اسلاميات

تفسير الرجال قوامون على النساء.. ومن هم خير النساء؟

نص الآية الكريمة.. الرجال قوامون على النساء.. وتفسيرها

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} سورة النساء الآية 34.

 المعنى في التفسير الميسر:
الرجال قوَّامون على توجيه النساء ورعايتهن، بما خصهم الله به من خصائص القِوامَة والتفضيل، وبما أعطوهن من المهور والنفقات. فالصالحات المستقيمات على شرع الله منهن، مطيعات لله تعالى ولأزواجهن، حافظات لكل ما غاب عن علم أزواجهن بما اؤتمنَّ عليه بحفظ الله وتوفيقه، واللاتي تخشون منهن ترفُّعهن عن طاعتكم، فانصحوهن بالكلمة الطيبة، فإن لم تثمر معهن الكلمة الطيبة، فاهجروهن في الفراش، ولا تقربوهن، فإن لم يؤثر فعل الهِجْران فيهن، فاضربوهن ضربًا لا ضرر فيه، فإن أطعنكم فاحذروا ظلمهن، فإن الله العليَّ الكبير وليُّهن، وهو منتقم ممَّن ظلمهنَّ وبغى عليهن.

مناسبة النزول للآية الكريمة الرجال قوامون على النساء

في «تفسير مجاهد» قَالَ:
لَطَمَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِزَوْجِهَا الْقِصَاصُ» فَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: ٣٤] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: «أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا غَيْرَهُ، وَمَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ».

«تفسير القرآن من الجامع لابن وهب» قَالَ:
أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ قَالَ: أَتَتِ امرأةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي لَطَمَ وَجْهِي، قَالَ: بَيْنَكُمُ الْقِصَاصُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {ولا تعجل بالقرآن مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رب زدني علماً}؛ قَالَ: فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى أُنْزِلَتِ الآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: {‌الرِّجَالُ ‌قَوَّامُونَ ‌عَلَى ‌النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بعضٍ}.

من وجوه التفسير الأخرى لآية الرجال قوامون على النساء

في تفسير الطبري نقل عن ابن عباس تفسيره لقوله تعالى: “‌الرجال ‌قوّامون ‌على ‌النساء”، يعني: أمرَاء، عليها أن تطيعه فيما أمرَها الله به من طاعته، وطاعته: أن تكون محسنةً إلى أهله، حافظةً لماله. وفضَّله عليها بنفقته وسعيه، وفي تفسير ابن المنذر نقل قولا لمجاهد لتفسير هذه الآية فقال: بالتأديب والتعليم.

من أحكام هذه الآية (الرجال قوامون على النساء)

  • قال الإمام الشافعي في أحكام هذه الآية: لا نكاح إلا بولي: وفي معنى قوله تعالى: (‌الرِّجَالُ ‌قَوَّامُونَ ‌عَلَى ‌النِّسَاءِ) – قال: وهذا أبين ما في القرآن من أنَّ للولي مع المرأة في نفسها حقاً، وأن على الولي ألا يعضلها إذا رضيت أن تنكح بالمعروف (أي لا يكرهها على الزواج بمن لا تقبل الزواج به).
  • وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الثَّيِّبُ أَحَقُّ بنَفْسِها مِن وَلِيِّها، والْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وإذْنُها سُكُوتُها.
  • وفي السيل الجرار للشوكاني بإسناد صحيح عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأةٍ نَكَحتْ بغيرِ إذنِ وليها فنكاحُها باطلٌ باطلٌ.
  • وفي صحيح أبي داود للألباني عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيُّما امرأةٍ نَكَحَت بغيرِ إذنِ مَواليها، فنِكاحُها باطلٌ، ثلاثَ مرّاتٍ فإن دخلَ بِها فالمَهْرُ لَها بما أصابَ منها، فإن تشاجَروا فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ لَهُ.
  • وفي أحكام القرآن لبكر بن العلاء: نُهِيَت المرأة أن تصوم إلا بإذن زوجها، وأجمع العلماء أن لها أن تصوم الفروض، مثل رمضان، وصيام الحج، فخرجت الفروض من النهي، كذلك الحج، وصار النهي في غير فرض، فما كان منها لا يضر به ولا يمنعه من واجباته، فلها فعله من غير إذنه، وما كان يقطعها عن واجباته عليها فليس لها فعله إلا بإذنه، فمن ذلك: الصوم المتطوع به لا يجوز لها أن تصوم إلا بإذنه، وما لزمها من صوم غير رمضان حتى يجري مجرى الفرض فلا يجزئ عنه غيره، فليس له منعها منه ( معناه : مثل صوم ما فاتها صيامه من شهر رمضان).

الأحاديث الشريفة الشارحة لهذه الآية (الرجال قوامون على النساء).. ومن هن خير النساء؟

  • في السلسلة الصحيحة للألباني وأخرجه أبوداود والترمذي وأحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهمْ خُلُقًا، وخِيارُكُمْ خِيارُكُمْ لِنِسائِهِمْ، وفي مصنف أبي شيبة في كتاب الأدب – في الرجل يؤدب امرأتهجزء: 13 صفحة: 102 عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّ رِجَالًا نُهُوا عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ، وَقِيلَ: لَنْ يَضْرِبَ خِيَارُكُمْ، قَالَ الْقَاسِمُ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَهُمْ، كَانَ لَا يَضْرِبُ، وفي المستدرك على الصحيحين عن أبي هريرة عنه قال: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟، فَقَالَ: “خَيْرُ النِّسَاءِ مَنْ تَسُرُّ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا.
  • وفي مصنف عبد الرزاق وله شواهد صحيحة في باب حق الرجل على زوجته عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ : أَتَتْ بِنْتٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، لَا امْرَأَةٌ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَأْتِيَ مَا يُحِبُّ زَوْجُهَا وَهُوَ وَازِعٌ، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِبَعْلِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَإِنَّ خَيْرَ النِّسَاءِ الَّتِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَكَرَتْ، وَإِنْ أُمْسِكَ عَنْهَا صَبَرَتْ.
  • وفي المنتخب من مسند بن حميد من الحديث الذي أخرجه أخرجه البيهقي في سننه الكبير والطيالسي في مسنده والطبراني في الأوسط عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ، فَقَالَ: لَا تَمْنَعُهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ، قَالَ : لَا تَصَدَّقُ مِنْ بَيْتِهِ بِشَيْءٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَيْهَا الْوِزْرُ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ، قَالَ: لَا تَصُومُ يَوْمًا إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ أَثِمَتْ وَلَمْ تُؤْجَرْ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ، قَالَ : لَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ اللهِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْغَضَبِ حَتَّى تَفِيءَ، أَو ْتَرْجِعَ.
السابق
القراءات السبع للقرآن الكريم.. ما الحكمة من منها؟
التالي
صفات وخُلُق الفاروق عمر بن الخطاب.. مع الموافقات العُمَرّية

اترك تعليقاً