الطبيعة

ماذا سيحدث إذا اختفى القمر

ماذا سيحدث إذا اختفى القمر

سيؤثر اختفاء القمر على المجتمع البشري الحديث، ولكن غيابه سيكون مؤثرا على بعض المناطق مقارنة بغيرها. وفي هذا السياق، أوضحت مجلة “بوبيلار ساينس” أنه “دون ضوء الشمس المنعكس بصفة غير مباشرة على القمر سيصبح السفر ليلا للمناطق التي لا يوجد فيها ضوء صناعي، على غرار الطرق الريفية أو مواقع المعسكرات المشجرة، أكثر خطورة”.

ماذا لو اختفى كوكب من المجموعة الشمسية

مقارنة مع كبر النّظام الشّمسيّ، تظهر كتلة الكرة الأرضيّة عديمة الأهّمية، فماذا لو نقارنها مع المجرّة! الاختفاء المفاجئ للأرض لن يؤثّر في سيرورة النّظام الشّمسيّ، أي لن يكون هذا الاختفاء ملاحظاً. سيبدو الأمر بالنسبة لنا مهيبًا عظيمًا، إلا أنّ الأرض، في الحقيقة، هي مجرد شيء شديد الصغر في كَوْن شاسع وضخم.
الكوكب الوحيد الذّي من الممكن أن يؤثر اختفاؤه في النّظام الشّمسيّ هو كوكب المشتري؛ هذا الكوكب ضخم جدًّا مقارنةً بالكواكب الأخرى، فكتلته هي أكبر بـ300 مرّة من كتلة الأرض، وجمع كل الكواكب معاً لن يُنتج كتلة تفوق كتلته أو تساويها.
مع هذا، يظهر المشتري ضئيل الحجم مقارنةً بالشّمس. لتحقيق ذات مقدار كتلة الشّمس سنحتاج لجمع أكثر من ألف كوكب مشتري. بكلمات أخرى، تشكّل الشّمس أكثر من %99.86 من كتلة النّظام الشّمسيّ. لكن مع ذلك، مجرّتنا ضخمة وهائلة إلى حدٍّ يجعل من الشمس واحدة من بين ملايين النجوم الأخرى فيه. إذا تلاشى النّظام الشّمسيّ كلّه، لا الأرض فقط، بالكاد ستتأثّر تركيبة المجرّة.
كلّ بُنية لها كتلة، حتّى لو كانت الأميبا (حيوان وحيد الخليّة) أو مجرّة أندروميدا- فهي تؤثر في الكتل الأخرى. بالنّسبة لمقدار تأثيرها، فيحدده كبر كتلة البنية والمسافة التّي تفصل بينها وبين الأخريات؛ كلّما كانت أكبر وأقرب يكون تأثيرها من ناحية الجاذبيّة أكثر وضوحاً. تأمّل في الفكرة التّالية: إنّنا نفرض قوّة جاذبّة على الثّقب الأسود في مركز مجرّتنا، بالإضافة إلى فرضها على الأشياء المحيطة بنا.

ماذا سيحدث لو اختفت الشمس

نشتكي كثيرًا من الشمس وحرارتها الشديدة، ولكن هل تخيلنا للحظات ماذا يحدث لنا إذا استيقظنا يومًا فلم نجد الشمس؟ في البداية سنستمتع بهواء الليل المنعش وبضوء القمر الساحر، ولكن، بعد مرور وقت بسيط ستختلف حياتنا تمامًا عن تلك الصورة الساحرة الجميلة، وستظهر لنا أشياء جديدة من حولنا نتيجة اختفاء الشمس، فماذا سيحدث؟!

ولولا خلقُ الله تعالى الشمسَ، وتسخيرُها لنفع الأرض لما انتظمت الحياة فيها على هذا النظام البديع، فمن جرَّاء الشمس تحدثُ ظواهرُ في الأرض من تبخير المياه، وتحريك الرياح؛ مما يسبب نزول الأمطار وانتفاع الأرض، وبث الحياة فيها.

وكذلك فإن النباتات تنضج حين تستمد طاقتها من حرارتها، وتنتقل هذه الطاقة إلى الحيوان، ثم إلى الإنسان عبر سلسلة غذائية منتظمة. وتحرق الشمس بحرارتها ما لا يعلم من الفطريات والجراثيم، التي لولاها لانتشرت الأمراض والأوبئة.

ماذا لو اختفت النجوم

الأضواء المُنطفئة: علماء الفلك يسلّطون الضوء على لغز اختفاء النجوم الزائفة
تصور فني لواحدٍ من الأجرام شبه النجمية، التي هي مناراتٌ ساطعة تنتج عن تغذِّي الثقوب السوداء فائقة الضخامة على الغاز المحيط بها Credit: ESO/M. Kornmesser
إنه أعظم حدث اختفاء في الكون. فقد رُصدت نجوم زائفة (الكويزارات) –وهي منارات مضيئة تزودها بالطاقة ثقوب سوداء هائلة نهمة في قلب مجرات بعيدة– وهي تختفي، وأحيانًا تتلاشى في أقل من عام. بعد ذلك، تظهر مجرات اعتيادية وقياسية فيما يبدو من هذا الوهج المتضائل. وعلى الرغم من أن علماء الفلك يعرفون منذ وقت طويل أن أي نجم زائف سيغدو في النهاية خامدًا؛ نظرًا إلى أن ثقبه الأسود المركزي يستنفد بالكامل مواده الأولية من الغاز والغبار، فإن هذه الأجرام ضخمة جدًّا في حجمها، حتى إن هذه العملية ستستغرق حتمًا عشرات الآلاف من السنين. إذًا، كيف يمكن أن يحدث ذلك في أقل من عام؟

ثمة اقتراح بأن السحب الغبارية المارة أمام النجوم الزائفة ربما حجبتها عن الرؤية بشكل مؤقت. وذهب بعض المنظّرين إلى أن هذه الأجرام الغريبة ربما كانت شيئًا آخر تمامًا؛ فعندما يلتهم ثقب أسود هائل الحجم نجمًا، يمكن أن يسبب انفجارًا ساطعًا وجيزًا كافيًا. أو ربما تؤدي شمسٌ عابرة دور عدسة مكبرة سماوية، متسببةً بذلك في تضخيم الضوء فيما يشبه الوهج. ولكن استُبعدت معظم هذه الأفكار، وعوضًا عن ذلك، يقول علماء الفلك إن الأدلة تشير إلى أن النجوم الزائفة في حد ذاتها تتغير. وعلى وجه التحديد، فالسبب الحقيقي هو بعض التغيّرات الحادثة في قرصها النجميّ التراكميّ، تلك الحلقة من المواد الساخنة التي تحيط بالثقب الأسود المغذّي. والآن، تؤيد هذه النظرية دراسةٌ جديدةٌ في طبعتها الأولية، جرت مؤخرًا الموافقة على نشرها في دورية «بروسيدينجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينسس يو إس إيه» Proceedings of the National Academy of Sciences USA. فقد ضاعف عالِم الفلك ماثيو جراهام وزملاؤه من معهد كاليفورنيا للتقنية عدد النجوم الزائفة «متغيرة المظهر» بمقدار ثلاث مرات تقريبًا -تُظهر جميعها بوضوح تغييرات شاملة في قرصها النجميّ التراكميّ. وهذه أكبر عينة من النجوم الزائفة تم جمعها على الإطلاق، وقد أتاحت لعلماء الفلك أخيرًا إلقاء نظرة خاطفة على تفاصيل أعمق وراء هذه التغيّرات الغامضة، والتي بدورها قد تساعد في الوصول إلى تفسيرات أفضل لآليات عمل الثقوب السوداء المغذّية والطرق التي تتطور بها مجرات مثل مجرة درب التبانة عبر الزمن الكوني.

ومنذ اكتشاف أول نجم زائف متغير المظهر معروف عام 2014، طفق علماء الفلك يبحثون بعناية عن المزيد من هذه الأجرام الغريبة التي بدا بعضها يلمع سريعًا بينما تتوهج إحدى المجرات فجأةً متحوّلةً إلى نجم زائف مضيء. ولقد بدا المقياس الزمني مستحيلًا في هذه الحالة أيضًا. ولذلك، راقب علماء الفلك هذه الأجرام عند جميع الأطوال الموجية المتاحة. ومؤخرًا، شملت تلك المقاربة كلًّا من الضوء المرئي والضوء تحت الأحمر -وهما طولان موجيان يسمحان للباحثين باستكشاف جوانب مختلفة من النظام الفيزيائي. وفي أي نجم زائف، ينبعث الضوء المرئي غالبًا من القرص النجميّ التراكميّ، بينما يأتي الضوء تحت الأحمر بالأساس من طارة أكبر نائية عن المركز، وهي حلقة تشبه كعكة الدونتس، وتتكون من الغبار الذي يطوّق القرص النجميّ التراكميّ. وقد كشفت هاتان الملحوظتان المتداخلتان عن تفاصيل جديدة لافتة للانتباه؛ فالتغييرات المرصودة في نطاق الضوء المرئي تقابلها تغييرات في الضوء تحت الأحمر. ونظرًا إلى أن القرص النجميّ التراكميّ الساطع يبعث ضوءًا نحو الطارة الأكثر ظلمة، حيث يُمتص ويعاد إطلاقه على هيئة أطوال موجية تحت حمراء، تُعتبر هذه المحاكاة بمنزلة دليل قاطع على أن نوعًا ما من التغييرات السريعة يحدث داخل القرص النجميّ التراكميّ نفسه. ويقول نيكولاس روس، المؤلف المشارك للدراسة الجديدة وعالِم الفلك بجامعة إدنبرة، في إسكتلندا: “أراهن بمبلغ كبير -ربما لا يرقى إلى مبلغ رهني العقاري أو مبالغ القروض الدراسية لطلابي- على أن التغييرات في معدل التراكم الصرف هي التفسير المرجح”.

في ضوء هذا النموذج، راجع بعناية جراهام وروس وزملاؤهما البيانات المأخوذة من مشروع «ماسح السماء كاتالينا» Catalina Sky Survey، الذي يضم قياسات للمنحنيات الضوئية على نطاق عقد من الزمان (وهي قياسات لسطوع الضوء باعتباره دالة زمنية) من نصف مليار مصدر تقريبًا عبر السماء. أولًا: فحص الفريق بيانات كاتالينا بحثًا عن الأجرام المُصنفة نجومًا زائفة بناءً على أطيافها (الألوان المتنوعة لأضوائها المنبعثة). ثانيًا: حلّل الفريق منحنيات الضوء المرئي ليحددوا النجوم الزائفة التي أعتمت بمرور الوقت، وقارنوها بمنحنيات الضوء تحت الأحمر (باستخدام بيانات مأخوذة من القمر الصناعي «مستكشف الأشعة تحت الحمراء عريض المجال» Wide-Field Infrared Survey Explorer التابع لوكالة ناسا) ليعرفوا كيف حدث الإعتام لكل جرم عبر كلا النوعين من الضوء. وفي النهاية، درس الباحثون الطيف الصادر عن كل جرم بعد إعتامه مرةً أخرى؛ للتأكد من أن الجرم السماوي تحوّل إلى مجرة. ثم بحثوا عن المجرات التي تحولت إلى نجوم زائفة.

وإجمالًا، اكتشف الفريق 111 نجمًا زائفًا سريعة التغيّر، أُضيفوا إلى حوالي 60 نجمًا معروفة بالفعل. ولكن الأمر تجاوز مجرد إضافة مدخلات إلى فهرس، إذ تشكّل الدراسة الجديدة اختبارًا واقعيًّا متينًا لنموذج ناشئ للظروف الفيزيائية المسؤولة عن هذه الظاهرة الملغزة. ويقول إيريك مورجانسون، عالِم الفلك بجامعة إيلينوي في إيربانا-شامبين والذي لم يشارك في الدراسة: إن هذا الإنجاز يجعلها مَعلمًا على الطريق. وكل الغرائب الجديدة في علم الفلك –حتى النجوم الزائفة نفسها التي اكتُشفت في منتصف القرن العشرين– دخلت المجال لأول مرة من خلال أبحاث «مبهرة» تشير بالأساس إلى غرابتها. فعلماء الفلك يبدؤون ببضعة أمثلة تتركهم في حالة حيرة. ولكن بينما يسعون ويبحثون عن المزيد بأسلوب منهجي، فإنهم يكتسبون أيضًا فهمًا أعمق، ليصنعوا نماذج أفضل لما يعتقدون أنه يحدث بالفعل. وفي النهاية، يبدأ البحث العلمي مرحلةً جديدة، بحيث تنقِّح غالبًا الملحوظات النماذج الحالية وحسب بدلًا من ابتكار نماذج جديدة كليًّا. ويقول مورجانسون إن هذه الدراسة تمثّل نقطة تحوّل.

في العينة الجديدة، أظهر في البداية كل نجم زائف مُحدّد تغييرًا في نطاق الضوء المرئي، تبعه بعد ذلك تغييرٌ في نطاق الضوء تحت الأحمر. وهذا دليلٌ كافٍ -على حد قول القائمين على البحث- لاستنتاج أن التغيير المرصود متأصل في النجم الزائف بحد ذاته، وليس نتيجةً لحدث أو قوة خارجية. ومن ثم، يرى الفريق أنه بدلًا من وصف هذه النجوم الزائفة بأنها «متغيرة المظهر» من الأفضل أن توصف بأنها «متغيرة الحالة»؛ لتعكس الطبيعة الحقيقية لأصولها.

وبتنحية المصطلحات العلمية جانبًا، يظل جوهر اللغز قائمًا: كيف يمكن –تحديدًا- أن يُعتم نجمٌ زائف بأكمله فجأة؟ وكيف يمكن -تحديدًا- أن تسطع مجرةٌ فجأة؟ يفضّل الباحثون التفسير الذي يشير إلى التغييرات في درجة حرارة القرص النجميّ التراكميّ -بسبب الجبهات الغازية الباردة أو الساخنة، أو المجالات المغناطيسية المتحوّلة، أو مزيج من كلا الأمرين. وبغض النظر عن السبب الجذري، وضعت دراستهم نموذجًا لما سيبدو عليه القرص النجميّ التراكميّ كي تنتشر خلاله مثل هذه التغييرات بسرعة بالغة. وعلى وجه التحديد، اكتشف الفريق أن القرص يجب أن يكون غليظًا ودبقًا للغاية لتظهر عليه مثل هذه التغييرات السريعة. تقول كاثلين إي. سافيك فورد، عالِمة الفلك بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي (AMNH) في مدينة نيويورك وكلية المجتمع في حي مانهاتن (BMCC) بجامعة مدينة نيويورك: “يمكنك أن ترسل موجةً عبر دبس السكر على نحوٍ أسرع من المياه”. والأمر نفسه ينطبق على قرص أكثر سمكًا وانتفاخًا -شيء أشبه بكعكة الدونتس منه بالقرص المدمج. وتضيف سافيك فورد: “يمكنك أن تفكر فيه كالأنبوب؛ إذ تستطيع أن تنقل معلوماتٍ عبر أنبوب سميك أسرع من نقلها عبر أنبوب رفيع”. إذًا، وبغض النظر عن ماهية التغيير، من المرجح أن يتطلب قرصًا منتفخًا ودبقًا.

يتعارض هذا الاستنتاج مع الرأي العلمي المتفق عليه بالإجماع منذ أمد طويل، والقائل بأن مثل هذه الأقراص لا بد وأن تكون رفيعة. إلا أن باري ماكيرنان -المؤلف المشارك في الدراسة وعالِم الفلك بالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي بمدينة نيويورك وكلية المجتمع في حي مانهاتن بجامعة مدينة نيويورك- يقول: إن النتيجة تتوافق مع النظريات الحديثة التي تشير إلى أن الأقراص النجمية التراكمية ربما تكون سميكةً جدًّا.

تظل آلية العمل الدقيقة في حالة النجوم الزائفة المختفية مجهولة. ويقول جون روان، عالِم الفلك بجامعة ماكجيل، والذي لم يشارك في الدراسة: ربما لا نكون مضطرين إلى اختيار آلية واحدة فقط في أي حالة. العبرة المستفادة من جميع الأمثلة الحديثة هي تنوُّعها الملفت للانتباه. فبعضها يبدو عليه التغيير التدريجي، في حين أن البعض الآخر يومض سريعًا. ويضيف روان: “لن أندهش مطلقًا إذا كانت النجوم الزائفة متغيرة المظهر تعود إلى أسباب متنوعة”.

لماذا يختفي القمر

القمر رفيقنا الدائم على الأرض، حرمتنا الأضواء الصناعية نوره، ولكن لم تحرمنا دوره في حياتنا؛ فهو مرتبط بالإنسان منذ وجوده على الأرض، ويلعب دورا كبيرا في الطبيعة وتطور الحياة، لكن ماذا لو اختفى القمر، ولم يعد له وجود؟ ماذا سيحدث لنا وللأرض؟ هل نستطيع أن نعيش بدونه؟
لا نعرف قيمة الأشياء إلا عندما نخسرها، نراه في السماء، قد نلوح له، نحدثه، نناجيه، يلهمنا لتتحول حروفنا إلى أشعار نعبر عن مكنونات أنفسنا بمناجاته، ثم نمضي في حياتنا دون أن نفكر في أهمية وجوده!
بمجرد أن يختفي القمر أول ما سنلاحظ أن الليل أصبح أشد ظلمة، خصوصا في الأماكن غير المضاءة اصطناعيا. سيربك ذلك الحيوانات التي تعتمد عليه في رؤيتها الليلية لتبقى على قيد الحياة لتجد دربها وتصطاد فرائسها، سيمنح اختفاؤه الأمان لبعض الحيوانات التي تستتر عن صياديها بالظلمة، ستخرج وتمرح وتتكاثر؛ ما يخل بتوازن الطبيعة، كما تقول عالمة البيئة “لورا برو” والمؤلفة الرئيسة لدراسة اختفاء القمر! وستختل فورا ظاهرة المد والجزر الناشئة عن جاذبية القمر والشمس، ولكن القمر يعد المسؤول عن معظم نشاط المد والجزر على كوكب الأرض، وذلك لكونه أقرب بكثير من الشمس. فدون وجود القمر ستتباطأ سرعة هذه الظاهرة إلا الثلث؛ ما سيتسبب في تغيير البيئة الساحلية وتدمير عديد منها، واضطراب تدفق الطاقة والمياه والمواد المعدنية، فكثير من الكائنات البحرية مثل السرطانات والقشريات والمحار والطحالب تعتمد في بقائها على حركة المياه اليومية، كما أنها غذاء للطيور والحيوانات البرية!
سيتأثر الطقس العالمي باختلال عملية المد والجزر التي تحرك تيارات المحيطات وتغير أنماط الطقس وتوزيع المياه وهطول الأمطار. يقول “جاك بيرنز” رئيس علوم الفضاء في جامعة كولورادو: إن جاذبية القمر لا تحرك مياه المحيطات وحسب، بل تحرك جزيئات الغلاف الجوي بالطريقة نفسها!
إنها أحد الأسباب الرئيسة في استقرار المناخ، لذلك عندما يبحث العلماء عن قابلية أي كوكب لوجود حياة عليه يبحثون عن قمرها أو أقمارها! ستزيد الفروقات في درجات الحرارة ويختل عدد ساعات الليل والنهار، ويصبح مناخ الأرض شبيها بالمريخ وتختفي الفصول الأربعة!
أما البشر فسيخسرون بفقده مصدر إلهامهم ومعلوماتهم العلمية، فهو الذي منحنا معلومات عن كوكبنا والكواكب الأخرى مثل كيفية انقراض الديناصورات والكيفية التي تشكلت بها الكواكب!

ماذا يحدث لو اختفى الغلاف الجوي

هل تساءلت يومًا ما الذي سيحدث إذا فقدت الأرض غلافها الجوي ؟ يُعتقد أن الكوكب يفقد غلافه الجوي ببطء ، شيئًا فشيئًا ، حيث ينزف في الفضاء. ولكن ماذا لو فقدت الأرض غلافها الجوي على الفور ، دفعة واحدة؟ فقط كم سيكون سيئا؟ هل يموت الناس؟ هل يموت كل شيء؟ هل يمكن أن يتعافى الكوكب؟

ماذا قد يحدث؟
فيما يلي تفصيل لما يمكن توقعه:

ستكون صامتة. يتطلب الصوت وسيطًا لنقل الموجات. قد تشعر بالاهتزازات من الأرض ، لكنك لن تسمع أي شيء.
كانت الطيور والطائرات تسقط من السماء. على الرغم من أننا لا نستطيع رؤية الهواء (باستثناء السحب) ، إلا أنه يحتوي على كتلة تدعم الأجسام الطائرة.
سوف تتحول السماء إلى اللون الأسود. إنه أزرق بسبب الغلاف الجوي. هل تعرف تلك الصور المأخوذة من القمر؟ ستبدو سماء الأرض هكذا.
ستموت جميع الحياة النباتية والحيوانية غير المحمية على سطح الأرض. لا يمكننا البقاء لفترة طويلة في الفراغ ، وهذا ما كنا سنحصل عليه إذا اختفى الغلاف الجوي فجأة. سيكون الأمر أشبه بـ “التباعد” أو الخروج من غرفة معادلة الضغط ، باستثناء أن درجة الحرارة الأولية ستكون أعلى. سوف تنفجر الأذن ، ويغلي اللعاب. لكنك لن تموت على الفور. إذا حبست أنفاسك ، فستفرق رئتيك ، والتي ستكون أسرع موت (وإن كان أكثر إيلامًا). إذا زفير ، ستفقد في غضون 15 ثانية وتموت في حوالي ثلاث دقائق. حتى لو تم تسليمك قناع الأكسجين ، فلن تكون قادرًا على التنفس هذا لأن الحجاب الحاجز يستخدم فرق الضغط بين الهواء داخل رئتيك وخارجه للشهيق.
لنفترض أن لديك بدلة ضغط وهواء. ستعيش ، لكن ستصاب بحروق شمس هائلة على الجلد المكشوف لأن الغلاف الجوي للأرض هو ما يرشح الإشعاع الشمسي. من الصعب تحديد مقدار المتاعب التي ستواجهها من هذا التأثير على الجانب المظلم من الكوكب ، لكن التعرض لأشعة الشمس المباشرة سيكون شديدًا.
الأنهار والبحيرات والمحيطات ستغلي. يحدث الغليان عندما يتجاوز ضغط بخار السائل الضغط الخارجي. في الفراغ ، الماء يغلي بسهولة ، حتى لو كانت درجة الحرارة دافئة. يمكنك اختبار هذا بنفسك .
على الرغم من أن الماء سوف يغلي ، فإن بخار الماء لن يعيد ملء الضغط الجوي بالكامل. سيتم الوصول إلى نقطة التوازن حيث سيكون هناك ما يكفي من بخار الماء لمنع المحيطات من الغليان. سوف يتجمد الماء المتبقي.
في النهاية (بعد فترة طويلة من موت الحياة السطحية) ، ستحلل الإشعاع الشمسي ماء الغلاف الجوي إلى أكسجين ، والذي سيتفاعل مع الكربون الموجود على الأرض ليشكل ثاني أكسيد الكربون. سيظل الهواء رقيقًا جدًا بحيث لا يمكن تنفسه.
سيؤدي الافتقار إلى الغلاف الجوي إلى تبريد سطح الأرض. نحن لا نتحدث عن الصفر المطلق للبرد ، لكن درجة الحرارة ستنخفض إلى ما دون درجة التجمد. سيكون بخار الماء من المحيطات بمثابة غازات دفيئة ، مما يرفع درجة الحرارة. لسوء الحظ ، ستسمح زيادة درجة الحرارة بانتقال المزيد من المياه من البحر إلى الهواء ، مما يؤدي على الأرجح إلى تأثير الاحتباس الحراري الجامح وجعل الكوكب أشبه بكوكب الزهرة أكثر من كوكب المريخ.
الكائنات الحية التي تحتاج إلى الهواء للتنفس تموت. تموت النباتات والحيوانات البرية. سيموت السمك. تموت معظم الكائنات المائية. ومع ذلك ، يمكن لبعض البكتيريا البقاء على قيد الحياة ، وبالتالي فإن فقدان الغلاف الجوي لن يقتل جميع أشكال الحياة على الأرض. لن تلاحظ البكتيريا التخليق الكيميائي حتى فقدان الغلاف الجوي.
ستستمر البراكين والفتحات الحرارية الأرضية في ضخ ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى لإضافتها إلى الماء. سيكون الاختلاف الأكثر أهمية بين الغلاف الجوي الأصلي والجديد هو وفرة النيتروجين الأقل بكثير. يمكن للأرض تجديد بعض النيتروجين من ضربات النيزك ، لكن معظمه سيضيع إلى الأبد.
هل يستطيع البشر البقاء على قيد الحياة؟
هناك طريقتان يمكن للبشر من خلالها النجاة من فقدان الغلاف الجوي:

بناء قباب محمية من الإشعاع على سطح الأرض. ستحتاج القباب إلى جو مضغوط وستحتاج إلى دعم الحياة النباتية. سنحتاج إلى وقت لبناء بيودومات ، لكن النتيجة لن تختلف كثيرًا عن محاولة البقاء على كوكب آخر. سيبقى الماء ، لذلك سيكون هناك مصدر للأكسجين.
قم ببناء قبة تحت البحر. يمكن أن توفر المياه الضغط وتصفية بعض الإشعاع الشمسي. لا نريد تصفية جميع الإشعاعات لأننا ربما نرغب في زراعة النباتات (على الرغم من أنه قد يكون من الممكن تعلم بعض الطرق اللذيذة لإعداد البكتيريا كغذاء).
هل يمكن أن يحدث؟
يحمي المجال المغناطيسي للأرض الغلاف الجوي من الضياع بسبب الإشعاع الشمسي. من المحتمل أن يؤدي طرد إكليلي ضخم ، أو عاصفة شمسية ، إلى حرق الغلاف الجوي. السيناريو الأكثر احتمالا هو خسارة الغلاف الجوي بسبب تأثير النيزك الهائل. حدثت تأثيرات كبيرة عدة مرات على الكواكب الداخلية ، بما في ذلك الأرض. تكتسب جزيئات الغاز طاقة كافية للهروب من جاذبية الجاذبية ، ولكن يتم فقد جزء فقط من الغلاف الجوي. حتى لو اشتعل الغلاف الجوي ، فسيكون مجرد تفاعل كيميائي يغير نوعًا من الغاز إلى نوع آخر. مريح ، أليس كذلك؟

اختفاء القمر اليوم

كشف الدكتور أشرف تادرس، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية السابق، عن حدوث ظاهرة فلكية تشهدها سماء العالم غدا الجمعة الموافق 16 أكتوبر الجاري.

وأوضح تادرس لمصراوي، أن الظاهرة تتمثل في القمر الجديد أو المحاق، وفي هذا الوقت لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل، وهذا التوقيت هو أفضل وقت في الشهر لمراقبة الأجسام الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية والكويكبات والنجوم الخافتة.

وأكد أن الظاهرة ليست لها أي أضرار على نشاط الإنسان بصفة عامة على الأرض، ويتابعها هواة الفلك والمهتمون برصد السماء لروعة المنظر وأخذ صور احترافية لها.

ويشهد شهر أكتوبر الجاري، حوالي 15 ظاهرة فلكية يشهدها العالم خلال شهر أكتوبر الجاري، بدأت باكتمال بدر القمر وتنتهي بمقابلة الكوكب الأزرق مع الشمس.

ماذا لو اختفى الماء

التغير المناخي يؤثر علينا جميعا في هذا العالم، لكن يمكنك أن ترى التداعيات على وجه الخصوص في البحار والمحيطات وخاصة المناطق الشمالية، حيث الغطاء الجليدي حول القطب الشمالي يذوب بمعدلات قياسية ودرجة حرارة المحيطات هناك ترتفع، وإذا استمر التغير المناخي بنفس الوتيرة الحالية، فربما نتوقع ارتفاعًا كبيرًا في منسوب مياه البحر في القرن الحالي، وسيزداد الأمر سوءًا في القرون القليلة المقبلة.

فكما يبدو أن البحار والانهار تتغير بسرعة خلال السنوت القليلة الماضية ولكن ليس إلى الأفضل، إذ تشير أدلة علمية راسخة إلى أن المحيطات أصبحت أقل عمرانا بالكائنات الحية، وأكثر دفئا وحمضية، ويفرض هذا ضغوطا شديدة على الحياة البحرية. ولكن هناك نبأ سار: إذ تشير الأدلة أيضا إلى أن المحيطات قادرة على تجديد شبابها، وقد اتفق العالَم بالفعل على تمكين هذه النتيجة، اما الخبر غير السار فان استخدام البلاستيك بمستويات كبيرة، والمرشحة للتفاقم وتصل إلى مستوى كارثة بيئية كونية، تهدد كل أشكال الحياة على الكوكب، ولا سيما على البحار والمحيطات.

وتشكل البحار والانهار فعلياً موارد رئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث انتاج الطاقة او من حيث الاستثمار في الزراعة، ناهيك عن كونها عامل بيئي مهم، ولهذا فإن السيطرة على مناطق المياه في العالم تعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية والدولية، كما هو الحال مع روسيا وامريكا واوروبا والصين واليابان وبعض دول الشرق الأوسط.

وتكمن أهمية البيئة البحرية أيضاً من حيث كونها طريقاً للمواصلات، ويقوم البحر أيضاً بدور الوسيط في تبادل السلع حيث يعتبر النقل البحري أفضل وسائل النقل في تبادل كميات كبيرة من السلع عبر المسافات الطويلة.

ويرى بعض المتخصصين بهذا الشأن انه مع انحسار الجليد في السنوات الماضية، بات عبور السفن التجارية الممر الشمالي الغربي الواصل بين آسيا واوروبا أمرا ممكنا، بعدما كان من المستحيلات في السابق.

و شغل البحار والمحيطات مساحة من سطح الأرض أكبر مما تشغله اليابسة وهو موطن للملايين من الكائنات الحية حيث تعيش فيه حيوانات ونباتات من مختلف الاشكال والالوان والاحجام، وحيوانات البحر ونباتاته هامة جدا بالنسبة للإنسان كمصدر للطعام وذلك مثل من حيوانات البحر مثل السرطان والجراد والاسماك والعديد من أنواع الكائنات البحرية المختلفة.

لكن من المؤثرات والسلبيات على البحار والمحيطات التجارة البحرية التي هي مسؤولة عن الاف الوفيات المبكرة في آسيا، حيث اظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيتشر كلايمت تشاينج” أن زيادة مستويات التلوث المتصل بالتجارة البحرية في شرق آسيا تؤثر على المناخ كما على صحة السكان ما يؤدي الى الاف الوفيات المبكرة سنويا.

وبعد أن كثر الحديث مؤخرا عن مسألة الاحتباس الحراري وخطورتها على كوكب الأرض، وخصوصا على المخزون الجليدي في القطبين الجنوبي والشمالي، بدأت الكثير من المنظمات البيئية العالمية بمتابعة الظواهر البيئية ودرجات الحرارة التي سجلت هناك في السنوات الأخيرة.

ووفقا للخبراء تم التركيز على منطقة القطب الجنوبي تحديدا كونها تعد خزان المياه العذبة على كوكب الأرض، فهي تحتوي على 90% من المياه العذبة الموجودة على هيئة طبقات جليدية سميكة جدا”.

وأوضح الخبراء أن “درجات الحرارة المرتفعة هناك قد تتسبب بكارثة حقيقية، فالجليد الموجود في القارة القطبية الجنوبية تصل سماكته إلى 5 كيلومترات في بعض المناطق، فلو افترضنا ذوبان هذا الجليد، فهذا معناه أن مستوى المياه في البحار والمحيطات سيرتفع بمعدل 60 مترا، أي أن المياه ستغمر الكثير من المدن وحتى البلدان على سطح الأرض.

وعليه فان أن قيمة المحيطات تذهب إلى ما هو أبعد من الاقتصاد. فالمحيطات تزودنا بنصف الهواء الذي نتنفسه، وتحكم أحوال الطقس، وتساعد على دعم السلام والرخاء ومستقبل المحيطات هو مستقبل العالم، فيما يلي مجموعة من الاخبار والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول البيئة المائية للبحار والانهار حول العالم.

منسوب مياه البحار سيرتفع نحو متر حتى مع تنفيذ أهداف المناخ
قال علماء إن منسوب مياه البحر سيرتفع ما بين 0.7 و1.2 متر خلال القرنين المقبلين حتى إذا أنهت الحكومات عصر الوقود الأحفوري مثلما تعهدت بموجب اتفاقية باريس للمناخ، وقال فريق يقوده ألمان في دورية (نيتشر كوميونيكيشن) إن القيام بعمل مبكر لخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري سيحد من الارتفاع على المدى الطويل والذي يعززه ذوبان للجليد من جرينلاند إلى القارة القطبية الجنوبية سيعيد رسم السواحل في العالم.

ويمثل ارتفاع منسوب مياه البحر تهديدا لمدن ابتداء من شنغهاي حتى لندن والمناطق المنخفضة بولاية فلوريدا أو بنجلادش ولدول بأكملها مثل المالديف في المحيط الهندي أو كيريباتي في المحيط الهادي.

وتوقع التقرير أن يرتفع منسوب مياه البحر بما يتراوح بين 0.7 و1.2 متر بحلول العام 2300 حتى إذا لبت نحو 200 دولة الأهداف بموجب اتفاقية باريس المبرمة عام 2015 والتي تتضمن خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر فعليا في النصف الثاني من القرن الحالين وقال إن مستويات مياه المحيطات سترتفع حتما لأن غازات الاحتباس الحراري الصناعية التي انبعثت بالفعل ستظل موجودة في الغلاف الجوي لتسبب ذوبان المزيد من الجليد. وبالإضافة إلى ذلك تتمدد المياه بشكل طبيعي عند تجاوز درجة حرارتها أربع درجات مئوية، ووجد التقرير أيضا أن التأخير كل خمس سنوات بعد 2020 في الحد من الانبعاثات العالمية يعني ارتفاعا إضافيا في منسوب مياه البحر 20 سنتيمترا بحلول 2300.

الاحتباس الحراري لم يعد مزحة
لطالما ظل سكان أيسلندا يتندرون على ظاهرة الاحتباس الحراري ويقولون إنه أمر يتطلعون إليه نظرا للظروف المناخية شديدة البرودة على هذه الجزيرة شديدة البرودة، لكن بحسب رئيس البلاد فإن الكتل والأنهار الجليدية آخذة في الذوبان بسرعة قياسية لدرجة جعلت المزحة نفسها تخلع عنها بعضا من رداء الهزل.

وقال الرئيس جودني يوهانسون إن ارتفاع درجة حرارة المحيطات حول القطب الشمالي تضر بالتنوع الحيوي وبالثروة السمكية ويتسبب في تحمض بالمناطق الشمالية من العالم، مما يفرض على دول مثل أيسلندا التأقلم مع واقع جديد.

وأبلغ يوهانسون مؤسسة تومسون رويترز خلال مقابلة قائلا ”المزحة الشائعة في أيسلندا هي أن تقول في هذه الجزيرة الباردة المطيرة التي تجتاحها الرياح إن الاحتباس الحراري أمر يجب أن يكون من دواعي سرورنا، لكن الأمر لم يعد مثيرا للضحك.

على الجانب الآخر، قد يحقق التغير المناخي بعض المنافع الاقتصادية للبلد الذي يبلغ تعداد سكانه 340 ألف نسمة فقط، والذي قد يصبح مركزا طبيعيا للتجارة إذا ما فُتحت مسارات جديدة من آسيا إلى المحيط الأطلسي نتيجة لذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية.

وقال يوهانسون ”حقيقة أن الجليد في الشمال يذوب ليست مدعاة للهزل (لكن) الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنه أينما كان يوجد جليد سيصبح ممرا مائيا حرا… من يعرف! لربما مع مرور هذا القرن نرى زيادة في الحركة عبر القطب الشمالي تكون أيسلندا مركزا لها“، كان يوهانسون يتحدث على هامش القمة العالمية للمحيطات في منتجع بلايا ديل كارمن المكسيكي حيث التقى خبراء في البيئة وساسة وقادة أعمال لمناقشة كيفية تحسين حالة المحيطات.

دعوات لحماية المحيطات على غرار اتفاق باريس للمناخ
قال بافان سوخديف رئيس الصندوق العالمي للطبيعة إن على بلدان العالم حماية المحيطات مما يتفشى من صيد جائر وتلوث وتآكل للتربة عن طريق إبرام اتفاق يضع أهدافا صارمة لحمايتها على غرار اتفاق باريس لتغير المناخ، وأضاف سوخديف أن مثل هذا الاتفاق من شأنه مساعدة الفقراء في العالم الذين يعتمدون على البحار فيما يتعلق بالوظائف والغذاء، وقال إن على الناس الانتباه إلى المصدر الذي يحصلون منه على غذائهم البحري وحث الشركات على الاضطلاع بدورها فيما يتعلق بحماية المحيطات، محذرا من أن كمية المواد البلاستيكية التي تستهلكها الأسماك ربما يؤدي لأزمة صحية.

وقال سوخديف في مقابلة مع مؤسسة تومسون رويترز ”لم يبرم حتى الآن اتفاق بشأن المحيطات على غرار اتفاق باريس. نحن بحاجة إلى ذلك على وجه السرعة العاجلة“، وكان سوخديف يتحدث على هامش القمة العالمية للمحيطات التي عقدت يوم الجمعة في منتجع بلايا ديل كارمن في المكسيك حيث بحث مختصون بالبيئة وساسة ورجال أعمال كيفية تحسين حالة المحيطات حول العالم. بحسب رويترز.

وأضاف سوخديف أن بعضا من فقراء العالم ممن يعتمدون على المحيطات كمصدر للعيش يعانون بدرجة أسوأ من الصيد الجائر والتلوث اللذين يخفضان كمية الأسماك المتاحة أمامهم لصيدها، وقال ”هذه ليست مشكلة بيئية فحسب لكنها في واقع الأمر مشكلة اجتماعية ذات أبعاد هائلة“، وقال بيتر تومسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص للمحيطات ” المحيطات تشهد تغيرا تماما مثل المناخ… والخبر السار هو أننا نتخذ إجراء الآن“، وقال لمؤسسة تومسون رويترز خلال المؤتمر ”في اللحظة الحالية لم نحقق النصر بعد لكن المعركة دائرة“.

زيادة حموضة المحيطات تهدد الشعاب المرجانية بالتحلل
قال علماء إن الشعاب المرجانية قد تبدأ في التحلل قبل عام 2100 مع ما يسببه تغير المناخ بفعل النشاط البشري من حموضة بالمحيطات، وتهدد الحموضة الترسبات التي تمثل المقومات الأساسية للشعاب. وتواجه الشعاب مخاطر أخرى تتمثل في درجات الحرارة والتلوث والإفراط في صيد الأسماك.

وكتب فريق العلماء الذي يقوده علماء من استراليا في دورية (ساينس) الأمريكية يوم الخميس ”ستنتقل الشعاب المرجانية إلى مرحلة التحلل الصافي قبل نهاية القرن“. ويعني مصطلح ”التحلل الصافي“ أن يزيد ما تفقده الشعاب على ما تكتسبه من نمو المرجان.

وأفاد الباحثون أن ثاني أكسيد الكربون، الغاز الأساسي المسبب للاحتباس الحراري، يشكل حمضا ضعيفا في المياه يهدد بتحلل رواسب الشعاب المكونة من جزيئات مكسورة من المرجان وهياكل كربونية أخرى تتشكل من بقايا كائنات حية تراكمت على مر آلاف السنين، وقالت الدراسة إن الرواسب أكثر عرضة للتأثر بحموضة المياه بعشر مرات مقارنة بالحيوانات المرجانية الصغيرة التي تمتص أيضا المواد الكيميائية مباشرة من الماء لتبني الهياكل الحجرية التي تشكل الشعاب.

وأضافت الدراسة أنه ”ليس معروفا ما إذا كانت الشعب المرجانية بأكملها ستتآكل فور وصول الرواسب لحالة التحلل الصافي“ ولا ما إذا كانت الشعاب ستتعرض ”لدمار كارثي“ أم مجرد تآكل بطيء، وبدأت الرواسب في بعض الشعاب بالتحلل فعلا، مثل رواسب شعاب كان أوهي في هاواي، متأثرة أيضا بمصادر تلوث أخرى.

ذوبان الجليد بالقطب الشمالي يساعد الملاحة الروسية
قال علماء إن الملاحة الروسية بالمحيط القطبي الشمالي تستفيد من رياح تدفع الجليد البحري القديم والسميك باتجاه أمريكا الشمالية مما يفتح آفاق منطقة نائية تذوب مياهها المتجمدة بسبب ارتفاع حرارة الأرض.

وأوضح العلماء أن الجليد الروسي الآخذ في الذوبان قد يساعد ناقلات الغاز الطبيعي المسال المقرر أن تبدأ التصدير من شبه جزيرة يامال الروسية أواخر العام الجاري على الإبحار في طريق جليدي لأكثر من الستة أشهر المقررة في العام.

وانصب كل الانتباه تقريبا بشأن الملاحة بالمنطقة القطبية الشمالية على مدى تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في تقليص حجم الجليد حول القطب الشمالي وفتح طريق مختصر صيفي بين المحيطين الأطلسي والهادي، لكن تحولات غير ملحوظة في عمر الجليد نتيجة الرياح والتيارات تساعد روسيا أيضا.

وقال جيريمي ماثيس مدير برنامج أبحاث القطب الشمالي بالإدارة الوطنية الأمريكية للغلاف الجوي والمحيطات ”تدفع الرياح الجليد خارج مسار بحر الشمال على امتداد الساحل الروسي“، وتشير خرائط الإدارة إلى أن كل الجليد تقريبا الموجود قرب روسيا في الشتاء لا يزيد عمره عن عام وسمكه يصل إلى مترين تقريبا بينما يتركز الجليد الأقدم والأكثر سمكا باتجاه أمريكا الشمالية، وأوضحت بيانات الإدارة أيضا أنه في العام 1985 تم اكتشاف جليد عمره يزيد على خمسة أعوام بالمحيط القطبي الشمالي.

وقال ماثيس ”روسيا ستكون أكبر المستفيدين في السنوات المقبلة“ لأن الجليد الأحدث عمرا سيسمح للسفن ومنها ناقلات الغاز الطبيعي المسال بالإبحار لفترات أطول بين آسيا وأوروبا، وتشير أبحاث إلى أنه من المتوقع أن يخلو المحيط القطبي الشمالي من الجليد في الصيف اعتبارا من العام 2050.

الصين تكشف عن سفينة تجريف ضخمة لبناء الجزر
دشنت الصين سفينة ضخمة وصفت بانها “صانعة الجزر السحرية” وتعد أكبر سفينة تجريف في آسيا، وفق ما أفادت وسائل الاعلام الرسمية، والسفينة المستخدمة في بناء جزر اصطناعية كتلك التي بنتها بكين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه تم تعويمها الجمعة في مرفأ في مقاطعة جيانغسو الشرقية، وفق صحيفة “تشاينا ديلي”.

ويمكن للسفينة التي تحمل اسم “تيان كون هاو” تجريف ستة آلاف متر مكعب في الساعة وهو ما يعادل ثلاثة مسابح بالحجم الاعتيادي، وفق الصحيفة، وهي أكبر من تلك التي استخدمتها الصين لجرف الرمال والوحول والشعاب لبناء جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي أقامت منشآت عسكرية عليها.

وعندما ينتهي اختبارها في حزيران/يونيو المقبل، ستكون “تيان كون هاو” أقوى سفينة من نوعها في آسيا، وفق “تشاينا ديلي”، التي اطلقت عليها اسم “صانعة الجزر السحرية”، واثار بناء جزر اصطناعية صينية في بحر الصين الجنوبي توترا مع فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناي وكذلك مع تايوان، وتصر بكين على أحقيتها في كامل المنطقة التي تمر عبرها السفن التجارية ويعتقد أنها غنية بالنفط والغاز. ويبلغ حجم التجارة الصينية التي تعبر في المنطقة خمسة تريليونات دولار، وأفادت الصين سابقا إنها أنهت اعمال الردم البحري في منطقة تعرف باسم سبراتليس، ولكن مبادرة “آسيا ماريتايم ترانسبيرانسي” كشفت في آب/اغسطس أن بكين واصلت العمل في منطقة تقع الى الشمال من جزر باراسيل.

الصين تخطط لإنشاء أول معمل لتنقية مياه البحار من مخلفات تسرب النفط
قالت وسائل إعلام صينية إن وزارة النقل تعتزم إنشاء معمل متخصص في معالجة بقع النفط في مياه البحار ليكون أول معمل من نوعه في البلاد، وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة العلوم والتكنولوجيا اليومية أن الصين تنفق حوالي 200 مليون يوان سنويا على أبحاث المعالجة الطارئة للبقع النفطية، غير أن الخبرة التقنية لم تطبق على نطاق واسع بسبب عدم وجود معمل من هذا النوع.

وتخطط بكين لإنشاء المعمل في مدينة تيانجين الساحلية شمال البلاد، باستثمارات أولية تبلغ 440 مليون يوان (63 مليون دولار). ومن المقرر أن ينصب الاستثمار على المشروعات البحثية الخاصة بالحماية البيئية لمياه المحيطات والأمور المتعلقة بسلامة النقل البحري، وهناك دولتان فقط تمتلكان معامل قادرة على إجراء الاختبارات والفحوص اللازمة لمعالجة تسربات النفط في المحيطات هما الولايات المتحدة وفرنسا، واصطدمت ناقلة النفط الإيرانية سانتشي بسفينة لشحن البضائع هذا الشهر على بعد حوالي 160 ميلا بحريا من ساحل الصين الشرقي، فيما يعد أسوأ كارثة لناقلات نفط يشهدها العالم منذ عقود.

رئيس إندونيسيا يعد بتطهير أحد أكثر أنهار العالم تلوثا في 7 أعوام
قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إن مياه نهر سيتاروم ستكون صالحة للشرب خلال سبع سنوات ضمن مشروع جديد لتطهير النهر الواقع بجزيرة جاوة والذي يصنف بين أكثر الأنهار تلوثا في العالم.

ويمتد النهر 300 كيلومتر من منبعه في جاوة الغربية إلى البحر قرب العاصمة جاكرتا. ويغذي النهر ثلاث محطات للطاقة الكهرومائية ويستخدم لري 400 ألف هكتار من حقول الأرز، كما أن 28 مليون شخص يستخدمون مياه حوض نهر سيتاروم، رغم أن النهر ممتلئ بمخلفات السكان وملوث بأصباغ ومعادن ثقيلة ألقتها مصانع في روافده.

وقال الرئيس ويدودو في تغريدة على تويتر بعد زيارة منبع النهر في جاوة الغربية يوم الخميس ”نهر سيتاروم الذي كان يوما صافيا بات الأكثر تلوثا… نحاول تطهيره بأسرع ما يمكن ونأمل أن يصبح مصدرا لمياه الشرب خلال سبع سنوات“.

وأضاف أن الحكومة تعتزم تكرار مشروع التطهير في أحواض أنهار أخرى تحتاج لذلك، كان البنك الآسيوي للتنمية وافق على منح إندونيسيا قرضا قيمته 500 مليون دولار في 2009 وأطلق خطة لعملية التطهير تستغرق 15 عاما.

وأجرى معهد بلاكسميث، وهو منظمة غير هادفة للربح تعمل على حل مشاكل التلوث في العالم النامي، بحثا في 2013 أفاد أن مستويات الرصاص في نهر سيتاروم تتخطى المعدل المسموح به في مياه الشرب في الولايات المتحدة بأكثر من ألف مرة، بينما تزيد مستويات الألومنيوم والمنجنيز والحديد على المستويات الموصى بها بكثير.

اليابانيون يواجهون صعوبات مع حواجز الأمواج بعد سبعة أعوام على تسونامي
عندما وقع زلزال ضخم في عام 2011 كان صياد المحار الياباني أتسوشي فوجيتا يعمل كالعادة في البحر وبعد فترة وجيزة ضربت موجة سوداء ضخمة مدينته وقتلت نحو ألفي شخص، وبعد سبعة أعوام من الكارثة أعاد فوجيتا وآلاف غيره من سكان الساحل الشمالي الشرقي لليابان بناء حياتهم على طول حواجز أمواج ضخمة يقول خبراء إنها ستحميهم إذا وقعت أمواج مد بحري عاتية مجددا والتي يرى البعض أنها حتمية في بلد ذي نشاط زلزالي مثل اليابان، وحل حاجز الأمواج الخرساني الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترا ونصف المتر محل حائل أمواج بارتفاع أربعة أمتار جرفته المياه في الكارثة التي وقعت يوم 11 مارس آذار عام 2011، وأسفر الزلزال وأمواج المد البحري التي وصل ارتفاعها 30 مترا في بعض المناطق عن مقتل قرابة 18 ألف شخص في أنحاء اليابان وعن انصهار نووي في محطة كهرباء فوكوشيما، وقال فوجيتا (52 عاما) ”نشعر كما لو كنا في سجن برغم عدم ارتكابنا أي جرم“.

ومنذ الكارثة منعت بعض المدن البناء في مناطق مسطحة شديدة القرب من الساحل وجرى نقل السكان إلى أراض أكثر ارتفاعا بينما لجأت مدن أخرى مثل ريكوزينتاكاتا لزيادة ارتفاع مستوى الأرض عدة أمتار قبل تشييد مبان جديدة.

غير أن الأمر المشترك هو بناء حواجز لتحل محل حوائل الأمواج التي دمرتها أمواج المد البحري. وتم بناء حواجز أمواج بطول 395 كيلومترا تقريبا على الساحل بتكلفة 1.35 تريليون ين (12.74 مليار دولار).

وقال هيروياسو كاواي الباحث في معهد أبحاث الموانئ والمطارات في يوكوسوكا القريبة من طوكيو ”حواجز الأمواج ستوقف تسونامي وتمنعها من إغراق الأرض“، وأضاف ”حتى لو كانت أمواج تسونامي أعلى من الحاجز فإنه سيعطل الفيضان ويتيح المزيد من الوقت للإخلاء“.

ورحب الكثير من السكان في البداية بفكرة الحواجز لكنهم أصبحوا أكثر تذمرا مع الوقت. ويقول بعضهم إنه لم يجر استشارتهم بدرجة كافية في مراحل التخطيط أو أن الأموال التي استخدمت لتشييد الحواجز تسببت في تعطل عناصر أخرى في عملية إعادة البناء مثل الإسكان، وعبر آخرون عن قلقهم من تضرر السياحة بسبب حواجز الأمواج.

وقال ريكو ليجيما وهو سائح قادم من وسط اليابان وكان يتناول طعامه في أحد مطاعم المحار القريبة من حاجز الأمواج ”منذ 50 عاما كنا نأتي إلى هنا ونستمتع بجولات القيادة على طول المحيط والخلجان الجميلة“، وأضاف ”لكن الآن لم يبق أي أثر لذلك“.

وجزء من الحاجز في مدينة كيسنوما باتجاه الجنوب به نوافذ. لكن حتى هذه النوافذ لم تسلم من النقد، وقال يويتشيرو ايتو الذي فقد منزله وشقيقه الأصغر في كارثة أمواج المد البحري عام 2011 ”الأمر مثير للسخرية. إنها محاولة لاسترضائنا بشيء لم نكن نرغب فيه أبدا منذ البداية“، ويجد الكثيرون صعوبة في التكيف مع وجود حاجز الأمواج، وقال سوتارو أوسي وهو مدير شركة تعمل في توريد التونة ”عاش الجميع هنا مع البحر على مدى أجيال. الحواجز فرقتنا وهذا أمر لا يحتمل“.

ماذا لو اختفى البشر

توجد واحدة من أشهر بقايا حضارة المايا في أعماق الغابات المطيرة في غواتيمالا: قلعة عمرها 2000 عام تحولت إلى أطلال تسمى “تيكال”.

وعندما تجول المعد والصحفي، آلان وايزمان، في المنطقة المحيطة، اكتشف أمرا رائعا على طول الطريق، قائلا: “أنت تمشي عبر هذه الغابة المطيرة الكثيفة حقا، وفوق التلال. وعلماء الآثار يشرحون لك أن ما تمشي عليه بالفعل هو أهرامات ومدن لم يُنقّب عنها بعد”.

وبمعنى آخر، نحن نعرف مواقع مثل “تيكال”، لأن البشر بذلوا جهودا كبيرة للتنقيب عن بقاياهم واستعادتها. وفي هذه الأثناء، ما تزال أطلال أخرى لا حصر لها مخفية تحت الغابة والأرض. وقال وايزمان لـ “لايف ساينس”: “إنه أمر مثير للدهشة مدى السرعة التي يمكن أن تدفننا بها الطبيعة”.

ويتيح هذا المشهد من الغابة المطيرة لمحة عما يمكن أن يبدو عليه كوكبنا، إذا اختفى البشر ببساطة من الوجود.

وفي الآونة الأخيرة، كانت هذه الفكرة وثيقة الصلة بجائحة “كوفيد-19” العالمية، التي أبقت الناس في منازلهم، وشجعت الحيوانات على العودة إلى بيئاتنا الحضرية الأكثر هدوءا – ما أعطانا إحساسا بما قد تبدو عليه الحياة إذا اختفى البشر من الحياة.

وأمضى ايزمان، الذي كتب “العالم دوننا” (كتب توماس دن، 2007)، عدة سنوات في مقابلة الخبراء والتحقيق بشكل منهجي في هذا السؤال: ماذا سيحدث لكوكبنا – لمدننا، لصناعاتنا، للطبيعة – إذا اختفى البشر؟.

هناك العديد من النظريات المتطورة لما يمكن أن يدفع البشرية إلى الانقراض، ومن غير المرجح أن نختفي جميعا في لحظة. ومع ذلك، قال وايزمان إن تخيل استئصالنا المفاجئ والكامل من الكوكب – ربما عن طريق فيروس خاص بالبشر لم يُكتشف بعد – هو أقوى طريقة لاستكشاف ما يمكن أن يحدث إذا غادر البشر الكوكب.

وفي بحث وايزمان نفسه، نقله هذا السؤال أولا إلى المدن، حيث ستظهر بعض التغييرات الأكثر دراماتيكية، وذلك بفضل النقص المفاجئ في الصيانة البشرية. وعلم وايزمان خلال بحثه أنه من دون وجود أشخاص لتشغيل المضخات، التي تحول هطول الأمطار وارتفاع المياه الجوفية، فإن قطارات الأنفاق في المدن الضخمة المترامية الأطراف، مثل لندن ونيويورك، ستغرق في غضون ساعات من اختفائنا.

وفي ظل غياب الإشراف البشري، فإن مواطن الخلل في مصافي النفط والمحطات النووية ستظل بلا رادع، ما يؤدي على الأرجح إلى حرائق هائلة وتفجيرات نووية وتداعيات مدمرة.

وقال وايزمان: “سيكون هناك تدفق للإشعاع إذا اختفينا فجأة. وهذه بطاقة بديلة حقيقية، يكاد يكون من المستحيل التنبؤ بما سيفعله ذلك”. وبالمثل، في أعقاب زوالنا، نترك وراءنا جبالا من النفايات – الكثير منها من البلاستيك، والذي من المحتمل أن يستمر لآلاف السنين، مع تأثيرات على الحياة البرية بدأنا الآن فقط في فهمها.

وفي الوقت نفسه، فإن نفايات البترول التي تتسرب إلى الأرض في المواقع الصناعية والمصانع، يجري تفكييها وإعادة استخدامها بواسطة الميكروبات والنباتات، الأمر الذي قد يستغرق عقودا. ويقول وايزمان إن الملوثات العضوية الثابتة – وهي مواد كيميائية من صنع الإنسان مثل مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، لا يمكن تكسيرها حاليا في الطبيعة – ستستغرق وقتا أطول بكثير.

وقد تكون بعض هذه الملوثات العضوية الثابتة موجودة حتى نهاية الوقت على الأرض. ومع ذلك، مع مرور الوقت، ستُدفن بأمان بعيدا. ولا شك أن الإطلاق السريع والبطيء لجميع النفايات الملوثة التي نتركها وراءنا، سيكون له آثار ضارة على الموائل المحيطة والحياة البرية.

وأوضح وايزمان أنه بينما يتكشف هذا الإرث الملوث، فإن المياه الجوفية في المدن ستؤدي إلى تآكل الهياكل المعدنية في الشوارع فوق أنظمة النقل الجوفية، وستنهار طرق بأكملها، وتتحول فجأة إلى أنهار وسط المدينة. وخلال فصول الشتاء المتتالية، دون أن يقوم البشر بإزالة الجليد بانتظام، ستتصدع الأرصفة، ما يوفر منافذ جديدة للبذور لتتجذر – تحملها الرياح وتفرزها الطيور التي تحلق فوقها – وتتطور إلى أشجار تستمر في التقسيم التدريجي للأرصفة والطرق. وسيحدث الأمر نفسه للجسور، من دون البشر هناك لإزالة الشتلات التي تتجذر بين المسامير الفولاذية: إلى جانب التدهور العام، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفكيك هذه الهياكل في غضون بضع مئات من السنين.

وسيؤدي تراكم المواد العضوية الجافة، مثل أوراق الشجر والأغصان، إلى توفير العلف المثالي للحرائق التي يشعلها البرق، والتي من شأنها أن تتنقل عبر متاهة المباني والشوارع، ما قد يؤدي إلى تدمير أجزاء كاملة من المدن على الأرض. وستطلق الحرائق الكثير من المواد المتفحمة التي ستسقط في الشوارع، وستكون رائعة لتغذية الحياة البيولوجية. وستتحول الشوارع إلى أراض عشبية صغيرة وغابات تنمو في غضون 500 عام، كما يقول وايزمان.

وقال إنه على مدى مئات السنين، مع تعرض المباني لأضرار بسبب التآكل والحرائق، فإنها ستتحلل. وسيكون أول ما يسقط هو الهياكل الزجاجية والمعدنية الحديثة، التي من شأنها أن تتحطم وتصدأ. وأضاف وايزمان أن “المباني التي ستستمر لأطول فترة هي تلك التي بنيت من الأرض نفسها” – مثل الهياكل الحجرية.

بالنظر إلى ما وراء حدود المدينة، إلى مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي تغطي حاليا نصف الأراضي الصالحة للسكن على الكوكب، سيكون هناك انتعاش سريع للحشرات، حيث يتوقف استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى مع زوال البشرية. وقال وايزمان: “بمجرد أن تنتعش الحشرات، ستعمل النباتات بشكل أفضل، ثم الطيور”.

وستتعافى الموائل المحيطة – المجتمعات النباتية والتربة والمجاري المائية والمحيطات – بغياب التأثير بعيد المدى للمواد الكيميائية على النظم البيئية اليوم.

وكشف الباحثون الذين درسوا تنوع الحيوانات الضخمة – مثل الأسود والفيلة والنمور ووحيد القرن والدببة – في جميع أنحاء الكوكب أن العالم كان غنيا بشكل استثنائي بهذه الأنواع. ولكن هذا تغير عندما بدأ البشر في الانتشار عبر الكوكب، واصطادوا هذه الحيوانات وغزو موائلها.

ومع هجرة البشر من إفريقيا وأوراسيا إلى أجزاء أخرى من العالم، “نرى زيادة ثابتة في معدلات الانقراض بعد وصول البشر”، كما أوضح سورين فوربي، المحاضر في علم البيئة والتطور الكلي في جامعة غوتنبرغ في السويد.

وقال فوربي، إنه بدون انتشار البشر في أركان الأرض البعيدة وتقليص أعداد الحيوانات الضخمة، كان من الممكن أن يكون الكوكب بأكمله متنوعا في هذه الأنواع.

وحتى مع اختفاء البشر فجأة، فسيستغرق الكوكب ملايين السنين للتعافي من الانقراضات الماضية، حسب حسابات فوربي وزملائه. ويقدّرون أن الأمر سيستغرق “ما بين 3 إلى 7 ملايين سنة أو أكثر للعودة إلى خط الأساس قبل الانقراض”.

وقد يصبح الكوكب في نهاية المطاف أكثر رطوبة وتنوعا – ولكن لا يمكننا استبعاد آثار تغير المناخ، الذي يمكن القول إنه أكثر تأثير لا يمحى للبشرية على الكوكب. ويلاحظ وايزمان عدم اليقين المتأصل في عمل تنبؤات مفيدة حول ما سيحدث. وعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك انفجارات في منشآت صناعية، أو رؤوس آبار نفط أو غاز، استمرت في الاحتراق لفترة طويلة بعد رحيلنا جميعا، فسيستمر تصريف كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون المحتجز للحرارة في الغلاف الجوي.

وتلعب محيطاتنا دورا أساسيا في امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء. ولكن ما تزال هناك حدود لمقدار ما يمكن للمحيط أن يستوعبه، دون أن ترتفع درجة حموضة مياهه إلى مستويات غير صحية – ما قد يضر بآلاف الأنواع البحرية.

وكما هو الحال، فإن المستويات الحالية من ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي ستستغرق بالفعل آلاف السنين حتى يتم إزالتها بالكامل من الغلاف الجوي. وإذا وصل البحر إلى أعلى مستوى له، وبقيت المزيد من غازات الدفيئة معلقة في الغلاف الجوي، فإن الاحترار المستمر الناتج سيؤدي إلى مزيد من الذوبان. وكل هذا يعني أنه يمكننا أن نفترض بثقة أن تأثيرات تغير المناخ ستستمر لفترة طويلة بعد مغادرتنا.

وأوضح وايزمان، أنه خلال العصر الجوراسي، كان هناك خمسة أضعاف كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كما هي اليوم، ما أدى إلى زيادة كبيرة في حموضة المحيطات. ومع ذلك، استمرت بعض الأنواع البحرية في التطور وأصبحت جزءا من الكوكب الذي نعرفه الآن. وهو ما يعني أنه في النهاية، على الرغم من الظروف المناخية المتطرفة والخسائر الهائلة، “تجد الطبيعة دائما طريقا للانتعاش”.

 

السابق
معلومات عن جبال الهيمالايا
التالي
ماهي انواع الهطول

اترك تعليقاً