تنمية بشرية

مهارات فن الإلقاء المؤثر

مهارات فن الإلقاء المؤثر

على مر السنين ، لعب الخطابة دورًا رئيسيًا في التعليم والحكومة والأعمال ، الكلمات لها القدرة على إعلام وإقناع وتعليم وحتى الترفيه ، ويمكن أن تكون الكلمة المنطوقة أقوى من الكلمة المكتوبة في يد المتحدث .

سواء كنا نتحدث في اجتماع فريق أو نقدم أمام جمهور ، يجب علينا جميعًا التحدث علانية من وقت لآخر ، يمكننا القيام بذلك بشكل جيد أو القيام بذلك بشكل سيئ ، والنتيجة تؤثر بشدة على الطريقة التي يفكر بها الناس عنا ، هذا هو السبب في أن التحدث أمام الجمهور يسبب الكثير من القلق  ، ولكن من خلال التحضير الشامل والممارسة ، يمكنك التغلب على قلقك وأداء جيد بشكل استثنائي .

فن الإلقاء

يُعرَف فن الإلقاء بأنّه عبارة عن نمط الكلام أو الكتابة، حيث يعتمد على اختيار جيد للكلمات،ويشار إلى أنّ الكلمات تعدّ أساس اللغة، وبالتالي فإنّ عملية اختيار الكلمات هي جزء مهم للتواصل الفعال، ولذا من المهم اختيار الكلمات بعناية ومعرفة وقت قولها، إذ إنّ الاختيار المناسب للكلمات والإلقاء يساعد الكاتب على خلق تواصل جيد.
الإلقاء الرسمي هو اختيار الفرد للكلمات والعبارات التي يستخدمها عند الكلام أو في الكتابة، ويعدّ الإلقاء غير الرسمي الكلام اليوميّ، مثل التحدث مع العائلة أو مع الأصدقاء عند كتابة الرسائل الشخصيّة أو رسائل البريد الإلكترونيّ، ويدخل أيضاً في الروايات التي تُعنى بإظهار الشخصيات التي تتكلّم باللغة العاميّة أو بلهجة معينة.
يعتمد الإلقاء الجيد على اختيار جيد للكلمات، وامتلاك مفردات متنوعة للاستخدام، حيث إنّ عملية القراءة الجيدة هي جزء أساسي من الكتابة الجيدة، وبغض النظر عن نوع الكتابة، فالإلقاء هو الوسيلة الوحيدة لتطوير الأسلوب واللهجة، ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها هي التكرار، فالأسلوب الجيد يُعنى بتغيير الكلمات مع الحرص على عدم التكرار، وبالتالي الشعور بالمزيد من المتعة والتسلية.

تعدّ أهمية معرفة الخطاب الذي سيلقى بنفس أهمية الموضوع الذي سيتحدث عنه الخطاب، حيث يجب اختيار طريقة مناسبة للإلقاء تكون مناسبة لشخصية الملقي، ولذلك من الممكن أن يحتاج إلى بطاقات الملاحظة للنظر إليها لمساعدته على التذكر، أو الاعتماد على الذاكرة وحفظ الخطاب، وتجدر الإشارة إلى أنّه ليس من الضرورة حفظ الخطاب غيباً، ولكن من أجل تحقيق ذلك يُفضّل كتابة الخطاب عدة مرات لتذكر المعلومات، كما ينصح بتقسيم الخطاب إلى عدة أجزاء صغيرة؛ للتمكّن من حفظه، ولصعوبة حفظ الخطاب دفعة كاملة.

فن الإلقاء والارتجال

الارتجال هو فن التمثيل والرد ، في الوقت الحالي ، على محيط الفرد. هذا يمكن أن يؤدي إلى اختراع أنماط و أنواع التفكير الجديدة و / أو طرق جديدة للعمل ، و تحدث دورة الاختراع هذه في كثير من الأحيان عندما تكون مصحوبة بفهم شامل و / أو حدسي للمهارات التي يمتلكها المرء.

– يمكن أن تنطبق الكفاءات في الارتجال على العديد من القدرات أو أشكال الاتصال المختلفة ، على سبيل المثال ، العروض الموسيقية والطهي وتقديم خطاب أو مبيعات أو علاقات شخصية أو رومانسية أو الرياضة، ترتيب الزهور ، فنون الدفاع عن النفس ، العلاج النفسي ، الفنون ، وفي الأمور الروحية حيث يمكن للمرء أن يستمد الإلهام والدعم من العوالم العليا نحو الإعداد التأسيسي من خلال الفكر والعمل الفوريين المركزين.

– غالبًا ما يركز فن الارتجال على جلب الوعي الشخصي للشخص “في الوقت الحالي” ، وعلى تطوير فهم عميق للعمل الذي يقوم به الشخص. هذا الاندماج بين “الوعي” و “التفاهم” يوجه الممارس إلى النقطة التي يستطيع فيها / هي أن يتصرف بمجموعة من الخيارات التي تناسب الموقف ، حتى لو لم يواجه موقفًا مماثلاً. دراسة مهارات وتقنيات الارتجال يمكن أن تؤثر بقوة على كفاءة الفرد في العمل والحياة الشخصية و / أو في الفنون.

– إن الحالة الذهنية والعاطفية اللازمة لممارسة فن الارتجال ، وتسمى أيضًا “الارتجال” ، تشبه إلى حد بعيد الممارسة التي يتم تدريسها في الفن الديني والفلسفي لزن ، وتستخدم العديد من المفاهيم نفسها في كلتا العمليتين. على الرغم من أنه ليس من الضروري لدراسة وممارسة إما الارتجال أو Zen ، إلا أن دراسة واحدة غالباً ما تعطي نظرة جديدة إلى ممارسة الآخر.

فن الإلقاء والصوت

يتضمن الإلقاء الفعّال ثلاثة عناصر رئيسية: الصوت، الجسد واللغة، ويتضمن الإلقاء الصوتي معدل السرعة والتوقفات، حجم الصوت، طبقة الصوت وتغيراتها، نوعية الصوت، النطق واللفظ. بينما تتضمن عناصر الإلقاء الجسدي هي: المظهر، الوقوف، تعابير الوجه، الاتصال البصري، الحركة، الإيماءات. دعنا نرى كيف يعزز الإلقاء الصوتي من إلقائك. لابد أن يكون الجمهور قادراً على سماعك حتى يستطيع أن ينصت لأفكارك، وحجم صوتك يعني مدى ارتفاعه أو انخفاضه أثناء كلامك -حزمة كلام-ويوصف الشخص المتكلم بصوت عالٍ في الصف بالصراخ، وبالمقارنة فإننا ندعو المتكلم الذي لا يمكن سماعه بالجبان أو المقلق، والحقيقة أنك قد تتكلم بصوت عالٍ بسبب سمعك الضعيف وخوفك من أن يكون صوتك غير مريح بالنسبة لمستمعيك، ولكن جمهورك لا يعرف شيئاً عن تاريخك… ما يعرفه فقط هو أنك تصرخ أو تهمس أثناء إلقائك، وسيصدرون حكمهم عليك من خلال سلوكك. تذكر أن السماع هو الخطوة الأولى لعملية الإنصات، فإذا كان حجم صوتك غير مناسب وأدى إلى تشتيت الجمهور فإنك ستفشل في جذبهم لسماع رسالتك بعناية. لذا تأكد من أن صوتك ملائم للغرفة التي تتكلم فيها، بحيث تتكلم في غرفة الصف بصوت أعلى بقليل من حجم صوتك الذي تستخدمه في المحادثة العادية. عندما تتكلم أمام مجموعة كبيرة سيكون المكبر الصوتي مفيداً وضرورياً، ومن الأفضل أن تتمرن عليه مسبقاً كي لا يؤدي صوتك المكبر إلى إجفالك. قد يُطلب منك التحدث أمام جمهور كبير من دون مكبر، وهذا ليس صعباً، لأن صوتك سيكون جيداً إذا كان تنفسك من عضلة الحجاب الحاجز. كي تختبر تنفسك ضع يدك على بطنك وردد الجملة التالية: “هذه القوارب القديمة لا تطفو” ورددها بصوت أعلى وأعلى، فإذا كنت تتنفس من الحجاب الحاجز، فإنك ستشعر بأن عضلاتك البطنية تتوتر، وبدون هذه الطريقة في التنفس ستحاول زيادة حجم صوتك من حنجرتك وهذا خطأ يمكن أن يجهد صوتك. قد يكون عليك أحيانا التغلب على الضجة الخارجية كثرثرة الأشخاص في الرواق أو صوت جهاز التكييف، قد يتطلب هذا منك عملاً شاقاً، في هذه الحالة يمكنك استخدام مكبر الصوت، تكلم بصوت طبيعي واطلب من الإدارة أن تتكفل بالباقي، وإذا لم يكن مكبر الصوت ضرورياً فلا تستخدمه لأن استخدامه في غرفة صغيرة يؤدي إلى خلق حاجز بينك وبين الجمهور. أما طبقة الصوت فهي مصطلح موسيقي نشير عند استخدمه إلى مدى ارتفاع وانخفاض نبرة الصوت -قد تكون على كلمة-كما هي الحالة بالنسبة لعلامات المدرج الموسيقي. لكل متكلم مجال أفضل لطبقة صوته، وفي هذا المجال يكون المتكلم في حالة ارتياح عظمى وتكون الفرص كبيره لسماعه بارتياح. يقوم المتكلمون المتوترون أحياناً برفع طبقة أصواتهم، بينما يعتقد متكلمون آخرون أنهم إذا تكلموا بصوت أقل انخفاضاً، فإنهم سيحصلون على مصداقية أكبر. في الحقيقة سيبدو الأشخاص الذين لا يستخدمون طبقتهم –النبرة-الطبيعية في الكلام مُتكلفين.   قد يساعدك التمرين التالي في استعادة النغمة الطبيعية لإلقائك -نغمة المحادثة العادية لديك-ابدأ التمرين وأنت بحالة جلوس، تخيل أن صديقاً عزيزاً يجلس بجانبك، وأنه يسألك عن إلقائك، أجبه -وبصوت مسموع وكأنه جالس بقربك-عن أسئلته من خلال عرض أفكارك الرئيسية وبعض الملخصات عن إلقائك، استمع جيداً لنبرة صوتك وأنت تتكلم، فأنت تقوم بمحادثة عادية، مرتاح وغير متوتر…. الآن وباستذكار هذه النبرة الطبيعية قف واتجه نحو المنضدة، وابدأ الإلقاء، ستتغير كلماتك، ولكن يجب أن تكون نبرة صوتك مرتاحة -كما كانت سابقاً-، أي عليك الإلقاء على شكل محادثة مع جمهور أكبر. إن هذه الطريقة فعّالة بالنسبة للمتدربين ذوي الإلقاء الصوتي المصطنع، حيث تمكنهم من التوصل إلى المجال الطبيعي لصوتهم ومن تجسيد التوقفات بشكل معبّر. وهناك مشكلة أكبر من مشكلة طبقة الصوت غير الطبيعية وهي عدم وجود التغيير الملائم في الطبقة أثناء الإلقاء الصوتي أو عدم حدوث تغييرات في طبقة الصوت، مما يؤدي إلى جمل رتيبة وذات نغمة واحدة، لذا فإن تغيرات طبقة الصوت هي أداة رئيسية لإعطاء المعنى الدقيق للجملة. من الممكن أن تعطي جملة من أربعة كلمات أربعة معان مختلفة عندما نقوم برفع الطبقة –النبرة-والحجم لكل كلمة في كل مرة نقول فيها الجملة، أقرأ الجمل التالية وأكد بنبرة صوتك على الكلمات السميكة.

فن الإلقاء والخطابة

سواء كنت تعاني من مشاكل في الإلقاء أو كانت هذه المرة الأولى التي ستلقي بها خطاباً أو تقدم عرضاً أمام الجمهور أنت بحاجة لمعرفة أساسيات التحضير والاستعداد لمواجهة الجمهور.
وتشمل مرحلة التحضير للخطاب الجيد والاستعداد للإلقاء مجموعة من الإجراءات يمكن أن نقسمها إلى قسمين:

  1. القسم الأول تحضير الخطاب نفسه:
    • يجب أن تكون متأكداً بشكل كامل من المعلومات التي ستقوم باستخدامها في خطابك، إذا كنت مثلاً مدعواً لإلقاء خطاب أمام إحدى فعاليات الأمم المتحدة عن اللاجئين في بلدك، فلا بد أن تحصل على أرقام وإحصاءات مناسبة وأكيدة، وابتعد دائماً عن التخمينات التي ستوقعك بالمشاكل.
    • من جهة أخرى لا بد أن تعرف من هم جمهورك، إذا كنت تتحدث أمام جمهور عريض من عامة الناس لا بد أن يكون خطابك بسيطاً وربما تلجأ إلى بعض الكلمات العامية أو بعض الفكاهة والمرح، وإذا كنت ستلتقي بمجموعة من الاقتصاديين لا بد أن يكون خطابك بالأرقام، وإذا كنت ستلقي خطاباً في اجتماع أولياء الأمور لا بد أن تختار اللغة المناسبة التي يستوعبها الأطفال الحاضرون وأولياء أمورهم… وهكذا.
  2. القسم الثاني هو تقمص دور الخطيب:
    1. بعد أن تكون قد جهّزت نصّ الخطاب وصياغته، لا بد أن تجهِّز نفسك للخطاب.
    2. اختر الثياب المناسبة للخطاب وارتديها مسبقاً إن لم تكن معتاداً عليها.
    3. قف أمام المرآة وابدأ بإلقاء الخطاب كما لو أنك تلقي كلمتك أمام جمهور عريض.
    4. ويمكنك أيضاً أن تقوم بإجراء تجربة أمام الأصدقاء أو العائلة.

وفي مرحلة التجريب هذه لا بد أن تحاول اكتشاف الثغرات في خطابك وفي أدائك، ولتكون أكثر قدرة على اكتشاف هذه الثغرات صوِّر نفسك وأعد مشاهدة الفيديو، وتذكر أن تكرار هذه العملية هو الوسيلة المثالية لتطوير مهارة الإلقاء.
ومن الطرق الفعالة أيضاً أن تشاهد المزيد من الخطابات والعروض التقديمية، ستجد على يوتيوب عشرات مقاطع الفيديو التي تتضمن خطابات سياسية أو خطابات جماهيرية أو حتى ستاند آب كوميدي، شاهد هذه الفيديوهات وحاول أن تفهم الطريقة التي يستخدمها الخطيب وتحدد نقاط القوة والضعف لديه.

إجراءات ما قبل الإلقاء

إن كنت تفكر بالإلقاء النجاح وتقديم عرض مميز حاول أن تزور مكان النشاط قبل فترة قصيرة، حاول أن تصعد إلى المسرح وأن تتخيل اللحظة، وإن كانت التجربة ممكنة جرب أن تلقي جزءاً من الخطاب على المنبر نفسه.
ومن الإجراءات التي يجب اتخاذها للحصول على تجربة إلقاء مميزة فحص التجهيزات ووسائل المساعدة المتاحة، فإذا كنت ستقدم عرضاً مدعوماً بالشرائح والصور لا بد أن تتأكد من جاهزية المكان لعرضك، ولا بد أن تتأكد من جاهزية الملفات التي ستستخدمها، افحص تجهيزات الصوت والعرض الضوئي وغيرها من التجهيزات.

أنواع فن الإلقاء

  1. فردي، أي تتحدث مع شخص واحد فقط.
  2. لمجموعة صغيرة كما هو الحال في الدروس المنهجية في المدارس والمساجد ونحوه.
  3. لمجموعة كبيرة كما هو الحال في الخطب والمحاضرات العامة ونحوها.

أهداف فن الإلقاء

تتعدد مجالات فن الإلقاء لدرجة أنه قد يصعب حصرها ، ومن أمثلتها : المحاضرات العامة بأنواعها ، وخطبة الجمعة ، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية ، والاحتفالات ، والمؤتمرات ، وغيرها الكثير ، وتختلف أهداف هذا الفن باختلاف مجالاته ومناسباته، وهذه مجموعة من الأهداف نحصرها لكم :

  1. يهدف الإلقاء الناجح إلى تعزيز السلوك العملي السليم .
  2. كما يهدف إلى تغيير السلوك العملي الخاطئ وتفنيد أخطاره .
  3. من أهم أهداف فن الإلقاء هو زيادة المعرفة والعلم .
  4. يهدف إلى تعزيز وجهة النظر السليمة والابتعاد عن وجهة النظر الخاطئة .
  5. يهدف لتغيير وجهات النظر الخاطئة كما هو الحال مع قضية المخدرات .

عناصر الإلقاء

  1. المصدر: وهو الشخص الملقي الذي يجب أن يكون ملمًا بقواعد الإلقاء، وقادرًا على مواجهة المستمعين بقدرة كبيرة.
  2. المستقبل: وهو المستمع، ويجب أن يكون الإلقاء متوافقًا مع عمره ومستواه العلمي والثقافي والعادات والتقاليد وغير ذلك.
  3. الرسالة: يٌُصد بها موضوع الإلقاء والأسلوب المعتمد له، بحيث يجب أن يكون مناسبًا للمستمعين ومن ضمن اهتماماتهم.
  4. القناة: يُقصد بها أساليب الإلقاء والطريقة التي يُلقى بها، إذ من الممكن أن يكون إلقاءً كالخطاب أو ضمن حلقة نقاشية.
  5. الاستجابة: وهي مدى استفادة جمهور المستمعين من موضوع الإلقاء، ومدى تأثرهم به واهتمامهم بموضوعه.
  6. المؤثرات: وهي المؤثرات الخارجية مثل المكان والإضاءة ودرجة الحرارة والضوضاء من عدمها وغير ذلك.

مهارات الإلقاء pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

السابق
طريقة اختبار الحمل بالابرة
التالي
كيف تجعل العمل متعة

اترك تعليقاً