اسلاميات

لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم

لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم

لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم؟

 

عند الإجابة على سؤال “لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم؟” يجب التطرق في الحديث إلى أن رحمة الله سبحانه وتعالى تتجلى في خلال شهر شعبان المبارك الذي يغفل عنه الناس بين شهريّ رجب ورمضان، فهو شهر محبب عند الله وترفع فيه الأعمال وتتزايد فيه هبات الخالق وعطاياه.

عند عرب الجاهلية، كانت تطلق أسماء على الشهور وفقًا للأحداث التي تحدث فيها، وشهر شعبان من هذه الشهور التي تمت تسميتها في العصر الإسلامي، وهو الشهر الثامن في الشهور الهجرية، وقد قيل إنه سمي شعبان لعدة أسباب منها:

  • لأنه مصطلح يدل على التفرق والتشعب، فيعني اصطلاحًا التشعب أو الظهور، أي أنه شعب بين شهريّ رجب ورمضان، فظهر بينهما.
  • لأن العرب كانوا يتشعبون فيه وذلك بحثًا عن الماء والمرعى، وهو الرأي الأرجح.
  • كانت القبائل العربية وقتها تتشعب وتتفرق لطلب الهبات من الملوك.
  • أغصان الأشجار تتشعب في هذا الشهر، وربما يكون هذا سببًا للتسمية.
  • لأن شهر رجب من الأشهر الحرم التي يتم الامتناع فيها عن القتال، فبالتالي كان ينتظر العرب انتهائه حتى يتشعبوا في شهر شعبان للقيام بالغارات والغزو.

أهمية شهر شعبان في الإسلام

هذا وقد تحدثنا عن سبب التسمية، أما بالنسبة لفضل هذا الشهر وسبب منزلته الجليلة عند رسول الله، فظهر في مواضع كثيرة أقوال الرسول بأهمية شهر شعبان عند المسلمين، فعن معاذ بن جبل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطَّلِعُ اللهُ إلى خلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشركٍ أو مشاحنٍ” صحيح، رواه ابن حبان.

عن أسامة بن زيد رضى الله عنه قلتُ: يا رسولَ اللهِ لم تكنْ تصومُ من الشهر ما تصوم من شعبانَ؟ فقال: “ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِ العالمينَ فأحبُّ أن يُرْفعَ عملِي وأنا صائم” صحيح، رواه النسائي.

فهناك اعتقاد مزعوم أن شهر رجب بما أنه شهر حرام فهو أفضل من شهر شعبان والصيام فيه أفضل، هذا ليس صحيحًا بل أن شهر شعبان منزلة صيام التطوع فيه أفضل لأنه قريب من شهر رمضان، حيث إن أفضل صيام ما كان قبل رمضان أو بعده، كما أن صيامه أكرم عند الله ثوابًا وفضلًا من صيام الأشهر الحرم.

فضائل شهر شعبان

إنه شهر المنح الربانية التي يتفضل الله بها على عباده الطائعين الصائمين المتقربين إليه عز وجل، وهو شهر الهدى النبويّ في حب الصيام والقيام والاقتداء بالقدوة الحسنة، كما أنه شرع فيه ما يشرع في رمضان من صيام وقيام ليل وقراءة قرآن وصدقات، حتى ترتاض النفوس طاعة الخالق.

إنه شهر التربية، فيجعل المسلمين على حياء من الأعمال التي لا تخدم دينهم ويساعدهم على الانشغال بالطاعات، فلا إهدار لجهد ووقت في غير عبادة نافعة.

إنه شهر نوافل الطاعات، يجب على كل مسلم أن يبتعد عما يشغله ويلهيه عن الفوز بعبادات شهر شعبان ونيل ثوابها العظيم، فملاهي الحياة لا تنتهي ويجب اغتنام الفرص، ولنتخذ رسولنا قدوة في ذلك.

هو شهر السقي، فكيف يريد أحد أن يحصد خيرًا في رمضانه وهو لم يزرع في رجب ولم يسق في شعبان؟ فيجب على المسلم ألّا يغفل وأن يتفقد زرعه في شهر شعبان حتى لا يجف، وأن يتعهد أمام الله بذلك حتى يفوز بنعيم ثواب هذه الأيام المباركة، وكان سلفنا الصالح يتسابقون على هذا الأمر.

يوجد في هذا الشهر ليلة مباركة وهي ليلة النصف من شعبان التي يغفر فيها الله عز وجل لجميع خلقه إلا من أشرك به أو من تشاحن وتنافر، فلا يتطلع الله في هذه الليلة إلى قلب حاسد أو حاقد أو قاتل للنفس، قد جعل الله القبلة للكعبة المشرفة في شهر شعبان بدلَا من بيت المقدس.

في هذا الشهر ترفع فيه الأعمال إلى الله في كل عام خاصة كل أسبوع يوميّ الإثنين والخميس، فقد وهذا حثًا على القيام بالعبادات والطاعات المحببة إلى الله ورسوله.

أحب الأعمال إلى الله في شهر شعبان

قال صلى الله عليه وسلم: “ذانِكَ يومانِ تُعْرَضُ فيهِما الأعمالُ على ربِّ العالمينَ، فأُحِبُّ أن يُعْرَضَ عملي وأنا صائمٌ” صحيح، رواه حسن، وهنا إشارة إلى فضل الصيام في شهر شعبان فهو:

  • من أكثر الشهور التي كان يصوم فيها النبيّ، ولعل في ذلك حكمة مردّها أن بعده شهر رمضان الذي صومه فرضًا، ولهذا كان يصوم الرسول في شعبان قدر ما يصوم في شهرين حتى يعوض ما يفوته من صيام التطوع في شهر رمضان الكريم.
  • الصيام في العاشر من شعبان في الإسلام هو سنة، كما أنه فرضت زكاة الفطر على المسلمين في هذا الشهر لتأديتها في رمضان.
  • في صيامه حكمة رائعة، ذلك بأن العمل الصالح في وقت غفلة الناس هو أشق جهادًا على النفس، فبعيدُ هو عن أي رياء، بما أن المسلمين كانوا يغفلون صيام شعبان بين رجب ورمضان، لأن العمل الذي يكثر فيه المشاركون فقد صعوبته ومشقته، وثواب النوافل في السر أعظم منه في العلن.
  • يعد صيام شهر شعبان تمرينًا وتمهيدًا لصيام الشهر المبارك، فلا يدخل الناس رمضان كسالى ولا يشعرون مشقة الصيام، بل يدخلونه مدركين لذة الصيام وفضله.
  • يطلق على شهر شعبان أنه شهر (القرَاء)، لما يكثر فيه الناس من قراءة القرآن، وفيه فرصةً لأئمة المساجد بأن يستهلوا قراءة القرآن تمهيدَا لصلاة التراويح في شهر رمضان.

حكم صيام آخر شهر شعبان

استكمالًا لإجابة سؤال لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم؟ وتناولًا لصيام هذا الشهر الكريم، جدير بالذكر الإشارة إلى أمر شائك في هذا الصدد عن قول صيام آخر أيام من شهر شعبان لاسيما بعد النصف من شعبان.

يسمى آخر شهر شعبان بـ(السرار) وذلك لاستسرار القمر فيه (أي اختفاءه)، وفي ذلك ثلاث أحوال:

  • أن يصوم أحدهم احتياطًا لرمضان أي الصوم بنية رمضانية، وهذا (محرم) استنادًا إلى الحديث الشريف: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صوما فليصمه” صحيح البخاري.
  • أن يصام بنية قضاء أيام عن رمضان بسبب مرض أو غيره، أو أن يصام على سبيل النذر أو الكفارة، فلا حرج في ذلك وهذا حكمه (جائز).
  • أن يصام بنية التطوع فقط، ويكون لشخص غير معتاد على ذلك، ويكون قبل رمضان بيوم أو يومين مثلًا، أو لشخص لم يصم طوال شعبان من الأساس، وهذا أمر (مكروه).

لعلّ في ذلك حكمة:

أولَا: ألا يكون صيامًا زائدًا، مثل المنع عن صيام يوم الشك الذي لا يتبين فيه الناس إن كان من أيام رمضان أم لا.

ثانيًا: الفصل بين الفرائض والنوافل وهذا أمر صحيح، وقد أمرنا النبيَ بالفصل بين الصلوات المفروضة بسلام أو كلام فلا يجمع بينهما.

وقفات تربوية ودورة تأهيلية في شهر شعبان

ننوه أنه يجب على المسلم أن يؤهل نفسه تأهيلًا صحيحًا حتى يغتنم الفرص بصالح الأعمال، وهذا من خلال:

  • التوبة الخالصة الصادقة مع الله، وترك المنكرات والمعاصي والإقبال على الله بقلب سليم.
  • العيش في رحاب الذكر وتلاوة القرآن الكريم، وتذوق حلاوة التهجد والمناجاة في قيام الليل.
  • الإكثار من الصوم، إما من بداية الشهر وحتى منتصفه، أو كل إثنين وخميس مع الأيام البيض.
  • الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله، فهو أقوى صور الإعانة على التهيئة التعبدية.
  • القراءة والتثقف في فقه الصيام وآياته وتفسير القرآن الكريم.
  • المشاركة في مجالس العلم، أو الجمعيات الخيرية التي تضفي بهجة على المؤمن العابد لما لها من عظيم الأثر النفسي.
  • التعود على ترك ما يؤذي الصائم ويفقده صومه من قول أو فعل، بما في ذلك البعد عن الغيبة والنميمة وغيرها من لغو الحديث، ليكون جهادًا للسان والبطن والشهوة.
  • السعي إلى قضاء حوائج الناس، ومساعدتهم بالمال والصدقات.
السابق
دعاء اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من نيرانك مكتوب كامل
التالي
صف الطرائق التي يتكاثر بها الاسفنج

اترك تعليقاً