الطبيعة

تعريف التكيف في علم الأحياء

تعريف التكيف في علم الأحياء

هو عملية تطورية تصبح فيها الكائنات الحية متكيفة أكثر للعيش والتكاثر في بيئتها. ومصطلح التكيف يشير أيضاً لخلة ذات دور وظيفي في تاريخ حياة الكائن الحي تم الحفاظ عليها وتطويرها بواسطة الاصطفاء الطبيعي.

معنى التكيف

هل تساءلت من قبل عن سبب تأقلم الحيوانات مع أنواع البيئات القاسية؟ ربما هناك شيء ما يميزها قد يكون في العوامل الوراثية أو بسبب ما يعرف باسم التكيف (Adaptation)، فهو مصطلحٌ شائعٌ عندما تشير لأيّ شخصٍ بدأ في حياةٍ جديدةٍ تقول: “لقد تكيّف مع حياته الجديدة” لكن ما هو مفهوم التكيف؟ وما أهميته للحياة؟ وهل هو مفيدٌ أم لا؟

التكيّف هو عبارةٌ عن التغيرات التي تطرأ على تركيب أو وظائف جسم الكائن الحي، نتيجةً لعملياتٍ طبيعيةٍ، تحدث نتيجةً لتعرض الكائن الحي لتغيّراتٍ بيئيةٍ، وتجعل الكائن أكثر تكيّفًا مع ظروف البيئة الجديدة، حيث يستطيع أن يمارس حياته ويتكاثر في ظل الظروف الجديدة.

أنواع التكيف

عادةً ما يكون للتطور دورٌ بارزٌ في تكيف الأنواع مع البيئة المحيطة على المدى الطويل، ويحدث ذلك من خلال نقل المواد الوراثية إلى الأجيال التالية، عن طريق 3 أنواع من التكيف وهي:

التكيف الهيكلي: وهو التكيّف الذي يحدث على المستوى المادي للكائن، ويحدث هذا التغير المادي نتيجة تغير ظروف البيئة المحيطة، ومن أمثلة ذلك تطور أجنحة بعض الطيور لتصبح قادرةً على الطيران، كذلك تطور زعانف بعض الحيوانات لتصبح قادرةً على السباحة.
التكيف السلوكي: وهو تغييرٌ يؤثر على طريقة عمل الكائن الحي الطبيعية، ولهذا النوع من التكيف عدة أسباب منها تغيير ظروف البيئة المحيطة، أو سلوك الكائنات المحيطة التي تتطلب التكيّف للتعايش معها، فمثلًا قد تقوم الكائنات المفترسة بالصيد في جماعاتٍ، وهذا يميزها عن الصيد بشكلٍ منفردٍ، فتتطور السلوكيات الاجتماعية وأساليب الاتصال فيما بينها وعادات التغذية وطرق التكاثر.
التكيف الفسيولوجي: يتشابه التكيف الفسيولوجي مع التكيف الهيكلي، فكل منهما يسبب تغيراتٍ على المستوى المادي للكائن، إلا أنّ التغيير الفسيولوجي لا يغير من مظهر الكائن الحي مثل التكيف الهيكلي، ويحدث هذا التكيف نتيجة تغير الظروف البيئية المحيطة أو سلوك الكائنات الحية، فقد تستطيع أن تتكيف الكائنات التي تعيش في الماء عندما يرتفع معدل الحامضية للماء، فإنّ كيمياء الجسم تعمل ببطءٍ للتكيف مع هذا المُعدل الجديد من الحامضية، ويرتكز على النوع من التكيف على تطوير أكبر قدرٍ من الذكاء وتحسين الحواس.
التكيف المشترك: وهو نوعٌ من التكيف الذي يحدث بين كائنين لمواجهة ظروف البيئة سويًّا، فكل من الكائنين يقدم خدمةً للآخر، ويحصل في مقابلها على خدمةٍ أخرى ضرورية لحياته، وتكون الخدمة التي يقدمها للكائن الآخر أيضًا ضروريةً لحياته، فمثلًا هناك بعض الحشرات التي تتغذى على رحيق الأزهار، في المقابل فهي تنقل حبوب الإلقاح بين الأزهار، فتساعد في عملية التكيف، فالحشرة قد حصلت على غذائها، والأزهار قد نشرت حبوب اللقاح الخاصة بها وتكاثرت واستمر نوعها.

التكيف السلوكي

يعتبر التكيف السلوكي تكيف في التصرفات والأنشطة والأعمال التي يقوم بها الكائن الحي تباعًا لبيئته التي يحياها، ومنها القدرة على الاستجابة للطوارئ التي قد تحدث، كانحناء النبات نحو الضوء، وهجرة الطيور مثلًا، وعند التحدث عن التكيف السلوكي للإنسان فإنّ أبعاده لن تنتهي؛ لأنّه كائن حي وأيضًا ذو عقل، فالتكيف عنده في أعلى درجاته.

تكيف الإنسان

مما ينسب الى عالم الكائنات الحية داروين ، بعد أن درس الكائنات الحية الأقوى والتي تمكنت من مواجهة وعثاء السفر وطول طريق الحياة، قوله: لم تكن الكائنات الذكية بل هي الأكثر قابلية على التكيف · إذاً فالذكاء مطلوب لكن بقدر، أو بلغة أخرى ليس هو العامل الأساس للبقاء بل هناك قدرات أخرى أهمها القدرة على التكيف· فماذا يقصد بذلك؟ هل المقصود النفاق الاجتماعي كما يرى البعض أو المقصود التنازل عن الثوابت في المعتقد أو التشريع، أم أن هذه القدرة تدفعنا إلى فقد الأمل في الانتصار المرتقب على التحديات التي تواجه الأمة، أم أننا نتحدث عن نوع جديد من طرق التفكير التي تدعو صاحبها إلى التلون والتملق كما هو حال الجو الثقافي المحيط به هذا الذكاء والذي يجعله ضائعا في عالم لا متناهٍ من الأفكار والأحزاب والسياسات وغير تلك الأمور· لعلي بهذه المقدمة أثرت فضول القارئ الكريم للتفاكر معي حول مقولة داروين الذي ربما لم يقصد بتاتاً ما سأذهب إليه وعندها يصدق فينا قول العربي:
أنام ملء جفوني عن شواردها·· ويسهر الخلق جراها ويختصم·
عادة ما يعيش الناس في أي مجتمع بين فئتين من البشر الاولى تلتصق بالجذور ظنا منها أن الماضي هو ما سيقودنا الى المستقبل واخرى تنفصل عن تلك الجذور لاعتقاد منها ان تقدم الأمم إنما يتم باستنساخ ما عليه الدول المتقدمة وكلا الحزبين في تصوري جاوز الصواب· فالماضي، كل الماضي لن نجد فيه ما نريد، وما وصلت إليه البشرية اليوم فيه ما نحب وما نكره، وقد طرحت على طلابي في الجامعة مثل هذا السؤال: هل نخطط لتربيتنا بالاعتماد على الماضي الذي به انتصاراتنا أم الحاضر الذي لابد أن نعرفه كي نتعايش معه أم المستقبل الذي ينتظرنا؟ فانقسم الناس في الفصل الى ماضويين يرون أنه لا عز لنا إلا بالرجوع الى ماضينا والبحث عن أسرار ذلك الماضي حتى نتفاعل معها ومن ثم ننتصر· أما الواقعيون فرأوا من الأفضل لنا أن ننظر إلى واقعنا لنرى جوانب القوة والضعف فيه ومن ثم نبني على هذا الواقع· أما المستقبليون فعندهم وجهة نظر أخرى مفادها أننا تعلقنا أكثر من اللازم بالماضي والحاضر ومن الافضل البحث في المستقبل· للخروج من هذا الخلاف سقت لهم مقولة أحفظها وأعيشها كما يتعامل بها كل من يقود مركبة في طريق، مفادها أن سائق السيارة الأحمق هو من يقودها وهو ينظر في المرآة العاكسة طوال الوقت ليرى ما فات ولذا فلا شك أنه سيقع في العديد من الحوادث· والأمر صحيح لمن يقود المركبة وعينه في المرآة الجانبية والتي يحدد خلالها الواقع الذي يقود فيه وهو على خطر لأنه أهمل مستقبل الطريق وماضيه· والأكثر حمقا في تصوري هو من يقود السيارة وهي لا تحتوي على مرآة جانبية يرى خلالها الواقع أو أخرى يرى ما مضى من طريق لا شك عندها أنه سيفاجأ بسائق متهور يأتيه من ماضي الطريق أو أحمق يمضي بجانبه ليحول بينه وبين المستقبل· العاقل هو من زود سيارته بمرايا يلحظ منها الماضي ليتعلم منه والعرب تقول:
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر·· ضل قوم ليس يدرون الخبر
فمهم جداً ان يكون لنا تاريخ نتعلم منه لكن الأهم أن ننظر دائما بروح المستقبل فلا نكتفي باستشرافه لمعرفة أسراره بل نصنعه· والأمر يتطلب قدرة على تكييف العديد من الأمور في حياتنا لتمكننا من النجاح· فمثلا نكيف سياسة الناس فلو أردنا قيادتهم بأسلوب الخلافة الراشدة للزم الأمر البحث عن صحابة لنحكمهم كما قال معاوية رضي الله عنه يوما لمن طالب بالحكم كما كان في عهد الصديق رضي الله عنه· ومهم جدا تكييف الاقتصاد بما يجعله ناجحا في اقتصادات السوق الحرة· وفي التعليم لا بد من إعادة تكيفه بما يتناسب مع عالم المعرفة المتجددة وإلا فإننا سنخرّج أجيالا من الفاشلين· وعلى الصعيد الشخصي مهم جدا تكييف الذات لتتماشى مع بشر يعيشون مستقبلاً يختلف في متطلباته عن أجدادنا، كل هذه الأمور وغيرها تتطلب فقها شرعيا متجددا وإلا أصبح الفقه حابسا لنا دون التقدم الذي لا يتطلب منا تجاوز الثوابت في حياتنا الشرعية، فهل عندنا هذه القدرة؟

في عصرٍ يتميّز بالسرعة والتطّور والتكنولوجيا الحديثة، وظهور الآلاف من براءات الاختراع والتي تعمل على التغيير، فالتغيير لا يشمل فقط بعض الآلات والأدوات بل يتجاوز ما هو أكثر من ذلك، حيث إن التغيير يتضمن الأفكار والمُعتقدات والقيم والثوابت التي تُوجد لدى الإنسان، وهذا النوع من التغيير يُعد خطيرًا على الفرد وعلى المُجتمع إذا ما تم التعامل معه بجدية، وهناك عدة خطوات لمواكبة هذه التغيرات والتكيف معها:[٨] الإحساس: وهي الشعور بضرورة هذا التغيير. الرغبة: وهي نتيجة الإحساس. الخُطة: وهي وضع الأهداف نحو التغيير. التنفيذ: وهي القيام بخطة العمل على أرض الواقع. التقييم والتقويم: وذلك بمراجعة النتائج.

أمثلة على تكيف الحيوانات

تعيش الكائنات الحية في أنظمة بيئية مختلفة تُشكِّل مواطنها الطبيعية، إذ إنّ لكلّ كائن حي نظام بيئيّ خاص به يعيش فيه ويُقدّم له الاحتياجات الأساسية من الماء، والطعام، والمأوى للحماية من الظروف المناخية، ومكاناً للتزواج وتربية صغاره، ويلعب التكيّف دوراً هاماً وحيوياً في حياة الكائن الحي، حيث تكمن حاجة الكائنات الحيّة جميعها إلى التكيّف مع بيئاتها من أجل البقاء على قيد الحياة، وتمتلك كلّ مجموعة من النباتات والحيوانات تكيّفات خاصة بها، لذا فإنّ هذه الأمر يجعل تحديد المجموعة التي ينتمي إليها الكائن الحي أمراً سهلاً، فعلى سبيل المثال تُقسَّم الحيوانات إلى خمس مجموعات رئيسية، هي: الأسماك، والبرمائيات، والزواحف، والطيور، والثدييّات، ويُمكِّن تحديد مجموعة أيّ حيوان اعتماداً على التكيّف الخاص بطريقة انتقاله من مكان إلى آخر. يشمل التكيّف الخصائص الجسديّة والسلوكيّة، ويُقصَد بالتكيّف الجسدي أيّ نوع من التعديلات التركيبيّة والهيكيلة لجزء من جسم الكائن الحي، منها تكيّف أجزاء الجسم، وأغطية الجسم، بينما يُشير التكيّف السلوكي إلى أيّ عمل يقوم به الكائن الحي استجابة لبعض المؤثرات الخارجية، ويتمثّل فيما يتناوله الكائن الحي من طعام، وكيفية حركته، ووسائل حمايته لنفسه، بحيث تُقسَّم السلوكيات إلى: السلوكيات التي تولد مع الإنسان، والسلوكيات المُكتسبة، وتتضمن السلوكيات المُكتسبة أيّ سلوك يتعلمه الكائن الحي من أبويه، أو من خلال تفاعله مع بيئته، فعلى سبيل المثال يتعلّم الطائر التغريد من خلال الاستماع إلى الطيور الأخرى، أمّا السلوكيات التي يولدّ الكائن الحي وهو يفعلها بشكل طبيعي فتُسمى الغرائز، ومن الأمثلة على ذلك تولد العناكب وهي قادرة على غزل شباكها بنفسها دون أن يُعلِّمها أحد ذلك. أمثلة على تكيّف الكائنات الحية مع البيئة تكيّف الحيوانات تمتلك الحيوانات العديد من التكيّفات الجسدية والسلوكية، وفيما يأتي مجموعة من الأمثلة على ذلك: التكيّف السلوكي فيما يأتي مجموعة من التكيّفات السلوكية لدى مجموعة من الحيوانات: تُهاجر الإوزة الكندية في فصل الشتاء؛ للبحث عن الطعام طوال العام. يجمع السنجاب الطعام ويخزنه لفصل الشتاء. يتظاهر حيوان الأبوسوم (بالإنجليزية: Opossums) بأنَّه ميت؛ لإرباك الحيوانات المُفترسة وإيقاعها في حيرة. يدخل المرموط أو ما يُسمّى خنزير الأرض (بالإنجليزية: Woodchucks) في سُبات طوال فصل الشتاء. تتمايل حشرة الوارقات (بالإنجليزية: Leaf Insect) أثناء حركتها وانتقالها حتى تبدو وكأنّها أوراق تهبُّ مع الرياح. يرفع الظربان ذيله وينشر السمُّ؛ لحماية نفسه من الأعداء. يُحدد دُب الكوالا مناطقه وأراضيه عن طريق خدش على الأشجار. تعيش الحمر الوحشية في قُطعان؛ ليُسهل عليه رصد الحيوانات المُفترسة. تُساعد طيور البجع بعضها البعض عن طريق السباحة معًا على شكل أسراب وتضرب أجنحتها سطح الماء؛ لتدفع الأسماك إلى المياه الضحلة. يدحرج حبوان المدرّع أو الأرماديللو (بالإنجليزية: Armadillos) نفسه على شكل كرة؛ لحماية أطرافه وجوانبه السفلية أثناء الحركة. تتجمع البطاريق في قارة أنتاركتيكا أو القارة القطبية الجنوبية على شكل مجموعات؛ لمشاركة بعضهم البعض الدفء في فصل الشتاء. التكيّف الجسدي وفيما يأتي مجموعة لبعض التكيّفات الجسدية لدى الحيوانات: تمتلك العديد من الحيوانات البريّة والمائية على حدّ سواء مخالب حادة تُمكِّنها من القيام بأغراض مُختلفة، حيث تستخدِمها الحيوانات العاشبة؛ للبحث عن طعامها كالتوت، والجذور، والأعشاب، كما تَستخدِمها للحفر وبناء المساكن، بينما تَستخدِمها الحيوانات آكلات اللحوم؛ لقتل فرائسها وتمزيق اللحم، إلى جانب استخدامها للجري بسرعة كبيرة كما هو حال حيوان الفهد مثلاً، إضافةً إلى ذلك تستخدِمها الحيوانات للدفاع عن نفسها، فهي بمثابة تحذير كافٍ للمفترسين أو المنافسين، ومن الأمثلة على الحيوانات التي تمتلك مخالب حادة الدببة والسنوريات، ومن الحيوانات المائية أسد البحر الكاليفورني. تمتلك العديد من الحيوانات المائية أقداماً غشائية (بالإنجليزية: Webbed) تساعدها على السباحة، فمن خلالها تستطيع أن تدفع نفسها في المياه بسهولة، كما تُمكِّنها من الإمساك فريستها والهروب من الأعداء؛ كونها تسطيع السباحة بشكل أسرع، وتُمكِّنها من السباحة لمسافات طويلة والحفاظ على طاقتها أثناء السباحة، ومن الأمثلة على الحيوانات التي تمتلك أقداماً غشائية بعض أنواع البطاريق التي يُطلق عليها اسم (Rockhopper Penguin)، كما أنّ الدُّب القطبي وثعلب الماء تمتلك أقداماً غشائية بعض الشيء. تُعدّ المناقير الكبيرة والحادة ميزة لآكلات اللحوم والأعشاب للحصول على طعامها، فعلى سبيل المثال يُساعد المنقار الكبير طائر المكاو (بالإنجليزية: Macaw) -أحد أنواع الببغاء- على فتح المُكسرات الكبيرة والوصول إلى اللُّب الموجود بداخلها، بينما يُساعد المنقار الكبير لطائر وحيد القرن (بالإنجليزية: Rhinoceros Hornbill) على تمزيق اللحم الذي يجمعه من مخلفات لحوم الحيوانات النافقة. تكيّف غطاء الجسم يُعدّ غطاء الجسم أحد التكيّفات الهامة بالنسبة للحيوانات، وفيما يأتي مجموعة من الأمثلة على تكيّفات غطاء الجسم وأهميتها بالنسبة إليها:  يُعدّ الفراء المُخطط أحد أشكال التكيّف الخاص بالتمويه، حيث يُساعد معظم الحيوانات على الاندماج في بيئاتها من خلال مطابقتها للبيئة المُحيطة بها، الأمر الذي يجعلها غير مرئية، وبالتالي يُقدِّم للحيوانات فوائد عديدة أهمها الهروب من الأعداء أو التسلُّل للإمساك بالفريسة. تمتاز الطيور في الغابات الاستوائية المطيرة بامتلاكها الريش الملوّن، يحيث يُساعده بعدة طرق متنوعة، منها: الدفاع عن النفس، والتمويه، والتزواج، فعلى سبيل المثال يَستخدِم ذكر الطاووس ريشه الملوّن لجلب الإناث للتزواج، فيما تسخدمه الإناث للاختباء أثناء حراستها لعُِشها وحماية صغارها. يُعدّ وجود الحراشف أمراً هاماً للعديد من الحيوانات كأفاعي الأناكوندا (بالإنجليزية: Anaconda)؛ لحماية أجسادها من التضاريس المتنوعة التي قد تمشي عليها، إضافة إلى توفير الحماية من بعض الظروف المناخية القاسية كالجفاف، حيث تُساعدها على تقليل فقدانها للمياه.

تعريف التكيف الاجتماعي

تناول الباحثون العلاقة بين مصطلح التكيف ومصطلحات أخرى ترتبط به ارتباطاً وثيقاً، وقد تكون مرادفة له. وقد ظهرت مصطلحات أخرى مختلفة للتكيف، وتعددت بشكل ملحوظ، وذلك انطلاقاً من الاتجاه النظري الذي ينمي إليه صاحب التعريف.
فالمعنى القاموسي للتكيف يدل على عمل الترتيبات أو التحضير لعمل ما أو السعي إلى تحقيق الانسجام والتوافق بين عناصر موضوع ما، أو إعداد الأشياء لكي تتفق مع مستوى معين، كذلك يستخدم هذا اللفظ للدلالة على التناسب والتلاؤم بين شيئين، أو عمل ارتباط بين شيئين أو توفير الراحة للناس.
والتكيف “عملية سلوكية معقدة تعكس العلاقة المرضية للإنسان مع المحيط العام للفرد وهدفها توفير التوازن أو التوافق بين الفرد والتغيرات التي تطرأ على المحيط، حيث يشمل المحيط العام، المحيط الخارجي الذي يحيط بالشخصية ويضم البيئة الاجتماعية (أسرة، جامعة…) والظروف الطبيعية (ماء، هواء….) والمحيط الداخلي للفرد نفسه، والذي ينطوي على الدوافع المختلفة والحاجات والخبرات والقيم التي نحملها والمركبات التي يمكن أن توجد عندنا، وهي جميعها تؤلف ما يسمى بالمحيط النفسي الداخلي”.
ويشير التكيف إلى محاولات الفرد والنشاطات التي يقوم بها بقصد الحصول على التوازن المقبول والمنتج بين متطلبات المحيطين، من خلال سيطرة إرادية واعية تسمح له ليس بالمحافظة على كفايته وإزالة التوترات الحاصلة من اندفاعات الحاجة إلى درجة يحقق معها الرضى العقلاني المزدوج (رضاه عن ذاته ورضاه عن بيئته) فحسب، وإنما تتعدى ذلك لتوفر فرصاً لتطوير هذه الكفايات وتدعيمها بخبرات جديدة. ويتميز التكيف بديناميته وبخضوعه لمتغيرات، كالعمر والجنس والدور الاجتماعي والثقافي…الخ، وانطلاقاً من سيرة النمو والخبرة لدى الإنسان، فإن الجمود في وسائل التكيف أمر مقلق ويشير إلى تخلف في المنهج التكيفي عن مسايرة وفهم التغيرات المستمرة من حوله، تخلفاً يدفع الإنسان ثمنه عزلة واغتراباً عن بيئته وعن ذاته

تعريف التكيف في علم النفس

معنى التكيف النفسي
يستخدم علماء البيولوجيا مصطلح التكيف من أجل بقاء الكائن الحي على قيد الحياة، وفي المقابل يستخدم علماء النفس مصطلح التكيف من أجل بقاء الفرد في صحة نفسية.
معنى التكيف
هو عملية دينامية مستمرة تتناول السلوك والبيئة (الطبيعية والاجتماعية) بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته، ويتضمن هذا التوازن إشباع حاجات الفرد، وتحقيق متطلبات البيئة.
أبعاد التكيف
1 – التكيف الشخصي
2 – التكيف الاجتماعي
وبين هذين البعدين صلة وثيقة وتأثير متبادل، وإشباع الفرد لحاجاته الأساسية من أهم شروط التكيف السليم.
التكيف وإشباع الحاجات
تنقسم الحاجات إلى:
1 – حاجات أولية أو فطرية أو فسيولوجية.
2 – حاجات ثانوية أو نفسية واجتماعية.
الحاجات الأولية
هي الحاجات التي يولد الفرد مزودا بها، ولا يكتسبها عن طريق التعلم، وهذه الحاجات تثيرها حالات جسمية داخلية، وتحقق الحاجات الفسيولوجية إحدى وظيفتين: الحفاظ على بقاء الفرد، أو الحفاظ على بقاء النوع.
الحاجات الثانوية
حاجات مكتسبة تنشأ وتتأثر بالبيئة التي يعيش فيها الفرد، وأكثر جوانب البيئة تأثيرا في شخصية الإنسان هو الجانب الاجتماعي، فذات الفرد وسمات شخصيته ترجع بالدرجة الأولى إلى تنشئته في أسرته في بداية حياته، إن المرحلة الأولى من حياة الطفل يكون لها أثر كبير في توجيه سلوك الطفل فيما بعد، لأن الفرد يواجه المواقف الجديدة وهو مزود بالعادات والاتجاهات والتوقعات التي كونها من مراحل حياته الأولى، ومع ذلك فالمواقف الجديدة قد تتطلب من الفرد تعديل جوانب من سلوكه.
ويختلف الأفراد فيما بينهم في مدى مرونتهم في تعديل سلوكياتهم وفقا للمواقف الجديدة والأدوار الجديدة التي يمرون عليها في حياتهم.
وتعتبر الحاجات الثانوية معقدة لأنها تنشأ نتيجة تفاعل الفرد وتحقيقه لمطالب الحياة المختلفة، والحاجات النفسية الاجتماعية قابلة للتغير والتعديل تبعا للظروف المادية والاجتماعية التي يعيش فيها الفرد، وهي كثيرة لا حصر لها ومتغيرة وتختلف من فرد لآخر.
وتقسم الحاجات الثانوية إلى قسمين:
1 – الحاجات النفسية الاجتماعية
2 – الحاجات الذاتية الشخصية.
وتدخل تحت هذه الأقسام حاجات عدة مثل:
ü الحاجة إلى الأمن النفسي
ü الحاجة إلى الحب والتقدير الاجتماعي
ü الحاجة إلى الانتماء
ü الحاجة إلى المعرفة
ü الحاجة إلى تحقيق الذات.
الحاجة إلى الأمن النفسي
تظهر الحاجة للشعور بالأمن عند الطفل في حاجته الدائمة لرعاية الكبار، وتظهر هذه الحاجة عند الكبار في تجنبهم للمخاطر، ويعكس الاستقرار الأسري في مرحلة الطفولة في الغالب شعور الطفل بالأمن فيما بعد، وأهم المظاهر التي يحتاج فيها الفرد للأمن:
ü الأمن على صحته الجسمية.
ü الأمن على الهدف الذي يسعى لبلوغه.
ü الأمن على الوسيلة التي يتبعها لبلوغ الهدف.
ü الأمن على المهنة التي يكسب منها قوت عيشه.
ü الأمن على علاقاته الاجتماعية.
أما الأسباب التي تؤدي إلى تكوين مشاعر الخوف عند الطفل:
ü فقدان الطفل لأحد والديه.
ü التعاسة والشقاء العائلي.
ü محاباة الطفل في الأسرة مما يؤدي إلى إيغار صدور إخوته عليه.
الحاجة إلى الحب والتقدير الاجتماعي
إن الطفل لا يستطيع تكييف نفسه مع البيئة التي يولد فيها، ولذلك يولد معتمدا على الآخرين وبحاجة إلى من يرافقه في كل وقت.
ويشبع الطفل هذه الحاجة من خلال ارتباطه بأفراد أسرته، فأول شخص يحتاج الطفل لاهتمامه هي الأم لأنها أول من يشبع حاجاته الفسيولوجية، وشيئا فشيئا يتعلم الطفل أن وجود أمه يقترن بإشباع حاجاته، ويصبح بعد ذلك راغبا في وجود أمه بجواره وإن لم يكن بحاجة إلى شيء.
ويتعلم الطفل أن إشباع حاجاته لا يتم إلا إذا كانت أمه منتبهة إليه، وبذلك يتعلم أن انتباه الآخرين واهتمامهم به يتعلق بإشباع حاجاته، وذلك لأن حب واهتمام الآخرين بالفرد يعني أنهم مستعدون لتلبية مطالبه وحاجاته.
إن الإفراط في تدليل الطفل، أو التفريط في إشباع حاجاته للحب كلاهما ضار للطفل، والحرمان من الحب يؤدي إلى:
ü زيادة أعراض القلق والمخاوف لديه.
ü اضطراب النوم
ü فقدان الشهية للطعام
ü فقد الثقة بالنفس
ü الشعور بالتعاسة
والتدليل يؤدي إلى:
ü منع نمو شعور الطفل باستقلاليته.
ü يفقده الثقة بالنفس لأنه يشعر أنه عاجز عن إشباع حاجاته بنفسه.
ü يجعله يشعر بعجز شديد حين يقارن بين نفسه وبين من هم في سنه، أو حين يخرج للحياة التي لن ترحمه لعجزه عن إشباع حاجاته وأداء دوره في الحياة الاجتماعية.
ü الشعور بالأنانية والتمركز حول الذات.
وبذلك فتدليل الطفل أو حرمانه من الحب كلاهما في النهاية يؤدي بالطفل إلى عدم التكيف مع المجتمع فإما أن ينسحب منه أو يعاديه.
الحاجة إلى الحب في المراهقة
حاجة الفرد للحب في المراهقة تتخذ ثلاثة أشكال:
1- حاجة الفرد لأن يحبه الآخرون.
2- حاجة الفرد لأن يحب الآخرين.
3- حاجة الفرد لأن يحب نفسه.
إن دائرة علاقات الفرد تتسع في مرحلة المراهقة ويبدأ في تكوين علاقات قوية مع من هم في سنه، ويحب المراهق أن يحصل على حب من هم أكبر منه وأعلى مركزا منه مثل أساتذته، وإذا استطاع المراهق أن يحصل على حب الآخرين استطاع أن يحبهم، ومتى استطاع ذلك شعر بالثقة في نفسه ورضي عنها وبالتالي فإنه سيحبها ويتقبلها، وإذا أحب الفرد نفسه أصبح لديه دافع للعمل والارتباط بالجماعة وأصبح جريئا في تكوين علاقاته الاجتماعية.
الحاجة إلى المعرفة
كثيرا ما يحاول الطفل التعرف على الأشياء من خلال القبض عليها أو من خلال تتبعها بعينيه، وهناك عدة وسائل لإشباع الحاجة إلى المعرفة أهمها:
1 – النشاط الذاتي (اللعب):
ولا بد أن يعمل كل من المنزل والمدرسة على استغلال هذه الوسيلة في إشباع حاجة الطفل للمعرفة، حيث أن الاقتصار على التلقين يجعل الطفل ينشأ منغلقا ليس لديه القابلية للبحث عن المعرفة.
2 – الأسئلة:
لابد من الإجابة عن أسئلة الطفل إجابات تناسب مستوى عمره وإدراكه، ومن الملاحظ أن الكثير من الآباء يهملون أسئلة أطفالهم أو يواجهونها بالجفاء والغلظة مما يؤدي إلى إحباط الطفل، وقد يجيب الوالدان إجابات خاطئة ومضللة لجهلهم بالإجابة أو لكون السؤال محرجا، وهذا لن يشبع حاجة الطفل وسيبحث عن الإجابة من مكان آخر مما قد يؤدي إلى فقد ثقته بوالديه، وقد يؤدي لانحرافه.
الحاجة إلى الانتماء
الشعور بالانتماء للأسرة ومن بعدها لجماعة اللعب ثم المدرسة من الحاجات الأساسية للطفل، ومن أهم العوامل التي تهدد شعور الطفل بالانتماء لأسرته:
ü عدم اهتمام الأم بحاجاته.
ü انفصال الطفل عن والديه.

تكيف الكائنات الحية مع البيئة pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

 

 

السابق
عبارات تحفيزية عن التفكير الايجابي
التالي
كيفية زراعة الطماطم على أسطح المنازل

اترك تعليقاً