تنمية بشرية

ما المقصود بقوة التغيير ؟

يحتاج الإنسان إلى التغيير في حياته من أجل التخلص من كافة العادات السيئة التي كانت سبب في جلب الكثير من المتاعب ،و المشاكل.

مفهوم التغيير

مفهوم التغيير يعني العمليات التي ينتج عنها بعض من التطورات وبعض من الأحداث الجديدة بالإضافة إلى أن التغيير يعتبر هو إجراء عمليات جديدة في عوامل تؤثر على شيء ما يقوم الإنسان بنقل هذه التطورات في صورة أفعال، ولا شك أن الإنسان بحاجة إلى إجراء تغيير في حياته حتى يواكب العصر وإن لم يكن من أجل مواكبة العصر.

مفهوم التغيير الذاتي

الهدف الرئيس من المقال الأول “ركائز التغيير الذاتي” العلم بأن عملية التغيير الذاتي تستند على شيء يدعمها، وهو قوله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ…} [التوبة: 9]، لذا فإن العمل بتلك الركائز بتوازن فيما بينها بالإضافة إلى ثقة بالله تعالى ويقينًا بالإجابة يعد شرطًا أساسيًا لمقالنا هذا.
وحتى نرتقي في مواجهة أمورنا في الحياة وما تتطلبه من مرونة للتفاعل معها بصورة إيجابية، نحتاج إلى فهم مسارات التغيير التي يمر بها الإنسان سواء كان يعلم بها أم غير ذلك، وسوف أحاول جاهدًا تبيان ذلك.
إن عمليات التغيير المختلفة التي يمر بها الإنسان نادرًا ما تكون سهلة ويسيرة، كما قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 9]، أي أن الإنسان يكابد أمور الدنيا والآخرة وتراه يعيش في تعب وشقاء، بالإضافة إلى أن ظروف التغيير وأحواله تكون في غالب الأحيان صعبة التوقع والتقدير.
من هذا المنطلق فإن العزم على التغيير يجعلنا بصورة أو بأخرى نمر بمراحل تغيير مختلفة، والسر في المواجهة هنا يرتكز على فهم الإنسان لهذه المراحل ومعرفة التعامل معها من خلال المعارف والمهارات والخبرات التي يتمتع بها، وبالطبع التوفيق من رب العزة والجلال.

معنى التغيير

اِسْتِغناء عن شَيء واسْتِبداله بشَيء آخر مِن نوعه.

ما المقصود بقوة التغيير ؟

يمكن تعريف قوة التغيير على أنها قوة تنبع من داخل الفرد ،و هناك عدد من الأسباب التي تدفع هذه القوة للخروج من بينها عزيمة الفرد ،و إرادته ،و رغبته في تحقيق أهداف معينة ،و بالطبع قوة التغيير كانت سبباً في تغيير حياة الكثير من الأشخاص للأفضل فهناك من كان يعانون من الفشل ،و أصبحوا ناجحين ،و يتمتعون بمكانة مرموقة

أنواع التغيير

  1. التغيير الاستراتيجي.
  2. التغيير الوظيفي.
  3. التغيير التطويري.
  4. التغيير التحويلي.

مقومات التغيير

  1.  أن يكون هناك هدف عظيم يسعى الجميع من أجل تحقيقه: وهو إعلاء كلمة الله تعالى وهذا ما وضحه لنا القرآن الكريم في التعقيب على الهجرة ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: الآية 40).
  2.  ومن أهم دعائم التغيير الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة: وكسب الأنصار الجدد وتهيئة الأرض الجديرة بحمل الرسالة, وتمثَّل هذا في بيعتي العقبة الأولى والثانية، وبعثِ سيدنا مصعب بن عمير لنشر الدعوة في المدينة، فكان نشر الدعوة أهم وسائل النجاح وأعظم دعائم البناء الإسلامي.
  3.  التضحية وتقديم الغالي والنفيس من أجل الفكرة وترك التثاقل إلى الأرض: وتمثَّل هذا في ترك الأموال والبيوت والديار في مكة المكرمة والذهاب إلى المدينة المنورة، فكان الإسلام هو أغلى شيء في حياة المسلمين، وكانت النتيجة النصر والتمكين.
  4.  الاعتصام بالله تعالى: فالاعتصام بالله هو الفرج والمخرج، فرسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخرج من بيته المحاصر بأربعين رجلاً لقتله، وهو يقرأ القرآن ﴿وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ﴾ (يس: الآية 9) ولا يخرج سالمًا فقط، بل ويضع التراب فوق كل الرؤوس، وهذا شأن المعتصم بالله الآوي إلى ركنه الركين.
  5. تأمين الدعم الاقتصادي وتسهيل وصول الدعم اللوجستي: فأبو بكر الصديق وفَّر المال اللازم لشراء الراحلتين، ودفع أجر الخبير الطوبوغرافي، وأسماء بنت أبي بكر كانت توصل الطعام، واختيارها كامرأة تتحرك بسهولة لا يتعرض لها العرب بطبيعتهم سهَّل وصولَ الدعم اللوجستي لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصاحبه في رحلة الهجرة.
  6.  التخطيط الجيد والعمل المنظم: وتمثَّل هذا في الآتي:
    1- تأمين حياة أفراد الأمة: فتأخير هجرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والأمر بخروج الأفراد سرًّا وفرادى حتى لا يعلم أحد مقصودهم الجديد، فينقضوا عليهم جميعًا فيه تأمين لخروجهم.
    2- خروج الرسول- صلى الله عليه وسلم- في وقت غير معهودٍ الخروجُ فيه: وقت الظهيرة واشتداد الحر في ومضاء مكة.
    3- استئجار خبير في الطوبوغرافيا (عبد الله بن أريقط): حتى لا يسير في طريقٍ معهود، فيسهل الإمساك بهم.
    4- استخدام الإخفاء والتمويه: وهو أحد وسائل الحرب الحديثة وتمثَّل ذلك في الآتي:-
    أ- مبيت سيدنا علي مكان الرسول حتى يظلوا ينتظرون خروجه، وذلك في المرحلة الأولى حتى يتمكن من الخروج من مكة.
    ب- عامر بن فهيرة يسير بقطيع من الغنم خلفهم لتغطية الآثار؛ حتى لا يستطيع أحد أن يقتفيَ أثرَهم.
    ج-البقاء في الغار ثلاثة أيام في الوقت الذي تنتشر فيه قوى الشر في كل مكان للبحث عنهم.
    د- تغيير اتجاه المسير فبدلاً من الانطلاق في اتجاه الشمال، وهو التفكير المنطقي لمن يريد الملاحقة، يتجهون إلى الجنوب أولاً حيث لا يخطر ذلك ببال أحد.
  7.  توزيع الأدوار:
    أ – الكبار يوفِّرون الدعم المادي للمساندة والصحبة.
    ب- الشباب والفتيان يقومون بالأعمال الفدائية والاستخباراتية.
    ج- المرأة تقوم بالدعم اللوجستي.
    د- باقي الأفراد يهيئون الدولة والأرض الجديدة ويرتبون احتفالية الاستقلال: (طلع البدر علينا من ثنيَّات الوداع)
  8.  الشجاعة والقوة في الحق وتحدي الباطل وعدم الاستكانة إليه: وتمثَّل ذلك في موقف سيدنا عمر بن الخطاب وبطولته العظيمة، حين صعد على الجبل وأعلن هجرته حتى يعلِّم الظالمين درسًا في قوة الحق، وأن المسلمين لم يهاجروا خوفًا ولا جبنًا، ولكن هاجروا من أجل مصلحة الدعوة، ولبناء دولة الإسلام في أرضٍ جديدة، وكانت هذه رسالةً لا بد من توصيلها في موقف سيدنا عمر بن الخطاب.
  9.  رعاية جميع الحقوق حتى حقوق الأعداء: وتمثل ذلك في مقام سيدنا علي في مكة لتوصيل الأمانات إلى أهلها، وهم الكافرون أعداء الدعوة.
  10.  الفدائية: يحتاج التغيير إلى شباب فدائي على استعداد لتقديم روحه فداءً لدعوة الله، وتمثَّل هذا في مبيت سيدنا علي في فراش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في موقف يعرضه للقتل على يد أربعين رجلاً متربِّصين بالخارج.
  11.  استشعار معية الله لإنقاذ الأمة في أحلك الأوقات: في لحظةٍ من لحظات الإحساس بقرب سيطرة الأعداء وبطشهم بالأمة وقضائهم عليها واستئصالهم لشأفتها “لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا”، وتأتي النجاة باستشعار معية الله ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ﴾ (التوبة: من الآية 40).
  12.  الاستطلاع الجيد والمخابرات النشطة الفاعلة: وتمثل هذا في تكليف عبد الله بن أبي بكر الغلام الصغير أن يعمل (ضابط مخابرات) لحساب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فهو صغير يجلس في وسط القوم، فلا يعملون له حسابًا، ويتكلمون بما يريدون وينقل هو كل خططهم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولسهولة حركته أيضًا كغلام لا يلتفت له أحد، فهو يجلس معهم طوال النهار، وينطلق في الليل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جهاز مخابرات ذكي ونشط وفاعل ولا يخطر على بال أحد.
  13. نفوس قوية لا يصيبها الحزن ولا يعتريها الإحباط: مهما كانت قوة الأعداء ومهما اختلَّت موازين القوى الظاهرة، فمعية الله أقوى من أية قوة، وتأييد الله بجنود غير مرئية يُلقِي في قلوب المؤمنين الهدوء والسكينة والثقة والطمأنينة بحتمية نصر الله ﴿فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا﴾ (التوبة: من الآية 40).
  14.  الأمل في نصر الله: “ارجع ولك سوارا كسرى” كمن يقول الآن “ارجع عن محاربة المسلمين ولك البيت الأبيض” كلام يقوله رسول الله لسراقة، وهو خارج مطارد تطلبه قوى الشر في كل مكان.
    هيا نكمل طريق الهجرة يا أمتنا الحبيبة.

التغيير في الحياة

“أحس بالملل لا يوجد لدي ما يحفزني لإنجاز الأعمال، تنقصني المتعة عند القيام بأي شيء … لا أريد أن أختلط بالناس … أشعر بكسل شديد وعدم الرغبة في عمل أي شيء … أشعر بعدم اللذة عند إنجاز الأعمال … افتقد الشعور بالمتعة عند القيام بأي شيء …” وغيرها من العبارات الأخرى التي نسمعها ونشعر بها معظم أوقاتنا.

أحياناًً أتساءل إلى متى سيستمر هذا الشعور؟ وما هو سبب هذا الشعور – هل هو ضيق من كل شيء يحيط بنا، هل هو ملل من الحياة أم هي حالة خمول – ضعف إرادة – خذلان في المعنويات – هل هذه الحالة عادية أم مرضية – هل لها فترة محددة ثم ستزول وحدها – أم عليَ أن أقوم بشيء بهذا الصدد. وإن كنت أريد أن أتخلص من هذا الشعور – فماذا عليَ أن افعل؟! والأهم ما هو السبب وراء هذا الشعور الذي ينتابني وينتاب من حولي: الأصدقاء – زملائي في العمل – جيراني .. هل هو فيروس في الجو اسمه الملل – الضيق، أم هي حالة رتابة ناتجة عن الروتين اليومي الذي لا يتغير؟ هل السبب فيما وصلنا إليه الإنسان نفسه أم البيئة المحيطة به؟

دعونا نغوص في أعماق النفس البشرية في محاولة للكشف عن أسباب هذا الشعور وتأثير التغيرات الخارجية البعيدة على النفس والمشاعر المتولدة، نقلا عن موقع فيدو.

يجد الإنسان بالفعل متعة كبيرة في الاحتكاك بكل ما يتغير من حوله: تغير المزاج أو حالته أو مواقفه أو الجو الذي يعيش فيه أو كل شيء يحيط به لذلك نجد حكمة الله في خلقه لهذا الكون المتغير الذي يلائم الطبيعة البشرية فقد خلق الله: النهار والليل – الصيف والشتاء – السعادة والحزن وإذا لم يكن أيضاً هناك تغيير في حياتنا وفي كل ما يحيط بنا – وهي الحالة التي يمكن وصفها بحالة الثبات، فإن ذلك سينتج عنه بالطبع الشعور بالملل وعدم الرغبة في الحياة.

إن من أكثر العوامل المؤثرة في النفس هو التجديد والتطور، والحركة . فمنذ بداية تكوين الإنسان وهو في نمو مستمر وحركة دائمة: من ناحية التطور البيولوجي للجسم – التطور الفكري والمعرفي بحثاًً عن الجديد للاستفادة منه – فمثلاً بالنظر إلى الطفل الصغير نجد أنه دائم السعي وراء معرفة كل شيء، حينما يبدأ بالحركة في المنزل يبدأ في لمس الأشياء والتعرف عليها وتبلغ سعادته أقصاها حينما يتعرف على شيء جديد. من المثير أن هذه الصفة تظل ملازمة للفرد مدى حياته في مختلف فترات نموه، ولذا نجد أن الجديد دائماًً يثير في أنفسنا الرغبة وراء البحث ويشحذ طاقاتنا للتحرك ويعطينا قدراًً من المتعة واللذة النفسية والشعور بأن “للحياة طعما”.

مفهوم التغيير pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

السابق
السعرات الحرارية في العدس وقيمته الغذائية
التالي
قوى اعشاب علاج احتقان الحلق للاطفال مجربة

اترك تعليقاً