يسائل العديد من أولياء الأمور كيف اتعامل مع طفلي المتنمر وذلك يكون في أغلب الحالات بعد معرفتهم بذلك من أحد المعلمين أو أولياء الأمور، فالتنمر من السلوكيات العدائية التي لا يتوقع الوالدين أن يقوم بها الطفل؛ ولكن في العديد من الحالات يكون الأمر لعدم إدراك الطفل مدى الضرر الذي يتعرض له الآخرين مما يجعله يفعل ذلك كنوع من التسلية، وفي بعض الحالات يكون الطفل ضحية سابقة للتنمر دون علم الوالدين مما يجعله يرى أن رفاقه الأضعف منه على أي من المستويات يستحقون الشعور بالمعاناة التي مر بها؛ وفي جميع الحالات ومهما كان سبب التنمر فإنه من المشكلات السلوكية القابلة للحل، وستدرك ذلك بعد أن تطلع على كيفية الحل من خلال الفقرات اللاحقة.
تعريف التنمر
يعتقد البعض أن التنمر هو السخرية فحسب إلا أنه ليس قاصرًا على ذلك؛ فهو يُعرف بأنه نوع من السلوكيات العدائية المُتعمدة التي يتم تكرارها، ويقع ضحيتها شخص أو أكثر من الأشخاص الأضعف من المُتنمر على بعد واحد على الأقل، كالمظهر أو قوة الجسد.
وتوجد له عدة أنواع من أكثرها شيوعًا التنمر اللفظي بالسخرية اللاذعة بشكل مباشر أو إلكتروني، كما يتضمن التهديد بدرجات متباينة الشدة.
وترجع أهمية إدراك مشكلة التنمرر وعلاجها في بداياتها إلى أن تكرار السلوك المتنمر يجعل المشكلة تتفاقم لدى المتنمر وتصل معه إلى التفنن في إيذاء الآخرين نفسيًا وعدم الاكتراث بإيذائهم جسديًا أيضًا.
أنواع التنمر
التنمر الجسدي
- وخز.
- دفع.
- ضرب.
- عض.
- ركل.
التنمر اللفظي
- سب.
- تهديد.
- سخرية.
التنمر غير المباشر
- تجاهل.
- استبعاد.
- إطلاق شائعات.
التنمر الإلكتروني
- إطلاق الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- السب والتهديد إلكترونيًا.
- السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
أسباب التنمر
- التعرض للتنمر مُسبقًا.
- الشعور بالوحدة.
- الرغية في الشهرة بين الأقران.
- الاضطرابات الأسرية.
- قلة الثقة بالنفس.
- الغيرة من الآخرين.
- تقليد الآخرين.
- الغرور.
- التسلية.
سلوكيات الطفل المتنمر
- التكبر.
- السلوك العنيف.
- استعمال ألفاظ سيئة.
- كثرة الجدال.
- كثرة الشجار مع الأخوة والأصدقاء.
- تكوين صداقات مع رفاق متنمرين.
- قلة التعاطف مع الآخرين.
- صعوبة التشارك مع الأطفال في اللعب.
- السخرية من الآخرين.
- التعامل بطريقة غير جيدة مع الأطفال الأصغر.
كيف اتعامل مع طفلي المتنمر
- النقاش معه مباشرةً بأسلوب هاديء لمعرفة دوافعه في ذلك، مع تنمية وعيه عن مدى خطورة هذا الخطأ وشدة تأثيره سلبًا على الآخرين؛ فذلك يوحي بأنك مُدرك لما يفعله وأنه أمر غير مقبول تمامًا منك.
- تحديد الطريقة الأنسب لمنع الطفل عن التنمر بعلاج السبب، فإذا كان هذا السلوك رد فعل لتعرض طفلك للتنمر، فيجب عليه دعمه ومعالجة الآثار السلبية لتعرضه لذلك.
- إذا كان السبب في لجوء طفلك للتنمر هو عدم معرفته للطريقة مناسبة لتحقيق أحد الأهداف الجيدة، فوضح له الطريقة الصائبة، فعلى سبيل المثال إذا كان طفلك يتنمر كوسيلة لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الأصدقاء، فوجهه للطريقة المناسبة.
- ذكر طفلك أنه مسؤول عن سلوكه الضار للآخرين، واعرض قصصًا واقعية عن الضرر النفسي على المتعرضين للتنمر.
- حدد عقاب مناسب لنوع التنمر ووسيلته، فإذا كان طفلك يتنمر إلكترونيًا فيكون العقاب المنع التام عن استخدام وسائل التواصل الإلكترونية إلى أن يمتنع عن التنمر؛ وإذا كان يتنمر لشعوره بالتفوق عن الطفل المُتنمر عليه على المستوى المادي فيجب منعه من الأشياء التي تُشعره بالتفوق لهذه الدرجة.
- اشغل طفلك، فالانشغال بالإنجاز وفعل الأمور الجيدة، يحد من وجود وقت الفراغ لإنفاقه في فعل الأمور الضارة والأهم من ذلك أن يقوي شخصية الطفل ويضبطها بطريقة سوية تعتمد على اكتسابه الثقة بالنفس بقدر متوازن.
- تشارك مع طفلك في أعمال تطوعية تُقدم الدعم للأطفال فذلك سينمي التعاطف لديه ويجعله أكثر اهتمامًا بمشاعر الآخرين.
- وضح لطفلك بالفعل والفعل أنك تبغض سلوكه السلبي تجاه الآخرين، لكنك تحبه كشخص.
- وضع قواعد واضحة للسلوك المقبول والسلوك غير المقبول في التعامل مع الآخرين مع توضيح الثواب والعقاب.
- التحدث مع طفلك لمعرفة المزيد عن أهدافه ثم قسمها معه إلى مراحل صغيرة، واشغله بتحقيقه، ثم احتفل بإنجازاته في كل من المراحل.
- الانتباه إلى المواقف التي يتحدث فيها طفلك مع الآخرين بطريقة جيده وتشجيعه على ذلك.
- ركز على حل المشكلة وليس على العقاب، فالعقاب ليس غاية وإنما مجرد وسيلة لتقويم سلوك طفلك وردعه عن فعل الخطأ.
إذا لم يتغير سلوك طفلك أو إذا كان شديد الضرر للآخرين يجب الاستعانة بمختص لمعرفة الطريقة الأنسب والأسرع تأثيرًا لمنع طفلك عن التنمر.
