اسلاميات

ما هو علم التفسير ونشأته .. 4 مراحل تاريخية مر بها هذا العلم الشرعي الهام

علم التفسير ونشأته

علم التفسير ونشأته ارتبط بالقرآن الكريم، والتفسير آتية من كلمة فسر أو وضح، فالقرآن الكريم له معاني عميقة ترتبط بأسباب نزول الآيات والأحداث التي ارتبطت بهذه الآيات، لذلك نحتاج إلى شرح هذه الآيات وشرح المعاني التي تخفى عنها، ويرتبط علم التفسير أيضاً بالسيرة النبوية وما قاله النبي عليه الصلاة والسلام عن آيات القرآن الكريم، في هذا المقال، نتعرف على علم التفسير ونشأته ومفهومه كما قاله العلماء المسلمين، كما نتعرف على العديد من مراحل علم التفسير ونشأته، فهيا بنا نتعرف عليها من خلال السطور القليلة القادمة.

ما هو معنى علم التفسير؟

علم التفسير له العديد من التعريفات التي قالها العلماء، فالتفسير هو الشرح والبيان والتأويل للقرآن الكريم وآياته، وسوف نتعرف على هذه المفاهيم من خلال النقاط التالية:

  • تعريف الأصفهاني: عرًف الأصفهاني علم التفسير أنه إظهار المعنى المعقول للآيات القرآنية الكريمة.
  • تعريف السيوطي: أما السيوطي فله تعريف ظاهر عن علم التفسير، فقد عرف علم التفسير للآيات أنه العلم بأسباب نزول الآيات القرآنية وما ارتبطت به من أحداث ووقائع وقصص نزلت فيها هذه الآيات، وكذلك معرفة متشابه الآيات، وما هي الآيات التي نزلت في مكة المكرمة، والأخرى التي نزلت في المدينة المنورة، وما هو الناسخ والمنسوخ وآيات الحلال والحرام والأحكام الخاصة بالعبادات وغيرها من جوانب كتاب الله العزيز.
  • تعريف أبو حيان: عرّف أبو حيان علم التفسير أنه البحث في كيفية نطق كلمات وآيات القرآن وتراكيبه ومدلولات ومعاني الآيات.
  • تعريف الزركشي: والزركشي له تعريف آخر لعلم التفسير فهو عبارة عن بيان وفهم المراد من كتاب الله العزيز، وبيان معانيه واستنباط أحكامه وتعريف الناسخ والمنسوخ من كتاب الله واستخراج أصول الفقه والقراءة الصحيحة وغيرها من جوانب كتاب الله تعالى.

نشأة علم التفسير

والتفسير كما أن له تعريفات كثيرة، فإن نشأته تدل على أهمية هذا العلم الشرعي، فعلم التفسير بدأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أنزل عليه كتاب الله، وقد كان رسول الله يفهم الآيات من جبريل الذي يلقنه إياها، ثم يقوم بشرح وبيان هذه الآيات المنزلة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل شرح المعاني والمفردات وغيرها من القصص القرآنية الاخرى ومعرفة أحداثها.

وبعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الصحابة الكرام الذين بدأوا أخذ علم التفسير عن رسول الله، وتطور فيما بعد حيث نجد العديد من الصحابة الذين برعوا في شرح آيات الله سبحانه وتعالى، مثل السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكانت زوجة لرسول الله وأحب النساء إليه، ورأت العديد من أحداث النبي وأقوله وروت عنه الكثير، لذلك كان فهمها للقرآن كبير للغاية، لأن في بيتها نزلت العديد من آيات الله عز وجل.

ومن ضمن الصحابة الكرام الذين برعوا في التفسير: عبد الله بن مسعود – عبد الله ابن عباس – أبيً بن كعب – علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، حيث أخذوا الكثير من أقوال رسول الله وفهموا آيات القرآن بعمق وفسروها للمسلمين في العديد من النواحي، فها هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فسر القرآن في مسجد الكوفة، وكذلك سار على دربه عبد الله بن مسعود، وكان ابن عباس من الصحابة الكرام الذين اختاروا الحرم المكي مكان لتفسير آيات الله، أما ابيً ابن كعب فكان من كبار صحابة رسول الله عليهم الصلاة والسلام في تفسير القرآن في المدينة المنورة.

التفسير بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعد الصحابة يأتي التابعين لهم، وهم تلاميذ لصحابة رسول الله، وقد أخذوا علم التفسير منهم وطوروا هذا العلم، فقد كانوا يعتمدون على تفسير آيات الله بالقرآن والآيات الأخرى، أي تفسير الآيات بالآيات، أو تفسير آيات الله بالأحاديث الشريفة، أو بأقوال الصحابة، ثم باجتهاد هؤلاء التابعين.

ولقد انتشرت مدارس التفسير المختلفة في الأمصار والبلدان التي فتحها المسلمون، مثل مدرسة ابن عباس الذي تخرج فيها العديد من علماء التفسير الكبار مثل سعيد ابن جبير – طاووس بن كيسان – عطاء بن أبي رباح. وهذه تعرف بمدرسة مكة المكرمة.

أما مدرسة المدينة المنورة في التفسير، فقد تخرج فيها العديد من التابعين مثل أبو العالية رفيع بن مهران- محمد بن كعب القرظي- زيد بن أسلم.

ومن المدارس العريقة في التفسير خلال هذه المرحلة مدرسة العراق، وقد كان زعيمها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والذي تتلمذ على يديه العديد من التابعين مثل: الحسن البصري- قتادة من دعامة – مسروق بن الأجدع الكوفي وغيرهم الكثير.

مدارس التفسير في العصور الإسلامية المختلفة

بعد عصور الصحابة والتابعين، بدأ علم التفسير يتطور خاصة مع بدء تدوين الأحاديث الشريفة، حيث أصبح علم التفسير ذو ثقل كبير ومستقل عن العلوم الشرعية الأخرى، بحيث كان له كتب ومؤلفات مستقلة عن الكتب في العلوم الشرعية الأخرى.

وقد تطوّر هذا العلم الشرعي في كل من عصر الدولة الأموية ثم العصر العباسي ومن بعده من العصور الإسلامية، حيث كان التفسير عقلياً بالفهم الشخصي للآيات الكريمة والرأي والمنطق والنظر وقد تداخلت معه العديد من العلوم الاخرى مثل علم اللغة العربية والحديث الشريف والفقه وغيرها من العلوم التي ارتبطت بالشريعة.

أما التفسيرات الحديثة، فقد أدخلت النظريات العلمية في تفسير القرآن، وذلك لمجاراة العصر الحديث ومحاولة فهم القرآن في السياق المجتمعي الحديث الذي نعيشه، فقد ظهرت العديد من التفسيرات حول هذا المنظور الحديث مثل تفسير المنار لمحمد رشيد رضا وتفسير المراغي والتفسير المبسط للقرآن والتفسير الحديث وغيرها من الكتب والمؤلفات ذات الرؤى الحديثة المختلفة.

وهذه النزعات التفسيرية أثرت في فهمنا للقرآن الكريم والارتباط به في كافة مناحي حياتنا، وهو ما جعل كتاب الله العزيز متداخلاً مع حياتنا بشكل كبير، وهذا هو الغرض من التفسير وأركان هذا العلم.

في هذا المقال؛ تعرفنا على العديد من الجوانب الهامة التي تحدثت عن علم التفسير ونشأته وخصائصه وأهميته، وما هي المدارس التفسيرية الخاصة التي ظهرت طوال العصور الإسلامية، وهذا ما تعرفنا عليه من خلال السطور القليلة القادمة.

السابق
ما هي القراءات العشر للقرآن الكريم؟ 5 معلومات عن هذه القراءات
التالي
تعرف على أطول كلمة في القرآن الكريم .. و6 معلومات حول كتاب الله العزيز

اترك تعليقاً