كيف تؤثر التضاريس على البشر
تعد المظاهر التضاريسية من العوامل المؤثرة فى قوة الدولة ويرجع ذلك إلى: 1- تتحكم التضاريس فى النواحى العسكرية فهى التى تحدد سير العمليات العسكرية . 2- تؤثر فى الأنشطة البشرية و فى توزيع السكان فى الدولة. 3- تؤثر التضاريس فى مدى استثمار موارد الدولة المائية والمعدنية.
العوامل البشرية المؤثرة في الإنتاج الاقتصادي
ان استغلال الانسان لموارد البيئة يرتبط بعنصرين هامين
1- نوع هذه البيئة
2- حالة الانسان من حيث نشاطه وحضارته وتقدمه
والظروف الطبيعية وطبيعة الموارد تفرض امكانات العمل وتحدده والانسان يختار شكل الاستغلال النهائي وفق خصائصه البشرية والاجتماعية وارتباطاته الدوليه وتبعاً لحاجاته ورغباته المختلفة التي هي اساس الانتاج فهناك عدة عوامل تؤثر في الانتاج غير ان الانسان هو العامل الاول الذي يؤثر في هذا الانتاج ويختلف هذا التأثير باختلاف الانسان نفسه من منطقة الى أخرى من حيث الكثرة أو القلة ومن حيث مستواه العلمي والتكنولوجي ومستوى معيشته مثال:( الفحم في الصين – الفحم في غرب أوروبا و USA ، سكان اقليم البمبامس السابقين الهنود ، الآن مزارع واسعة لتربية الماشيه ) مفهوم العوامل البشرية يضم كل مايتصل بالانسان ورغم تداخل هذه العوامل الا اننا نقسمها الى ثلاثة مجموعات
عوامل اجتماعية ، عوامل حضـــــارية ، عوامل اقتصادية
1- العوامل الاجتماعية ::-
1) السكان توزيعهم الجغرافي واختلاف كثافتهم
2) مستوى معيشة السكان
3) النظم الاجتماعية والعادات والتقاليد
4) التوازن بين الزيادة السكانية و الانتاجية
2- العوامل الحضارية :-
1) التطور العلمي والتقدم التكنولوجي
2) العقيدة الدينية
3) السلالة
4) اللغة
العوامل الاقتصادية :-
1) النقل والمواصلات
2) رأس المال
3) التدخل الحكومي والارتباطات الدولية
4) السوق
أ) العوامل الاجتماعية :-
1 ) السكان توزيعهم الجغرافي واختلاف كثافتهم وتركيبتهم
الانسان هو العامل الرئيس الذي يشكل جميع الموارد فهو المنتج والصانع والموزع والمستهلك للموارد ويأتي تأثير الانسان في الانتاج عن طريق اختلاف توزيعه في العالم او اختلاف قدراته وامكاناته ، واختلاف توزيع السكان يعني اختلاف في القوى العاملة كما يعين اختلاف في القوى الاستهلاكية فالمناطق الكثيفة السكان تتمتع بتوفر القوى العاملة وبالسوق الاستهلاكية أكبر من المناطق قليلة السكان (هذا سبب في ظهور الزراعة الواسعة في المناطق القليلةالكثافة السكانية، الزراعة الكثيفة في المناطق الكثيفة السكان) ومن هنا كان لتوزيع السكان اثره في الانتاج الزراعي من حيث نظام الانتاج وتوزيع المحصول ( نظام الانتاج أي زراعة واسعة أو كثيفة”انظري محاضرة الزراعة في أنماط النشاط الاقتصادي” )
وتؤدي الكثافة السكانية المرتفعة الى صغر الملكية الفردية وانخفاض مستوى المعيشة والمقدرة الشرائية ولذلك تسعى هذه المناطق الى تنويع الانتاج حتى لاتكون الزراعة حرفتها الرئيسة وذلك لمواجهة الزيادة السكانية التي لاتتفق ورقعة الارض الصالحة للزراعة كما يحدث في اليابان ودول غرب أوروبا كما يؤثر تركيب السكان من حيث السن على الانتاج وكلما ارتفعت نسبة السكان في هذه المرحلة من العمر ( قوى العمل تنحصر بين 15-60 سنة ) كلما ارتفعت نسبة قوى العمل من جملة السكان وبالتالي كان ذلك عاملاَ لزيادة الانتاج ويعزى سبب اختلاف التوزيع الجغرافي للسكان وكثافتهم من مكان الى آخر الى ثلاث مجموعات من العوامل الرئيسية
1- تاثير الظروف المناسبة وموقع الاقليم ( اتصاله أو انعزاله ) وتضاريس سطح الارض
2- مدى وفرة الموارد الطبيعية بالاقليم ويقصد بها مدى غنى الاقليم بالخامات المعدنية ووفرة المياه والتربة الصالحة للانتاج الزراعي وطبيعة النباتات وانواع الحيوانات
3- تأثير تقدم الإنسان التكنولوجي والحضاري ومقدرته على استخدام الآلات والأدوات ووصوله إلى درجة الاستقلال الاقتصادي الأمثل للموارد وفي ضوء هذه المؤثرات في الكثافة السكانية يمكن تقسيم العالم من حيث الكثافة السكانية الى مايلي :-
1) مناطق ( أقاليم ) نادرة السكان
2) مناطق ( أقاليم ) قليلة الكثافة السكانية
3) مناطق ( أقاليم ) متوسطة الكثافة السكانية
4) مناطق ( أقاليم ) مرتفعة الكثافة السكانية
2- مدى التوازن بين الزيادة السكانية والزيادة الانتاجية :
أدى استمرار ازدياد سكان العالم بشكل مضطرد الى محاولة البحث عن مدى التوازن بينها وبين الزيادة الانتاجية خاصة ان هذه الزيادة موجودة في دول نامية تعاني من مشكلة عدم كفاية مواردها بينما هناك دول في العالم لاتعاني من هذه المشكلة حيث تمتلك موارد تفيض عن حاجتها في الوقت الذي ينخفض فيه معدل زيادة السكان بها وقد ادت الزيادة السكانية الكبيرة في دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية ( اللاتينية ) الى استهلال معظم انتاجها الزراعي محلية ويمكن حل مشكلة الغذاء في الدول النامية باتباع سياسة تنويع الانتاج الاقتصادي لامتصاص العمالة الزائدة في الزراعة وذلك عن طريق التصنيع وزيادة رقعة الاراضي المزروعة بالتوسع الافقي 0
3- مستوى معيشة السكان :-
( أثر مستوى المعيشة واضحاً في سوق الاستهلاك وفي الانتاج وكمية )
يعني مستوى المعيشة المرتفع زيادة الطلب على بعض السلع وهذا يؤدي الى زيادة انتاج هذه السلع وقد لايقتصر تأثير مستوى المعيشة على الانتاج في الدولة نفسها وانما قد يتعداها احياناً الى دول اخرى وهذا من شأنه ان يزيد انتاج هذه السلع في الدول المصدرة لمواجهة الطلب المتزايد عليها ،وارتفاع مستوى المعيشة في البلاد المتقدمة يجعل بعض السلع الكمالية سلعاً ضرورية وتوفير كل هذه المتطلبات المتزايده يستدعي مزيدا من الانتاج حتى يمكن تزويد الانسان بكل حاجاته التي تتفق ومستواه الحضاري الذي بلغته
4- النظم الاجتماعيه والعادات والتقاليد :-
للنظم الاجتماعية أثر كبير على الانتاج الاقتصادي فبعض المجتمعات البدائية تعتمد في انتاجها على نظام الاسرة وتهدف فقط الى الاكتفاء الذاتي وبعض المجتمعات الرعوية يسودها النظام القبلي وملكية الأرض مشاع بين القبلية باختلاف المجتمعات الزراعية التي يسودها الملكية الفردية للأرض أو تصبح الدولة هي المالكة الأرض وللمجتمع دور كبير في تحديد نوع الحرف او العمل فبعض المجتمعات تحتقر العمل الزراعي او العمل اليدوي والصناعة أيضًا نوع الزي يسود المجتمع يحدد انتاج نوع معين من المنتجات تتفق وهذا الزي من حيث النوع والالوان وذلك لارضاء اذواق المستهلكين ( الثوب السعودي – الغترة – العباية ) اعتماد بعض الشعوب على انواع معينة من الغذاء ( كالارز ) تقوم بعض الدول بإنتاج الأرز خصيصاً من اجل تصديره للدول المستهلكة لهذا المحصول
العوامل الحضارية :-
01 التطور العلمي و التقدم التكنولوجي:
يساعد التقدم العلمي والتكنولوجي على استغلال الموارد الطبيعية الاستغلال الاقتصادي الامثل لها وبفضل ذلك استطاع الانسان ان ينتقل من حرف الجمع والالتقاط البدائية الى الحرف الاخرى المتطورة ،مثال( البترول استعمال الهنود الحمر له علاج الامراض – حالياً مشتقات البترول من المنتجات التي يحتاج لها الانسان )
وبفضل التقدم العلمي والتكنولوجي عمل الانسان على
1- كشف معادن جديدة وزيادة الانتاج من المعادن الحالية
2- التوسع في استخدام موارد القوى ( المياه الجارية – الطاقة الشمسية – النووية )
3- استصلاح مساحات واسعة من الصحاري وبناء السدود والخزانات وشق الانفاق وحفر القنوات الملاحيه
4- اختراع الالات التي تقوم مقام الكثير من الايدي العاملة
5- ربط اجزاء العالم ببعضها باستخدام وسائل المواصلات المختلفة
6- اختراع وسائل التبريد للاستفادة من موارد البلاد النائية وذلك بنقلها الى كافة انحاء العالم ( اسماك اليابان – لحوم استراليا )
2- العقيدة الدينية :-
العقيدة الدينية ذات اثر هام في الانتاج الاقتصادي وفي السياسة الحكومية بوجه عام كما يؤثر في سلوك الناس واسلوبهم في الحياة مثال :- نظرة الهندوسي الى البقرة نظراً تقديس حيث لايذبحونها0المسلمون لايأكلون لحم الخنزير لذلك اختفى انتاج هذا الحيوان في المجتمعات 0عيد الاضحى الطلب الحاد على انواع الماشية
لبس الاحرام – المسيح العطلة الأسبوعية الأحد – اليهود الاثنين – المسلمون يوم الجمعه
3- السلالة :-
للتعصب الجنسي والعنصري اثره في الانتاج الاقتصادي فقد يؤدي في بعض الاحيان الى الاضطرابات والتفرقة في مستوى الاجور والمعيشة ومايترتب على ذلك من اثر في مستوى الانتاج الطبيعي وحرمان بعض السكان من فرص العمل المتاحه لغيرهم من المواطنين كما يحدث في جنوب أفريقيا سابقاً مثال : الواسطة
4- اللغة :-
تلعب اللغة دوراً هاماً في الاختلاف الحضاري بين الناس وأهمية اللغة بين المجموعات المعزولة تبدو بوضوح فقلة المواصلات تضع حاجز بين هذه المجموعات وغيرها ليس فقط من الناحية التجاريه بل من حيث الاهتمام والالتحام بصفة عامة اذ يمثل اختلاف اللغة عائقاً لنقل التكنولوجيا والتقدم العلمي والنشاط الاقتصادي ضمن المألوف أن نجد المجموعات المنعزلة لغوياً مختلفة اقتصادياً ومن امثلة الأثر الايجابي لتعليم لغات غير اللغة الأم : المسلمون وماقاموا به من ترجمة الكتب اليونانية والحضارات الاخرى
– اساس النهضة في اوروبا نشاط حركة الترجمة وخاصة طلاب العلم القادمين من اوروبا للدراسة في الاندلس
– في الوقت الراهن الفرص الوظيفية افضل لمن يتكلمون اكثر من لغة
العوامل الاقتصادية :-
1- السياسات الحكومية وللارتباطات الدولية والامن الدولي :-
للسياسات الحكومية دور فعال في الانتاج الاقتصادي فكثيرا ماتسن حكومات بعض الدول قوانين جمركية خاصة تهدف الى حماية منتجاتها المحلية من منافسة مثيلتها الاجنبية وقد تلجأ بعض الدول الى فتح اسواقها المحليه للدول الاخرى الى تقبل معاملتها بالمثل وتضطر بعض الدول الى تثبيت اسعار محصولها او انتاجها الرئيسي اذا ماتعرضت هذه الاسعار للهبوط وهو مايعرف بسياسة تعزيز الاسعار ( وفيها تثبت الدول سعر البيع او تقوم بشراء المحصول او الانتاج وتخزينه ثم تصريفه بعد ذلك في الاسواق )
وقد تتدخل الدولة في المجال الزراعي بوضع دورة زراعية خاصة تهدف الى تخصيص مساحات محددة لانتاج محاصيل معينة وتتدخل الحكومة ايضاً في المجال الصناعي عن طريق تشجيع القطاع الخاص او اتباع سياسة التوجيه الصناعي برسم سياسات صناعية معينة تنفذ وفق برنامج زمني محدد وقد تتبع الحكومة النظام الرأسمالي او النظام الاشتراكي وقد ترتبط الدولة باتفاقيات او ارتباطات دوليه تؤثر في انتاجها الاقتصادي فقد تنضم الى تكتل اقتصادي معين من امكانية استغلال مواردها ويعمل على توسيع اسواق تصريف منتجاتها ويسهل تبادل الخبرات والمهارات مما يؤثر بغير شك في نوعية الانتاج وكميته وقد تعقد الدوله اتفاق خاص تحصل بمقتضاه على قروض او معونات خاصة تزيد من قدرتها الانتاجية ، وتلجا بعض الدول في سبيل تنظيم نظامها الاقتصادي ولضمان تصريف منتجاتها والحصول على حاجتها الى عقد اتفاقيات ومعاهدات تجارية وقد يكون ثنائياً بين دولتين او اقليمياً كما هو الحال في اتفاقية السوق الوروبية المشتركة وهناك اتفاقيات عالمية تقضي بتخصيص حصص معينة من للإنتاج والتصدير لكل دولة وفق سعر محدد ومن هذه الاتفاقيات اتفاقية القمح الدولية 1948م ن اتفاقية اوبك1960م
2- رأس المال :-
يمثل وسيلة رئيسة تعمل على تحقيق الانتاج وزيادة كميته وتحسين نوعيته ويقصد برأس المال النقود ( رأس المال الحر ) وادوات الانتاج من الآلات والمنشآت المختلفة والخبرات والمهارات وشبكات ووسائل النقل وتزداد الحاجة الى رؤوس الاموال كلما تعقدت الحرف الانتاجية وتعددت مطالب الانسان ( في المجتمعات البدائية حيث الجمع والالتقاط لاتوجد حاجة لرأس المال ولكن مع تقدم الانسان الحضاري واحترافه حرفاً أكثر تقدم أخذت هذه الالات تزداد تعقيداً مع تقدم الانسان الحضاري )تركز معظم رؤوس الأموال الضخمة في الدول الغنية بأوروبا وامريكا الشمالية واليابان وذلك لعدة اسباب اهمها انها كانت اسبق دول العالم في تطبيق الاساليب الصناعية الحديثة منذ أواخر القرن 18 بالاضافة الى نشاطها الاستعماري القديم الذي ادى الى تحقيقها ارباحاً خياليه وتصدر الدول الغنية جزءاً من ارباحها الى جهات العالم المختلفة لاستغلال مواردها الاقتصادية وخاصة في آسيا وأفريقيا و أمريكا اللاتينية رقمية نهاي استخراج هذه الموارد
3- السوق :-
يعد السوق من العوامل الهامة المؤثرة في الانتاج وتجدد حجم السوق بعدد السكان ومستوى دخلهم فقد يكون تأثير السكان على الانتاج تأثيراً مباشراً كما يبدو من تركيز زراعة الخضر والفاكهة حول المدن الكبرى 0وحاجة الانسان الى السلع الاستهلاكية المختلفة تعني طلبه لهذه السلع وتعني ضرورة انتاجها في مناطق الاستهلاك او قريباً منها ( ويمكن ملاحظة اثر السوق على الانتاج من قيام ضاعة المنسوجات القطنية في لانكشير بالمملكة المتحدة ) وجود اسواق تايون – الصين – الهند – باكستان (قيام هذه الصناعات في مناطق الاسواق )
4- النقل والمواصلات:-
تعد طرق النقل البرية والبحرية والجوية شرايين النشاط الاقتصادي في العالم ولولاها لما استطاعت دول العالم تبادل منافع السلع المختلفة فيما بينها فطرق النقل تربط بين مناطق الانتاج ومناطق التوزيع والاستهلاك وتؤثر تكاليف نقل السلع بصورة مباشرة في اثمانها ولذلك قامت اليوم شركات كبرى متخصصة في نقل سلع معينة من مناطق الانتاج الى مناطق التصنيع او الأسواق (شركات نقل البترول ، شركات نقل اللحوم والأسماك)ايضا يعتبر النقل والمواصلات من المقومات الرئيسة في التعدين والصناعة التي ما كانت تقوم لولا توفر الطرق السهلة للنقل والموانيء التي تخدم عمليات الاستيراد والتصديرويترتب على صعوبة النقل وارتفاع تكاليفه عدم امكان استغلال بعض السلع الغير مرتة مثل نقل الاسماك اذا كانت تبتعد كثيرا عن مناطق الاستهلاك أو نقل بعض أنواع الفاكهة والخضر من مناطق انتاجها الى أسواقها في المدن اذا كانت تكاليف نقلها مرتفعة نظرا لتأثير ذلك في سعر السلعة
تأثير الجبال على المناخ
تعتبر التضاريس من اهم العوامل المؤثرة فى المناخ ويظهر تاثيرها واضحا فى كل من
الارتفاع والاتجاه
فالارتفاع يؤثر فى الحرارة والضغط الجوى فيتناقصان مع الارتفاع ويؤثرالارتفاع فى التساقط والتكاثف فيزيدان مع الارتفاع
أثر الاتجاه : يؤثر اتجاه التضاريس في الحرارة فالسفوح الجبلية المقابلة لخط الاستواء أكثر حرارة من تلك التي تقابل القطبين (السفوح الجنوبية في نصف الكرة الشمالية هي الأكثر حرارة بسبب تعرضها للشمس والعكس في نصف الكرة الجنوبية ) ويؤثر الاتجاه في صد الرياح السائدة أو توغلها في الداخل مما يجعل السفوح الجبلية المواجهة للرياح رطبة أكثر مطرا ًً من السفوح المعاكسة ، ويجعل للفتحات الجبلية في مثل هذه الجبال دورا ًً هاما ًً في مناخ المناطق الداخلية التي تقابلها ويمكن ملاحظة في سلاسل بلاد الشام الغربية وفتحاتها الجبلية
ما هي العلاقة بين التضاريس والمناخ
يعرف المناخ (بالإنجليزية: Climate) بأنه متوسط الطقس في منطقة معينة على مدى فترة زمنية طويلة، ويوصف مناخ منطقة معينة من خلال متوسط درجة الحرارة في المواسم المختلفة، ومتوسط هطول الأمطار، وأشعة الشمس، كما يتضمن وصف المناخ الأحوال الجوية المتطرفة التي قد تمر بها المنطقة، وتتمتع الأجزاء المختلفة من العالم بمناخات مختلفة، فبعض المناطق في العالم تعرف بمناخها المداري أو الاستوائي الرطب لأنها مناطق حارة، وممطرة على مدار العام تقريباً، وبعض المناطق باردة ومغطاة بالثلوج معظم أيام السنة، لأن لديها مناخ قطبي، وهناك العديد من المناخات الأخرى التي تساهم في وجود التنوع الحيوي والجيولوجي على الأرض. العلاقة بين التضاريس والمناخ تؤثر التضاريس بشكل كبير على المناخ، فالمناطق الجبلية المرتفعة تتلقى هطولاً للأمطار أكثر من المناطق المنخفضة، فكلما ارتفع المكان فوق مستوى سطح البحر كلما كان الجو أكثر برودة، أي أن الهواء يبرد عند انتقاله فوق المناطق المرتفعة، ويحدث ذلك عندما تضطر الكتل الهوائية إلى الارتفاع بسبب اختلاف الضغط، فيبرد الهواء، مما يؤدي إلى تكثف بخار الماء الموجود في الهواء الرطب وسقوطه على شكل أمطار أو ثلوج، كما أن الهواء فوق المرتفعات يصبح أرق مما يقلل من قدرته على امتصاص الحرارة والاحتفاظ بها، لذلك قد تبقى معظم قمم الجبال مغطاة بالثلوج على مدار السنة. ويحدث العكس من ذلك عندما ينزل الهواء على الجانب الآخر من الجبل، حيث يكون الهواء قد فقد الكثير من رطوبته، فعند نزول الهواء ترتفع درجة حرارته وتزيد قدرته على الاحتفاظ ببخار الماء، لذلك نجد أن الأماكن الواقعة على الجانب الآخر من الجبل أكثر جفافاً، وتشهد كميات أقل من الأمطار مقارنة بالمناطق الموجودة على الجانب المواجه للرياح. أهم العوامل المؤثرة في المناخ يطلق على المناخ في منطقة معينة بالمناخ الإقليمي، ويتم تحديد المناخ الإقليمي من خلال متوسط الطقس في ذلك المكان على فترة قد تزيد عن ثلاثين سنة، ولوصف المناخ الإقليمي يتم عادة تحديد درجات الحرارة في المنطقة على مدار الفصول، وكمّ الرياح التي تهب عليها في الغالب، ومقدار الهطول الذي تتلقاه من الأمطار والثلوج، وهناك عدة عوامل يعتمد عليها المناخ الإقليمي في منطقة معينة، وهي: كمية ضوء الشمس الذي تتلقاه المنطقة، وارتفاعها فوق مستوى سطح البحر، وشكل الأرض وتضاريسها، ومدى قربها من المحيطات والبحار، وخط العرض الذي تقع عليه المنطقة، حيث يختلف المناخ اعتماداً على بعد المنطقة عن خط الإستواء، نظراً لأن خط الإستواء يتلقى أشعة شمس أكثر من القطبين. أما مناخ الكوكب بأكمله فيسمى بالمناخ العالمي، وهو وصف لمناخ الكوكب ككل، ومتوسط جميع الاختلافات في المناخات الإقليمية، وبشكل عام فإن المناخ العالمي يعتمد على كمية الطاقة الشمسية التي يتلقاها الكوكب، وكمية الطاقة الحرارية العالقة في نظام الكوكب، بحيث تختلف هذه الكميات من كوكب لآخر، لذلك عندما يدرس العلماء مناخ الأرض، يبحثون في العوامل التي تؤثر على مناخ الكوكب ككل.
كيف تؤثر التضاريس على المناخ
1.تأثير التضاريس على درحة الحرارة
أنِ تضاريس من أحد العوامل المؤثرة على درجة الحرارة، فى معظم الاوقات الجوية، وأنِ الارتفاع تنخفض درجات الحرارة سواء كأنِ الجو فى حالة ساكنة أو فى حالة المتحركة.لنأخذ منطقتين الواقعتين على خط العرضى الواحد ،وأنِ الآراضى أحدى منطقتين مستوية، وأراضى المنطقة الثأنِية متضرسة، وبلا شك أنِ صفات هاتين المنطقتين مختلفتين من ناحية المناخية، وأنِ سبب هذا الاختلاف يرجع الى وجود التضاريس، للأنِة الارتفاع وأنِخفاض تؤثرأنِى على الماخى للاسباب الاتية.
1.تنخفض درجات الحرارة من بأرتفاع عن مستوى سطح البحر بمدل(0.64)درجة لكل (100)متر.
2.اتجاه واجهة الجبال لها دور كبير لتأثير الدرجات الحرارة لمناطق عروض الوسطى والعليا.السفوح الجنوبية فى نصف الكرة الشمالية طيلة النهارمواجهة للاشعة الشمس، بمعنى درجة الحرارة العالية مقارنة مع السطح المعكوس للاشعة الشمس(الظلال)وتكون على عكس السطح الجنوبى.
3.درجة الأنِحدار للسطح الجبال، أنِ درجة الأنِحدار السطوح تؤدى الى تغير الدرجات الحرارة
4.السلاسل الجبلية تصبح عائقة أمام الدرجات الحرارة،فسلسلة الجبلية تحمى تلك السلسلة التى تقع وراءها من الرياح البارد ،ولكن حينما تهب الرياح على سطحها المعكوسة تؤدى الى أرتفاع حرارة المنطقة وفى هذة الحالة تهب عليها،مثل رياح فهن فى جبال الالب ووهضبة شنوك فى جبل الروكى.
2.تأثير تضاريس على كمية سقوط الآمطار.
المطر(هوهطول جسيمات من الماء على شكل قطيرات الصغيرة يصل قطر كل واحدمنها الى نصف ملم والكبيرة الى 5ملم.[2])أنِ التضاريس من احد العوامل التى تؤثر على سقوق الامطار ودورا بارزا لتحديد صفات المطرية فى أية المنطقتى فى المناطق العالم. وأنِ لتضاريس أكثر تأثيرا مقارنة لعناصر الاخرى لو نقارن بين محطين الواقعتين على خط العرض الواحد و خاصية مناخهما متقاربة،ولكن تلك المحطين من ناحية مقدار سقوط الامطار صفاتهما مختلفتانى وليست متسويتانى وأنِ تأثير هذة العوامل يعود الى:
1.عند أصطدام الرياح االرطبة باسفوح الجبلية تعمل على رفعها الى الاعلى مما تؤدى الى أنِخفاض فى درجات الحرارة أعتماد على قأنون الأنخفاض االذاتى.
2.أنِ معضم الجبال تؤثر بشكل الفعال على جبهات البارد ة حينما تأتى مع المنخفضات الممطرة فى وقت الواحد،لأنة هواء البارد لة اقل الامكأنِية لارتفاع ويقف عائقة لحركة وبتالى يؤدى الى بقائة فى سفوح الجبال ثم الى زيادة مققدار سقوط الامطار.
3.فى معظم الاحيأنِ أنِ السلاسل الجبلية تعمل عل تغير اتجاه المنخفضات المطرية وأجبارها على سيرى بأتجاه السلاسل الجبلية.
4.تعمل الارتفاعات بصورة غير المباشرة الى زيادة الامطار و سبب ذلك كما ذكرنا سابقا بأنِ المرتفعات تعنل على أنِخفاض درجات الحرارة،وهذا بدورهها يؤدى الى خزن الامطار لمدة الطويلة وخزنة بدورة يؤدى الى زيادة القيمة الفعلية للامطار
5.أضافة الى ذللك فأنِ تأثير التضاريس يتبن حين قيامنا بقارنة بين مقدار سقو ط الامطار السنوية بين المحطين الأولى الواقعة فى اتجاه الرياح الرطبة،وثأنِية الواقعة فى سطح(الجهة المعاكسة)اى(ضلال المطر)فيما لاشك أنِ السفوح الذى يواجه الرياح الرطبة ستكون امطارها أكثر من الوجه الاخر.
6.وكذلك أنِ المرتفعات عامل مهم على مقدار الامطار،كلما كأنِت الجبال عالية يزداد مقدار سقوط الامطار،لأنِة هواء المرتفع اكثر برودتا ولكن تلال التى ارتفاعها اقل وغير الكفيى للوصلى الى حالة درجة التكاثف ويؤدى الى قلة الامطار مقارنة بمرتفعاتى السابقة، وأ تأثير التضاريس حسب الدائرة العرض التى أمطارها عالية ومن دوائر العرض الجنوبي أكثر من العروض الشمالية لأنِة الهواء فى الخطوط العرض الجنوبى أكثر حرارتاً و تكتسب بخار الماء مقارنة مع الدوار المعتدلة.وأنِ المناطق الواقعة داخلى الاطار الرياح العكسية تزداد بصورة الثابتة حتى تصل الى القمة ونستطيع أنِ نلاحظ ذلك فى جبال الالب والتى تصل الارتفاعها(1000)قدم ولكن نسيم الرياح التجارى يزاد الى حد (300)قدم وبعد هذا الحد يبدأ من الأنِخفاض،وهذة الظاهرة تلاحظ فى المناخ الجزرالهاواى فى الويلايات المتحدة الامريكية. وبصورة العامة تزداد وترتفع النسبى الى حدود المحدودة.وبعد هذا الحد تبدأبأنِخفاض وأنِ تحديد نسبى أرتفاع الامطار ليس عملة سهلا،وسبب ذلك يعود الى وجود عدة العوامل الاخرى أضافة الى العامل الارتفاع،وأنِ هذة العوامل الاخرى لها تأثير على الامطار مثل العامل القرب ووبعد من مسطحات المائية.مقدار درجة الحرارة الرطبة،وكذلك درجة الأنِحدار المرتفعات،تم تخمين بأجماع أنِ(1-5%)لكل من (100)قدم ولكن هذا المقدار لم يكن ثابتا فى جميع الاحوال للأنِنا حين نصل اللاى المرتفعات المحدودة تقل هذا حتى تصل الى الداى نقطاع الامطار او فقدأنِها،وأنِ سبب فقدأنِ الامطار يعود الى عدم وجود بخار الماء فى المنناطق المرتفعة وقلة الدرجات ىالحرارة وهذا بدورها يؤدى الى عدم قدرة الهواء بحمل درجات الحرارة والامطار لم توصل الى نهاية الاعطمى لأنِة مقدار سقوط الامطار تختلف من مكأنِى للاخر،وخير مثال على ذلم أنِ فى جبال الالب ارتفاع على نطاق الامطار الاعضمى(6.500)قدم ولكن فى مرتفعات همالايا(400)من مستوى سطح البحر ونظرا لشدة تأثير التضاريس على الامطار،هذة الشدة أدت الى تكوين نوع من المطر الذلى يسمى بمطر تضاريسى ومن هنا اود أنِ اشر الى المطر التضاريسى و أضيف علية بعض الاضافات،يتكون هذا النوع من المطر حينما تواجة السلاسل الجبلية و أطراف الظلال والطلال والرياح الرطبة وتقف هذة السلاسل وهضاب والتلال عائقة أمام هذة الرياح ،وهذا يؤدى الى ارتفاع الهواء و أنِخفاض درجة الحرارة وبتالى الى تكثيف بخار الماء وسقوطة بشكل المطر وأنِ معظم الامطار التضارسية تكون بواسطة السلاسل الجبلية اكثر مما بواسطة القمة المنفردة ولاسيما اذا كاأنِت هبوب الرياح بصورة العمودية وشبه العمودية على الجبل . تتميز الامطار التضارسية بغزارتها حيث أنِنا نسطيع أنِ نذكر أغزر المناطق العالم مطرا من هذاغ النوع تستلم أمطارا من هذا النوع فعلى سبيل المثال تستلم محطة شرابونجى الواقعة على الواقعة على حافات تلال الخاسى فى مقاطعة أسام فى الهند ما معدلة (425)أنِج من المطر سنويا نتيجى للاصطدام الرياح الموسمية الصيفية باسفوح الجنوبية للهمالايا.
وليس من الضرورى أنِ تكون كل كميان الامطار الساقطة على السفوح الجبلية الواجهة الاتجاة الرياح أمطارا تضارسيا النشاة،بل قد تسام بعض العوامل الاخرى فى زيادة صعود الهواء الرطب الى الاعلى القسم الجبلية و تعرض بخار الماء فية لتكاثف أذا ما أنِخفضت حرارة عن نقطة الندى عند هذة المستويات،ومن بين هذة العوامل حدوث بعض التيارات الحمل الصاعدة المحلية عند الاقدام الجوانب الجبال و حدوث نسم الوادى و نشوء رياح المحلية وبعض التيارات الهوائية المحلية.
العلاقه بين الأمطار والتضاريس
تؤثر التضاريس في أكثر من عنصر من عناصر المناخ في الوطن العربي. فالارتفاع العظيم يجعل درجات الحرارة تنخفض انخفاضا ملحوظاً في بعض الجهات فتكسو الثلوج المرتفعات سواء في إقليم الأطلس أو في لبنان خلال أشهر الشتاء.
كذلك يرتبط بعامل الارتفاع كمية المطر المتساقط، فالسلاسل الجبلية والمرتفعات وسفوحها المواجهة للتسقط شمال العراق مثلاً أغزر مطراً من المناطق القليلة الارتفاع التي تقع إلى الجنوب، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان اتجاه التضاريس يؤثر تأثيراً مباشراً في كمية المطر، فامتداد مرتفعات أطلس من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي يؤدي إلى توغل الرطوبة بعيداً إلى الجنوب في المملكة المغربية، بينما نظام التضاريس الذي يأخذ اتجاها شرقاً – غربياً في الجزائر، يجعل أثر الرطوبة والتساقط مقصورا على إقليم التل الساحلي وسفوح أطلس التل.
وكذلك فان امتداد المرتفعات الشام في أنجاه شمالي – جنوبي، والزاوية شبه القائمة التي يصنعها ذلك الامتداد العام على الرياح مصدر المطر، يفسر غزارة كمية المطر على السفوح المواجهة لتلك الرياح. وبالمثل فان بروز إقليم برقة وتعامد على الرياح المطيرة له أثر كبير في غزارة الأمطار نسبياً هناك.
وكلما كان اتجاه المرتفعات متفقاً مع اتجاه الرياح قلت كمية المطر الساقطة كما هو الحال في الصومال.
اختلاف المناخ يؤدي الي اختلاف أشكال الحياة علي سطح الارض حتي تصبح نظاماً بيئياً صالحاً ليعيش فيه الانسان والحيوان والنبات في علاقة متكاملة ومتوازنة .
** الأثر السلبي للانسان علي المناخ :-
أساء الانسان استخدام البيئة وذلك من خلال تصرفاته وإفراطه في استخدام التكنولوجيا المُضرة بالبيئة مما أدي إلي حدوث تغيرات مناخية حادة كارتفاع درجة الحرارة وانتشار الجفاف والتصحر والاعاصير في جهات الارض المختلفة .
تاثير الموقع الفلكي والتضاريس على مناخ الجزائر
*العوامل المؤثرة في مناخ الجزائر:
-الموقع الفلكي:تمتد الجزائر بين العروض الحارة في الجنوب والعروض المعتدلة في الشمال مما يؤدي إلى اعتدال الحرارة شمالا وارتفاعها جنوبا
– منطقة الضغط الأزوري:تتمركز في المحيط الأطلسي خلال فصل الشتاء وتتسبب في هبوب الرياح الغربية على شمال الجزائر وتساقط الأمطار وفي الصيف تتحرك نحو الشمال فتصبح الجزائر خارج نطاقها
– الموقع الجغرافي: تطل الجزائر على البحر الأبيض المتوسط فتتشبع الرياح التي تهب على شمالها ببخار الماء قبل وصولها إلى اليابس
-هبوب الرياح الحارة:تهب الرياح الجنوبية الحارة المعروفة بالسيروكو والشهيلي في فصل الصيف من الجنوب نحو الشمال وتساهم في ارتفاع درجات الحرارة
– امتداد التضاريس: تعترض سلسلة الأطلس التلي الرياح المطرة فتسقط معظم الأمطار في الشريط الساحلي.
*الأقاليم المناخية:
*مناخ البحر الأبيض المتوسط: يغطي الإقليم الشمالي المنحصر بين البحر المتوسط والأطلس التلي ويمتاز بالتدرج المناخي من الشمال إلى الجنوب بفصليه المعتدل الرطب شتاء الذي يبدأ من أكتوبر إلى ماي والفصل الحار الجاف بقية الشهور وتذبذب تساقط المطر ونظرا لتذبذب تساقط المطر من حيث الكمية وفترات السقوط تزداد الحرارة كلما اتجهنا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وتقل كمية المطر ونميز منطقتين الرطبة وهي المنطقة التلية والمنطقة شبه الجافة وهي الداخلية
*المناخ القاري: ينحصر بين الأطلسين التلي والصحراوي ويمتاز بحرارته صيفا واعتداله شتاء مع انخفاض درجات الحرارة
*المناخ الصحراوي: يسود المنطقة الممتدة من الأطلس التلي إلى الجنوب ويمتاز بحرارته المرتفعة وجفافه خصوصا في فصل الصيف
*خصائص مناخ الجزائر:
*الحرارة: يتأثر توزيع الحرارة في الجزائر بالتضاريس ولبعد والقرب عن البحر لذلك تكون الحرارة في الشريط الساحلي معتدلة شتاء وصيفا وينخفض المدى الحراري وكلما ابتعدنا عن الساحل باتجاه الجنوب تنخفض درجات الحرارة شتاء وتزداد صيفا ويزداد المدى الحراري
*التساقط:تسقط الأمطار في الشريط الساحلي بسبب الرياح الغربية والشمالية الغربية وتزداد كميتها في الشرق بسبب الارتفاع وتقل غربا بسبب الحاجز التضاريسي في المغرب الأقصى وشبه جزيرة أيبيريا،
*المياه في الجزائر: يمتاز المظهر الهيدروغرافي في الجزائر (خريطة التوزيع الجغرافي للمجاري المائية) بالتذبذب وعدم الانتظام في تصريف المياه ولذلك تسمى المجاري المائية في الجزائر بالودية ففي فصل الشتاء تفيض وتزداد مياهها أما صيفا وبسبب الجفاف والتبخر ينخفض منسوب مياهها ويجف معظمها وتتركز في الإقليم الشمالي وتقسم إلى:
*أودية الشمال: تصب في البحر الأبيض المتوسط وتأخذ منابعها من الأطلس التلي عدا وادي الشلف الممتد على طول 650كلم وهي أوفر مياها لموقعها الجغرافي وأبرزها: وادي التافنة،وادي الهبرة ،وادي الصومام ،وادي يسر تستغل مياهها في الزراعة وتوليد الكهرباء وتوفير مياه الشرب
*أودية داخلية: تأخذ منابعها من السلسلتين التلية والصحراوية وجبال الهوقار وتصب في الشطوط والأحواض أوتغوص في الرمال منها:وادي بوسعادة،وادي القصب
*أودية الجنوب: قصيرة ومياهها قليلة منها: وادي غير ،وادي تفساست ،وادي أغرار ،وادي ميزاب
تاثير التنوع التضاريسي في قارة اسيا على المناخ والغطاء النباتي
تعتبر التضاريس من اهم العوامل المؤثرة فى المناخ ويظهر تاثيرها واضحا فى كل من
1- الارتفاع 2- الاتجاه
فالارتفاع يؤثر فى الحرارة والضغط الجوى فيتناقصان مع الارتفاع ويؤثرالارتفاع فى التساقط والتكاثف فيزيدان مع الارتفاع
أثر الاتجاه : يؤثر اتجاه التضاريس في الحرارة فالسفوح الجبلية المقابلة لخط الاستواء أكثر حرارة من تلك التي تقابل القطبين (السفوح الجنوبية في نصف الكرة الشمالية هي الأكثر حرارة بسبب تعرضها للشمس والعكس في نصف الكرة الجنوبية ) ويؤثر الاتجاه في صد الرياح السائدة أو توغلها في الداخل مما يجعل السفوح الجبلية المواجهة للرياح رطبة أكثر مطرا ًً من السفوح المعاكسة ، ويجعل للفتحات الجبلية في مثل هذه الجبال دورا ًً هاما ًً في مناخ المناطق الداخلية التي تقابلها ويمكن ملاحظة في سلاسل بلاد الشام الغربية وفتحاتها الجبلية
ويؤثر ذلك ف الغطاء النباتي حيث ف حالة ارتفاع الحرارة تنمو نباتات معينة تستحمل الحر والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة كما ف قارة اسيا وكل دولة تكون مسئولة عن توفير اجواء مناسبة كالصوبات الزجاجية وغيرها لتوفير اماكن ذات حرارة مناسبة لنمو باقي المحاصيل والنباتات والتي لا يناسبها درجات الحرارة المرتفعة
وفي حالة ارتفاع الحرارة تنمو نباتات معينة تستحمل الحر والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة كما في قارة اسيا وفي المناطق منخفضة الحرارة تنمو نباتات تحتمل البرد
العوامل المؤثرة في المناخ هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على المناخ، ومنها ما يلي:
الموقع بالنسبة لدرجات العرض يعتبر أهم عامل يؤثر في تحديد مناخ منطقة معينة، ويعتمد في تحديد المناخ بناءً على مدى قرب أو بعد المنطقة عن خط الاستواء، فكلما كانت المسافة أقرب من خط الاستواء يكون مناخها حاراً أكثر، وكل ما كانت بعيدة كانت ذات برودة ودرجة حرارة أقل.
التيارات البحرية يأخذ المناخ بعين الاعتبار درجة حرارة التيارات البحرية، حيث ترتفع درجة حرارة السواحل كلما كانت التيارات البحرية حارة، كما يؤدي ذلك إلى زيادة رطوبتها، أما إذا كانت التيارات البحرية باردة فإن درجة الحرارة تنخفض على الساحل، وتنخفض نسبة الرطوبة فيها.
الغطاء النباتي يساعد الغطاء النباتي على تعديل درجات الحرارة، فيخفف من ارتفاعها في الصيف ويحّد من برودتها في الشتاء، كما يعمل على زيادة الرطوبة في الجو.
الموقع بالنسبة للمسطحات المائية تعتبر المسطحات المائية ذات أهمية كبيرة في التأثير على المناخ في المناطق المجاورة لها، حيث إن ماء البحر ترتفع درجة حرارته ويبرد ببطء شديد على العكس تماماً من حرارة اليابسة، لذلك تظهر درجات الحرارة في مناطق اليابسة القريبة من المسطحات المائية أقل في فصل الصيف، وتكون أكثر في فصل الشتاء، لذلك فإن المسطحات المائية تعمل على تعديل درجات الحرارة، كما يظهر أثرها أيضاً في الضغط والرطوبة وتساقط الأمطار وغيرها.
التضاريس يؤثر ارتفاع التضاريس عن سطح البحر في المناخ بشكل مباشر، فيظهر ذلك بأنّه كلما كان ارتفاع التضاريس عن مستوى سطح البحر أكثر تقل درجة الحرارة، وكلما انخفضت التضاريس واقتربت من مستوى سطح البحر تزداد درجة الحرارة.
الكتل الهوائية تتخّذ الكتل الهوائية صفاتها وخصائصها من المناطق التي تكوّنت فيها، فإذا تكونت في منطقة بحرية تكون أكثر رطوبة، وإذا كانت قد تشكّلت في منطقة صحراوية فتكون جافة.
ما النتائج المترتبة على تنوع التضاريس بالنسبة لقوة الدولة
أ. العوامل الطبيعية
تتضمن دراسة خصائص بيئات الدولة الطبيعية من حيث الموقع، ومظاهر السطح، والمساحة، والشكل، والمناخ من وجهة نظر الجغرافيا السياسية.
(1) الموقع
يعتبر الموقع الجغرافي أحد العوامل المهمة التي تؤثر في الجغرافيا السياسية للدولة لتأثيره على اتجاهات سكانها والسلوك السياسي لحكومتها. وتحلل الجغرافيا السياسية الموقع وأثره في الدولة من ثلاث اتجاهات هي:
(أ) الموقع الفلكي
ويعني موقع مكانها الدولة بالنسبة لدوائر العرض وخطوط الطول. وهو يعكس مدى ملاءمة الدولة للحياة البشرية والتقدم الحضاري، إذ تتركز الدول المتقدمة في العروض المعتدلة. ولا يعنى هذا أن الحضارات نشأت أول ما نشأت في تلك العروض، ولكنها نشأت في الأقاليم المدارية وشبه المدارية حيث تتوافر السهول الفيضية والمياه، وكانت الصحراء حول هذه السهول الفيضية تعتبر بمثابة الدرع الواقي للحضارة في المناطق السهلية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى المناطق المعتدلة في الشمال عن طريق الاستعمار الوافد من الشمال وهيمنته على تلك الأقاليم الحضارية.
وترتب على ذلك أن رأى هنتنجتون Huntington، أن البيئة الاستوائية محكوم عليها بالتأخر نتيجة لارتفاع درجة الحرارة والرطوبة طول العام، مما لا يشجع الإنسان على بذل مجهود للتقدم، أمّا المناطق المعتدلة فيشجع مناخها على بذل المجهود للتقدم، وبالتالي فالعناصر السوداء، التي تتفق في توزيعها مع النطاق الاستوائي تعيش في الماضي، والأجناس الصفراء تعيش الحاضر، والأجناس البيضاء صاحبة المدنية تعيش في المستقبل.
(ب) الموقع بالنسبة لليابس والماء
ويُقصد به موقع الدولة بالنسبة للقارات، والبحار، والمحيطات، وهو يحدد شخصية الدولة، ويسهم في رسم سياستها وإستراتيجيتها، وتطل معظم دول العالم على بحار أو محيطات، ومنها مالا يطل على أي بحار أو محيطات، وتعرف بالدول الداخلية أو الحبيسة.
ويؤدي الموقع الساحلي للدولة إلى غناها الاقتصادي، واحتكاكها الحضاري، وبالتالي قوتها، وتقدمها، وينعكس هذا على سكانها، الذين يتميزون بما يعرف بالنظرة العالمية ويظهر هذا في سعة أفقهم، وتفتح أذهانهم، وانطلاقهم الحضاري. ويرجع ذلك إلى أن البيئات الساحلية ترتبط دائماً بالعالم الخارجي، وتيارات الحضارة، ومحاور التقدم، إضافة إلى أنها تتطلع دائماً إلى كل جديد ولا تعرف العزلة، في حين أن سكان الدول الداخلية كثيراً ما ينعزلون عن مثل هذه المؤثرات والتيارات. وكل هذه الظروف تؤثر بدورها في الجغرافيا السياسية للدولة، فمثلاً، أدى الموقع البحري دوراً كبيراً في بناء إمبراطورية سياسية واقتصادية كبيرة في بريطانيا. حقاً، قامت الثورة الصناعية في إنجلترا على المواد الخام المحلية ورأس المال الإنجليزي، لكن لا شك أن موقعها البحري ساعدها على السيطرة على مستعمرات تستورد منها المواد الغذائية والمواد الخام، كما أصبحت هذه المستعمرات سوقاً لتصريف المنتجات البريطانية، وأنشأت بريطانيا أسطولاً تجارياً يساعد في ذلك، وأسطولاً حربياً يؤمن الطريق للأسطول التجاري.
ولتوضيح أثر الموقع البحري نُقارن بين السويد والنرويج، إذ أن كليهما متجاوران في شبه جزيرة اسكنديناوه. لكن النرويج تتسم بطبيعتها الجبلية وفقرها في الموارد الزراعية، لكنها ذات ساحل بحري طويل كثير المرافئ والموانئ الطبيعية الصالحة للملاحة، لذلك فهي دولة بحرية من الطراز الأول، ولها أسطول تجاري ضخم، وتزدهر بها حرفة صيد الأسماك. في حين أن السويد المجاورة لها تمتلك أراضي زراعية خصبة مستوية، وساحلها على بحر البلطيق متجمد فترة طويلة من السنة. لذلك فهي لم تتجه صوب البحر.
ويؤثر الموقع البحري والبري كذلك في نوع الدفاع الذي تعتمد عليه الدولة. وبغض النظر عن سلاح الطيران، الذي يوجد بكل من الدول البحرية والقارية، فيُلاحظ أن الدول البحرية تركز اهتمامها بصورة أكبر على بناء الأسطول التجاري والحربي والغواصات، في حين أن الدول القارية تركز على إعداد الجيش البري، ومثال ذلك: دفاع بريطانيا والدفاع الروسي.
(ج) الموقع بالنسبة للدول المجاورة
كلما كانت حدود الدول بعيدة عن بعضها البعض وخاصة في الدول الجزرية، كلما أدى هذا إلى تقليل المنازعات والحروب بينها، حيث تعرقل البحار عمليات الغزو وتعوقها، وأفضل مثال على ذلك بريطانيا التي لم تغزها أي قوة منذ عهد وليم الفاتح. أمّا طول الحدود البرية فيعتبر عامل خطر يُهدد الدولة. ونتيجة لهذا أُنشئت الدول الحاجزة بين القوات المتنازعة، مثال ذلك أفغانستان، التي كانت تفصل بين المصالح الروسية في الشمال والمصالح البريطانية في المحيط الهندي. وإذا كانت الحدود البرية الطويلة تفصل بين دول صديقة، فيعتبر هذا ميزة، كما هو الحال بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية. إذ تنساب المواد الخام الآتية من كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تسافر السلع المصنوعة، ورأس المال، والخبرة من الثانية إلى الأولى عبر هذه الحدود، ويؤدي هذا التعاون بدوره إلى القوة والتقدم الاقتصادي، ولكن قد يحدث العكس فالدول الكبيرة التي تجاور دولاً صغيرة تحاول أن تستولي عليها، مثال ذلك: ما حدث بين روسيا (الشاسعة المساحة، والكثيرة السكان، والقوية عسكرياً) ودول شرق أوروبا، إذ استولت عليها وأدخلتها في فلكها لأنها صغيرة المساحة، ومتوسطة السكان، وضعيفة عسكرياً إذا ما قورنت باتحاد السوفيت (سابقاً).
(2) المساحة
تتباين دول العالم من حيث المساحة، فمنها ما يشغل مساحة شاسعة مثل الولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل، والصين، والهند. ومنها ما يشغل مساحة صغيرة مثل سويسرا، والدانمارك، لبنان. ومنها ما يمثل وحدات سياسية قزمية تشغل مساحة ضئيلة مثل دولة الفاتيكان.
وتتمثل أهمية المساحة في إعطاء الفرصة لتنوع الموارد الاقتصادية وتباينها، كما تتمثل أهميتها من الناحية الحربية في إمكان الدفاع في العمق Defense in Depth، فالدولة ذات المساحة الصغيرة لا تلبث أن تُسلم أمام جحافل الجيوش الغازية، كما حدث في بعض دول أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، فقد سلمت كل من بلجيكا، وهولندا، والنمسا، وتشيكوسلوفاكيا خلال فترة قصيرة عندما اجتاحتها الجيوش الألمانية، بينما استطاع الاتحاد السوفيتي (سابقاً) أن يصمد أمام الغزو الألماني ومن قبله غزو نابليون بفضل اتساع مساحته إذ طبق مبدأ الدفاع في العمق، الذي يقوم على تسليم الأرض لكسب الوقت Selling Space to Gain Time، فقد اتبع الاتحاد السوفيتي هذا الموقف الاخلائى عندما غزاه نابليون حتى أطال بينه وبين خطوط تموينه، وأدخله في بيئة طبيعية قاسية يجهلها مما أضطره إلى التقهقر ثانية. وقد سار الاتحاد السوفيتي على نفس السياسة مع الألمان سنة 1941، وقد فطن الألمان لهذه السياسة، ولذلك حاولوا تدمير الجيش الأحمر برجاله ومعداته عن طريق الالتفاف حوله لكنهم لم ينجحوا في ذلك. إلاّ أن التقدم التقني في معدات الحرب أفقد المساحة الكبيرة أهميتها العسكرية، إذ يمكن نشر الميكروبات والغازات السامة فيها قبل انسحاب الجيوش إليها.
وتكفل المساحة الكبيرة امتيازاً عسكرياً آخر، ذلك أنه إذا هُزمت دولة كبيرة فإنه من الصعب احتلال إقليمها الواسع والسيطرة عليه لا سيما إذ كانت كثيفة السكان. مثال ذلك، أن الولايات المتحدة الأمريكية يستحيل عليها أن تحتل الصين الشعبية لو أنها انتصرت عليها لأن ذلك سوف يتطلب إيجاد قوات أكثر مما تمتلك أمريكا. وتُحقق وسائل الإنذار المبكر الآن الغرض منها بفاعلية عالية، في حالة كبر مساحة الدولة، لأنها تُتيح الوقت الكافي لاتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
ولمساحة الدولة أيضاً تأثير كبير ومباشر على قدرتها في أن تستخدم القوة في الدفاع عن نفسها. فالمساحة الكبيرة تساعد على أن تكفل للدولة وسائل الإقناع التي تأتي من القدرة على الدفاع عن النفس. أمّا الدول ذات المساحة الصغيرة فهي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها أمام الأعداء. مثال ذلك، هولندا التي استسلمت للألمان في مدة أربعة أيام، علماً بأن الجيش الهولندي لم يكن أقل بسالة من الجيش الألماني. وتعمد الدولة الصغيرة إلى الأخذ بزمام المبادرة في الهجوم وذلك كي تبعد المعركة عن أراضيها. ومن أفضل الأمثلة على ذلك الصراع العربي الإسرائيلي الذي تبادر فيه إسرائيل باستمرار بشن الهجوم على الدول العربية المجاورة لتنقل المعركة إلى أراضي الدول المجاورة حتى لا تتأثر طاقاتها الإنتاجية، والخدمية، وسكانها المدنيون، ولتكسب مجالاً أرضياً أوسع يُمكنها من المناورة العسكرية. وقد حدث هذا في عدوان 1956، وعدوان 1967.
(3) الشكل
كلما كانت الدولة مندمجة من حيث الشكل Shape، كلما كان ذلك أفضل من الناحية السياسية لها. ويعتبر الشكل الدائري[1][1] أو القريب منه الشكل المثالي للدولة، فتكون كل أطراف الدولة على أبعاد متساوية تقريباً، لذا يترتب على الشكل الدائري للدولة أن يكون طول حدودها قصيراً بالنسبة لمساحتها، ومن ثم يقل عدد المواضع التي يحتمل أن تُغزى منها الدولة. كما يصبح في إمكان الدولة الدفاع عن هذه الحدود وحمايتها. ويساعد الشكل الدائري على سرعة نقل الجيوش والمعدات إلى أي مكان في الدولة يتعرض لغزو خارجي، كما أنه يوفر لجيوش الدولة المساحة الكافية، التي يمكن أن تتقهقر فيها إذا استدعت الظروف ذلك، وذلك لأنه يعمل على تيسير إنشاء شبكة نقل ومواصلات جيدة في الدولة. ويساعد الشكل المثالي على انصهار سكان الدولة في بوتقة واحدة مما يؤدي إلى زيادة نمو الشعور القومي لديهم، وهو عامل حاسم في رسم سياسة الدولة، ومن أفضل الأمثلة على الشكل المثالي أو القريب منه دول أورجواي، وبولندا، والمجر، وبلجيكا.
ويرتبط بشكل الدولة موقع العاصمة بالنسبة للدولة. ويعد الموقع المتوسط في جسم الدولة أفضل موقع للعاصمة، ويُعرف بالموقع المركزي Central ********، حيث تحتل العاصمة الوسط الهندسي للدولة، وذلك حتى يسهل الدفاع عنها من جهة، ويسهل اتصالها بمختلف أنحاء الدولة من ناحية أخرى. ومن أمثلة المواقع المثالية للعواصم الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، والقاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية، والخرطوم عاصمة السودان، وبغداد عاصمة العراق، وبرن عاصمة سويسرا، ومدريد عاصمة أسبانيا، ووارسو عاصمة بولندا.
وقد نقلت بعض الدول عواصمها من مواقع ساحلية غير متوسطة داخل الدولة، وذلك لكسب مزايا تتعلق بالشكل الجغرافي الصحيح للدولة، وهذا ما حدث في البرازيل عندما نقلت عاصمتها من ريو دي جانيرو إلى برازيليا، وفي تركيا عندما نُقلت عاصمتها من استنبول إلى أنقرة.
(4) الحدود
الحدود السياسية Political Boundaries، وهي بمثابة الهيكل الخارجي لرقعة الدولة. ولكل دولة في الوقت الحاضر حدودها السياسية، وهي عبارة عن خطوط محددة على الخرائط السياسية، وواضحة المعالم في الطبيعة. وهذه الحدود تكفلها المعاهدات والمواثيق الدولية.
وتمثل البحار والمحيطات أكثر الحدود الطبيعية، وهي حدود فاصلة يمكن أن تحمي الدولة من الغزو، خاصة إذ كانت لديها السيادة البحرية على حدودها. وتأتي الصحاري بعد البحار والمحيطات في الأهمية، ذلك لأنها تؤدي وظيفة الحماية كالبحار إلى حد ما. أمّا الجبال فتمثل حدوداً طبيعية منيعة. وهي تؤدي دورها بوصفها حدوداً سياسية في بعض المناطق، فجبال اسكنديناوه تُشكل الحدود بين السويد والنرويج، وجبال الألب تفصل بين النمسا وإيطاليا، وجبال البرانس تمثل الحدود بين فرنسا وأسبانيا. وكذلك تقوم الأنهار في بعض الحالات بوظيفة الحدود السياسية، كما هو الحال في شط العرب الذي يفصل بين العراق وإيران، ونهر السانت لورنس الذي يمثل الحدود بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية في بعض المواضع، ونهر الدانوب الذي يفصل بين رومانيا وبلغاريا، ونهر الراين الذي يفصل بين فرنسا وألمانيا.
أما الحدود الاصطناعية فمنها الحدود الفلكية، التي تتفق مع دوائر العرض وخطوط الطول، مثل الحدود بين مصر وكل من ليبيا والسودان. ومنها الحدود الهندسية التي تُرسم على شكل خطوط مستقيمة ولا يراعى في تخطيطها أي ظاهرة طبيعية، مثل الحدود بين المملكة العربية السعودية وجيرانها.
(5) المناخ
يعتبر المناخ من أهم العوامل التي تؤثر في قوة الدولة وظروفها السياسية، لأنه يؤثر في مجهود الإنسان وبالتالي فيما يبلغه من رقي وتقدم.
وقد أثر المناخ على الأوضاع السياسية للكثير من الدول بدرجة كبيرة، إذ أن ملاءمة المناخ في جنوب أفريقيا، حيث يسود مناخ البحر المتوسط، شجع الاستعمار على أن يتخذ في هذه المنطقة شكل الاستعمار الاستيطاني، وأغرى الأوروبيين بالهجرة إلى هذا الإقليم. إما المناخ الاستوائي فلم يشجع الاستعمار الأوروبي على الاستيطان في الدول الأفريقية، التي يسود فيها مثل غانا، والكنغو، ونيجيريا، وتوجو، وداهومي، لذا كان الاستعمار في هذه الجهات استعماراً استغلالياً.
ويمكن الاستدلال من التاريخ على أن المناخ كان له أثر كبير على سير العمليات الحربية. ويؤكد ذلك أن القيادة الألمانية كانت على بينة من أن غزو بولندا يجب أن يتم في الأيام الأولى من شهر سبتمبر، حتى تتجنب الأوحال، التي يمكن أن تتعرض لها الدبابات الألمانية بسبب سقوط الأمطار بعد هذا التاريخ. كذلك اختار الألمان شهر أبريل لغزو النرويج، حيث يشتد هبوب العواصف، وبالتالي يمكن اتخاذها ستاراً لتغطية الوحدات الصغيرة. وعبر الجيش المصري إلى شبه جزيرة سيناء في حرب 1973 عصراً، لتكون الشمس خلف ظهره ولا تكون في مواجهته، إضافة إلى إجراء بعض الدراسات الدقيقة لحركة الأمواج، والتيارات، والمد والجزر في قناة السويس، ودراسة حركة الرياح.
(6) التضاريس
تؤثر التضاريس على القوة النسبية للدول المختلفة وعلى النواحي الإنتاجية والعسكرية فيها، وكلها عوامل تؤثر على النواحي السياسية للدولة. وتعمل التضاريس والمناخ على تحديد الإمكانات الاقتصادية المتاحة، التي يتوقف عليها رقي الدولة وتقدمها. إذ أنه كلما ازدادت مساحة السهول، وتوافرت المياه، كلما عظم الإنتاج الزراعي، ويؤدي هذا بدوره إلى تركز السكان وتكاثرهم، وقد تمتلك الدولة سهولاً واسعة مثل براري كندا، وسهول سيبريا، لكن عدم مناسبة الظروف المناخية في هذه المناطق يعرقل التقدم الاقتصادي فيها، مما يؤدي إلى تضاؤل أهمية هذه السهول.
وتعمل السهول على تيسير عملية غزو الدول التي تمتلكها، ذلك لكونها مناطق مفتوحة يسهل عبورها، في حين تمثل الجبال عامل حماية طبيعياً يقي الدولة من الاعتداءات الخارجية. وتفضل الدولة أن تولد في المناطق الجبلية، لتكون في عزلة عن غيرها، حتى تقضي فترة نموها الأولى، وعندما يشتد ساعدها وتنتقل إلى طور الشباب، ويمكنها الدفاع عن نفسها، يصبح من المناسب لها أن تنزل إلى المناطق السهلية لتتوسع فيها وتسيطر عليها. ومن أفضل الأمثلة على ذلك تركيا التي ولدت في هضبة آسيا الصغرى، وبعد أن بلغت مرحلة الشباب واشتد ساعدها، نزلت إلى السهول المجاورة وكونت الإمبراطورية العثمانية، التي امتدت من ساحل البحر الأسود إلى ساحل بحر إيجه فسواحل البحر المتوسط.
وتمثل الجبال ملجأً للدول في وقت الأزمات فتحتمي بها، ومن أمثلة ذلك ما حدث للعرب في أسبانيا، إذ تمكنوا من هزيمة الأسبان في القرن الثامن، مما أدى إلى هروب بعض المسيحيين من المناطق السهلية الجنوبية ولجأوا إلى الجزاء الشمالية الجبلية. وكذلك تركت العناصر الصربية سهول نهر الدانوب في الحرب العالمية الأولى ولجأت إلى الجبال حيث ولدت دولتهم.
ويوجد في الوقت الحاضر عدد قليل من الدول الجبلية بما تحمله الكلمة من معنى، ومن أمثلتها نيبال، وسويسرا، وأندروا، التي توجد في موقع منعزل بجبال البرانس الواقعة بين أسبانيا وفرنسا، وسيكم، وبواتان، الواقعتان في أودية تنحصر بين سلاسل جبال الهيملايا وتلال سواليك.