تنمية بشرية

كيف تتجاوز الفشل

تعريف الفشل

تعريف الفشل لُغةً هو الخيبة، وعدم تحقيق ما كان يأمله الإنسان، وهو مأخوذ من المصدر (فَشَلَ)، الذي يعني الضعف والكسل والتراخي.

الفشل والنجاح

يسعى الجميع للوصول إلى النجاح في الحياة بكافة تفاصيلها، لكن تتغير الأحوال من يوم لآخر، فقد يحمل اليوم الأول نجاحاً باهراً، ويحمل اليوم الثاني فشلاً، وحزناً، وهماً، وبعد عدة أيام يعود النجاح حليف الشخص، لذلك فإنّ النجاح لا يعدّ غاية نهائيّة للإنسان وإنّما المهم الاستمرار في النجاح وتحقيق التطور والوصول إلى أحسن الحالات؛ وذلك لأنّ الفشل في تحقيق هدف ما يسبب الإحباط والضيق والحزن من الحياة. Volume 0% ‏تحميل الإعلان .

للنجاح الكثير من المفاهيم لكن يعدّ تحقيق التوازن في جوانب الحياة جميعها الشخصيّة، والصحيّة، والماديّة، والعمليّة، والروحانيّة، للتمكن تحقيق الاستقرار والسلام في الحياة، فلا يختص النجاح بوظيفة أو عمل ما والفشل في بقية الجوانب، حيث إنّ النجاح والفشل وجهان لعملة واحدة.

أنواع الفشل

تختلف طرق تصنيف الفشل حسب حجمه أو طبيعة تأثيره أو طبيعة الحدث المرافق له، فهناك الفشل الصغير في قضية ثانوية، والفشل الضخم الذي يترك آثاره على حياة الإنسان كاملة..

وهناك الفشل الذي يتعلق كلياً بشخص واحد، أو فشل يخوضه إنسان مع جماعة (كهزيمة فريق كرة السلة، أو هزيمة دولة ما في حرب.

وهناك الفشل الحاضر الذي نعيشه، والفشل الذي قد يكون منتهياً لكنه يلقي بظلاله على حياتنا الحاضرة، فيتدخل بآثاره في تفاصيل ما نفعله، الأمر الذي يدفع بنا إلى الخوف، أو التردد أو الضعف في معالجة مشاكل حياتنا والاستمتاع بما حققنا من إنجازات ونجاحات.

نجد أيضاً الفشل المفاجئ الذي قد يشكل صدمة للإنسان المأخوذ به بغتة، فيشل قدرته على التفكير، وقد يؤثر في صحته أحياناً، ونجد الفشل الذي يأتي على مراحل، ويستطيع من يمر بتجربة كهذه أن يتبين حصول هذا الفشل، فيمتلك الوقت الكافي لتلافيه أو التقليل من الخسائر المترتبة منه.

هناك تصنيف آخر للفشل وفقاً لنوع الوظيفة الحياتية التي يؤديها، فنجد الفشل العاطفي والفشل الدراسي والفشل المهني أو المالي والفشل السياسي والفشل الصحي، وقد نجد أحياناً فشلاً بسيطاً أو فشلاً مركباً في أكثر من ناحية من نواحي الحياة.

تقبل الفشل

الفشل خبرة إنسانية بحتة، إذ لولا الفشل لما عرف الإنسان ما هو الصحيح في تلك المواقف التي مر بها، والأهم في المسألة يتمثل في «تقبل الفشل»، إذ هو يعتبر بداية التصحيح له.

تقبل الفشل يعني البحث عن ماذا أخطأنا به، وما الذي يجب فعله، وما الذي يجب تجنبه.

كبشر سواء في حياتنا وعلاقاتنا وحتى حياتنا المهنية، هل نطبق هذه المعادلة؟!

كل إنسان يمر بخبرات وظروف، كل إنسان له صعود وهبوط، له نجاحات وله فشل قد يتكرر. النسبة الصحيحة التي يجب أن تكون طاغية هي تلك التي تسير بمؤشراتها باتجاه النجاح، فالفشل وتكراره يعني أن هناك شيئاً خاطئاً فيمن يقع في الأخطاء ولا يصححها.

التجربة أمر محمود ومفيد، لكن كثرة القيام بنفس الخطوة وبنفس الآلية وانتظار نتائج مختلفة هو ما وصفه ألبرت أينشتاين بالغباء وعدم الحصافة.

لكن المحاولة للنجاح في أمور تداعياتها لا تسبب ضرراً للعامة أمر لا ضير منه، طالما صاحبه يريد أن ينتج شيئاً مفيداً للبشرية نفسها، فتوماس أديسون الذي يدين له العالم بأنه اكتشف المصباح الكهربائي، وصل إلى اختراعه الباهر بعد 1800 محاولة فاشلة، وحينما سئل هل هذه المحاولات أحبطته وكادت أن توقف سعيه لاختراع المصباح الكهربائي، أجاب بل على العكس تعلمت من ورائها أن هناك 1800 طريقة لا يمكنك من خلالها صناعة الضوء الكهربائي.

أنت كيف ترى الأمور؟! يمكنك أن تعيش في الإحباط والماضي وتوسم نفسك بالفشل ولا تغيره، لكن يمكنك أن تحول الفشل إلى نقطة انطلاق لنجاحات مبنية على تصحيح السلبيات والأخطاء التي ارتكبتها وتسبب هي بوقوعك بالفشل.

تكرار الفشل

من أجمل ما وصلني قصة الياباني ميكوموتو… تلك القصة التي أعادتني إلى العام 1989 حين التقيت بزملاء الدراسة في بوسطن، بعضهم احتفظ بالزمالة، وبعضهم فشل والتزم الفشل و«طلع خواره»!

تقول القصة إن ميكوموتو ولد في قرية توبا وكان والده رجلاً فقيراً يبيع الأرز المسلوق، وكان يساعد والده، ويقضي نهاره في دفع عربة صغيرة لبيع الأرز، وفي سن الثامنة عشرة عمل بصيد الأسماك واللؤلؤ وكان يهوي بيع الأصداف وجمع النادر منها، وكانت هناك فكرة في رأسه وأسئلة لم يعرف كيف يجيب عنها.

وذهب يوماً إلى أحد أصدقائه من المنشغلين بعلم الأحياء المائية وسأله: لماذا يوجد اللؤلؤ في بعض القواقع ولا يوجد في بعضها الآخر؟، فأجابه بأن «بعض الطفيليات الموجودة في البحر تتسلل إلى داخل القوقعة فتقوم القوقعة بالدفاع عن نفسها بأن تعزل هذا الجسم الغريب عن طريق إفراز مادة جيرية شفافة تحاصر هذا الشيء الغريب الذي تسلل إليها وهذه المادة الفوفسفورية التي يتم تكوينها هي اللؤلؤ…

ومن يومها وفكرة إنتاج اللؤلؤ بطريقة صناعية لا تفارق مخيلة ميكوموتو وأخذ يجمع القواقع ويفتحها برفق ليدخل جسماً غريباً، وينتظر لعل وعسى أن يجد اللؤلؤ قد تكون… وتكررت محاولالته وكلها باءت بالفشل لمدة 15 عاماً وهو يحاول حتى توصل إلى استنتاج بأن انخفاض درجة الحرارة إلى أقل من سبع درجة مؤية يقتل القواقع، فنقلها بعد ذلك إلى ماء دافئ وتحقق حلمه في وجود أول لؤلؤة مزروعة في اليابان وكان ذلك في يوم 28 سبتمبر سنة 1859 وأصبح أثرى أثرياء العالم.

القصة لها إضاءة كما وردتني عبر «الواتس آب» أن تفشل أكثر من مرة وتعيد المحاولة حقا فأنت شخص رائع.

إذاً? نفهم من هذه القصة وغيرها من القصص المماثلة أن الشرط هنا أن تكون لك فكرة (رؤية) وأن تكون صاحب إرادة في تحقيق الحلم الفكرة/‏الرؤية مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستشارة كما عمل ميكوموتو.

نحن هنا في الكويت نعلم علم اليقين بأن الأفكار كثيرة لكنها افتقدت إلى الاستشارة «الصح» وبالتالي وإن تحققت الإرادة فهي تفشل وحتى وإن أعدنا الكرة مرات كثيرة لأنها افتقدت أهم ركن في الخروج من الفشل إلى الإبداع ألا وهو «الاستشارة»!

وهذا ليس فقط على مستوى العمل المؤسسي? بل حتى على مستوى العلاقات الإنسانية فهي أشبه بالمحاولات الفاشلة في تحسين العلاقة بين المجاميع، ومن ضمنهم الأصدقاء والأسباب تعود لحسابات استشارية خطأ فيها من المصالح والانطباعات الاجتماعية الخاطئة.

نحن بحاجة إلى الفكر الإبداعي… فلنسأل أهل علم الاجتماع والنفس عن الوسائل الصحيحة التي ينبغي علينا اتباعها لتوطيد العلاقة في ما بيننا.

ونحن بحاجة إلى أخذ الأفكار النيرة من العقول غير المستغلة وعرضها على مستشارين كل حسب مجاله فإن كانت قابلة للتطبيق فلم لا نستعين بهم لنقفز من حالة الفشل إلى الإبداع اجتماعياً ومؤسساتياً.

وعلى أي حالة? قصة زراعة اللؤلؤ لم أكن على علم بها، ونحن نظل في طور التعلم حتى آخر رمق من حياتنا وهي ومن غير رغبة أعادتني للوراء… فكم من حبيب لنا غيرته الأعوام والمصالح وترك اللحظات الجميلة، وعلى المستوى الشخصي سأظل محاولاً في الاحتفاظ بالكثير منها فهي المرآة العاكسة التي تعيدنا إلى ما كنا عليه حيث البساطة وحسن النوايا، وبالتالي نعزز قيمها وإن تغير الزمان ومؤثراته الزائلة بعد حين.

كيف تتجاوز الفشل

  1. تقبل الفشل
  2. اعتبره تجربة يجب أن تتعلم منها
  3. قراءة قصص المشاهير
  4. ضع هدفك أمام عينيك
  5. ابحث عن الدعم من المقربين لك

النهوض بعد الفشل

التحلي بالصبر الطريق إلى النهوض أيضا بالصبر والتحمل قال الله تعالى: “إن مع العسر يسرا”، فعليك تحمل الفشل، وأن تعتبر الفشل طريق إلى نجاح.. قد نواجه الكثير من المشقة في سلك طريق النهوض إلى نجاح فعلينا الصبر والتحمل.. ليس الفشل أن تسقط ولكن الفشل هو عدم القدرة على النهوض مرة أخرى.

الفشل طريق النجاح

كلنا نعرف الأمراض المعدية، ونتجنب حامليها، وهناك وسائل للوقاية منها، والشيء بالشيء يذكر، الإحباط والفشل مرضان مُعديانٍ، لا يختلفان عن بقية الأمراض، لأن المحبَط والفاشل، لا يرى في هذا العالم شيئا جميلا، وترى التشاؤم، والهزيمة، والإخفاق، كلها مكتوبة بين عينيه.

الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، بل هو البداية دائما. أعلم أن الفشل هو نعمة، وحالة إذا لم تمر بها لا يمكن أن تنجح وتكتشف نفسك، عندما تفشل في شيء فهذا لا يعني النهاية إن جعلته درسا للبداية، راجع وضعك الحالي وغير الإستراتيجيات متى ما لمست عدم جدواها، جميعنا نمر بالفشل والكثير منّا يعتبر الفشل نقمة على الإنسان، ولكن إذا لم يوجد الفشل فقدنا التجربة والخبرة في الوصول إلى الهدف الذي نريده.

إن الفشل هو سر النجاح والحياة، وسر الأحلام والطموح، فالفشل هو النقطة المحفزة لعقولنا، وكما لك الحق في العيش في هذا الوجود، فإن لك الحق أن يكون لك دور في الحياة، وإصرارك على أداء هذا الدور هو الذي يجعلك قادراً على تحقيقه بثقة ويقين، القصور المبنية على الرمال، سرعان ما تدمرها الرياح والمياه، كذلك نجاحات الصيد في الماء العكر.

الفشل في الحياة الاجتماعية

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

السابق
السينما بـ دبي و أبوظبي تستضيف أحدث الأفلام الأوروبية
التالي
قصة صورة الطفلة اليمنية وبكاء صالح البحار التي اشعلت مواقع التواصل

اترك تعليقاً