عدد السور المكية والمدنية
القرآن الكريم هو كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الكتاب الخاتم الذي أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه الأوامر والنواهي التي جعلها الله للمؤمنين، وبه الشرائع للعبادات وقصص من كان قبلنا، ولقد أنُزل القرآن مفرقاً على مدار 23 سنة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لذلك نسمع دائماً مصطلحات مثل السور المكية والمدنية، فما هي عدد السور المكية والمدنية، وما هي تلك السور وما هي مزايا السور المكية والمدنية والاختلاف بينها؟ هذا ما نتعرف عليه في سطور هذا المقال.
السور المكية .. سور أنزلها الله على رسوله في مكة
من المعروف أن أول نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في مكة المكرمة، لذلك، وطوال البعثة المباركة على مدار 13 عاماً وهي السنوات التي قضاها رسول الله في دعوة قريش في مكة هي السور المكية، أي السور والآيات التي نزلت في مكة وهذه السور عددها 82 سورة ما بين السور الكبيرة والسور القصيرة، وهذه السور لها مزايا عديدة، ولكن قبل أن نعرف هذه المزايا، سنتعرف على أسماء هذه السور:
سور كبيرة وهي: الأنعام، والأعراف، ويونس، وهود، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والفرقان، ويوسف، وإبراهيم ، والحجر، والنحل، والإسراء، والشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، ويس، والصافات، وص، والزمر، وغافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وق، والذاريات، والطور، والروم، ولقمان، والسجدة، وسبأ، وفاطر، والنجم، والقمر، والواقعة.
وسور قصيرة وهي: الملك، والقلم، والحاقة، والمعارج، ونوح، والجن، والمزمل، والمدثر، والقيامة، والتكوير، والانفطار، والانشقاق، والبروج، والطارق، والأعلى، والغاشية، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والانشراح، والتين، والعلق، والعاديات، والإنسان، والمرسلات، والنبأ، والنازعات، وعبس، والقارعة، والتكاثر، والعصر، والهمزة، والمسد، والكافرون، وقريش، والكوثر، والماعون، والفيل.
مزايا السور المكية
السور المكية بها مزايا وخصائص عديدة وهي تحتوي على قصص الأنبياء والمرسلين قبل رسول الله وكيف كانت المعاملة مع قومهم، وذلك من أجل تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الخصائص الهامة للسور المكية أيضاً هي العبر والمواعظ وتوجيه الناس للأخلاق الحسنة وتوجيه الناس الممارسات الحياتية السليمة وتعليم الناس المعتقدات الهامة التي تساعدهم على فهم الإسلام وعلاقته بالكون وضرورة التفكر فيه لكي يصلى إلى حقيقة قدرة الخالق العظيم.
كما خاطب الله الناس أجمعين، فهذه السور هدفها إيمان الناس بالله الخالق، هذا إلى جانب توجيه الحديث للكفار وبيان معجزات رسول الله لعلهم يتدبرون.
وخلاصة القول في ذلك هو أن السور المكية كانت لها هدف تعليمي بالنسبة للمسلمين في البداية وتثبيتهم على الدين والأخلاق الصحيحة.
السور المدنية .. السور التي أنزلها الله على رسوله في المدينة المنوّرة
بعد هجرة الرسول على رسول الله ومكوثه في المدينة حوالي 10 سنوات من الهجرة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه حوالي 20 سورة، ومعظمها من السور الكبيرة مثل آل عمران والنساء والمائدة والتوبة والنور
سور صغيرة الحجم في الآيات ولكن هامة للغاية في الأحكام والعبادات وغيرها مثل الأحزاب – محمد – الفتح – الحجرات – الحديد – المجادلة – الحشر – الممتحنة – المنافقون- الطلاق- التحريم- النصر.
مزايا السور المدنية
أما عن مزايا السور المدنية فهي سور اشتملت على العديد من الأمور الهامة مثل أحكام العبادات والمعاملات بين الناس، فقد كانت تهدف إلى بناء نظام إسلامي في الحياة كامل وشامل سواء من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية.
كما اشتملت على الحلال والحرام في العديد من المعاملات والعبادات مثل تحريم الخمر وفرض بعض الفروض الهامة مثل الصيام والزكاة والحج، وبيان هذه الشعائر بالنسبة للمسلمين، وتوجيه الخطاب للمسلمين المؤمنين بالله ورسوله، وكذلك توجيه الخطاب للمنافقين الذين كانوا يكيدون دائماً للمسلمين في المدينة في السلم والحرب، وقد تميزت أيضاً السور المدنية بطول آياتها التي تحتاج إلى فهم جيد وتدبر.
القرآن الكريم بما فيه من سور مدنية ومكية، كتاب الله الخاتم الذي أنزله على رسول الله وبه الأوامر والنواهي وهو كتاب المسلمين ودليلهم نحو الحياة السليمة والسوية والطبيعية التي خلقها الله.
