اسلاميات

5 معلومات مهمة عن فضل سورة البقرة

فضل سورة البقرة

فضل سورة البقرة عظيم للغاية ولا يمكن أن نغفله حيث أنها من السور المستحب قراءتها في كل الأوقات، وفضل سورة البقرة ينبع من أنها أول سورة نزلت بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وقد استمر نزول آيات سورة البقرة حتى السنة العاشرة من الهجرة، وسورة البقرة بها أعظم آيات القرآن الكريم وهي آية الكرسي ويقول الله سبحانه وتعالى فيها “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.

وتضم سورة البقرة آخر آيات القرآن الكريم وهي الآية التي تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وفيها يقول الله سبحانه وتعالى “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”..لذا فليس من الغريب أن نقول أن سورة البقرة فيها فضل ونعمة وخير للمسلمين، وفيما يلي سوف نعرف الكثير من المعلومات حول هذه السورة وفضلها.

وقد ورد فضل سورة البقرة في حديث رسول الله الذي رواه أبي بن كعب حيث قال “يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: “اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ”. قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ).

ما هي أهم المواضيع التي اشتملت عليها سورة البقرة؟

سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم وقد تضمنت داخلها العديد من الأحكام المتعلقة بالشريعة الإسلامية وأداء الفرائض المختلفة، كما أن السورة قد تم تسميتها بسورة البقرة نسبة إلى قصة البقرة في سيرة النبي موسى عليه السلام، وتحكي هذه القصة عن نبي الله موسى الذي قُتل رجل من قومه في بني إسرائيل ولم يعرف القاتل الحقيقي واتهم فيه موسى ووقتها أوحى الله إلى نبيه لكي يقوم بذبح بقرة وعندما فعل أمره بإلقاء بعض أجزائها على الرجل فبعثه الله من جديد وأرشد على من قتله.

ما هي الأسماء التي أطلقت على سورة البقرة؟

هناك الكثير من الأسماء التي أطلقت على سورة البقرة مما يوضح فضلها ومن هذه الأسماء:

الزهراء
وهي أطلق عليها هذا الاسم هي وسورة آل عمران حيث أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما اسم الزهراوين، وقد ذكر ذلك في الحديث الشريف حيث قال صلى الله عليه وسلم “اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَة”.

وقد أطلق على كل من سورة البقرة وسورة آل عمران الزهراوين لأنها مصدر للنور والنعم، وقد عدد الإمام القرطبي ثلاثة أسباب لتسمية سورة البقرة فلقد قال أنها سميت بهذا الاسم لأنها تنير طريق الهداية لم يقرأها، لأنها ترشده وتهديه إلى العديد من المعاني النورانية العظيمة، وقد أيضا أنها تم تسيمتها بذلك لأنها تمنح لمن يقرأها نورا عظيما يوم القيامة، وقال أيضا أنها سميت بذلك لأن بها اسم الله الأعظم جل وعلى.

الفسطاط
أطلق على سورة اسم الفسطاط، وتعريف الفسطاط في اللغة هو ما يحيط بالمدينة، وقد أطلق هذا الاسم على سورة البقرة لأنها السورة التي قامت بالإحاطة بكل الأحكام التي لم يتم ذكر في أي من سور القرآن الكريم.

سنام القرآن
والسنام يعني الشيء المرتفع، وقد أطلق على سورة البقرة السنام لأنها تعتبر أطول سورة في القرآن الكريم، بالإضافة إلى أن سورة البقرة احتوت على الكثير من الأوامر والأحكام والنواهي المتعلقة بالإسلام وهذا الذي أعلى من ِشأنها بين سور القرآن، ويقال أيضا أنها سميت بهذا الاسم لأنها احتوت على آية الكرسي وهي أعظم آيات القرآن الكريم.

ما هو فضل سورة البقرة؟

كل ما ذكرناه جعل فضل سورة البقرة على قارئها عظيما جدا، وفيما يلي سوف نعرض العديد من الجوانب المتعلقة بفضل سورة البقرة كما يلي:

سورة البقرة تحمي المسلم من وسوسة الشيطان
سورة البقرة من أكثر السور التي يستحب أن تقرأ في البيت المسلم، لأنها تحمي من وسوسة الشيطان وتحمي من الغواية، فهي تصد الشيطان وتثبط عزيته وتعجزه عن الوصول إلى ما يرغب في في إبعاد المسلم عن ربه والاستسلام للمعصية والذنب، وقد جاء هذا في الحديث الشريف فيما رواه أبو هريرة أنه قال “أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ”.

سورة البقرة مصدر للبركة والنعم
سورة البقرة من أكثر السور التي تمنح المسلم البركة والحسنات، فهي من السور التي من المهم أن نحرص على قراءتها وعلى حفظها أيضا.

سورة البقرة من السور التي تمنح الشفاعة يوم القيامة
سورة البقرة وسورة آل عمران تأتي لقرائها لتشفع لهم يوم القيامة وقد جاء ذلك على لسان الصحابي النواس بن سمعان حيث قال “أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (يؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما”. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل من سورة البقرة وسورة آل عمران بأنهما الغمامتين أي أنه شبه كل منهما بالسحابة العظيمة ذات اللون الأسود ومن بينهما نور أي أنهما تمنح النور ولا تحجب الضوء وتبعثه إلى المؤمنين.

سورة البقرة بها لفظ الجلالة الأعظم
ومن أكثر الأشياء التي تجعل لسورة فضلا عظيما هي أن اسم الله ولفظ الجلالة قد ذكر بها وهو اسم الله الأعظم، وقد جاء ذكره في سورة الكرسي، وسورة الكرسي تأتي عظمتها في أنها تحمل كل معاني توحيد الله لا شريك له وتذكره بصفاته العليا وبذاته المنفردة فهو الملك العلي والعظيم والحي والقيوم.

وقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه ما يوضح عظمة سورة البقرة وفضلها ومن هذه الأحاديث “نَّه كان له جُرْنٌ من تَمْرٍ فكان يَنقُصُ فحرسَه ذاتَ ليلةٍ فإذا هو بدابَّةٍ شِبْه الغُلامِ المُحتَلِمِ فسلَّمَ عليه فرَدَّ عليه السلامَ فقال:ما أنت جِنِّيٌ أمْ إنْسيٌ، قال: جِنِّيٌ، قال: فناوِلْنِي يدَك، قال: فناوَلَه يدَه فإذا يدُه يدُ كلبٍ وشَعرُه شَعرُ كلبٍ، قال: هذا خَلْقُ الجِنِّ، قال: قدْ عَلِمتِ الجِنُّ أنَّ ما فيِهم رجلًا أشدَ مِنِّي، قال: فما جاء بِكَ، قال: بلَغَنَا أنَّكَ تُحِبُّ الصَّدقةَ فجِئْنا نُصيبُ من طعامِك، قال: فما يُنَجِّينَا مِنكُم، قال: هذه الآيةُ التِي في سورةِ البقرةِ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ مَنْ قالَها حِينَ يُمسِي أُجِيرَ مِنَّا حتَى يُصْبِحَ، ومَن قالَها حينَ يصبحُ أُجِيرَ مِنَّا حتى يُمسِي، فلَمَّا أصبحَ أتَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليِه وسلَّمَ فذكر ذلكَ له فقال : صَدَقَ الخبيثُ”.

ما هو فضل الخواتيم في سورة البقرة؟

هناك العديد من الأحاديث في السيرة النبوية الشريفة التي توضح فضل الخواتيم في سورة البقرة ومنها نذكر التالي:

  • سورة البقرة هي نور في الدنيا ونور في الآخرة، فهي ترشد المؤمن على أحكام دينه في الدنيا وهي تشفع له وتمنحه الحسنات في الآخرة، فتكون هي منبع الهداية ومنبع النور والرحمة، وقد جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).
  • خواتيم سورة البقرة من السور التي تكفي المسلم وتمنحه ما يمنحه له قيام الليل وقراءة الأذكار ، وهذا حسب ما جاء في صحيح البخاري “عن عقبة بن عمرو -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ) وتأتي كلمة كفتاه هنا بمعنى أنه من الممكن أن تكون محصل صلاة القيام وتعطي المسلم نفس درجاتها هي والأذكار.
  • سورة البقرة بها من الرحمة والمغفرة ما يفوق تصور أي شخص، وكأن الله أنزلها للبيان والرحمة فهي توضح الأمر وتوضح النهي عن الذنب والفاحشة لكنها تطمئن المسلمين بأن الله غفور رحيم، وقيل أنه عندما نزل الآية التي توضح أن الله يعلم كل ما في الإنسان أي أنه يعلم ما يفعله ويعلم ما يكن بداخله خاف المؤمنين من أن يكون الله سوف يعاقبهم على ما يقع في قلبهم من ذنب كما جاء في الآية في قوله “لَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دلهم على السمع والطاعة لذلك نزل قول الله تعالى “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير”. ثم جاءت الآية التي تبعث الطمأنينة والهدوء في نفس المسلم وتمنحه خير الدعاء في قوله تعالى “لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

ما هو فضل حفظ سورة البقرة؟

عرف عن الصحابة أنهم كانوا يشعرون بتوقير حفظ سورة البقرة في داخلهم وقد كانوا يسعون إلى ذلك، وقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يثبت ما جاء في قلب ونفس المؤمنين و عن عثمان بن العاص عثمان بن أبي العاص أنّه قال: (اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ”.. وقد دل على هذه النعمة أيضا ما جاء في قول أنس بن مالك “كان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا”.

السابق
تعرف على أحكام التجويد كاملة.. 4 أحكام لقراءة القرآن الكريم
التالي
فضل سورة يس .. 3 أمور يجب على المسلم معرفتها حول هذه السورة العظيمة وفضلها

اترك تعليقاً