبان القمم الجليدية القطبية وانهيار الغطاء النباتي والحياة البرية والاندفاعات العنيفة للأعاصير التي كانت متفشية في الماضي كلها أسباب مقلقة لفهم كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على العديد من الجوانب على كوكب الأرض، وكما نعلم أن الاحتباس الحراري لا يعني فقط ارتفاع درجة حرارة الأرض، بل هو التأثير الهائل على الصحة الاجتماعية والاقتصادية والبدنية والبيئية ككل.

آثار الاحتباس الحراري على البيئة والمناخ والبشرية:

بشكل عام يؤثر الاحتباس الحراري بالفعل على الجنس البشري والنبات والحيوان بعدة طرق، وذلك من خلال زيادة مستويات المحيطات والجفاف وأنماط الطقس المتغيرة، ومن المعترف به جيدًا من قبل العلماء في جميع أنحاء العالم أنه مصدر قلق خطير للصحة العامة والبيئة. فيما يلي قائمة بالتأثيرات الهامة التي تحدثها ظاهرة الاحتباس الحراري على البيئة والمناخ والبشرية:

ذوبان الأنهار الجليدية: ذوبان الأنهار الجليدية سيخلق عددًا كبيرًا من المشاكل للبشرية والحيوانات التي تعيش على الأرض. بسبب زيادة الاحتباس الحراري سيرتفع مستوى سطح البحر، مما سيؤدي إلى الفيضانات، وهذا بدوره سيؤدي إلى إحداث فوضى في حياة الإنسان، وبصرف النظر عن رفع مستوى سطح البحر فإنه سيعرض أيضًا للخطر العديد من أنواع الحيوانات، وبالتالي سيعيق توازن النظام البيئي.

تتضاءل بعض المناطق في القطب الشمالي وتتدفق إلى المحيطات الرئيسية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تهديد سريع للغاية للحياة البرية والنظم البيئية بأكملها في هذه المناطق، ومع ذوبان الأنهار الجليدية بمعدلات هائلة يتم بدء سلسلة من الأحداث التي لا يمكن عكسها.

تغير المناخ: بدأت أنماط الطقس غير المنتظمة تظهر النتائج بالفعل، حيث تم ملاحظة زيادة هطول الأمطار على شكل مطر في المناطق القطبية وشبه القطبية. سيؤدي المزيد من الاحتباس الحراري إلى مزيد من التبخر الذي سيؤدي إلى مزيد من الأمطار، كما لا يمكن للحيوانات والنباتات التكيف بسهولة مع زيادة هطول الأمطار، وقد تموت النباتات وقد تهاجر الحيوانات إلى مناطق أخرى، مما قد يتسبب في عدم توازن النظام البيئي بأكمله.

ارتفاع معدلات الجفاف: بينما قد تكون الفيضانات موجودة في معظم دول العالم فإن الجفاف الشديد يحدث في أماكن أخرى من العالم، ومع ارتفاع درجات الحرارة يزداد وجود الجفاف في معظم هذه الدول بالإضافة إلى موجات الحرارة وعدم هطول الأمطار، حيث بدأت غابات بأكملها في الاختفاء بما في ذلك على سبيل المثال عشرات الملايين من الأشجار في روكي كولورادو.

سيكون التبخر على نطاق واسع هو السبب الرئيسي للجفاف في العديد من الأماكن وخاصة إفريقيا، وعلى الرغم من أنها تتأرجح تحت الضغط الهائل لأزمة المياه إلا أن زيادة الاحتباس الحراري ستزيد من تفاقم الوضع وستؤدي إلى سوء التغذية.

الأمراض: عندما تصبح درجة الحرارة أكثر دفئًا يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان والأمراض التي يتعرضون لها، فمع زيادة هطول الأمطار من المرجح أن تنتشر الأمراض التي تنقلها المياه مثل الملاريا. ايضاً عندما تصبح الأرض أكثر دفئًا من المرجح أن تزداد موجات الحرارة التي يمكن أن تسبب ضربة كبيرة للناس.

تردد الأعاصير: مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات من المرجح أن تصبح الأعاصير والعواصف الأخرى أقوى، ومع زيادة الاحتباس الحراري ترتفع درجة حرارة مياه المحيط وتسخن الهواء المحيط، مما يؤدي إلى حدوث أعاصير.

ارتفاع مستوى سطح البحر: عادةً يتسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية وانخفاض تبخر المياه في الغلاف الجوي في زيادة مستويات سطح البحر. البلدات والمدن الساحلية الجذابة بالقرب من الساحل الشرقي للولايات المتحدة وخليج المكسيك هي مجرد مناطق قليلة بدأت فيها أضرار الفيضانات المدمرة تترك بصماتها في التاريخ.

التأثير على الزراعة: يمكن أن يؤثر الاحتباس الحراري على الزراعة، وعلى الرغم من أن النتائج لم تظهر بعد إلا أنها قد تظهر التأثيرات في السنوات القادمة. مع ارتفاع درجة الحرارة العالمية ستجد بعض النباتات صعوبة في البقاء على قيد الحياة وستموت، حيث أن النباتات هي المصدر الرئيسي للغذاء للبشر، ونتيجة لذلك قد يحدث نقص في الغذاء، والنقص في الغذاء قد يؤدي إلى الحرب والصراعات في بعض البلدان.

موجات حر غير متوقعة: بسبب غازات الاحتباس الحراري وأسباب أخرى، فإنه يمكن أن يحدث موجات حر غير متوقعة، حيث تسبب موجات الحر طقسًا شديد الحرارة بشكل خطير، وفي السنوات الأخيرة حدثت وفيات بسبب موجات الحرارة الكبيرة، مما حدث في السنوات الستين الماضية.

حرائق الغابات المتكررة: في حين أن حرائق الغابات هي حدث طبيعي مع إضافة ثاني أكسيد الكربون في الهواء والصيف الأكثر سخونة فإن الأدلة تتحدث عن نفسها، حيث تستمر حرائق الغابات المتكررة في الظهور بكميات هائلة كل عام، وأن معدل حرقها أطول من السابق، ومع إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الهواء لا تتعرض حياة الناس للخطر فحسب بل تتضرر الحياة البرية بشدة.

في كل مرة يحدث فيها حريق هائل يقل مستوى الأكسجين الموجود لمكافحة الكميات الخطيرة من ثاني أكسيد الكربون التي يتم إطلاقها في الغلاف الجوي.

التأثير على المحاصيل: بشكل عام إذا تغيرت الفصول وأصبحت أنماط الطقس هائجة وحدثت فيضانات بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر فإن محاصيلنا بالكاد تحصل على فرصة للقتال، فبمجرد أن تتعثر صناعة معالجة الأغذية سيبدأ الاقتصاد بالفعل في إثارة الاهتمام، حيث يمكن أن ترتفع أسعار المحاصيل الأساسية بشكل كبير، مما يؤدي إلى تضخم كبير والمزيد من المشاكل الاقتصادية.

ارتفاع درجة حرارة المحيطات: يُذكر أن الشعاب المرجانية تستمر في رؤية تضاؤل ​​الوجود في المحيط بسبب الاحتباس الحراري، حيث تؤثر التغيرات في درجات الحرارة عليها أكثر مما يحدث على أرضنا، وبمجرد أن تتأثر الشعاب المرجانية تصبح النظم البيئية بأكملها التي تزدهر عفا عليها الزمن.

المخاطر الصحية: مع زيادة احتباس المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يصبح الحصول على الهواء القابل للتنفس أكثر صعوبة، وإذا استمر الاحتباس الحراري فإن معظم دول العالم ستبحث عن مليارات الدولارات لمكافحة أمراض الجهاز التنفسي وأعراضه.

الانهيار الاقتصادي: من يدري مدى السوء الذي يمكن أن يصاب به الاقتصاد مع انخفاض جودة حيوية المحاصيل والإنتاج والمواد الصناعية، فبدون وجود الطبيعة إلى جانبنا ستنهار صناعة الأغذية، وبدون الموارد لإطعام العالم سينهار التصنيع، وسيكون الجوع أكبر معاركنا.

انخفاض عدد السكان: إذا استمر الاحتباس الحراري دون رادع فمن المقدر أن عدد سكان العالم سينخفض ​​بنسبة 75 في المائة، ومع تزايد شدة العواصف والفيضانات والزلازل وحرائق الغابات ستقلل الكوارث الطبيعية نصف سكان الأرض، وأن 25 في المائة أخرى سيتعرضون للأمراض المرتبطة بالهواء والمجاعة والفقر.

في الماضي كان العلماء متشككين في إلقاء اللوم على ارتفاع درجات الحرارة في ظاهرة الاحتباس الحراري، وبينما نتجه إلى مشاريع مستقبلية للتكنولوجيا والإبداع بدأ المجتمع العلمي بخطى ثابتة مع وكالة حماية البيئة وغيرها من المؤمنين بالاحتباس الحراري لفعل شيء حيال ذلك، وكما لم يحدث من قبل يرى العلماء معدلات نمو متزايدة لتغير المناخ.

أسباب الاحتباس الحراري وأثره على البيئة

الاحتباس الحراري أو ما يعرف بالاحترار العالمي (Global Warming) هو ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي الخاص بالكرة الأرضية تدريجيًا بسبب التغيّر في مسارات الطاقة الحرارية، فالمعروف أن أشعة الشمس هي المسؤولة بشكل مباشر عن رفع درجة حرارة الأرض، ولكن اختلف هذا الأمر بسبب ارتفاع وتيرة النّشاطات البشرية، خاصةً الثورة الصناعية التي استحدثها، الأمر الذي سبَّب ارتفاعًا كبيرًا في درجة حرارة الغلاف الجوي، مما أدى إلى وقوع تغيير سلبي على مناخه ومكوّناته، ومن الجدير بالذكر أن العالم السويدي سفانت أرهنيوس هو الذي أطلق اسم الاحتباس الحراري على هذا التغير وقد وضع حجر الأساس في نظرية الاحتباس الحراري العالمي في يومنا هذا من خلال البحث الذي نشره عام 1896م بعنوان “تأثير حمض الكربونيك في الهواء على درجة حرارة الأرض”. ومما يزيد الأمر سوءًا ارتفاع نسب الغازات الدفيئة التي يمكن تعريفها على أنّها مجموعة محدّدة من الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، والتي تمتاز بقدرتها العالية على امتصاص الأشعّة تحت الحمراء، إذ تمتص تلك الغازات تلك الأشعّة المنبعثة من سطح الأرض من ثم تحتفظ بها في الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤدي إلى رفع درجة حرارة سطح الأرض، ومن أهم الغازات الدفيئة غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان الناتج عن تحلل المخلفات العضوية، وغازات أكاسيد النيتروجين، وغاز الأوزون، ومركبات الكلوروفلوروكربون المستخدمة في أنظمة التبريد وفي صناعات الدهانات والمبيدات، وغاز ثاني أكسيد الكبريت الناتج عن عمليات الحرق المختلفة، وكلما ازدادت نسب هذه الغازات ازداد خطر الاحتباس الحراري الذي يهدِّد البشرية جمعاء. أسباب الاحتباس الحراري توجد العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى مشكلة الاحتباس الحراري، وفيما يأتي ذكر أهمها: النشاط البشري والثورة الصناعية: تعدّ المسبب الأكبر بالإجماع على زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي وهي تمتص جزءًا من الأشعة تحت الحمراء فتزيد إجمالي كمية الإشعاع المنبعثة لأسفل نحو سطح الأرض، مما يؤدي إلى رفع درجة حرارة الغلاف الجوي، وبالتالي تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري، فالاحترار الملاحظ والملموس يستحيل عزوه إلى أسباب طبيعية بل كان هذا ضريبة التقدم الصناعي، الذي تسبب حرق الوقود الذي نجم عنه كميات ضخمة جدًا من الغازات الدفيئة المذكورة سابقًا، بالإضافة إلى انبعاث العديد من الغازات الضارة في الهواء والتي امتزجت مع الغازات الأخرى الموجودة في الغلاف الجوي لينتج عنها مركبات سامَّة قادرة على إلحاق الضَّرر بالإنسان وبجهازه التنفسي، ومن الأنشطة البشرية التي ساهمت في إنتاج غازات الدفيئة بكميات كبيرة: مدافن النفايات وحرقها: وتنبعث منها غازات الدفيئة والغازات السامة بما فيها غاز الميثان والتي تُطلقها النفايات كنتيجة لتحللها أو حرقها في الغلاف الجوي والتربة والمجاري المائية، مما يساهم في زيادة تأثير الدفيئة في ظاهرة الاحتباس الحراري. صناعة التعدين واستخراج المعادن: والمعادن هي المواد الخام المستخدمة في إنتاج ونقل وتصنيع البضائع، وتمثل مراحل التعدين بدءًا من الاستخراج ووصولًا إلى التسليم مصدرًا يعادل ما نسبته 5٪ من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة. الاستهلاك الزائد للموارد الطبيعية: وهو أيضًا يلعب دورًا رئيسيًا في تغير المناخ، فهي مسؤولة عن الإفراط في استغلال الموارد الطبيعية والانبعاثات من النقل الدولي للشحن، والتي تساهم في الاحتباس الحراري العالمي. ثقوب طبقة الأوزون: وسببها استنفاد الأوزون (O3) في طبقة الستراتوسفير أو طبقة الأوزون، وهي إحدى الطبقات الموجودة في الغلاف الجوي والمتكونة من غاز الأوزون، وهي طبقة تهدف إلى حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجيَّة الضارة المنبعثة من الشمس، ويعد استنزافها أحد أهم المسببات لمشكلة الاحتباس الحراري، ويحدث ذلك من خلال تفاعل الغازات الصّادرة عن الصناعات، ومنها مركبات الكلوروفلوروكربون مع طبقة الأوزون، إذ تنجم عنه ثقوب فيها، وبالتالي تعبر الأشعة والغازات الضارة عبرها لتنحبس وترفع درجة حرارة الأرض. قطع الأشجار: يُعد قطع الأشجار من العادات السيئة التي تؤدي إلى تقليل كميات الأكسجين الموجودة في الغلاف الجوي، وبالمقابل زيادة كميات ثاني أكسيد الكربون، وذلك لأن عمليات البناء الضوئي في النباتات تحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون لتنتج الأكسجين. آثار الاحتباس الحراري على البيئة توجد العديد من الآثار التي تنعكس سلبًا على البيئة، وفيما يأتي الظواهر التي نعاني منها، بالإضافة إلى المتوقع حدوثها: ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب ذوبان الجليد: الأمر الذي سيؤدي إلى غرق الجزر المنخفضة والمدن الساحلية. انقراض العديد من الكائنات الحية وهجرة أنواع أخرى: فالكائنات الحية التي لا تستطيع التكيف مع التغيرات الجوية القاسية انقرضت بينما هاجرت بعض الفراشات والثعالب والنباتات من الألب إلى الشمال أو إلى مناطق أكثر برودة. وقوع العديد من الكوارث الزراعية: مما أدى إلى خسارة العديد من المحاصيل وفقدان الكثير من الغابات نتيجة الأعاصير والعواصف وزيادة هطول الأمطار في بعض المناطق. تصحر مساحات كبيرة في مناطق مختلفة: بسبب التعرض لموجات حر وجفاف غير مسبوقة. التعرض لأحداث الطقس المتطرفة والتي يصعب السّيطرة عليها: مثل الفيضانات والعواصف وغيرها. ازدياد خطر حرائق الغابات: بسبب الجفاف وقلة الأمطار في بعض المناطق. انتشار بعض الأمراض: مثل الملاريا التي ينقلها البعوض، كما حدث في عام 2016 عندما انتشر فيروس زيكا.

تأثير الاحتباس الحراري على الكائنات الحية

قد يتسبب ارتفاع الحرارة الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري الكثير من الاثار السلبية ومن التاثيرات المتوقعةعلى النباتات وتشمل انتقال الحزمة النباتية بعيدا عن خط الاستواء باتجاه القطبين اذ قد تتحرك غابات العروض الوسطى بمعدل 200 كم في القرن اذ قد تختفي الغابات متساقطة الاوراق كما ان الغابات الصنوبرية في شمال اوربا ستتدهور اما التاثيرات على الحيوانات فتشمل انقراض عدد كبير منها بسبب التداخل بين درجات الحرارة وفعالياتها السلوكية والفسلجية والتكاثرية وتدمير بيئاتها ومديات تكيفتها ولذا يتوقع انقراضات واسعة ستحدث في عالم الحيوان.

أسباب الاحتباس الحراري

تتكوَّن غازات الاحتباس الحراري أو الغازات الدفيئة بسبب تجمّع عدد معين من الغازات في الغلاف الجوي، وهي: غاز ثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروجين، والميثان، والغازات المفلورة المعروفة باسم مركبات كلوروفلوروكربون (CFCs)، وتنتج الغازات الدفيئة بشكل طبيعيّ في الغلاف الجوي، إلّا أنّ الأنشطة البشريّة تُساهم في زيادة نسبتها ممّا يؤدي إلى التسبُّب بحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، وفيما يأتي توضيح للأسباب: الأسباب البشرية تساهم بعض الأنشطة البشرية في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن تلك الأنشطة ما يأتي: حرق الوقود الأحفوري أدّت الثورة الصناعية التي بدأت في منتصف القرن الثامن عشر إلى زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل كبير جداً من 280 إلى 387 جزءاً من مليون (ppm)؛ وذلك بسبب زيادة استخدام الوقود الأحفوري وزيادة احتراقه، ويزداد تركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي بنسبة تتراوح بين 2-3 جزء من مليون/عام، ومن المتوقَّع أن تزداد نسبته مع نهاية القرن الحادي والعشرين بشكل أكبر لتترواح بين 535-983 جزءاً من مليون، وبسبب زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الكرة الأرضية بين 1.4°-5.6° درجة مئوية بحلول عام 2100م. إزالة الغابات تغيّرت طرق الاستفادة من الأراضي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، إذ يتمّ حالياً إزالة الغابات خصوصاً في المناطق المدارية والاستفادة منها في استثمارات أخرى، وتساهم هذه العملية في زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مقدار الثُلث، والذي بدوره يؤدي إلى حدوث الاحتباس الحراري. الأنشطة الزراعية تؤدي الأنشطة الزراعية كاستخدام الأسمدة، وزراعة حقول الأرز، وطرق الري المُتَّبعة، وغيرها إلى زيادة تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى أنّ الاستخدام المفرط للأسمدة يزيد من نسبة أكسيد النيتروس (N2O) في الغلاف الجوي، كما أنّ عملية إزالة الغطاء النباتي يُغيّر من وضاءة الأرض (بالإنجليزية: Albedo) من خلال التغيُّر في كمية الأشعة الممتصة من سطح الأرض وكمية الأشعة المنعكسة. تربية الحيوانات تلعب تربية الحيوانات دوراً مهماً في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، فهي مسؤولة عن 18% من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، حيث تحتاج تربية الحيوانات إلى إزالة الغابات من أجل استخدام تلك الأراضي كمراعٍ للماشية، وهذا حصل في غابات الأمازون، حيث إنّ حوالي 70% من عملية إزالة الغابات كان سببها تربية المواشي، كما يُساهم انبعاث غاز الميثان الذي ينتج بشكل طبيعي من الماشية في زيادة نسبة الغازات الدفيئة، والتي بدورها تُفاقم مشكلة الاحتباس الحراري. تصنيع الإسمنت تساهم عملية تصنيع الإسمنت في زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وذلك أثناء مرحلة تسخين كربونات الكالسيوم، حيث ينتج من هذه العملية غاز ثاني أكسيد الكربون والجير، من جهة أخرى يساهم حرق الوقود الأحفوري المُستخدَم لتوفير الحرارة اللازمة لإتمام عملية التصنيع في زيادة نسبته أيضاً، وتُشكّل مساهمة الإنسان بانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في عملية تصنيع الإسمنت حوالي 5%، أمّا باقي ما تبقى فينتج من عملية حرق الوقود الأحفوري والعمليات الكيميائية المصاحبة لعملية التصنيع، إذ ينتج حوالي 900 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون عند إنتاج 1,000 كغ من الإسمنت. النفايات الصناعية ومكبّات النفايات تُنتج المصانع والعمليات الصناعية عموماً العديد من الغازات الضارة والتي يتمّ إطلاقها إلى الغلاف الجوي ممّا يؤدي إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، كما تزيد مكبّات ومدافن النفايات من انبعاث غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون اللذَين يساهمان بشكل كبير في زيادة تأثير غازات الدفيئة. الزيادة في عدد السكان يزداد عدد سكان العالم من عام إلى آخر، فيزيد الطلب على الطعام، والمأوى، واللباس، والعديد من المنتجات الصناعية، وهذا بدوره يزيد من عدد المصانع والعمليات الصناعية المرافقة لها، مما يساهم في ارتفاع نسبة انبعاث الغازات الضارة في الغلاف الجوي، وبالتالي يزداد تأثير الغازات الدفيئة، ومن جهة أخرى تؤدي الزيادة في عدد السكان إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري الذي يساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. الأسباب الطبيعية يوجد عدد من العوامل الطبيعية التي تساهم في زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، حيث كانت نسبة الغازات الدفيئة الناتجة عن العمليات الطبيعية متوازنة نسبياً منذ آلاف السنين، ولكن مع تغيّر الزمن تغيرت، وفيما يأتي ذِكر لبعض هذه العوامل: يساهم النمل الأبيض من خلال عمليات الهضم التي يقوم بها في زيادة انبعاث غاز الميثان. تساهم الحيوانات المجترة البرية والحيوانات العاشبة الصغيرة في زيادة انبعاث غاز الميثان. تساهم حرائق الغابات في زيادة انبعاث العديد من الغازات الضارة، مثل: أول أكسيد الكربون، والميثان، وثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروس، وأكاسيد النيتروجين بشكل عام. تساهم الأنظمة البيئية للأراضي الرطبة في زيادة انبعاث غاز الميثان. تساهم الأنظمة البيئية للأراضي كالمراعي، والغابات، والسافانا في زيادة انبعاث أكسيد النيتروس. تساهم المياه العذبة كالبحيرات، والجداول، والأنهار، والأراضي الرطبة، في انبعاث الغازات الدفيئة كغاز الميثان وأكسيد النيتروز، وثاني أكسيد الكربون. النشاطات البركانية. التحلل الطبيعي للحيوانات والنباتات. انصهار قمم المناطق الجليدية.

مشكلة الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري (بالإنجليزية: Global warming)‏ ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون،وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو. هذه الغازات تسمى بالغازات الدفيئة لأنها تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، وهي الظاهرة التي تعرف باسم الاحتباس الحراري. ولوحظت الزيادة في متوسط درجة حرارة الهواء منذ منتصف القرن العشرين، مع استمرارها المتصاعد، حيث زادت درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار 0.74 ± 0.18 °م (1.33 ± 0.32 فهرنهايت) خلال القرن الماضي. وقد انتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية إلى أن غازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤولة عن معظم ارتفاع درجة الحرارة الملاحظة منذ منتصف القرن العشرين، في حين أن الظواهر الطبيعية، مثل الضياء الشمسي والبراكين، لها تأثير احترار صغير منذ عصور قبل الصناعة حتى عام 1950 وتأثير تبريد صغير بعد ذلك.

درجة الحرارة اليوم هي تقريباً ضعف الدرجة قبل 200 عاماً. أسباب حدوث الاحترار العالمي مختلفة، يقول بعض العلماء أن التلوث هو السبب الرئيسي، بينما يقول البعض الآخر أنه تغير في الطبيعة. وتوجد عدة نظريات تفسر هذه الزيادة. يتوقع بأن تزداد درجة حرارة سطح العالم بمقدار 1.4° إلى 5.8° سيليزية من عام 1990 حتى 2100، ومعدل درجة سطح العالم الآن هو 0.6° سيليزية.

أيدت هذه الاستنتاجات الأساسية أكثر من 40 في الجمعيات العلمية وأكاديميات العلوم، بما في ذلك جميع الأكاديميات الوطنية للعلوم في الدول الصناعية الكبرى.

النموذج البيئي الملخص في تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية أشار إلى أن درجة حرارة السطح العالمية سترتفع على وجه محتمل بمقدار 1.1 إلى 6.4 °م (2.0 إلى 11.5 درجة فهرنهايت) خلال القرن الحادي والعشرين. أتى عدم اليقين في هذا التقدير من استخدام نماذج ذات حساسية مناخية مختلفة، واستخدام تقديرات مختلفة للانبعاثات المستقبلية لغازات الدفيئة. وشملت بعض الشكوك كيف أن الاحترار والتغيرات المرتبطة به ستختلف من منطقة إلى أخرى في جميع أنحاء العالم. تركز معظم الدراسات على الفترة الممتدة حتى عام 2100. إلا أن المتوقع أن يستمر الاحترار إلى ما بعد عام 2100، حتى لو توقفت الانبعاثات، بسبب ضخامة السعة الحرارية للمحيطات والعمر الطويل للغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

إن زيادة درجات الحرارة العالمية سيؤدي إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، وتغير كمية ونمط هطولات الأمطار، من المحتمل أيضا توسيع الصحاري المدارية. من المتوقع استمرار انحسار الأنهار الجليدية، والأراضي دائمة التجلد، والبحر المتجمد، مع تأثر منطقة القطب الشمالي بصورة خاصة. والآثار المحتملة الأخرى تشمل انكماش غابات الأمازون المطيرة، والغابات الشمالية، وزيادة حدة الأحداث المناخية المتطرفة، وانقراض الأنواع، والتغييرات في المحاصيل الزراعية.

لايزال النقاش السياسي والشعبي يبحث عن الاستجابة الملائمة لظاهرة الاحترار العالمي. الخيارات المتاحة هي التخفيف من الانبعاثات؛ التأقلم للحد من الأضرار الناجمة عن الاحترار، واستخدام هندسة المناخ لإبطال الاحترار العالمي. وقعت معظم الحكومات الوطنية وصادقت على اتفاقية كيوتو الرامية إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. ومن الحلول المقترحة التقليل من استعمال. وسائل النقل وغيره من كل مايسبب انبعاث الغازات السامة

هنالك إجماع علمي على أن الزيادة في نسبة غازات الدفيئة في الهواء الجوي يعود إلى النشاط البشري الذي يعد المسبب الأكبر للاحترار المقاس منذ بداية الثورة الصناعية، وعلى أن الاحترار الملاحظ لا يمكن عزوه بشكل مقنع وملائم إلى مجرد أسباب طبيعية. تعد فترة الخمسين سنة الماضية هي الفترة التي تم فيها الانتباه والتركيز على هذه الظاهرة، حيث بدأت القياسات الفعلية والمتكاملة لتحديد الازدياد في درجة حرارة الأرض، وإن كان موضوع الاحترار العالمي قد بدأ الاهتمام فيه قبل ذلك.

اكتشف الاحتباس الحراري من قبل جون فورييه عام 1824، إلا أن سفانت أرينيوس هو أول من قام بتحديد هذه الظاهرة كمياً عام 1896. يمكن تعريف الاحتباس الحراري باختصار بأنه الظاهرة التي يؤدي فيها امتصاص وإصدار الأشعة تحت الحمراء إلى تسخين سطح الأرض نتيجة ازدياد تركيز الغازات الدفيئة في الهواء الجوي.

إن الغازات الدفيئة الطبيعية (أي غير الناتجة من الأثر البشري) لها أثر احترار متوسط مقداره حوالي 33°س، والذي بدونه تصبح الحياة على الأرض غير ممكنة .

غازات الدفيئة الرئيسية هي بخار الماء، والذي يسبب 36 إلى 70% من الاحتباس الحراري (بدون احتساب الغيوم)، وغاز ثنائي أكسيد الكربون (CO2)، والذي يسبب 9 – 26%، والميثان (CH4)، المسبب من 4 إلى 9% من الاحتباس الحراري، والأوزون والذي يسبب 3 – 7%.

أدى النشاط البشري إلى منذ الثورة الصناعية إلى ازدياد نسبة طرح غازات الدفيئة في الهواء الجوي، خاصة غازات ثنائي أكسيد الكربون والميثان بالإضافة إلى الأوزون في طبقة التروبوسفير ومركبات كلوروفلورو الكربون وأكسيد النيتروس. إن تركيزا كل من CO2 و CH4 في الهواء الجوي قد ازداد بنسبة 36% و148% على الترتيب منذ أواسط القرن الثامن عشر. تعد هذه المستويات أعلى من أي قيمة تم تسجيلها أو تحديدها في 650,000 سنة الماضية بناء على البيانات المستحصلة من عينات جليدية. في حين أن بعض الأدلة الجيولوجية غير المباشرة تشير إلى أن قيم CO2 لم تبلغ مثل ها المستوى الراهن إلا قبل حوالي 20 مليون سنة… إن حوالي 75% من نسبة الازدياد في غاز ثنائي أكسيد الكربون تعود إلى حرق الوقود الأحفوري خلال العشرين سنة الماضية، في حين أن الباقي يعود أغلبه إلى الاستهلاك البشري للموارد الطبيعية مثل إزالة الغابات.

لا تزال العوامل المسببة للاحتباس الحراري موجودة في الوقت الراهن، كما أنها تتزايد باستمرار. لا يمكن الحد من هذه الظاهرة وضبط نسبة الازدياد المستقبلية إلا بحدوث تغيرات اجتماعية وتقنية وطبيعية. أعطى تقرير خاص من قبل اللجنة الدولية للتغيرات المناخية تصورات مختلفة حول تغير معدل الإصدارات والانبعاثات الغازية في المستقبل مشيراً إلى أن نسبة غاز CO2 ستزداد من 541 إلى 970 ppm (جزء من المليون) عام 2100 ،خاصة أن احتياطي الوقود الأحفوري سيكون كافياً في الفترة القادمة للوصول إلى مثل هذه المستويات، وذلك في حال تسخير واستغلال كل من الفحم النفط الرملي وهيدرات الميثان بشكل كبير.

نتائج الاحتباس الحراري

ما هي نتائج الاحتباس الحراري

يؤدّي زيادة تراكيز غازات الدفيئة عن الحد الطبيعي في الغلاف الجوي، مثل: ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وأكسيد النيتروجين (N2O)، والميثان (CH4) الناتجة عن حرق الفحم، والغاز الطبيعي، والنفط إلى الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي أو ما يسمى بظاهرة الدفيئة، فهي تمتص الطاقة الحرارية المُنبعثة من سطح الأرض وتُعيد بثّها نحو الأرض مرّةً أخرى، فهي شبيهة بنوافذ البيت الزجاجي التي تسمح بدخول الضوء إلى داخله وتمنع الحرارة من الخروج منه، وكلّما زادت تراكيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي أصبحت احتماليّة احتباس الحرارة أكبر ممّا يجعل مناخ الأرض أكثر دفئاً. نتائج الاحتباس الحراري على الطبيعة من نتائج ظاهرة الاحتباس الحراري -ظاهرة الدفيئة- على الطبيعة ما يأتي: ارتفاع درجات الحرارة: تُقلّل زيادة غازات الدفيئة نسبة الأشعة تحت الحمراء التي تخرج من الأرض، ولاستعادة التوازن بين الأشعة الخارجة والداخلة إلى الأرض يسخن سطح الأرض والهواء المحيط به للتخلّص من الطاقة الزائدة، وقد أظهرت الدراسات أنّ درجة حرارة الأرض ستزداد بمقدار 1.4 درجة مئوية إلى 5.8 درجة مئوية بحلول نهاية عام 2100م. الإخلال بدورة المياه الطبيعية: يُسبّب الاحتباس الحراريّ تغيّر أنماط الهطول المطريّ؛ فبعض المناطق قد يتساقط عليها المزيد من الأمطار، في حين أنّ بعض المناطق الأخرى قد يتساقط عليها كميّات قليلة من الأمطار، كما أنّ ارتفاع درجات الحرارة يؤدّي إلى زيادة التبخّر ممّا يؤدّي إلى تغيّر الضغط الجويّ في دورة المياه. ارتفاع مستوى سطح البحار: يُسبّب ذوبان الجليد والثلج والتمدّد الحراري لمياه البحر ارتفاع مستوى سطح البحر؛ لذلك تُصبح المناطق الساحليّة مهددةً بخطر الغرق والفيضانات، وقد تسمح زيادة المياه الراكدة بانتشار الأمراض التي تنتشر عن طريق الحشرات مثل مرض لايم (بالإنجليزية: Lyme’s disease). التأثير على أنماط الطقس: يُسبّب الاحتباس الحراريّ والمناخ الدافئ حدوث المزيد من موجات الحر، والأمطار الغزيرة، وزيادة عدد العواصف وشدّتها. تأثيرات أخرى للاحتباس الحراري على الطبيعة: تناقص المياه وزيادة خطر حرائق الغابات؛ بسبب الجفاف الشديد، وذوبان الأنهار الجليدية، وذوبان الثلوج المُبكّر. إلحاق الضرر بالزراعة؛ بسبب ظهور آفات جديدة، وموجات حر، وأمطار غزيرة، وزيادة الفيضانات. انقراض العديد من الأنواع النباتية والحيوانية بسبب اختلال توازن المواطن التي تعيش فيها، مثل ما حدث للكثير من الشعاب المرجانية حول العالم ومروج جبال الألب. نتائج الاحتباس الحراري على الإنسان من نتائج ظاهرة الدفيئة على الإنسان ما يأتي: التأثيرات على الاقتصاد: يُسبّب ارتفاع مستوى سطح البحر تراجع المياه الجوفية العذبة لمسافة كبيرة إلى الداخل بعيداً عن الشاطئ، وبما أنّ أكثر من نصف السكّان يعيشون على بعد 100 كيلومتر من البحر في المناطق الحضريّة، فهذا يؤثّر في اقتصاد المناطق الساحلية والجزر المنخفضة. التأثيرات على الزراعة: أثبتت الدراسات أنّه على الرغم من أنّ زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجوّ يجعل نموّ النباتات أسرع، لكنّه في نفس الوقت يؤثّر على الدورة العامّة للغلاف الجويّ وقد يُغيّر من أنماط الهطول المطريّ، كما يُغيّر محتويات التربة الرطبة في مختلف القارات، وبما أنّ آثار الاحتباس الحراريّ على المُناخ غير معروفة بالكامل فإنّ آثاره على الغلاف الحيويّ غير معروفة أيضاً بشكل واضح، إلّا أنّه من المؤكّد أنّ للاحتباس الحراري تأثيرات سلبية على الزراعة، مثل: تناقص غلّة المحاصيل، وتقلّص مساحة الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة والتي تكون غالباً الأراضي الساحلية والنهرية، بالإضافة إلى المجاعات ومشاكل سوء التغذية التي تتبع ذلك. تفشّي الأمراض المعدية والحساسيّة: وذلك بسبب زيادة نمو النباتات المنتجة لحبوب اللقاح، وارتفاع مستويات تلوث الهواء، والظروف الجوية التي تؤدّي إلى انتشار مُسببات الأمراض والبعوض.

مراجع الاحتباس الحراري

لمعرفة المراجع اضغط هنا

حلول الاحتباس الحراري

أدّت الثورة الصناعيّة إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، ووفقاً لوكالة ناسا وصلت هذه الزيادة إلى حوالي 0.9° درجة مئوية فوق معدّلها الطبيعي، ويُجمع العلماء على أنّ السبب الرئيسي لهذه الزيادة يعود إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة كغاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وأكسيد النيتروس في الغلاف الجوي، إذ تحبس هذه الغازات الحرارة داخل الغلاف الجوي ما يؤدي إلى تغيُّر المناخ تبعاً لذلك، وقد زادت نسبة تلك الغازات بشكل واضح في أواخر القرن التاسع عشر بسبب استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير في الصناعة، والنقل، وإنتاج الطاقة، وغيرها من القطاعات. وقد حذّرت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة (Intergovernmental Panel on Climate Change) اختصاراً (IPCC) في أحد تقاريرها لعام 2018م من الكوارث التي ستحصل في حال ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض إلى أكثر من 1.5° درجة مئوية، حيث ستتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر، وحدوث تغيّرات مناخية قاسية، وفقدان بعض الأنظمة البيئية بأكملها، لذا شدّدت اللجنة على ضرورة إيجاد حلول عالمية سريعة وجادّة وبعيدة المدى؛ من أجل التخفيف من مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو بنسبة 45% بحلول عام 2030م. الحلول الدولية للاحتباس الحراري تلعب الدول وحكوماتها دوراً مهماً في الحد من انبعاثات الكربون من خلال سن القوانين، ووضع اللوائح الفعّالة في هذا المجال كفرض ضريبة الكربون على المصانع والمؤسسات المعنيّة، وهناك إنجازات دوليّة مهمة للمساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ أو الاحترار العالمي أو ظاهرة الدفيئة، منها: جائزة نوبل للسلام تساهم جائزة نوبل للسلام (بالإنجليزيّة: Nobel Peace Prize) في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ من خلال تشجيع الأفراد على نشر المعرفة المتعلّقة بمشكلة بالتغيُّر المناخي وعلاقة الإنسان به، والتشجيع على وضع حلول من أجل الحد من تلك الظاهرة، وفي عام 2007م استحقَّ كل من اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة (IPCC) ونائب رئيس الولايات المتحدة سابقاً ألبرت أرنولد غور (Albert Arnold Gore) جائزة نوبل للسلام مناصفة بسبب إنجازاتهما في ذلك المجال. قمة العمل المناخي 2019 تمّ عقد قمة العمل المناخي (بالإنجليزيّة: Climate Action Summit) في 23 أيلول/ سبتمبر عام 2019م بهدف تحقيق التعاون بين الأطراف المشاركة لإيجاد إجراءات سريعة وفعّالة لمواجهة مشكلة التغيُّر المناخي، وذلك من خلال عقد اجتماع مع قادات حكومات العالم، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، وقد تمّ وضع مجموعة من الأسس والحلول المشتركة والمتعلّقة بالصناعات الثقيلة، والطاقة، وغيرها من القطاعات التي لها دور بارز في حل هذه المشكلة، وتمّ الاتفاق على عقد قمة أخرى عام 2020م لتجديد الالتزامات. اتفاقية كيوتو بدأت العديد من الدول عام 1995م بإجراء مفاوضاتها لمحاولة إيجاد حلول لظاهرة التغيّر المناخي، وبعد عامين من ذلك تمّ عقد اتفاقية كيوتو (بالإنجليزيّة: Kyoto Protocol) التي تضمّ مجموعة من الدول الملزمة قانونيّاً بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة حسب أسس وأهداف متفق عليها، وقد تمّ تقسيم الاتفاقية إلى فترتين: الفترة الأولى بدأت عام 2008م واستمرت حتى عام 2012م، أمّا الفترة الثانية بدأت عام 2013م ومن المفترض انتهاؤها مع نهاية عام 2020م، وحالياً تّضم الاتفاقية 192 طرفاً. اتفاقية باريس تمّ عقد مؤتمر في باريس عام 2015م، ومن خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (United Nations Framework Convention on Climate Change) اختصاراً (UNFCCC) تمّ التوصّل إلى اتفاق تاريخي- اتفاقية باريس (بالإنجليزيّة: Paris Agreement)- يهدف إلى تكثيف وتسريع الإجراءات التي تساعد على مكافحة التغيّر المناخي وتخفيض نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وقد تميّزت اتفاقية باريس عن غيرها من الأنشطة بتوحيد جميع الدول بما فيها الدول النامية في قضية التغيّر المناخي وإيجاد حلول مشتركة لمكافحتها، كما تهدف الاتفاقية بشكل أساسيّ إلى تعزيز استجابة جميع الدول لمواجهة خطر التغيّر المناخي من خلال محاولة منع ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض إلى أكثر من 1.5° درجة مئوية فوق معدّلها الطبيعي. الحلول الفردية يُمكن اتخاذ العديد من الممارسات الفردية للمساهمة في التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة، وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ، وفيما يأتي ذِكر لها: إعادة التدوير: تساعد عملية إعادة التدوير على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، إذ يُمكن توفير حوالي 1089 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً في حال تمّ إعادة تدوير نصف نفايات المنزل. التقليل من استخدام مكيّف الهواء: يُمكن التقليل من استخدام المكيّفات من خلال إضافة مواد عازلة في جدران المباني، وعزل الأبواب والنوافذ، ما يساهم في الحفاظ على درجة الحرارة معتدلة داخل المبنى في جميع الأوقات، ويُقلل من كمية الطاقة اللازمة لتدفئة وتبريد المبنى، وبالتالي خفض تكاليف التدفئة إلى 25%، كما يُمكن استخدام منظِّمات حرارة مبرمجة على المكيّفات توفّر حوالي 907 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. استخدام المصابيح الموفرة للطاقة: يساعد استبدال المصابيح الموفِّرة للطاقة كمصابيح الفلورسنت بالمصابيح العادية المتوهجة على توفير الطاقة، إذ تستهلك مصابيح الفلورسنت مقداراً أقل من الطاقة المُستهلَكة من المصابيح المتوهجة بمقدار الثلثين، كما أنّها تصدر حرارة أقل بنسبة 70% من المصابيح العادية المتوجهة، وتدوم لفترة تصل إلى 10 أضعاف المصابيح العادية المتوجهة، وفي حال تمَّ استبدال مصابيح الفلورسنت بالمصابيح العادية في كلّ منزل سيتمّ التخلّص من حوالي 40.8 مليار كغ من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وهذا يُعادل التخلُّص من 7.5 مليون سيارة من الشوارع. استخدام منتجات موفّرة للطاقة: يساعد استخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية الموفّرة للطاقة على التقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة. استخدام كميات أقل من الماء الساخن: يتمّ ذلك من خلال عدد من الإجراءات كضبط سخان المياه الكهربائي على درجة حرارة معينة وتثبيته على تلك الدرجة، واستخدام رؤوس الدوش ذات التدفّق القليل ممّا يساعد على توفير المياه الساخنة، وتساهم تلك الممارسات في توفير ما يقارب 159 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومن جهة أخرى فإنّ استخدام المياه الدافئة أو الباردة في الغسيل بدلاً من المياه الساخنة يُقلل من الحاجة إلى تسخين المياه، وبالتالي توفير الطاقة اللازمة لتسخينها، وتساهم هذه الممارسة في الحد من انبعاث حوالي 227 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في حال تمّ تطبيقها في معظم المنازل. إطفاء الأجهزة غير المُستخدَمة: يساهم إطفاء الأجهزة الكهربائية والإلكترونية غير المُستخدَمة كالحاسوب، والتلفاز، والمكيّف، وإطفاء المصابيح في الغرف غير المستعملة، وإغلاق صنبور الماء أثناء تنظيف الأسنان، واستخدام الكمية المناسبة من الماء أثناء غسيل السيارة في توفير الطاقة الكهربائية، وبالتالي الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ. تشجيع الآخرين على الحفاظ على الطاقة: ويتمّ ذلك من خلال تبادل المعلومات المتعلّقة بهذا المجال -كعملية إعادة التدوير والطرق المناسبة في توفير الطاقة- مع كلّ من الجيران، والأقارب، والأصدقاء، كما يُمكن تبادل المعلومات مع الزملاء في العمل، وتشجيع الموظفين على اتّباع الطرق المناسبة لتوفير الطاقة. التقليل من استخدام المركبات: يؤدي التقليل من قيادة المركبات والاستعانة بركوب الدراجات الهوائية والمشي إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، وتوفير البنزين في نفس الوقت، ومن المهم التأكد من كفاءة المركبة وفعالية الإطارات قبل القيادة؛ لأنّ ذلك يساعد على استهلاك كمية أقل من البنزين لقطع نفس المسافة، كما أنّ توفير 3.78 لتر من الوقود يساهم في تقليل حوالي 9 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. تجنُّب استخدام المنتجات ذات الكثير من مواد التغليف والتعبئة: يؤدي تقليل كمية النفايات بنسبة 10% إلى توفير حوالي 544 كغ من ثاني أكسيد الكربون. استخدام مُنظّمات الحرارة: إنّ تثبيت مُنظّمات الحرارة على المكيفات على درجة معينة معينة يُساعد على توفير 907 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. التزام الشركات بالمصادر المستدامة: تستطيع الشركات المساهمة في الحد من انبعاث الغازات الدفيئة عن طريق التزامها بالمصادر المستدامة، مثلاّ تُعدّ شركة إيكيا مصدر إلهام لكيفية الاستفادة من المصادر المستدامة في صنع منتجاتها الخشبية، وتُعدّ شركة أبل مثالاً آخر على كيفية الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة. زراعة الأشجار: تُعدّ عملية زراعة الأشجار من الإجراءات المهمة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ، إذ إنّها تُطلق غاز الأكسجين إلى الغلاف الجوي وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون، وتستطيع شجرة واحدة امتصاص طن واحد تقريباً من ثاني أكسيد الكربون خلال فترة حياتها، لذا من المهم الحد من عملية إزالة الغابات والاهتمام بشكل كبير في عملية الزراعة وجعلها أكثر كفاءة. الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة: يساهم استخدام الطاقة المتجددة كطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية، وغيرها في التقليل من التلوث الجوي، بالإضافة إلى تكلفتها المناسبة، وقدرتها على تلبية احتياجات العالم من الطاقة مع الحفاظ على البيئة. إنّ اتّباع هذه الممارسات سيؤدي إلى الحد من استخدام الطاقة، وهذا بدوره يؤدي إلى التقليل من استهلاك الوقود الأحفوري الذي ينتج عن احتراقه انبعاثات الغازات الدفيئة، وبالتالي المساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراريّ.

 

السابق
تأثير الرعي الجائر على البيئة
التالي
مستشفيات شركة اتحاد الخليج للتأمين التعاوني

اترك تعليقاً