سورة يس
إن سورة يس واحدة من السورة التي يحفظها الكثير من المسلمين، حيث أنها ليست طويلة جدا ومن السهل حفظها، وتبدأ سورة يس بهذه الآيات، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “يس ﴿ ١ ﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿ ٢ ﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿ ٣ ﴾ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿ ٤ ﴾ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿ ٥ ﴾ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿ ٦ ﴾ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿ ٧ ﴾ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ﴿ ٨ ﴾ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿ ٩ ﴾ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿ ١٠ ﴾ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿ ١١ ﴾ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ”.. وفيما يلي سوف نتعرف سويا على أهم خواص وفضائل سورة يس.
ما هي أهم الخواص والفضائل التي تعرف بها سورة يس؟
في البداية لابد أن نوضح شيء في غاية الأهمية وهو أن القرآن الكريم بكل السور والآيات الموجودة به هو كتاب الله تعالى الذي يبدأ وينتهي بالخير والبركة، ولكن هناك بعض من الأقاويل المغلوطة عن سورة يس، حيث أن العديد من العلماء والفقهاء قالوا أن الكثير من الأمور التي ذكرت عن سورة يس ضعيفة ولا يوجد ما يثبتها، وقد استطاع عدد من العلماء توضيح أن الكثير مما ورد حول سورة يس إنما هو محض روايات كاذبة بها افتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن العلماء قاموا بتوضيح أن معظم الأحاديث التي وردت عن هذه السورة هي أحاديث غير صحيحة ولا يجب أن يتم نسبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن من ناحية أخرى فإن العلماء قد وضحوا أن هناك بعض الفضائل التي لها علاقة بسورة يس، وقد استطاعوا أن يتأكدوا من ذلك من خلال تتبع الروايات والآثار المختلفة التي وردت عن العديد من الصحابة، وهذه الروايات لها العديد من الأسانيد والدلائل كما أنها نقلت عن طريق الصالحين من سلف الأمة، وقد قال ابن كثير أن مثلا من بعض الأمور المذكورة في فضائل هذه السورة أنها لا تقرأ على أمر عسير إلا ويحدث بعدها الفرج واليسر من عند الله تعالى، كما أنها من السور التي تقرأ عند خروج الروح من الميت عند الاحتضار حيث أن فيها باب من أبواب الأمل في رحمة الله تعالى ولتسهيل خروج الروح.
كذلك من فضائل سورة يس التي جاءت عن العديد من الروايات الصحيحة أنها تعتبر واحدة من الأسباب لغفران الذنوب وتكفير السيئات عن المسلم، وهذا ليس من الأشياء العزيزة أو الكبيرة على الله تعالى، وعن جندب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له).
وفي واحدة من الروايات جاءت سورة يس كواحدة من الصور التي يوصى بقرائتها في حالة ما إذا اقترب أجل المسلم عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه السلام- أنّه قال: (اقرَؤوا على موتاكم يس).عن معقل بن يسار: (قلبُ القرآنِ يس، لا يقرؤُها رجلٌ يريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ إلَّا غفر اللهُ له، اقرؤُوها على موتاكم).
قراءة في آيات سورة يس
إن ترتيب سورة يس في المصحف الشريف يقع المركز السادس والثلاثين، أما عدد آياتها فهو 83 آيه، وقد سميت هذه السورة بهذا الإسم نسبة إلى أول الحروف التي بدأت بها، وهي أيضا من السور المكية، وأهم ما يميزها أن فواصلها قصيرة، كما أنها يتم قرائتها من خلال الإيقاع السريع، ولو تدبرنا في آيات سورة يس سوف نجد التالي:
- يقول الله سبحانه وتعالى (يس، والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين). وهنا نجد أنه في هذه الآية قام بذكر طبيعة الوحي، كما أنه أكد على صدق الرسالة.
- أن سورة يس تذكر من خلال آياتها قصة أصحاب القرية، وتحذر من عواقب تكذيب الرسالة وإنكار وجود الوحي، حيث أن السورة تعرض قضية الألوهية ووحدانية الله سبحانه وتعالى، ويظهر من خلالها رجل يستنكر على قومه جحودهم لله سبحانه وتعالى وتكذيبهم لدعوة رسوله، وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى “(وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ). وقبل أن تنتهي السورة يذكر الله هذه الفكرة مرة أخرى حيث يقول سبحانه وتعالى ” (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ).
- وكذلك فكرة إحياء الموتى والبعث تذكر من خلال هذه السورة حيث يقول سبحانه وتعالى “(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ).
- كذلك تذكر قصة أصحاب القرية وتعطينا فكرة كاملة عن الحدث حيث يقول الله سبحانه وتعالى “وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴿ ٧٨ ﴾ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴿ ٧٩ ﴾ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ﴿ ٨٠ ﴾ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿ ٨١ ﴾ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿ ٨٢ ﴾ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
