اسلاميات

2 من الآراء حول ترتيب سور القرآن الكريم

سور القرآن الكريم

لو تكلمنا عن ترتيب سور القرآن الكريم فإنه من المهم أن نقول أن العلماء لهم العديد من الآراء التي اختلفت حول هذا الأمر، وفي مقالنا التالي سوف نستعرض أقوال الفقهاء حول ترتيب السور.

ما هو سبب تسمية القرآن الكريم؟

قبل أن نتحدث عن ترتيب سور القرآن الكريم من المهم أن نعرف أولا ما هو معنى كلمة القرآن؟ حيث أن هذا الأمر أيضا محل اختلاف بين أهل العلم، فلو تناولنا معنى كلمة القرآن من حيث اللغة نجد أن بعض العلماء قالوا أن سبب هذه التسمية أن كلمة القرآن مشتقة من كلمة يقرأ ومن كلمة قرأ أي تلا، وبهذا تكون معنى كلمة القرآن أنه مقروء أو متلو، لكن على جانب آخر فإن بعض العلماء يميلون أن تسمية القرآن تأتي بمعنى كلمة جمع، وقارئ تعني جامع، وذلك لأن القرآن هو جامع للأحكام العادلة والأخبار النافعة.

أما تعريف القرآن في الاصطلاح فهو أنه كلام الله سبحانه وتعالى الذي أنزله على رسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي جبريل، والقرآن هو مصدر التشريع الأول في الإسلام، وهو محفوظ إلى يوم الدين، ويحتوي المصحف الشريف على 30 جزء وكل جزء به مجموعة من الأحزاب، وبداخله عدد من السور وكل سورة تتكون من مجموعة من الآيات، أما عدد سور القرآن الكريم فهو 114 سورة تنقسم ما بين السور المدنية والسور المكية، ويقول تعالى “وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ”.

آراء الفقهاء في ترتيب سور القرآن الكريم

أما سور القرآن الكريم فهي تعرف في الاصطلاح بأنها مجموعة من آيات القرآن محدد أولها وآخرها، والقرآن الكريم هو مجموع تلك السور جميعا، أما في اللغة فإن هناك اختلاف حول معنى السورة، فمثلا بعض الفقهاء يقولون أن السورة مشتقة من كلمة سور، أي سور البلد الذي يحيط بكل شيء فيه ويحميه، والسورة في القرآن هي التي تقوم بإحاطة وجمع الآيات داخلها. لكن على جانب آخر فإن بعض العلماء كان لهم رأيا مختلفا حيث قالوا بأن سبب تسمية السورة يرجع إلى أسار الإناء وهو البقية، وقد أطلق ذلك عليها لأنها جزء من القرآن الكريم، وفي رأي آخر قال العلماء أن سبب التسمية هي أن اتصاف السور بالكمال والتمام، وذلك لأن العرب يطلقون على الناقة التامة سورة، وفي ذلك قال بن كثير “واختلفوا في معنى السورة مِمَّ هي مشتقة؟ فقيل: من الإبانة والارتفاع، قال النابغة: ألم تر أنَّ الله أعطاك سورةً … ترى كُلَّ ملكٍ دُونها يتذبذَبُ.

ولم يكن الاختلاف بين العلماء حول أسباب تسمية السورة فقط، لكن كان هناك الكثير من الآراء المختلفة فيما يتعلق بترتيب سور القرآن الكريم، وقد كان في ذلك العديد من الآراء ومنها نذكر التالي:

الرأي الأول في ترتيب سور القرآن الكريم
طبقا للرأي الأول يقول العلماء أن اختلاف ترتيب سور القرآن الكريم كما هو الآن حدث بشكل توفيقي، حيث أن وضع كل سورة في مكانها الذي نعرف الآن كان بناءا على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوحي جبريل عليه السلام، وكذلك في ترتيب الآيات، وفي رأي أبو بكر الأنباري فإن تقديم سورة أو تأخيرها يعمل على إفساد النظم التي يقوم عليها القرآن الكريم، وذلك لأن اتساق السور مثل اتساق الآيات والحروف.

وقد وضح ذلك الكرماني قائلا “ترتيب السور هكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب.

أما أبو جعفر النحاس فلقد وضح هذا الأمر بقوله “إن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم” أما في رأي الطيبي فإنه يقول أ نزول القرآن كان من عند الله جملة واحدة من اللوح المحفوظ وقد نزل إلى السماء الدنيا، ثم بعد ذلك نزل على النبي مفرقا حسب المصالح، وقعد ذلك تم تثبيته في المصاحف على النظم والتأليف الموجود في اللوح المحفوظ.

أما في رأس ابن الحصار فإنه يري أن ترتيب سور القرآن الكريم كان من خلال الوحي، وقد استدل على رأيه بإجماع الصحابة رضي الله عنهم على ترتيب السور في المصحف العثماني، فلو لم يكن ترتيب السور توفيقيا أي أنه موحى به لكان كل أصحاب المصاحف المخالفة قد تمسكوا بمصاحفهم، وقد روي عن أوس بن أبي أوس الثقفي “”كنت في الوفد الذين أسلموا من ثقيف، فسألنا الصحابة -رضي الله عنهم- قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من “ق” حتى نختم”. وفي تعليق ابن حجر العسقلاني على رواية ابن الثقفي قد أكد أن ترتيب السور الحالي هو نفس ترتيب السور في القرآن الكريم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو قمنا بجمع السور كما جاء في الحديث فسوف يكون الناتج هو ثمانية وأربعين، وسورة ق بعد ثمانية وأربعين سورة.

الرأي الثاني حول ترتيب سور القرآن الكريم
وفي هذا الرأي يميل الفقهاء إلى أن ترتيب سور القرآن الكريم قد جاء باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم، وجدير بالذكر أن هذا الرأي هو رأي جمهور الفقهاء، وقد استندوا على هذا الرأي باختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة رضي الله عنهم قبل أن يقوم أمير المؤمنين عثمان بن عفان بجمع القرآن الكريم، أما لو كان الترتيب قد جاء بشكل توفيقي لما حدث اختلاف في مصاحف الصحابة، وعلى سبيل المثال فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد جمع المصحف بحسب النزول فبدأ بسورة العلق ثم سورة المدثر ثم سورة نون إلى آخر السور المكية بعد ذلك بدأ بالسور المدنية، وكذلك فإن ابن مسعود رضي الله عنه قام بترتيب السور بداية من سورة البقرة ثم النساء ثم آل عمران.

السابق
4 معلومات رئيسية لكل مسلم عن عدد آيات القرآن وحروفه وأحزابه
التالي
ما هي عدد السور المكية والمدنية .. 4 معلومات هامة عن القرآن الكريم

اترك تعليقاً