تنمية بشرية

كيف نحقق التنمية المستدامة

كيف نحقق التنمية المستدامة

حينما تصنف التنمية المستدامة بانها عملية تطوير الارض والمجتمع والاعمال التجارية، شريطة ان تلبي احتياجات الحاضر من دون المساس بقدرة وامكانيات المستقبل والاجيال القادمة، من خلال الموازنة بين ثلاثة عناصر او ركائز، تتضمن المجتمع والبيئة والربح، فانها تعتبر مطلبا ومطمحا لكل المجتمات .
واذا كان تعريف لجنة ( برتلاند ) الاكثر شيوعا للتنمية المستدامة عدّها انها كل ما يحقق حاجة الاجيال الحاضرة من دون المساس بقدرة الاجيال اللاحقة، فان تحقيق الرخاء الاقتصادي من دون ان يطغى على الادارة الفاعلة للبيئة، او على اعضاء المجتمع الذين يشملون الموظفين والمجتمعات المحلية، يعتبر غاية وهدف تلك العملية، بعد ان تؤخذ جميع هذه العناصر بالحسبان في الوقت نفسه .
لذا فان التنمية المستدامة تتطلب تحسين ظروف المعيشة لجميع ابناء المجتمع، من دون استثناء ومن دون زيادة في استخدام او هدر الموارد الطبيعية الى ما يتجاوز قدرة تحمل البيئة، من خلال زيادة معدلات النمو الاقتصادي وحفظ الموارد الطبيعية والبيئية والتنمية الاجتماعية .
واذا كان الفقر وعملية الحد منه او القضاء عليه، يعتبر من اهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة، فانها تواجهه بالتشجيع على اتباع أنماط جديدة وحديثة للانتاج والاستهلاك يربطها ( التوازن ) من دون الافراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية.
واذا كانت التنمية المستدامة هدف الشعوب النامية السائرة في ركب التنمية والتطور، والعراق جزء من هذه المجتمعات، فانه ما زال يعاني من الافراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية ( النفط ) واستثمارها بشكل احادي، من دون مراعاة للركائز الثلاث مارة الذكر، بل بالتعامل معها كلا على انفراد من دون تحقيق التوازن بينها.
واذا كانت الخطط التنموية التي طبقت خلال الفترة الماضية خمسية او اكثر، تراعي المشاكل المطروحة والعاجلة، من دون النظر بعيدا في المعوقات والمشاكل التي قد تظهر او تواجه الشعب او اجياله القادمة، فان كل ما تقدم يجعل من عملية التنمية في العراق بحاجة ضرورية لمراجعة شاملة ودقيقة، وصولا الى البحث الموضوعي السليم في اهداف التنمية المستدامة، في بيئة غنية بالموارد الغزيرة التي يتمتع بها الوطن، ومجتمع فتي وقدرات عالية وامكانيات بشرية شابة وعلمية وتخطيطية، تصل الى الهدف المطلوب، وبالطريق الاسرع والايسر اكثر من اي بلد اخر.

مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها

بل أن نوضح مفهوم التنمية المستدامة وشروط تحقيقها ينبغي أن نقول أن التنمية المستدامة بمفهومها المتعارف عليه قد تم تطبيقها بالفعل خلال فترة السبعينات، وذلك عندما رأى الخبراء أن هناك استهلاك كبير في المواد الطبيعية الموجودة في الدول، فحاولوا أن يحافظوا على تلك الموارد حيث أن الأجيال القادمة جميعًا لهم أحقية في هذه الموارد، ولذلك كان ينبغي أن يُطبق هذا المبدأ.

فعبر التنمية المستدامة أيضًا ينشب التوازن المفروض بين البيئة المحيطة بالإنسان وبين مكوناتها بشكل عام، وهذا أيضًا يحقق العدالة في استخدام موارد البيئة المختلفة وذلك في جميع المجالات.

وحتى نستطيع أن نقول بأن التنمية المستدامة بالفعل تخدم البشرية، ينبغي أن تتوفر فيها بعض الشروط المختلفة، وحسب المؤتمرات التي تم عقدها، فإن شروط وخصائص التنمية المستدامة تتلخص فيما يلي:

  1. ينبغي أن تكون التنمية المستدامة طويلة الأمد، حتى تستطيع خدمة الأجيال المقبلة، وبالتالي يتحقق الهدف المنشود منها.
  2. ينبغي أن تكون التنمية المستدامة تكفي كافة حاجات الفرد المهمة، وهي الحاجات التي تتمثل في الغذاء والملبس والمشرب، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية إلى جانب الخدمات التعليمية، وبالتالي سيتوفر للفرد تحسين مستواه المادي والاجتماعي.
  3. ينبغي ألا تغفل التنمية المستدامة عن الموارد الطبيعية الموجودة من حولنا، فينبغي أن تكون موفرة عدد من الخطط التي يمكن استخدامها للمحافظة على المياه الطبيعية وعلى الهواء وعلى كافة الموارد الطبيعية التي يحتاجها الإنسان والمجتمع بشكل عام.
  4. ينبغي أن تقوم التنمية المستدامة بعمل موازنة بين استخدام الموارد المختلفة وبين الحاجة إلى الاستثمار، بحيث يكون هناك ترابط متوازن فيما بينهم.

أهمية التنمية المستدامة

التنمية المستدامة هي قضية يصعُب التعامل معها وتطبيقها أو حتى التغلّب على العوائق لتحقيقها؛ لأنها تتكون من حُزمة كبيرة من الحيثيّات، ونظراً لطبيعةِ هذا الموضوع وتعقيداته، فمن الأمثل الإلمام بأهميته للوصول إلى فهم وإدراك شامل، والسُّكان هم المرتكز الأساسي الذي يدفع بِعجلة التنمية المستدامة إلى الأمام، وبهذا تظهر أهمية التنمية المستدامة متمثّلة بما يأتي:

  1. توفير الاحتياجات الإنسانية الرئيسية: مثل المأوى، والطعام، والماء وذلك باستعمال الطاقة المتجددة والمُستدامة كبديل عن الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري.
  2. المتطلبات الزراعية: استخدام طرق الزراعة المُستدامة مثل تقنية زرع البذور (البِذار) الفعّالة، وتقنية تناوب المحاصيل، حيث تساهم هذه التقنيات في تقليل تآكل التربة، والحفاظ على صحتها، وزيادة خصوبتها من الناحية الإنتاجية.
  3. إدارة تقلٌّب المناخ: تسعى منهجية التنمية المستدامة إلى الحد من استخدام مصادر الوقود الأحفوري، مثل: النفط، والغاز الطبيعي، والفحم فهي تؤثر على المناخ وتبعث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
  4. التوازن والإستقرار المالي: يمكن تحقيق الثبات المالي من ممارسات التنمية المستدامة، فتطوير تقنيات الطاقة المتجددة يمكنه خلق فرص عمل مستمرة كبديل عن الوظائف المقيَّدة بتكنولوجيا مصادر الوقود الأحفوري.
  5. حماية التنوّع البيولوجي: ممارسات هذا النوع من التنمية الدائمة تشجع الاستثمارفي موارد الطاقة المتجددة واستخدامها، فممارسات الزراعة العضوية التي لا تنبعث منها أيُّ غازات دفيئة في الغلاف الجوي تُحافظ على التنوّع النباتي، وتحدّ من تلوث الهواء.

أهداف التنمية المستدامة

تمتاز أهداف التنمية المُستدامة بأنها أهداف تمّ الموافقة عليها من قِبَل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ويبلغ عدد هذه الأهداف سبعة عشر هدفاً فعلياً تتلخص فيما يأتي:

  1. القضاء على الفقر والجوع.
  2. توفير مياه نظيفة وصرف صحي نظيف.
  3. حصول الأشخاص على التعليم الجيد.
  4. التمتُع بصحة جيدة، وتحقيق الرفاهية للأشخاص.
  5. تحقيق المساواة بين الجنسين، والحد من أوجه التمييز المختلفة.
  6. إنجاز الشراكات المختلفة لتحقيق الأهداف.
  7. تطوير الاقتصاد وتأمين العمل الكريم.
  8. الحصول على طاقة نظيفة بأسعار مقبولة.
  9. الاهتمام بالمناخ والحياة البرية والبحرية.
  10. الاستهلاك والإنتاج المسؤول.
  11. تحقيق السلام والعدل.
  12. إنشاء مدن وتجمعات مُستدامة.
  13. الاهتمام بالبنية التحتية، وتشجيع الابتكار، وتعزيز الصناعة.

معايير التنمية المستدامة

معايير قياس التنمية المستدامة
لإدماج التنمية المستدامة، تلجأ المؤسسات الإقتصادية إلى الإستعانة بجملة من الأدوات وهي بمثابة مرجعيات
يستدل بها، منها ما جاءت نتيجة مجهودات قامت بها الهيئات الدولية منها المنظمات الدولية والجمعيات المهنية والجمعيات غير الحكومية ومكاتب التدقيق والاستشارة، وبالتالي يمكن حصر أهم هذه المعايير والمواصفات القياسية الدولية المعنية بإدماج التنمية المستدامة في التسير
وفيما يلي أهم المعايير لقياس التنمية المستدامة بالمؤسسة:
معايير آيزو 14000
تعتبر المواصفة 14000 مجموعة متطلبات تهتم بتكوين نظام إدارة بيئية، يمكن تطبيقه في جميع أنواع وأحجام المؤسسات، ويتكيف مع مختلف الظروف المتنوعة سواء أكانت ثقافية، إجتماعية وجغرافية، وتهدف هذه
المواصفة أساسا إلى تدعيم حماية البيئة ومنع التلوث أو توازنه مع الحاجات الإقتصادية والإجتماعية، إضافة إلى
تسهيل عملية التطبيق من خلال جمع متطلبات المواصفة وتحديدها وبشكل متزامن وتدقيقها في أي وقت

معيار آيزو 19000
نظام الإدارة والتدقيق الأوربي هو المعيار الأوروبي بشأن الإدارة البيئية التي وضعتها المفوضية الأوروبية
الساري منذ 1995 م، وضعه يتطلب، أولا إقامة تعزيزو تحسين (نظام الإدارة البيئية (وتدقيق
الحسابات للأداء المستمر على حماية البيئة. الأهداف ونشر تقرير لحماية البيئة والتحقق منه من قبل وكالات معتمدة .
نظام الصحة والسلامة المهنية 18001
يحدد المتطلبات التي تمكن المؤسسة من السيطرة على خطر وقوع حوادث في مكان العمل ويعتبر أداة إدارية
من خلاله تضمن المؤسسة التحكم في العناصر التالية
الإلتزام بانتهاج سياسة إدارة المخاطر، وضع أهداف وبرامج
الإجراءات التأسيسية للقياس والرصد، تنفيذ تدابير لمنع وقوع حوادث، إنشاء تدقيق الإجراءات القانونية والتحقق .
المعيار 8000
معيار التدقيق الإجتماعي يوفر أساسا لإصدار الشهادات على أساس إحترام حقوق الإنسان وحقوق العمال وضع في 1997 م من قبل منظمة في أمريكا الشمالية المساءلة الإجتماعية الدولية، التي وصفت من قبل
يقوم على أساس من الإتفاقيات الدولية(منظمة العمل الدولية)، والتي تغطي مختلف المجالات: عمل الأطفال، والصحة والسلامة وحرية تكوين الجمعيات، والحق في المفاوضة الجماعية، وظروف العمل والأجر لتقييم الظروف المحيطة بمكان العمل، بما في ذلك عمالة الأطفال والعمالة القسرية والأمور المتصلة بالصحة والسلامة
في مكان العمل وحرية الإرتباط والتمييز والمضايقات في مكان العمل والإجراءات التأديبية وساعات العمل
والأجور ومسئولية الإدارة في بيئة وتحسين ظروف العمل المناسبة.
قامت بتطبيق العمليات الداخلية الضرورية لضمان حصول الموظفين على
حقوقهم الإنسانية الأساسية، ولذلك :
– تؤدي لزيادة ولاء الموظفين ورفع كفاءتهم في العمل؛
– الحد من معدلات دوران العمالة؛
– وضع قيم الشركة موضع التنفيذ؛
– تحسين سمعة الشركة في السوق وعلامتها التجارية؛
– تحسين أوضاع الموظفين وتطوير أدائهم.

قضايا التنمية المستدامة

اهم القضايا هي : قضايا البيئة والعوامل الطبيعية من كائنات حية ومياه وتربة وطقس ومناخ، والقضايا الاجتماعية والسكانية من مأوى ونظم للعيش وثقافات وعادات وتقاليد، والقضايا الاقتصادية والاستثمارية من صناعة وتعدين وعمران وبنى تحتية والحد من الفقر والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي وتحقيق العدالة والمساواة والتنمية الاجتماعية

مقالات عن التنمية المستدامة

الزراعة الذكية كربونياً: بين زيادة الإنتاج ومواجهة تغيُّر المناخ

مع أول ضربة محراث في الأرض قبل آلاف السنين، أخذ النشاط الزراعي يطلق ثاني أوكسيد الكربون في الجو. وفيما كانت الانبعاثات الناتجة عن الزراعة تقتصر في البدء على التفاعل بين المواد العضوية التي يجري تقليبها مع الهواء المحيط، ارتفعت البصمة الكربونية للزراعة مع استخدام المكننة واتساع سلاسل النقل والتوريد.

كيف تنتقل الامراض من الحيوانات الى البشر: تقرير من برنامج الأمم المتحدة 

تستمر جائحة “كوفيد-19” يوماً بعد يوم في حصد المزيد من الأرواح والتسبب بملايين الإصابات حول العالم. ويشير تحليل نشره صندوق النقد الدولي إلى أن الخسارة التراكمية في إجمالي الناتج المحلي العالمي على مدار العامين 2020 و2021 بسبب أزمة الجائحة ستصل إلى نحو 9 تريليون دولار، أي ما يعادل مجموع اقتصادي اليابان وألمانيا.
 
قبل هذه الجائحة، لم تكن الأمراض المنتقلة من الحيوانات إلى البشر تشغل اهتمام الشعوب، باستثناء حالات قليلة بقيت محدودة الأثر والانتشار نسبياً، مثل إنفلونزا الطيور وجنون البقر وسارس. وفيما تجاوز عدد الوفيات الناتجة عن “كوفيد-19” خمسمئة ألف شخص خلال النصف الأول من 2020، تؤدي الإصابة بأمراض مهملة حيوانية المنشأ مثل الجمرة الخبيثة والسل البقري وداء الكلَب إلى وفاة نحو مليوني شخص سنوياً، معظمهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

هل تعزّز كورونا مكاسب “الهيدروجين الأخضر”؟

خشى كثيرون أن تتسبب جائحة “كورونا” في جعل قضايا البيئة أمراً هامشياً ضمن خطط التعافي وإنعاش الاقتصاد العالمي. وترتفع الأصوات في أكثر من مكان داعيةً لأخذ العبرة مما حصل لجهة قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات المشتركة، مع احترام العلاقة بين صحة الإنسان وسلامة محيطه، خاصةً بعد تراجع الانبعاثات وتحسُّن نوعية الهواء.
 
وكان فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، حثّ قادة الدول على اغتنام الفرصة لوضع حزم انتعاش اقتصادي تسرّع التحول نحو الطاقة المتجددة، بدلاً من توجيه الدعم إلى الوقود الأحفوري. فيما رأى فاتح بيرول، رئيس الوكالة الدولية للطاقة، أن تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر مهيأة للحظة عظيمة تشهد انخفاض التكاليف وتكون فيها حجر الزاوية في أنظمة الطاقة الحديثة، إذا جرى لحظُها في خطط التعافي.

التنمية المستدامة ppt

لتحميل الملف اضغط هنا

 

السابق
اذاعة مدرسية عن العيد الوطني الاماراتي
التالي
أنواع الإجهاض

اترك تعليقاً