تنمية بشرية

اختبار يقيس عقدة النقص

عقدة النقص تُعد أحدى المفاهيم النفسية التي انتشرت كثيرًا في الوقت الحالي، وفيها يقوم الأشخاص بأفعال تتميز بالغرابة وتكون غير متوقعة، وغالبًا تكون أفعال سلبية وشديدة في حدّتها، وعندما تتكرر تلك الأفعال من نفس الفرد، يُطلق عليها عقدة النقص، ووقتها يقوم الفرد بإعطاء ردود أفعال معيّنة في المواقف المختلفة تعبر عن شعوره بالنقص، كأن يتباهى الشخص بجماله وأناقته دون مبرر بصورة قد تسبب الإحراج للآخرين.

الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس

يعتمد بناء الشخصية وتكاملها واتزانها على القناعات التي تتبناها الذات وتعكسها على نفسها لتصنع وتحقق النجاح والرضا الداخلي ، ومن اهم هذه الصفات صفة الثقة بالنفس فهي قوة عظيمة توقد دافعية للفرد وتعزز توجهه نحو تغطية النقص لديه من احتياجاته ومتطلباته الاساسية المعيشية والعملية والحياتية ، وتعزز توجهه لتحقيق الهدف حين تشعل فيه روح العمل والاحساس بالمسؤولية دون ملل او كسل لمواجهة التحديات المعيشية . بينما حالة انعدام الثقة بالنفس لتغطية النقص فانه نوع من انواع العجز الذاتي وهو اقرار سلبي اتجاه الذات التي يفقد فيها قدرته على العمل المضاعف والانجاز الايجابي ، خالقاً العديد من المبررات التي تمنعه من خوض معركة التحدي لتغطية النقص اياً كان نوعه ، كذلك فان شعور الانسان بالنقص هو إحساس طبيعي يحصل عند الانسان المدرك لاحتياجاته وضرورياته المعيشية والحياتية ، حيث يمده هذا الشعور بالطاقة والاندفاع من اجل سد تلك الحاجات وتحقيق الانجازات لتغطية المتطلبات . والذي لا يشعر بالنقص في ظل تزايد الازمات فانه لن يحقق متطلباته المعيشية والحياتية وحتى العملية وتتفاوت درجات هذا الشعور بين الناس فمنهم من يحمله شعوراً خفيفاً ، ومنهم من يظهر عليه بشكل واضح وبارز ، وان فقدان هذا الشعور والاستسلام للامر الواقع له دلالات غير صحية حيث يمتاز حينها الشخص بالخمول والبلادة ، كذلك فان هناك اشخاصاً يبالغون فيه حيث يوصفون حينها ( بعقدة النقص ) فتجده يعمل لتغطية ذلك النقص متجاوزاً القيم والاخلاق والاعراف ، وتصاحبه ضغوط نفسية لها مضاعفات متعددة تنعكس على اسلوب عمله وحياته وسلوكه فمنهم من يلجأ الى اساليب وممارسات سلبية ولا اخلاقية . بينما الشخص الذي يشعر بالنقص لتغطية احتياجاته الاساسية في ظل المتغيرات والمستجدات والقرارات ، ويبحث بالطرق المتعددة السليمة عن تغطية اماكن الضرر ويسد احتياجاته فان ذلك مصدر حث وطاقه تدفع بالشخص الى سبل التعويض الايجابي ، ويبحث عن المصادر التعويضية لذلك باسلوب اخلاقي وفكري وعلمي وعملي ، وهناك يلعب العامل الوراثي دوراً في ذلك حيث نجد التباين بين الاشخاص وفي ردود افعالهم امام النقص كذلك عامل الشخصية العقلانية بالقالب او بالجوهر فصاحب الخلق القبيح منبوذ بالاسلوب والسلوك لتغطية النقص ، او الذي عنده سطحية في التفكير او الفهم للاسلوب او الطريقة لتغطية النقص ، كذلك فان البيئة او الوسط الاجتماعي بعاداته وثقافاته ومعتقداته يؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على حالة الشعور بالنقص وعلى مضاعفاتها وردود الفعل التعويضية عندهم ، والتي قد تتباين من شخص لاخر من خلال مؤشرات ومؤثرات تحفيزية . وكلنا يعلم ان هناك اثرياء يشعرون بالنقص ، امام اثرياء اغنى منهم ، كذلك هناك اذكياء يشعر البعض منهم بالنقص امام من هو اذكى منه كذلك فان هناك بعض الفقراء لا يوجد لديهم شعور او احساس بالنقص حيث لا نجد لديهم الاهتمام بان يعمل او يتدرب او يتأهل للعمل لتغطية احتياجاته من عمله وكسبه الحلال ليبقى ينتظر الدعم المعنوي والمادي . بينما نجد ان هناك من يرسب في الامتحان بسبب بعض المواد ، تجده يدرس بشكل مستفيض حتى يحقق النجاح من خلال الاجتهاد وهذا تعويض ايجابي .

أعراض الشعور بالنقص

من المهم التعرف على أعراض وعلامات عقدة النقص كي يتمكن الناس من فهم أنفسهم بشكل أفضل، وطلب المساعدة من المختصين للتعامل مع هذه الحالة بالشكل الأفضل. وبعض أعراض عقدة النقص الأبرز هي:

  1. الانسحاب الاجتماعي:عادةً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص بعدم الارتياح حول الآخرين، خاصة في الأماكن المزدحمة. هذا بسبب اعتقاد متخيل بأن الآخرين سوف يكتشفون أنهم لا يتناسبون مع المجموعة، مما يجعلهم يشعرون بالحرج،غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص مشكلة في تكوين صداقات جديدة أو الحفاظ على الأصدقاء لديهم، لأنهم يشعرون أنهم ليسوا جيدين بما يكفي وأن الأصدقاء قد لا يحبونهم ولا يفضلون تواجدهم معهم.
  2. تتبع الأخطاء والعثرات لدى الآخرين:من العلامات الرئيسية على عقدة النقص هي الرغبة في جعل الآخرين يشعرون بالنقص وعدم الكفاءة أيضًا. لا يتحرك الفرد الذي يعاني من عقدة النقص لانتقاد الآخرين بسبب الرغبة في المساعدة وتحقيق النجاح في شيء ما، وبالتالي، فإنه لا يقوم بتدريب نفسه على إدراك الصفات الإيجابية في الآخرين وتكميلها،وللشعور بالراحة تجاه أنفسهم، يميل هؤلاء الأفراد إلى جعل الآخرين يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم أيضًا من خلال تتبع الأخطاء والإشارة إلى جوانب النقص الموجودة في لآخرين. كما أنهم لا يتحملون مسؤولية إخفاقاتهم وأخطائهم، ويلقون باللوم على الآخرين.
  3. قلق الأداء:يشعر الشخص المصاب بعقدة النقص بالفعل بأنه لا يمكنه تحقيق ما يفعله الآخرون في مهمة معينة، وبالتالي، إذا وضعوا في موقف يتعين عليهم فيه إكمال المهمة، فقد يشعرون بالقلق الشديد،قد تجد نفسك تشعر بالقلق الشديد عند مطالبتك بغناء أغنية أو تشغيل جهاز، على سبيل المثال. يحدث هذا بسبب الخوف من الفشل أو الخوف من الضحك أو الانتقاد، نتيجة لشعورك بعدم كفاية واعتقادك بأنه لا يمكنك القيام بالمهمة.
  4. السعي لكسب الانتباه:للفرد الذي يعاني من عقدة النقص حاجة قوية إلى أن يشعر بكونه محبوبًا والتحقق من ذلك. عقدة النقس تسلب من الفرد الشعور السليم بالذات والشعور بالقيمة، لذلك يسعى في مقابلة ذلك إلى التحقق بشكل هوسي من نظرة الآخرين إليه.

علامات الإحساس بالنقص

أولاً: الشخصية المتزعزعة تحاول نقل ذلك الإحساس إلى الشخص الذي تتحدّث إليه، وذلك حين يبدأ الأخير بالتساؤل عن مدى كفاءته الذاتية فقط لدى حضور شخص معيّن. ذلك يعني أنّه يعكس حالته غير المستقرّة عليك.

ثانياً: يحاول أصحاب تلك الشخصية إظهار إنجازاتهم، فيتحدّثون باستمرار عن نظام حياتهم الرائع ويروّجون للجامعات التي تخرّجوا منها أو يتباهون بأطفالهم بغية إقناع أنفسهم بأنّهم ذو قيمة.

ثالثاً: يسعى هؤلاء إلى التباهي المتواضع بشكل مبالغ فيه، أي يحاولون بطريقة مبطّنة إعلامنا بأسلوب حياتهم الفاخر، مثلاً قد يشكون من متاعب السفر بإشارة منهم إلى أهمية وظيفتهم أو طول الوقت الذي يمضونه وهم يراقبون أطفالهم يلعبون رياضة الهوكي ليبلغوا عن فوزهم فيها.

رابعاً: هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من النقص يرغبون في إظهار أنهم يمتلكون معايير عالية قد نرى فيها نوعاً من التكبّر أو التعالي، وهم في الواقع يرغبون في الادّعاء بأنّهم أفضل من أي شخص آخر.

الإحساس بالنقص عند الرجل

يعتقد كثير من العلماء أن إحساس الرجل بالنقص يزيد أو ينقص تبعاً لعلاقته بأمه وبأبيه. ويرى بعضهم أن العلاقة بين الأم والأب داخل الأسرة الأبوية الحديثة تزيد من إحساس الطفل بالنقص وذلك لسببين:
سيطرة الأب بسبب قوانين الأسرة.
شدة التصاق الأم بطفلها بسبب تفرغ الأمهات للأمومة.
وأثبت بعض علماء النفس أن العلاقات غير المتكافئة داخل الأسرة رسبت في نفوس الأطفال الذكور والإناث عقد النقص. لكنهم وجدوا أن إحساس الذكر بالنقص يختلف عن إحساس الأنثى بسبب اختلاف التربية التي يتلقاها كل منهما. فالولد يتربى على أن الذكورة قوة وسيطرة وامتلاك، وتتربى البنت على أن الأنوثة ضعف وخضوع وطاعة وإرضاء للرجل بأي شكل. وأصبح جمال الرجل في قوته الذكورية وسيطرته وثروته التي يمتلكها من مال أو أرض، وأصبح جمال المرأة في جسدها وشعرها وبشرتها ورموشها.
ويرتبط الشعور بالنقص في كل من الرجل والمرأة حسب هذه المقاييس التي وُضِعَت للذكورة والأنوثة فالمرأة قد تتصور أنها غير مرغوبة جنسياً (لسبب من الأسباب وأهمها عند المرأة ألا تكون جميلة الشكل)، وتفقد الثقة في نفسها كامرأة، وتشعر بعقدة نقص، أي تشعر أن أنوثتها أقل من غيرها من النساء. وقد تكون هذه المرأة جميلة فعلاً بالمقاييس السائدة لجمال المرأة لكنها تعتقد في أعماقها أنها ليست مرغوبة. والمهم هنا هو الإحساس الداخلي وليس المظهر الخارجي، فالجمال شأنه شأن المال لا يمكن أن يعطي إحساساً بالثقة إنسان يفتقد هذه الثقة أصلاً داخل نفسه.

إن المرأة الجميلة قد تطرب لسماع كلمات الإعجاب من الرجل ولكنها تشعر في أعماقها أن هذا الإعجاب ليس موجهاً إليها ذاتها كشخص وإنما هو موجه إلى شكلها الخارجي، وهناك أيضاً الرجل الثري الذي يرضيه أن يكون محاطاً بالأصدقاء والمريدين ولكنه يشعر أن هؤلاء الناس يصادقونه من أجل ماله وليس لأنهم يسعدون بصداقته وصحبته.

لقد لوحظ أن أكثر النساء تزيناً وبهرجة وإظهاراً لجمالهن الجسدي الأنثوي هن أكثر النساء إحساساً بالنقص، وان محاولتهن الدائبة للمبالغة في التجمل والتزين ليست إلا مداراة أو تعويضاً عن ذلك الإحساس الدفين بالنقص وبأنهن نساء غير كاملات.
وكذلك الرجال، لوحظ أن أكثر الرجال استعراضاً وإبرازاً لعضلاتهم الجنسية والذكورية والصفات التي أشيعت عن الذكورة والرجولة من حيث القوة والقسوة وعدم الاكتراث بالنساء، لوحظ أن هؤلاء الرجال هم أكثر الرجال إحساساً بالنقص، وأن محاولتهم الدائبة للمبالغة في إبراز العضلات واستعراض صفات الرجولة ليست إلا مداراة أو تعويضاً عن ذلك الإحساس الدفين بالشك في رجولتهم.

وهناك من الأسباب الكثيرة في مجتمعنا ما يشكك الرجال في رجولتهم والنساء في أنوثتهم وما يرسب عقد النقص في نفوس الكثيرين من الشباب والشابات.
إن أجهزة الإعلام وبالذات التليفزيون، وأن الصحف والمجلات وبالذات المجلات المصورة، تعرض على الناس كل يوم بغير انقطاع ذلك السيل من الإعلانات التجارية لترويج البضائع، هذه الإعلانات التي ترتكز أساساً على أجساد النساء العاريات الجميلات الرشيقات الأنيقات أو أجساد الرجال ذوي القوة والعضلات والأسنان الناصعة البياض، ينظر الناس العاديون إلى هؤلاء بحسرة، يقارنون أنفسهم بهم، ويشعرون بعد كل مقارنة بتلك المسافة الكبيرة التي تفصل بينهم وبين الجمال، ويتحسرون في أعماقهم، ويخجلون من أجسادهم وتترسب في نفوسهم عقد النقص، وأنهم اقل ذكورة (أو أنوثة) منن هؤلاء الرجال أو النساء.
من أجل ترويج البضائع بهذه الإعلانات، من أجل أن يثرى ثراء فاحشاً هذه القلة من أصحاب السلع والصناعات المختلفة يتعذب ملايين الرجال والنساء في أعماقهم بسبب ذلك الإحساس بالنقص وعدم الاكتمال.
وقد اتضح أن عدد الرجال الذين يشعرون بنقص في رجولتهم أو ذكورتهم أكثر من النساء اللائي يشعرن بمثل هذا النقص في أنوثتهم. أن الرجل في حالة دائمة إلى أن يثبت رجولته وذكورته. وأنه في حاجة دائمة إلى ما يؤكد له أنه رجل، وأن رجولته قوية لا تضعف. وهو في حاجة إلى من يجدد له هذا التأكيد من حين إلى حين حتى يظل واثقاً من نفسه ومن رجولته.

ومن هنا نستطيع أن نفهم حقيقة هؤلاء الرجال الذين ينفشون أوداجهم (كالديوك) الذين ينظرون إلى الناس (وبالذات النساء) شذراً، الذين يبرمون شواربهم ويبرزون عضلاتهم ويدقون الأرض غطرسة وكبرياء، الذي يقول الواحد منهم عن نفسه أنه “حمش”، هؤلاء هم أكثر الرجال معاناة من عقدة النقص.
إن نضج الرجل (أو المرأة) مرتبط بقدرة هذا الرجل على التخلص من الإحساس بالنقص، هذا الإحساس الذي يترسب في نفسه كطفل تربى وعاش وسط أسرة أبوية احتلت فيها العلاقات الإنسانية بين الأم والأب من ناحية، وبين الأطفال والأهل من ناحية أخرى.
وأن نضج الرجل (أو المرأة) مرتبطاً أيضاً بقدرة هذا الرجل على التخلص من الإحساس بالذنب، هذا الإحساس الذي يترسب في نفسه كشخص عاش في أسرة ومجتمع بشري مزق الإنسان إلى جزئين متنافرين متناقضين هما الجسد والنفس، والصق تهمة الإثم بالجسد. إن الرجل الناضج هو الذي لا يفصل بين جسده ونفسه ويحس في أعماقه أنه شئ واحد، وهو ذلك الرجل الذي لا يشعر أن أقل من الرجل الوسيم ذي العضلات الذكورية الذي يطل عليه كل يوم من شاشة التلفزيون معلناً عن بضاعة جديدة، أو مؤدياً لدور البطل في فيلم من الأفلام. أنه الرجل الذي تصالح مع نفسه وجسده وتآلف مع جميع أجزائه الذكرية والأنثوية فلم يعد يخجله أن يبكي تأثراً، ولم يعد يخيفه أن يفشل عضوه الجنسي في الانتصاب أحياناً، ولم يعد يخفي رقته وحنانه وإنسانيته خوفاً من أن يُتهم بأنه ليس رجلاً، أو بأنه امرأة. أنه الرجل الذي وثق في نفسه وتغلب على عقدة النقص والخوف القديم من المرأة وأصبح يشعر أنه ليس أقل منها وأنها ليست أقوى منه وأن الرجل كالمرأة والمرأة كالرجل ولا يمكن الفصل بينهما، ولا يمكنن اعتبار أحدهما أسمى من الآخر.
إن مجرد تشبيه الرجل بالمرأة (لفظياً) يعد نوع من أشد الشتائم والإهانات للرجل ومن هنا ندرك كم يصبح النضج الحقيقي شيئاً متعذراً لكثير من الرجال، وكم يفضل الأغلبية الساحقة من الرجال أن يكونوا كما فرض عليهم المجتمع أن يكونوا بدلاً من أن يكافحوا من أجل أن يكونوا على حقيقتهم.

الشعور بالنقص والقصور أمام الآخرين

هل أنت تملك كل شيء؟ هل تحققت جميع الأهداف التي كنت تسعى جاهدًا للوصول إليها؟ وعندما يتحقق أحدها، هل تقف عند هذا الحد من الطموح أم أنك سترغب في تحقيق هدف آخر.. ثم آخر وآخر؟

ـ بالتأكيد أنت لا تملك كل شيء .. كما أنني لا أملك كل شيء .. ومن البديهي أن أحدًا لا يستطيع أن يملك كل شيء.. كما أن أحدًا لا يستطيع أن يقف عند حد معين من التطلع إلى الأفضل، وعندما لا نحصل على شيء ما مما نريد.. أو تقف عوائق في وجه تطلعاتنا.. قد نشعر بخيبة أمل.. ومن هنا يتولد شعورنا بالنقص وإن كان في معظم الحالات لا يستحق منا هذا العناء.

ـ إن الأشياء التي قد يقوم عليها الشعور بالنقص متنوعة.. متباينة.. فقد تكون ذات صلة بقصور عقلي، جسمي، معنوي، مادي، أو اجتماعي. وقد يتولد الشعور بالنقص من أمر ذي شأن كبير في عين الشخص وفي أعين الناس المحيطين به.. وقد يكون نابعًا من شعور مبالغ فيه عند الشخص.. فالأمر ذو شأن كبير في عين الشخص بينما ينظر إليه الآخرون بصورة طبيعية لا تحتمل وجود أي نقص فيه.. وفي كلتا الحالتين يعتبر الشعور بالنقص أمرًا طبيعيًا لدى البشر جميعًا ولا نستطيع النظر إليه على أنه أمر شاذ.. أو مرض نفسي كما ينظر إليه بعض الناس.. وعندما نؤمن بوجود نقص فينا نستطيع أن ننظر إلى النقص الموجود في الآخرين بصورة إيجابية، وذلك لأن الشاعر بالنقص هو ذلك الشخص الذي يخجل لأن فيه قصورًا ما يجعله مختلفًا عن غيره من الناس بطريقة غير مرغوب فيها.. ومن منا لا يحمل بين نواحي جسده أو عقله أو نفسه أو وضعه الاجتماعي قصورًا ما.

علاج الشعور بالنقص

ينبغي أن يكون فهم كيفية التغلب على المشاعر المرتبطة بعقدة الدونية محور تركيزك. ومن أجل تغيير طريقة تفكيرك، يجب أن تعرف ما الذي أنت بصدد مواجهته بالتحديد. والجدير بالذكر أن عقدة الدونية لا تعني أن تشعر بالسوء إزاء نفسك لفترة مؤقتة، بل هو شعور يستمر يومًا بعد يوم، وهو عبارة عن مشاعر سلبية تقبّلتها عن نفسك. مع ذلك، هناك طرق تساعدك على التخلص من هذه المشاعر مع مرور الوقت:

  1.  تحديد مصدر واحد: في الحقيقة، قد تشعر بأنك أقل قيمة من الكثيرين، وهي الطبيعة الرهيبة لعقدة الدونية. لكن الخبر السعيد هو أنه بإمكانك التركيز على شخص واحد لمساعدتك في تحديد نقاط ضعفك. فعلى سبيل المثال، اختر ما يُطلَق عليه “شخصا أعلى شأنا” وسل نفسك سؤالا واحدا: “لماذا أشعر بأنني أقل من هذا الشخص؟”. من هذا المنطلق، سيُساعدك تحليل الشخص الذي اخترته على بناء مستويات من الثقة،يمكنك أن تقول إنك تشعر بأن هذا الشخص أكثر جاذبية منك، وأكثر ذكاء وهو اجتماعي أكثر منك، ومن ثم باستطاعتك أن تبدأ بإيجاد أمر واحد يمكنك القيام به ويعجز الشخص الآخر عنه، ومما لا شك فيه أنك ستجد أمورا عدة لأنه لا وجود للإنسان المثالي. قد تكون هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها بشكل أفضل، ولكنك ركزت فقط على حالتك الدنيا مقابل حالتهم التي تبدو مثالية في الظاهر. لذلك، جرب هذه الطريقة في أقرب وقت ممكن وقد يفاجئك ما ستتوصل إليه.
  2.  الحوار الذاتي الإيجابي: في معظم الأحيان، يمكننا أن نتعلم الكثير عن كيفية التغلب على شعورنا بالنقص بمجرد التحدث مع أنفسنا بشكل إيجابي. كن صريحا، كم مرة قلتَ “أنا قبيح”، “لستُ جيدا بما فيه الكفاية”، أو “أتمنى لو كنت أشبه بشخص آخر؟”. أنا متأكدة من أننا جميعا وقعنا فريسة هذه الأفكار من وقت لآخر. ويتمثل المفتاح هنا في التدرب على مواجهة هذه الأفكار السلبية بأخرى إيجابية. ومقابل كل حديث سلبي نجريه مع أنفسنا، ينبغي أن نبذل ما في وسعنا لنحظى بحوارين إيجابيين. وبمرور الوقت، ستُلاحظ تغييرا كبيرا على مستوى ثقتك بنفسك. وإذا حدث أن أهانك شخص ما، ستكون مُسلحا ومستعدا للدفاع عن تقديرك لذاتك.
  3.  اعثر على الجذور: بطبيعة الحال، إذا كنت تريد معرفة كيفية تدمير عقدة الدونية، فيجب أن تتذكر من أين أتت. ربما لا فكرة لديك عن كيفية ظهور الحديث الذاتي والمشاعر السلبية. وفي حال واجهت الرفض أو صدمة ما في حياتك المبكرة، فقد تكون مشاعر الدونية عميقة الجذور، وبالتالي يجب استخراجها وفحصها. وبإمكانك البدء بتحليل نفسك أو يمكنك طلب المساعدة من مختص في هذا المجال، ذلك أن بعض الجذور تغوص عميقا في عقلك. وهناك بعض من هذه الجذور التي تمتد بعيدا، في حين يكون البعض الآخر كبيرا ما يعني أنها تشمل العديد من القضايا والمواقف والأشخاص من ماضيك. وعندها، تدخل عملية فك الجذور في اللعبة. ولمعالجة ثقتك في نفسك، يجب عليك اكتشاف هذه الجذور.
  4. انجذب نحو الأشخاص الإيجابيين: تظهر طريقة أخرى للتغلب على مشاعر الدونية والمتمثلة في إحاطة نفسك بأكبر عدد ممكن من الأشخاص الإيجابيين. فعندما تكون محاطا بأشخاص إيجابيين، يذكرك ذلك بالطريقة التي من المفترض أن تعامل بها نفسك، لأنهم يذكرونك بقيمتك ومواهبك. ربما قد لاحظت ذلك، حيث لا ينتقد الأشخاص الإيجابيون غيرهم، وبدلا من ذلك، قد يشيرون بكل مودة إلى الطرق الممكنة للتحسين. في المقابل، سيكون لدى الأشخاص السلبيين دائما سبيل لإحباطك وإحباط أنفسهم في الآن ذاته. وفي هذه الحالة، يبدو من الواضح ما عليك فعله وهو أن تبقى أبعد ما يكون عن السلوك السام أو الأشخاص السلبيين.
  5. تعويذات وإعلانات جيدة: لا تكتفي بالتحدث بشكل جيد مع نفسك، ولكن يجب أيضًا أن تعلن عن نقاطك الجيدة. وحين تشعر بالدونية، كرر تعويذة إيجابية عن نفسك. فعلى سبيل المثال، قد تقول “أنا موهوب”، “وأنا لطيف”، ما سيُساعد على رفع معنوياتك من خلال التحدث عن قيمتك بصوت عال. وسواء كنت روحانيا أم لا، تعد الكلمة المنطوقة أمرًا قويًا وهي قادرة حقًا على قلب الأمور للأفضل.
  6.  كن نفسك دائمًا: إذا وقعت ضحية رؤية أحدهم كشخص مثالي، وهو ما نفعله جميعا إلى حد ما، فعليك أخذ خطوة إلى الوراء، والتوقف على الفور عن كل محاولاتك لتكون مثل شخص آخر. وبعد أن تشعر بتخلصك من تأثير أي شخص آخر، املأ نفسك بما تمثله أنت، وتقبل من تكون، وتفحّص كل نقاطك الإيجابية. وأنا أراهن أن لديك الكثير لتشعر بالامتنان عليه والكثير من المواهب المخفية. إن هذه الخطوة البسيطة يمكن أن تعزز قدرتك على التغلب على عقدة الدونية والعقد السلبية الأخرى.
  7.  أوقف المقارنات: يقودني ذلك إلى فعل سام وشنيع آخر نقع ضحيته، ألا وهو المقارنات. من السهل للغاية الشعور بالدونية عندما نقارن أنفسنا بالآخرين، وهو ما لا يجب أن نقوم به أبدا. ومن أجل هذه الطريقة الأخيرة، دعونا نتدرب على تحسين أنفسنا بصرف النظر عن أي شخص آخر. ويمكننا تقدير الآخرين ومواهبهم، لكن لا تدع تلك الأمور تقرر الشخص الذي يجب أن تكون عليه، وضعْ نهاية للمقارنات على الفور.

نظرية أدلر الشعور بالنقص

تركز نظرية ادلر على ان ارادة القوة وارادة التفوق وارادة بلوغ الكمال وقهر الاحساس بالنقص او القصور , هي الدافع الرئيسي لدى الانسان , وكأن الانسان في سعيه انما يهدف الى شيء واحد هو ان يكون محققا لذاته في مجتمعه كأفضل ما يكون التحقيق ، والتحقيق الافضل هذا للذات سوف يكون معياره مختلفا بين الافراد .

اختبار يقيس عقدة النقص

لمتابعة الاختبار اضغط هنا

الشعور بالنقص pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

 

السابق
كيف افتح الدردشة في مايكروسوفت تيمز … تحميل برنامج مايكروسوفت تيمز
التالي
تحميل برنامج nsb/appstudio ثاني ثانوي … مميزات برنامج nsb/appstudio

اترك تعليقاً