اسلاميات

ما هي القراءات العشر للقرآن الكريم؟ 5 معلومات عن هذه القراءات

القراءات العشر

قراءة القرآن هي وجه من وجوه النطق بكلمات القرآن، لفهم المعاني والنطق بالحروف وعلم علم القراءات المشهور، فهي تتم من خلال العلماء والشيوخ المتخصصين في القراءة المتواترة عن الروايات لشيوخ أقدم في قراءة وتلاوة القرآن بالحروف المختلفة أو باللهجات المختلفة، في هذا المقال نتعرف أكثر على المعلومات حول هذه القراءات العشر للقرآن الكريم والعديد من الجوانب المختلفة.

ما هي أصول القراءات العشر للقرآن الكريم؟

القراءات العشر متواترة عن الشيوخ والمقرئين والفقهاء القدامى، فقد قال صاحب المناهل واصفاً إياها: “والتحقيق الذي يؤيده الدليل هو أنّ القراءات العشر كلها متواترة، وهو رأي المحققين من الأصوليين والقراء كابن السبكي وابن الجزري والنويري”.

أما عن القراءات العشر فأصولها ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أول من قرأ القرآن الذي أنزله الله عليه بسبعة أحرف من خلال أوجه القراءة المختلفة، ولها العديد من الأدلة الشرعية على هذا الأمر، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ علَى غيرِ ما أَقْرَؤُهَا، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا، فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عليه، ثُمَّ أَمْهلْتُهُ حتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ برِدَائِهِ، فَجِئْتُ به رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ علَى غيرِ ما أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ، فَقَرَأَ القِرَاءَةَ الَّتي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قالَ لِي: اقْرَأْ، فَقَرَأْتُ، فَقالَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه.

وهذه القراءات كانت بسبعة لهجات أو أحرف من العربية، لكن المشهور منها قراءة قريش، أو اللهجة القرشية وهي السائدة من العربية بسبب نزول القرآن بها، أما التواتر فهو كون هذه القراءات العشر جزء من وحي الله تعالى إلى رسوله عليه الصلاة والسلام، فهي ليست اجتهادات خاصة من الصحابة، بل ناقلين لها على مر الزمان كما سنعرف.

فالصحابة الكرام من قراء القرآن الكريم انتشروا في البلدان المفتوحة أو الأمصار، منهم على سبيل المثال عبد الله بن مسعود، الذي هاجر إلى الكوفة بالعراق ومكث بها، ثم قرأ القرآن بطريقته، وتتلمذ على يديه عدد كبير من التلاميذ في الكوفة وفي مدن العراق الأخرى، وهي ما جعل هذه القراءة تعرف بقراءة الكوفة.

وهناك قراءة الجماعة، وهي قراءة الصحابي الجليل زيد بن ثابت وهو أحد كتّاب الوحي الكرام، وقد قرأ مثل قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وكما أنزله أمين الوحي جبريل عليه السلام من رب العزة عليه صلى الله عليه وسلم.

وقد انتشرت العديد من القراءات، وتم تصنيف أكثر من تسعين كتاباً في القراءات المختلفة من بداية عصر التأليف في العصر الأموي، وكان أول من جمع هذه القراءات وطريقتها المختلفة كتاب أبو عبيد القاسم بن سلاّم.

القراءة القرآنية لها عدة شروط

قراءة وتلاوة القرآن الكريم من العبادات الهامة، فهي ذكر لله تعالى، ولابد من هذه العبادة أن يكون لها شروط، فالعبادات الأخرى مثل الصلاة والصيام والحج وغيرها، لها الشروط المختلفة لأداء هذه العبادات بشكل صحيح، فتلاوة القرآن لها العديد من الشروط التي يجب ان تتم من أجل أن تكون هذه العبادة صحيحة وتامة، فما هي هذه الشروط؟

قراءة القرآن تحتاج إلى شرط موافقة ومعرفة اللغة العربية وقواعدها بشكل صحيح، فلا مجال للرأي أو الإسناد، كما من شروطها موافقة القراءة وفقاً لرسم المصحف لذلك على جميع المصاحف تكون مرسومة رسم واحد غير مختلف عليه، أما صحة السند للقراءة فهو من أهم الشروط لتلاوة القرآن الكريم، فلا يجب قراءة القرآن قراءة شاذة بعيداً عن السند والرواية المتواترة لها.

ما هي الأسباب التي جعلت القراءات القرآنية مختلفة؟

القراءات القرآنية مختلفة، فقد اجمعت الأمة على تعدد القراءات المختلفة حسب التواتر، والذي يعتبر بداية من الوحي على رسول الله وحتى ظهور هذه القراءات، أما عن الاختلاف فهو مصدره التلقي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقد كانت هذه القراءات في السابق تعتمد على الشفاهة، وهذا قبل جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، بما يعرف بالمصحف العثماني وهو المصحف المرسوم والمنقط والذي انتشر في جميع البلدان والأمصار المفتوحة.

وقد ذهب اهل العلم والحديث والرواية والإسناد أن المقصود بسبعة أحرف والتي تحدث عنها رسول الله في الحديث السابق والذي عرضناه منذ قليل، هي عبارة عن لهجات القرآن أو كيفيات القراءة القرآنية، وهذه اللهجات كانت منتشرة في القبائل العربية، ولا أحد ينكر عليها من اي أحد، وقد اختلفت حسب كل بلد انتشرت فيها مع الزمن وحسب ما تم تناقله من الصحابي الجليل الذي نقل هذه القراءة إلى تلاميذه.

7 أوجه الاختلاف بين القراءات العشر .. تعرف عليها

عزيزي المسلم، قد يكون لا يهمك بالتحديد أي قراءة من قراءات القرآن العشر، ولكن عندما تستمع لهذه القراءات العشر قد تستغرب من بعض الاختلافات اللفظية والتي تبدو جوهرية للعيان، لذلك نقوم في النقاط التالية معرفة هذه الاختلافات اللفظية الجوهرية وهي:

  • الاختلاف الحركي دون التغيير في معنى الكلمة: أي أن الكلمة واحدة لكن اختلاف في حركات الحروف ولكن يبقى المعنى الواحد.
  • الاختلاف في المعنى دون الصورة: أي الاختلاف الطفيف في معنى الكلمة في قراءة من القراءات.
  • الاختلاف في الأحرف وفي المعنى وبقاء صورة وشكل الكلمة مثل تبلوا وتتلوا.
  • التغيير في الحروف والصورة للكلمة دون الاختلاف في المعنى مثل كلمة الصراط وفي بعض القراءات الأخرى السراط.
  • الاختلاف في الصورة والحروف معاً: مثل يتأل ويأتل.
  • الاختلاف في التقديم والتأخير في الكلمة مثل قاتلوا وقتلوا.
  • الاختلاف في الزيادة والنقصان: مثل وصّى وأوصى.

من هم القرّاء العشر الذين ينسب إليهم القراءات القرآنية؟

هنا نصل إلى أصحاب القراءات العشر، وهم الشيوخ والقرّاء الكرام الذين قرأو القرآن بهذه الأحرف والقراءات العشر، وقد سميت كل قراءة على حدة باسم الشيخ أو الفقيه الذي قرأ بهذه القراءة وانتشرت على يديه من خلال تلاميذه، وهذه القراءات هي:

  • نافع بن أبي نعيم: والمعروفة بقراءة نافع، وهي القراءة التي انتشرت على يد نافع بن عبد الرحمن المدني المتوفى سنة 167 هـ وكان شيخ القرّاء في المدينة المنورة، وقد تعلّم القراءة على يد سبعين من التابعين الذين أخذوا القراءة من ابن عباس وأبي هريرة وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنهم جميعاً. ومن تلاميذه المشهورين ورش وقالون.
  • أبو عمرو: وهي قراءة أبو عمرو ابن العلاء البصري المازني، المتوفى سنة 145 هـ وكان إمام البصرة وفقيهها وأكثر الناس علماً بالقرآن فيها، وكان عالماً في اللغة العربية وقد تتلمذ على يديه الكثير من التلاميذ الذين نقلوا عنه قراءته بالتواتر مثل الدوري والسوسي.
  • حمزة بن حبيب الزيات الكوفي: وهو أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات من الكوفة بالعراق وكان مولى عكرمة، وقد توفي في عام 156 هـ وهو من التابعين وعرف بالورع والتقوى والعمل الصالح، وكان عالماً في علم المواريث ومحدثاً في الكوفة، وقد أخذ عنه العديد من التلاميذ أشهرهم خلف بن هشام وخلّاد بن خالد وغيرهما المثير.
  • عبد الله بن عامر: وهو أبي عمران عبد الله بن عامر وهو من التابعين وقد أخذ القراءة من المغيرة المخزومي عن عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توفي عام 118 هـ ومن تلاميذه هشام وابن ذكوان، وهناك بعض الروايات تقول أنه أخذ القراءة من الصحابي الجليل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه مباشرةً حيث قابله وأخذ عنه هذه القراءة، وهذا حسب بعض الروايات.
  • ابن كثير المكي: وهو من أكثر التابعين وقرّاء القرآن العشر مخالطة للصحابة الكرام، وهو عبد الله بن كثير الداري وكنيته ابا محمد، وقد التقى بعدد كبير من الصحابة مثل أبي أيوب الأنصاري وأنس بن مالك وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم جميعاً، وكان يعرف بالهيبة والسكينة والوقار في قومه، وكان إماماً بالناس في مكة، وقد روي عن مجاهد عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءته، وقد توفي في مكة عام 120 هـ وقد أخذ منه بعض التلاميذ أشهرهم البزّي.
  • عاصم بن أبي النجود: هو أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي، وقد قرأ قراءته للقرآن عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توفي في عام 127 هـ ومن تلاميذه الكبار حفص وشُعبة، ومن هنا جاءت الرواية المعتمدة الشهيرة قراءة حفص عن عاصم.
  • علي الكسائي: وهو أبو الحسن على بن حمزة الكسائي، وكان من موالي بني أسد، وكان في الكوفة وكان من أئمة المسلمين في عصره.
  • أبو جعفر المدني: وهو يزيد بن القعقاع وكان مولى لعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وكان إماماً لأهل المدينة المنوّرة، وبدأ في القراءة سنة 63 هـ وكان مجتهداً في الإفتاء ورعاً تقياً روى قراءته عن ابن عباس وأبي هريرة، وتوفي في عام 130 هـ.
  • يعقوب ابن إسحاق: هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وكان إماماً للبصرة في زمانه و عرف بالورع والتقوى والزهد، وكان مؤلفاً للكتب، فقد كتب كتاب الجامع، وله عشرات التلاميذ الذين أخذوا منه هذه القراءة، وتوفي في عام 205 هـ.
  • خلف بن هشام: وهو خلف بن هشام بن البزار وكان تلميذاً وراوياً عن القارئ حمزة الزيات، ولكن كان له قراءة تختلف تماماً عنه وخالفه في العديد من النقاط، لذلك كان له قراءة مختلفة اعتبرها الفقهاء القراءة العاشرة بسبب تلاميذه الكثر.

القراءة العشر هو علم مستقل من علوم القرآن الكريم، فالقراءات هذه لها العديد من الأوجه، وقد تعرفنا عليها من خلال هذا المقال، فما هي القراءة المفضلة لديك من القراءات العشر؟

السابق
القراءات السبع للقرآن الكريم.. ما الحكمة من منها؟
التالي
ما هو علم التفسير ونشأته .. 4 مراحل تاريخية مر بها هذا العلم الشرعي الهام

اترك تعليقاً