من هو مخترع المدرسة ، من منا لم يتساءل من قبل عن منشأ المدرسة أو من قام باختراعها، فهذا السؤال يراود الكثير منا ولا يعرف إجابته إلا القليل، فمصطلح المدرسة يعرف بالمؤسسة التعليمية التي يتم استخدامها من أجل التعلم والتعليم عن طريق تلقي الطلاب تعليمهم في بيئة تعليمية على أيدي المعلمين مما ينتج عنه اكتساب الطلاب للمعرفة.
فالمدرسة هي المكان الذي يتم فيه تنفيذ كثير من الأفكار من خلال نظم محددة تعمل على مساعدة الطلاب على التعلم بطريقة أكثر كفاءة وتنظيمًا، والدراسة بشكل عام تم تطويرها على عدة مراحل وقد بدأت منذ قديم الأزل في التطور والتحديث إلى أن وصلت إلى شكلها الآتي، بالإضافة إلى أن الشخص الذي قام باختراع المدرسة غير محدد تقريبًا ولا ينسب إلى شخص بعينه، فالدراسة متواجدة منذ القِدم، وسوف نوضح في هذا المقال تفاصيل من هو مخترع المدرسة ومراحل تطور المدرسة.
متى تم اختراع المدرسة
يميل المؤرخون إلى أن المدرسة قد اخترعت في سنة 3100 قبل الميلاد وأن أول استخدام للمدارس كان خلال فترة الأسرة الحاكمة المصرية المبكرة (3100-2686 قبل الميلاد).
من هو مخترع المدرسة
لم ينسب اختراع المدرسة إلى اسم شخص بعينه حيث إن اختراع المدارس قديم لدرجة أن اسم المخترع قد ضاع مع مرور الزمن، وعلى الرغم من أن الاستخدام الأول للمدرسة قد نشأ في مصر القديمة إلا أنه يعتبر ذات أهمية كبيرة في مجال التعليم وتقدم الحضارة، وقبل اختراع المدارس كانت المنظمة التي عرفها المصريون في عام 3100 قبل الميلاد، كانت مقتصرة على المعرفة التي تنتقل بشكل غير رسمي من الأب إلى الابن أو من حرفي إلى مبتدئ.
هوراس مان يعتبر هو أول شخص قام باختراع مصطلح المدرسة، الذي ولد في فرانكلين ماساتشوستس سنة ١٧٩٦م وقد كان أستاذًا جامعيًا في اللاتينية واليونانية، كما أنه كان رئيس الوزراء، وعلى الرغم من الطرق المدرسية وطرق التدريس العديدة التي كان يتبعها، إلا أن الفضل يعود إليه في مساهمة واختراع النظام المدرسي في عام 1837م، وقد لقبه المؤرخون التربويون أبا الحركة المدرسية المشتركة.
وهناك رجل آخر يدعى أنه مخترع المدرسة وهو الذي تم تسمية مدرسة هاري بي على اسمه، ففي عام 1369م بدأ بإنشاء المدرسة عن طريق رعاية أطفال الحي الجامحين الذين يسيئون التصرف وأجبرهم على التجمع في غرفة مقفلة واحدة من أجل التعليم، وقد قام بعد ذلك بتوظيف شخصًا راشدًا من أجل مراقبتهم، والغريب في الأمر أن الآباء كانوا مولعين بهذه الفكرة وذلك لأن هذه الفكرة تحررهم من التركيز والتفكير كثيرًا في العمل، وعلى الرغم من أن تلك الرواية التاريخية الصغيرة لا توضح أي فكرة عن تعليم الأطفال، إلا أن فكرة إرغام الأطفال على الجلوس في غرفة لمدة طويلة على مدار اليوم تعتبر من الأفكار التي قام بها هاري بي من أجل التعلم.
هوراس مان… مخترع المدرسة
ولد هوراس مان في عام 1796م في ماساتشوستس وقد تدرب على القانون قبل أن يعمل في الهيئة التشريعية ومجلس الشيوخ، وبعدها تم تعينه أمينًا لمجلس التعليم الجديد في ماساتشوستس في عام 1837، مما ترتب عليه إصلاح نظام التعليم العام في الولاية وإنشاء سلسلة من المدارس لتدريب المعلمين، وتم انتخابه فيما بعد كعضو في مجلس النواب الاميركي، وترأس كلية انطاكية في أوهايو حتى وفاته سنة ١٨٥٩م، وتسمي العديد من المدارس في مختلف أنحاء الولايات المتحدة باسمه.
المبادئ التي كان يهتم بها هوراس مان
- لا يستطيع المواطنون الحفاظ على الجهل والحرية معًا.
- ينبغي دفع تكاليف التعليم للجمهور ومراقبته والحفاظ عليه.
- ينبغي توفير التعليم في المدارس التي تضم أطفالاً من طبقات مختلفة.
- يجب أن يكون التعليم غير طائفي.
- يجب أن يُقدّم التعليم بواسطة معلمون مهنيون مدربون تدريباً جيداً.
وقد أدى المبدأ النهائي إلى إنشاء وتطوير مدارس عادية لتدريب المعلمين على اتباع توجيهات مان، وبعدها تم إنشاء أول مدرسة من عدة مدارس عادية ترعاها الدولة في ولاية ماساتشوستس في ليكسنجتون في عام 1839م، وقد أغضبت أساليب مان العديد من الأفراد من مختلف الأطياف الاجتماعية والسياسية، كما اعترض رجال الدين على تضاؤل دور الدين في الفصول الدراسية، ورفض السياسيون تجاوز السلطة في النظم المدرسية المحلية، لكن في النهاية سادت أفكار مان الذي قدّم جهودًا كثيرة في تحويل نظام التعليم العام في البلاد.
مراحل تطور المدرسة
للمدرسة تاريخ طويل ومن الصعب أن ننسب اختراعها إلى شخص معين، لكن على الرغم من ذلك فإنه يمكن تتبع تاريخ الدراسة والتعليم في عدة بلدان، حيث مرت المدرسة بعدة مراحل للتتطور وهي:
- اليونان القديمة: فقد كانت مجموعات من الطلاب يلتقون في منطقة التعلم المخصصة للتعليم من أجل التعلم، وكان هذا النوع من المدارس في اليونان القديمة يدعى أكاديميات، وقد أصبح مصطلح الأكاديمية معروفًا عند المؤرخين منذ حوالي 385 عام قبل الميلاد، كما يمكن تتبع أصل كلمة أكاديمية إلى العالم والفيلسوف الشهير أفلاطون الذي قام بإنشاء مدرسة فلسفة في منطقة تسمى أكاديميا في اليونان القديمة.
- الإمبراطورية البيزنطية: يعود تأسيس أول مدرسة تم إنشائها إلى الإمبراطورية البيزنطية حيث تم تأسيس جامعة القسطنطينية عام 425، وعند النظر إلى النظم التعليمية السابقة فإن التعليم الذي يقدم في الجامعة أكثر تنظيمًا، كما يركز على مواضيع دراسية محددة مثل القانون والفلسفة والحساب والطب والمزيد من المجالات الأخرى، والتعليم أثناء الإمبراطورية البيزنطية كان أفضل بكثير من الثقافات الأخرى حيث أن التعليم الابتدائي كان متاحًا على نطاق واسع حتى في المناطق النائية من الإمبراطورية كالريف، بينما التعليم الثانوي كان من الصعب الحصول عليه لأنه كان متاحًا فقط في المدن، لكن على الرغم من ذلك فإن توافر التعليم الابتدائي في الإمبراطورية كان يعني أنهم كانوا قادرين على القراءة والكتابة أكثر من مواطني البلدان والثقافات الأخرى.
- الدولة الإسلامية: تعتبر من أحد المساهمين في أنشاء مصطلح المدرسة، فالثقافة الإسلامية كانت تركز بشكل كبير على المعرفة والتعلم وكان ذلك منذ عام 780 فقد أُطلق على ذلك العصر بالعصر الذهبي للإسلام، وكان نتيجة التركيز على التعليم وابتكار أساليب تدريس أكثر منهجية، وفي البداية كان يتم التدريس في المساجد أو المنازل، لكن في القرن التاسع الميلادي كانت النُخب الثقافية والسياسية هي التي قامت بإنشاء المدارس الدينية.
- الإمبراطورية العثمانية: مراكز التعليم الرسمية تم انتشارها في العالم الإسلامي، لكن في نهاية الإمبراطورية العثمانية تم بناء مرافق شاملة من أجل توفير التعليم للجميع، وتضم تلك المرافق المساجد، المدارس، وأماكن للطعام والمستشفيات.
بداية التدريس المدرسي الرسمي
ترجع أول فكرة عن المدارس الرسمية والتعليم إلى خمسمائة عام قبل الميلاد في اليونان القديمة، وروما القديمة، وحتى في مصر القديمة، وقد بدأت المجتمعات تُعلِّم ما هو أكثر من مجرد المهارات التي لها علاقة بثقافتها، كما حصل الطلاب على تعليم أكثر نظامية وأصبحت الإسكندرية في مصر موطناً لأهم وأعظم مكتبة في العالم وهي مكتبة الإسكندرية، وأصبح محو الأمية محوراً هاماً للعديد من المدارس في مختلف الحضارات.
وفي العصور الوسطى، أصبحت الرياضيات محور تركيز رئيسي آخر للتعليم.
وفي عصر النهضة أصبحت العلوم محور تركيز للتعليم، كما أن الفترات المختلفة في الحضارة أضافت المزيد من الأفكار للتعليم.