الرفق بالحيوان في القرآن الكريم
حث الدين الإسلامي الحنيف على الرفق بالحيوان والرحمة بتلك المخلوقات، وقد جاء بالقرآن الكريم آيات تدعونا إلى الاهتمام بالحيوان ورعايته وإطعامه.
مثل:
- قوله تعالى سورة طه: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ (54)).
- وفي قوله تعالى في سورة السجدة: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)).
- وفي قول الله عز وجل في سورة النازعات: (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)).
ولحكمة من الله سُميت بعض السور في القرآن الكريم بأسماء الحيوانات، مثل
النمل، والنحل، والبقرة، والأنعام، والفيل، والعنكبوت، والعاديات: وهي الخيل.
أحاديث نبوية تحثنا على الرفق بالحيوان
من الأحاديث التي حثت على حقوق الحيوان والرفق بهم والحفاظ على حقها في الرحمة:
- عن سعيد بن جبير رضي الله عنه مر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، بفتيان من قريش قد نصبوا طيراً وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نِبالهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضاً (صحيح مسلم).
- ومن رحمته صلى الله عليه وسلم، أنه نهى عن فصل الحيوان أو الطير عن ولده، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأنطلق لحاجته، فرأينا حمرة (طائر صغير) معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت ترفرف بجناحيها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها)، وفكان ذلك من أجل الحث على حقوق الحيوان والرفق والرحمة بهم.
- وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن التمثيل بالحيوان وهو حي أي قطع طرف من أطرافه وهو حي أو أذيته في وجهه أو ضربه على وجهه، عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلpr,ى الله عليه وسلم مر عليه حمار وقد وُسم (كُوي) في وجهه فقال: (لعن الله الذي وسمه).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله تعالى إنما سخرها لكم لتبلغكن الى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم).
- وقد نهانا الإسلام عن سب الحيوان والطير، فقد روى أبو داود وابن حيان عن زيد بن خالد الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا الديك فانه يوقظ للصلاة).
- نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم المكوث فوق ظهور الدواب فترات طويلة ولا نتخذها كالكراسي.
- وفي مسند أحمد بن حنبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتخذوا ظهور دوابكم كراسي). حيث نهانا عن قضاء وقت طويل فوق ظهور الدواب.
- كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم السير بتمهل في الأراضي الخصبة حتى ترعى البهائم من العشب الخصب والسرعة في المسير في الأراضي القاحلة حتى لا تتأذى الحيوانات بالبقاء في الأراضي الجدباء، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا السير) رواه ابو داود.
- نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حرق الحيوان حياً، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قرية من النمل قد أحرقها مجموعة من الصحابة فقال لهم: من أحرق هذه؟ فقالوا نحن قال: (أنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا الله) أخرجه داود.
- نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيوان من غير ضرورة، فقد روى أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل عصفوراً عبثاً جاء يوم القيامة وله صراخ تحت العرش يقول: (رب سَل هذا فيم قتلني من غير منفعة).
- وفي رواية عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (ما من إنسان يَقتل عصفوراَ فما فوقها بغير حقها إلا يسأله الله يوم القيامة قيل يا رسول الله: وما حقها؟ قال: (حقها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي به).
- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته).
- عن ابن داود عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم، لذلك أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم قتل أشرهم والإبقاء على الباقي لتستخدم في الصيد والحراسة، كما أوصى بقتل الكلب العقور والغراب والحدأة والفأرة والعقرب والحية، فهم من الفواسق، كما أباح قتلها وقت الإحرام.
ما جزاء الرفق بالحيوان عند الله؟
جزاء الرفق بالحيوان والرحمة بهم عند الله كما ورد بالأحاديث النبوية:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له) وهو دليل على أهمية الرفق بالحيوان.
- قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لأجرا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: في كل ذات كبد رطبة أجراً.
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) رواه مسلم.
- كما أنه أمر بالإحسان وقت ذبح الذبيحة، عن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أني لأذبح الشاة وأنا أرحمها فقال: والشاة إن رحمتها رحمك الله).
