تنمية بشرية

فن التحكم في الغضب والأنفعال

تعريف التحكم في إحساس الغضب :
حتى تتمكن من السيطرة على غضبك يجب أن تكتسب خبرة التحكم في مشاعرك ، ولهذا يجب أن تصبح من العقليات التي تقوم بالتفكير جيداً قبل التكلم أو التصرف . فإذا كنت شخص يفتقد السيطرة على غضبه فبالتالي ستخسر كل علاقاتك المحيطة وتتسبب في الإيذاء النفسي والجسدي لكل المحيطين بك بما فيهم أنت

السيطرة على الغضب في الإسلام

الغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ، ولذلك جاء في الشريعة ذكرُ واسع لهذا الخلق الذميم ، وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحدّ من آثاره ، فمن ذلك :

1-  الاستعاذة بالله من الشيطان :

عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .

وقال صلى الله عليه وسلم : إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه صحيح الجامع الصغير رقم 695 .

2- السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد المسند 1/329 وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .

وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم – يجلب له عداوة الآخرين . فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .

3- السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) .

وراوي هذا الحديث أبو ذر رضي الله عنه ، حدثت له في ذلك قصة : فقد كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقال : أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه ؟ فقال رجل أنا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقّه أي كسره أو حطّمه والمراد أن أبا ذر كان يتوقع من الرجل المساعدة في سقي الإبل من الحوض فإذا بالرجل يسيء ويتسبب في هدم الحوض .

، وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له : يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت ؟ قال فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم …. وذكر الحديث بقصته في مسند أحمد 5/152 وانظر صحيح الجامع رقم 694 .

وفي رواية كان أبو ذر يسقي على حوضٍ فأغضبه رجل فقعد …. فيض القدير ، المناوي 1/408 .

ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه قد يضرب أو يؤذي بل قد يقتل – كما سيرد بعد قليل – وربما أتلف مالاً ونحوه ، ولأجل ذلك إذا قعد كان أبعد عن الهيجان والثوران ، وإذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية . قال العلامة الخطابي – رحمه الله – في شرحه على أبي داود : ( القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى ، والمضطجع ممنوع منهما ، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد . والله أعلم سنن أبي داود ، ومعه معالم السنن 5/141 .

4- حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب . فردّد ذلك مراراً ، قال لا تغضب رواه البخاري فتح الباري 10/456 .

وفي رواية قال الرجل : ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله مسند أحمد 5/373 .

5- لا تغضب ولك الجنة حديث صحيح : صحيح الجامع 7374 . وعزاه ابن حجر إلى الطبراني ، انظر الفتح 4/465 .الغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ، ولذلك جاء في الشريعة ذكرُ واسع لهذا الخلق الذميم ، وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحدّ من آثاره .

أسباب الغضب

  1. الأوضاع العائليّة والاجتماعيّة الصعبة.
  2. الشعور بالإجهاد.
  3. الالتزامات المالية.
  4. التعرض للإساءة والعنف.
  5. المتطلبات والضغط الزائد عن طاقة الشخص التحملية.
  6. الاضطرابات المختلفة مثل الإدمان على الكحول.
  7. العيش في أسرةٍ تعاني من مشاكل في السيطرة على الغضب.

مراحل الغضب

يمر الإنسان أثناء غضبه بمشاعر عديدة، منها الصفات التالية:ضيق، استياء، كدر، استثارة، إحباط، عبوس، سخط، نقمة، إساءة … وغيرها من الصفات التي تعكس عدم رضاء الإنسان عن موقف ما تعرض له.

فن التحكم في الغضب والأنفعال

طرق إدارة الغضب ونصائح حول كيفية السيطرة على الغضب كالآتي:

  1. في البداية يجب الاعتراف بوجود مشكلة الغضب لديك.
  2. تعرف على مسببات ومثيرات الغضب لديك، وهي تختلف من شخص لآخر فأحد الأشخاص يغضب إذا تأخرت زوجته في إعداد الطعام بالمقابل نجد أحدهم لا يبالي بذلك. فحدد سبب الغضب!
  3. أخبر الأشخاص المقربين منك بالمشكلة، سيساعدك تفهمهم في التعامل معك بطريقة أفضل.
  4. اقطع حبل الغضب من بدايته، اصرخ بكلمة (توقف) تجاه نفسك وبداخلك وبصوت عال فور بداية الشعور بالغضب.
  5.  حاول الاسترخاء وإخراج الغضب بالشهيق والزفير، يمكن القيام بذلك بواسطة التنفس العميق والتركيز في شيء آخر.
  6.  تأجيل الرد الغاضب قد يساعدك كثيراً، لا تقم بالرد على الطرف الآخر مباشرة، قم بالعد من 1 إلى 20 مثلًا قبل الرد.
  7. غادر المكان الذي أنت فيه، وحاول البحث عن مكان يساعدك على الاسترخاء والتأمل، وإن كان المشي يساعدك على ذلك قم به، فهذا بالتأكيد سيساعد على التخفيف من الغضب.
  8.  استخدم التعاطف، وفي حال كان مصدر الغضب طرفاً آخر، ضع نفسك في موقفه وحاول تفهم المشكلة من وجهة نظره وابتعد عن العدوانية والتعصب.
  9. التحكم بالغضب من مبدأ عش يومك كأنه آخر يوم لك، وتعلم المسامحة والمصافحة، فهي أفضل علاج للروح.

وسائل التحكم في الغضب وضبط النفس

  1. فكر قبل التحدث أثناء نوبة الغضب، من السهل قول شيء ما قد تندم عليه لاحقًا. …
  2. بمجرد أن تهدأ قليلاً، عبر عن غضبك …
  3. ممارسة بعض التمارين الرياضية …
  4. عليك بأخذ فترة استراحة …
  5. حدد الحلول الممكنة …
  6. التزم بالعبارات التي تحتوي على “أنا” …
  7. لا تحمل الضغينة …
  8. استخدم الفكاهة لتخفيف حدة التوتر

التحكم في الغضب مع الأطفال

قد لا نستطيع تمالك أعصابنا والتحكم في غضبنا والسيطرة عليه في كل الأوقات، ولكن يمكنننا التحكم في ردود أفعالنا عند شعورنا بالغضب، لذا جمعنا لكِ بعض الطرق التي تساعدكِ على إدارة ردود أفعالكِ عند شعوركِ بالغضب.

  1.  فكري في السبب الحقيقي: أغلب الأشياء التي تثير غضبنا من أطفالنا تكون بسببنا نحن، بمعنى أنكِ إذا وجدتِ طفلكِ يعبث بأوراقكِ المهمة ويقطعها، فإن هذا خطئكِ منذ البداية لأنكِ قد تركتيها متاحة في متناول يديه، وهكذا بالنسبة لهاتفكِ وحقيبة يديكِ وكل أغراضكِ الثمينة، فقبل أن تغضبي من تصرفات طفلكِ غير المسؤولة، فكري في أنها مسؤوليتكِ أنتِ من الأصل، أما صغيركِ فدوره اكتشاف العالم من حوله فقط.
  2.  التمسي لطفلكِ ألف عذر: لا يوجد طفل مستفز ولا طفل مؤذٍ، بل إن تصرفات طفلكِ هي انعكاس لتصرفاتكِ أنتِ معه، تذكري أنه لا يقصد إثارة غضبكِ، ولا يقصد أيضًا إتلاف ما أتلفه، هو فقط يحاول فعل شيئًا ما بطريقته الخاصة، فهو يحتاج إلى توجيهكِ وتشجيعكِ، وليس صراخكِ، وتذكري أن غضبكِ وصراخكِ يؤثر عليه سلبًا أكثر من الفعل نفسه الذي تسبب في إشعال ثورتكِ.
  3.  لا تكتمي غضبكِ: لكل إنسان حد أقصى من القدرة على التحمل والكتمان، ليس من الصحي أن تكتمي غضبكِ بداخلكِ في كل مرة يحدث فيها موقف يثير أعصابكِ من طفلكِ، وإذا فعلتِ ذلك فإنكِ حتمًا ستنفجرين في لحظة ما، وسيكون الموقف حينها لا يستدعي أبدًا كل طاقة الغضب المتراكمة التي ستخرج منكِ في وجه طفلكِ المسكين، لذا فإنه من الضروري أن تفرغي طاقة الغضب داخلكِ، يمكنكِ مثلًا أن تتحدثي إلى صديقتكِ حول الأمر وتخبريها بالموقف الذي أثار غضبكِ، فإن حديثكِ معها سيخفف من غضبكِ ويساعدكِ على الرجوع لهدوئك.
  4. تخيلي أن طفلكِ قد تأذى: من الطرق الفعالة التي قد تساعدكِ على التصرف بحكمة في المواقف الصعبة، أن تغمضي عينيكِ لثوانٍ قليلة وتتخيلي لو كان طفلكِ قد تأذى بسبب فعله الذي أثار غضبكِ، فمثلًا، إذا سكب طفلكِ زجاجة طلاء الأظافر على الأرض، فكري أن هذا ألطف بكثير من لو كان قد ابتلع ما داخلها، وهكذا.
  5.  كوني أنتِ المسيطرة: عندما تتمالكين أعصابك وردود أفعالكِ حيال ما يفعله طفلكِ، فإنكِ تملكين زمام الأمور وتسيطرين عليها، ولكن عندما تفقدين أعصابكِ وتصرخين بوجهه فإنه يكون هو المسيطر في ذلك الوقت، إذا وجدتِ أنكِ على وشك فقدان أعصابكِ، فانصرفي عن الغرفة التي بها طفلكِ وتوجهي إلى مكان آخر لعدة دقائق حتى تهدئي قليلًا، ثم عودي له بعدها للتصرف بحكمة وهدوء.
  6. توقفي عن البحث عن المثالية: قد يكون غضبكِ في كثير من الأحيان بسبب توقعكِ لنتائج مثالية من طفلكِ، فمثلًا عند تعليمكِ له مهارة جديدة أو نشاط جديد ولم تجدي النتائج المتوقعة، قد تشعرين بالغضب والإحباط حينها، ولكن تذكري أن دوركِ هو مساعدة طفلكِ وتوفير الأدوات اللازمة له ليتعلم ويتطور، فلا تنتظري منه إرضاء توقعاتكِ وتصوراتكِ التي قد تكون بعيدة تمامًا عن الواقع، فقط استمري في دعمه وتعليمه وامدحي مجهوده أيًّا كانت النتائج.
  7. اشحني طاقتكِ: قد يكون سبب غضبكِ هو حاجتكِ إلى الراحة وتغيير روتينكِ اليومي، وليس أفعال طفلكِ نفسها، لذا جربي أن تأخذي إجازة صغيرة من ضغوط حياتكِ، ودللي نفسكِ ولو قليلًا، اسرقي بعض اللحظات لإعادة شحن طاقتكِ وابحثي عما يسعدكِ وخصصي له وقتًا في حياتكِ، فإن ذلك سينعكس بشكل إيجابي عليكِ، وعلى طفلكِ، وسيسود السلام على الجو العام بمنزلكِ.

برنامج إدارة الغضب

للمشاركة في البرنامج اضغط هنا

التحكم في الغضب pdf

لتحميل الملف اضغط هنا

بحث عن الغضب

لتحميل الملف اضغط هنا

 

 

 

السابق
3 طرق للتعامل مع الفشل في العمل
التالي
أفضل الطرق للتغلب على الإحباط

اترك تعليقاً