اسلاميات

تعرف على أحكام التجويد كاملة.. 4 أحكام لقراءة القرآن الكريم

أحكام التجويد

أحكام التجويد هي إتقان تلاوة وقراءة القرآن بالشكل الذي أنزله الله على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فالتجويد في اللغة هو إتقان الشيء، وهي عبارة عن أحكام لغوية وضعها علماء القرآن والشريعة واللغة لكي يتعلمها كل مسلم حريص على تلاوة القرآن بشكل جيد، فالتلاوة وفقاً للأحكام هذه من أهم الأمور التي تساعدنا على التلاوة وعدم الإثم الذي يمكن أن يحدث في حالة القراءة غير الجيدة للقرآن وتغيير المعنى اثناء التلاوة، في هذا المقال نتعلم أحكام التجويد الشاملة والكاملة وفقاً لما قاله علماء التجويد واللغة والقرآن.

نشأة علم التجويد

عندما انتشر الإسلام خارج ربوع الجزيرة العربية، اختلفت الألسن واللغات التي أصبحت دخيلة على الإسلام وعلى اللغة العربية التي أنزلت به، لذلك فإن التجويد ظهر للقضاء على أخطاء الأعاجم في اللغة وفي تلاوة القرآن، فقد كانوا يقرأون القرآن بالأخطاء الكبيرة لغوياً مما قد يؤثر على لغة القرآن، وهذا ما جعل الصحابة الكرام يخافون على لغة القرآن وقاموا بتأسيس علم التجويد من أجل القراءة والتلاوة الصحيحة للقرآن الكريم.

ما هي أحكام التجويد الكاملة؟

أحكام التجويد لها 4 جوانب يجب على كل مسلم يرغب في تلاوة كتاب الله عز وجل أن يتعلمها، وهذه الأحكام سنتعرف عليها خلال النقاط التالية بالتفصيل مع أمثلة من كتاب الله عز وجل، وهذه الأحكام هي:

أحكام النون الساكنة والتنوين

وهذه الأحكام بدورها تنقسم إلى العديد من الجوانب التي تظهر في قراءة القرآن ومن خلال الأحرف التي يتم نطقها في آيات القرآن المختلفة، وهذه الجوانب هي:

  • الإظهار: وهو ما يعرف ببيان الحرف ونطقه ظاهراً غير خافياً وأن يتم إخراج الحرف من مخرجه الصحيح بدون غنة، حيث لابد من إظهار النون أو التنوين عند الالتقاء، بأحد الأحرف التالية: “الهمزة، والخاء، والحاء والهاء، والعين، والغين”، مثل قول الله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ، وقوله سبحانه وتعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجً.
  • أما التنوين، فلا يلتقي بأحرف الإظهار إلا في كلمتين منفصلتين مثل قوله سبحانه وتعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ.
  • الإدغام: ومعنى الإدغام هو إدخال الشىء على الشىء أو التقاء الحرف الساكن بالحرف المتحرك فيصيران حرفاً واحداً عليه الشدة ويقول علماء التجويد أنه يجب أن يتم إدغام النون الساكنة مع التنوين عند الالتقاء بأحد أحرف الإدغام وهم: “الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون” .أما الغنة فهو الصوت الرخيم الذي يخرج من الأنف وأحرف الإدغام يمكن أن تجتمع في كلمة (ينمو) ويمكن تطبيقها من خلال تلاوة قوله تعالى: وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلمًا وَلا هَضمًا.
  • أما عن الإدغام بغير الغنة فهذا يحدث عندما تلتقي النون الساكنة أو التنوين بهذين الحرفين الراء أو اللام، حيث لا يجب إظهار صوت الغنة عندما يتم قراءة هذه الحروف في الآية القرآنية مثل قوله تعالى: قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَديدًا مِن لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا.
  • الإقلاب: ومعنى الإقلاب في أحكام التجويد هي تحويل الشىء على غير وجهه الأصلي، وهنا نجده مثلاً في إقلاب حرف مكان حرف مع مراعاة صوت الغنة، ويخص الإقلاب حرف الباء، التي تقلب إلى حرف الباء حيث تقلب النون إلى الميم وهذا يمكن تطبيقه في العديد من الآيات القرآنية مثل قوله سبحانه وتعالى: وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ. وهنا تقلب النون الساكنة إلى باء في كلمة أنبتنا، وكذلك في كلمة زوجٍ بهيج، حيث تقلب النون إلى باء.
  • الإخفاء: أما الإخفاء وهي آخر أحكام التجويد الخاصة بالنون الساكنة والتنوين، وكلمة الإخفاء هي الستر أما الصفة هي ما بين الإدغام والإظهار مع بقاء صوت الغنة، ويتم مع ما تبقى من الحروف في الجمل عدا حروف الإظهار والإدغام والإقلاب، وهي مجموعة من الحروف يمكن جمعها في هذا البيت: “صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما، دم طيباً، زد في تقى، ضع ظالماً”. كما يجب إخفاء النون الساكنة أو التنوين إذا التقت مع أحد أحرف الإخفاء.

أحكام الميم والنون المشددتين

وهي من الأحكام السهلة في علم التجويد فهي تخص أحكام نطق الميم أو النون المشددة، مقدار الحركتين والحركة هي المدة الزمنية اللازمة لقبض الأصبع وفتحه، مثل أحرف أغن أو حرف الغنة.

أحكام الميم الساكنة

أما عن أحكام الميم الساكنة، فتتم عبر ثلاثة أحكام تتمثل في:

  • الإخفاء: أي عبر إخفاء الميم الساكنة عن التقائها بحرف الباء مثل قوله تعالى: يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ. وهذا الحكم يسميه علماء التجويد بالإخفاء الشفوي لخروج حروفه من الشفة.
  • الإدغام: وهو عبارة عن إدغام الميم الساكنة عند التقائها مع حرف الميم وهذا في حالتي إذا كانت الميم أصلية أو منقلبة عن النون الساكنة والتنوين، مثل قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا.
  • الإظهار: حيث يجب إظهار الميم الساكنة عن التقائها بكل الأحرف ونستثني منها حرفي الميم والباء.

أحكام المدود في التلاوة

المد في اللغة تعني المط والزيادة في اللفظ عند نطق الكلمة أو الجملة، أما في الإصطلاح وحسب علماء التجويد، إنما وجد في مد الصوت في الكلمة من القرآن الكريم، وهي توجد في ثلاث حروف وهي الألف الساكنة والواو الساكنة المضموم قبلها والياء الساكنة عندما يكسر الكلام قبلها، وهنا نجد أن المدود تنقسم إلى:

  • مد طبيعي: وهو المد الذي لا يوجد له سبب ولا يتبق وقفاً دون الوصل، أو ما يثبت وصلاً دون الوقف ومنه ما يثبت وصلاً ووقفاً.
  • مد فرعي: وهو المد الذي ينقسم بدوره إلى نوعين، وهو المد الفرعي الذي يتم بسبب الهمر وهو البدل وشبيه البدل، من خلال إتمامه بتبديل الهمزة الثانية إلى حرف المد من جنس الهمزة الأولى، وذلك في حال كانت الهمزة الأولى ساكنة والثانية متحركة مثل كلمة ( أوتوا) وهذا يختلف عن شبيه البدل والذي ينجم عن حرف المد الواقع بعد الهمز وجديراً بالذكر أن البدل وشبيه البدل يمد بمقدار حركتين.

كما يوجد من هذا النوع ما يسميه علماء أحكام التجويد مد متصل وهو المد الذي ينشأ عن التقاء حرف المد والهمزة في كلمة واحدة بحيث تكون الهمزة بعد حرف المد ويمد حوالي 4 حركات كوجه مقدم في الأداء ويجوز مده خمس حركات وهو واجب أن يتم.

ويوجد نوع المد المنفصل وهو عند علماء التجويد ينشأ عند التقاء حرف المد والهمزة بكلمتين مختلفتين بحيث يكون حرف المد في نهاية الكلمة الأولى والهمزة في بداية الكلمة الثانية وحكمة الجواز ولابد أن يكون على الكلمة الأول إزالة لسبب المد وفي حال الوقوف عليها وعلى هذا يتم مدها 4 أو 5 حركات مثل مد الصلة من المدود التي تتبع المد المنفصل ومد الصلة بمد الهاء في آخر الكلمة عندما تتبعها همزة في بداية الكلمة التي تأتي بعدها مباشرةً.

أما النوع الآخر من المد هو المد الفرعي والذي تسببه السكون وهذا ينقسم بدوره إلى:

  • مد لازم: وهذا عند أحكام التجويد لابد أن يحدث أي أنه واجب الحدوث، وذلك بمقدار 6 حركات على الأقل وذلك عند التقاء الحرف الساكن الأصلي بمد حرف المد بحيث يكون المد الأول وتم تقسيمه إلى كلمي وحرفي أو مثقل ومخفف في نطق الكلمة.
  • مد عارض: وهو المد العارض للسكون وقد أسماء علماء أحكام التجويد بهذا الاسم لأن السكون عارضة بسبب الوقف ولا يعتبر هذا المد عارض للسكون إلا في حال الوقوف على الكلمة السابقة لآخر حرف فيها مد.

هذا عن أحكام التجويد، أما عن أهميته، فإن أحكام التجويد من الأهمية بحيث يجب على كل مسلم الإلمام بها ومعرفة ما يساعده على تلاوة القرآن الكريم، بحيث تكون الألفاظ والمخارج صحيحة، وهو ما يزيد الثواب ويرضي الله تعالى عنه.

في نهاية هذا العرض الشامل عن أحكام التجويد، فقد تناولناها في هذا المقال أحكام التجويد بشىء من التفصيل حسب ما قاله علماء التجويد في كتبهم، وذلك ليكون مبسطاً ومعروفاً عند كل المسلمين الذين يرغبون في القراءة الصحيحة والتلاوة السليمة لكتاب الله العزيز.

السابق
3 من أهم طرق ختم القرآن الكريم في رمضان
التالي
5 معلومات مهمة عن فضل سورة البقرة

اترك تعليقاً