أدبيات

اجمل اشعار أحمد شوقي

أحمد شوقي من أعظم الشعراء الذين إستطاعوا الحفاظ على وجودهم حتى بعد وفاتهم، فهو من أنجح وأجدر عظماء عصره وبعد عصره، حيث كان شاعراً فاهماً حالماً عظيماً.

نشأة أحمد شوقي

أحمد شوقي هو شاعر مصري أسمه أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك، ولد في أكتوبر 1868، ولد بحي الحنفي بالقاهرة، وهو من أب كردي وأمه كانت تركية وشركسية الأصل، ونشأ في مستوى مادي جيد وعلى جانب من الثراء وذلك لأنه تربى في قصر الخديوي، فهي كانت تعمل كوصيفة وكانت في حالة ميسورة وجيدة جداً، لذلك تولت تربية حفيدها وجعلته يتربى معها تربية رغدة وجيدة.

إلتحق بعد ذلك بما يسمى الكتاب وهو في عمر الرابعة مع شيخاً يدعى الشيخ صالح، فاستطاع تعلم اللغة وكيفية القراءة والكتابة، وحفظ قدراً لا بأس به من القرآن، ثم أنه إلتحق بمدرسة المبتديان في المرحلة الإبتدائية، ولكنه أعفى من المصاريف نظراً لتفوقه وزكائه الملحوظ، كما أنه أهتم بالشعراء وقراءة الدواوين وأندمج معها وأصبح مولعاً بها وسهل عليه حفظها.

ثم في عام ال خامسة عشر من عمره ألتحق بكلية الحقوق ودرس فيها وتخصص في مجال الترجمة ولكن ايضاً موهبته الشعرية طغت عليه وجعلته ملحوظاً بين الأساتذة خاصة الأستاذ محمد البسيوني وهو كان أستاذه في ذلك الوقت.

ثم بعد ذلك سافر إلى فرنسا لتلقي العلم، وذلك بدعم من الخديوي توفيق نظراً لزكائه وقدراته الفكرية والإبداعية، فأسس جمعية لنهضة مصر مع زملائه في البعثة وسموها جمعية التقدم المصري، وهذه كانت بداية علاقة قوية بينه وبين الزعيم مصطفى كامل حيث شكلت هذه الجمعية عملاً ملموساً ضد الإحتلال الإنجليزي.

بالرغم من طول المدة التي قضاها أحمد شوقي في أوربا ألا أنه ظل متأثراً بشعراء العرب خاصة المتنبي، وايضاً تأثر بشعراء الغرب وخاصة الفرنسيين مثل موليينا وراسينا.

كما أنه توالت قصائد المديح للخديوي عباس وذلك قيل أنه لعدة أسباب أهمها أنه تربى في قصر الخديوي وهم أصحاب فضل ونعمة عليه وعلى نشأته، والسبب الثاني هو ميوله الدينية وما قيل وقتها أن الخلافة العثمانية هي خلافة أسلامية لابد من تحفيزها وتشجيعها وتنفيذ قوانينها ولابد من الدفاع عنها.

وبسبب تأيده للخديوي ومدحه أراد الأنجليز معاقبته ونفوه إلى إسبانيا في عام 1915 ولكنه لم ييأس وأستفاد من هذه الظروف وأهتم بدراسة الحضارة الأندلسية وتعلم اللغات وأضاف الكثير إلى ثقافته.

بعد في هذه الفترة عن المديح وأهتم بالاشعار الحزينة بسبب نفيه من مصر ولكنه سرعان أنتبه إلى الأزمات التي تمر بها مصر فبدأ يشارك فيها من خلال أهتمامه بالتحركات الشعبية التي تسعى إلى تحقيق حلم الأستقلال، ثم رجع من المنفى إلى مصر في عام 1920م.

ثم نال لقب أمير الشعراء في عام 1927م، وبعد ذلك أتجه للشعر المسرحي وقدم فيه العديد من الموضوعات التي لازالت تعرض ولازالت تدرس في المدارس ومن أهم مسرحياته الشعرية مجنون ليلى، على بك الكبير، مصرع كليوباترا وقمبيز، كل هذه المسرحيات نجحت نجاحاً لم يسبق وأظهرت مدى إمكانياته ومدى تفكيره وقدرته العظيمة على الإبداع.

شعر أحمد شوقي

أشتهرت اشعار أحمد شوقي بالجمال والذوق الرفيع، فقد كان أحمد شوقي رائداً في النهضة الأدبية والسياسية والأجتماعية والثقافية والمسرحية، وظهر ذلك في ديوانه الشوقيات والذى أحتوى على المديح والرثاء والحكايات الوطنية والدين والحكمة والتعليم والسياسة وبعض الأغراض العامة.

فقد كان يتميز بالحس المرهف وفطرته الموسيقية الرائعة، وأختيار الألفاظ الرنانة المتناسبة مع بعضها لكي تحدث رنيناً موسيقياً عظيماً وكانت لديه موهبة فازة لن يتميز إلا قليل من فحول الشعراء.

وأدى أتقانه للغة الفرنسية أثراً إيجابياً كبيراً في حفظه للأشعار الفرنسية والتأثر بشعرائها والتطلع على آدابها، وفي بداياته كتب بعض الفنون النثرية منها (عذراء الهند ، الأدياس، وورقة الآس ، وأسواق الذهب)

وقد جمع اشعاره في ديوان الشوقيات، وما لم يضمه فيه جمعه الدكتور محمد السربوني تحت مسمى ديوانٍ جديد يدعى الشوقيات المجهولة.

فقد كتب العديد من الاشعار الوجدانية فقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب في السياسة بسبب حبه الشديد لوطنه وأدى ذلك إلى نفيه إلى الأندلس، ولم ينس الأطفال في كتاباته وقصصه، وكتب ايضاً في التاريخ، وتنوعت كتاباته مابين الرثاء والغزل والمدح وغيره  من أنواع الشعر الجميل والذي جذب الناس إليه وإلى اشعاره.

كان يطمح شوقي أن يكون هو الشاعر المفضل لدى الخديوي وخاصة بعدما كان هو شاعر القصر الملكي لأنه تربى فيه وتعلم كل شيء في هذا القصر.

وفاة أحمد شوقي

ظل أحمد شوقي يحرص على حب الشعب المصري حتى وفاته المنية في 14 أكتوبر 1932م.

أشعار أحمد شوقي

قال عن المعلم

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّه التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
قال عن جدته

لي جَدّةٌ ترأفُ بي أحنُ عليّ من أبي
وكل شيءٍ سرّني تذهبُ فيه مذهبي
إن غضِبَ الأهلُ عليَّ كلُّهم لم تَغضَبِ
عن المدرسة

أنا المدرسةُ اجعلني كأمٍّ، لا تمِلْ عنّي
ولا تفزعْ كمأخوذٍ من البيتِ إلى السجنِ
كأنى وجهُ صيّادٍ وأنت الطيرُ في الغصنِ
ولا بدَّ لك اليومَ وإلا فغداً.. مِنّى
يقول في الكتب

أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا
صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا

رزق الله أهلَ باريسَ خيراً

رزق الله أهلَ باريسَ خير
اً وأَرى العقلَ خيرَ ما رُزِقوه
عندهم للثنار والزّهر ممّا
تُنجِب الأَرضُ مَعْرِضٌ نَسقوه
جنَّة ٌ تَخلِب العقولَ، وروضٌ
تجمع العينُ منه ما فرقوه
من رآه يقول قد حُرموا الفر
دوسَلكنْ بسحرهم سرقوه
ما ترى الكَرْم قد تشاكلَ، حتى
لو رآه السُّقاة ُ ما حقَّقوه
يُسْكِرُ الناظرين كَرْماً، ولمَّا
تَعْتَصِرْهُ يَدٌ، ولا عتَّقوه
صوروه كما تشاءُون، حتى
عَجبَ الناسُ كيفَ لم يُنطِقُوه؟
يجدُ المتَّقي يد الله فيه
ويقول الجَحودُ قد خَلَقوه

بالوَرْدِ كُتْباً، وبالرَيَّا عناوينا

بالوَرْدِ كُتْباً، وبالرَيَّا عناوينا
رأيت على لوحِ الخيال يتيمة
ً قضى يومَ لوسيتانيا أَبَواها
فيا لك من حاكٍ أمين مُصدَّقٍ
وإن هاج للنفس البُكا وشجاها
ولا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وذَراها
وقُوِّضَ رُكْناها،وذَلَّ صِباها
زكم قد جاهد الحيوانُ فيه
وخلَّف في الهزيمة حافريه
وليت الذي قاست من الموت ساعة
كما راح يطوي الوالدين طواها
كفَرْخٍ رمى الرامي أَباهُ فغالهُ
فقامت إليه أمُّهُ فرماها
فلا أبَ يستذري بظلّ جناحِه
ودبَّابة ٍ تحتَ العُباب بمَكمَنٍ
أمينٍ، ترى الساري وليس يَراها
هي الحوتُ، أَو في الحوت منها مَشابِهٌ
فيها إذا نَسِيَ الوافي، وباكِينا
أبثُُّ لأصحابِ السُّفين غوائلا
وأَربُعٌ أَنِسَتْ فيها أَمانينا
خؤونٌ إذا غاصتْ، غدورٌ، إذا طَفت
ملعَّنة ٌ في سحبها وسُراها
فآبَ مِنْ كُرَة ِ الأَيامِ لاعِبُنا
وتَجني على من لا يخوض رَحاها
فلو أَدركت تابوت موسى لسَلَّطتْ
عليه زُباناها ، وحرَّ حُماها
وغاية ُأمرهِ أنّا سمعنا
لسان الحال يُنشدنا لديه
ولو لم تُغَيَّبْ فُلْكُ نُوحٍ وتحْتَجِبْ
لما كان بحرٌ ضمَّها وحواها
أليس من العجاب أن مثلي
يَرَى ما قلَّ مُمتِنعاً عليه؟
وأفٍّ على العالم الذي تدَّعونه
إذا كان في علم النفوس رَدَاها.

السابق
كلمات واشعار عن الأم جديدة
التالي
اشعار يونس أيمري (Yunus Emre)

اترك تعليقاً