سبب نزول سورة التحريم
سورة التحريم هي إحدى السور المدنية أي التي نزلت في المدينة المنورة، وهي من السور التي لها مناسبة للنزول، وهذه المناسبة اختلفت التفسيرات حولها، فما هو سبب نزول سورة التحريم؟ هذا ما نعرضه من خلال هذا المقال، الذي نتعرف فيه على أهم أسباب وتفسيرات سورة التحريم سبب النزول.
ما هي أسباب نزول سورة التحريم؟
بدأت سورة التحريم بقوله تعالى: “يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”
وهو أمر مباشر من الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، لذلك اختلفت العديد من التفسيرات حول مناسبة هذا الأمر الإلهي إلى رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذه التفسيرات هي:
- التفسير الأول: ما روي أن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذهبت بعدما أن لها الرسول عليه الصلاة والسلام بأن تزور والدها، وعندما رجعت حفصة وجدت مارية جارية رسول الله في بيتها مع رسول الله ولم يكن يومها، فغضبت لما رأت وظنت أن رسول الله فعل هذا لهوان أمرها عليه، وقد أخبرته أنها ستقول لعائشة رضي الله عنها، وتطلعها على الأمر، ولكن رسول الله لم يرد ذلك حتى لا تنزعج عائشة من الأمر، وحلف لها بعد اقترابه أو اختلائه بمارية بعد ما جرى، إلا أن حفصة أطلعت الأمر على عائشة مما تسبب ذلك بإنزعاج رسول الله، واعتزل نساءه فترة من الزمن حتى نزل قول الله تعالى في سورة التحريم بتحريم مارية جاريته عليه وهي حلال عليه لإرضاء زوجاته.
- التفسير الثاني: روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي العصر وبعدما انتهى زار دار حفصة بنت عمر رضي الله عنهما، ولكن أطال عندها البقاء على غير عادته عليه الصلاة والسلام، فأرسلت عائشة رضي الله عنها إحدى جاريتها إلى بيت حفصة لتستطلع الأمر، فأخبرتها جاريتها أن رسول الله عليه الصلاة والسلام يشرب العسل عندها، لذلك أطال المقام عندها، فغارت عائشة من فعل رسول الله، فاتفقت مع زوجات رسول الله الأخرين أن يتظاهرن بأن ينفرن من رائحة فم رسول الله كدليل على غيرتهن من حفصة بنت عمر، وبعد هذا الفعل حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لهن أنه كان يشرب العسل، وأنه لن يعود لذلك حتى يرضهن، ولا تحدث غيرة بين زوجاته عليه الصلاة والسلام، فأنزل الله تعالى تحريم رسول الله ما أحله الله له من الطعام والشراب من أجل مرضاة زوجاته رضي الله عنهن.
- التفسير الثالث: وهذا التفسير خاص بالآية الرابعة من سورة التحريم، وهي قول الله سبحانه وتعالى: “إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ” ، وتفسيرها أنه على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبن عما فعلن مع رسول الله من الاذى له.
هذه كانت تفسيرات أسباب مناسبة سورة التحريم ونزولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه تفسيرات قالها العلماء والفقهاء، فهيا بنا نقرأ سورة التحريم ونعتبر بآياتها الكريمة.
