التعليم

 الآثار الاجتماعية للتدخين

التدخين هو أكثر الظواهر التي انتشرت في عصرنا الحاضر بشكل كبير والتي يرجع عمرها إلى عام 5000 قبل الميلاد حيث وجد التدخين في الكثير من الثقافات التي كانت منتشرة حول العالم ولكن في الوقت الحاضر بدا التدخين بعد الغزو الأوروبي للقارة الأمريكية حيث كان ينتشر التدخين بين الهنود الحمر الذين كانوا يستوطنون هذه المناطق لينتشر التدخين بشكل مذهل في جميع إرجاء العالم.

ويمارس التدخين في الوقت الحاضر أكثر من  المليار شخص في جميع المجتمعات البشرية وهناك العديد من الأشكال للتدخين أكثرها شيوعا هو تدخين السجائر أو التبغ ولكن هناك أشكال أخرى للتدخين مثل تدخين الحشيش.

والتدخين هو عبارة عن عمليه يتم خلالها حرق ماده معينه والتي تكون في غالب الأمر التبغ وتم استنشاقه ويتم ممارسه هذه العملية في المقام الأول يغرض على الترويح عن النفس حيث انه يتم حرق المادة الفعالة التي تسمى النيكوتين مما يجعل الرئة قادرة على امتصاصها.

وهناك العديد من الوسائل التي يتم التدخين من خلالها فهناك البعض الذين يستخدمون السجائر وهناك من يقوم بالتدخين عن طريق الشيشة أو الارجيلة وهناك من يستخدم الغليون كما أن التدخين ينقسم إلى نوعين فهناك التدخين الإرادي الذي يقوم به الشخص المدخن بنفسه وهناك التدخين السلبي أو اللاإرادي والذي يتم من خلال الأشخاص الغير مدخنين الذين يقومون باستنشاق الدخان من الأشخاص الذين يقومون بالتدخين.

 تاريخ التدخين

كما قلنا من قبل فان تاريخ التدخين يرجع إلى عام 5000 قبل الميلاد وكان يتم التدخين في الطقوس التي يتم تنفيذها من جانب بعض الحضارات المعينة مثل الحضارة البابلية والصينية والهندية وذلك عن طريق إحراق البخور كجزء من هذه الطقوس الدينية كما قام بنفسه هذا الفعل بنو إسرائيل و بعد ذالك الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية وفي الأمريكيتين كان يتم التدخين للاحتفال من جانب كهنه الشامان الذين كانوا يقومون بحرق البخور ولكن في وقت لاحق تم تنفيذ هذه العادة للمتعة وكوسيلة من الوسائل التي يتم استخدامها للتواصل الاجتماعي كما كان يتم التدخين للتبغ وبعض المخدرات الأخرى التي تسبب الهلوسة وذلك حتى يتم حدوث حاله من الغيبوبة أو حتى يتم التواصل مع الأرواح.

أما يرجع تاريخ بعض المواد المدخنة مثل الحشيش أو أحشاء الأسماك وجلود الثعابين وغيرها من الأشياء التي كان يتم لفها ويتم تغلفها وتدخينها إلى 2000 سنه على اقل تقدير وقد كان يتم وصفه بقرابين النار والتدخين في طب ابورفيدا اما التدخين بالمعنى الحرفي للكلمة فتمت ممارسته منذ حوالي 2000 سنه.

وكانت تدخين الحشيش رائج بشكل كبير في الشرق الأوسط قبل أن يتم معرفه التبغ كما كان معروف في السابق إحدى الأنشطة الاجتماعية التي كانت تتمركز حول نوع معين من التدخين وذلك عن طريق أنابيب التدخين المائية والتي كانت تسمى شيشة وبعد وصول التدخين إلى الشرق الأوسط أصبح من المكونات الأساسية للمجتمع ولثقافته كم أصبح من الأشياء الملازمة للعديد من التقاليد الهامة مثل الجنائز والأفراح.

وصل الحشيش إلى الصحراء الكبرى في إفريقيا عن طريق أثيوبيا وذلك عن طريق التجار العرب والهنود خلال القرن الثالث عشر وكذلك انتشر عن طريق القوافل التي كانت تحمل بالبن وكان يتم تدخينه عن طريق انابيب مائية مصنوع من اليقطين مع وجود جزء مجوف من الطين المحروق.

 رواج التدخين

بعد أن تم إقامة مستوطنة جيمس تاون في  القارة الأمريكية وبعد فشل شركه virginia join stock في استخراج الذهب استطاع جون رولف من تحويل التبغ إلى سلعه واستطاع تحقيق من خلالها مكاسب كبيره جدا لهذه الشركة وسمي التبغ بالذهب البني ونتيجة لزيادة الطلب على التبغ فتم زراعته بشكل متلاحق.

وبسبب الفرنسي جان نيكوت انتشر التبغ في فرنسا وتبعه انجلترا وكان التبغ  في بداية الأمر إحدى أشكال المواد المسكرة التي يتم استخدامها كشكل من أشكال الدواء مثل القهوة والشاي والأفيون.

وبعد فتره ليست بالكبيرة من انتشار التبغ في العالم تعرض للكثير من الانتقادات من جانب رجال الدولة الكبار ورجال الدين وحاول السلطان مراد الرابع إحدى سلاطين الدولة العثمانية منع دخول التبغ للدول الإسلامية بدعوى انه تهديد للأخلاقيات والصحة كما حاول الإمبراطور الصيني شونجزين منع التبغ عن طريق إصدار مرسوم وفي اليابان تعرضت مزارع التبغ الى الهجوم من جانب القوات اليابانية التي كانت ترى أن التبغ هو من احد الأشياء التي تهدد الاقتصاد العسكري وذلك عن طريق إهدارالأراضي الزراعية القيمة في زراعه أشياء مضره للصحة بدل من استعمالها في زراعه المحاصيل الزراعية الغذائية المفيدة.

وكان من ابرز المعارضين لانتشار التدخين هم رجال الدين الذين كانوا يرون في التدخين شيء غير أخلاقي وكان هناك من يعتقد انه من أعمال الكفر فحظر بطريريك موسكو من بيع التبغ واصدر قرار بالحكم على النساء والرجال المخالفين لهذا القرار بان يتم شق أنوفهم بشكل طولي وان يتم جلد ظهورهم حتى تسلخ عن الجلد كما قام اربان السابع بابا الكنيسة الغربية بتحريم التدخين وإدانته في بيان باباوي رسمي كما قام الملك الانجليزي جيمس الأول بتأليف كتاب عن التدخين يسمى إدانة التبغ حاول في أن يحذر من أضرار التبغ كما قامت بفرض ضرائب باهظة على التجار الذين يقومون بالتجارة في التبغ وعلى الرغم من جميع هذه المحاذير التي كانت تقف عائق أمام ممارسه التدخين إلا أن تم تجاهل جميع هذه العوائق وانتشر التدخين وبعد أن أدرك العديد من الحكام أن الاهتمام بوضع قرارات لمنع التدخين لا تأتي بما يرغبون قاموا بعمليه تحويل تجاره التبغ إلى مشاريع حكوميه احتكاريه.

وفي منتصف القرن السابع عشر أصبحت عاده التدخين من العادات المنتشرة في جميع الثقافات وجميع الحضارات وأصبحت زراعه التبغ وصناعه السجائر من خطط العديد من الدول وأصبح التبغ يدخل امن المواني الرئيسية.

 تدخين الأفيون

انتشر تدخين الأفيون خلال القرن التاسع عشر حيث كان قبل ذلك يتم أكل الأفيون ويمكننا القول بان العجز الذي حدثت في الميزانية للتجارة الانجليزية في صالح سلاله مينج الصينية ابدي إلى انتشار تدخين الأفيون بشكل كبير في الصين حيث كان الانجليز يقوموا بتصدير كميات من الأفيون الذي يتم زراعته في المستعمرات الهندية إلى الصين كإحدى الوسائل لحل هذه المشكلة وبسبب المشاكل الاجتماعية والخسائر الكبيرة في العملة حاولت الصين وقف الواردات من الأفيون مما أدى في نهاية الأمر إلى حروب الأفيون.

ثم انتشر الأفيون بصوره كبيره بين المهاجرين الصينيين وظهرت الأوكار المشبوهة للأفيون وفي النصف الأخير للقرن التاسع عشر أصبح الأفيون منتشر بشكل كبير في المجتمع الأوروبي وبشكل خاص بين الفنانين ولكن هدأ هذا الأمر بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى وتضائل بشكل كبير استهلاك الأفيون داخل الصين أثناء الثورة الثقافية في الستينات والسبعينات.

 الآثار الاجتماعية للتدخين

أصبحت الأثارالإجتماعية لتدخين السجائر التي خلفها التدخين على الصحة مع الزيادة التي حدثت في إنتاج السجائر وزيادة المتوسط لعمر القرد خطيرة بشكل كبير فداخل ألمانيا تعاونت الجماعات المعارضة للتدخين مع الجمعات التي تعارض شرب الكحول بنشر مقالة للتعبير عن رفض استهلاك التبغ وفي عام 1929 نشر لينكينت دريسدين إحصائيات رسمية تربط بين العلاقة بين التبغ والسرطان كما أدان أدولف هتلر خلال فترة الكساد الاقتصادي عادة التدخين ووصفها بأنها تضيع الأموال كما تم دعم هذا الموقف بشكل أكثر قوة بعد أن رأت النازية الإيجابية أن النساء المدخناتليس من حقهن أن يكن أمهات وزوجات في الأسرة الألمانية.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية فقد المعارضين للتبغ الشعبية واستطاع مصنعو السجائر الأمريكان الدخول إلى السوق الالمانيه و أصبحت عمليات التهريب الغير شرعيه للتبغ سائدة كما تم اغتيال القائد النادي المعادي للتبغ وكجزء من خطة مارشال تم شحنه التبغ إلى ألمانيا بشكل مجاني وارتفع نصيب الفرد السنوي من استهلاك التبغ.

وفي بريطانيا أثبتت الأبحاث وجود علاقة بين الإصابة بسرطان الرئة والتبغ ومع زيادة الأدلة والبراهين التي تدل على وجود علاقة بين الإصابة بالسرطان والتبغ ادعت شركات التبغ وجود تقصير مشترك بين المستهلك وبينها وذلك لأنه أثار التبغ الضارة لم تكن واضحة أو أنها كانت تفتقر إلى المصداقية وفي عام 1998 تم فرض حظر على الإعلانات الخاصة بالسجائر وذلك بموجب التسوية التي حدثت مع شركات التبغ الخاصة وتم توقيع هذه الاتفاقية بين الشركات الأربع الكبرى لصناعه السجائر وبين النواب العموميين ال46 ولاية كما تم الطلب من هذه الشركات بان تدفع تعويضات صحية و يعتبر هذا الاتفاق هو اكبر اتفاق للتسوية الأهلية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

واستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية من تخفيض معدلات التدخين من 42% إلى 20.8% وذلك في خلال الأعوام من 1965 إلى 2006 وعلى الرغم من هذا الانخفاض في معدل استهلاك السجائر الشخصي إلا أن المعدل اليومي لاستهلاك السجائر ارتفع من 22% إلى 30%.

أما في الدول النامية فقد كان معدل استهلاك السجائر مرتفع بشكل سنوي كما انه يعتبر من الممارسات الحديثة في هذه الدول كما أن روسيا تعتبر في مقدمه الدول المستهلكة للتبغ يأتي بعدها اندونيسيا ثم لاوس  فاوكرانيا ثم روسيا البيضاء و اليونان والأردن والصين وبدأت منظمه الصحة العالمية في البدء بتنفيذ برنامج يسمى مبادرة التحرر من التبغ من اجل تخفيض معدلات استهلاك السجائر في المجتمعات النامية.

السابق
أحب العطور للمرأة السعودية
التالي
أشهر المقشرات الخاصة بحمام المرأة السعودية

اترك تعليقاً