منوعات

الفرق بين الخوف والرجاء

تعريف الرجاء عند ديكارت

الأمل أو الرجاء هو ميل الإنسان لتصديق وإقناع نفسه بأن ما يرغب به سيحصل عليه بالتأكيد ، الأمر الذي يتم بناءً على حركة معينة للأرواح وهي خليط من الفرحة والرغبة .

تعريف الخوف عند ديكارت

الخوف هو أمر مختلف تمامًا ينبع من الروح أيضًا ، لكنه يجعل الإنسان يميل لفكرة أنه لن يستطيع تحقيق الهدف ولن يحدث ما ينتظره ، وبالرغم من الاختلاف الكبير بين الأمل والخوف إلا أنهم من الممكن أن يلتقوا في روح واحدة في آن واحد ، حين يبدأ الإنسان في ترتيب الأفكار التي تدعم فرضية تحقيق الهدف والأفكار الأخرى ، أو الأسباب التي تنفي تلك الفرضية .

ما هو الرجاء

تعريف الرجاء: هو تعلق القلب بحصول شيء محبوب في المستقبل.

وقيل: هو الاستبشار بجود الله وفضله، والطمع في إحسانه وعطائه، مع بذل الجهد وحسن التوكل.

الفرق بين الخوف والرجاء

في حال كان الأمل قويًا فهو قادر على طرد الخوف نهائيًا ، ولطالما كان الأمل هو العلاج الفعال للكسل والسلبية كما أن التفاؤل والتشاؤم محركان أساسيان للكسل حذر منهما الفيلسوف وعالم النفس إريك فروم لكنه شدد على أهمية الكفة الأخرى المقابلة لهما وهي الأمل الذي يجعلنا قادرين على تصور أقصى مانتخيل وفي الوقت نفسه يجعلنا نفعل ما هو ضمن حدود إمكاناتنا .

الرجاء أو الأمل هو القوة التي لا يجب عليك الاستسلام لها كما كتبت ريبيكا سولنيت بعد مرور جيلين من مقالها المضئ حول دور الأمل في حياتنا بأوقاتنا المظلمة ، بينما رأى الفيلسوف جوناثان لير أن ” الأمل الجذري ” هو نوع يتوقع الخير بعكس ما يعتقد أولئك الذين يمتلكون الأمل ، ولكن ربما كان هذا التوقع للخير في منافسة دائمة مع المجهول الذي يظل يبقي على احتمال مخيف بعدم الحصول على ما نأمل فيه وما قد يعرضنا لنوبات اليأس .

هذا الأمر الذي كشف لنا على مر العمر أن الخوف والرجاء وجهان لعملة واحدة ، متكاملان بشكل مخيف وهو ما تناوله الفيلسوف الفرنسي وعالم الرياضيات رينيه ديكارت في آخر أعماله ” شفيع العقل ” في ” قسم العواطف ” .

عن اندماج الخوف والأمل في كل فكر قال ديكارت موضحًا: عندما يبدأ أي شخص في التفكير حول إمكانية حصوله على سلعة ما فإنه يولد لديه الرغبة لتحقيق الهدف ثم يسأل نفسه هل سيشعرني الحصول عليها بالرضا حقًا ثم ينشأ بداخله الأمل وهو ما يعبث في إثارة الخوف وربما الغيرة ، فهو يعد العامل الأساسي المشترك بين الأمل والخوف .

الفرق بين الخوف والرجاء عند ديكارت

بالرغم من أن الشعورين من الممكن أن يجتمعًا دون أن يقضي أحدهما على الآخر إلا أن الخلل الحاد بينهما قد يسبب أضرارًا ، فبينما ترتفع نسبة الخوف بشكل كبير فهي تطرد الأمل من داخلنا مما يعرضنا للشعور بالعجز التام وربما اليأس وهذا اليأس يجعلنا نرى الأهداف مستحيلة ينطفئ الشغف بداخلنا تمامًا ” لأن الرغبة لا تحتمل إلا الأشياء المحتملة ” .

أما تصديق الأمل الجارف أو التفاؤل بشكل كبير يجعلنا نطرد الخوف تمامًا من داخلنا ويحل محله الرضا ، ويقول ديكارت أن الشعور بالقلق والإصرار أفضل من إعاقة الإبداع ، فإن التفاؤل الزائد يولد الثقة والرضا فعند اليقين بأننا سنصل إلى ما نريد ونحن مازلنا في مرحلة تحقيق ما نرغب ، فإن الشغف يقل بداخلنا وتبرد انفعالاتنا .

السابق
نظريات الذكاء الاجتماعي
التالي
طريقة زراعة بذور الكتان

اترك تعليقاً