تنمية بشرية

من هو المتطوع

من هو المتطوع

إنَّ العمل التطوعي يُعَدّ شكل من أشكال الخدمة الاجتماعية، والخدمة الاجتماعية تمارس من ناحية فردية وجماعية، حيث تعمل على كفاية حاجات المجتمع واﻷفراد، وذلك من خلال اتباع اﻷساليب العلمية، ومراعاة القوانين التنظيمية الحالية في المكان المنتفع في هذه الخدمة وبدون أجر، وفي أوقات منتظمة، إدراكاً من المتطوع بأنَّه واجب اجتماعي إنساني.

تعريف التطوع

هو تقديمُ المساعدةِ والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيقِ الخير في المُجتمعِ عُموماً ولأفراده خصوصاً، وأُطلقَ عليه مُسمّى عملٍ تطوعيّ لأنّ الإنسان يقومُ به طواعيةً دون إجبارٍ من الآخرين على فعله، فهو إرادةٌ داخليّة، وغَلَبةٌ لِسُلطة الخير على جانبِ الشرّ، ودليلٌ على ازدهارِ المُجتمع، فكلّما زاد عددُ العناصر الإيجابيّة والبنَاءة في مجتمعٍ ما، أدّى ذلك إلى تطوّره ونمّوه.

ما هو التطوع

الإنسان بطبعِهِ لا يستطيعُ العيش بمفردِهِ؛ بل يحتاجُ إلى أنْ يكونَ ضمن مُجتمعٍ، ومع مجموعةٍ من الأشخاص سواءً في منزلهِ، أو مكان دراستِهِ، أو عملهِ؛ لأنّ الخصائص الاجتماعيّة هي مِن سِمات الطّبيعة الإنسانيّة، فالفطرةُ السّليمة تدعوُ الإنسان دائماً إلى تقديمِ الخير وتنحية الشرّ بشكلٍ نهائيّ. تُعتبرُ الأعمالُ التطوعيّة من أحد المصادر المُهمّة للخير؛ لأنّها تُساهمُ في عكسِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع، وتوضحُ مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده؛ لذلك يعدُّ العمل التطوعيّ ظاهرةً إيجابيّةً، ونشاطاً إنسانيّاً مُهمّاً، ومن أحد أهمّ المظاهر الاجتماعيّة السّليمة؛ فهو سّلوكٌ حضاريّ يُساهمُ في تعزيزِ قيم التّعاون، ونشر الرّفاه بين سُكّان المُجتمع الواحد.

العمل التطوعي

تحثنا الفطرة البشرية على نشر الخير على الدوام، إذ يولد الإنسان على فطرة حب عمل الخير ويعمل على نشره بين الناس كلما اتيحت له الفرصة، الأمر الذي ألهم العديد من الأشخاص لاستحداث مفهوم العمل التطوعي، وهو الموضوع الذي سنتطرق إلى الحديث عنه في هذا المقال نظراً لأهميته في كافة الأوقات، ودوره العظيم في نشر الحب والسلام وتعزيز المساواة بين أفراد المجتمع. لاحظنا في الآونة الأخيرة تنافس شديد بين الأفراد المقتدرين والجمعيات الخيرية وسعيهم المستمر للقيام بأي عمل تطوعي من شأنه مساعدة أفراد المجتمع والفئات غير المقتدرة مادياً أو تلك التي تحتاج لمساندة معنوية. سنجيب عن أسئلة عديدة لطالما راودت أذهاننا عن أهمية العمل التطوعي في المجتمع وكيفية المشاركة في العمل التطوعي  إلى جانب خطوات وايجابيات العمل التطوعي.

ما هو العمل التطوعي؟

مكننا أن نعرف أي عمل تطوعي على أنه عمل خير يهدف إلى مساعدة ومساندة أشخاص غير مقتدرين سواء كان العمل فردياً أو جماعياً، والهدف الأول والأخير منه هو نيل الأجر والثواب ونشر الفرحة في قلوب الآخرين دون انتظار أي مردود أو ربح مادي. قد تطور مفهوم العمل التطوعي في وقتنا الحالي ليصبح نشاطاً اجتماعياً قائماً بشكلٍ كبير على نشر الإيجابية في المجتمع وبات يتخذ أشكالاً عديدة سواء كان ببذل الجهد الجسدي لمساعدة الآخر أو إنفاق المال ومساعدة المحتاج أو حتى بنشر العلم دون طلب أي مردودٍ مادي أو نشر الفائدة بأي طريقة.

خطوات المشاركة في الأعمال التطوعية

تسهل المشاركة في الأعمال التطوعية، إذ توفر كل دولة طرقاً سهلة وبسيطة من أجل التسجيل والاشتراك في الأعمال التطوعية، فعلى سيبل المثال، يمكن لسكان دولة الإمارات العربية المتحدة البحث عن فرص التطوع في الامارات في منصة “متطوعين الامارات”، وذلك عن طريق خطوات تسجيل والتحاق مرنة قد تكون عبر مكالمة هاتفية أو ملء استبانة ومن ثم البدء في المشاركة بالأعمال التطوعية.

كما يجدر بالذكر أن العمل التطوعي ليس بالضرورة أن يرتبط بالمؤسسات الخيرية أو الحكومية، حيث يمكنك القيام بأعمال تطوعية بنفسك، إذ أن العمل التطوعي أمر نابع من النفس ولا يحتاج إلى مؤسسة للبدء به، والدور الرئيسي للمؤسسات هو تنظيم وتسهيل خطوات العمل التطوعي في المجتمع.

أهمية التطوع

يُعرف العمل التطوعي على أنه: “جهد يبذله الفرد من نفسه دون إجبار، ودون انتظار مردود مادي منه، مهما كان نوع الجهد المبذول فكريًا أو ماديًا أو حتى اجتماعيًا، رجاء الأجر والثواب من الله، ولأجل تنمية المجتمع”، وفيما يأتي أهمية العمل التطوعي:

  1. من الناحية الدينية: كسب الأجر والثواب من الله تعالى؛ وذلك بسبب القيام بعمل لخدمة الآخرين دون أي مقابل.
  2. من الناحية الاجتماعية: تحقيق العديد من الفوائد الإيجابية التي تعود على الفرد المجتمع، حيث يسهم العمل التطوعي في زيادة قوة المجتمع، ودعم روابط المحبة والمودة بين أبنائه.
  3. من الناحية النفسية: تكمن أهمية العمل التطوعي من الناحية النفسية في نشر السعادة في كل من المتطوع ذاته والمتطوَّع له، كما إن العمل التطوعي يلعب دورًا مهمًا في تعبئة وقت الفراغ خاصة لفئة الشباب، بدلًا من استغلال هذه الأوقات بأمور غير مجدية.

أنواع التطوع

تتعدد أشكال، فئات المشاركين في الأعمال التطوعية، ويمكن تصنيف الأعمال التطوعية حسب الآتي:

  1. التطوع الإلكتروني: ويعرف بأنه التطوع الذي ينفذ نشاطات على مواقع التواصل الاجتماعي أو صفحات ايجاد فرص العمل الالكترونية، وصفحات الجمعيات الخيرية التي قد تعمل دون قيود أكثر، وتسهل التبرع بالرسائل الالكترونية أو الاشتراك في أشياء معينة.
  2. التطوع الشامل، يعرف بأنه نوع التطوع الذي يقيد المتطوع بتقديم عمل معين أو مساعدة طوال ايام الأسبوع، ويتطلب من المتطوع التفرغ التام للأعمال التطوعية.
  3. التطوع قصير الأمد: ويقتصر فيه التطوع على أيام محددة أو فترات معينة مثل الأيام التي تسبق الأعياد، وشهر رمضان، وفصل الشتاء، ولا يشترط على المتطوع التفرغ التام.
  4. تطوع المنظمات: ويقعد به التحاق المتطوع بمنظمة ما منوطة بأعمال الخير، والاعمال التطوعية، وقد تكون حكومية أو من منظمات المجتمع المدني التي تنشر العمل التطوعي.
  5. تطوع في الدول النامية أو المتضررة: ويقصد به التزام أشخاص من المجتمع، وعلى الأغلب يكونون من المعلمين أو الاطباء للسفر إلى بلاد متضررة من مجاعات وحروب بهدف مساعدة الأطفال، وكبار السن، والمجتمع ككل، وتعد تلك التطوعات من أشكال الضمير المهني لديهم إذ أن كل مهنة تفرض على صاحبها مساعدة الآخرين دون النظر إلى الأجر العائد عليهم.
  6. تطوع تنمية المهارات: وهو ما يقصد به التزام اشخاص ذو موهبة في تعليم الأشخاص حرفة أو مهنة معينة دون أجر، وكمثال على هذا فهناك بعض الأشخاص الذي يعملون بتفصيل الملابس يتطوعون لتعليم الفتيات هذه المهنة لكسب لقمة العيش عن طريقها بدلاً من اعطائهم المال الذي سينفذ عاجلاً أو أجلاً.
  7. تطوع الحالات الطارئة: ويركز هذا النوع على تطوع الأشخاص لمساعدة المتعرضين لظروف طارئة، وكمثال على ذلك في الفترة الحالية مساعدة بعض الاطباء أو الشباب الأسر المعزولة لإصابتهم بفيروس كورونا بتحضير وجبات لهم أو شراء الادوية مجاناً.

مهام المتطوعين

  1. الالتزام بالتعهُّدات كتحديد نمط المشاركة والتقيُّد بها.
  2. الاستيعاب الواضح لأهداف المؤسسة وتطلُّعاتها والإلتزام بالوقت.
  3. عدم محاولة استغلال التطوُّع لأهداف أخرى.
  4. الاندماج الفعلي في المؤسسة (عدم النظرة الفوقية أو اتخاذ موقف دوني).
  5. المشاركة في الإعداد والتدريب.
  6. عامل الآخرين بإحترام وبلطف.

من حقوق المتطوع

  1. الحق في العمل في بيئة امنة وصحية.
  2. العدالة في الإختيار ضمن فرص متساوية غير متحيزة.
  3. الحق في الحصول على معلومات حقيقية ودقيقة عن مؤسسات المجتمع المدني او قوانين العمل التطوعي والإلتزام بالميثاق الوطني للتطوع.
  4. عدم القيام بوظيفة موظف مدفوع الأجر مرتبط بالوقت.

فوائد العمل التطوعي

قد تصعب المشاركة في الأعمال التطوعية نظراً للانشغال بالحياة الشخصية، ولكن للعمل التطوعي فوائد ذهبية وكامنة لا تُقدر بمال على الفرد ومهاراته ومستقبله الوظيفي والمجتمع من حوله.
تابعي معنا السطور التالية لتتعرفي على أهم الفوائد التي يمنحها العمل التطوعي للفرد والمجتمع.
بيّنت المستشارة الأسرية نجلاء الساعاتي أن العمل التطوعي هو أي عمل يقوم به الفرد أو الجماعة للمساهمة في مساعدة وتطوير المجتمع، بدون أي مقابل وذلك تطوعاً منهم.

فوائد العمل التطوعي للفرد:

  1.  إشباع الحاجة الاجتماعية لديه:فالله سبحانه وتعالى خلقنا لنعمر الأرض في جماعات، ومن خلال التطوع يظهر اختلاف نقاط القوة بين الأفراد، والتي يمكن استغلالها وتنميتها ليكون العمل ذا جودة عالية.
  2.  الحاجة لتحقيق الذات:يحتاج كل فرد منا لوضع بصمته وإنجازه في المجتمع ليظهر قدراته ومهاراته التي وهبه الله إياها، وهذا الأمر يشكل أهمية كبرى في تحقيق التوازن النفسي لديه، لذلك فعادة ما ينصح المعالج النفسي الأفراد الذين يعانون من ضعف في الثقة بالنفس أو الكآبة بالانخراط في مؤسسات العمل التطوعي حتى يحققوا التوازن النفسي المطلوب.
  3.  الحاجة للمعرفة:من خلال العمل التطوعي واحتكاك الفرد بالمجموعة سيكتسب العديد من المعلومات والمهارات التي تزيد من حصيلته ومهاراته العلمية.
  4.  تعديل السلوك غير المرغوب:فالعمل ضمن فريق له أهداف نبيلة وسامية كتطوير ومساعدة المجتمع، والاحتكاك بالأشخاص الإيجابيين والناجحين هو أمر معدٍ، فالفرد هنا سوف يكتسب صفات إيجابية وسلوكيات سليمة مثل العطاء والبذل وحسن التعامل والبعد عن العدوانية.
    فوائد العمل التطوعي للمجتمع:
  5. رمز لتقدم الأمم وإظهار مدى وعيها وإدراكها:
  • يُعد ظاهرة إيجابية لأنه أحد المصادر المُهمّة للخير؛ فهو يساهمُ في عكسِ صورةٍ إيجابيّة عن المجتمع، وبيان مدى ازدهاره، وانتشار الأخلاق الحميدة بين أفراده.
  • يٌعتبر العمل التطوعي المجتمعي في المملكة العربية السعودية من صميم عاداته وتقاليده ودينه، فنحن مجتمع مسلم حث على إخراج الزكاة والعلم والمال.
  •  يساعد العمل التطوعي في تطوير المجتمع ورفع مكانته على يد أبناء وطنه الأبرار، فهو صورة من صور التكاتف والتكافل الاجتماعي.

 

 

السابق
الوقت المناسب لتحليل الحمل
التالي
علامات الحمل بولد عن طريق الثدي

اترك تعليقاً